الشاعرة والفنانة التشكيلية فاكية صباحي في حوار مفتوح مع الأقلاميين

[راحيل الأيسر]

كالسماء تتجلى صورتها تواضعا على صفحة البحر .. تعطيه لون زرقتها ، تمنح لونا لمن لا لون له ..

هي السماء كونها تحاكيها نبعا للخصوبة والمطر الذي يتساقط بهدوء ليلامس روحا أيبسها الحزن ..

وأيضا لأنها مصدر النور تشرق لتبدد ما اكفهر في النفس من زوايا تخللها اليأس فأعتمها ..

كالسماء تحيي وتخضر وتنشر الدفء والنماء في الفكر والروح ..

هي تفاصيل متشابكة,تجتمع في الروح والفكر, تحضر الدفء من مكمنه, وتخضرّ كالحدائق وأصابع الصغار


إنها الشاعرة الأديبة الفنانة التشكيلية / فاكية صباحي ..

تجوب الأرصفة لتحمل على متن قصيدها آلام المهمشين
وتمد يد قوافيها كالآسي يجس علل الموجوعين ..

شفافة كالندى ، تحمل انسيابية الماء حيث تتقمص كل الأشكال والأجناس تحكي عمق الألم على ألسنتهم ..

حرف محقون بالصدق..صدق يكفي ليوطد البقاء, فالقصيد كثيراً ما يكتب للقادمين والراحلين, عبر تقادم الزمن.. ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )



النبل الذي يخرج من طهر روحها أشبه بمسك حتى إذا تضمخ به جسد الكلام فاح عفة وفكرا نيرا ..

أن تكون شاعرا أو شاعرة هذا يعني أنك ذاك الشفاف الذي ينعكس على صفحته الشفافة كل الألوان .. كل الآلام ، كل المشاعر الإنسانية ..

أن تكون شاعرا أو شاعرة هذا يعني أنك المتحد مع كل ذرة ومعنى من معاني الحياة بحسك المختلف الأكثر والأعمق والأرقى فهما واستشعارا لدقائق ما ومن حولك .. تلك هي شاعرتنا المتألقة القديرة / فاكية صباحي ..


تشكل الحرف لديها نثرا ثم نظمت خرزاته في خيط الشعر لتصنع منه عقدا ثمينا يتلألأ على جيد تاريخها وتاريخ حرفها الناصع مع قابل الزمن ، جعلت منه شخوصا يتبادلون أدوارا ويتقمصون وجوها في ركن المسرح .. خاضت به مجال القصة القصيرة لتخرج بعدها من كل تلك الفنون وهي رافعة وسام التميز ومنتزعة منا اعترافا بقدرتها المذهلة في تشكيل صلصال الحرف بجمال أخاذ خلاب قل من ينافسها فيه بتلك القدرة وذات الجودة ..

فملامح الحرف لديها تملك من الفتنة ما يجعل المتأمل يعيد الكرة مرة بعد مرة فبعض الجمال لا تكفيه منا نظرة واحدة ..

حصلت قصيدتها نزيف على مقصلة الصمت على الجائزة الأولى في مهرجان الشعر النسوي ..

وحصلت شخصيتها عندنا كأقلاميين على المركز الأول كشخصية معطاءة خلابة متميزة ..

أفتح هذا الحوار مع شاعرتنا وأترك الفرصة للجميع أن ينهل من هذا النبع العذب الرقراق ما يشاء ، يدلي الدلو حتى يظفر بشيء من عذوبته ..

[عبدالسلام حمزة]

فاكية صباحي ,
سكون الليل ,
مناجاة السحر ,
ندى الصباح .
شكرا ً لك راحيل على هذا الاختيار .

[راحيل الأيسر]

الراقية الأستاذة الموقرة / فاكية أولا تحدثي عن فاكية الإنسانة في سطور ..

ثم أحيطينا بالعوامل التي ساعدت على أن تجعل منها شاعرة بهذه الموهبة الخلاقة_ ماشاء الله لاقوة إلا بالله _ غير الفطرة والموهبة من المؤكد هناك عوامل تضافرت لتستفز الحرف لديك وتخرجه بهذا الكم الهائل من الصدق والألم الجميل .. نعم وحده الشاعر قادر على أن يجمل الألم ..

[محمد صوانه]

السلام عليكم وألف مرحبا بضيفة الحوار الأخت الأديبة الشاعرة فاكية صباحي، وشكرا للأخت الكريمة راحيل..
سأكون هنا برفقة الزملاء نحظى بقسط من طبق نمني أنفسنا بأن يكون مائدة أدبية وثقافية غنّاء..

الأخت فاكية:
متى يشعر المرء أن لدية ملكة شاعرية؟

[فاكية صباحي]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


العزيزة الغالية راحيل

كم هو شفيف هذا الحرف الذي ترقرق من أناملك أنهارا

بلون الضياء تلامس شغاف الروح وتروي بعض يبابها ..

تبسم وجه الصبح وذرت كل الورود عبيرها واستقام عبيرك

وردا بروضة القلب ..

فما أجمل أن أطرق الباب وتفتح لي يدك ورنين أساورها

يعزف على وتر الجمال ..ليبعثر جمالا آخر أنى لي أن أوفي حقه ..

فكم تتشابك خيوط الروح ياراحيل أمام نسمات كهذه التي

هبت بسكون المكان ..

لتعيد لوجه الماء صفاءه حتى يعكس ما بداخلنا من بياض

سوف ندحوه - بصدقنا ووفائنا - زرعا يلون وجه الأرض ..

أشكر لك كل كلمة جدت بها واحة غناء في حقي ..

واشكر لك هذه المساحات الباسمة التي تماهت بألون

قوس قزح وهو يطل حالما من شفيف المغيب

وأرجو من الله تعالى أن أكون دائما عند حسن ظن كل أحبائي

بي ..لنسعى معا لزرع ورود غد كم أتمناه متوجا بغمائم

البياض التي أعيت خطانا دروبها الشائكة

وهذه وردة بيضاء

كم أتمنى أن تزهر بين جنبات كل واحد منا

حتى يغسل بصفاء الطلال كل ما قد يباغت روحه

ويذبلها بين قيود السواد

[فاكية صباحي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة

فاكية صباحي ,
سكون الليل ,
مناجاة السحر ,
ندى الصباح .
شكرا ً لك راحيل على هذا الاختيار .

أهلا بالأستاذ الكريم عبد السلام حمزة

ممتنة جدا لوجودك أخي الفاضل
ودامت كل أيامك وردا لا يذبل عبيره

ولك مني دائما مفردات الشكر

[فاكية صباحي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر

الراقية الأستاذة الموقرة / فاكية أولا تحدثي عن فاكية الإنسانة في سطور ..

ثم أحيطينا بالعوامل التي ساعدت على أن تجعل منها شاعرة بهذه الموهبة الخلاقة_ ماشاء الله لاقوة إلا بالله _ غير الفطرة والموهبة من المؤكد هناك عوامل تضافرت لتستفز الحرف لديك وتخرجه بهذا الكم الهائل من الصدق والألم الجميل .. نعم وحده الشاعر قادر على أن يجمل الألم ..

أكرر شكري ياراحيل وإن كان لي من تعريف عزيزتي سأوجزه في سطور
فاكية صباحي واحدة من بين المتيمات بسحر الكلمة وصدقها ونقائها ..
ما تمنيت سوى أن أكون أما بارة بأبنائها ومنيرة جنبات بيتها بالسعادة والصفاء حتى وإن كان ذلك على حساب ذاتي ..
وما استهوتني هذه الأضواء التي جعلتني أنزوي بعيدا بعالمي الخاص الذي لا أريده سوى أن يتظلل بغيم الإيمان ..ويضيء ظلمة لياليه بشموع الرضا ..

درست الحقوق واحترفت الفن التشكيلي لحقبة طويلة من الزمن
أصلي من مدينة سيدي عقبة حيث ضريح الفهري عقبة ابن نافع وأسكن بمدينة بسكرة مع زوجي وأبنائي

أما العوامل التي ساعدتني على الكتابة ..
فهي أولا الموهبة التي يعطيها سبحانه وتعالى لمن يشاء

ثانيا الصدق ..الذي أراه دائما الحد الفاصل بين نص ونص آخر ..فقد نقرأ لشاعر متمكن ولا تصلنا صوره مهما تجملت..وتأنقت ..
وقد نقرأ لشاعر بسيط ..ونشعر أنه يكملنا أو يتحدث عن جرح تغلغل بأعماقنا ولم نستطع الوصول له..
فمن السهل جدا أن نكتب شعرا ..لكنه من الصعب أن نبث الحياة زاهية بين جنبات ذلك الشعر ،فوحده الصدق من يبعثر الحرف ناطقا ..ويوقع الكلمة ندية لتسكن قلب
المتلقي وكأنه كان يبحث عنها لتنفث آهة صامة بصدره كم ضل الطريق لها

وكل ما في الأمر عزيزتي راحيل أنني لا أستطيع أن أحمل قلمي كاذبا ..
ولا أستطيع أن أجعله يبتسم وهو نازف كنت أتركه دائما يخلد لجراحات الآخرين
كما يخلد لجراحاتي الخاصة ..
وكما تفضلت وحده الشاعر من يجمل الألم ..ليبعثره حرفا
لا تصده أية حدود حتى يستقر بقلب المتلقي ..ويجعله يعيش كل تفاصيله

[نور محمد الهاشمي]

الأخت العزيزة والغالية فاكية صباحي سعداء بأن سلط الضوء عليك لنتعرف على صاحبة القلب الكبير والقلم المختلف العبير ,سعداء أكثر لأننا حتماً سنتعلم منك أكثر وسننهل من ثقافتك وعلمك ونتنعم بحسن خلقك ولطفك , والشكر موصول لنسمة المنتدى راحيل الأيسر على هذا التقديم الجميل اللائق لشخصك الكريم .

مرور أول لأعبر فيه عن سعادتي باختيار شخصك الغالي ياأستاذه فاكيه .

[خديجة التازي]

حوار شامخ ورائع

الأخت العزيزة والقديرة فاكية صباحي
لا جديد بهذا الحوار سواء تجديد نبض التألق والإبداع

فالمبدع والمتألق يزيد ولا ينقص من تألقة

شكرا للكاتبة الجميلة راحيل على هذا الحوار

والشكر أيضاَ من طل على المتصفح
كل الود والتقدير

[د.سامر سكيك]

شكرا لراحيل على هذا التقديم المرصع بالحب لضيفتنا الجديدة الأستاذة فاكية صباحي..

وأنا بدوري أغبط زميلتنا الغالية فاكية على مواهبها المتعددة وأتساءل أين تجدين نفسك أكثر: بين بساتين الشعر أو الفن التشكيلي؟ وكيف بدأت تجربتك مع الإنترنت وكيف وصل بك المطاف إلى أقلام وما الذي وجدته في أقلام ولم تجديه في سواها، وما تتمنيه في أقلام وليس فيها بعد؟!!

[مروى البرقاوي..]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا للرائعة راحيل ...وألف هلا بالشامخة فاكية صباحي

إبتداءً أسجل إعجابي بحرفك الثري ونهجك الصادق في صياغة نثرك وشِعرك

وماكان من القلب يافاكية يصل للقلب بلا عوائق ..

وسؤالي هو : كيف إكتشفت موهبتك في الكتابة ...؟؟ وماهو أول نص كتبته ؟؟

ومن كان صاحب الفضل في كتاباتك بعد الله سبحانه وتعالى ؟؟

وكل الشكر لك ..

[خليف محفوظ]

أهلا و مرحبا بالأستاذة الفاضلة ذات الحضور الخصيب في دوح أقلام الرطيب ... بأديبتنا المشرقة فاكية صباحي ...

و شكرا جزيلا للمحاورة البارعة راحيل الأيسر

فنعم المحاورة و حبذا الأديبة !

مررت لألقي سلام الترحاب و سأكون بحول الله متابعا و مناقشا

عميق مودتي