الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-2009, 01:26 PM   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
عبير هاشم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبير هاشم
 

 

 
إحصائية العضو







عبير هاشم غير متصل


افتراضي رد: مقال أعجبني ..

إن ما جرى في غزة عزيزتي رشا قد أبكى الصخر , فكيف البشر ....
لقد عرضت مأساة غزة في معرض من الصور
على الملأ في أحد المدن الأجنبية وإن أصدقتك القول فالغرباء تأثروا بها
وأوكلوها اهتماماً أكثر من العرب أنفسهم .........وا أسفاه
فقد صدّقت ما قرات يوماً....
الإنسان ........هدية الله لهذا الكون الجميل.......صار خراباً
..............
تحية بحجم الوطن







التوقيع


(قيّـــد الياسمين )
 
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2009, 04:30 PM   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: مقال أعجبني ..

ان من تحولوا الى نائب فاعل وضمير غائب قد يطردون هذه المرة من التاريخ بعد ان طردوا من الجغرافيا،

أخشى ما أخشاه يا رشا أن يصبح هؤلاء أبطال هذا الزمن ،، حماك الله يا غزة ،، أيتها الصابرة المرابطة في وجه كيد المعتدين
مودتي أيتها العزيزة







 
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2009, 04:44 PM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: مقال أعجبني ..


صحوة النملة

بقلم :علي عبيد


ما الذي يمكن أن تفعله نملة صغيرة وجدت نفسها فجأة مطرودة من عملها الذي أحبته وتفانت فيه ولم تقصر يوما في أدائه؟


هذا هو السؤال الذي حير «النملة» بعد أن خرجت مطرودة من الدائرة التي طالما اعتبرتها بيتها الثاني، ولم تفكر يوما في أنها ستلقى المصير الذي آل إليه حالها، صحيح أنها شعرت بالغربة في المكان الذي كان ذات يوم بيتها الثاني بعد أن كثر الدخلاء والمدَّعون والمنافقون والمتسلقون الذين يجيدون فن الارتقاء على أكتاف غيرهم ويعرفون من أين تؤكل الكتف، لكن هذا كله لم يجعلها تكرهه، ربما اعتراها بعض الفتور نتيجة القرارات الكثيرة التي كانت تصدر كل يوم بدعوى تطوير العمل في الوقت الذي كان فيه الإنتاج يتراجع، لكنها تعرف أن هذا الفتور مؤقت، وكانت على وشك أن تعاود نشاطها بهمة أكبر لولا ما حدث.


من المعروف عن النمل أنه يتحلى بصفات جليلة، أهمها التضحية والتعاون ووضع مصلحة الجماعة فوق كل اعتبار، لذلك اعتبرت نملتنا خروجها من الدائرة التي كانت تعمل بها نوعا من التضحية، حتى لو كانت أسباب طردها غير مقنعة، خاصة وأن طردها لن يكون هو الحل لتراجع الإنتاج الذي طرأ على الدائرة بعد تزايد عدد المدراء والخبراء والمستشارين الذين أربكت قراراتهم خطوط سير العمل وحمّلت الدائرة ميزانيات كبيرة كان من الأولى توفيرها بدلا من صرفها في وجوه لم تعد على الدائرة إلا بالخسارة والكآبة التي خيمت على جو العمل فيها.


سيطر على النملة لبرهة شعور باليأس والإحباط إلى الدرجة التي فكرت معها بالرحيل عن الوطن، لكنها سرعان ما تراجعت عن ذلك عندما أدركت أن قرارا كهذا سيكون خطأ قاتلا منها يحقق للدخلاء ما أرادوه عندما أقصوها من الدائرة التي ستتحول إلى إقطاعية خاصة بهم بعد ذلك، وتذكرت قول جدتها «النملة» الكبيرة عندما حذرت جماعتها من نبي الله «سليمان» وجنوده بعدما لاحظت تقدمهم وراقبت اتجاه حركتهم وتأكدت أنهم سيمرون على «وادي النمل» فأطلقت صيحة تحذيرها الشهيرة (يَا أيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُون) حتى جعلت «سليمان» يتبسم ضاحكا من قولها ويدعو ربه أن يلهمه شكر نعمته التي أنعم عليه وعلى والديه، وأن يعمل صالحا يرضاه، ويدخله برحمته في عباده الصالحين.


بهذا حسمت «النملة» فكرة الرحيل عن الوطن وألغتها تماما من حساباتها بعد أن شعرت أن الرحيل هروب، وأن الهروب انهزام، وأن الانهزام ليس من طباع النمل، فأخذت تفكر بشكل إيجابي لا يفاقم خسارتها، ويحفظ لها في الوقت نفسه كرامتها.


فكرت «النملة» في رفع شكوى بخصوص ما حدث لها، لكنها لم تعرف إلى من ترفعها ومن تشتكي؛ هل تشتكي «الصرصور» الذي بدأ عمله بإحصاء أنفاسها عليها ووضع لها نظاما صارما للحضور والانصراف رغم انضباطها؟


أم تشتكي «العنكبوت» الذي تعامل معها كما تفعل أجهزة المخابرات في الأنظمة القمعية وأخذ يراقب مكالماتها الهاتفية؟ أم تشتكي «الدبور» الذي أسرف في الصرف على المظاهر وأهدر معظم الوقت في وضع الاستراتيجيات وعقد الاجتماعات؟ أم تشتكي «البومة» التي جعل تقريرها من «النملة» كبش فداء عندما أوشكت السفينة على الغرق؟ من تشتكي وهي الحلقة الأضعف في هذه المنظومة كلها؟


فكرت في هذا مليًّا، لكنها تراجعت عن فكرة الشكوى بعد أن تذكرت أن نملة صديقة لها قد تعرضت لموقف مشابه فملأت الدنيا شكاوى ذهبت كلها أدراج الرياح، وعرفت أن هذه الشكاوى تؤول إلى سلال المهملات أو تظل قابعة في صناديقها حتى تصدأ الصناديق.


جلست «النملة» فوق صخرة مطلة على البحر قبل الغروب، وبدأت تستعرض شريط حياتها وتتذكر تلك الأيام التي لم يكن يكدر صفوها شيء حتى حدث ما حدث، وأخذت تلوم نفسها لأنها وقفت موقفا سلبيا مما كان يجري ولم تحاول أن توقف التدهور الذي كان يحدث في دائرتها، لكنها عادت فخففت من لوم نفسها قائلة: وماذا كان بإمكان نملة ضعيفة مثلي أن تفعل أمام دهاء أولئك الدخلاء ومقدرتهم على التأثير على رئيسها «الأسد» الذي لم تشك يوما في رغبته الصادقة في تطوير العمل بالدائرة وجعلها من الدوائر المتميزة.


لم تشعر «النملة» بمرور الوقت حتى تنبهت إلى أن الظلام قد لف المكان كله، وأن القمر هو مصدر الضوء الذي كان ينعكس على سطح البحر الذي بدا هادئا، وشعرت بقشعريرة خفيفة مصدرها الريح الخريفية التي كانت تهب معلنة نهاية فصل وبداية فصل فقررت أن تغادر المكان، وفي الطريق لمحت «الانترنت كافيه» الذي يقع على بعد أمتار قليلة من بيتها فاتخذت طريقها إليه مفضلة تأجيل العودة إلى المنزل حتى تزول مظاهر الحزن التي كانت تكسو ملامح وجهها كي لا تنقلها إلى زوجها وأبنائها الذين ينتظرونها هناك بلهفة.


فتحت النملة بريدها الإلكتروني فهالها كمُّ الرسائل الواردة إليها من أسماء وعناوين غريبة لم يسبق لها أن تراسلت معها، حركت الفأرة نحو واحدة منها فإذا بها من نملة لا تعرفها من بلاد بعيدة لم تسمع عنها، تتعاطف معها في محنتها وتشاطرها الإحساس بالغبن الذي تعرضت له، وتقول لها إن ما حدث لها صورة طبق الأصل مما يحدث في الدائرة التي تعمل بها في تلك البلاد البعيدة. فتحت رسالة ثانية وثالثة وعاشرة، وكانت جميعها متشابهة إلى الدرجة التي شعرت معها أن ثمة استنساخا لحالتها قد حدث في كل أنحاء العالم وأن جميع المخلوقات قد تحولت نملا.


أغلقت «النملة» بريدها الإلكتروني واتخذت طريقها إلى الخارج وقد قررت أن تغير منهج حياتها تماما، ومشت إلى بيتها وهي أكثر قدرة هذه المرة على اتخاذ القرارات الصحيحة بعد أن اتضحت الرؤية أمامها.


ملاحظة: أدركت النملة من خلال الرسائل التي وجدتها في بريدها الإلكتروني أن ثمة من كتب حكايتها، وأن ثمة من ترجمها إلى لغات أخرى وتناقلتها عشرات المواقع والمنتديات، فقد كان الكثير منها مكتوبا بلغات لا تعرفها، لذلك أجلت قراءتها إلى أن يتوفر لها من يترجمها إلى اللغة البرتغالية.

كاتب إماراتي







 
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2010, 02:13 AM   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: مقال أعجبني ..

عميدة هذه الزاوية الدكتورة رشا هل أصبحت فعلا من النوارس المهاجرة وأصبح مرورها لماما بأقلام ..

ربما مذكرات .. ومقال أعجبني و... ألا تشتاق الدكتورة رشا إلى زواياها وما سطرته من مذكراتها ..؟! متى تعود النورسة إلى عشها الجميل أقلام ..؟!

ننتظر ولعلها تشاركنا في أقلام هذا الصباح ..

مقال أعجبني فأحببت أن يهنأ بالمقام هنا مع سائر المقالات التي أعجبت صاحبة هذه الزاوية وأعجبتنا أيضا




لماذا تغيّر طعمُ التفاح؟




بقلم الكاتب: ابراهيم جابر ابراهيم



جريدة الغد الأردنية








زمان كانت أسماؤنا أحلى.



..
حين النساء أكثر أنوثة، ورائحة الباميا تتسرب من شبابيك البيوت، وساعة "الجوفيال" في يد الأب العجوز أغلى أجهزةالبيت سعراً وأكثرها حداثة، وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء.


زمان .. حين أخبار الثامنة أقلّ دماً، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب، وطريق "المصدار" أقل ازدحاماً بشاحنات الأثاث، وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم.



لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة، و"مجلس النواب" حلماً يداعب اليسار المتشدد، وأجرة الباص قرشين، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالتوجيهي.



عندما كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة، وحلو العرس يوزع في كؤوس زجاجية هشّة تسمى "مطبقانيات"، والجارة تمدّ يدها فجرا من خلف الباب بكوب شاي ساخن للزبّال فيمسح
عرقه ويستظلّ بالجدار!



زمان.. عندما كانت "الشونة الشمالية" آخر الدنيا،و"فكر واربح" أهم برامج المسابقات، ولم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية "الكيوي"، وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا!!



كانت "القضامة المالحة" توصف علاجاً للمغص، والأولاد يقبّلون يد الجار صباح العيد، والبوط الصيني في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين!



كانت "أخبار الأسبوع" لصاحبها عبد الحفيظ محمد أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق، و"ألمانيا" بلد الأحلام، وصورة المطربة صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط.



حين تصحو على صوت "مازن القبج" أو"سمرا عبد المجيد" وظهراً تسمع "كوثر النشاشيبي" ومساء تترقب "ابراهيم السمان"... والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم!



عندما "مدينة الأهلي للألعاب السياحية" في رأس العين هي وجهة الأثرياء، والسفر الى صويلح يحتاج التحضير قبل يومين، والجامعة الأردنية بلا شقيقات!



حين أقلام البك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزوّقة بالورد،..أما الورد ذاته فكان يُباع فقط في جبل عمان، الحي الأرستقراطي الباذخ في ذلك الزمان!!



حين جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر الى الشام بالقطار، وقمصان "النص كم" للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء!



كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن "ابو ذان وأبو حجر" الحديدي، والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح، والأغنام تدق بأجراسها أن بائع الحليب صار في الحي، والجارة الأرملة تجلس من أول النهار لصق الجدار مهمومة ويدها على خدّها!



كان مسلسل "وين الغلط" لدريد ونهاد يجمع الناس مساء، ومباريات "محمد علي كلاي" تجمعهم في سهرات الثلاثاء، وكان "نبيل التلّي" أفضل لاعب هجوم في كرة القدم!



كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر "أبو خط أحمر" وزن مئة كيلو غرام، والأمهات يحممّن الأولاد في اللجن، و"القرشلّة" يحملها الناس لزيارة المرضى!



كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين، ولو حدّثتَ أحدا يومها عن "العدسات اللاصقة" لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم، أما "الماسنجر" فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع!!



حين مذاق الأيام أشهى، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها، وعندما "زهير النوباني" في دور "مقبول العقدي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى "جورج بوش"!



كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة!



الموظفون ينامون قبل العاشرة، والحزبيون يلتقون سراً محاطين بهالة من السحر والبطولة، والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله!



الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين، والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي،



والنمل، حتى النمل، كان يبتهج حين تمرّين...



.... ....



كانت الحياة أكثر فقرا وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء لأنكِ كنتِ هنا!!







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
آخر تعديل نايف ذوابه يوم 23-01-2011 في 10:03 AM.
رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 11:04 AM   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: مقال أعجبني ..

في رحيل شيخ الأزهر: رجل أفسد الدين وأحل الربا وأضاع القضية الفلسطينية واستقبل زعماء اليهود
25-3-2010
مجلة العصر
الشيخ د. محمد عبد المقصود عفيفي / أحد أبرز فقهاء مصر


رجل أفسد الدين وأحل الربا وأضاع القضية الفلسطينية واستقبل زعماء اليهود، وحارب النقاب وجعل المسلمات محاصرات في المجتمعات الغربية، ولمجرد أنه دفن في البقيع، إذن خُتم له بخير؟!، وا أسفاه على هذه الأمة، أضاعت كتاب ربها، فتحول الدين عندها إلى مجموعة من الأماني والظنون .. وإن اعتبرنا أن الوفاة يوم الخميس أو ليلة الجمعة من علامات حسن الخاتمة، فراجع تواريخ وفيات المجرمين، وهم كثر، قتلوا أو قبضوا في هذا اليوم، المسألة ليست شرف مكان ولا شرف زمان، الأمر كله عمل.

ملاحظة العصر: (تعميما للفائدة، تنشر العصر الكلمة التي ألقاها الشيخ الفقيه د. محمد عبد المقصود عفيفي في حق شيخ الأزهر الراحل، كلمة حق وإنصاف، تلك الكلمة التي غابت عن وسائل الإعلام في تغطية خبر رحيل شيخ الأزهر الراحل لمجرد أنه دُفن في البقيع!!!).
مما ينبغي أن يُعلم، أن المسلم في آخر الزمان لابد أن يهتم بتعلم دينه، لأن آخر الزمان، زمان جهل كما قال صلى الله عليه وسلم، حيث روى البخاري ومسلم عن أنس ابن مالك وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، واللفظ لأبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل، وفي لفظ مسلم ويبث الجهل، أي يوزع توزيعا على الناس، ويشرب الخمر ويظهر الزنا، وفي حديث أنس ويفشو الزنا، نسال الله السلامة والعافية..


وإذا كان الأمر كذلك، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم حضنا على تعلم القواعد، على أساسها نقبل ونرد، في هذا الزمان الذي انتشر فيه الجهل وأعمى وأصم، وقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوشك أن يأتي زمان يغربل فيه الناس غربلة "غربلة شديدة جدا"، وتبقى حثالة من الناس قد مرغت عهودهم وأماناتهم واختلفوا، فكانوا هكذا "وشبك بين أصابعه"، قلنا فكيف بنا يا رسول الله، ـ انظر ـ قال تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتدعون عنكم أمر عامتكم، إذن ينبغي أن تكون للإنسان قواعد يقبل على أساسها ويرد، نفس هذه العبارة وردت في حديث حذيفة رضي الله عنه المتفق عليه، قال حذيفة كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فأقع فيه، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر وشرك وأوثان، فجاء الله بهذا الخير والإسلام، فهل بعد هذا الخير من شر، قال نعم، قلت فهل بعد ذلك الشر من خير، قال نعم وفيه دخن، لن يعود الخير صافيا كما كان على عهد النبوة، قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر..

فانظر، لا بد من تعلم القواعد التي تقبل على أساسها وترد، فقلت فهل بعد ذلك الخير الذي فيه دخن من شر، الدخن ضباب يجعل الصورة ملتبسة ليست واضحة كما في حال الجو الصافي، فهل بعد ذلك الخير من شر، قال نعم: دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، الحمد لله الذي قبض شيخا من مشايخهم في هذا اليوم، فقلت يا رسول الله صفهم لنا هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا..

تذكر بعد أن تتعلم، قول علي رضي الله عنه أن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف اتله الناس يوزنون بالحق ولا يوزن الحق بالرجال، مهما كانوا ومهما علا شأنهم، كما قال مالك: الكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر..

العلم فائدته أنه يجعلك تقف موقفا ملائما يوفقك الله عز وجل للعمل به وأنت تعرض الفتن عليك تترى، تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا، فكل وقت أنت تبتلى وتمتحن، ولابد أن تتخذ الموقف المناسب من جهة الشرع..

رجل أفسد الدين وأحل الربا وأضاع القضية الفلسطينية واستقبل زعماء اليهود، سواء كانوا زعماء سياسة أو دين، وحارب النقاب وجعل المسلمات محاصرات في المجتمعات الغربية، ولمجرد أنه دفن في البقيع، إذن خُتم له بخير؟!، وا أسفاه على هذه الأمة، أضاعت كتاب ربها عز وجل، فتحول الدين عندها إلى مجموعة من الأماني والظنون، لابد أن تعلم أن دينك دين عمل، وأن الله عز وجل قال: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".

لا نسبا ينفع، ولا أرضا يدفن فيها تنفع، ولا زمانا شريفا مات فيه ينفع، وإن كان سيدفن في البقيع، فعبد الله بن أبى بن سلول، رأس النفاق، مدفون في البقيع وأبو لهب في مكة، وإن كانت المسائلة نسب، فالله عز وجل قال في أواخر سورة المؤمنين، وينبغي أن تعتني بدراستها جيدا: "فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم ولا يتساءلون، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون، تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون"، يكلحون يعني تتدنى وتتقلص الشفة السفلى إلى السرة والشفة العليا إلى منتصف الرأس، رجل يجلس مع مذيعة ويقول لها أنت إنسانة محترمة، ويسب تلميذة في الإعدادي الأزهري، لأنها تلبس النقاب، ولمجرد أنه سيدفن في البقيع، فسيختم له بالخير؟

قد يقول القائل، قد ثبت في البخاري عن حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا"، راجع ترجمة البخاري في هذا الحديث، باب ما ينهى عنه من سب الأموات، قال الحافظ ابن حجر: وهذا إشارة إلى أن هناك سبا منهيا عنه وسبا ليس منهيا عنه، والدليل على هذا، ما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ مرت جنازة، فأثنوا عليها خيرا فقال رسول الله وجبت، ثم مرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا، فقال رسول الله وجبت، فسأله عمر رضي الله عنه، ما وجبت في الأولى والثانية؟ فالأول شهدتم له بالخير، فقلت وجبت له الجنة، والثاني، شهدتم له بالشر فقلت وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، وفي رواية الحاكم في المستدرك، أن الصحابة قالوا إنه كان يحب الله ورسوله ويطيع الله ويسعى في طاعته، هذا معنى أثنى عليه خيرا، وأما الثاني، أثنى عليه شرا، قالوا بعكس ما قال في الجنازة الأولى..

أنتم شهداء الله في الأرض، قال بعض أهل العلم هذا خاص بالصحابة، وقال ابن الدين وغيره، والصحيح أنه ليس مختص بالصحابة، بل هو في حق الصحابة ومن كان مثلهم من أهل التقوى.

فعندما يشهد على واحد مجرم ضلالي، أنه من أهل الخير والصلاح، هو هكذا ضيع الدين، روى الأمام أبو داود بإسناد صحيح: "إذا عمت الخطيئة في أقصى الأرض، كان من غاب عنها فرضيها كمن شهدها، وكان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها"، وبهذا حطم ثوابت في دين الله عز وجل، يُسأل عن لعب المرأة أمام الرجال بملابس الجمباز، قال لا بأس ولا حرج، فردت عليه مدرسة ألعاب: كيف؟ قال: لا بأس ولا حرج، وهذه الملابس أكثر فتنة من المرأة العارية..

هذا لأننا جعلنا القرآن مجرد كتاب يُتلى، قال تعالى: "ومنهم لا يعلمون الكتاب إلا أماني إن هم إلا يظنون"، قال ابن عباس: لا يعلمون الكتاب إلا تلاوة، فإذا التفت الإنسان إلى كتاب الله ربه جل وعلى لمجرد التلاوة، فقد عصى ربه عز وجل، لأنه قال في كتابه: "وهذا كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته وليذكر أولوا الألباب"، هنا اللام للتعليل، ومن لم يتدبر كتاب الله عز وجل فكأن قفلا وضع على قلبه، "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"، لابد من تدبر القرآن، وإلا سيتحول إلى مجموعة من الظنون والأوهام، هذا الذي حصل مع اليهود والنصارى، وذكر ابن تيمية أنهم سبوا الله عز وجل وزعموا أن يده مغلولة وأنه فقير: "قد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء"، "وقالت اليهود يد الله مغلولة"، وقتلوا الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس، وكذا النصارى، سبوا الله عز وجل، وزعموا أنه تزوج مخلوق من مخلوقات الأرض، وأنه أنجب، وهذه المقالة كادت أن تدمر الأرض والسموات، راجع سورة مريم: "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا، لقد جئتم شيئا إدا، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق والأرض وتخر الجبال هدا، أن دعوا للرحمن ولدا"، لكنهم لمل اكتفوا من كتبهم بالتلاوة فقط، تحول الدين عندهم إلى مجموعة من الظنون والأوهام، كما هو حال المسلمين الآن "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"..

وإن اعتبرنا أن الوفاة يوم الخميس أو ليلة الجمعة من علامات حسن الخاتمة، فراجع تواريخ وفيات المجرمين، وهم كثر، قتلوا أو قبضوا في هذا اليوم، المسألة ليست شرف مكان ولا شرف زمان، الأمر كله عمل.

روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علم، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه".

عندنا قواعد، فهذا الرجل كان فتنة لنا في حياته، ويكون فتنة لنا عند مماته لمجرد أنه سيدفن في البقيع، هذا يكب كل ما فعله من التنكيل بالإسلام والمسلمين والتعظيم لليهود، إنا لله وإنا إليه راجعون، المهم أنه فعل هذا وخلف ما كان يعلمه، كما يقول ابن القيم: الجهل لا خير فيه، ولم يرد ممدوحا في الكتاب ولا في السنة، أما العلم فقد يأتي بالخير وقد لا يأتي بالخير، لأنه وسيلة وليس هدفا في حد ذاته، إن وفق الله عز وجل من عمل بعلمه وتبليغه للناس كان هذا من الربانيين، هكذا قال ابن عباس رضي الله عنه والأصمعي واجمع عليه الناس، حتى يكون عالما عاملا معلما، وهناك من يتعلم العلم ولا يعمل به يكون وبالا عند صاحبه فساد نيته عند التعلم، كما ورد عند أبي داوود والترمذي وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرض الجنة يوم القيامة"، انتبه العرض ليس مالا ولا سلطة، وإنما ذكر عند الناس.

روى ابن ماجة عن كعب ابن مالك وإسناده حسن "من تعلم العلم ليجاري به العلماء ويماري به السفهاء أو يصرف وجوه الناس إليه ادخله الله النار".. وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم والترمذي وابن حبان، أن الني صلى الله عليه وسلم قال: أول من يقضى عليه يوم القيامة رجل قاتل حتى استشهد، فأوتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها، فيقول يا رب قاتلت فيك حتى استشهدت، فيقول عز وجل كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو شجاع، فقد قيل ثم يأمر به فيسحب على وجهه فيلقى في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأوتي به، فعرفه نعمه فعرفها قال فما علت فيها، فيقول يا رب تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، فيقول عز وجل كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال هو عالم، قرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم يأمر به فيسحب على وجهه فيلقى في النار، ورجل أنعم الله عليه وأعطاه من كل أصناف المال، فأوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما علت فيها، فيقول يا رب ما تركت بابا تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك، فيقول عز وجل كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل في زيادة الترمذي وابن حبان، أن معاوية رضي الله عنه بلغه هذا الحديث فبكى حتى أُغشي عليه، فلما أفاق قال يا سبحان الله، قد فعل ذلك بهواه، فكيف بمن بقي من الناس صدق الله وصدق رسوله، "من كان يرد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"..

وهذا من فساد النية في تلقي العلم، حيث علم الناس ولم يعمل، ففي حديث أسامة في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه، أي أمعاؤه فيدور حولها كما يدور الحمار حول الرحى، فيجتمع عليه أهل النار، فيقولون مالك كنت تآمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه، ومن تعلم العلم وعمل به وكتمه "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا"، كل الضلال الذي وضعه للناس لابد أن يبينه وأن يتراجع عنه قبل أن يموت، وأن يستغفر ربه، والدليل قول حبر الأمة ابن عباس لا ربا إلا في النسيئة، ثم قال كنت أقول لا ربا إلا في النسيئة، وهدا من رأيي، فهذا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث، فتركت رأيي لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغفرت الله تعالى.

فيه نقطة، ستجد بعد زمن قليل مشايخ كبار يتهاوون تحت الأقدام، لأن هذا دين الله عز وجل، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث عمر رضي الله عنه، لما وجد الولاة على الأمصار من الموالي، أي من العبيد الذين اعتقوا، فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يرفع بهذا القرآن أقواما، قال تعالى في سورة البقرة: "الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولائك يؤمنون به"، قال ابن عباس يتبعونه حق إتباعه، وقال ابن مسعود يحلون حلاله ويحرمون حرامه ولا يؤولونه على غير وجهه،لا يخرجون عليه قيد أنملة.

فهل أخذ شيئا معه؟ أربعة وعشرون سنة بين الإفتاء والمشيخة، راجع أقوال السيد الطنطاوي قبل وبعد أن يتولى المنصب، وانظر ماذا قال في الربا قبل أن يتولى المنصب ثم غير مقولته بعد توليه المنصب "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث"، هذا المثال شرحه ابن القيم في أجمل ما يكون في إعلام الموقعين.






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 12-05-2010, 09:17 PM   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: مقال أعجبني ..التبلد العربي مقدمة للانتحار الجماعي .مبارك كنز إسرائيل الإستراتيجي




التبلد العربي مقدمة للانتحار الجماعي!



فهمي هويدي

ليست مشكلة غزة، لكنها مشكلة التبلد الذى ران على العالم العربى، بحيث صار يتذرع بالانقسام لينفض يده من القضية الفلسطينية وهى تصفى، ناسيا أنها إذا ضاعت ضعنا جميعا.
(1)
لماذا لا تسمح إسرائىل لسكان غزة باستيراد البقدونس؟ كان ذلك عنوانا لمقالة كتبتها صحفية محترمة هى أميرة هاس فى صحيفة «هاآرتس» يوم الجمعة الماضى 7/5. وعبرت فيما كتبته عن الدهشة والسخرية من قرار غريب أصدرته الحكومة الإسرائيلية بمنع إدخال البقدونس مع بعض المنتجات الأخرى إلى غزة (شملت القائمة الكزبرة والمربى والحلاوة والكمون واللحم الطازج والفاكهة المجففة. وسلعا أخرى مثل ألعاب الاطفال والدفاتر والصحف وشفرات الحلاقة).. وفى نفس العدد كتب جدعون ليفى منتقدا يهوديا شهيرا حائزا جائزة نوبل هو ايلى فيزيل، ومستغربا منه دعوته إلى استمرار احتلال الضفة الغربية، ومتمنيا عليه أن يطالب الرئيس أوباما بالتشدد مع الدولة العبرية، لا بالتراخى معها كما هى الحال الآن.
لم أجد فى صحفنا المصرية صدى للقرار الإسرائيلى الأخير بتوسيع نطاق الحصار لكى يشمل البقدونس والكزبرة والمربى... إلخ، لكن وجدت أن صحيفة «الأهرام» أبرزت على صفحتها الأولى يوم الاثنين 3/5 خبرا تحت عنوان يقول: حماس تبتكر ضرائب على زيارة المرضى والذهاب للبحر فى غزة. وتحت العنوان تقرير تحدث عن قائمة الضرائب والرسوم التى فرضتها حكومة حماس على سكان القطاع ووصفت بأنها «إتاوات» و«غريبة». وختم بالاشارة إلى أن «هذه الاجراءات (جاءت) نتيجة للسيطرة على شبكات الانفاق من الجانب المصرى، ومواجهة المهربين الذين كانوا يستخدمون الانفاق فى تهريب الأموال والبضائع من مصر إلى قطاع غزة».
المقابلة بين الموقفين تكشف عن مفارقة محزنة ومخجلة، فما نشرته «هاآرتس» يفضح الحصار ويدين الاحتلال، أما ما نشره الاهرام فلا ذكر فيه للحصار والاحتلال، لكنه يعبر عن الشماتة فى حكومة حماس التى أضطرت فى العام الثالث للحصار لأن تفرض على الناس ضرائب جديدة لتسير عجلة الحياة فى القطاع، وفى الوقت ذاته اعتبر التقرير أن هذه الضائقة بمثابة «إنجاز» تحقق جراء الجهد المصرى لاغلاق الانفاق (لم يشر إلى دور السور الفولاذى الذى أقيم باتفاق أمريكى ــ إسرائيلى).
يضاعف من الحزن والخجل اننا جميعا وقفنا متفرجين، فى حين أن إحدى المنظمات الحقوقية الإسرائيلية هى التى تحركت، فتوجهت بطلب إلى المحكمة العليا احتجت فيه على قرار حظر ادخال السلع السابقة الذكر، وطلبت الاطلاع على المعايير التى يتم على أساسها اتخاذ قرارات من ذلك القبيل، لكن السلطات تذرعت فى ردها بالأسباب الأمنية التى لم تشأ أن تفصح عنها (الحياة 8/5)، لكن صحيفة «هاآرتس» نشرت تحقيقا صحفيا تحدث عن دراسة اجريت لتحديد الحد الأدنى المطلوب لكل فرد فى القطاع، شملت قوائم بكمية الوحدات الحرارية والجرامات التى يصرح بها لكل مواطن وفقا للسن والجنس، وأغلب الظن أن هذه الدراسة تم الاعتماد عليها فى تحديد كميات الأغذية التى يسمح بدخولها، بحيث يبقى الجميع عند حدود الكفاف، ولا يسمح لهم بأى نمو طبيعى.
(2)
الغريب أن كل ما تفعله إسرائيل فى الفتك بالفلسطينيين وتصفية ملف القضية لم يعد يحرك شيئا فى الدول العربية الرئيسية، فالحصار صار مقبولا ومؤيدا. فى هذا الصدد لا أحد ينسى تلك الواقعة المشينة التى ذكرها أمير أورن المعلق العسكرى لصحيفة «هاآرتس» فى تقرير أرسله من بروكسل ونشرته الطبعة العبرية للجريدة فى 2/12/2008، وذكر فيها أن وزير خارجية لوكسمبرج طلب من وزيرة الخارجية الإسرائيلية (وقتذاك) تسيبى ليفنى بعد كلمة ألقتها أمام وزارة خارجية حلف الناتو برفع حصار غزة، وفتح المعابر الحدودية لأن الأوضاع الإنسانية فى القطاع بالغة الصعوبة، فما كان من السيدة ليفنى إلا أن طلبت من وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط أن يشرح للوزراء لماذا ينبغى أن يستمر معبر رفح مغلقا، وكانت المفاجأة أن الرجل ايد موقفها، وقال إن المعبر يجب أن يغلق «لدواع قانونية»، مشيرا إلى أن ذلك ما تفرضه اتفاقية المعابر الموقعة فى عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبى. المخجل (لاحظ أننا غارقون فى الخجل طوال الوقت) أن مراسل الصحيفة أمير أورن ذكر أنه بينما قال أبوالغيط هذا الكلام، فإن ممثل الخضر فى الاتحاد الأوروبى دانى كوين بنديت (يهودى) هو الذى ندد فى الاجتماع بسياسة القمع الإسرائيلية ضد الاطفال الفلسطينيين.
أيضا لم يعد الاحتلال محللا للاستنكار ولا الحصار بطبيعة الحال. وعلى الملأ جرت عملية إقامة الجدار الفولاذى من حول غزة لإحكام الحصار، ولم يعد أحد يخجل من قيام الملحق العسكرى الأمريكى بتفقد عملية البناء، ولا من توجيه اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة الأمريكية الذى تمثله منظمة إيباك التحية لمصر على قيامها بتلك الخطوة «الشجاعة». أما تهويد القدس والاستيلاء على بيوت العرب وهدم عشرات المنازل فى حى الشيخ جراح واقتحام المسجد الاقصى، واستمرار الحفر الذى يهدد اساساته، هذه كلها اصبحت اخبارا عادية يقرؤها الناس بهدوء ولا مبالاة فى صحف الصباح، مثلها فى ذلك مثل اخبار التمدد الاستيطانى السرطانى وتهويد الضفة الغربية واقامة السور العازل وسرقة الآثار الإسلامية وعمليات التصفية والاعتقال التى تتم بصفة دورية، وتضيف اعدادا جديدة إلى العشرة آلاف معتقل فلسطينى الموزعين على السجون الإسرائيلية.
هذه الممارسات التى تتواصل بصفة يومية، وتؤدى إلى تآكل القضية الفلسطينية وطمس معالمها، لم يكن لها أى صدى من جانب الأنظمة العربية، هذا إن استثنينا البيانات البلاغية والتصريحات الصحفية الخجولة التى تطلق بين الحين والآخر من باب ستر العورة وذر الرماد فى العيون.
وبشكل عام، بوسعنا أن نقول إن الممارسات الإسرائيلية برغم ما اتسمت به من وحشية وفظاعة، لم تؤثر بالسلب على العلاقات القائمة بين إسرائيل والدول العربية، سواء كانت العلاقات رسمية ومعلنة أم سرية وغير معلنة، ومن المدهش أن تلك العلاقات بدأت تنمو وتتوسع، إذ فضلا عن التمدد الإسرائيلى فى شمال افريقيا والعراق، فقد اكتشفت ان ثمة زحفا اسرائيليا حثيثا على دول منطقة الخليج ــ فالأخبار متواترة عن وجود العشرات من الجنرالات الإسرائيليين السابقين، وضباط الموساد يقومون بالتدريب الأمنى وإدارة بعض الشركات فى عدة دول خليجية (هاآرتس 18/9/2009) كما اننى سمعت ذات مرة من دبلوماسى أمريكى تعبيره عن الأسف لقتل محمود المبحوح القيادى بحركة حماس فى دبى، لا لشىء سوى أن العملية أثرت سلبا على «العلاقات الوثيقة» التى تربط بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية.
وقد استوضحته حين فوجئت بكلامه، فأعاد الرجل العبارة على مسامعى، وبدا مستغربا لأننى لم أكن أعلم بذلك! ــ فى الوقت ذاته فإن تلك الممارسات لم تحل دون أن يقوم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو بزيارة إلى مصر يلتقى خلالها مع الرئيس مبارك، ويقضى معه 90 دقيقة، وبعد العودة يصرح بنيامين اليعيزر وزير التجارة الذى رافقه لراديو إسرائيل بقوله إن الاجتماع كان «رائعا» وتصل به الوقاحة إلى حد وصف الرئيس المصرى بأنه «كنز إسرائيل الاستراتيجى» وهو الوصف الذى تمنيت أن تحتج عليه مصر، لكن ذلك لم يحدث.
(3)
حين وضعت السلطات المصرية العديد من العقبات أمام قافلة «شريان الحياة» التى حملت المساعدات إلى قطاع غزة فى آخر ايام شهر ديسمبر الماضى، كان لتلك الاخبار وقع الصدمة على الاتراك، الذين كانوا مشاركين فى الحملة بممثلين عن البرلمان والحكومة وفى زيارة أخيرة لتركيا وجدت انهم يعدون لحملة إغاثة أخرى خلال الصيف تضم 8 سفن وحدثنى بعضهم عن دهشته وحيرته ازاء تفسير ما جرى فى المرة الماضية، قائلين انهم سيتجنبون المرور بالموانئ المصرية فى المرة المقبلة حتى لا يتكرر ما حدث من قبل. وقالوا فى هذا الصدد إن اعدادا غفيرة من الأتراك حين سمعوا بالعراقيل التى وضعتها السلطات المصرية أمام حملة شريان الحياة، خصوصا حين ذاعت بينهم أخبار عن تعرض الشرطة المصرية للمشاركين فيها، فإنهم أحاطوا بالقنصلية المصرية إلى استانبول وهددوا باقتحامها إذا ما تعرضت عناصر الحملة للاعتداء.
مثل هذا الغضب المختلط والدهشة شائع فى أوساط الناشطين فى العالم الإسلامى ولدى وسائل عديدة معبرة عن تلك المشاعر أتلقاها عبر «الإيميل» من إندونيسيين وماليزيين وباكستانيين خصوصا ممن يدرسون فى أوروبا، مما يحير هؤلاء أيضا أن جهود الاغاثة ودعوات المقاطعة الاكاديمية والفنية أو مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية نشطة وظاهرة فى الدول الغربية، فى حين انها تتراجع وتخفت بمضى الوقت فى العالم العربى.
الملاحظة المهمة الجديرة بالرصد فى هذا السياق أن العالم العربى فى السنوات الأخيرة يزداد ابتعادا عن القضية الفلسطينية واقترابا من إسرائيل، فى حين أن الرأى العام الغربى والأوروبى بوجه أخص يزداد وعيا بحقائق القضية وابتعادا عن إسرائيل وقد ظهر ذلك بشكل واضح عقب العدوان الإسرائيلى على غزة الذى فضحه وأدانه تقرير القاضى جولدستون على الصعيد الدولى، فى حين تستر عليه فى حينه الرئيس الفلسطينى محمود عباس وساعد إسرائيل على الإفلات من الإدانة بسببه، كما لم تأخذه الحكومات العربية مأخذ الجد.
لم يقف الأمر عند حد تراجع أولوية القضية وتقدم مسيرة التطبيع باسم ذرائع مختلفة، وإنما بدا أن تفكيك القضية والتفريط فى ثوابتها أصبح أمرا ميسورا ومقبولا فثمة شبه توافق الان على إمكانية التنازل عن الأرض بدعوى تبادل الأراضى، بحيث تبقى المستوطنات كما هى وتستأثر إسرائيل بالأرض الزراعية ومصادر المياه، وتعطى السلطة الفلسطينية مساحات مقابلة لها فى صحراء النقب. وثمة تركيز واهتمام بالسلطة والدولة أكثر من الاهتمام بالأرض التى هى جوهر النزاع وثمة اقرار بالتنازل عن حق العودة والحديث الآن جار حول المقابل والبديل. وثمة شبه اجماع بين الدول العربية ورجال السلطة فى رام الله على إدانة المقاومة واتهامها (تلك مشكلة غزة الحقيقية) الأمر الذى أفرز وضعا غاية فى الغرابة بمقتضاه تم التنسيق الأمنى بين السلطة وبين إسرائىل لملاحقة المقاومة وإجهاض عملياتها.
(4)
الأعجب والاخطر مما سبق هو ذلك التغيير الذى تلوح بوادره فى الافق العربى، وبمقتضاه تختفى صورة العدو الإسرائيلى، لكى تصبح إيران هى العدو الجديد. صحيح أن اسرائيل ما برحت تروج لذلك الادعاء (وهو أمر طبيعى) لكن الغريب فى الأمر أن بعض الاطراف العربية صدقته وصارت تروج له بدورها. آية ذلك اننى قرأت فى صحيفة «الشرق الأوسط» (عدد 13 ابريل الماضى) أن تجمعا عالميا شهدته العاصمة السعودية الرياض جدد التحذير من خطر برنامج التسلح الإيرانى الذى تحيط أخطاره بالمنطقة باسرها، وخرجت التحذيرات تلك من خلال بحوث متخصصين فى الطاقة النووية عددا من أوجه الاخطار النووية فى ظل الأوضاع الراهنة التى تدور فى المنطقة وايد لقاؤهم وجود خطر واضح فى البرنامج النووى الإيرانى، الذى (يؤثر سلبا) على منطقة الخليج وتوازن القوى فى المنطقة، وفقا لآراء المتخصصين وقد لاحظت أن هذه الندوة نظمها أحد مراكز البحوث السعودية بالتعاون مع مركز ستيمسون الأمركى، ومن المصادفات اننى دعيت لمناقشة الموضوع فى احدى المحطات التليفزيونية المصرية، ولكننى اعتذرت وقلت لمعد البرنامج الذى اتصل بى اننى لا امانع فى المشاركة فى حالة ما إذا بدأنا بالحديث عن السلاح النووى الإسرائيلى لسبب جوهرى هو أن ما يخص ايران هو احتمال يشيعه الامريكيون والإسرائيليون، أما السلاح النووى الإسرائيلى فهو حقيقة مسكوت عليها.
حيث يطل المرأ على الساحة العربية من علٍ، يجد أن العالم العربى يساق ذاهلا ومستسلما فى طريق رسمه الأمريكيون ليس فقط لتصفية القضية الفلسطينية وتمكين إسرائيل من تحقيق ابتلاع فلسطين ومحوها من الخريطة لينفتح الطريق بعد ذلك لاخضاع العالم العربى بأسره. وهى الجائزة الكبرى التى ينتظرها الطرفان على أحر من الجمر. إننا نساق إلى الانتحار بخطى حثيثة.
*جريدة الشروق المصرية






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 23-01-2011, 09:59 AM   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: مقال أعجبني. التبلد العربي طريق للانتحار الجماعي.مبارك كنز إسرائيل الإسترتيجي

ما بعد ثورة تونس
| 17/2/1432 هـ



برغم أن الثورة التونسية قد كشفت كثيراً من الأسرار المتنوعة فيما يخص الحكم البائد، كما أبانت بوضوح طبيعة الشعب التونسي ومدى قدرته على تحريك الأحداث والثورة، إلا أنها لم تبح بعد بأهم أسرارها الخاصة بالثورة ذاتها، من استثمرها حقيقة، ومن غل يد البطش الأمنية التونسية عن أن تطالها في أحرج اللحظات صعوبة على نظام بن علي، ومن حيّد الجيش، ودفع النظام في النهاية إلى الاستسلام؟ وتلك مسائل في واقعها تساهم في التناول الصحيح للحدث ومن ثم توفر أرضية للحديث عن مستقبل تونس ذاتها، وعما إذا كانت ستؤول إلى إعادة إنتاج الديكتاتورية من جديد بعد هدنة من الحرية يفرضها الوضع الضاغط على مجمل التراب التونسي الآن، والذي لم يرق لثواره بال طمعاً في قطف ثمار ثورتهم، حتى بعد مرور على فرار الرئيس التونسي السابق بن علي، أم أنها ستباشر في إطلاق الحريات وإقامة نظام عادل بشكل يستأهل التضحية التي قدمها الشعب التونسي.

لكن مهما يكن من أمر؛ فإن الثورة التونسية أكانت عفوية حتى النهاية أم تحولت إلى موجهة في آخر لحظات حكم الرئيس بن علي، ستكون ملهمة لغيرها، ضاغطة على خلفاء بن علي وكثير من جيرانه، مؤثرة في المحيط الإقليمي الذي وخزته سرعتها ودقتها وفعاليتها فأفاق على وقع الصدمة.

والملاحظ أن هذا الإلهام قد بدأ يؤتي ثماره بعض الشيء في أكثر من بلد بدا فيه أن تجاوب الشارع مع المطالب العامة للشعوب قد بات أكثر فعالية وحضوراً، كما أنه في المقابل بدت السلطة مدفوعة إلى امتصاص غضبات الجماهير أكثر من رغبتها في مجابهتها بشكل فج كالذي اعتادته الشعوب منها.

والذي يشاهد الآلاف من رجال الشرطة التونسيين بالزي الرسمي والمدني، وقد وضعوا الشارات الحمراء وتجمعوا أمام مقار الاتحاد العام للشغل ومقارهم الأمنية للتعبير عن مساندتهم وتضامنهم مع الثورة الشعبية، ويستمع إلى مطالبات بعضهم "نريد نقابة تتبع الاتحاد العام لحمايتنا من تعسف السلطة في إصدار الأوامر الزجرية والقمعية ضد الشعب، نحن غير مستعدين بعد اليوم لتقبل مثل هذه الأوامر، الشرطة جزء من الشعب"، ثم يشاهد جنود الشرطة في الأردن وهم يوزعون الماء والعصائر على المتظاهرين الناقمين على إجراءات الحكومة من أقصى اليمين (إخوان) إلى أقصى اليسار (شيوعيين)، يتيقن أن روحاً ما قد سرت في الشعوب العربية، دفعت القادة المعارضين حتى المحسوبين على الدول الأوروبية وعملائها في الجزائر كالقيادي العلماني سعيد سعدي، أو المتدينين كبقايا الإنقاذ وغيرها إلى الصراخ في وجه السلطة الجزائرية، والشيء نفسه يرى في مقاطعة "تفرغ زينة" بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث مهرجانها الشعبي الذي أقيم احتجاجاً على الفساد وخطب به الزعيم المعارض ولد داده، وما سوريا التي رفع الإخوان فيها من سقف تطلعاتهم عبر التلويح بالعصيان المدني من ذلك ببعيد.. الخ.

إن شيئاً ما يتشكل في عالمنا العربي، ليس بالضرورة محاكياً للنموذج التونسي، أو قادراً على تكراره، وإنما الأهم أن الرغبة في الإصلاح لم تعد بعيدة عن أذهان الشعوب العربية المقهورة، الغارقة سلطتها في الفساد والاستبداد، وهذا هو أعظم نتائج ثورة الياسمين.

موقع المسلم






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 23-01-2011, 10:01 AM   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: مقال أعجبني. التبلد العربي طريق للانتحار الجماعي.مبارك كنز إسرائيل الإسترتيجي

أللبهائية في بلاد الأزهر مكان؟!
| 7/4/1429 هـ



الأحداث المؤسفة التي وقعت في مبنى نقابة الصحفيين المصرية ظهر الجمعة الماضية، والتي تسبب بها إصرار نقيب الصحفيين على السماح بعقد ندوة باسم "مصريون ضد التمييز الديني" والتي كان من المفترض أن يتصدرها قادة ونشطاء بهائيون وبحضور موازٍ لأقباط المهجر الموالين للغرب.
هذا الإصرار خلّف أزمة قوية بالنقابة المصرية المسماة بـ"قلعة الحريات" والتي تحرص على إبرازها لهذا التوجه من إفساح المجال لأطراف مختلفة بعرض وجهات نظرها عبر قاعات النقابة، وهو يشي في الوقت نفسه برغبة جامحة للشراذم الموالية لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية باستغلال كل ثغرة تفتح باسم الحرية للنفاذ إلى تكسير وتفكيك عرى المجتمعات الإسلامية والعربية المحافظة، وتلويث هذه الكلمة الطيبة بجعلها معبراً لكل تجديف وهرطقة وبهتان وسب للأديان وتناول الخالق العلي سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم والإسلام بما لا يليق وما لا يقبله الشعب المصري المسلم.
زمرة تتنادى بقوة إلى الوقوف في وجه الإسلام ودعم كل القوى الانفصالية والمرتبطة بقوة بأعدائه باتت اليوم تتمتع بجهوزية عالية وتكسب كل يوم أرضاً؛ فالأمر لا يقتصر على مجرد ندوة ضمت المئات رفضها الصحفيون ومنعوا نقيبهم من تمريرها عبر منبر نقابتهم، ما استدعى نقلها إلى محضنها الطبيعي/حزب التجمع العلماني المتطرف، بل هي خيط من نسيج واحد أريد له أن يحجب شمس الدين والقيم وأركان المجتمع المسلم في مصر وغيرها، وخطوة في طريق التفكيك عبر الأقليات لاسيما تلك غير الأصيلة والساكنة ضمن أطر الوطن أو التعايش الطبيعي المؤصل منذ ألف وأربعمائة عام، لا، بل تلك التي تنشط من عقالها جرياً وراء تحقيق أجندة غربية يفهم معالمها كل من يطلق بصره فيرى "بهاء الله" في عكا وفي حضن "إسرائيل" كقبلة معلنة للبهائية، وواشنطن كقبلة سياسية لأقباط المهجر الذين أقاموا هذه الزوبعة مؤخراً.
هي خطا وئيدة يخطوها الفريق المشبوه في غياب من يقظة مكافئة من أهل الحق وحماة الدين والأوطان، ومدعومة من قبل أطراف واضحة في عدوانها على الأمة الإسلامية بثوابتها ومحكماتها ودمائها وأعراضها، كالكيان الصهيوني الغاصب الذي أرسل مراسلي قناته الثانية "الإسرائيلية" لتركيب 8 قنوات لتغطية المؤتمر البهائي أو كمراسلي قناة O.T.V)) المملوكة لنجيب ساويرس الذين خفوا لتغطية المؤتمر المشبوه جنباً إلى جنب مع الصهاينة.
الأمر أعقد إذن من حركة مشبوهة تحركت في غفلة من أهل القيم والأخلاق، بل امتداد طبيعي لجهد يمضي سريعاً وبلا توقف وعلى محاور عديدة من أجل تفكيك مصر البلد المسلم العربي السني المتجانس الأكبر في المنطقة والذي يحمل تاريخاً يقلق كل عدو للإسلام والعروبة.. ويجهد كي يكون مفككاً ضعيفاً هزيلاً، منتهى طموح شعبه وسقف أولوياته ينتهي عند تخفيض أسعار الخبز!! فهل يتنادى أهل الحق لتصحيح المعادلة قبل أن يجرفهم التيار بطريقه؟






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 20-02-2011, 12:58 PM   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: مقال أعجبني. ما بعد ثورة تونس..من غل أيدي الأمن التونسي ومن حيّد الجيش!الأسئلة ال

انهيار العمق العربي لإسرائيلعبد الستار قاسم




كم من المعاناة كنت أجد في جدلي مع أكاديميين ومثقفين وطلاب وأناس عاديين حول الدعم الذي تتلقاه إسرائيل من العديد من الأنظمة العربية على مختلف المستويات، وكم كنت أشعر أحيانا أنني أكلم نفسي لأنه كان يتولد شعور لدي بأن الطرف المستمع يظن بي المغالاة والخروج عن المنطق والمنهجية العلمية.
هناك من يرى أن إسرائيل تتلقى دعما من أنظمة عربية، ولديهم فكرة غامضة عن ذلك، لكن الكثيرين لم يكونوا يرون ما كنت أرى، وكانت وسائل إعلام الأنظمة تصنع غشاوات وأوهاما تعمي البصيرة والبصائر.
وقد صارحني أحد طلابي في الدراسات العليا عندما قال لي بأن وصفي قبل عدة سنوات في غرفة الدرس لانهيار أنظمة عربية قد أثار استغرابا كبيرا لدى الطلبة، وظن أغلبهم أن الأستاذ يهيم في تفكير التمني.

تتكشف علاقة الأنظمة العربية بالكيان الصهيوني مع تهاوي هذه الأنظمة، مثلما تكشفت علاقة شاه إيران مع هذا الكيان عقب سقوطه.
تحدثت وسائل إعلام كثيرة حول علاقة زين العابدين الحميمة مع إسرائيل، وسنرى مستقبلا سيلا من الوثائق حول علاقة نظام مبارك معه، والذي عمل كمركز إستراتيجي للأمن القومي الأميركي في المنطقة، وكمدافع أول عن مصالح إسرائيل الأمنية والعسكرية. وسنقرأ عن دور النظام الأردني في ضرب صفوف المقاومة والتآمر على المصالح القومية العربية، وهكذا.


الأبعاد الإستراتيجية لقوة إسرائيل

تستند إسرائيل في قوتها العسكرية والأمنية إلى عدد من العوامل الإستراتيجية وهي:
أولا: الاعتماد على الذات. لا يثق اليهود من ناحية العقيدة اليهودية بأي أحد حتى لو بدا حليفا في مرحلة من المراحل. يعتبر اليهود أنفسهم شعب الرب الوحيد، ولا شعب لهذا الرب غيرهم، وذلك وفق نص التوراة التي بين أيديهم القائل: "أنتم شعبي الوحيد" باقي الأمم والشعوب عبارة عن نجس، وهي عبارة عن عبيد على صورة بشر، ولم يخلقها الرب إلا لسببين وهما معاقبة بني إسرائيل بهم عندما يكون بنو إسرائيل في معصية الرب، والتلذذ بالانتصار على هؤلاء العبيد عندما يكون شعب الرب في طاعته. الرب لا يجيز التعامل مع الشعوب الأخرى إلا بالقتل أو الطرد أو الاستعباد لأنها شعوب قذرة تعمل دائما على إغواء اليهود وإبعادهم عن وصايا الرب العظيمة.
"
عملت إسرائيل على تطوير القنبلة الذرية، ومختلف أنواع المعدات الصاروخية والإلكترونية لكي تحقق استقلالها في تسليح جيوشها البرية والبحرية والجوية والفضائية والدفاع الجوي
"على ذات النمط، لا تثق إسرائيل إلا بنفسها، وتنص عقيدتها الأمنية على أن عليها تطوير ما تحتاجه من أسلحة ومعدات حتى لا تقع تحت رحمة أحد من صناع السلاح. ولهذا عملت إسرائيل على تطوير القنبلة الذرية، ومختلف أنواع المعدات الصاروخية والإلكترونية لكي تحقق استقلالها في تسليح جيوشها البرية والبحرية والجوية والفضائية والدفاع الجوي.
ولم تتوقف إسرائيل عن تطوير طائرة ليفي المقاتلة إلا بعدما قدمت لها الولايات المتحدة مختلف أنواع الضمانات حول تزويدها بآخر ما في الترسانة الأميركية من طائرات حربية. وما من شك أن إسرائيل قد حققت إنجازات ضخمة في هذا المجال، ولديها من العلماء والمختبرات والإرادات ما يمكنها من الاستمرار في التطوير بخاصة في مجالات التسليح الإلكتروني.

ثانيا: تطوير اقتصادها بحيث لا تبقى صاحبة يد سفلى تستعطي من هنا وهناك. وقد تطور اقتصادها إلى درجة أنها تفوقت في مجالات عدة منها الصناعات الإلكترونية والهندسة الوراثية والمجوهرات. صحيح أن إسرائيل تحصل على مساعدات مالية من الولايات المتحدة الأميركية، ومن جمعيات يهودية، لكن ذلك من قبيل زيادة الخير، وليس لأنها غير قادرة اقتصاديا.

ثالثا: يتطلب التسليح والتطوير الاقتصادي البنية المعرفية والعلمية، وإسرائيل تحرص دائما على البحث العلمي، وعلى المساهمة في المعرفة العالمية وليس فقط الاستفادة من هذه المعرفة.

رابعا: الدعم الغربي، بخاصة دعم الولايات المتحدة لها في كافة المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية والعلمية... إلخ. لقد حازت إسرائيل، وما زالت على الدعم الغربي إلى درجة أنها أصبحت تعرف كقطعة من العالم الغربي المتمثل بأوروبا الغربية والولايات المتحدة، أو كأنها الربيبة المدللة التي يهبون لنجدتها والوقوف معها في السراء والضراء.

خامسا: العمق الإستراتيجي العربي والذي يعتبر أهم هذه الأبعاد بالنسبة لإسرائيل وأكثرها خطورة على الفلسطينيين والعرب. لقد وفرت الأنظمة العربية على مدى عشرات السنوات الأجواء المناسبة لكي يبقى العرب ضعفاء أمام إسرائيل، ولتلحق بهم الهزيمة تلو الأخرى على أيدي عسكر الصهاينة، ذلك لكي يصل الجمهور العربي في النهاية إلى نتيجة مفادها أنه لا أمل في قتال إسرائيل، وعلى العرب والفلسطينيين أن يستسلموا لإرادتها ويقبلوا بها ويرتضوا بما تقدمه لهم من خير أو ضرر.
من الممكن لأي دولة تملك الإرادة أن تطور الكثير من أجل مواجهة العدو، لكن أن تضمن تعاون عدوها معها، فهذا أمر لا يعرفه التاريخ. تصنيع السلاح، وتطوير الاقتصاد، والحرص على المنهجية العلمية والتطوير العلمي، والإصرار على البناء الذاتي ليست أمورا تعجيزية لا تقدر عليها الأمم، لكن المعجز أن تصنع عدوا يعمل سمسارا على شعبه لصالحك.

تطور العمق العربي لإسرائيل

تولد العمق العربي لإسرائيل تدريجيا مع الزمن، وابتدأ مع توقيع الأمير فيصل بن الحسين على وثيقة تمنح اليهود حق الهجرة إلى فلسطين، ومع الأمير عبد الله بن الحسين الذي أخذ يستقبل قادة الحركة الصهيونية المهاجرة إلى فلسطين ويسهل لها عملها في شراء الأراضي في الضفتين الشرقية والغربية.
ويبدو أن الأمير كان سعيدا بالهدايا التي أغدقتها عليه الحركة الصهيونية، ودون أن يقارن بين ثمن الهدايا وثمن الوطن. واستمر التطور مع ظهور قيادات فلسطينية تعمل مع الانتداب البريطاني أو تهادنة، والتي عملت على كبح الثورة والثوار، واعتمدت بصورة أساسية على بريطانيا لوقف هجرة الصهاينة وتسريب الأراضي الفلسطينية لليهود. أغلب هذه القيادات الفلسطينية باعت أراضي لليهود، وما زالت الوثائق التي تتحدث عن هذا الدور تظهر تدريجيا حتى الآن.

ظهر الدور الرسمي العربي على حقيقته في حرب عام 1948 عندما تآمرت الأنظمة على جيوشها وخرجت من الحرب مهزومة. لقد حققت جيوش مصر والعراق والأردن إنجازات كبيرة في الجولة الأولى من الحرب، وسيطرت على أجزاء لا بأس بها من الأرض التي خصصتها الأمم المتحدة لدولة اليهود وفق تقسيم عام 1948.
لكن الحرب توقفت فجأة، وقبلت الأنظمة الهدنة المؤقتة التي أتاحت لها تغيير القيادات العسكرية العربية الميدانية واستبدالها بضباط يحملون أوامر عسكرية جديدة، وأتاحت للدول الغربية تقديم المزيد من الدعم العسكري لإسرائيل.
"
انفرط العقد في عهد السادات، وأخذت إسرائيل تشهد عصرها الذهبي في علاقاتها السرية وغير السرية مع الأنظمة العربية بمن فيها منظمة التحرير الفلسطينية التي أدخلت الفلسطينيين في متاهات الدبلوماسية
"وحين نشبت الحرب من جديد، وجدنا الجيش العراقي يخلي أماكنه العسكرية في منطقتي حيفا وطولكرم ليأخذ مواقع جديدة له في منطقة جنين، والجيش الأردني يخلي منطقتي اللد والرملة والقدس غرب، والجيش المصري يقع تحت الحصار بسبب الأسلحة الفاسدة التي أرسلها له ملك مصر. ضاعت فلسطين وقامت إسرائيل بفضل خيانة الأنظمة العربية.

ظهر عبد الناصر، وأقام سدا غير حصين أمام الأنظمة العربية المتعاملة مع إسرائيل، وكانت هزيمته عام 1967 بمثابة خروج للأنظمة من محنة السرية المتشددة في التعاون مع إسرائيل. مع وفاة عبد الناصر، انطلقت الماسونية ناشطة في أغلب البلدان العربية بدون رادع، وازداد النفوذ الأميركي في المنطقة العربية الإسلامية، وتوالت الهزائم السياسية والدبلوماسية والتطبيعية.
كانت حرب عام 1973 نصرا مؤقتا أو مفصلا وهميا أمام العرب لأن السادات فتح الأبواب واسعة أمام قبول إسرائيل والتعاون معها. انفرط العقد في عهد السادات، وأخذت إسرائيل تشهد عصرها الذهبي في علاقاتها السرية وغير السرية مع الأنظمة العربية بمن فيها منظمة التحرير الفلسطينية التي أدخلت الفلسطينيين في متاهات الدبلوماسية والصراعات الداخلية والتحالفات المتموجة مع أنظمة عربية.
وبلغ الأمر إلى حد التعاون الأمني العلني مع إسرائيل، وخير دليل على ذلك تعاون أنظمة مع إسرائيل ضد حزب الله وضد غزة، وتعاون السلطة الفلسطينية الأمني مع إسرائيل.

تكوين العمق العربي لإسرائيل
تكون العمق العربي لإسرائيل لسبب وحيد وهو أن أغلب الأنظمة العربية ليست منبثقة من الشعب ولا تعبر عن إرادة الشعب، وهي ذاتها لا تملك إرادة حرة. عدد من الأنظمة العربية عبارة عن قبائل نصبها الاستعمار الغربي ومكنها في أرض العرب لتخدم مصالحه، وهي ليست أكثر من مجرد إدارة تأتمر بأوامر أهل الغرب.
عدد آخر منها لا يستطيع صرف رواتب آخر الشهر إلا بمساعدات مالية غربية، وعدد آخر لا يستطيع الاستمرار إلا بحماية أمنية وعسكرية غربية. وهنا أذكر أنظمة الإقطاعيات العربية التالية: الأردن، والسعودية، وقطر، والبحرين، والإمارات العربية، وعُمان، واليمن، والمغرب، وجمهورية القمر، والكويت، وجيبوتي، والسلطة الفلسطينية، وكانت تونس ومصر.
يبقى من هذه الإقطاعيات التالية: سوريا وهي صامدة وشبه محاصرة بسبب مواقفها، والسودان والصومال تتعرضان للتمزيق، وليبيا ويكفيها زعيمها، والعراق وموريتانيا مشغولتان بالهموم الداخلية. أما لبنان فصامدة دون أن تبرأ من الانقسامات الداخلية.

إذا كانت أغلب الأنظمة العربية تدين بوجودها واستمرارها للاستعمار الغربي، فإنها لا تستطيع إلا تنفيذ الأوامر التي يلقيها أهل الغرب، وإن كان لأحدها أن يتمرد فإنه يواجه عصا الاستبدال أو القتل.
"
أميركا أزاحت الحبيب بورقيبة عندما انتهى دوره، وأتت بزين العابدين، وقتلت الملك فيصل بن عبد العزيز, أما بريطانيا فأزاحت الملك طلال ملك الأردن بحجة الجنون وأتت بابنه حسين ليجلس على إقطاعية الأردن عشرات السنين
"أميركا أزاحت الحبيب بورقيبة عندما انتهى دوره، وأتت بزين العابدين، وقتلت الملك فيصل بن عبد العزيز. أما بريطانيا فأزاحت الملك طلال ملك الأردن بحجة الجنون وأتت بابنه حسين ليجلس على إقطاعية الأردن عشرات السنين.
لا مانع لدى الاستعمار الغربي أن تتحدث هذه الأنظمة بالوطنية، وأن تخطب ضد إسرائيل، وأن تقدم معونات مالية واقتصادية للأشقاء الفلسطينيين، إنما إلى الدرجة التي لا تلحق أذى بإسرائيل، ولا تؤثر سلبا على نشاطات إسرائيل الاستخبارية والأمنية في البلدان العربية.
لا مانع من مؤتمرات قمة تدين إسرائيل ما دامت أنظمة العرب تقوم بوظيفة المدافع عن الأمن الإسرائيلي. وقد سبق للمخابرات الإسرائيلية أن مررت معلومات للأنظمة عن انقلابات عسكرية محتملة، وأنقذت أنظمة من الزوال. وسبق أيضا أن دافعت إسرائيل عسكريا عن الأردن عندما قام الجيش السوري بدخول شمال الأردن إبان حرب أيلول عام 1970.

أمن النظام أم أمن الأمة؟
بما أن أغلب أنظمة العرب موجودة بفضل الأجنبي المعادي أصلا للأمة العربية وحارس تمزقها وناهب ثرواتها، فإن هناك فصلا حادا بين أمن النظام وأمن الأمة. يكمن أمن نظام الحكم العربي في تعريض أمن الأمة للخطر، وهو يدرك أنه سيطرد إن لم يفعل ذلك.
هو محروس ليس من قبل شعبه، وإنما من قبل إسرائيل والاستعمار الغربي، وأمنه ومصالحه مرتبطة بهؤلاء الأعداء. أمنه يتعرض للخطر إن هو عادى إسرائيل فعلا، أو إن شعر بغيرة على الثروات العربية، أو إن دفع بجد نحو الوحدة العربية، أو إن خاض حربا لا تخدم مصالح إسرائيل وأميركا.

هناك تناقض بين أمن النظام وأمن الأمة لأن أمن الأمة يتطلب الاستعداد العسكري والأمني، وتوظيف الأموال لعملية البناء الاقتصادي الحقيقي والبناء العلمي، والاعتماد على الذات غذائيا وتقنيا... إلخ. كل هذه العوامل التي تعتبر من أركان أمن الأمة غير مسموح بها لا إسرائيليا ولا غربيا، وعلى الحاكم العربي أن يصر على ضعف شعبه وأمته، ويطمئن إلى أن أحذية أعدائها فوق رقابها.
ولهذا يجند الحاكم العربي أجهزة أمنه وأدوات قمعه ضد شعبه وليس ضد أعداء شعبه. العربي لا يستطيع النوم ذعرا من أجهزة الشرطة الفاسدة والمخابرات التي من المفروض أن توفر له الأمن والحماية.

عمق عربي يتهاوى
"
أطلت الشعوب برأسها العظيم في تونس لتطيح بطاغية سمسر على شعبه، وتبع شعب مصر العظيم الذي أعاد الأنفاس إلى صدور الأمة العربية. والخير قادم بإذن الله
"استطاعت جهات عربية أن تقف صلبة عبر السنين في وجه السياسة الغربية في المنطقة، ورفضت أن تكون أداة بيد إسرائيل. سوريا تقف على رأس القائمة، وكذلك بعض فصائل المقاومة مثل حزب الله اللبناني وحماس والجهاد الإسلامي، وبعض عناصر حركة فتح والقيادة العامة.
لكن الأهم هو أن الشعوب العربية بقيت أبية رافضة التطويع والتطبيع والامتطاء، وهي ما زالت تصر على الحرية والاستقلال، والسير في درب العزة والإباء. عمل قادة وأنظمة كثر على تذليل الشعوب وإخضاعها، لكنها أبت، وأطلت برأسها العظيم في تونس لتطيح بطاغية سمسر على شعبه، وتبع شعب مصر العظيم الذي أعاد الأنفاس إلى صدور الأمة العربية. والخير قادم بإذن الله.
ورطة إسرائيل
ستستمر إسرائيل بمراكمة القوة، لكن ذلك الضعف العربي الذي حماها وراهنت عليه قد أفل، أو أن طريق أفوله ليس طويلا. لقد واجهت إسرائيل مقاومة عربية شديدة في لبنان وفلسطين غزة، وبدت عليها الحيرة والتخبط، فماذا هي فاعلة إذا كانت الخيانة العربية في طريقها إلى التقلص والزوال؟ عهد الضعف العربي قد ولى، ومعه انهار العمق العربي الإستراتيجي لإسرائيل.






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 22-05-2011, 06:23 PM   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: مقال أعجبني. انهيار العمق العربي لإسرائيل .. عبد الستار قاسم.

سرّ «الكراّسة» التي أغضبت العروس

المصدر: إبراهيم توتونجي

التاريخ: 17 مايو 2011


ثم جاءت العروس. على رأسها تاج الزيتون وحول عنقها تدلت قلادة المفاتيح. زغردوا لها، نثروا الرز وأوراق الورد وماء الزهر، طأطأوا الرأس لبرهة، ففي حضرة فلسطين ينحني الجميع. قالت: أنا هنا، باقية لم أرحل، ثابتة لا أتحول، جميلة لا أكبر. أمل الشجعان وحلم الأحرار وبارقة الحياة في نفوس البائسين. أنا وطن يرسم خرائطكم، ودعاء يختم صلواتكم، ومعنى يمدّ، بالزخم، حكاياتكم. أنا الأبيّة العصيّة، تقطع الحدود من أجلي، تقطع الأسلاك الشائكة، يتوحد دم الشتات على طرف ردائي، أرفع أحبائي كل يوم إلى حضني، يقبّلون جبيني، يعلّقون مفاتيحهم في قلادتي، ينتقون حبات الزيتون المباركة من تاجي.. ويصعدون.
« ما اسمك يا حلوة؟»، قالت العروس لحورية حسناء، اصطبغ وجهها بحمرة من خفر. قالت: اسمي تلكلخ، أتيت من مكان قريب. ردت العروس: ولما أنت هنا؟ قالت: أحمل لك من أهلي السلام، وهم يطلبون شفاعتك، يا شفيعة الضعفاء ونصيرة المعذبين، ويلوذون بحكمتك. لطالما تعاملت مع رصاص الظالمين.
أهلي أيضا في مرمى الرصاص. ماذا يفعلون؟ في هذه اللحظات، طفل صغير تقدّم. سوّت العروس طرحتها وانحنت. أسر في أذنها بكلمات. لم يسمع أحد من الحاضرين ما أسرّ به الملاك للعروس فلسطين. وإنما ملامحها تبدلت فجأة، وبدا وكأن غضب الدنيا قد تجلّى على وجهها. قبّلت الطفل، مسحت دمعة من عينها، عدّلت وقفتها وخاطبت من حولها: «وأنا ارفض أن أكون مطيّة لفرسان الظلام، وزيتوني علقم مرّ في فم نيرون السفّاح، وزعتري شوك على جبين كل خائن لوطنه، ولتنبت حقول من برتقال حامض ينخره الدود في بطون من تغذوا على دماء مريديّ في كل مكان. لتحلّ عليهم لعنة السماء وترمي كل أمنية معلّقة في سمائي بشررها فوق رؤوسهم.. فأنا، فلسطين، لا أحيا إلا بإيمان الصادقين ولا أموت إلا بدموع الخائنين المنافقين».
لم يعرف أحد، حتى لحظة كتابة هذه السطور، السبب الحقيقي الذي «عكّر» مزاج العروس، ولا سر ذلك الطفل الملائكي الذي اختفى مخلفا وراءه كراسة زرقاء خطت عليها أسماء بالأحمر!







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحوار العربي في مقال فاطمة الجزائرية منتدى الحوار الفكري العام 7 08-12-2006 10:19 PM
مقال: الموت جماعي والدعوة عامة أحمد زكارنه منتدى الحوار الفكري العام 2 09-07-2006 11:06 PM
و لنا لقاء مع الوطن... عزيز الوالي منتـدى الشعـر المنثور 4 06-05-2006 05:58 AM
إذا كنْتَ حاكما ً عربيا ً : كيف تتملص من لقاء مسؤول حمساوي دون ان تبدو غبيا ً ! عمر الغريب منتدى الحوار الفكري العام 9 25-04-2006 10:00 PM
تقرير عن لقاء أم الأقلاميين في القاهرة ! معاذ رياض منتدى أسرة أقلام والأقلاميين 13 20-01-2006 10:42 PM

الساعة الآن 02:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط