عند القراءة البسيطة للانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2010 وما أفرزته من إسقاطات على المشهد السياسي العراقي ، نلاحظ بان العراق يحكمه على المدى القريب والبعيد ثابتان سياسيان وهما الطائفة والعرقية حيث أن الشيعة قد دخلوا في البرلمان لتسمية كتلة التحالف الوطني ويقودهم في هذا التحالف عدة أجنحة قسم موالي لإيران ويحاول رسم سياسة التقارب مع إيران واعتبارها الحليف القوي ، والتيار الثاني يحاول الابتعاد عن إيران وأهدافها الاستيراتيجية في العراق والدعوة إلى قيام دولة مدنية تبتعد عن مبدأ ولاية الفقيه وبناء دولة تقوم على نظام الحكم الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة .
وكذلك دخل التحالف السني تحت يافطة القائمة العراقية مع قليل من الشيعة الذين يفتشون عن فرصة للوصول إلى الحكم لتحقيق أهدافهم الشخصية وان أجندة هذه القائمة هو العودة إلى السلطة ومن ثم الحلم بعودة النظام العربي القديم الذي يؤمن بالدكتاتورية والاستبداد وعودة الزعيم الضرورة من خلال التسلل إلى الأجهزة الأمنية وقيادة انقلاب عسكري لفرض هذه الأجندة وان هذا المشروع مدعوم من قبل السعودية والأردن ومصر وتركيا وسوريا وقسما ًمن القيادة الأمريكية تدعو إلى دعم هذا التيار لكي يقف معها في الصراع مع إيران
والثابت الثاني الذي أفرزته الانتخابات هو تدخل دول الجوار في القرار الوطني العراقي من خلال الحركات السياسية التي تتبع هذه الدول ،
وأما الحركة الكردية فأصبحت قريبة لتحقيق حلمها في حق تقرير المصير كما يحدث ألان في السودان ،حيث ثبت أن هذه الحركة تقوي علاقاتها السرية مع الموساد الإسرائيلي لتدريب كوادرها العسكرية والأمنية وقد ذكر ذلك مسئول المخابرات التركي حيث ذكر بأن الموساد الإسرائيلي يدرب البيشمركه في شمال العراق ومقاتلي حزب العمال الكردي التركي ،
ويلاحظ طروحات الساسة الكرد حول مطالبتهم بكركوك وجزء من محافظة نينوى ومحافظة ديالى ومحافظة واسط، ويطرحون هذه المطالب على أساس أنها شروطهم الأساسية لقيام أي تحالف معهم تاركين مشاكل العراق كوطن كي تحلها صراعات الشيعة والسنة في العراق مما يعني أنهم لا تهمهم الهوية الوطنية العراقية وهمهم الوحيد تكوين هوية كردستان .