الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى العروض - الموسيقى والقافية

منتدى العروض - الموسيقى والقافية نحاول هنا صقل مواهب الأصوات الشعرية الواعدة، ونرفد الشعراء والمهتمين بكل ما يفيد في مجال الأوزان.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-2014, 02:06 AM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية فاطِمة أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







فاطِمة أحمد غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح

أحييك ثناء على المثابرة ، ويبدو لي جميلا
غير إني أتمنى لمثل هذه الأعمال أن تأخذ مكانها
في الفن الحركي التمثيلي لتؤدي الغرض باسلوب سهل ممتع ومريح
تقديري لك ثناء ولهذا المجهود.







 
رد مع اقتباس
قديم 13-05-2014, 03:41 AM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثناء حاج صالح
 

 

 
إحصائية العضو







ثناء حاج صالح غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطِمة أحمد مشاهدة المشاركة
أحييك ثناء على المثابرة ، ويبدو لي جميلا
غير إني أتمنى لمثل هذه الأعمال أن تأخذ مكانها
في الفن الحركي التمثيلي لتؤدي الغرض باسلوب سهل ممتع ومريح
تقديري لك ثناء ولهذا المجهود.
شكرا لك أستاذة فاطمة أحمد
تقديم المعلومات العروضية عبر المسرح المدرسي فكرة ممتازة . لعل بعض التربويين سيفيدون إذن من رواية التخاب فيحولونها إلى سيناريو قابل للتصوير التلفزيوني أو العرض المسرحي ..من يدري ؟
شكرا لاهتمامك أختي
دمت بخير






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 13-05-2014, 03:08 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثناء حاج صالح
 

 

 
إحصائية العضو







ثناء حاج صالح غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح

في ذلك اليوم وبعد أن بتر البروفيسور وتد مفروق مقابلتها معه في مطعم الأوزان سارت سبب ثقيل باتجاه بوابة المطعم وهي أشد ما تكون قلقاً وحيرة ...كانت تخشى أنها قد أضاعت فرصتها في اكتشاف سر العلاقة بين الوتد المفروق والوتد المجموع . وحينما التفتت إليه وقد اجتازت قدماها بوابة المطعم لتقف على رصيف الشارع العام، رأته ما يزال جالساً في مكانه ينظر إليها بنظرة ثابتة ، والتقت عيناهما لبرهة ، ومع ذلك لم يحول عيناه عنها ، أما هي فقد خاطبته عبر مسافة المطعم التي اكتظت بالطاولات بينهما : ( المقابلة لم تنتهِ بعد ..والأمر ليس لك ، وأنا من يقرر متى تنتهي المقابلة ..)...فإن كان ثمة حقيقة ما لعملية التخاطر بين بني الإيقاع فقد وصلته رسالتها ، فابتسم ورفع يده تحية لها .أما هي فسارت باتجاه باب سيارتها وألقت بجسمها على الكرسي خلف المقود ، كما قد يفعل محارب مهزوم . ومن حسن حظها أن بصره لم يكن ليخترق حواجز الجدران ويرى شعورها بالخيبة .
هل أنا لحوحةً كما تقول ؟ سألت نفسها و أجابت بتحد : نعم ...وأنا سأريك !.. وانحرفت بالسيارة سريعاً إلى حيث لم يتمكن من رؤيتها وهو يخرج من المطعم ..ثم لحقت به بعد أن تركت ثلاث سيارات تسبقها خلفه على الطريق ..
إلى أين أنت ذاهب ؟ سألته عن بعد ... ولم تكن تنتظر إجابته على الرغم من أهميتها ، فقد قررت أن تتبعه وحسب .
كان الوقت يقترب شيئا فشيئا من الظهيرة .وكانت لمعة انعكاس الشمس عن سيارته السوداء وهي تتقدم في الشوارع المزدحمة بحركة الأصوات والألوان هي كل ما شاهدته سبب ثقيل من ظهيرة تلك المدينة البحرية المترنحة بين الظل والحرارة...شارعا إثر شارع ..وسبب ثقيل كمن يستعيد وعيه بالتدريج بعد تخدير عام بدأت تعي أين كان الرجل ذاهبا ...وبدأت تفكر أيضا أن اللامعقول كان ليمثل مركز القدر إن كان للقدر شكل كروي ...ومن أكثر جدارة بالكروية من هذا القدر الذي جعل البروفيسور وتد مفروق يقرر زيارة صديقه الوتد المجموع في بيته الآن وفي هذه الساعة بالذات ؟ هذا أكدته لنفسها حين اتجه الوتد المفروق بسيارته إلى الشارع الذي يسكن في الوتد المجموع . خففت سبب ثقيل من سرعتها وتركت البروفيسور يدخل بسيارته الشارع المظلل بالأشجار العملاقة الكثيفة التي كانت تزيد من روعة بيته الذي زارته فيه مرارا دون أن تعرفه بنفسها والذي التقطت في فنائه حديقته الخلفية تلك الصورة النادرة للوتدين المتعانقين في إحدى الحفلات .
كان الشارع هادئاّ لخلوّه من المارة ومن السيارات ، وكان الوتد المفروق جديرا بأن يلاحظها وهي تلج الشارع خلفه لو كان قد رأى سيارتها من قبل أو شك بأنها قد تتبعه ..لكن ثقتها الآن بأن الله الذي أحاطها بهذا القدر الحكيم قد خطط لها فيه أن تعود إلى النقطة التي انطلقت منها في كشف سر العلاقة بين الوتدين . جعلتها تدلف الشارع وراءه على مهل ثم تمر بجواره بعد أن ترجل وأخذ يفتح بمفاتيحه البوابة المجاورة لبوابة منزل الوتد المجموع ..لو حانت منه رفّة عين لرآها ..ولم ترف عينه . لكنه عقل سبب ثقيل هو الذي رفرف وطار وحلق ولمّا يحط . والآن سيبدأ الجد بروفيسور وتد ..لا تقل إنني لم أحذرك . داست سبب ثقيل على دوّاسة البنزين وانطلقت كصوت عاصفة هوجاء باتجاه آخر الشارع قبل أن تستيقظ الحاسة السادسة عند البروفيسور وتد مفروق من سباتها فجأة لكثرة ما خاطبته عن بعد اليوم .
وصلت سبب ثقيل إلى منزلها ذي الطراز الريفي في ضاحية المدينة وهي ترتجف ..كانت أعصابها متوترة ..لكنها كانت سعيدة ..لو كانت عادت إلى بيتها بصحبة الهزيمة لأنكرت نفسها ...أما الآن فها هو النصر شريكها يبارك لها و يربت على كتفها ويقول : أحسنت يا فتاة !
قالت : الحمد لله الذي حجبني عن بصر الوتد المفروق ..اللهم عليّ بمساء يحل سريعاً هذا اليوم ..فإنني لا أطيق الانتظار .
وجاء ذلك المساء بعد تردد طويل ..وضغطت سبب ثقيل على رقم البروفيسور وتد مفروق وعلى أنفاسها المتوجسة .
- ألو ....كيف حالك بروفيسور وتد مفروق ؟
- أهلا أهلا ..آنسة سبب ثقيل !..كيف حالك عزيزتي..هل هدأت أعصابك الآن ؟
- نعم ،الحمد لله ..أين أنت الآن سيدي ؟
- أين أنا ؟ والله ِ لا أنصحك أن تعرفي .
- نعم ..لم َ لا ؟
- ربما يزعجك أن تعرفي أنني الآن في طريق السفر إلى دائرة المجتلب أنا الآن في سيارتي أعبر الجسر المعلق بين دائرتي المشتبه والمجتلب ..
- ماذا ؟ لكن ألم تعدني بأن تحدد لي موعداً لإكمال المقابلة الصحفية ؟
- لا أذكر أنني فعلت هذا !
- بل فعلت .
- بل قلت لكِ : اتصلي بي مساءً وسنرى .
- وها أنا أتصل بك مساءً .
- وها نحن نرى . ههههههههه ..
- إذن ، فهل ستمتنع عن إتمام المقابلة ؟
- وكيف لي أن أمتنع ؟
- فمتى الموعد ؟
- اليوم هو الخميس ، وأنا سأعود إلى دائرة المشتبه يوم الإثنين ، فاتصلي بي يوم الثلاثاء مساءً وسنرى .
- حسنا ً بروفيسور وتد .. رافقتك السلامة ..إلى اللقاء .
- إلى اللقاء عزيزتي ...وأنهى البروفيسور وتد الاتصال .
- ولم تعد سبب ثقيل قادرة على كظم غيظها .فأخذت تذرع الغرفة بخطوتها المتسارعة ذهابا وإيابا ولفا ودورانا .وأصابعها تضغط على جبينها بحثا عن فكرة انتقامية تشفي غليلها من هذا المخلوق الزئبقي . ولم يطل بها الأمر أكثر من الانتظار حتى صباح اليوم التالي لتقرع جرس الباب الذي فتحه البروفيسور وتد بمفاتيحه ظهر الأمس . وعندما فتح الباب آليا من الداخل خطت سبب ثقيل خطوة واحدة لتجد نفسها على عتبة حديقة غناء خيالية الاخضرار و الجمال ..فسارت في طريق مرصوف بحجارة حمراء حتى وقفت أمام باب ثانٍ وقرعت جرسا ثانيا ً . وهنا انفتح الباب قليلا وظهرت خلفه خادمة ترتدي (مريولا ) فضيا وقبعة وردية وابتسمت لسبب ثقيل قائلة :
- أهلا بك ..من تريدين ؟
- كانت سبب ثقيل قد تأنقت كما يجب ..وكانت تبدو من الجدية والاحترام بحيث يكفي النظر إلى مظهرها وملامح وجهها لمنحها ما تطلبه من الثقة أينما حلت وتوجهت .ومع ذلك فقد كانت الخادمة حريصة على أن تطلب من سبب ثقيل أن توضح لها من هي وماذا تريد وهل هناك موعد بينها وبين البروفيسور وتد مفروق ..وكانت إجابات سبب ثقيل كلها كما يجب أيضا :
- أنا محامية البروفيسور وتد مفروق للشؤون الإيقاعية . وهذه بطاقتي . وقد اتصل بي البروفيسور وأخبرني أنه مساقر إلى دائرة المجتلب ..وقد يحتاج لبعض المعلومات التي سجلها في ملفاته التي كان يظن أنه لن يحتاج إليها . فطلب مني الحضور إلى هنا والدخول لمكتبه لأقوم بجمع هذه المعلومات وتنسيقها وإرسالها إلى بريده الإلكتروني . ..هل كلامي واضح ؟ قالت سبب ثقيل وهي تظهر امتعاضها للخادمة من سوء استقبالها ..
- عفوا ً ..سيدتي ! علي أن أتأكد مما تقولين فالبروفيسور لم يوصني بشيء من هذا ..أرجو معذرتك ..
- فهل يكفيك أن أتصل به لتسمعي توصيته الآن ..
- قالت الخادمة : نعم .
وكان هذا ما يجب عليها أن تقوله ...وهنا ضغطت سبب ثقيل على زر هاتفها الجوال وضغطت زر السماعة الخارجية كي تسمع الخادمة صوت سيدها . وبعد صوت رنين الهاتف رد البروفيسور
- ألو
- ألو ..كيف حالك بروفيسور وتد ؟
- أنا بخير ..أنت كيف حالك عزيزتي ؟
- الحمد لله . أين أنت الآن بروفيسور ؟
- أنا الآن في سيارتي أعبر الجسر المعلق في دائرة المجتلب .
- سيدي أنا الآن في منزلك وأتحدث مع الخادمة التي ترغب بأن تسمع صوتك وأنت توضح لها أنك أرسلتني لأنسق بعض المعلومات من أوراقك الرسمية وأرسلها إلى بريدك الإلكتروني .
- فهل طلبت مني هذا أم لا ؟
- أذكر أنني فعلت هذا
- فهل ستأمرها بإدخالي أم ستمتنع ؟
- وكيف لي أن أمتنع ؟
- وكيف ستتصرف مع الخادمة إن أصرت على منعي من الدخول عند عودتك ؟
- لا أنصحك بأن تعرفي .
- حسنا .. شكرا لك ..لكن لحظة ..هل علي أن أستعجل وأنا أبحث عن المعلومات التي تحتاجها حضرتك ..أم أنك تستطيع الانتظار كي أقوم بجمعها وتنسيقها بالشكل الأمثل .
- وفيم العجلة ؟ ليس الانتظار بالأمر السيئ .
- طيب ..هل هناك من توصيات أخرى بروفيسور وتد؟
- اتصلي بي مساءً وسنرى ...هل هدأت أعصابك الآن ..
- نعم شكرا لك بروفيسور وتد ..وعذرا على الإزعاج . ..إلى اللقاء !
- إلى اللقاء عزيزتي .
- وابتسمت الخادمة وهي تفتح مكتب البروفيسور وتد مفروق أمام سبب ثقيل التي خاطبتها ببعض الجفاء قائلة .:
- فنجان قهوة من فضلك ...وقهوتي بدون سكر .
يتبع بإذن الله






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 19-05-2014, 05:42 PM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثناء حاج صالح
 

 

 
إحصائية العضو







ثناء حاج صالح غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح


يا لها من مغامرة قد تكلفني مستقبلي المهني ! همست سبب ثقيل لنفسها ، بعد أن ولجت غرفة مكتب البروفيسور وتد مفروق . وفي اللحظة التي أدارت فيها الخادمة ظهرها ذاهبة لصنع قهوة عديمة السكر أغلقت سبب ثقيل باب غرفة المكتب عليها ونظرت باتجاه مستقيم إلى مكتب البروفيسورالذي ظهر قبالتها في صدر الغرفة وقد خيمت عليه ظلال الفخامة والجلالة من الستائر المخملية خمرية اللون التي انسدلت خلفه على الجدار بأكمله.
حدقت سبب ثقيل في تلك الستائر وقدّرت أنه حسب موقع هذه الغرفة فلا ينبغي للجدار خلف هذه الستائر إلاّ أن يكون هو الجدار الفاصل بين منزلي الوتدين منزل الوتد المفروق من اليمين ومنزل الوتد المجموع من اليسار .
وتسابقت خطوات سبب ثقيل نحو الستائر لتفرق قليلا وعلى حذر بين شقيها ، فصعقها أن ذلك الجدار الذي تخيلته غير موجود في الحقيقة ، وبدلا منه هناك بوابة كبيرة من الزجاج الشفاف , وعلى الوجه الثاني من هذه البوابة كانت تنسدل أيضا ستائر مخملية خضراء لتحجب الغرفة المقابلة من منزل الوتد المجموع ،وإن هذا اكتشاف مذهل بحق .. بل هو اكتشاف مخيف ..وهذا ما لم يكن ليخطر على بالها . وقلب سبب ثقيل يسرّع من خفقانه..ولولا اطمئنانها لغياب الوتد المفروق وسفره لانزلقت الآن في بئر الحيرة دون أن ينتشلها أحد .وأخذ فضولها يوسوس لها أن تدس رأسها إلى داخل الغرفة المقابلة من بين شقي الستارة ..لكن حذرها حال بينها وبين ذلك .فاكتفت بدس أصبعيها في ذلك الشق بحذر ثم باعدت بينهما لترىمن الفتحة بينهما مكتباً آخر أكثر ضخامة وفخامة هناك..مكتب الوتد المجموع ..هكذا إذن ! ..لا جدار يفصل بينكما ...امممممم ألهذه الدرجة من التواصل أنتما ؟ .. ، وفي الحال سمعت سبب ثقيل صوت خطوات الخادمة تقترب من الغرفة فابتعدت عن الستائر لتجلس خلف مكتب البروفيسور وعلى كرسيه الدوار ، ولم يكن لديها ما يكفي من الوقت لتطيل التفكير بما اكتشفته وما ينبغي له أن يتداعى إلى ذهنها بعد أن داهمتها الخادمة بالدخول عليها مع صينية نحاسية يعلوها فنجانان من القهوة وكوب ماء .
كانت الخادمة طويلة القامة سوداء البشرة قوية الملامح ذات خطوات واثقة وعينين عسليتين ونظرات ثابتة . وحينما اقتربت مع فنجانين من القهوة أثارت الغيظ في نفس سبب ثقيل التي لم يرق لها أن تتشارك شرب القهوة مع الخادمة وفي هذا الوقت ..لكنها كعادتها في تحويل كل أزمة إلى فرصة سانحة فكرت بأن تستجوبها لعلها تفيد مما تقدمه لها من المعلومات على تلك الصينية . ووضعت الخادمة أحد الفنجانين أمام سبب ثقيل وجلست عل كرسي هزاز متنحٍ إلى جوار الستائر . وكانت سبب ثقيل تمعن النظر في عينيها وتستغرب تشابه لونهما مع لون عيني البروفيسور
- ..ليس اللون فقط ..لكن النظرة الثابتة أيضا مشتركة بينهما . ..تكاد تكون.. أخته ..ماذا ؟ انتفضت سبب ثقيل وقد شعرت باختلال توازن كاد يلقيها بالفعل في بئر الحيرة الغامض ذلك الذي ما انفك يفتح فاه لابتلاعها منذ الصباح .
- أهي أخته ؟ سألت نفسها تلك اللّوامة في الداخل ، وأجابتها تلك بعنف :
- ومن أخبرك أصلا ًأنها خادمة ؟ كان عليك أن تلاحظي التشابه بينهما ما أن فتحت لك الباب .
-...............يا إلهي ! هل أنا في ورطة الآن ؟ .
- أنت ِفي ورطة كبيرة ...احمدي الله أنك لم تنهريها لرغبتها في مشاركتك شرب القهوة ..
الحمد لله ..اصمتي قليلا لنرى . ارتشفت سبب ثقيل القليل من القهوة ووجهت حديثها للخادمة :
- أنت تشبهين البروفيسور وتد مفروق ، فهل هناك صلة قربى بينكما ؟
ونظرت الخادمة في أعماق عيني سبب ثقيل وبدل أن تجيبها سألتها :
- وبماذا أشبهه ؟
- وكان لدى سبب ثقيل رغبة حقيقية في أن تعرف الجواب .فتفحصت وجه الخادمة أكثر وقالت :
- - لعل الفارق الوحيد بينكما هو شعر اللحية والشارب .
- وهنا انفلتت ضحكة لا إرادية من الخادمة ..ضحكة لفت ودارت واصطدمت برأس سبب ثقيل فأشعرتها بأن الأرض أيضا قد أخذت تدور بها . وإذ ذاك وضعت الفنجان في طبقه أمامها وقالت بتردد :
- ضحكتك أيضاً تشبه ضحكته . ...هل ..أنت أخته ؟
ولأن الخادمة قررت أن لا تجيب على أي من أسئلة سبب ثقيل ، كانت هي من وجه السؤال لسبب ثقيل :
- أراك لم تبدئي بعد بالبحث عما يطلبه البروفيسور منك ! لماذا ؟
- نعم ..صحيح ..سأبدأ البحث حالاً . وشعرت سبب ثقيل أنها لم تعد مؤهلة لتمد يدها إلى أوراق الوتد المفروق وهي محاطة بأنظار هذه المرأة الليزرية . وأيضا ً كان لديها شيء آخر تفكر فيه : ترى هل شكّت في شخصيتي المنتحلة منذ البدء فأبلغت الشرطة عن دخولي كلصة إلى هذا البيت عندما ذهبت لتحضير القهوة ..ثم جاء لتشرب القهوة معي فتقوم بإلهائي ريثما تصل الشرطة ؟ ؟؟؟!!
- يا إلهي ! .....نسيت شيئاً مهما في سيارتي ..دقائق قليلة وسأقوم بإحضاره ثم أعود . قالت سبب ثقيل وهي
تمسك بحقيبة يدها ثم نهضت متجهة بسرعة إلى باب الغرفة ..ولمّا لم ينفتح الباب معها تلفظت بسؤالها المضطرب إلى الخادمة :
- لمَ أقفلتِ الباب ؟
- أنا لم أقفله ..حاولي ثانية وسينفتح ...
وحاولت سبب ثقيل ثانية وثالثة والباب عالق ومسدود . و وفجأة وكما يحدث عادة في أفلام الaction الأمريكية مدت سبب ثقيل يدها إلى خصرها وانتشلت مسدساً من تحت سترتها كانت تخفيه احتياطا لحالات الطوارئ في هذه المغامرة وصوبته باتجاه رأس الخادمة . وأمرتها بلهجة حازمة :
- افتحي الباب !
فنهضت الخادمة بتثاقل عن كرسيها الهزاز واتجهت نحو الباب لتفتحه . لكنها ثبتت يدها على مقبضه واتجهت بأنظارها إلى الستائر التي تفصل بين غرفتي الوتدين المفروق والمجموع والتي انفتحت فجأة وانبثق منها الوتد المجموع شخصيا . وفي هذه اللحظة التي طار فيها صواب سبب ثقيل انتهزي الخادمة الفرصة وانتزعت المسدس من يد سبب ثقيل التي ارتخت أصابعها. ثم ركلتها بقوة وبحركة مباغتة لتسقط سبب ثقيل على الأرض فيما كان مسدس الوتد المجموع يتجه نحو رأسها . بدت وهي ملقاة على الأرض كفرخ حمام كان يحاول تجربة جناحية لأول محاولة طيران . فحلق ثم سقط بعد دقيقة ..وهذا التخيل هو ما أضحك الوتد المجموع .
-ههههه. .. قومي عن الأرض وأصلحي نفسك . قال الوتد بثقة وتعفف
ونفذت سبب ثقيل الأمر وتماسكت لتقف أمامه وتسأله بلهجة رجاء وتحدٍ معاً :
- ماذا تريد مني ؟
- أنا أعرفك ...قال الوتد ..وصمتت سبب ثقيل
- ألست الصحافية سبب ثقيل الناشطة في مجال حقوق الإيقاع ؟
- لا ...
- بلى ! ..لقد حضرتِ إلى منزلي في ثلاث دعوات عامة في مناسبات مختلفة . وكنت تحاولين أن تتجنبي الظهور أمامي ..فتجرين مقابلاتك الصحفية بعيد عن أنظاري وكأنني لا أراك ِ ...أتظننين أنني قد أغفل عما يحدث من حولي وفي منزلي ؟ ....ههههههه
- ......ليس لي من هدف سوى إظهار الحقائق .
- الحقائق ؟ ...نعم ! تفضلي بالجلوس ..وسنصل للحقائق معاً .
وجلس الوتد المفروق إلى مكتب الوتد المجموع وأشار إليها أن تجلس على الكرسي بجوار المكتب . ثم توجه بالكلام إلى الخادمة قائلا ً :
- سبب حصين ! أرجوك أن تطمئني وتهدئي ..
- أهذا هو اسمها ؟ ...كنت أظنها الخادمة . هل هي أخت البروفيسور وتد مفروق سألت سبب ثقيل . وهنا زجرها الوتد المجموع عن التمادي في الاطمئنان قائلا ً :

- اسمعي يا سبب ثقيل !أنت الآن في حكم المختطفة ، ولا أحد يعلم بمكانك هنا . ولا أحد يستطيع إنقاذك من بين أيدينا . وهذا المسدس كما ترين في يدي وهو جاهز لقتلك . فيمكنني دفن جثتك في الحديقة وكأنك سماد طبيعي لنباتات حديقتي ..إذا كنت تفهمين هذا فكفي عن طرح الأسئلة وأجيبي بصدق عن كل ما سأوجهه لك الآن من أسئلتي ...فإذا أقنعتني بأجوبتك فيمكنني أن أشفي غليلك وأعرفك على الحقائق التي أوصلك البحث عنها إلى هذه المواصيل ، قبل أن أرمي بأعضائك إلى لبوتي التي ولدت حديثا سبعة من الأشبال الذكور والتي تحتاج للتغذية لترضع صغارها .

- .......حقاً ؟ أتظن نفسك قد تمكنت مني ؟ ليكن في علمك أنني على اتصال مع أحد الأقمار الصناعية الآن بالصوت والصورة ..فهم يصورون ويسجلون حوارنا هذا ..وهل أنا غبية لأغامر بالحضور إلى هنا دون تغطية إعلامية تليق بما أفعله ؟ ..جرب أن تؤذيني ولو بخدش ظفري ..وانظر كيف ستشاهد الإعلان بعد دقيقة واحدة على القنوات الفضائية وهم يعلنون عن أنك مطلوب للأنتربول ...

إخرسي ...قاطعها الوتد . قمرك الصناعي لا يهمني ..ولست طفلا لأصدق قصصك الخرافية ..لقد اقتحمتِ هذا المنزل وانتحلتِ شخصية محامية البروفيسور وهذا كفيل بأن يودعك السجن كي تمارسي تحقيقاتك الصحفية هناك مع المجرمين والمنحرفين أمثالك . ما علي إلا أن أتـصل بالشرطة ..
- أولم تتصل بالشرطة بعد ؟ ما الذي منعك من الاتصال سيد وتد مجموع ؟
- ليس قبل أن أجعلك تندمين على اليوم الذي أصبحت فيه صحافية .
- لا بل إنك تخشى انكشاف حقيقة علاقتك بالوتد المفروق ...
وهنا تدخلت سبب حصين وقد رفعت سماعة الهاتف قائلة : سأتصل بالشرطة وليكن ما يكن ..
فصاح بها الوتد المجموع : - سبب حصين ! دعي السماعة من يدك ..ودعي الأمر كله لي .
ووجدت سبب ثقيل فرصة مناسبة لتقوم بعرض صفقتها المعلوماتية على الوتد المجموع فقالت :
أقول لك كل ما تريد معرفتها على أن تخبرني عن صلة القربى بين سبب حصين هذه والبروفيسور وتد مفروق ...قالت ذلك ونظرت في عيني سبب حصين ..وبعد نظرة عميقة جدا صرخت سبب ثقيل بطريقة أفزعت كلا من الوتد المجموع وسبب حصين :
- يا إلهي ..سبب حصين هي الوتد المفروق بذاته ....لن أقبل أن يخبرني أحد بغير هذا ...
-.....
وكأنّ صرختها أيبست لسانيهما ..تلاقت نظراتهما بالنظر بعضهما إلى بعض ثم بالنظر إليها معا بنظرة حارقة ..

يتبع بإذن الله
..







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 20-05-2014, 10:33 PM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
خشان خشان
أقلامي
 
إحصائية العضو






خشان خشان غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح

ما شاء الله، رواية تأخذ بالأنفاس. وتدخل الرقمي للأذهان وتثبته تثبيتا.

ومن المناسب أن يلقي القارئ نظرة على المشاركة رقم 11 ( سبب ثقيل ) من الرابط:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...l=1#post622144

ليرى مسرح الأحداث حيث الجدار الشفاف والستائر الخافقة بل وربما تركت الأحداث موجاتها في المكان فلاحت كالأطياف.

ما أجمل هذا التعانق بين الأدب والعلم في الرواية كما هو بينهما في واقع الأمر.

حفظك الله أستاذتي ورعاك.






 
رد مع اقتباس
قديم 05-06-2014, 04:44 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثناء حاج صالح
 

 

 
إحصائية العضو







ثناء حاج صالح غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
ما شاء الله، رواية تأخذ بالأنفاس. وتدخل الرقمي للأذهان وتثبته تثبيتا.

ومن المناسب أن يلقي القارئ نظرة على المشاركة رقم 11 ( سبب ثقيل ) من الرابط:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...l=1#post622144

ليرى مسرح الأحداث حيث الجدار الشفاف والستائر الخافقة بل وربما تركت الأحداث موجاتها في المكان فلاحت كالأطياف.

ما أجمل هذا التعانق بين الأدب والعلم في الرواية كما هو بينهما في واقع الأمر.

حفظك الله أستاذتي ورعاك.
أشكرك أستاذي الكريم خشان .............................






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 05-06-2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثناء حاج صالح
 

 

 
إحصائية العضو







ثناء حاج صالح غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح

هل أصبحت سبب ثقيل أثرا بعد عين ؟

لقد مر على اختفائها عن اﻷنظار أكثر من ثلاثة أشهر منذ تلك المغامرة التي أوقعتها في أيدي الوتدين المفروق والمجموع . . لكن ما الذي حصل منذ ذلك الوقت ؟

ما حصل هو أن سببا ثقيلا أصبحت اﻵن تعيش في قبو مظلم تحت منزل الوتد المفروق بين الخردوات واﻷجهزة الكهربائية المعطلة واﻷشياء التي انتهت مدة صلاحيتها . فإلى هذا القبو قادها الوتد المجموع أمامه لتنزل على الدرج فيما كانت فوهة المسدس مندسة بين خصلات شعرها الشقراء ..وما أن دخلت إلى هذا المكان المظلم حتى دفعتها سبب حصين دفعة قوية بهدف إلقائها على ظهر السرير، فلما اصطدمت جبهتها بحافته وانجرحت وسال منها بعض الدم ، ولولت سبب حصين دون وعي منها وهرعت ﻹحضار القطن لتضميد جرحها ...واستدعى ذلك من الوتد المجموع أن يغمزها أولا للفت انتباهها إلى ضرورة أن تخفي تعاطفها ، وهي غيرعابئة به . ثم اضطر ثانيا ﻷن يعض على شفته السفلى علها تنتبه فتخفي تعاطفها .. فلم تعره اهتماما..فصرخ بها قائلا :

- سبب حصين ! ما لك ولها ؟ دعيها تنزف حتى الموت جراء ما قادها إليه فضولها وتدخلها فيما لا يعنيها.

وفيما كانت سبب حصين تشد الضماد اﻷبيض حول رأس سبب ثقيل توجه الوتد المجموع إلى هذه اﻷخيرة قائلا :

- أنت لم تري شيئا بعد ....!

وبالطبع فإن سببا ثقيلا قد رأت ، ورأت جيدا وأدركت أنها في أمان ما دامت في رعاية مثل هذه النظرات المشفقة التي تشع من أعماق عيني سبب حصين ، والتي تصلها بذينك الصفاء والبريق اللذين رصدتهما في أول لقائين لها مع الوتد المفروق. لكن سببا حصينا التي ضمدت الجرح ، هي نفسها شعرت بالغضب من نفسها ،لسلوكها اللاواعي الذي فاجأت به نفسها قبل الجميع، والذي لا بد وأن يكون قد أغضب الوتد المجموع أيضا ..كيف تكشف هكذا لسبب ثقيل عن نقطة ضعفها فتسلمها يدا بيد ورقة رابحة تلعب بها ضدها ؟ وهل يمكن لهذه المخلوقة أن تخشاها بعد اﻵن أو تحسب لها أي حساب ؟ ومن ثم ألا يحق للوتد المجموع إذن أن ينهال عليها باللوم والتقريع ما أن يخرجا من هذا القبو . هذا ما تنبأت به سبب حصين وهذا ما حضرت نفسها له . لكن الوتد المجموع لم يبد مستاء بالقدر المتوقع منه بل بدا كمن يخفي ابتسامة النصر المحسوم المحتوم على سبب ثقيل، و هو يهز رأسه بهدوء ومرح على هيئة المتوعد لها قائلا : - سنرى .

-"ترى ما السبب في هدوئه ؟"..سألت كل من سبب حصين وسبب ثقيل نفسها في الوقت عينه .

وفي حين خمنت سبب ثقيل احتمالا مرعبا ، وهو أن " الوتد المجموع يفكر في قتلها والتخلص منها نهائيا ، ومادام أمرها مفروغ منه فلماذا يقلق نفسه بطريقة معاملة سبب حصين لها ؟" .

توصل تفكير سبب حصين إلى احتمال أقل رعبا وهو أن " الوتد المجموع لايرغب بأكثر من حجز سبب ثقيل لبعض الوقت لتأديبها ، ثم هو سيفرج عنها حتما ﻷنه ليس شريرا بطبعه .وبالتالي فإن بعض المعاملة الحسنة لها اﻵن ستصب في مصلحته فيما إذا تعرض للمحاسبة أو المعاتبة بشأنها فيما بعد " .

وما كان ﻹحداهما أن تعرف في تلك اللحظة أن ما يفكر به الوتد المجموع كان أقل رعبا مما تتوقعه سبب ثقيل وأكثر رعبا مما تتوقع سبب حصين .لقد كان يفكر في محو ذاكرتها فقط ...نعم هكذا وبكل بساطة..سيحضر لها عقارا طبيا تتناوله تدريجيا فيصيبها بالهلوسة التدريجية ثم تفقد معه ذاكرتها فقدانا تاما بعد ستة أشهر فقط دون أية آثار عضوية .وهكذا يرتاحان هو وسبب حصين من خطر وجودها الفضائحي. وبالوقت نفسه فإن أحدا لن يتهمهما بما يؤذيهما لعدم توفر أي دليل ضدهما . هذا ما حدث به الوتد المجموع نفسه وهذا بالضبط ما جعله يخفي ابتسامة نصره المحتوم . ولم يكن على سبب حصين بعد أن خرجا من القبو تاركين سببا ثقيلا مقيدة بالحبال إلا أن تهز رأسها بالموافقة على ما صرح لها به من نواياه . فهو اﻵن سيلعب دور رئيس العصابة بصفته الوتد المجموع أما هي فما عليها إلا أن تقنع بدور العميل الذي يتلقي اﻷوامر وينفذها دون اعتراض ، بصفتها سببا حصينا أو وتدا مفروقا .

ومنذ اليوم الثاني لاختطاف سبب ثقيل بدأ الوتد المجموع يحضر عقار فقدان الذاكرة التدريجي ويطلب من سبب حصين أن تدس مقدار الجرعة اليومية المطلوبة في طعام سبب ثقيل وهذا ما سيودي بها -إن شاء الله -إلى فقدان كامل للذاكرة...لكن سببا حصينا التي كانت تخبره بأنها ملتزمة بتنفيذ خطته *،امتنعت في الواقع عن دس العقار في الطعام . فقد بدأت في الواقع تفكر بالتمرد عليه ،وذلك بتحريض مباشر من سبب ثقيل التي قالت لها حرفيا بعد أن غادر الوتد المجموع إلى منزله :- كنت أود أن أجد فرصة لمتابعة حوارنا الذي بدأناه في مطعم اﻷوزان ..وها قد واتتني الفرصة ..فهلا أسعفتني في هذا كما أسعفتني بتضميد جرحي !

-أما زلت مصرة على متابعة الحوار بعد كل هذا الذي جرى لك بسببه ؟! أنت بالفعل عجيبة! ما حاجتك لمعرفة أي شيء وأنت قد تكونين مقبلة على الموت ؟

-أتعجبين مني ؟ أنا مستعدة ﻷن أدفع حياتي ثمنا رخيصا ﻹعلاء الحقيقة . حياتي لا تساوي أي شيء إن لم أعش حقيقتي وأعبر عنها .

-وكيف تعبرين عن حقيقتك إن كان اﻵخرون يصرون على رفضها ورفضك ؟ قالت سبب حصين هذا بتفكير بطيئ وبحزن يخيم على ملامح وجهها وصوتها . وعلمت سبب ثقيل أن كلماتها نقرت وترا حساسا في نفس سبب حصين فقالت :

- أنا من يحق لي أن أتعجب بعد حواري معك في مطعم اﻷوزان كيف يضع نفسه شخص يتمتع بمثل نقائك وذكائك وثقافتك في إمرة شخص متعنت مجبول على التسلط والتكبر مثل الوتد المجموع . فردت سبب حصين وقد شعرت بصدق محدثتها :

-إذا كنت ترين هذا ، فكيف تفسرينه ؟

-أفسره بأنه يستغل حاجتك وضعفك ويقوم بابتزازك .

- وما حاجتي وضعفي ؟

- ضعفك وهم تكون في نفسك بسبب عدم مصالحتك لنفسك...أنت ترفضين الاعتراف لحقيقة نفسك *بحق الوجود ...ترفضين الاعتراف بحقيقتك ﻷن اﻵخرون يرفضون هذه الحقيقة . فأنت تحتاجين للتستر على حقيقتك ...وهذا ما يمنحك إياه الوتد المجموع .هو يتستر على حقيقتك ويمنحك فرصة الظهور بالشخصية التي يرضى عنها اﻵخرون ...ولهذا أنت ضعيفة أمامه وتظنين نفسك محتاجة له .وهو يبتزك لحاجتك هذه *.

كانت عينا سبب حصين قد امتلأتا بالدموع وهي تنظر في وجه سبب ثقيل مستغربة دقة تشخيصها *، وكادت دمعة تسقط من جفنها لولا أن مسحتها وهي تسأل :

- وهل ترين أن حقيقتي تستحق القبول ؟ *أقصد : أوليس من حق اﻵخرين أن يرفضوا حقيقتي إذا كانت هذه الحقيقة شاذة عن الواقع ؟

- ليس هناك من حقيقة شاذة وحقيقة غير شاذة .الحقيقة كيفما كانت فهي تفرض نفسها بكونها حقيقة وحسب ...وليس علينا أن ننتقي ما يعجبنا من الحقائق فنقبله ونعلي شأنه وننبذ ما لا يعجبنا من الحقائق فنعمد إلى تمويهه والتستر عليه .كما تفعلين أنت والوتد المجموع .

وتنهدت سبب حصين فيما ظلال ابتسامة أشرقت على *بشرتها الداكنة . وهي تقول :

- أتعلمين ؟أتمنى لو أنني قابلتك في غير هذه الظروف ..كل كلمة تقولينها أشعر بأنها تسد ثقبا في فراغ أعماقي ...أنا في الحقيقة أحتاجك كصديقة . وابتسمت الصديقتان معا ولمعت عينا سبب ثقيل التي أومأت بحاجتها إلى فك الحبال التي تقيد يديها ورجليها . وهنا قامت سبب حصين لفك قيودها بحماس بينما وجدت إحدى الدمعات المحتبسة في جفنيها الفرصة مواتية للتﻷلؤ على وجنتها بنية اللون ...وعلى ذكر اللون البني قالت سبب ثقيل بلطف وهي تفرك بأصابعها *آثار الحبال عن معصميها : - حوارنا اﻵن كصديقتين يحتاج إلى فنجانين من القهوة وبعض السجائر .

- هههههه ....على الرحب والسعة ..لكن لم أكن أظنك تدخنين !

-لست كذلك ..ولكنني أشعر بالحاجة إليها وأشتهيها اﻵن . وصعدت سبب حصين لصنع القهوة ولم تنس أن تقفل باب القبو على سبب ثقيل ، ليس لعدم ثقتها بها وإنما احتياطا لعودة الوتد المجموع فجأة .و كان *ذلك الحوار الذي استمر لساعات بينهما فاتحة لحوارات طويلة استغرقت ساعات وساعات في ذلك القبو الذي كان معتما قبل أن تشتري سبب حصين مصباحا كهربائيا قويا وتعلقه في سقفه .

وبالحوار المديد تطورت العلاقة بينهما إلى مستوى الصداقة الحقيقية *، الصداقة التي توثقها الوعود والعهود وكلمات الشرف .وكان من جملة تلك العهود عهد أخذته كل منهما على اﻷخرى أن تخلص صديقتها النصيحة والدعم حتى تتجاوز كل منهما محنتها. ولو كان الوتد المجموع يعلم بهذا الذي يحدث خلف ظهره إذن لقرر أن يشرك السبب الحصين في تناول ذلك *العقار مع سبب ثقيل . لكن من يدري فلعلهما كانتا ستدفعانه لتناول العقار هو نفسه بدلا من أي منهما...كما قالت سبب ثقيل .*

و مع تطور الصداقة غير المتوقعة *بين السببين داخل القبو تطورت اﻷحداث غير المتوقعة أيضا خارج القبو *. *فبعد أسبوع واحد من اختفاء سبب ثقيل عن اﻷنظار أصدرت منظمة *حقوق اﻹيقاع التي تعمل سبب ثقيل لصالحها *بيانا أعلنت فيه *عن الاختفاء المشبوه لسبب ثقيل والذي حدث *إثر *إجرائها العديد من التحقيقات الصحافية *التي ركزت فيها على قضية الشعب الخببي في اﻵونة اﻷخيرة *. وبعد إعادة عرض العديد من التحقيقات المصورة التي أجرتها سبب ثقيل على شاشات القنوات الفضائية امتلأت الساحات العامة في العديد من جزر *بحر الكامل وهو مسقط رأس سبب ثقيل بالمتظاهرين الذين رفعوا العلم الوطني للشعب الخببي المضطهد مع صور سبب ثقيل وطالبوا بحق تقرير المصير للشعب الخببي وتشكيل 9 دوائرية للبحث عن سبب ثقيل والعثور عليها وضمان سلامتها . وما هي إلا أيام قليلة حتى انتشرت عدوى المظاهرات من بحر إلى آخر واتسعت وتضخمت تدريجيا *أعداد المتظاهرين ومطالبهم *فبدؤوا يهددون بخلع اﻷنظمة اﻹيقاعية الحاكمة التي لا تستجيب لمطالبهم المتمثلة *بإعادة طرح قضية الشعب الخببي على مائدة مجلس اﻷمن اﻹيقاعي ومطالبته بإجراء التصويت اﻷممي على حق الاستقلال و تقرير المصير للشعب الخببي الذي تحولت فيه سبب ثقيل إلى رمز وطني . وكانت سبب ثقيل تتابع مع سبب حصين كل تلك اﻷحداث من داخل ذلك القبو الذي يطل بنافذة صغيرة مطلية باللون اﻷسود على رصيف شارع خلفي عريض كان المتظاهرون يعبرونه في طريقهم إلى ساحة تسمى بساحة الكسف في آخر جزيرة من أرخبيل المنسرح . فكانت سبب ثقيل تسمعهم وهم يصرخون خببية خببية ...والشعب يريد الحرية)...ولو كان أحد يعلم أن سببا ثقيلا كانت تقف من اﻷسفل لتراقب أقدام المتظاهرين العابرين نحو الساحة مطالبين بالبحث عنها دون أن تحاول الخروج والمشاركة معهم ،وهي قادرة على ذلك، فلعله كان سيشكك بمقدار حقها في أن تتحول لرمز وطني عند جماهير أصبحت تهتف باسمها *في الصباح والمساء ، وتعلق صورها على الجدران في الساحات العامة وعلى زجاج سيارات النقل الداخلي .ولو رحت تعد عدد صورها التي طبعت خلال الشهرين الماضيين لهالك الرقم الضخم ..وفي الحقيقة ليس المتظاهرون وحدهم من كان يرغب في طباعة صورها بل إن التجار وأصحاب المنتجات الاستهلاكية المهددة بالكساد أجادوا أيضا استغلال الحملة اﻹعلامية للبحث عنها كما أجادوا استغلال جمالها اﻷخاذ معا فأخذوا يطبعون صورها على أغلفة أصابع الشوكولا *وعلى علب العلكة التي كانت تشتريها سبب حصين وعلى ملابس الصبايا المراهقات والشبان المراهقين وحقائب تلميذات المدارس وكراسات الجامعة وزجاج محلات الحلاقة النسائية . ومع عدوى اقتناء صورها والهتاف باسمها تحولت المظاهرات إلى مشاريع ثورات صغيرة متعددة وانتشرت الاعتصامات في جزر بحر الكامل والخفيف *والرجز .

ولو تساءلت عن سر اشتراك هذه البحور دون غيرها في نشوء مشاريع الثورات فيها بشكل خاص لانهالت عليك اﻷجوبة من المحللين السياسيين والمراسلين الصحافيين من مواقع اﻷحداث التي أصبحت تغطيها اﻵن ساعة فساعة قناة (ساعة البحور) ولعلمت أن تلك البحور الثلاثة تشترك باحتوائها على مناطق خببية تسمى مناطق (الثلاثة أسباب 2 2 2 ) أو ما يطلق عليه اسم (مناطق الرقم 6 ) في آخر جزيرة من كل أرخبيل فيها ففي البحر الكامل والخفيف والرجز هناك سكان ذوو أصول خببية في أغلبيتهم يرمز لهم بالرقم 6 أو 2 2 2 *.وإشارة إلى إمكانية اختفاء السبب الخببي في مثل هذه البيئات الخببية جاء في بيان منظمة الحقوق اﻹيقاعية أنه ينبغي البحث عن سبب ثقيل في مناطق الثلاثة أسباب 2 2 2 من كل بحر وفي كل مكان من حشو أي أرخبيل أو جزيرته اﻷخيرة في أية دائرة على كوكب اﻹيقاع . وهكذا تشكلت لجان بحث خاصة بكل بحر من البحور الثلاثة . وما لبث بحر الرمل أن قدم طلبا للانضمام إلى البحور آنفة الذكر باعتبار إحدى جزره الطرفية المهجورة والخالية من السكان كانت في اﻷصل وقبل أن يهجرها سكانها إحدى مناطق الثلاثة أسباب 2 2 2 . وما أن سمع سكان بحر البسيط بهذا الخبر حتى قاموا بمظاهرة عارمة أمام قصر الرئاسة للمطالبة بضم الجزء المسمى بمجزوء البسيط من أرخبيل بحر البسيط إلى تلك الكتلة الثورية التي انشئت للبحث عن سبب ثقيل . ثم تضخمت تلك الكتلة الثورية فتحولت إلى حركة سياسية *ذات أهداف عامة *أهمها المطالبة بتحرير كل الشعوب المضطهدة ودعمها في حق تقرير مصيرها وأطلق على هذه الحركة اسم ( حركة بحور عدم الانحياز ) . وها هم ممثلو البحور في هذه الحركة يعقدون أول اجتماع أممي لهم تحت شعار ( من الفراهيدي إلى خشان ) . وتتابع سبب ثقيل وسبب حصين أخبار هذا الاجتماع أمام شاشة التلفاز فتسأل سبب ثقيل صديقتها عما يقصدونه من اختيار كلمات ذلك الشعار الغريب " *من الفراهيدي إلى خشان * " فترد سبب حصين قائلة :*

- لا أعلم بالضبط ...ولكنني أظن أن كل الاسمين " الفراهيدي و خشان " يمثلان شخصيتين أسطوريتين قديمتين ....و

وقاطعت سبب ثقيل كلام صديقتها برفع صوت المذيع عبر جهاز التحكم عندما لاحظت أنه يتحدث عن ذلك الشعار ..قال المذيع :*

-و تقول اﻷسطورة :إن الفراهيدي كان رجلا من كوكب آخر غير كوكب اﻹيقاع *كان يقضي وقته كله في تخيل كائنات إيقاعية يخطط لها معيشتها وشؤون حياتها وﻷنه كان طيبا ومؤمنا كافأه اﻹله بخلق كوكب اﻹيقاع هذا وخلق له تلك الكائنات اﻹيقاعية مجسدة لتعيش عليه بالفعل كما كان يخطط لها ...فالفراهيدي يرمز إلى الرؤية التاريخية لحياة الكائنات اﻹيقاعية على كوكب اﻹيقاع .*

وضحكت سبب ثقيل وسبب حصين ومضغتا العلكة فيما تابع المذيع القول :

- أما خشان فشخصية أسطورية أخرى ترمز إلى مستقبل الكائنات اﻹيقاعية على كوكب اﻹيقاع ، إذ تقول اﻷسطورة أن كوكب اﻹيقاع سيعاني في آخر الزمان من مشكلة التلوث الصناعي للصناعات اﻹيقاعية غير المنضبطة بقوانين الصحة العامة مما سيعرض حياة جميع الكائنات اﻹيقاعية عليه لخطر الانقراض والفناء ...وعند ذلك سيأتي ذلك الرجل من كوكب آخر ليعيد تنظيم اﻷمور ويجدد في القوانين الضابطة للحياة ...

وهنا ضحكت سبب ثقيل قائلة :
[caps]
- إذن سننتظر أن يأتي superman كوكب اﻹيقاع ليحل لنا مشاكلنا العالقة يا صديقتي ...ونظرت *سبب ثقيل باتجاه سبب حصين التي بدت شاردة الذهن مهمومة..فقالت لها :

- لا عليك عزيزتي ...حتى مشكلتك يمكن حلها...سأقف إلى جانبك حتى النهاية ...ثقي بي وتوكلي على الله ..
يتبع بإذن الله







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 22-06-2014, 02:10 PM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثناء حاج صالح
 

 

 
إحصائية العضو







ثناء حاج صالح غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح

الحلقة قبل اﻷخيرة


كانت كتل الظلام المتكاثفة قد بدأت تتفرق في عمق الشارع المشجر الذي يصل بين منزلي الوتدين وساحة (الكسف) في المدينة . وعندما نظرت سبب ثقيل قبيل أذان الفجر من الباب الموارب رأت سيارتها البيضاء ما تزال مركونة على حافة الرصيف كما تركتها هناك منذ أربعة أشهر ..غير أن طلاء الغبار الذي امتزج بفتات أوراق الشجر التصق بسطوح السيارة بعد زخة عاجلة للمطر فجعلها أشبه بسيارة جبلية عادت للتو من رحلة شاقة في مجاهل غابات المشتبه .ولعل اكتشاف مجاهل المشتبه أقل مشقة من الوصول إلى قرار ثابت مع هذا المخلوق المذبذب الذي أوشك يشيب شعري بسببه . كانت تقول لنفسها

- سبب ثقيل ! كوني حذرة . ناداها المخلوق المذبذب من خلفها ...فأغلقت الباب بهدوء وعادت لتفتح ذراعيها لمعانقته قائلة :

- سبب حصين ! لقد أحبطت أملي فيك . كيف تغيرين رأيك في اللحظة اﻷخيرة ؟..كيف تطيب نفسك أن نخطط للرحيل معا ثم تتخاذلين و تتراجعين عند التنفيذ هكذا ؟

*وردت سبب حصين همسا وهي تضغط بيدها *على يد سبب ثقيل *:

-لقد بررت لك . ولن نعيد ما قلناه في القبو قبل قليل...الفجر بدأ يبزغ والوقت ضيق ..اركبي سيارتك وغادري قبل *أن أغير رأيي وأمنعك من المغادرة .

- وهل خلقك الله إلا لتغيري رأيك ؟؟

-هناك ما علي التحقق منه قبل تنفيذ القرار.. قد لا تفيدني العجلة .

- ما تتحققين منه بخصوص حبيب القلب..؟

- وبخصوص غيره أيضا.. دعي هذا اﻵن . سأشتاقك ...اتصلي بي وأخبريني عن كل خطوة ستخطينها بعد خروجك . ...

قالت سبب حصين وهي تجذب سببا ثقيلا إلى صدرها .

-وأنا سأشتاقك أيضا ...اعتني بنفسك وفكري بأنك حرة في قرارة نفسك ثم اتخذي قرارك ونفذيه.
- هيا اخرجي ..وكوني حذرة ..في أمان الله .

وانفتح باب الشارع ببطء وشفط سببا ثقيلا بلمحة بصر. ...ونظرت سبب حصين في الفراغ اﻷزرق الذي كان يحتويها وقالت :

-لقد كانت هنا . ...

ثم رجعت بخطواتها المتثاقلة لتجلس على أخفض درجة من الدرجات التي تتقدم الباب الداخلي لبناء البيت . ونظرت في الحديقة حولها فلم تر إلا ذلك الفراغ اﻷزرق وهو يتقدم نحوها وقد فغر فاها بحجم دوامة بحرية تلف وتدور وتسحب لجوفها كل ما في محيطها الدائري من كائنات إيقاعية عائمة ..وكان ثمة برد في الجو يسقط وفق محاور مستقيمة كأشعة ضوء نافذ ليخترق جلدها ثم عظامها ثم قلبها .. وهناك في القلب كانت المحاور تفتح ثقوبا حمراء صغيرة ما تلبث أن تتسع لتتلاقى ويتصل بعضها ببعض لتتحول إلى فجوة حمراء ..حمراء ...حمراء ...

-استيقظي حبيبتي ...أنت تهذين ..منذ متى و أنت نائمة في الشمس وعلى الدرجات الباردة هكذا ...؟

جاءها صوت الوتد المجموع من عالم بعيد بعيد ، كان صوته دافئا كنغمة ناي مبحوحة ،غير أن الوتد كان قريبا منها ...قريبا إلى درجة أنها تشعر بأنفاسه الساخنة تمر فوق جبينها وهي تتأرجح كسفينة في ذلك الفراغ البحري اﻷزرق ...وفتحت عينيها وهو يحملها بين ذراعيه متقدما بها نحو سريرها . ولما هبط بها جلست على حافة السرير ..ونظرت في ابتسامته الحائرة و صمتت.

- ما بك حبيبتي ؟ سأل وقد جلس إلى جوارها فيما كانت أصابعه تزيح الشعر المنسدل عن جبهتها

-حرارتك مرتفعة ...هل أنت مريضة ؟

-لست مريضة ...! أجابت ..

- لقد أطلقت سببا ثقيلا .. تركتها تغادر عند الفجر.

- هل جننت ؟ كيف تفعلين هذا ؟

صرخ الوتد المجموع وقد هب من مكانه واقفا كمن تلقى في قدميه وخزات غادرة من دبابيس مهملة على اﻷرض ، فأخذ يتقافز في مكانه دون وعي ليدوس على المزيد منها .

- هل جننت ؟ ....هل فكرت بعواقب فعلتك..؟ لم لم تنتظري شهرين آخرين حتى يفعل العقار فعله...؟

- لم أعطها أي عقار .

- ماذا ؟ .... إذن قضي علينا ..قضي علينا ...قضي عليك أنت..كيف تتصرفين دون استشارتي ؟...لقد أخطأت إذ اعتمدت عليك ..أنت ...

ولم تدعه سبب حصين يكمل تركيب جملته ..فصرخت به بحزم لم يختبره فيها قط ..

- أخرج من بيتي ...هيا ..دعني وشأني ..أخرج ولا تعد إلى هنا مرة أخرى ...أخرج أخرج .

وعلى الرغم من دهشته وذهوله بما يرى ويسمع صرخ هو اﻵخر :

-اصمتي ... أتصرخين أيضا..؟ إلى أين سأخرج بعد أن سددت أبواب كوكب اﻹيقاع في وجهي ...؟ اﻵن ستذهب سبب ثقيل لتبلغ الشرطة بما حدث معها ..وعما قليل سيفتضح اﻷمر كله ..استعدي اﻵن للسجن .

- لن تفعل ذلك .

-هه... لن تفعل ذلك! ...ماذا أصاب عقلك ؟ بل ستفعل وتفعل ...أنت حمقاء ...ما الذي قالته لك لكي تقنعك بتحريرها ؟ ..لكن...لا وقت للكلام ..لا تشرحي لي شيئا ..علينا أن نسرع في الفرار قبل وصول الشرطة .

-إهدأ ...إهدأ ..أنظر إلى الساعة على الجدار ..إنها تشير إلى العاشرة ..وقد أطلقت سببا ثقيلا متذ خمس ساعات ، ولو كانت ستبلغ الشرطة لفعلت ذلك بعد خروجها بخمس دقائق كي تضمن القبض عليك وأنت نائم ، لكنها لم تفعل ....لقد أثبتت لي بهذا أنها صديقة مخلصة ...أنا أثق بها .

-ما الذي بينكما ؟..

سألها الوتد المجموع بعد أن هدأ روعه فجلس على حافة السرير وأمسك بذقنها ليدير وجهها إليه .

- بيننا احترام الحقيقة .

- أية حقيقة ؟

- حقيقتي ...وحقيقتك ...حقيقة كل شيء .

-تكلمي ...بماذا أخبرتها ؟

- بكل شيء .

-بكل شيء....؟ أأخبرتها بأنك ...بأنك...

- خنثى ... قلها ..نعم أخبرتها بأنني خنثى ..لم أكن محتاجة ﻷن أشرح لها ..كانت قد فهمت اﻷمر بنفسها ودون شرح ..

- وما الذي كان يضطرك لهذا ؟ لم تعطين أحدا ما ممسكا عليك ؟ لم تضعين نفسك على المشرحة لتكوني تسلية ﻷصحاب الفضول ؟ لم تكشفين نقاط ضعفك للمﻷ وأنت شخص محترم ذو مكانة في المجتمع ؟ ألست أنت البروفيسور وتد مفروق رئيس بعثات التنقيبات اﻷثرية والمرشح ليكون مبعوثا في قضايا أمم اﻹيقاع ؟ ألست ضيف الشرف في المؤتمرات والجمعيات ؟ أتغامرين بالتضحية بسمعتك وتاريخك من أجل قول الحقيقة لصحافية تافهة *لا هم لها سوى التسلية والظهور ؟ ما الذي كان ينقصك لتمنحك إياه الحقيقة *؟ وهل فكرت بحجم خسارتك مقابل ذلك ؟

- لم يكن لدي الخيار ...لست أنا من أخبرها .بل لقد عرفت ذلك بنفسها .

- كنت سأمحو ذاكرتها ...

- وأنا ما كنت ﻷدعك تتحول إلى مجرم ..أن تمحو ذاكرتها يعني أن تقتل كائنا وتقضي على حياته ...على تاريخه ومستقبله .

-وماذا عن تاريخك ومستقبلك أنت ؟ إحداكما كان *سيقضى عليها فإما أنت وإما هي . وأنت لم ترتكبي أي ذنب .أما هي ...هي من أوقعتنا و أوقعت نفسها في هذا المأزق .وعليها أن تتحمل النتائج.كنت مجبرا لفعل شيء ما دفاعا عنك وحفاظا على مكتسباتك .*

- كانت تبحث*عن الحقيقة...

- الحقيقة التي ستقضي عليك أنت ...هي كانت تحاول إيذاءك بكشف حقيقتك ..وأنا كنت أحاول حمايتك والحفاظ عليك *..حسنا ...أنت لا تقدرين ما أقدمه لك...فلتواجهي العالم بحقيقتك اﻵن ....

قال الوتد المجموع هذا ثم خرج وغاب عن اﻷنظار .....وألقت سبب حصين بجسدها على السرير وبكت.*لم تكن متأسفة ﻷن سببا ثقيلا قد علمت بحقيقتها ، فهي لا تخشى منها أي أذى ...لكنها كانت متأسفة ﻷنها تحب الوتد المجموع ..كانت تحبه حقا *...وهو لا يفكر إلا بمكتسبات الوتد المفروق...ترى هل كان سيحبها لحقيقة ذاتها لو لم يكن الوتد المفروق متلبسا بها ...هل كان سيحبها كسبب *؟ وهل حبه لها كسبب مجرد شفقة ورحمة *أم أنه حب ...هل يعشقها أم يشفق عليها ؟ ...ذلك هو السؤال .

ومر يومان قبل أن تذيع وسائل اﻹعلام خبر ظهور سبب ثقيل بعد اختفائها لمدة أربعة أشهر ...أما تصريح سبب ثقيل لوسائل اﻹعلام فقد كان حسب الاتفاق بينها وبين سبب حصين * عصابة من الملثمين اختطفوها ليطلبوا فديتها ،وعاملوها جيدا ..لكنها استطاعت التحايل عليهم والتخلص منهم دون أن تعرف أي شيء عن توجهاتهم ...).

وفي اليوم السابع أعلنت هيئة أمم اﻹيقاع اجتماعا طارئا في الشهر المقبل *للتصويت على عرض قضية الشعب الخببي على مجلس اﻷمن بهدف الوصول إلى اتفاق أو تسوية مع كل من أنظمة البحور التي تنتهي أرخبيلاتها بمنطقة خببية 2 2 2 ..ولحل مشكلة الشعب الخببي المشرد في مختلف البحور.*

وفيما كانت سبب حصين تتلقى هذا الخبر من التلفاز رن جرس هاتفها الجوال ،وكانت سبب ثقيل على الطرف اﻵخر*

- ألو ...سبب حصين ..كيف حالك ؟

-أهلا سبب ثقيل ..طمئنيني . ما أخبارك وأين أنت اﻵن ؟

- أخباري لن تسرك . أنا عالقة على الحدود اﻹقليمية لبحر الرجز ..أحاول الدخول إلى منطقة 2 2 2 كسائحة بصفتي سببا خببيا .وهم يرفضون استقبالي ويمنعون دخولي.

- لكن أليس الرجز منضما إلى حركة بحور عدم الانحياز التي تناصر حقوق الشعب الخببي ..فكيف يرفضون استقبالك كسبب خببي ؟*

-عزيزتي ! أنت تعلمين أن ما يقال في اﻹعلام شيء وما يحدث في الواقع شيء آخر . ..لقد اكتشفت أنهم يضيقون هنا على كل زائر من الشعب الخببي . وأخفضت سبب ثقيل صوتها وتابعت :*

- إنهم يعاملوننا باعتبارنا إرهابيين ...ويخشون من إثارتنا للمشاكل في الداخل عندهم .

-ما هذا الذي تقولينه ؟

-هذا ما فهمته ..هناك مظاهرات واعتصامات في منطقة 2 2 2..والنظام الحاكم يخشى من تطورها . لذا فهم يصعبون دخولي بصفتي سببا خببيا.

- لكن أليست 2 2 2 منطقة خببية ..أليس فيها شعب خببي ؟*

-لا عزيزتي . لا مكان للأسباب الثقيلة في منطقة 2 2 2 الرجزية ..لا أراه إلا تشابها شكليا مع الشعب الخببي ..لا أعتقد بوجود أصول وراثية خببية هنا .

-كيف تقولين هذا ؟ ...ولماذا تقوم المظاهرات في منطقة 2 2 2 الرجزية إن لم يكن تعاطفا مع القضية الخببية وبسبب اﻷصول الخببية ؟*

- هذا ما يثير دهشتي. هم لا يمنحون حق اﻹقامة الدائمة إلا للسبب الخفيف حصرا. يعني لن أتمكن من استعادة نشاطي الخببي في الداخل كسبب ثقيل إذا كانت إقامتي دائمة .أما في حالة اﻹقامة المؤقتة *فهم يشترطون دخولي كسبب خببي بأن أدخل من جهة اليمين أي من جهة *السبب اﻷول في منطقة 2 2 2 .

-حسنا ..وما المانع عندك ؟

- المانع أنهم يشترطون أيضا أن أقدم وديعة تعد عندهم بمثابة الكفالة فور دخولي .فبهذه الوديعة يطبقون قانون الخبن قسرا علي . فيجب*أن ألتزم وضعية السبب الخفيف حصرا بتنفيذ الخبن عبر الوديعة وبهذا فلن يكون لي صفة سوى سبب مخبون يعني 1 ...يعني لن أتمكن من استعادة نشاطي الخببي في الداخل أيضا .وسأبقى في وضعية 1 2 2 والتي يسمونها 3 2 *تهكما .

- يا إلهي ! ..اﻷمر صعب فعلا .طيب ما رأيك أن يجري الوتد المفروق اتصالاته كي يتواسط لك بالدخول من المنطقة الوسطى في 2 2 2.. أي في محل السبب الثاني ؟ ألا يفيدك ذلك بشيء ؟*

-هه . ذلك أسوأ...ﻷن الوديعة بالخبن عند الدخول لا بد منها وهذا يجعلني في وضعية *2 1 2 والتي يسمونها 2 3 وهي وضعية مرفوضة في الرجز. والشرطة تلاحق من يقيم بهذه الوضعية ﻷنها مخالفة لقوانين اﻹقامة .وما أن يكتشفوا أمري سيقومون بترحيلي قسرا وسريعا إلى الحدود اﻹقليمية لبحر السريع حسب اتفاقيات التعاون المشتركة بين نظامي البحرين .

- حسبنا الله ونعم الوكيل ....يا مسكينة يا سبب ثقيل ! طيب ماذا ستفعلين اﻵن ؟

- أفكر بالمغادرة والسفر باتجاه بحر الخفيف .

- نعم . افعلي ذلك ..فهم يمتلكون منطقة *2 2 2 أيضا . .لكن هل أنت واثقة من أنهم لن يصعبوا اﻷمور عليك كما حدث في الرجز ؟

- في الخفيف هنا منطقتان 2 2 2 إحداهما في الداخل (الحشو ) واﻷخرى طرفية في آخر جزر الخفيف وأنا سأدخل إلى المنطقة الطرفية ..وأظنني لن أجد صعوبة هناك .

-وما أدراك ؟*

-علمت أنهم يعتمدون على قانون علاقة ( الفاصلة ) في ما يتعلق باﻹقامة والزيارة .

-وماذا تعرفين عن هذا القانون ؟*

- في بلادي (بحر الكامل ) يعتمدون على قانون علاقة الفاصلة ذاته .فنحن نستقبل السبب الخببي الزائر عن طريق وجود كفيل ضامن له من السكان اﻷصليين لبحر الكامل ويجب أن يكون الكفيل سببا خفيفا حصرا. وتسمى العلاقة بين الكفيل والزائر الخببي بعلاقة الفاصلة . وهي في نظام البحر الكامل فاصلة حقيقية . إلا أنهم في الخفيف يستعيضون عن الكفيل الضامن بأن يدخل الزائر الخببي بصفته سببا خفيفا كي يقدم وديعة وفق قانون الخبن -كما هو الحال في الرجز - أي أنني أدخل بشكل مخبون 1...ثم إذا دخلت فيمكنني تسوية وضعي بعلاقة فاصلة ( شكلية ) مع وتد من سكان المنطقة اﻷصليين فتكون العلاقة بيننا وفق الشكل 1 3 2 والتي أتمكن فيها من استعادة نشاطي الخببي بصفتي سببا ثقيلا بدعم الوتد الكفيل الذي سيمنحني قيمة ما قدمته كوديعة من حسابه الخاص بقانون المنح 1 1 2 2 فعند ذلك أستعيد نشاطي كسبب ثقيل (2) 2 2 ...وهذا ما يهمني .

- حقا ...بالفعل هذا رائع ..أرجو لك التوفيق ..لكن ما تزال لديك مشكلة في الدخول إلى الخفيف .

- ما هي ؟

- ستتعاملين مع وتد .*

- ماذا..؟

-ستطلبين منه المساعدة .و سيساعدك ويدعمك وستكون بينكما علاقة ولن تكوني قادرة على الاستغناء عنه .

-ماذا ؟ !!. لم أفكر بهذا ؟ كيف سأحل هذه المشكلة ؟ لست أنا من تضع يدها في يد وتد ...فكلهم متسلطون ومتعجرفون ويرغبون بإذلالنا..

-ماذا لو كنت مخطئة ؟

- أنا لا أخطئ بحقهم ...إنهم لا يستحقون الرأفة حتى ...لكن صحيح ....لم تخبريني كيف كان رد فعل وتدك الحبيب على ما حدث .

-لقد غضب مني أيما غضب ثم تركني ورحل ..ولم يتصل حتى اﻵن ..

-أرأيت ؟ ...وأنت ماذا ستفعلين ؟*

-لا أعرف*

-هذا هو الجواب الذي أكرهه ...أقترح أن تتصلي به وتعلميه بأنك قررت إجراء عملية جراحية ﻹصلاح *وضعك .ألم نتفق على أنني سأرتب لك أمر *إجراء العملية ؟*

-بلى ..لكن ليس اﻵن ..دعي اﻷمور تأخذ مجراها...سأتصل بك كل بوم لتخبريني بما يحدث معك .

وبعد شهر من هذا الاتصال بين السببين كانت سبب ثقيل قد عادت إلى بحر المنسرح وقبل أن تلتقي بسبب حصين اتصلت بها اتصالا آخر :

-ألو ..سبب حصين ..كيف حالك ؟*

*اسمعي عزيزتي *أنا اﻵن في بحر المنسرح ..وقتنا ضيق للغاية *..قومي فالبسي ملابس نسائية وتعالي لتقابلي الطبيب ..لقد حجزت لك موعدا *بعد نصف ساعة في مشفى خشان للعروض الرقمي .

-مشفى خشان ؟ أليس هذا الاسم لتلك الشخصية اﻷسطورية ..؟*

-نعم نعم ...أسرعي ..سيراك الطبيب ويحدد موعدا لعمليتك الجراحية اليوم ...

-اليوم عمليتي ؟ !

-ما بك عزيزتي ..؟ ركزي معي ! اليوم سيحدد الطبيب موعد عمليتك ...هل اتصل بك حبيب القلب ؟

- لا ..ليس بعد. ..منذ شهر لم أره ..لا أستطيع نسيانه ..كل شيء حولي يذكرني به .أما هو ..فيبدو أنه *نسيني تماما ..حتى أن خط هاتفه مغلق أو خارج حدود التغطية طوال الوقت *...أود أن أكلمه ....أشتاق إليه .وأجهشت سبب حصين بالبكاء.

-حسنا...هوني عليك ..لا بد أن يتصل بك ..وقد يعود ...لو كنت مكانه لفعلت ...هيا....تماسكي ..أنتظرك أمام باب المشفى ..

-أنا خائفة ...

-لا تخشي شيئا ..أخبرني الطبيب أن العملية سهلة عليهم ..ولن يكون لها أية عواقب وظيفية ..بل على العكس ستشعرين بالراحة والاستقرار النفسي بعدها ..ستتحولين إلى سبب خفيف سبب حقيقي كامل ..كل ما في اﻷمر أنك ...لن تتمكني من اﻹنجاب.

-وهل كنت أطمع باﻹنجاب ...أن يقال " عاقر" أفضل من أن يقال "خنثى " ...*إنما أخشى من ضعفي وتراجعي في اللحظة اﻷخيرة ..و أنا حزينة على موت الوتد المفروق ..وحزينة على أن من كان يدعي عدم قدرته على العيش بدوني قد هجرني.. .وأشبعني هجرا.

- القرار لك ...كل مكتسبات الوتد المفروق التي يأسف عليها وتدك الحبيب في كفة ميزان وشعورك بالحرية في الكفة اﻷخرى ..فأيهما أثقل ؟

- أخشى أن الحرية بدون المكتسبات كالطيران بغير أجنحة ...فهل *ثم غير الفشل ؟ لعل الوتد المجموع على حق .

- إلى متى ستظلين مترددة ...؟

-حاولت الاتصال به ففتح الخط ثم أغلقه ..حتى أنه لم يسمعني صوته ..*

-نعم ..نعم ..قولي هكذا كي أفهمك ... هل سألت نفسك ما الذي يغضبه منك ..؟ إسمعي عزيزتي ..إن كان يحبك لحقيقة نفسك فيجب أن يكون سعيدا بقرارك . وإن كان يحبك لمكتسبات الوتد المفروق فليذهبا معا إلى الجحيم ..

-من ومن ؟

-الوتدان .

-أحدهما حبيبي . واﻵخر تاريخي ..

-آه ، صحيح . عفوا..فليذهبا إلى الجنة ...

-ثقيلة ...

-دعيهما يذهبان حيثما يشاءان .

-أتجدين هذا وقتا مناسبا للمزاح ؟

- تعالي بسرعة ...

- ...أنا ..أنا قادمة.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 11-07-2014, 10:20 AM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثناء حاج صالح
 

 

 
إحصائية العضو







ثناء حاج صالح غير متصل


افتراضي رد: الصياغة الثانية لرواية التخاب ..بقلم ثناء حاج صالح


الحلقة اﻷخيرة


لما اشتد الغضب بالوتد المجموع نتيجة التصرف المتهور الذي قامت به سبب حصين عندما أطلقت سببا ثقيلا بعد أربعة أشهر من اختطافها دون استشارته .قرر الهرب من دائرة الضوء خشية افتضاح دوره في عملية الاختطاف فيما لو قررت سبب ثقيل معاقبته أو الانتقام منه. لذا منح نفسه إجازة من عمله كسفير لبلاده ليختفي عن اﻷنظار مؤقتا .فغادر بحر المنسرح متجها إلى بيته المتواضع في أحد اﻷحياء الشعبية في بلده (بحر الخفيف ) .وما أن وصل إلى بيته حتى فاجأه اتصال وزير الخارجية به ليخبره بأن الحكومة قد قررت عزله عن منصبه كسفير حتى إشعار آخر لامتصاص غضب المتظاهرين الذين جعلتهم تصريحاته المناهضة لقضية الخبب يطالبون بعزله كما يطالبون بالتحقيق معه في قضية اختطاف الناشطة اﻹعلامية سبب ثقيل .
فحبس نفسه في بيته و أغلق النوافذ .وحرم على نفسه الخروج إلا لضرورة شراء الطعام . .وفي الوقت الذي كان فيه قلب سبب حصين يبكي لوعة فراقه كان قلبه يبكي لوعة فراق منصبه ويبكي كرامته المهدورة التي شجعت النظام على الغدر به .
وهكذا ..تغير كل شيء ما بين ليلة وضحاها .والوتد المجموع يعيش اﻵن أتعس أيام حياته ..حتى أنه أرخى لحيته وشعره فلم تصلهما شفرة أو مقص منذ صباح ذلك اليوم الذي غادر فيه السفارة في بحر المنسرح . وبصفته اﻵن حزينا واعيا وجد في ضرورة إخفاء ملامحه عن المتظاهرين الهائجين في بحر الخفيف عذرا مقنعا لإهمال مظهره فلبس ثيابا كالحة اﻷلوان قديمة وجدها في خزانة المطبخ .
وبعد شهر من العزلة واليأس و خيبة اﻷمل كان قد وصل إلى مرحلة من الصدق استبدل فيها لقب" الدمية " بلقب السفير وهو يخاطب نفسه أمام المرآة . وذلك بعد أن تأمل في حال علاقته مع النظام فلم يجد أصدق من أن يشبه نفسه بالدمية المتحركة عبر الخيوط في مسرح عرائس النظام . فأخذ يقف في الحمام وأمام المرآة مساء كل يوم وقبل النوم تماما ليقول :
-ها قد مضى يوم آخر ولم يتصل بك أحد يا سعادة الدمية .
غير أنه على إثر مكالمة واردة لم يرد عليها من سبب حصين شعر بالشوق والحنين لجلسة فضفضة كتلك التي كانت تعدها له بين الفينة واﻷخرى .وأين هي سبب حصين اﻵن ..وماذا حل بها ؟ وأراد الوتد المجموع أن يمنح نفسه فرصة للتفكير بعلاقته بها وأراد أن يعب هواء نظيفا.. فقرر الخروج من منزله وكانت الساعة تشير إلى الثانية ليلا . وهو لا يعلم بأن النظام الحاكم قد أعلن عن منع التجول ما بين الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة السابعة صباحا . فلبس الثياب الرثة التي وجدها في المطبخ وخرج .وكان هواء الليل نظيفا بالفعل. ولم ير وتد مجموع أحدا من المارة .فأراحه ذلك من عبء الخوف والحذر من أن يتعرف عليه أحد . .ومشى على الرصيف بجوار جدار طويل لحديقة عامة وهو شارد الذهن يتذكر بدء علاقته بسبب حصين وكان وقتها يسميها باسمها المذكر الرسمي ( وتد مفروق )
وتذكر كيف زاره رئيس فرع المخابرات في بيته هناك في المنسرح مصطحبا ذلك الشاب المخنث اﻷسود الذي تخرج لتوه من الميتم وهو بلا أقارب وبلا مال وبلا هدف مع ذكاء خارق يشع من عينين عسليتين تلينان الحديد . وتذكر كيف أخبره رئيس فرع المخابرات بأنهم قد قرروا إعداده ليكون عميلا لمخابرات الخفيف في دائرة المتفق وخلال فترة إعداده سيقومون باﻹشراف على دراسته الجامعية واﻹنفاق عليه حتى يصل إلى درجة البروفيسور .ثم سيتم إرساله في بعثات علمية للتنقيب عن اﻵثار في أقدم بقعة تاريخية على سطح كوكب اﻹيقاع وهي دائرة المتفق...وهم سيعرفون كيف يفيدون من ذلك كله في إثبات عدم وجود أي حق تاريخي للشعب الخببي في الاستقلال والحكم الذاتي .وذلك تحسبا لنتائج مستقبلية قد تنتج عن حركات التمرد والمعارضة الخببية التي أخذت تنشط مؤخرا في دائرة المشتبه ..نعم كل ذلك كان مخططا له من قبل مخابرات الخفيف منذ أكثر من عشر سنوات..والحق أن الوتد المفروق لم يكن يع شيئا مما يرسم له من دور سيلعبه شاء أو أبى .
تذكر ذلك الوتد المجموع ونظر وهو واقف على الرصيف في أعماق السماء السوداء التي لا يعلم أحد أين غاب قمرها في هذا الليل الموحش .ثم تكلم ولم يكن من مستمع له سوى الجدار الذي كان يتمشى هو اﻵخر إلى جواره
-...كان علي أن أسيطر على شخصيته ﻷتمكن من توجيهه لتنفيذ كل طلباتي ...لا بل طلباتهم، فهم وراء كل شيء وما كان لي أن يأتصرف من تلقاء نفسي قيد أنملة .ألم يوجهوني ﻷن أتخذ من عدم وضوح جنسه نقطة ضعف أمسكها عليه ﻷتمكن من برمجته حسب مصلحتي ..لا بل حسب مصالحهم هم . وقد نجحت ..نعم نجحت كنت قادرا على التحكم به على الرغم من شدة ذكائه وعلى الرعم من كل ما حققه من نجاحات...لقد جعلته خاتما في أصبعي. استغللت حبه لي ..لا بل حبها. فأنا لم أرها يوما إلا أنثى ..كانت سببا حقيقيا وكان حضورها وحده يكفيني ﻷن أشعر بمعنى أن أكون وتدا . .وأنا من أجبرتها على تصنع سلوك الوتد .كنت أدربها لتكون وتدا مقنعا.وأنا غير مقتنع ..مسكينة سبب حصين . بعض المخلوقات تولد وهي محكوم عليها بالنحس ..ماذنبها ؟ ..ما ذنبها إن لم تخلق نفسها بنفسها ؟
سأل الوتد المجموع هذا السؤال بحزن عميق.حزن استشعره الجدار الذي كان يسير برفقته والذي خطر له أن يرد عليه قائلا :-لا ذنب لها .لكنه فضل الصمت. وأما الوتد المجموع الذي تفتقت جروحاته فقد سره أن يجد كائنا يجيد الإنصات دون أن يقاطعه الحديث ...فتابع :
- لطالما أحزنتني ولطالما كابدت في علاقتي معها حسرة بعد حسرة. تحبني وتظنني أشفق عليها لنقصها .ولا تصدق بأنني أحبها .وأنني أراها أذكى وأجمل وأرق مخلوق إيقاعي قد قابلته على اﻹطلاق لم تعلم أنني كنت مضطرا لصب مشاعري في القالب الذي أعدته لي المخابرات. والحق ليس عليهم ..فأنا لم أعترض يوما على طريقة تعاملهم معي ..وها هم يلقونني اﻵن في سلة المهملات كعلبة كولا فارغة .واصطدمت قدم الوتد المجموع بعلبة كولا فارغة فتدحرجت أمامه على الرصيف.قبل أن يعمد إلى ركلها بقدمه بنزق شديد باتجاه الشارع المنحدر أمامه ..فأخذت تتقلب فيه وتتدحرج بقرقعة ملأ صداها أذني الوتد .
وهنا تعب الجدار فتوقف عن متابعة المسير إلى جواره .ببنما ظل الوتد يمشي ويمشي واﻷفكار تتضارب في رأسه ..وفكر بأن أروع شيء قد يحدث له اﻵن هو أن يتلقى مئة صفعة قوية على وجهه الصفيق هذا عقابا له وليس هذا عليه بكثير ..بل هو أقل ما يشغي الغليل من عقاب مخادع رخيص عديم الضمير مثله . ومن كان مثله فهو حثالة وإن كان سفيرا لبلاده . مجرد اتصال هاتفي من وزير الخارجية ..وانتهى أمري. حتى المجاملة استكثروها علي.أيعقل هذا .. أأكون أنا كبش الفداء لهم فينحرونني على أقدام الشعب الخببي امتصاصا للغضب الذي بحيق بهم .؟تلك الشيطانة سبب ثقيل هي السبب.. بتقاريرها الخبيثة أوحت للمتظاهرين أن يجعلوا إقالتي مطلبا لهم ..صحيح أنها ونزولا عند وعدها لسبب حصين لم تشتك وتعلن بأنني اختطفتها وأنني حاولت محو ذاكرتها . لكنها عرفت كيف تنتقم مني ..لقد جردتني من منصبي ...من بيتي الفخم ..من سيارتي الرائعة ....من مرافقتي وخدمي وحشمي ...وها أنا اﻵن أهيم على وجهي بانتظار أن يرد النظام اعتباري ...لا . ما من شيء يرد لي اعتباري إلا أن أنضم لصفوف الثائرين ضدهم..لكن لا أنا أجبن من أفعل هذا ...سيقتلونني . بل أفضل أن أهاجر إلى مكان لا أحد فيه يعرفني ..لا أحد فيه يعرفني... ومشى .
كانت غصة في حلقه قد تحولت إلى طعم مر وجاف ..عندما تذكر أنه لم يتناول طعام العشاء بعد....وأخذ يتأمل شعوره بالجوع . وقرر أن يحرم نفسه من العشاء اليوم . ...ونظر في ساعة يده فرآها تشير إلى الثالثة والنصف ليلا . ثم نظر في عمق الشارع فرآه يمتط أمامه ويتلوى كثعبان ماكر يستدرجه نحو مجهول غامض يتربص به في نهاية الشارع ...فتوقف عن المشي أمام مدخل عمارة كبيرة وأخذ يتلفت حواليه وكأنه توقع أن يتنازل ذلك المجهول الغامض عن كبريائه ويأتيه بنفسه لما شعر بتأخره عليه .وبالفعل جاءه المجهول الغامض لعنده على شكل سيارة دورية الشرطة التي كانت تمشط الشوارع بحثا عن اﻹرهابيين المسلحين الذين يرغبون بإشاعة الفوضى في بحر الخفيف. جاءت السيارة وترجل منها رجال اتجهوا إليه مباشرة .
-ما الذي تفعله هنا ولا ؟ ...ألم تسمع بقرار منع التجول ؟..
-لا والله..أنا لم أسمع به ..أقصد أنني لم أسمع اﻷخبار اليوم .
- اليوم ..؟ هذا القرار كان ساري المفعول منذ شهر ...أتتذاكى علينا ولا ...؟
-صدقني لا أعرف شيئا.. أنا شخص محترم أنا السفير السابق
-هههههههه ههههههه...واضح أنك محترم هيا ضع يديك خلف ظهرك واصعد في السيارة .
- صدقوني . لازم أن تصدقوني ..أقسم لكم أنني أنا سعادة السفير السابق وتد مجموع .اتصلو بسعادة وزير الخارجية واسألوه..اتصلوا بسيادة رئيس الوزراء ...
-أين بطاقتك الشخصية ؟...فتشوه
-أنا لم أحملها في جيبي خشية أن يتعرف المتظاهرون علي . ألم تعلموا أن الحكومة أقالتني من منصبي نزولا عند رغبة المتظاهرين ..هم من طالبوا بإقالتي ؟ ألا تشاهدون قناة ساعة البحور ؟ لكن أقسم لكم أن هذه اﻹقالة مؤقتة ريثما يهدأ الوضع في بحر الخفيف ...هذا ما قاله لي وزير الخارجية ..أنتم رجال اﻷمن ولذلك أخبركم بحقيقتي .أنا مثلكم أمثل النظام في هذا البحر. فكيف تقبضون علي بهذه الطريقة المهينة ..ولماذا تركلونني على قفاي هكذا.. .إياكم أن تركلوني ..أخ ..أخ ...
أنا أحذركم ..أي ...أي ..آخخخ .أقصد أرجوكم أرجوكم صدقوني .أنا السفير. السفير السابق ..آخخخخ.
-هذا منظر سفير هذا ؟ ..ههههه سفير سلفي ؟!...ههههه. هههههه منذ متى لم تحلق ذقنك ولا ....؟
-أقسم لكم أنني كنت سفيرا ..أما لحيتي هذه فقد أهملتها ﻷنني أمر بظروف نفسية عصيبة
-نفسية ! ههههه ههههه قلت لنا " نفسية "..وما الذي تفعله هنا أمام باب المصرف المركزي في الساعة الثالثة ليلا يا سعادة النفسية ...؟ هههههه
-والله لم أنتبه أنني أقف أمام باب مصرف . أنا كنت أتمشى في الشارع فقط. وأنا لا أعرف هذه المنطقة .أنا لم أكن أقيم هنا..أنا كنت في المنسرح.ولا أعرف بأنهم بنوا مصرفا هنا .
-هيا ضع يديك خلف رأسك واصعد في السيارة ..هيا هيا ..قال "سفير "و قال "نفسية"..والله سألعن أباك على بساط الريح ولو كنت الرئيس ..إصعد .

وظل الوتد يتذكر هذا الحوار المتحضر مع رجال الشرطة لمدة أسبوعين قضاهما على ذمة التحقيق وهو يطارد أنواع البق والقمل و الصراصير والخنافس. في زنزانة تليق بمقام سفير سلفي كما أسموه .قبل أن يخبره الشرطي أنه قد تم اﻹفراج عنه مع الاعتذار منه .وعند ذلك قفل الوتد المجموع راجعا إلى بيته بعد أن لم يجد ما يتركه لهم من تذكار سوى شعر لحيته و شعر رأسه ..ومنذ ذلك اليوم بدأ يتابع نشرة اﻷخبار اليومية ويحصي كلماتها كلمة كلمة .. وقد كان فيها ما يستحق المتابعة بالفعل ....كان فيها اجتماع طارئ منعقد لمجلس اﻷمن اﻹيقاعي لمناقشة ومعالجة قضية الشعب الخببي من جذورها .
وكان فيها أن النظام الحاكم في البحر الخفيف قد شكل وحدة مخابراتية سميت الخلية البحرية المعرقلة للتخاب 2 3 التي أوكلت إليها مهمة مراقبة ومنع أي نشاط خببي يمكن أن يقوم به الخببيون ساكنو حي السبب اﻷول في منطقتي 2 2 2 في بحر الخفيف . .فكانت هذه الخلية تعمل سريا على التضييق على الخببين بملاحقتهم و تجميد نشاطاتهم القانونية.وكل ذلك تحاشيا لما يخشاه النظام من ارتفاع سقف مطالبهم إلى المطالبة بالحكم الذاتي .لكن أولئك السكان المضطهدين كانوا يعولون كثيرا على أن النشاط اﻹعلامي لسبب ثقيل إذا ما أقامت عندهم وقدمت تقاريرها الساخطة عن معاناتهم إلى منظمة حقوق اﻹيقاع فإن هذه المنظمة لن تعدم الوسيلة ﻹقناع هيئة الأمم اﻹيقاعية بمعالجة قضيتهم من جذورها .
لكن سببا ثقيلا في الواقع كانت ما تزال تصارع النظام في مسألة إقامتها إثر رفضه منحها تأشيرة إقامة تسمح لها بممارسة أي نشاط خببي .وتأشيرتها الحالية هي تأشيرة التخاب اﻷول التي تعني ممارساتها صلاحيات السبب الخببي بوصفه سببا خفيفا حصرا. أما ممارسة نشاطها الخببي الذي يسمح بظهورها كسبب ثقيل في اﻹعلام فيشترط حصولها على تأشيرة التخاب الثاني .ولحسن حظها لم يطل انتظارها في منطقة 2 2 2 الطرفية حتى تلقت بلاغا قضائيا يخبرها بأن بعض سكان حي السبب اﻷول في منطقة 2 2 2 في الداخل (الحشو ) قد أبرزوا للقضاء وثائق وراثية رسمية تثبت صلة قربى خببية معها .وبهذا فإن سببا ثقيلا أصبحت اﻵن مستحقة لتأشيرة التخاب الثاني التي ستظهر فيها بشخصيتها الرسمية كسبب ثقيل في منطقة 2 2 2 الطرفية .لذا فقد اطمأنت لوضعها وقررت السفر إلى بحر المنسرح لمؤازرة سبب حصين خلال فترة العمل الجراحي الذي سيحولها بشكل نهائي من وتد مفروق إلى سبب خفيف. وحزمت سبب ثقيل حقائبها و ذهنها يضج بخطط صارخة لحملة إعلامية ضخمة حال عودتها من بحر المنسرح .ولم يكن في حسبانها أنها ستلتقي في المطار بالوتد المجموع في الذي قرر السفر إلى البحر المنسرح هو اﻵخر ليودع سببا حصينا قبل أن يهاجر إلى دائرة المتفق هجرة دائمة. ولم تستطع سبب ثقيل أن تقترب من الوتد المجموع لتخبره بتدهور الحالة النفسية لسبب حصين نتيجة فراقه لها لشدة كرهها له .أما هو فقد أجبر نفسه على الاقترب منها كرمى لعيني سبب حصين .إذ لا بد أنها ستفيده ببعض المعلومات عنها . ..وما هي إلا خمس دقائق التقيا فيها معا حتى ملأت صورهما في اليوم الثاني الصحف الخببية تحت عنوان ( فاصلة كبرى ) سبب ثقيل والوتد المجموع وعلاقة غامضة .ولم تكن تصب في مصلحة سبب ثقيل إعلاميا إشاعة كهذه . .إلا أن عبارة "علاقة غامضة "فوق صورتهما قد ألهمتها أن تكتب تقريرا وترفعه إلى منظمة حقوق اﻹيقاع لتعرضه هذه اﻷخيرة على هيئة اﻷمم اﻹيقاعية كمشروع تسوية قد يفيد في معالجة القضية ...وكتبت سبب ثقيل في دفتر مذكراتها :
علاقة عامضة ...!
علاقة غامضة يعني" التخاب " .طالما أن أصل المشكلة هي وجود الوتد الذي يكره الخبب ويمنع تعايشهم بجواره .فالحل الوحيد هو منع الوتد من أن يعبر عن وتديته داخل المناطق ذات التركيب السكاني 2 2 2 في البحور التي تضم هذه المناطق وهي مبدئيا الكامل والخفيف والرجز ..يعني أن نقسم البحر الذي يضم منطقة طرفية ذات تركيب سكاني 2 2 2 إلى قسمين أحدهما وهو الداخلي يحكمه الوتد . بحيث تكون الحقوق الوتدية فيه مصونة .ويمنع فيه منعا باتا المساس بهوية الأوتاد ..والقسم الثاني هو منطقة التخاب الطرفية 2 2 2 التي لن نسمح للوتد بأي تدخل فيها .وهكذا فإن السكان الخببين سيستقلون في حكم ذاتي لا يكون فيه سلطة لوتد ما . وإذا ما لاح لنا وتد بشكل عارض في تلك المنطقة فسوف نجرده من حقوقه الوتدية ونمنع عنه الحصانة ليكون مجبرا على منح أقرب سبب له في الجوار تعويضا يجعله مساويا لهذا الجار من حيث الملكية ..يعني سنأمم كل ما يزيد من ممتلكاته عما هو مسموح لصالح السبب الخفيف المجاور له هذا ...
التوقيع
سبب ثقيل القرقوشية

وسلمت سبب ثقيل تقريرها لمنظمة حقوق اﻹيقاع قبل أسبوع واحد من موعد العمل الجراحي الذي ستخضع له سبب حصين . وكم حز في نفسها أن يصادف موعد انعقاد اجتماع هيئة أمم اﻹيقاع في اليوم نفسه الذي ستجري فيه سبب حصين الجراحة. فقد أصبحت مضطرة ﻷن تترك سببا حصينا في المشفى لوحدها .لكي تذهب فتغطي ذلك الاجتماع إعلاميا . فسبحان الله كيف أن معالجة المشاكل كلها ستتم في يوم واحد .ولعله بوم تاريخي خطير في حياة هذا الكوكب . وها قد حان ذلك اليوم .
ففي المشفى كان تأثير المخدر قد بدأ يضعف نوعا ما بعد أن أخرجت الممرضات سببا حصينا من غرفة العمليات وساقتها على سرير متحرك إلى سريرها .فكانت سبب حصين تسمع بعض العبارات فتحاول أن ترددها بلسان لم يستجب وبوعي لم يستجمع قواه العقلية بعد. وكان هناك من يضحك بجوارها وهي غير قادرة على فتح أجفانها المطبقة بالصمغ .ومن الذي يضحك علي ومجلس اﻷمن سن قرارا يقضي بإعادة الحقوق المغتصبة إلى أهلها ..حدث هذا بكل بساطة ...فلم أنتم مستغربون .نحن هنا في كوكب اﻹيقاع ولسنا في كوكب اﻷرض .. حق فيتو... ما فيتو لا يوجد .فكل ما لا يمكنكم تحقيقه على كوكب اﻷرض يمكنكم تحقيقه في كوكب اﻹيقاع ..أيها السكان اﻷرضيون تعالوا إلى كوكب اﻹيقاع واطرحوا قضاياكم العالقة ..وأحضروا معكم خشان خشان ليرش السكاكر الملبسة فوق رؤؤس الخبب...لماذا تضحكون ؟ ههه ههه هه هه أنا لا أستطيع الضحك مثلكم ..آه ..آه هناك ما يؤلمني ..وأنا أريد الماء ..ماء ..مااااا. ماااا.
- إنها تهذي ...مازالت تحت تأثير المخدر ..
-ألن تعطيها حقنة المسكن اﻵن ؟
-بلى ..لكنها نزفت الكثير ..تحتاج للدم .
-أنا أتبرع لها ..لدينا الزمرة نفسها .
-هل أنت زوجها ؟
-نعم ...بالتأكيد ..أنا زوجها وهي زوجتي .
-دعها ..ستنام اﻵن ...ولن تستيقظ قبل خمس ساعات
-سأخرج من الغرفة ..
-هناك تلفاز في قاعة الانتظار ومجلس اﻷمن قد أصدر بيانه النهائي منذ قليل .
-شكرا لك ..سأتبرع بالدم قبل أن أتابع اﻷخبار .
وفي قاعة الانتظار ..كانت سبب ثقيل تطل من شاشة التلفاز وهي تستعرض ردود أفعال الشعب الخببي الذي بدأ بإقامة اﻷفراح والليالي الملاح في الساحات العامة ..وها هي أعلام الخبب ترفرف وترقص في السموات سماوية اللون على إيقاع النشيد الخببي وحلق الدبكة دوائر دوائر .. .
وسأعيد قراءة ما جاء في البيان [] لمجلس اﻷمن على أسماعكم..ﻷنني في الحقيقة لم أعد قادرة تصديق ما حصل .. يقول البيان :
تم تحديد البحور التي ستجبر على التخلي عن حكم جزء من أراضيها لصالح الشعب الخببي وفق قاعدتين :
القاعدة اﻷولى : لا تخاب في البحور التي يعتمد نظام الحكم فيها على الخلية البحرية البادئة المعرقلة للتخاب 2 3 . مثل المتدارك والمديد .فهذ الخلية البحرية مخابراتية وتهدف لمقاومة التخاب تعصبا للبحر .. ويستثنى من ذلك نظام الحكم في بحر الخفيف لوجود منطقة داخلية 2 2 2 في حشوه فيها سكان حي السبب اﻷول ذوو أصول خببية فلهم اتصال جيني مع السكان في حي السبب اﻷول من منطقة 2 2 2 الطرفية من الخفيف نفسع..لذلك فإن السكان في هذا الحي في الخفيف سيتمتعون بصلاحية الانتقال من التخاب اﻷول إلى التخاب الثاني.وهذا سيتم تطبيقه فورا في بحر الخفيف وبطبيعة الحال فإن التطبيق سيشمل البحر الكامل ﻷنه مهيأ بشكل مسبق لاحتضان الشعب الخببي ﻷنه في اﻷصل يمثل المهجر اﻷول للخبب .

القاعدة الثانية : وجود التركيب السكاني البحري 3 2 3 في حشو البحر يعد أيضا معرقلا ﻹقامة الحكم الذاتي ويمنع التخاب بعد اﻷوثق بشكل نهائي وذلك بسبب ما أثبتته الدراسات الديموغرافية من ظهور تناحرات قبلية عدوانية تمنع انتظام السكان في سياق خببي بوجود تحريض بحري من هذه المتناوبة البحرية 3 2 3 القباية المتعصبة.

وفي حال غياب معرقلة التخاب البادئة 2 3 و المعرقلة الأخرى التي هي المتناوبة : 3 2 3 في البحر معا مع وجود سكان خبب نشطين في الداخل كما في البحر الكامل ، فيمكن إقامة التخاب اﻷول والثاني .والحكم الذاتي .
فإذا لم يوجد سكان خبب في داخل البحر كما في الرجز ، فإن ذلك يجيز فقط التخاب الأول .

كما تم تفصيل شكل العلاقة بين نظام الحكم القائم في كل بحر مع منطقة الحكم الذاتي الخببية والتي ستسمى "منطقة التخاب " بحيث يسمى حاكم البحر بالوتد اﻷوثق في كل بحر وتقتصر صلاحياته في السلطة على المناطق الداخلية التي تقع قبل منطقة 2 2 2 الطرفية . ويجب أن يتخذ له مقرا في الحيز الفاصل بين المنطقة البحرية قبله والمنطقة الخببية بعده .فالسكان في ما بعد قصر الوتد الأوثق تكون مرجعيتهم القضائية في اﻹيقاع بحرية في حال عدم وجود سكان خبب في الحشو كما في الرجز ومجزوء البسيط .
وهذا يعني أن السكان في منطقة 2 2 2 يمارسون صلاحيات اﻷسباب الخفيفة (الزحاف ) في الرجز ومجزوء البسيط في حبي السبب اﻷول والثاني وهذا هو الجدول الذي يوضح ما جاء في البيان .
https://sites.google.com/site/alaroo...8%A7%D8%A8.BMP

وهكذا ارتاح بالنا من كل المشاكل .
والعقبى عندكم يا سكان كوكب اﻷرض .







التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط