اشتباكات..........قتلى وجرحى بالعشرات.........إدانة استنكار فدعوة للتهدئة والحوار..........ومن ثم اتفاق وعناق........فتاكيد على حرمة الدم الفلسطيني وعلى الوحدة الوطنية .........واستبعاد الحرب الاهلية......
هذا المشهد مافتئ يتكرر عديد المرات في غزة.......فمنذ اشهر ونحن نصحوا على وقع مثل هذا السيناريو المتجدد ونسمع الى مثل هذا الكلام.......ولكن دون ان نلحظ على المستوى العملي اي تطبيق لهذه الوعود بوقف هذه المأساة....
نعم ، لم تعد القضية بالنسبة الى الفرقاء الفلسطنيين على مايبدو قضية احتلال وقضية شعب يواجه يوميا أبشع مظاهر وصنوف الإذلال.......ووطن مهدد بالاغتيال والزوال......فكل هذه المعاناة نسيها او بالاحرى تناساها هؤلاء الفرقاء وهؤلاء " الاخوة الاعداء" وذلك بالرغم من دخول نكبتهم ....نكبة فلسطين عامها الستين الان وبعد ان وقع المحظور وبلغ السيل الزبى نقول لهؤلاء الفرقاء.........كفى.......كفى........ تناحر واقتتالا .....لان مايجري اليوم في الساحة الفلسطينية من مواجهات داخلية بات ينذر ب' انتحار جماعي فلسطيني'
ويحرف وظيفة البندقية الفلسطينية......تلك البندقية التي لم تعرف يوما وجهة غير الاحتلال ....ويحولها من أداة تحرير الى أداة نحر وغدر....بمعنى اخر انه حدث مايجعله اكبر وأخطر من كل المعادلات والحسابات ......فمهما كبرت الخلافات ومهما كانت التناقضات فان على البوصلة الفلسطينية الا تخطئ وجهتها وعلى الأسلحة الفلسطينية الا تصوب الى غير مرماها والا تنحرف عن مسارها ومجراها........
انما يجري اليوم هو سطو مسلح على القضية الفلسطينية ومؤشر على دخولهالا قدر الله ، نفقا مظلما يخشى أن يؤدي الى ضياعها.... وبالتالي ضياع كل فلسطين لأن الإقتتال هو في حد ذاته جريمة وأخطر من النكبة وأبعد أثرا من الهزيمة ..........وهو فضلا عن ذلك استهانة بدماء الشهداء ...........وبتضحيات المناضلين الشرفاء......نعم تلك هي الحقيقة ......واملنا في ان يعي الفرقاء الفلسطنيون ان فلسطين اكبر واعظم من ان تدنس بمثل هذه الطريقة .