|
|
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-08-2014, 12:50 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
الإهداء : إلى كل المحاصرين من طرف الأشخاص و الأشياء ... أتقدم إليهم بهذه الأفكار ... الفصل الأول من 07 القسم الأول من 07 لا بد أن أبي یخفي سرا كبیرا وراء ھذا الصمت المزمن الطویل ولا بد أن خالتيتعلم سبب ھذا الصمت أو شیئا عنھ.... ھكذا أصبحت أعتقد منذ تحصلت على الشھادة الجامعیة منذ سنتین ... لا أراه إلا ساھما غارقا في بحر لا ینتھي من التفكیر ... لا نكاد نسمع من صوتھ سوى كلمات موجزة لا تعبر إلا عن نفس محطمة وھم كبیر .. . ترى ماذا في تاریخك أیھا الرجل العجوز ؟ تدخل علي المحل مثل كل صباح وتأخذ مقعدا تضعھ قرب الباب على الرصیف وتنادي على قھوة من المقھى المجاور وتغرق حزنك بین القھوة والتدخین .. یمر بك الزبائن الداخلون والخارجون بتحیاتھم فتردھا كئیبة باردة بدون حیاة... وحین جلست إلیك وقد خلا المحل من الزبائن أردت أن افتح بیني وبینك خطا للعبور ... قلت لك : - أرید أن أبوح لك بما یدور في نفسي منذ عامین ... ونظرت نحوي نظرة عابرة سطحیة وعدت إلى وضعك السابق دون أن تقول شیئا ... وواصلت أنا محاولاتي قائلا : - أنا لست مرتاحا في ھذا المحل یا أبي ... وانتظرت أن تقول شیئا ولكنك لم تفعل فواصلت حدیثي : - ھذا المحل یدر ذھبا ولكن ذلك یذھب لغیرنا للأسف الشدید ... وواصلت حدیثي دون أن انتظر : - سأطلب من خالد أن یرفع أجرتي الشھریة وإلا ساترك لھ محلھ وبدا علیك الاھتمام قلیلا فقلت بصوت خافت : - وماذا تفعل إذا تركت العمل في ھذا المحل ؟ قلت لك : - اعمل في أي محل آخر واحصل على ضعف ما احصل علیھ الآن . .قلت لي : - لن یتركنا خالد نعیش في ھذا البیت مجانا إذا تركت العمل في محلھ ... وكان الحق معك رغم صمتك الطویل ... لن یتركنا خالد نعیش في بیتھ- الذي ورثھ عن أبیھ- مجانا إذا تركت العمل في محلھ ھذا ... سیطلب إیجارا عالیا في أحسن الأحوال ... وھذا حقھ... ھذا حقھ لأنھ یكفیھ معروفا أنه تركنا نعیش أنا وأبي وخالتي زوجة أبي وسلمى ابنة خالتي من وزجھا الأول نعیش في بیت واسع یدر علیھ مبلغا لا بأس بھ إذا عرضھ للكراء ... صحیح أنني أعمل في محلھ أجیرا منذ سنتین بكل إخلاص وأحصل على مداخيل جیدة وصحیح أنھ تربى معي بعد وفاة أبیھ وصحیح أن أبي ھو الذي قضى حیاتھ في ھذا المحل قبلي أجيرا عند أبیھ ... ... وصحیح ... وصحیح ... لكني لم اعد أجد كل ھذه الأسباب مقنعة لأبقى أجیرا إلى الأبد ... لا بد من عمل ما لأخرج من ھذا المصیر الأسود... وطوال ھذه الصبیحة راحت ھذه الأسئلة تطن في رأسي جیئة وذھابا ... وبقي الحال كذلك في الظھیرة ونحن على طاولة الغداء ... بدت خالتي متعبة وھي ترفع الأواني الموضوعة أمامنا على الطاولة... قامت وسلمى تساعدھا وقد لاحظت علیھا ما لاحظت من الإعیاء ... كان والدي صامتا یدخن ... أردت أن أحرك ھذه الرھبة یأي شيء فقلت : - طعام خالتي ربیعة لیس لھ نظیر ... وقد فكرت أن افتح لھا مطعما تدیره... ولم یعلق أحد على كلامي وقد بدا بدون معنى فأضافت لھ سلمى القلیل من المعنى - إذا فتحت أمي مطعما فسأترك التدریس وأشتغل مساعدة لھا ... ووجدت الفرصة ملائمة لمزید من الدعابة : - إذا اشتغلت معھا فسیغلق من أسبوعھ الأول .... والتقط أبي ھذا الطعم فخرج من صمتھ قائلا : - وسلمى فتاة رائعة ... وسعید من یحظى بھا زوجة لھ ... وفھمنا جمیعنا ما یرید ... خفضت سلمى رأسھا وانصرفت إلى المطبخ لمساعدة خالتي في تنظیف الأواني وخیم علینا صمت جدید ... وغرقت مع أبي في بحر من التفكیر ... أراه غارقا في الماضي وأراني متطلعا إلى المستقبل ... وأراه یھرب من سر كبیر في ماضیھ وأراني ھاربا نحو أمل كبیر في مستقبلي ... أراه یتألم لأن شیئا ما حدث قدیما عكر صفو حیاتھ وأتألم لأني ببساطة أملك أحلاما أكبر من طاقتي وأعلى من قامتي ... أحلم أن أخرج من ھذا الوضع المزري الذي یأكل أیامي یوما بعد آخر ... أرى شبابي یتناقص شیئا فشیئا وانأ قابع في مكاني من دون حراك .. لقد توقفت عجلة أیامي في محل خالد ومنزل خالد ... آخر تعديل راحيل الأيسر يوم 21-08-2014 في 01:14 PM.
|
|||
06-08-2014, 01:03 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
قراءة أولى وأسجل إعجاي بالسرد |
|||
06-08-2014, 04:26 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
أختي المحترمة فاطمة ... |
|||
06-08-2014, 05:23 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
الفصل الأول من 07 القسم الثاني من 07 أشعرأني عالة علیھ رغم أنھ تربىفي بیتنا .. أظن أن ھذاالسبب ھوالذي یجعلھ یبقي علینا في داره بالمجان رغم أني اعمل من الصباح إلى المساء في محلھ واجلب لھ مداخیل لاباس بھاو قد تفرغ ھومنذ ترك الدراسة لأعمال المقاولات ... وھویتقدم فیھا تقدما جیدابدلیل انھ أصبح لایعود إلى مسكنھ نھارافي الطابق الأول إلا قلیلا .... كانت ھذه الأفكار تدور في راسي وانأ خارج إلى المحل بعد أن استلقیت في حجرتي قلیلا .. . والتقیت مع سلمى وھي خارجة من حجرتھا قاصدة المدرسة ...وخرجنا من البیت معا وقد كان أبي لازال في موضعھ مع أسراره تلفھ غمامة من الدخان ... سرنا صامتین من باب البیت إلىباب المحل الذي لا یبعد إلا خطوات .. .قطعناالأمتارالقلیلةالتي تفصل باب المنزل وباب المحل صامتین ... لم یكن في نفسي شيء أرید قولھ لسلمى ولكنھا بدت على غیر عادتھا .. بدت كأنها ترید أن تبوح بشيء تخفیھ ... قالت وقد فتحت باب المحل : زمیلتي سعاد لدیھا مشكلة حیرتني وأریدك أن تعطیني رأیك ... -ماھي مشكلة زمیلتك؟ - تقدم لخطبتھا احد أقاربھا وقد سمعت شیئا عن عیوب زواج الأقارب... 4- لیس ھناك مایمنع على وجھ الیقین رغم مایشاع من موانع طبیة عن الوراثة وغیرھا .. - وقالت بأ ن ھذا الشاب لیس لھ عمل قار ... - لیس العمل القار مانعا إذا كان یملك الإرادة والصبر... - حتى ولوكان یصغرھا سنا ... ؟؟؟ فكرت قليلا وقلت ضاحكا : - اللي فا تك بلیلة فاتك بحیلة ... وھذا أیضا في صالح قریبھا كما ترین ... وناولتھا علبة علك على سبیل الھدیة فتناولتھا ووضعتھا في حقیبة یدھا وقد أشرق وجھھا بفرح كبير ... |
|||
06-08-2014, 06:27 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
الفصل الأول من 07 القسم الثالث من 07 ورحت أرتب الأدوات المدرسیة والموادالغذائیة وصنادیق الفواكھ والخضراوات ورأسي تد ور في الاتجاهات كلھا ... في والدي اللغز وفي خالتي التي كانت أجمل الجمیلات وأصبحت أثرابعد عین وفی خالد الذي یملك ھذاالمحل بل كل ھذاالبیت وفي سلمى التي استلمت عملھا منذ ثلاثة أعوام بفضل نفوذ زمیلتھا سعاد وفي سعاد التي تقدم إلیھا شاب یخطبھا وھي حائرة لأنھ قریبھا ولیس لھ عمل قار ویصغرھا سنا ... یالھا من عیوب تافھة ... لیست كلها تافھة كما قلت لھا ... العمل غیرالقارلیس عیبا تافھا ... كیفلا تجد سعاد ابنة العائلة المرموقة وصاحبة الشھادة العالیة حلالھذه المشكلة البسیطة ...؟بل كیفلا تجد لھا سلمى أیضا جوابا كافیا رغم وضوحھا؟؟؟ ألا تعرف سلمى بعلمھاوذكائھا ایجابیات وسلبیات ھذه المسائل البسیطة ... زواج الأقارب والبطالة وفارق السن ..؟؟؟ وفرملت دوالیب دماغي دفعة واحدة ... إنھا نفس الروابطا لتي تربطني بھا .. . لم تكن سلمى تتحدث عن زمیلتھا سعاد وقریبھا بل عن نفسھا وعني ... وقد أجبتھا بما في نفسي دون أن أفطن إلى الفخ المنصوب ... يالھا من ماكرة ... ھكذا إذن یا ابنة خالتي .. یا من تربیت معي منذ تزوج والدي من خالتي ربیعة-والدتك -بعد وفاة أبيك ثم والد خالد ثم أمي... لقد مرت السنوات دون ان انتبھ ... أنت تفكرین بالزواج مني وقدشارفت على الثلاثین أما أنا فلا زلت لم أتحرك نحوالحیاة خطوة واحدة... 5 مازلت بطالا أجیرا أحمل تحت ضلوعي أحلاما كالجبال وأنت تطلبین یدي من وراءالستار... رغم مودتي لك وذكریاتي معك فإنك دون طموحاتي بكثیر ... لوتزوجت بك أیتھاالفقیرة لكتب علينا الخلود في عالم الفقراء ... لن یستدیرالعام والعامان إلاوقدامتلأ علینا البیت أطفالا وزادت الأعباء والمصاریف وكتب علي الرضي بأي عمل لأسد رمق العائلة ... لن یكون من حقي بعد الزواج أن أحلم أوأغامر ... سیكون علي أن أتحرك دائمابحذر ورویة ... كلا یا سلمى... أنت دون أحلامي بكثیر .. لن أضیف لقیودي قیدا جدیدا ... قضیت الأمسیةاقلب ھذه الأفكارعلى وجوھھاجمیعاوانأأتعامل بنشاطي المعھود وقد صممت أن أتجاھل ماقالتھ سلمى وأتظاھر بعدم الفھم كأن شیئا لم یحدث ... ودخل خالدالمحل فجأة ... لقد فاجأني بھذا الحضورالمباغت .. خمنت انھ یراقبني لیعرف مدىإخلاصي وتفاني في العمل ... خمنت انھ اشتاق إلى أیام طفولتنا معا فحضر مبكرا لنلھو قلیلا ... خمنت أشیاء كثیرة ... خمنت كل شيء إلا أن یقول لي وقد خلا المحل من الزبائن : - مارأیك بسلمى ابنة خالتك؟ واندھشت للسؤال الذي لایحتمل سوى تفسیراواحدا ... انھ یعرف سلمى كما اعرفھا ... لقدتربینا معا في أحضان أبي وخالتي ... لقد تربینا في علاقة یشوبھا تعقید كبیر... عندما ماتت والدتھ تركت لأبیھ خالد ونوميديا التي تربت عند جدتھا لأمھا ... وتزوج أبوه من خالتي بعد ذلك بقلیل ...كنا ثلاثتنا خلاصة علاقة أسریة معقدة وتربینا ودرسنا وكبرنا معا ... وانتقل خالد لیعیش في الطابق العلوي بعدما تخرج من الجامعة وبناه بمالھ وبقینا في الطابق الأرضي القدیم ... صرت أجیراعنده كما كان أبي أجیرا عند أبیھ .. ولم أجد لسؤالھ جوابا لائقا فأجبتھ بسؤال بارد : - لماذا؟ 6 |
|||
06-08-2014, 06:48 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
الفصل الاول من 07 |
|||
08-08-2014, 04:42 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
الفصل الاول من 07 |
|||
08-08-2014, 04:56 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
الفصل الأول من 07 : وانطلق يقفز الدرجات في خفة وسعادة وقد تركني تائھا قرب بوابة المبنى ... ھممت بالدخول لكني عدلت عن ذلك نحو الشارع من جديد ... ماذا أقول لسلمى التي كانت تخطبني منذ ساعات .؟؟؟ لا زلت أرى تلك الراحة الكبرى التي كست وجھھا حين أجبتھا بما تريد حول صديقتھا سعاد... لقد كادت ملامحھا تنطق فرحا وانأ أقع في الفخ المنصوب بإحكام شديد ... ووالدي ... ذلك اللغز العميق ... اذكر كيف ينطلق لسانھ المعقود كلما ارتبط ذكر اسمي باسم سلمى .... انھ يتحول إلى شخص جديد مليء بالأمل والحياة ... لم يعد لھ أمل إلا أن يراني زوجا لسلمى ... وخالتي ... المرأة التي وقعت من رحم أمي في حجرھا مباشرة ... بماذا أجيبھا حين تعلم أني لا أريد ابنتھا ؟ ... وخالد... الصديق والأخ وولي النعمة ... ما موقفھ إذا رفضت أن أعينھ في الوصول إلى ھواه ؟ بل ماذا سيحدث لو انتھى الأمر إلى زواجي بسلمى ؟؟؟ لا استطيع أن أتخيل ما سيحدث ... لماذا ھذا الحصار يا خالد ويا سلمى ويا أبي ويا خالتي ؟؟؟... لماذا ھذه القسوة كلھا يا عالم القسوة والظلم ؟؟؟ وانطلقت خطواتي في شوارع المدينة بلا ھدف ... ومشيت طويلا دون أن يتسع الأفق أمامي ... ورن الھاتف في جيبي ... إنھا سلمى ... إنھا تطلبني لتسمع مني تعقيبا بالتصريح أو بالتلميح عما دار بيننا ظھر ھذا اليوم ... ولم استطع أن افتح الخط لأنني لست جاھزا لأي شيء ... لقد صرت عاجزا عن قول الصدق وعن قول الكذب.... |
|||
08-08-2014, 05:08 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
الفصل الأول من 07 وضغطت على الزر الأحمر للھاتف وواصلت السير تحت أضواء المصابيح وقد أخذت الشوارع تخلو من المارة والسيارات ... وعاد الھاتف يرن من جديد ... انھ أبي قد قلق بشأني وقد أغلقت الخط في وجھ سلمى .. وتراكم الإرھاق على كاھلي دفعة واحدة ... إرھاق العمل والاھاق المشي وإرھاق الصديق والأھل والماضي والحاضر والطموح .. وفتحت الخط ليخرج منھ الصوت الذي احترف الصمت : - طارق ... ھل أنت معي ؟ - نعم يا أبي ... انا معك ... - أين أنت ؟ .. لماذا لم تعد حتى الآن ؟ ... - أنا قادم يا أبي ... لا تقلقوا بشأني ... وأغلقت الخط واستدرت نحو البيت ... لا بد من حل عاجل لھذا المأزق وإلا سقط فوق رأسي أكثر من سقف ... ودخلت البيت وقد كانوا ثلاثتھم ينتظرون ... عادوا إلى عھدھم بعد أن اطمأنوا وقد رمتني سلمى بنظرة عميقة كأنھا تريد أن تطل على أعماقي من سحنتي الذاھبة ... و لمعت في رأسي فكرة أردت أن أنھي بھا ھذا اليوم الطويل ... |
|||
08-08-2014, 05:18 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
|
|||
08-08-2014, 08:48 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
من الجميل أن تكتب رواية أستاذ جمال |
|||
10-08-2014, 06:29 AM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...
الفصل الثاني من 07 |
|||
|
|