يوسفيات

[محمد صوانه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منجية مرابط

قالت المرأة ( لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ ) لما ملكت السجن شددت النون،
أما أن تجعله صاغراً فليس بيدها ، فخففتها ولم يزده السجن إلا علوا!

كما أنها - حرصا عليه - اختارت له السجن لا عقوبة أخرى مثل الجلد مثلاً أو النفي..


متصفح جميل، أرجو أن يتاح لي التأمل هنا مع فيض هذا العطاء.
مع تقديري

[منجية مرابط]

بوركتم أستاذنا محمد ، للقراءة والاستطراد الطيب ..

هي أيضاً اقترحت العذاب الأليم، وقد يكون من ضمنها الجلد أو حمل الأثقال أو الكي بالنار أو غيرها من العذابات ..

"قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"

مع إحساسي أنها في السجن شدّدت "إلاّ أن يسجن"، وفي العذاب أرخت "أو عذاب أليم".

واللافت في الأمر أكثر، أنها لم تأمر بقتله ،أرادت فقط ترهيبه لعلّه يرضخ لأمرها

لجهلها أنها تتعامل مع نبي يتّصل بالسماء ليس كالبشر .

والله أعلم .

حفظكم الله وسدد خطاكم ..

[بولمدايس عبد المالك]

أختاه الفاضلة :ما الفرق بين اللعب و الرتع و ما هي التقاطعات الممكنة بينهما... و هذا مفيد في تربية أبنائنا...أنتظر منك الإجابة و شكرا و جزاك الله خيرا

[منجية مرابط]

بوركت أستاذنا عبد المالك للحوار الجميل ،أختك هي فقط طالبة علم ،

قرأت في كتاب " مفاتيح الغيب" للرازي في تفاسيره للمعنى الوارد في لفظتي " يرتع ويلعب"

فوجدته أستشهد فيها بخمس قراءات ،سأضعها بإذن الله ، لكنني فضلت

أولا أن أضع قراءة لهما من موسوعة الشيخ محمد النابلسي ، رأيتها جلية بهية أكثر تصافح الجميع ..

(أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ)
ما معنى يرتع؟ رتع يعني جلس في مكان جميل وأكل وشرب، تماماً كما تفعل في النزهة تختار مكاناً جميلاً، تجلس فيه، تفتح الزاد وتأكل منه ما لذّ وطاب، هذا هو الرتع، وأساسه الأكل، ترتع البهيمة في الحقل أي تأكل، لكنّ الرتع إذا نُسِب للإنسان كان بمعنى النزهة، واللعب معروف، والنبي صلى الله عليه وسلم أجاز للرجل أن يلاعب أهله كي يستجلبهم، أجاز للرجل أن يلاعب فرسه، أجاز للرجل أن يلاعب أولاده، كان عليه الصلاة والسلام يركب الحسن والحسين على ظهره، ويقول :
(( نِعم الجمل جملكما ، ونِعم الحملين أنتما ))
وهذه الخمس تفاسير لفخر الدين الرازي :
-القراءة الأولى : قرأ ابن كثير : بالنون ، وبكسر عين نرتع من الارتعاء ، ويلعب بالياء والارتعاء افتعال من رعيت ، يقال : رعت الماشية الكلأ ترعاه رعيا إذا أكلته ، وقوله : { نرتع } الارتعاء للإبل والمواشي ، وقد أضافوه إلى أنفسهم ، لأن المعنى نرتع إبلنا ، ثم نسبوه إلى أنفسهم لأنهم هم السبب في ذلك الرعي ، والحاصل أنهم أضافوا الارتعاء والقيام بحفظ المال إلى أنفسهم لأنهم بالغون كاملون وأضافوا اللعب إلى يوسف لصغره .
-القراءة الثانية : قرأ نافع : كلاهما بالياء وكسر العين من يرتع أضاف الارتعاء إلى يوسف بمعنى أنه يباشر رعي الإبل ليتدرب بذلك فمرة يرتع ومرة يلعب كفعل الصبيان .
-القراءة الثالثة : قرأ أبو عمرو وابن عامر { نرتع } بالنون وجزم العين ومثله نلعب . قال ابن الأعرابي : الرتع الأكل بشره ، وقيل : إنه الخصب ، وقيل : المراد من اللعب الإقدام على المباحات وهذا يوصف به الإنسان ، وأما نلعب فروي أنه قيل لأبي عمرو : كيف يقولون نلعب وهم أنبياء؟ فقال لم يكونوا يومئذ أنبياء ، وأيضا جاز أن يكون المراد من اللعب الإقدام على المباحات لأجل انشراح الصدر كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجابر : " فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك " وأيضا كان لعبهم الاستباق ، والغرض منه تعلم المحاربة والمقاتلة مع الكفار ، والدليل عليه قولهم : إنا ذهبنا نستبق وإنما سموه لعبا لأنه في صورته .
-القراءة الرابعة : قرأ أهل الكوفة : كليهما بالياء وسكون العين ، ومعناه إسناد الرتع واللعب إلى يوسف عليه السلام .
-القراءة الخامسة : { غدا يرتع } بالياء { ونلعب } بالنون وهذا بعيد ، لأنهم إنما سألوا إرسال يوسف معهم ليفرح هو باللعب لا ليفرحوا باللعب ، والله أعلم .

[منجية مرابط]

لما اكتفى العزيز بقوله (واستغفري لذنبك) ولم يتخذ موقفاً يليق بالجريمة تمادت ودعت النساء وأعدت المتكأ، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

[منجية مرابط]

لما سأل الفتيان يوسف برّرا سؤالهما بقولهما (إنا نراك من المحسنين) إن الناس تبث شجنها إلى من يحسن إليها، وأولى الناس بذلك هم المصلحون.

[نور آية]

رااااااااائع جداً
شكراً جزيلاً لك

[منجية مرابط]

شكراً بوركتِ يا نور ..
---

{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا}
لم يحسدوه على المال!
عطايا القلب أثمن من عطايا اليد.

[منجية مرابط]

{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}
قيمة المرء تظهر بخصاله وفعاله وإن كان منفردًا، فقد يفوق الجماعة
!
{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}
لا يُلام والدٌ على ميل قلبه لأحد أبنائه خاصة لو كان أصلحهم، وأبرهم، ولكن ليخفِ ذلك ما أمكن!

{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا}
هنا تبدأ القصة بالشعور أنه طرف آخر، فلم يعتبروا أخوته لهم..
لا تعبر عن أخيك بضمير الغائب!

{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا}
يجب العدل بين الأولاد، ولا يجوز أن تُشعرهم بفضل أحدٍ على أحد.

[منجية مرابط]

{ اذكرني عند ربك ..} هبوا أنه ذكره في حينها، سيرجع يوسف خادما، لكنه تأخر بضع سنين، ليخرج عزيزا على مصر، ففي التأخير ألطاف جليلة.

[منجية مرابط]

(يوسف أيها الصدِّيق أفتنا...)
لم يعلِّق لوحةً في السجن فيها ذكر شهاداته ومنجزاته..
بل صدِّيقيَّته هي التي كانت تنطق بحسن أفعاله!

[منجية مرابط]

" قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ"..
ثلاث كلمات تبدأ بحرف التاء..تاء تاء تاء..
تدل على التأتأة الاضطرابية في نفسية أبناء سيدنا يعقوب..
سبحان الله ،كل من يفقد الحجة أمام الحق ويكابر،
يظهر ضعفه على نبرات صوته وتأتأته وإيماءاته !

ممّا راقني.