أبو الفتوح واسرائيل ومبارك

[هشام النجار]

هشام النجار | 26-02-2012 13:10

جهات كثيرة يزعجها هذا الرجل ، فبرغم إصرار الإخوان المسلمين على تخذيله وإضعاف فرص نجاحه إلا أن المؤشرات تدل على أنه من أكثر المرشحين للرئاسة شعبية وقبولاً لدى الرأى العام . وإن لم يُبتدع حديثاً مصطلح المرشح التوافقى الذى تلوثت سمعته قبل أن يُذاع اسمه ، لكان أبو الفتوح أقربهم إلى التوافق الشعبى لكونه يحظى بنسب متكافئة من القبول من كافة التوجهات والانتماءات . الضربة التى تلقاها أبو الفتوح بكعب رشاش أحد الملثمين المجهولين فى طريق عودته من المنوفية إلى القاهرة المراد منها أن يفيق الشعب المصرى من أوهامه قبل أن تستهدف غيبوبة أبو الفتوح . لاشك أنه المرشح صاحب القبول الجماهيرى الواسع وأن فرصه فى النجاح بالمنصب أكبر من غيره ، وأن هناك جهات تمتلك المال والإمكانيات الواسعة ستستفيد من إزاحته من السباق ، يأتى على رأس تلك الجهات إسرائيل التى يطير النوم من عينيها ولا يهدأ لها بال ولن يهدأ قبل أن تطمئن إلى أن الرئاسة المصرية قد ذهبت إلى من تطمئن إليهم وتستطيع التعامل والتفاهم معهم ، وبالتأكيد لن يكون الإخوانى السابق والوطنى العصامى والمناضل الشجاع الذى وقف أمام الرئيس السادات عندما كان طالباً فى الجامعة ، مطالباً إياه بالتخلص من زمرة المنافقين الذين يحيطون به . والمرشح المحتمل القوى الذى تتمناه إسرائيل يهمه بالفعل إزاحة أبو الفتوح وربما أبو إسماعيل أيضاً نظراً لضعف شعبيته ، وهو يمتلك القدرة اللوجستية على إزاحتهما .

هذه جهة تبدو الأقوى فى نظرى – أعنى إسرائيل ومرشحها للرئاسة - ، هناك أيضاً مبارك ومرشحه ، وهذه جزئية توجع القلب ، فمن يصدق أن رئيساً مخلوعاً فى إثر ثورة شعبية يحظى بهذه العناية والرعاية الطبية الفائقة وينال هذا القدر العالى من الحماية المدعومة بالمخابرات ورجال الأمن ووسائل الاتصال الحديثة وقوات الاستطلاع والطائرات الحربية ، بينما لا يكلف وزير الداخلية خاطره ويدعم أحد أهم مرشحى الرئاسة بعنصر أمن واحد أو حتى مخبر بعصا يرافقه فى جولاته لحمايته ، وتتركه القوات المسلحة هكذا يتنقل بين المحافظات فى ظل هذا المناخ الأمنى المنفلت بصحبة سائقه فقط . ليست الشيخة ماجدة وفريد الديب وآسفين يا ريس والمحامون الكويتيون وبعض أمراء الخليج هم من يشعروننا بأن مبارك لا يزال رئيساً معترفاً به لدى بعض القطاعات ، إنما لمسنا ذلك بقوة من الدفع بالفريق أحمد شفيق لماراثون الرئاسة ، والذى ذكرنى بالكابتن محمود الخطيب فى ماتش اعتزاله عندما دفع بخالد بيبو لخلافته فى الملاعب ، ومبارك هنا بالطبع يهمه فوز مرشحه وبالتأكيد يمثل حضور أبو الفتوح عقبة كؤود فى طريق هذا الهدف للكابتن مبارك ، فكان اللجوء للعنف واللعب الخشن والضرب بدون كرة بعيداً عن أعين الحكم والمراقبين .

إنها والله نكتة سمجة تبكينى ولا تضحكنى ، فهل لا يلاحظ الحكم ولا المراقبون شيئاً مما يحدث ؟ وهل لا يستطيعون بالفعل السيطرة والتحكم فى أحداث المباراة ؟

المخابرات ، قوات الأمن ، فرق الاستطلاع ، قوات مكافحة الإرهاب ، الأمن الوطنى – أمن الدولة سابقاً ، الذى استطاع اعتقال عشرات الآلاف من الإسلاميين بطول مصر وعرضها من الصعيد ومدن القناة والإسكندرية وسيناء والوجه البحرى خلال أيام قلائل وأودعهم لسنوات طوال بالمعتقلات بمقتضى قانون الطوارئ للاشتباه فى كونهم قد يشكلون خطراً على أمن الدولة واستقرارها ، هل يعجز عن اتخاذ نفس الإجراءات الحاسمة السريعة مع البلطجية وعصابات الترويع والخطف والملثمين قطاع الطرق ؟

الحادث جاء بعد تحذير أيمن نور من كوارث قادمة لإفشال انتخابات الرئاسة ، وهذا بالطبع منطقى جداً فنحن أمام مرشحين شرسين جداً وعنيدين جداً ... لا أتحدث عن الجنرال عمر سليمان والفريق أحمد شفيق – حفظهما الله - ، إنما عن إسرائيل ومبارك .

[م. وليد كمال الخضري]

مع احترامي الشديد لكلامك ومقالك الجميل وواقعيته الا ان يد لوحدها لا تستطيع ان تصفق فحتى لو جاء ابو الفتوح رئيسا لن تتاح له الفرصة كما تم مع كل رئيس تغضب عليه امريكا واسرائيل

[حنين يوسف]

أود تذكيركم هنا بما قاله هنري كيسنجر لمناحم بيجن بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد الملعونه :
" لقد سلمتك أمة نائمة ، فالأمة العربية تنام ، ولكنها لا تموت ، فاستثمر ما استطعت نومها ، لأنها حين تستيقظ تعيد في سنوات ما أخذ منها في قرون "!

اشكرك على المقال سيد هشام
احترامي

[فخري فزع]

استاذ هشام النجار عندي وجهة نظر اُخرى ربما تزعجك وتغضبك قليلاً
ولكنها أكثر واقعية والله أعلى وأعلم
وهي :

الإدارة الأمريكية - برعاية مَنْ دعم الإخوان من أثرياء الخليج- إتفقوا مع الإخوان في مصر على الديمقراطية لمصر (علمانية بثوب مدني) ولهذا تمت القسمة بالتوافق .. الإخوان لهم أغلبية مجلس الشعب ورئيس الجمهورية ليس إسلامي والسبب حتى لا يكون موقف الإخوان محرج أمام الجماهير فلو كان الرئيس منهم فسيكون على عاتقه الجلوس مع الصهاينة والأمريكان ومطالبته بتطبيق الحكم الإسلامي
وحتى تكون الدولة مدنية كان لا بد من إبتعاد الإخوان عن رئاسة الجمهورية والإكتفاء بالأغلبية بمجلس الشعب

على هذا إتفقت أمريكيا معهم ... ولهذا لم يرشح الإخوان أحد لرئاسة الجمهورية لأن ترشيح أي شخص منهم يعني الفوز وبسهولة وهذا ضد الإتفاق فهم يهربون من الفوز بالرئاسة !!

لقد أحرج ابو الفتوح الإخوان عندما رشح نفسه وبيّنَهم أمام أمريكيا بعدم إحترام وعودهم وإتفاقاتهم ...

الآن الأخوان يقولون لأمريكيا نحن لم نَخِلّ بالإتفاق... وهذا ابو الفتوح خرج عن الأمر وقد قمنا بطرده من الحركة ..
أمريكيا تقول لهم حسناً هو خرج عن طوعكم ولكنه يهدد إتفاقنا
ومطلوب منكم العمل على إفشاله بكل الطرق
لأن نجاحه بالإنتخابات يجعل كل شيء بيننا لاغي ويتم نشره للعلن عن طريق مؤتمر صحفي صادر عن البيت الأبيض وسنعلن أننا ضد هذه الحكومة في مصر وسنقوم بمحاربتها سياسياً وإقتصادياً
فالأفضل لكم وضع حد له ... بالتشويه بالإعلام بالجنة بالنار المهم هذه هي مهمتكم فنفذوها مثلما نفذنا لكم برعايتنا المباشرة بتهديد مبارك لدرجة أن أوباما كان يخرج بتصريح كل ثلاث ساعات لصالح الثورة
وأسقطنا لكم مبارك وحيّدنا العسكر فلم يتدخلوا لصالح مبارك ضدكم ... قمنا بما علينا وبقيّ الشق الخاص بكم فقوموا به كما يجب ...

وجهة نظر مزعجة بلا شك
تحياتي اخي هشام

[هشام النجار]

أخى المهندس وليد كمال .. شكرا لك لكن أنا أكثر تفاؤلا منك فى شأن انهاء التبعية لأمريكا وهذا التفاؤل ليس آمالا فارغة انما مبنى على شواهد ، وأرجو الأخذ فى الاعتبار قضية التمويل الأجنبى التى يحاكم فيها 19 أمريكياً الى جانب مصريين ومن الأمريكيين نجل وزير أمريكى .. انها بادرة خير على انهاء التبعية .

[أميرة تاج الدين]

اسمح لى استاذ هشام ان اذكر رأيى الشخصى وهو مخالف لرأيك وربما لرأى الاعضاء الكرام ممن شاركو .

بالسياسة تختلف الاراء حسب قناعة كل شخص وهواجس كل شخص ، فهواجسى تقول الاتى :

اولا ابو الفتوح وانفصاله عن الاخوان لعبة من الجماعة ، أراها هكذا فهى هواجسى
ثانيا ابو الفتوح يجد توافق شعبى أشك فى ذلك كثيرا ....... حيث ان الشعب المصرى يفاجىء الصغير والكبير عندما يختار ويفوق كل التوقعات وكل ضرب للخيال ، فهناك من يرى ان ابو اسماعيل له دراويش مثل دراويش البرادعى ، ايضا الفريق احمد شفيق له دراويش اسفين يا ريس ، ويالا العجب حتى دكر البط توفيق عكاشة له دراويش الظباط الفاسدون حيث انهم يودونه رئيس ليلعبون به فيصبحوا هم الاقوى منه وهو يلتجىء لقوتهم ليسلطهم على الشعب ليجعلها للمرة الثانية دولة أمنية ، ونرجع لامن الدولة من تانى .

خلاصة ثانيا ان لكل مرشح له دراويشه ، لكن الشعب ان وصل شعور لاحد بان درويشه كذا ، فلا تصدقوه لانهم دائما يفوقوا كل التصورات فى اختياراتهم ، فأكثر طرف من الاطراف ليس له أمان ولا تصور ولا تكهن فى اختياره هو الشعب ، لذا اعترض ان عبد المنعم ابو الفتوح الاخوانى جدا ومنفصل عنهم هزليا رئيس توافقى من الشعب

ثالثا وقف ابو الفتوح امام السادات ومن وقف غيره ؟ حمدين الصباحى بل السادات ما تجرأ عليه بل كان يحايله ويقول له يا ابنى افهم وانتظر خطابه معه كان لينا ، بينما نال من ابو الفتوح وأوقفه عند حده وأرتعش وتراجع الرجل قائلا ما انا واقف اهوه يا ريس عند حدى ، فى تلك الواقعة بالذات وهى الوقوف امام السادات الصباحى يكسب ابو الفتوح .

رابعا ما حدث مع ابو الفتوح ليس هجوما عليه لانه مرعب فى انتخابات الرئاسة لان هناك من اقوى منه فى الرعب ، لكن الطبيعى والمعتاد سرقة عربيته مثل سرقات السيارات لاى شخص الان بمصر ، والدليل ان كان هناك جهة ما تريد النيل من ابو الفتوح لخوفهم منه لقوته التى هى وهم كانت قتلته او على الاقل كان أخذ طعنة سكين مثلما حدث مع مرشح حزب التجمع قبل انتخابات البرلمان بأيام .

خامسا نزاهة ابو الفتوح نعم قديما ايام المعتقلات ، لكن اليوم نراه بألف رأى والف وجه وتودد لكل الجهات فهو تحول 360 درجة عما كان ابو الفتوح زمان .

سادسا الامن ينجح فى تأمين ما يود المجلس العسكرى ان يأمنه مثلما حدث بالانتخابات بينما لم يحدث باستاد بورسعيد ، اذا الامن يؤمن فقط ما يريد ان يؤمنه من يعطى الاوامر أى اليد العليا الى الان بالبلاد وهو المجلس العسكرى الذى يتنمر على الشرطة دون تذمر الشرطة بل هى الان فى حماه .

سابعا لا ابو الفتوح ولا غيره تخشى منه اسرائيل او امريكا ، لان امريكا واسرائيل الان علمت جيدا اكثر منا للاسف من يستحق ان تخشاه وهو الشعب .

اخيرا الى الان لم نرسى على بر هل الرئيس هيكون صورة اى نظام برلمانى ، ام هيكون له صلاحيات وحده ويكون نظام رئاسى وهذا مستحيل خاصة بعد الثورة وخاصة ايضا الاخوان التى ترأس مجلس الشعب حيث البرلمان كعكته التى فاز بها الى الان ، ام هيكون نظام مختلط ........ الكلام المتداول الان انه مختلط والشكل النهائى المتفق عليه ان سلطته هتوزع عليه وعلى رئيس الوزراء بجانب البرلمان ........ كلام هل هو دستورى هذا الكلام ؟ هل اعترف به المجلس الاعلى ؟ هل هذا الكلام له قانون دستورى بالاعلان الدستورى ؟ الاجابة لا اذا لما تخشى اسرائيل او امريكا من شىء لم يحدد بعد ومجهولة صلاحياته الى الان ، بينما الشعب موجود وليس مجهول ولا يحتاج لقانون دستورى ليضع له مادة بالاعلان الدستورى من قبل المجلس الاعلى للقوات المسلحة ، فهى تخشى هذا الذى ليس له قانون يحكمه .

الاختلاف بالرأى لا يفسد للود قضية حيث هكذا السياسة ، وجهات نظر متضاربة طول الوقت ..... ارجوا ان لا يكون رأيى مزعجا ، حيث انه قناعة شخصية وهاجس شخصى واخيرا تحليل شخصى .

تحياتى لكاتب المقال استاذ هشام

[هشام النجار]

الشكر موصول لك حنين يوسف وسوف ترى ما تقر به عينك من لأمتك وعلينا المشاركة والعطاء والظهور قدر ما نستطيع فى الصورة .. بارك الله فيك