الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى أدب الطفل

منتدى أدب الطفل هنا يسطر الأدب حروف البراءة والطهر والنقاء..طفلنا له نصيب من حرفنا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-2008, 03:38 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي نهار أبيض

نهار أبيض
كان نهار أبيض ، شمسه طرية ، وأنفاسه ربيعية مضمخة بأريج البرتقال واليوسفى ، يوم غادر " صقر " داره ، ساحبا بقرته وحماره ، متوجها صوب غيطه ، و آثار حلمه الغريب ما تزال تلقى بظلالها على عقله ، وسمعه ، وبصره ، وشخوصه تتحرك أمامه ، ومن حوله على السكة ، حلم نصف الفدان الذي يصير فدانا ، والفدان اثنين ، والفدانان ثلاثة أفدنة ، حتى يصبح من أكابر وأعيان القرية ، قريته التي لا تعرف قدره ، و لا تحس بوجوده .
حلم يلازمه ، أن يسترد ما ضاع من أبيه وجده عبر السنين ، فات عليه العام تلو العام ، ورغم فشله لم يتخل عنه ، ولم يغادره ، وضحكته الحلوة لا تغادر وجهه ، وهو يجيب على تساؤلات نفسه قائلا :" الكيماوي والمبيدات هي قاتلة حلمك يا صقر ، آن الرجوع إلى الحق ، فالاعتراف بالحق فضيلة ".
ارتفع صوت "صقر " البنا بموال جميل ، تسلل داخل بيوت القرية التي مر بها ، فأطاح بخمولها ، وجذب أهلها إلى الأبواب ، مشمرين سواعد الجد ، وأطلقت عصافير البهجة ، تلاحق صقرا ، وتحوم من حوله ، حتى وصل أخيرا إلى غيطه الأثير !
ربط حماره وبقرته ، وبسم الله نزل زرع أرضه ، وحلمه ينبض فى عروقه لم يزل ، فجأة شدت انتباهه شجيرة مثقبة .. متآكلة الأوراق ، فهرب الدم من وجهه ، وخانته ساقاه ، فحط بجانبها مقتولا بالخطر القادم ، حتى طفرت الدموع من حدقتيه ، وراح صوت يتخلل الشجيرات ، كأنه صوت أبيه :" لا تدفن رأسك فى الحزن .. انقض على فريستك ..لا تتركها حتى تنال منها وطرك .. ماسميتك صقرا عبثا .. هيا .. يرحمك المولى ".
كأنه السحر ، هم صقر ، اهتز جسده كأنه يخلص نفسه من قيد ، طالع الشجيرات ، كانت الوحيدة المصابة ، رفع جلبابه ، ألبسه للشجيرة ، اجتثها من الأرض بحرص ، حملها ، فرك بقدميه مكانها من الأرض ، ثم يم شطر الترعة ، جمع بعضا من عيدان قش وحطب ، وهو يحتضن فريسته ، أشعل نارا ، ثم أفرغ جلبابه عليها ، فلَّاه ، والنار تطقطق ، كأن بها شياطين ومردة ، بص صقر هنا وهناك ، يتأكد أن واحدة لم تتسلل ، وزيادة فى الحرص ، دك بقدميه حول النار ، وهتف به هاتف :" هيا يا صقر .. من غير المعقول أن تكون الإصابة فى واحدة .. هيا باشر عملك ".
نزل غيطه مسرعا ، تنقل من موضع إلى موضع ، إنه يأمل كثيرا فى هذه الزرعة ، ويوم يبيع محصولها ، يكون فى استطاعته شراء نصف فدان ؛ ليصبح صقر على أول درجات السعد .. تسمر فى مكانه ، كانت شجيرة أخرى ، كأن المشهد يتكرر ، هذه المرة لم يقتلعها ، فمن المستحيل اقتلاع كل شجيرة مصابة ، خاصة و الأمر لن يتوقف عند هذا الحد ، أسرع إلى الترعة ، التقط جلبابه ، وعاد إلى الشجيرة ، فرد الجلباب تحتها ، وهزها عدة هزات ، تساقط الدود على الجلباب، عاد يهزها ، تساقطت واحدة أو اثنتان ، هز ثانية ، أمال الشجيرة ، بص جيدا فى ظهور أوراقها ، لم يعد شيء ، لم الجلباب ، حمله ، فرك أسفل الشجيرة بقدميه ، أسرع صوب الترعة ، وعلى النار أفرغ ما يحمله ، فطقطقت النار ، شعر صقر بحلمه يسرق ويضيع ، وهذه الديدان الحقيرة من يسرقه ، دب عناد فى صدره .. وكلمة تتكسر حروفها وتتشكل ، حين كان يعبره أحد الجيران قائلا :" ياولد ياصقر !".
أخرجه من دوائر همه :" أمرك ياعم ".
قال الشيخ :" زرعك يحتاج إلى مبيد .. إن لم تسرع ياصقر .. أكلته الدودة !".
بعقل تائه : " الدودة أرحم من شيطان ".
فوجىء الشيخ فقال :" أتخرف ياصقر .. ماذا تقصد بالشيطان ؟ ".
بثبات ردد صقر :" من ضيع تعب العام تلو العام .. من غير الكيماوى و مبيد الدود ".
همهم الجار الشيخ :" جن الولد ، وأصاب عطب الأرض دماغه ".
ابتعد الشيخ الجار ، ولوح بذراعه ، يؤكد مرض صقر ، واختلال عقله ، بينما كان صقر يقرر ، وهو يلبس جلبابه :" لابد من تفليت شجيرات الغيط .. ليشهد رب الكون من منا ينتصر على الآخر ".
لبس جلبابه ، جعل حجره بين يديه ، وسم الله ، وبدأ أول خط ، يفلى كل شجيرة فى حجر الجلباب ، ويفرك أسفلها بقدميه ، وحين ينهى الخط ، يسرع صوب الترعة ، ويعطى مايحمل للنار ، فتزغرد وتطقطق فرحا ، وتقول لصقر :" أشبعنى بمزيد منها ، هيا ياصقر فأنا جوعى ".
علا صوت البقرة ، فلبى ، وضع العيدان الخضراء ، أسكتها ،وعطف عليها ، سقاها ، فهلل للماء حماره ، مر عليه ، وحل وثاقه ، وسقاه من الترعة ، وأسكت جوعته ببعض العيدان ، وعاد ليكمل مابدأه ، الخط الثانى ، الثالث ، الرابع ، طقطق ظهر ه من كثرة مالف ودار ، وأحس بتعب يسرى بين عظامه ، تحامل صقر على نفسه ، وهو يردد :" هانت .. هانت ياصقر .. هيا تقدم .. وبعون الله ؛ ستفلح ".
غادرت الشمس قطار الأفق الدوار ، ركبت سفن قوس قزح ، فأصاب الحزن الصقر ، ورغما عنه ، أنسحب ، ودموعه كالماء الحارق تأكل جفنيه ، توقف ، هتف ضميره :" لن تمشى حتى تنهى الأمر ، وإلا ضاع هباء تعبك هذا اليوم .. هيا ياصقر .. أكمل .. وأمرك لله ".
عبرته مواشى القرية وبهائمها ، والولدان ، وكبار السن ، كل عاد إلى بيته ، كل ترك وراءه كلمة ، كل صاح بصقر ، أن ينهى مايفعل ، فمبيد الدود لا يأخذ أكثر من ساعة ، لن يأخذ من جيبه أكثر من خمس جنيهات ، إن لم يكن أقل ، فيزيد عناده ، ويغلق أذنيه ، ويهم لينهى تنقية الزرع ، ارتفع أذان المغرب ، من فوق مآذن قريته ، وهو سادر فى دورانه ، لم يبق سوى خط ، هانت ، يشجع نفسه ، ويطارد شيطانة كسله ، هانت ، نادته البقرة ، وتجاوب معها حماره ، فألهبه عملا ، حتى أنهى ، وهنا رفع رأسه ، هتف بقلب متعب :" حمدا لله .. حمدا لله ".
رغم التعب القاسى فى كل ضلوعه ، ماغفلت عينا صقر لحظة ، شيطان الخوف ينخر صدره ، ويصور له ، أن حقله وحده ، لن ينجو من خطر الدود ، فالجيران رشوا زراعتهم بمبيد الدود ، وناموا قريرى الأعين ، وطافت أصوات تصرخ فى وجهه :" صقر يبخل .. يهين نفسه .. و لا يهين جيبه .. صقر رأسه أنشف من خشبة ".
نزت من عينيه بعض دموع ، وقال :" تنسى الناس بسرعة .. الكيماوي ومبيد الدودة .. استورده السادة .. من شيطان دجال .. يقتل أطفالا ورجالا ونساء كل دقيقة .. ويحلم أن يرث الأرض .. يصبح مثل الرب .. فكيف أخون يا ناس العقل .. و أسلمه الأرض ؟ ".
نعس قليلا صقر ، وصحا فزعا ، كأنه نام الدهر ، ، بسمل ، حوقل ، ويمم شطر المسجد ، ليصلى الفجر مع الشيخ ، صلى بعيون دامعة ، ورجا الله الستر ، وعدم خذلانه ، حتى اقترب منه الشيخ ، وهتف بصوت كقرع الطبل :" ولد ياصقر .. لم لا تفعل مثل بقية جيرانك ، وترش الغيط ؟ ".
رد بأدب صقر :" يا أبى الشيخ .. لن أنسى أبدا .. أن مبيد الدود أحرق زرعي العام الماضي .. أنسيت الكيماوي .. كان فاكهة الأرض كما تعلم .. يوم كانت مصانعنا تنتجه .. الآن .. دمر أرض البلدة ".
هتف الشيخ بصبر نافذ :" انه فلسفتك .. لا تكن رأسك صلبا .. افعل كما يفعل غيرك .. واترك أمرك لله ".
هزهز رأسه صقر ، وابتسم قليلا ، وأجاب :" ياشيخى .. المبيد استورده سماسرة السوق من إسرائيل .. أيكفى هذا .. أم أكمل ؟".
لوح شيخ الجامع بيده ، حتى كادت كفه تخرق عينى صقر :" كيف عرفت .. هيه .. كيف عرفت بكونه إسرائيلي الصنع ؟".
بأدب لم حذاءه ؛ فالوقت يمر ، وألقى ما بقى فى صدره :" من جلب الكيماوي جلب مبيد الدود ياشيخ !!".
وهناك على رأس الغيط كان يعارك وحده ، كلمات الجيران ، سخرية لا تنفض ، وحديث يجعل رأسه مجمرة نيران !
فواحد منهم قال :" يا صقر .. يا أبخل خلق الله .. خذ رشة من عندي .. و لا تقتل نفسك ".
وثان قال :" يا ابن الناس .. هذا ليس وقتا يصلح للعند ..فضك من مبدأ ..خالف تعرف ؟".
كلمات تجرى .. تأكل رأسه ، وصقر يدهس تحت شجيرات الزرع ، ويفلى ثانية ، عله نسى شيئا منها ، ويعيد الكرة ، بعد الكرة ، وصفاء يثلج صدره ، رفع يديه لسماء الله ، وقال :"تكالى عليك .. فلا تفضحنى أمام الناس .. فيصبح عقلى شيطانى .. أصبح مثل البغلة ".
جفت أوراق الزرع فى غيطان البلدة ، يمر اليوم بعد اليوم ، والحسرة طالت كل صدورالناس ، إلا صقر ، فزرعته خضراء ، فارعة ، تفرد كفيها للشمس ، وتصون النعمة ، وتلامس وجه الصقر بحب ، وتقبله ، وهو بمواله يسكرها نغما ، ومودة ، ويداه تعافر ، أيضا قدماه ، وغناؤه يعلو غيطان الناس ، يتردد فيقول بعيدٌ :" هذا صوت الصقر .. ما أحلى عقله .. ما أحلى قلبه ".
هنأه الناس بزرعه ، وأثنوا على حسن التدبير ، وأقسم كل منهم ، وبصوت تخنقه الدمعة :" عهد خذه علينا يا صقر .. لن تدخل هذى الأشياء القاتلة ثانية قريتنا .. أبدا لن تدخلها من اليوم .. إلا أن تنتجها مصانعنا ".
يبسم صقر قليلا ، فهو أيضا كان حزينا لمصيبة قريته الحلوة :" بل قولوا ، نفعل مثل الآباء .. وجدود القرية .. لا تسلم أرضك أو بيتك لعدو يبغى موتك .. لا تجر خلف سموم .. واعمل بيديك ، واصنع أسمدتك من روث مواشيك .. وقمامة بيتك .. قولوا لله الأمر .. قولوا ".

تمت






 
رد مع اقتباس
قديم 25-04-2008, 11:05 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبد العظيم هريرة
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبد العظيم هريرة
 

 

 
إحصائية العضو







عبد العظيم هريرة غير متصل


افتراضي رد: نهار أبيض

" حمدا لله .. حمدا لله ".
هنيئا لك أخ ربيع عبد الرحمن القصة تحمل رسائل نبيلة : اسمها الإصرار والصبر والإلحاح ... والله تعالى يحب العبد المصرعلى الخير الصبور على البلاء الملحاح لنيل الأفضل خصوصا إذا كنا واثقين من ذلك ..
مع ملاحظة لابد منها النص يتوفر على مضمون جيد إلا أن الشكل كاد يضعف المضمون .. أتمنى أن تعيد كتابة القصة مع تجنب التطويل والتفصيل والإسهاب والحشو وستكون القصة حتما أحسن عندما يستوي الشكل مع المضمون.

شكرا لك وإلى مشاركة موفقة مقبلة بحول الله







 
رد مع اقتباس
قديم 26-04-2008, 01:14 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: نهار أبيض

محبتى و احترامى أيها الأستاذ الفاضل

كانت مجموعة من القصص .. تلك التى اتخذت من الرنين الشعرى ثوبا لها .. كنت أحاول الاقتراب
من الحكاء الشعبى .. حبا فى أحبتى .. كان ابنى قد كبر .. أصبح عمره أربعة عشر .. وربما أكبر
و لذا كانت القصة تحمل بعض التفصيل .. تتغنى أحيانا .. و تحاول لتجعل القراءة أو السمع نوعا من المتعة ....!!

قراءتك كانت مبهجة .. خاصة الكلمة الأولى التى بدأت بها .. بشر و لا تنفر .. معلم بحق .. لك دربة عالية على تهيئة الأجواء لما تريد توصيله ... أشكرك أيها الكبير .. سعدت بتواجدك و برأيك ...
و أتمنى دائما التواصل !!!!!

ودى خالصا لك

ربيع عبد الرحمن






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمي.... نورس أبيض بين سواد الاخريات داليا فاروق منتدى القصة القصيرة 19 27-01-2008 06:09 PM
فوائد منزلية / إزالة البقع فاطمة بلة منتدى الأسرة والمرأة والطفل 12 20-02-2007 03:05 AM
...العلم الفلسطيني... عبد الرحمن أبو شندي منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية 5 18-01-2007 05:43 PM
صمت أبيض حسن رحيم الخرساني منتـدى الشعـر المنثور 8 18-10-2006 07:45 PM
نهار مختلف محمود جمعة منتدى القصة القصيرة 19 02-08-2006 06:34 PM

الساعة الآن 05:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط