خبر عاجل.تدهور الأوضاع في لبنان.إطلاق نار 

[ماجدة ريا]

ليست المرة الأولى التي تحدث فيها تظاهرات من أجل الوضع المزري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكأنه نوع من الحصار غير المعلن كي تبقى الحكومة الغير شرعية "بريئة" في مواجهة الإعلام، وهذا الوضع تعاني منه تقريباً كل المناطق التي لا تعتبر محسوبة على جماعة السلطة ، ولكن يجري الضغط بشكل كبير على الضاحية الجنوبية لأنها خزان المقاومة الأساسي، فمنذ ايام قطعوا الطحين عن الضاحية الجنوبية، وفجأة اكتشف الناس أنه لا يوجد خبز في الأفران، واحتجوا وبكل بساطة اعتبرت حكومة السنيورة ذلك خطأ غير مقصود؟!!!
أما الكهرباء فلها مع أهل المقاومة حكايا كثيرة، فهي حاضرة غائبة، وفوق كل ذلك لا يمسك السيد السنيورة لسانه عن الكلام والتبجح.
عبر الناس أكثر من مرة عن سخطهم، فماذا كان جواب هذه الحكومة التي تتعمّد إيلام من لم تكفهم ضريبة الحرب الباهظة، والذين شحذت عليهم الحكومة لنفسها وأنسابها وحرمت أهل الحقوق مما شحذته، فماذا جرى البارحة؟
لأكثر من خمسة أيام تقطع الكهرباء ومعها تنقطع المياه عن منطقة الشياح وهي منطقة غرب بيروت، وإذا جاءت الكهرباء فلساعات قليلة جداً، فنزل الناس إلى الشارع ليسمعوا صوت معاناتهم التي لم تعد تحتمل، وكان سمير جعجع قائد القوات اللبنانية والمعروف بتاريخه الإجرامي قد توعّد قبل أيام أنه في حال نزل الناس إلى الشارع ثانية للإحتجاج سيعرف كيف يتصرّف.
وعندما جاء الجيش لتفريق المتظاهرين، بدأ بإطلاق الرصاص الحي الذي أدى إلى سقوط حوالي تسعة شهداء، من بينهم مسؤول في حركة أمل كان يعمل على التنسيق مع الجيش، وشهيد يعمل مسعفاً في الهيئة الصحية الإسلامية، وآخر شاب في الثانية والعشرين من عمره كان بثياب العمل وعائداً من عمله، وآخر عمره 16 سنة... وهكذا سقط هؤلاء الشهداء برصاص غادر، وكل ذنبهم أنهم نزلوا ليحتجوا على وضع معيشي قاس تصحبه معاناة قاسية مع الكهرباء.
كان الهدف معروفاً وواضحاً وهو خلق الصدام بين المتظاهرين المحسوبين على فريق المعارضة، وبين الجيش، وطبعاً هذا الأمر على ما يبدو مدبّراً من قبل البعض لكن فريق المعارضة كان أكبر من الجراح فتعالى عليها ولم ينجر الى الفتنة التي ارادوا له أن ينجر إليها، وعمل مسؤولو المعارضة على تهدئة المتظاهرين، وطلبوا منهم العودة إلى بيوتهم، وترك الأمر للتحقيق، وقد جاء قائد الجيش معزّياً للرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله واتفقوا جميعاً على إجراء تحقيق فوري بالحادث.
حكومة غير شرعية، تستفزّ الناس بكلامها، بتصريحاتها، بتصرفاتها... ولكن ضاق صدر الناس من كل ذلك، ويبدو أن الأفق نحو تسوية مقبولة مع ذلك الفريق لا يزال مقفلاً حتى الآن.
وقى الله لبنان ومنطقتنا كلها شر الفتن والمفتنين.

[ماجدة ريا]

الأخ الكريم الأستاذ نايف

لبنان على صفيح ساخن وهو ضحية تآمر دولي وصراع على المنطقة وتصفية حسابات بين القوى الدولية على أرض لبنان ... والضحية كما تفضلت هم الأبرياء وأداة هذا الصراع القوى السياسية في لبنان .. فكل فريق يعمل وكيلا لدى هذه القوى الدولية ويأتمر بها وهذا هو سر عدم توافقهم لعدم توافق أسيادهم الطامعين في المنطقة .. وإلا لو كان عندهم إخلاص وغيرة وصدق لتنازلوا لبعضهم واتفقوا على إنهاء معاناة الشعب المغلوب على أمره الذي برح به الجوع والحرمان والخوف من المستقبل ..

الأخ الكريم الأستاذ نايف اسمح لي أن أختلف معك في الرأي حول توصيف المشهد في لبنان اليوم، وإن كنا نتّفق على أن الصراع متأثّر بشكل عميق وكبير جداً بالصراع الدولي بين محورين اساسيين وهما محور امريكا ومن يدور بفلكها، ومحور ايران ومن يدور في فلكها، ولكن هنالك فارق بالتوصيف بين أن يكون الفريق السياسي أداة في تنفيذ مشروع معين، وبين أن يكون مدعوماً من أجل ايقاف هذا المشروع، ولذا فإن هنالك أموراً مصيرية لا يمكن المساومة عليها سيما عندما يكون هنالك في المقابل تضحيات جسام ابتدأت مع بدايات المقاومة وتخللها العديد من المجازر والدمار بحق أهل المقاومة، ولم ننسَ حرب تموز من أجل تنفيذ تلك المشاريع المشؤومة والتي يسعى فريق السلطة وبدعم امريكي على تمريرها حتى بعد ما هزمت اسرائيل شر هزيمة.
أخي الكريم، المسألة ليست مسألة من يحكم من أجل الحكم، ولا مسألة سلطة من أجل التسلط كما يفعل فريق السلطة الآن ضارباً بعرض الحائط كل نوع من أنواع المشاركة التي يقوم عليها لبنان، وتأتي المبادرة العربية اليوم لكي تدعم فريق السلطة لأن مصر والسعودية تريدان لها التفسير الذي يناسب فريق السلطة، وهذا يعني إلغاء مشاركة المعارضة الفعلية لأن وجود وزراء لها بالحكومة لا يكون لتصويتهم اي تأثير سيعطي ذلك الفريق الحاكم شرعية السكين التي سلطها منذ أكثر من سنتين على رقاب الشعب، وسياستها الداخلية التي أوصلت البلاد إلى وضع مزرٍ اقتصادياً وسياسات خارجية ليست سوى ترديد لمطالب اولمرت وبوش.

للأسف النظام السوري بممارساته غير المسؤولة في لبنان مهد لهذه القوى الطامعة وأعطاها المسوغ لإخراج الجيش السوري من لبنان .. مشكلة المنطقة هي في تجزأتها وحل هذه المشكلة هو في وحدتها ولكن ماذا نعمل بلغة الاستقواء التي مارسها النظام السوري ولغة الإفساد والبلطجة وتجويع الناس وتسليط القوى الأمنية الفاسدة على الناس وظلم الأقليات حتى باتت مستعدة للتعاون مع الشيطان للخلاص من النظام السوري ...!!
حل مشكلة لبنان بعودته للإقليم السوري لكن من أين لنا بقادة مخلصين يقدمون نموذجا رفيعا في الإخلاص والعدل والإنصاف حتى يشعر الناس بالأمان ولا تستقوي طائفة على طائفة بالأجنبي حتى لو كان إسرائيل أو فرنسا أو أمريكا ...؟!!

اما بالنسبة للنظام السوري الذي تتحدث عنه استاذي، فأنا لا أريد أن ادافع عن أحد لكن هذا النظام يستخدم كشماعة يتوارى خلفها الفريق الحاكم، فما حدث أثناء تحكّم النظام السوري في الحقبة المنصرمة في لبنان كان يطبّق مع ذلك الفريق الحاكم الذي انقلب رأساً على عقب وبعد أن كان الزعماء مسؤولين تحت يد المخابرات السورية هم انفسهم اصبحوا تحت امرة المسؤولين الأمريكيين، ولا يأخذون قراراً من تلقاء أنفسهم، تلك الحقبة كان لها ما لها من مساوئ، ولا أحد يرغب بعودة الوصاية السورية، لأن حلفاء سورية الحاليين لم يأخذوا أوامر من سورية عندما كانت موجودة في لبنان، فحزب الله لم يكن يتعاطى بالسياسة حينها وكان جل وقته متفرغاً للمقاومة، والعماد عون كان معادياً للوجود السوري في لبنان، وهما الفريقان الأكثر تمثيلاً في جبهة المعارضة، وسليمان فرنجية كانت عائلته صديقة لعائلة الرئيس المرحوم حافظ الأسد، وهو الآن صديق للرئيس السوري بشار الأسد، وليس عاملاً تحت يده، وما تطلبه المعارضة لا يعيد شيئاً لسورية، وانما تطلب مشاركة فعلية لقسم كبير من اللبنانيين ينتمون إلى كل الطوائف، وهذه المشاركة ليست بقصد الحكم للتسلط وانما من اجل حماية الوطن من القرارات التي تنتظر تنفيذها عندما تسير الأمور كما يرغبون ويصبح لبنان كما الحكم في السعودية ومصر والأردن اي "حكم معتدل"! وهذا لن يتم بإذن الله لأن لبنان هو لبنان المقاومة، والناس الذين تحملوا حرب تموز ، تحملوا الموت والدمار ، وتحملوا بعد ذلك صلف الحكومة بحقهم وإساءاتها المتكررة لهم، لن يتهاونوا في حقهم مهما قدّموا من شهداء على طريق الحق والحرية، فإنما هم شهداء، نبكي فراقهم، ولكننا ندرك مكانتهم الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى.
عذراً للإطالة، ولكن كان لا بد من توضيح بعض الأمور، لأن تشعب الإعلام، وكثرة التسيس في المواقف تعمي على الكثير من الحقائق فتقلبها رأساً على عقب.
أطيب تحياتي