الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2019, 03:15 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسن لشهب
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسن لشهب غير متصل


افتراضي صورة

صورة


يوم آخر من أيام نونبر الباردة ، كانت الريح تعزف سمفونية صاخبة ترقص على أنغامها أوراق متسخة، ومن زقاق إلى زقاق، و شارع إلى آخر، كان يجر قلقه وملله بين أشباح المارة و حاويات الأزبال الممتلئة حتى فاض مخزونها النتن.
استعصى عليه التخلص من الذكرى التي علقت بالذهن مثل علقة تمتص منه ما تبقى لديه من يقين بجدوى الوجود…
هل بمقدوره أن ينسى ما حصل ؟
ضاع حلم المستقبل ومعه انهار العالم و توقف كل شيء و صار بلا جدوى.
تذكر نور عينيها حين خبا وغاب، و باءت محاولات إنقاذها بالفشل …
جئت بها متأخرا قال الطبيب …
حصل ذلك أمام الناس، لم يحفل أحد بما يجري .. حاولت منع المجرم من خطف حقيبة يدها وقاومت بشجاعة ولم يهتم لصراخها أحد وهي تتلقى الطعنات …
وجدها وسط بركة حمراء حين وصل …
و نقلها إلى المستشفى …
لم تجد محاولات الطبيب نفعا…
و أغرقته الفجيعة في غور صمت بلا قرار…
هل يمكن أن ينسى كل التفاصيل!
لست وحدك من عاش هذه الفجيعة قال صديقه، ما باليد حيلة يا أخي فقد اكتسح المجرمون فضاءاتنا وعاثوا في البلاد ترهيبا وفوضى.
لكنه غرق في صمت قاتل !
تصور أن جفاف وموت القلب والعزلة هي سبيله للاحتماء من أي جرح محتمل، يبتلع دفقات الغضب كل يوم وهو يراهم يعبثون في كل زقاق يكسرون الصمت ، يزرعون الرعب، وهم يحملون السيوف غير عابئين بشيء…
قصد المقهى كالمعتاد، ألقى ما تبقى منه فوق المقعد وطلب قهوة سوداء مثل أيامه ، لم تكن لديه رغبة لشرب أي شيء، ربما من أجل إراحة قدميه المتعبتين بفعل المشي المتواصل لساعات.
فوق المقعد كان ساهما يفكر في جدوى وجوده في عالم التبست فيه الاتجاهات والدلالات. لم يلاحظ في البداية من كانت تجلس قريبا منه في الطاولة المجاورة، امرأة عادية ، ثلاثينية لاهي جميلة ولا ذميمة، من النوع الذي لا يمكن أن تصادفه في المقاهي والحانات، لم تكن تحاول إثارة الانتباه، ولعلها كانت تود أن لا تكون هناك أصلا..
نظراتها ولون عينيها فيهما سحر واستسلام ، العينان جميلتان ، رموشها طويلة تضفي عليها إغراء بلا مثيل.
وبينما هو ضائع في هواجسه وآلامه، يحاول استعادة وعيه بما يجري، التبست في ذهنه الذكرى …
عيناها أيضا كان فيهما مثل هذا السحر والإغراء ونفس نظرات الاستسلام التي تتحول لشغف كلما قرأت في عينيه حروف العشق وصفحات الهيام، لا توجد في الكون امرأة لها جمال عينيك كان يقول لها، وتتحول إلى أنثى متملكة حينما يتناجيان،
و بالأطفال يحلمان...
استمر في التحديق للغريبة ، فتحركت في سويداء القلب رغما عنه تلك الشعلة التي بذل من أجل إطفائها جهدا كبيرا.
غادرت الغريبة بينما بقي هو غارقا في تساؤلاته وذكرياته المبهمة.بعدها عاد لغرفته منهكا جراء التسكع المتواصل …
كان نومه هادئا دام لساعات عاشها بين أحضان مشاعر العشق والهيام.
لحظة الاستيقاظ كانت الغرفة فارغة، غمره القلق وتلاحق في ذهنه شلال من الأسئلة، نظر إلى صورتها المعلقة على الجدار، انتزعها كأنما قر عزمه على أمر ما، ووضعها في جيب سترته الداخلية ثم خرج.
حاول طوال أيام ترتيب حياته فلم يكن يلاقي في نظرات الناس غير الشفقة
و الاستفهام .
عاد إلى حيث رآها ، سلم لصاحب المقهى صورتها متسائلا:
هل تعرفها ؟ ألم تعد إلى هنا ؟ هي معتادة على شرب الشاي في هذا المكان.
حرك الرجل رأسه بالنفي بعد أن أعاد إليه الصورة ، ثم استعادها بعد لحظة يدقق النظر فقال :
نعم نعم تذكرتها كانت فتاة شجاعة، قتلها أحد اللصوص أمام المقهى منذ مدة حوالي سنتين فيما أعتقد.


حسن لشهب






 
رد مع اقتباس
قديم 31-03-2023, 05:36 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: صورة

وكم تغتال اللصوص من صور و أحلام و بلدانا و نفوسا بشرية لا فرق بين لص و لص بين قاتل و قاتل غير أن قاتلا سمى هذا فتحا و هو في حقيقته لا يحمل إلا معناه
و بين من قتل ليأكل و يعيش .. كلاهما واحد كلاهما قاتل !

أعجبني الأسلوب كثيرا و زاوية الرؤية و المعالجة
صديقي الغالي كن بخير وكل عام و أنت بخير !







 
رد مع اقتباس
قديم 31-03-2023, 10:37 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابراهيم امين مؤمن
أقلامي
 
إحصائية العضو







ابراهيم امين مؤمن غير متصل


افتراضي رد: صورة

استعصى عليه التخلص من الذكرى التي علقت بالذهن مثل علقة تمتص منه ما تبقى لديه من يقين بجدوى الوجود…
تعبير رائع ومتداخل مع الجو العام للنص.
=================
لست وحدك من عاش هذه الفجيعة قال صديقه
هذه العبارة لها دلالة، وهي أنها مجرد فتاة شجاعة رآها وليست حبيبته.
وبالتالي يحدث لديك اضطراب واضح في الناس، فالإنسان الذي يصل به الحال أنه لا ينسى فتاة 10 سنين لابد أن تكون حبيبته
وتستقيم الجملة مع الجو العام للنص إذا قلت: لست وحدك من عاش هذه الفاجعة، فثمة رجال آخرون واجهوا نفس الحوادث لأحبائهم وما

انهاروا مثلك.
================
كان نومه هادئا دام لساعات عاشها بين أحضان مشاعر العشق والهيام.
ظل السرد متجانسا وقويا إلى أن اعترضته هذه العبارة فقطعت الجو العام وغيرت ملامح شخصية البطل.
يستقيم الجو العام ولا تضطرب شخصية قصتك لو قلت: كان نومه هادئا لساعات عاشها بين الأمل لتعويض حبه الأول بحب ثان؛ وذلك من

خلال الفتاة التي رآها بالأمس.
ما وجه اعتراضي بالضبط؟
وجه اعتراضي هو أنك حولت شخصية بائسة مريضة تعيش على ذكرى حبيبته إلى شخصية مادية مالت للجنس.

==================
المقطع الأخير ينم على إنسان مريض نفسيا ولم يكن إنسان يعيش فترة حزن رهيبة.

اعذرني يا أخي أرى تناقضا في الأفكار.
لابد أن تحدد ملامح شخصيتك أولا، ثم قضيتها، ثم الجو العام للقصة، ثم تسرد قصتك.
وأخيرا إن كنت تراني مخطئا فبين لي ذلك إن أردت.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط