الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-2007, 02:49 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د.عبدالرحمن أقرع
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.عبدالرحمن أقرع
 

 

 
إحصائية العضو







د.عبدالرحمن أقرع غير متصل


افتراضي الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)
الحلقة الأولى
الأوتوليزا autolysis هي ظاهرة بيولوجية وضعها الله الخلاق العليم لتجديد نشاط الجسم عبر التخلص من الخلايا المنهكة الشائخة واستبدالها بأخرى شابة ريانة بالحيوية والنشاط ، وذلك عبر منظومة جينية خاصة تمنح الإشارة الخاصة بالفناء عندما تتراكم داخل الخلية عوامل النقص والتلف مما يؤدي إلى هشاشتها وتحللها ذاتيا ليتم التخلص منها عبر خلايا البلعمة الخاصة بذلك والتي اقتضت وجودها حكمة المولى كذلك.
تأملت هذه الظاهرة امتثالا لقوله-جل في علاه- : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) ، وامتد بي التأمل في آياته سبحانه إلى ربط الظواهر الآيات بسننه الربانية في الكون والإنسان والحياة، فوجدت أن الأوتوليزا هذه جزء من سنته تعالى في الإستبدال ، والذي أقره للصفوة المؤمنة في الأرض بصيغة الوعيد في قوله تعالى في سورة محمد-صلى الله عليه وسلم- والمسماة كذلك بصورة القتال، بقوله: (إن تتولوا يستبدل الله قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) .
منذ سقوط الخلافة الإسلامية وأفول نجمها المشرق دأب المخلصون من أبناء هذه الأمة إلى محاولة استرجاعها كل وفق اجتهاده كون الخلافة بيضة الدين وظل الله على الأرض ، فنشطت الجمعيات النهضوية وتشكلت الأحزاب الإسلامية هنا وهناك ، وبرزت كوكبة خيرة من الكتاب والمنظرين والمفكرين من أجل هذه الغاية السامية دون أن تحقق نجاحا ملحوظاً يبشر الحالمين منا بقرب الفجر بعد غلسة الليل.
وبنظرة سريعة للحركات الإسلامية التي تبنت الإسلام السياسي عملا على استعادة عزة الأمة عبر استعادة سلطانها نجدها ترزح تحت ثقل العديد من العوامل التي تنذر بتحللها الذاتية (وأوتوليزيتها) تمهيدا لاستبدالها بما يحقق هذه الغاية انسجاما مع سنته تعالى آنفة الذكر.
من هذه العوامل-وفق نظرتي البشرية القاصرة التي قد تصيب وتخطئ-:
1- إدارة ظهر هذه الحركات العاملة على الساحة ظهرها لقوله تعالى في سورة آل عمران( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)...إذ باستعراض بسيط نرى هذه الحركات تبذل الجزء الأكبر من جهودها وطاقاتها لمناكفة الحركات الأخرى والمزاودة عليها ، وبمثال بسيط نتبين كم تفننت هذه الحركات في هذا الشأن وفق ما قرأناه في أدبيات جماعة الإخوان المسلمين حول الوحدة مع حزب التحرير الإسلامي عبر لقاء في القدس الشريف بين الراحلين إلى رحمة الله تعالى الشيخين سيد قطب وتقي الدين النبهاني حيث اختلف تمحور الإختلاف حول مكان مرجعية الحزب الموحد هل هو في القاهرة أو القدس ، ولا يزال شباب الإخوان المسلمين يرددون عبارة سيد قطب: (دعوهم فسوف ينتهوا من حيث بدأ الإخوان) ، ولا تزال المناكفات على أشدها بين الحزبين الأكبرين على مواقعهما المتخصصة على الإنترنت وما تزخر به هذه المناكفات من اتهام بالعمالة لهذا النظام أوذاك....الخ.
2- إنشغال هذه الأحزاب بأرضية الهدف عن سماويته ، وذلك بإمعانها وإغراقها في محاولة الحصول على السلطة بأي وسيلة وبنهج ميكافيلي واضح (الغاية تبرر الوسياة) وكثيرا ما تلجأ إلى لي أعناق الأدلة الشرعية وصولا لهذه الغاية كما حدث إبان دخول الإخوان المسلمين قبة البرلمان الأردني في أواخر الثمانينات ومشاركتهم في الوزارة بعد ذلك في تناقض واضح مع كافة أدبيات الجماعة التي صيغت من قبل وخاصة تلك التي نظر لها طويلا الشيخ سيد قطب-رحمه الله وخاصة في كتبه: (معالم في الطريق) ، (في ظلال القرآن) و(هذا الدين).
كذلك لجوء شباب حزب التحرير في بعض الجامعات رغم تحريمهم خوض انتخابات مجلس الطلبة إلى التسجيل ككتل طلابية من أجل التمكن من الترويج لفكرة الحزب تحت مسمى(كتلة الوعي الإسلامي) ثم تنسحب من الإنتخابات عشية يوم الإنتخابات تطبيقا لحرمتها.
أما ما قصدته بالطابع الأرضي لذلك ، فهو انشغال هذه الحركات بالعمل للهدف السلطوي على حساب الرسالة الدعوية الأولى التي من أجلها كانت الرسالة السماوية أصلا: تعريف الإنسان بخالقه ، وإنقاذه من النار وتوجيهه للإستخلاف في الأرض بنشر رسالة العدل والإحسان.
والدليل على ذلك أن هذه الحركات تقرب إلى صفوفها وترفع إلى سدة قياداتها من يثبت ولاءه للحزب بغض النظر عن سعة فقهه أو عمق ورعه وتقواه.
ونظرا لطول الحديث أكتفي بهذا القدر واعداً بالعودة عبر سطور الحلقة الثانية وبالله التوفيق






 
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 03:12 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ايهاب ابوالعون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ايهاب ابوالعون
 

 

 
إحصائية العضو







ايهاب ابوالعون غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ايهاب ابوالعون إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ايهاب ابوالعون

افتراضي رد: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

بالنسبة لدعوة الاخوان لاقامة الخلافة فلم يكن ذاك يوما في منهجيتهم
أما مقولة سيد قطب حول حزب التحرير فهذه أول مرة أسمعها هنا , و لم أجدها في كتبه
أما التوحد بين الاخوان و حزب التحرير فهذا لن يكون مطلقا بسبب اختلاف المنهجية و عدم انعتاق بعض الاشخاص من العمالة
اما مسألة الانتخابات و الخوض فيها فلها شرحها و تفصيلاتها .. و ببساطة ذكر حزب التحرير بأن يشترط على من يخوضها قول كلمة الحق فقط .. فلماذا لا يتم ذكر ذالك هنا ؟

وحقيقة لم أفهم هذه الجملة : انه سينتهي حزب التحرير عند النقطة التي بدأها الأخوان ؟؟

ما معناها الفكري و السياسي ؟؟

الاخوان هم عبارة عن جمعية ثقافية رياضية لا ترتقي الى جماعة تدعو الى اقامة الخلافة , و صرح بذلك أقطابها أكثر من مرة بأنهم لا يريدون استلام الحكم ,, فأين هم ممن يدعو الى إقامة الخلافة ؟؟

و التجني على سيد قطب أن كان من الإخوان هو تجني على التاريخ نفسه

أما مسألة الأتوليزا فأتفق مع الكاتب في ذلك , ولكن ما شأنها بما ذكر في المقال حول المقارنة بين الاخوان وحزب التحرير ؟؟







التوقيع

رحم الله عبدا عرف قدر نفسه
 
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 03:26 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د.عبدالرحمن أقرع
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.عبدالرحمن أقرع
 

 

 
إحصائية العضو







د.عبدالرحمن أقرع غير متصل


افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

الأخ والزميل الفاضل د. إيهاب أبو العون..
تحية لك شخصا ونصا وبعد:
بالنسبة للإخوان المسلمين فإن إعادة الخلافة هي من ضمن استراتيجيتهم ، وأحيلك إلى رسالة المؤتمر الخامس من رسائل الشيخ حسن البنا والتي تضع استعادة الخلافة كخطوة أخيرة بعد إصلاح الفرد فالأسرة فالمجتمع فالحكومة فقيام الولايات الإسلامية المتحدة فالخلافة.
وأما عبارة سيد قطب فأحيلك إلى كتاب الدعوة الإسلامية للشيخ عبدالله عزام- رحمه الله- والمنشور تحت اسم مستعار (صادق أمين) ناهيك عن الكثير من الأدبيات المؤرخة للإخوان ككتاب( أحداث صنعت التاريخ) ، كما وأنصحك بوضع هذه العبارة في محرك الغوغول لتحيلك إلى مواقع الإخوان المسلمين التي تتغنى بالعبارة المذكورة وبعد ذلك أترك الحكم إليك.
طبعا لا أعارضك إطلاقا حول فراغها من المضمونين الفكري والسياسي.
وأما انتماء سيد قطب للإخوان فهو جلي وواضح وحقيقة لا ينتطح فيها عنزان ناهيكَ عن مثقفين مثلنا ونحن كذلك بإذن الله..وقد كرس الكاتب (صلاح الخالدي) كتابا ضخما في هذا الشأن بعنوان( سيد قطب من الميلاد إلى الإستشهاد).
أخالفك الرأي في كون الإخوان جماعة ثقافية ورياضية فهي من كبرى الحركات التي تتعاطى الإسلام السياسي ، ووصلت الحكم في أكثر من دولة إسلامية عربية وغير عربية.
ليس هدف المقال المقارنة بين حزبي الإخوان والتحرير بقدر ماهو وضعهما سواءً بسواء أمام قدر الأوتوليزا.
تحيتي وتقديري ومودتي لك.






 
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 05:16 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أحمد محمد حراز
أقلامي
 
الصورة الرمزية أحمد محمد حراز
 

 

 
إحصائية العضو







أحمد محمد حراز غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى أحمد محمد حراز إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أحمد محمد حراز

افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

الأخ العزيز د/ عبد الرحمن أقرع .......قرأت مقالك عن الأوتوليزا أو كما سميتها بذلك.......فقط وددت أن أعلق على نقطة طرحتها أنت فى مقالك حين قلت أن الجماعة تخلت عن الهدف السماوى مستهدفةً الهدف الأرضى!.........وحين قلت أن الجماعة تهدف للوصول إلى الكرسى ..........فقط أسألك سؤال بسيط... وهل فى بلادنا يمكن لك أن تحرك الأمور إلا بالكرسى؟؟؟! .....وهل فى بلادك من يتحكم فى القرار إلا صاحب الكرسى؟!........إذن السعى للكرسى ليس حبا فيه ولكن لتطبيق فكر وأسلوب حياة .....إن ضمنت لى أن أطبق فكرى ـ إن كان صالحاـ بغير الكرسى فأنا أول المشجعين على العزوف عنه ولا عجب!.....



تحياتى







 
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 07:13 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د.عبدالرحمن أقرع
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.عبدالرحمن أقرع
 

 

 
إحصائية العضو







د.عبدالرحمن أقرع غير متصل


افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد حراز مشاهدة المشاركة
الأخ العزيز د/ عبد الرحمن أقرع .......قرأت مقالك عن الأوتوليزا أو كما سميتها بذلك.......فقط وددت أن أعلق على نقطة طرحتها أنت فى مقالك حين قلت أن الجماعة تخلت عن الهدف السماوى مستهدفةً الهدف الأرضى!.........وحين قلت أن الجماعة تهدف للوصول إلى الكرسى ..........فقط أسألك سؤال بسيط... وهل فى بلادنا يمكن لك أن تحرك الأمور إلا بالكرسى؟؟؟! .....وهل فى بلادك من يتحكم فى القرار إلا صاحب الكرسى؟!........إذن السعى للكرسى ليس حبا فيه ولكن لتطبيق فكر وأسلوب حياة .....إن ضمنت لى أن أطبق فكرى ـ إن كان صالحاـ بغير الكرسى فأنا أول المشجعين على العزوف عنه ولا عجب!.....



تحياتى
الأخ العزيز محمد الحراز..
تحية طيبة..وبعد:-
أشكرك على التفاعل وعلى السؤال الشيق...ويسعدني الإجابة على تساؤلك الذي تفضلت به:
بالتأكيد لا يمكن تحريك مسيرة الحياة إلا بالسلطان ، فهذه سنة من السنن التي يقوم عليها بقاء المجتمعات ، ولهذا قال عثمان -رضي الله عنه- : ( إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) ، وقال ابن تيمية-رحمه الله-: (لأربعون عاما من سلطانٍ ظالم خير من ليلة فتنة واحدة) ، ولهذا فصل الجمهور شؤون الحكم وتفاصيله ، بل أفرد له بعضهم كتابا مستقلا كالإمام الماوردي في كتابه( الأحكام السلطانية).
ولكن...المعضلة تكمن في وضع الكرسي والجلوس عليه: هل هو وسيلة لتسريع استئناف الحياة الإسلامية وإعادة حكم الله إلى الأرض ، أم محض غاية؟
لو تأملنا واقع الحركات الإسلامية على الساحة ، وكنموذج بين وواضح جماعة الإخوان المسلمين كونها الأكبر والأعرق والأكثر فاعلية على الساحة الإسلامية لوجدنا أنها تتخذ من الوصول إلى الكرسي غاية تبيح لنفسها وصولاإ ليها التلاعب بأحكام الشرع الحنيف بغية بلوغها ...ولا أدل على ذلك من استخدام الديموقراطية طريقا ، ومحاولة إلباسها رداء الشورى الإسلامية رغم ما بين النظامين(الديموقراطية والشورى ) من بونٍ شاسع ، ناهيك عن تبدل الإستراتيجيات من محاولات الإنقلاب والإغتيال السياسي والتنظير لذلك كما حدث في مصر، وكما حدث في سوريا لاحقاً، إلى القيام بتحالفات كما حدث أثناء تحالفهم مع الجناح العراقي لحزب البعث ضد النظام السوري فيما عرف وقتذاك ب(التحالف الوطني لتحرير سوريا) إلى استخدام المسار العلماني ومحاولة تهجينه بالإسلام كما حدث مع حزب العدالة والتنمية التركي (الرفاه سابقا) ، الذي خرج أمينه العام على الناس بعد الفوز بالإنتخابات قائلا مستلهماً عبارة مصطفى كمال أتاتورك: (إن الذي يحكم في تركيا هو الشعب) ...والأمثلة كثيرة لا تحصى...فعن أي هدفٍ سماوي يتحدثون ويتخذون السلطة مجرد وسيلة لتحقيقه.
ولست في معرض الحديث عن مخالفة السنن وممارسة البدع في إحياء الذكرى السنوية لميلاد فلان أو استشهاد فلان ، وإقامة حفلات التأبين والأربعين..والإحتثال بسنويات انطلاقة الحركة..و......و والتي لن أخوض فيها حفاظا على المسار الذي من أجله كتب هذا المقال، هذا مجرد مثال والأحزاب الأخرى عليها ما عليها كذلك..
أتمنى أن تتابع معنا بقية الحلقات.
مع مودتي وتقديري






 
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 07:42 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إبراهيم العبّادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية إبراهيم العبّادي
 

 

 
إحصائية العضو







إبراهيم العبّادي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى إبراهيم العبّادي

افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

مرحبا بك يا دكتور عبدالرحمن ..
وأشكرك على طرح هذا الموضوع الحيوي والمهم ..
كما أشكرك على لغتك الراقية و طرح العميق في هذا الموضوع ..
وسأطرح وجهة نظري في النقاط الآتية :
أولا : ينبغي ان نعرف أن رؤانا التي نطرحها إنما هي في إطار التثاقف والنقاش السياسي حول مواضيع مركبة إشكالية واجتهادية مما يتطلب منا :
** تواضعا وعدم احتكار للحقيقة ، فالكل هنا يطرح وجهة نظره بناء على ما وصله وربما غابت أشياء عنه لو وصلته لتغير نظره ولو جزئيا .
** بعدا عن اتهام الآخرين بسوء النية أو بالعمالة ، فالنقد البناء ينصب على الفعل ومدى مقاربته للتصور النظري مع إحسان الظن بالإخوة جميعا .
** النظرة للموضوع من خلال كليات الدين وقواعد الفقه والفكر السياسي الإسلامي والسياسة الشرعية وما نطرحه هو نظرتنا في سبيل تحقيق تلك الكليات وليس الكليات نفسها مما يعني أن الخلاف حولها مستساغ لأنه خلاف حول التنزيل للقاعدة وليس حول أصلها .
** جعل ما نطرح سبيلا لتبادل الهموم والرؤى مع بعضنا في سبيل رفعة هذه الامة وليس نافذة لشتم الآخرين واحتقار رؤاهم وإلصاق تهم العمالة بهم.
هذا ما يتعلق بالنقطة الأولى .
النقطة الثانية : لا شك ان الحركات الإسلامية عامة بتشكيلاتها الحالية تتخبط بين مشكلات عديدة تحتاج معها إلى نصوح رفيق يقوّم وينقد . ومن هذه المشكلات :
** تحول الحركات إلى عامل تجميد ( Freezing factor) للكوادر المثقفة والذكية بسبب طبيعة النهج التنظيمي الذي يتطلب فردا مطيعا ينفذ ما يؤمر به ، كما انه ( أي النهج التنظيمي ) يضيق بالعقلية الناقدة المتحررة مما جعل النخب الثقافية تبتعد عن هذه الحركات وربما تناصبها العداء ، أو أن تتجمد وتفقد تميزها داخل الإطار التنظيمي .
** قلة احتواء الحركات الإسلامية ( التنظيمية والحزبية ) على النخب المفكرة وبنوك التفكير القادرة على تحليل الواقع تحليلا عميقا ، والتنظير للجماعات و ترتيب الأولويات وتحديد ما ينبغي فعله في كل مرحلة . وقد طرح الدكتور عبدالله النفيسي دعوة لحل جماعة الإخوان وتحوليها إلى تيار حتى تستطيع أن تتخلص من القيود التنظيمية المقيدة لحركتها فرأينا ردة الفعل على دعوته دالة على المرض التظيمي ، فكل الردود كانت من قبل شباب صغار يستهزئون ويسخرون أو تصريحات متجاهلة من قبل قادة ليسو مؤهلين أصلا للرد على طرح رجل كعبدالله النفيسي ، وكان أجدر بها أن تدرسها عمق ثم تخرج بما رأته حتى ولو كان مخالفا .
** تجاهل الجماعات والأحزاب لطروحات المفكرين العلماء من خارج تنظيماتهم ،و هذه كارثة مع الوضع بالاعتبار حاجتها إلى النخب العلمية والفكرية المعتبرة . فصاروا كالرجل الفقير الذي يكاد يموت جوعا ويرفض أن ينفق أحد عليه .
** التعصب لاجتهاداتهم الشخصية ورمي الآخرين إن نقدوها بالعمالة والتعاون مع الجهات الدولية باعتبارها متجنية عليها ، بينما اجتهاداتهم الخاصة مأجورة بأجر أو أجرين ، وماذا عن اجتهاد الآخرين ؟!
** الجو المشحون بين الإسلاميين جميعا ، فالمستقل ينعي المتحزب والمتحزب ينعي المستقل مما جعل الساحة الإسلامية ساحة نيران يحترق الذي يجرؤ أن يقترب منها بنشابات مشتعلة ومنطلقة من هنا وهناك . وصار الجميع يتمترس خلف أفكاره رافضا أي حوار مع أي أحد .
** العداء الواضح للفكرة الإسلامية من قبل القوى الدولية المهيمنة جعل كثيرا من المشروعات الإسلامية النهضوية تجهض بأيدي هذه القوى أو بأيدي الجماعات الوظيفية التابعة لها في بلداننا .
** هذا العداء حدا بالحركات أن تزيد في التقوقع ورفض التجديد . واستشعار الخطر على أصل الوجود يؤدي بالإنسان إلى رفض كل تجديد كما هو معروف تاريخيا .
** اختلاط الغايات والوسائل -إلى حد معين - عند هذه الحركات . فمع الحروب التي تشن عليها تحول الوجود التنظيمي بحد ذاته غرضا قد تجرح لأجله غاية أساسية ، بينما هو في الأصل وسيلة لا غير . وهذا الامر يفسر الكثير من التحركات الخاطئة للجماعات الإسلامية ( الإخوان وغيرهم ) .
النقطة الثالثة : هل ادارت الحركات الإسلامية عامة وجهها نحو الهدف الأرضي ؟
لا أوافقك على هذا . مع التسليم بفساد هذا او ذاك ، أو التشكيك بغاية تحرك هذا أو ذاك ، إلا أن نعت الجميع بهذه الطريقة فيه اختزال للقضية يتنافى مع ما لها من تركيب ، وتعميم للتهمة يتنافى مع العدل الذي أمرنا أن ننتهجه . هناك ما يسميه الأصوليون (الحاجة التي تقدر بقدرها ) ، وهذه القاعدة تفسر تحركات يظنها البعض ميكافيللة بينما هي حركة في إطار الثوابت وليست خروجا عنها . الدخول في الانتخابات ليس تخليا عن شيء ، كما انه ليس تسليما بأصل ثقافة وضع كل مبدأ تحت طائلة التصويت ، إنما هو دخول لتخفيف الضرر الناتج عن وجود هذه البرلمانات بشكلها الحالي . كما أن الاعتراضات في الغالب ليست على آلية الانتخاب ، كل الاعتراض هو على جعل تشريع هذه المجالس موازيا لتشريع الله . آلية الانتخاب هي آلية حكم محايدة من الممكن أن نحقنها بالثقافة التي نريد ، وقد أتى عمر بن الخطاب بآليات التنظيم الفارسي والرومي ثم حقنها بالمبدأ الإسلامي . عظمة الإسلام في قدرته على الاحتواء . والخلاف حول آلية الانتخاب ليس خلافا حول مبدأ بل هو خلاف حول وسيلة والغاية الأساسية محفوظة عند الجميع .
كما أنه لا احد يقول بإطلاق المشاركة في العمل السياسي في جميع الأقطار ، فالحاجة تقدر بقدرها في كل مكان على حدة . وينبغي أن نبتعد عن الأحكام الحدية .
وقد أصل لهذه المسائل جمع من كبار أصحاب الفكر السياسي الإسلامي كطارق البشري ومحمد سليم العوا ويوسف القرضاوي و فهمي هويدي وسفر الحوالي ومحمد حامد الأحمري وعبدالرحمن الزنيدي وعبدالله فهد النفيسي وسلمان العودة غيرهم .
والذي يقرأ طروحاتهم يتبين له أن المسألة اجتهادية مبحوثة بقدر كبير من العلمية والعمق وليست مجرد إنزال للغاية من سمائية إلى أرضية أو تسلق و ما إلى ذلك . بل هي تأصيلات فقهية وفكرية سياسية مركبة وعميقة أبعد ما تكون عن الاستغلال أو الدنيوية ، كما أنه يتضح فيها الحدب على الإسلام ومحاولة رفع ما وقع بالمسلمين .
أوافقك يا دكتور عبدالرحمن في خطأ أو دنيوية التحرك لهذه الفئة أو تلك في أماكن معينة ، إلا ان إطلاق التهمة هكذا ثم بناء حكم عدم أهليتهم على أساس هذه التهمة ، أمر فيه تعميم لا أعتقده دقيقا .
النقطة الرابعة : ما يتعلق بالخلافة :
أولا : لا شك ان المسلمين جميعا ينهدون إلى حلم اجتماع شملهم وتوحدهم تحت راية واحدة تحفظ بيضتهم .
ثانيا : أعتقد أنه من الترف الفكري طرح هذا الموضوع الآن لأنه مستحيل ، والحركات الإصلاحية إنما تنطلق مغيرة من واقعها بالقدر الذي تطيق ، وهذه الغاية هي محض حلم غير واقعي وهو بالتالي غير مؤثر .
ثالثا : المصلحون الكبار قدّروا قدرتهم على تغيير الواقع ثم تحركوا وفقها فاستطاعوا التغيير .عبدالحميد بن باديس وضع نصب عينيه غاية تتوافق مع قدراته فاستطاع إعادة الهوية إلى الشعب الجزائري بعد أن سلخه عنها الفرنسيون . لو أنه زعم انه سيغير الأمة كلها لفشل ولما أصلح الجزائر . وصلاح الدين فتح القدس رغم أن الخلافة كانت شبه منعدمة الوجود وكان الوجود الإسلامي في الاندلس يتهاوى وكانت دولة الإسلام ممزقة ، إلا أنه حقق انتصارا بعد أن حدد غايته ولم يشتت جهده في هدف بعيد واسع لا قدرة له عليه . لو أنه نوى تقوية الخلافة وإسقاط الدول الفاسدة المتدرعة بالإسلام و حرب الأوربيين الذي يمزقون الوجود الإسلامي في الاندلس لتمزق هو ولما حرر موضع قدم من التراب الإسلامي .
رابعا : هل الخلافة مجرد نظام سياسي أم أنها ثقافة ؟
لنعلم أولا ان كل نظام نجح في تحقيق غاياته إنما نجح لأنه استطاع تحقيق حاجات الناس على الأرض. وأقيم نظاما بعد وعته العقول وطبقه الناس كثقافة ، وإذا كانت غاية المسلمين وحاجتهم هي الاتفاق والوحدة لتقوية وجودهم فلا مناص من اتحاد الهموم أولا ولو اختلفت الوسائل .
ومن عجب أن نجد من يريد إعادة الخلافة بينما هو في خصام مع الجميع ويرفض أن يحاور احدا أو أن يلتقي معه في منطقة وسط كما يطلق أوصاف العمالة والشتيمة كما يطرف بعينه .
إذا لم تتحول الوحدة والاتفاق والترابط - ولا بأس من وجود الخلافات - إلى ثقافة ، فالخلافة أمر محال . وهل يجمع الناس من لم يستطع جمع من حوله ؟ وهل يحتوي هذا الوجود العريض عبر الكرة الأرضية بكل تناقضاته من لم يتسطع أن يتصالح مع من يتفق معه في اغلب الأمور من أهل الحركات الإسلامية الأخرى؟
ولذا ، فالدور المقدس الآن هو إعادة اللحمة والتسامح والنظرة العلمية المثقفة للأمور لأنها هي وحدها الكفيلة بجمع الكلمة ، وهي الثقافة المطلوبة التي لا خلافة ولا اجتماع على أي مستوى من دونها .
النقطة الأخيرة : وهي فيما يتعلق بتقييم التيارات الإسلامية عامة .
فالتقييم يكون على الصعد جميعا وليس على صعيد واحد . وإذا أردنا جعل التقييم مقتصرا على العمل السياسي كممارسة فسنصدر بأحكام حادة و متشائمة واختزالية . بينما العمل السياسي مجرد معيار ، وهناك معايير أخرى ينبغي أن تؤخذ في البال . وأهمها نشر الثقافة والفكر التي تجعل شباب الأمة واثقين من أنفسهم عارفين لواقعهم متطلعين إلى غد أفضل متمسكين بدينهم ومعتزين بأمتهم وتاريخيهم ، وقد وجدت في عدد من البلدان العربية وفي بلاد الغربة شبابا لا اشك أنه سيكون للامة على أيديهم شأن ، كما ان التدين والعودة إلى هوية الأمة الجامعة وهي الإسلام من أهم الأمور التي ينبغي أن نجعلها معيارا للنجاح ، لأنه لا نصر عسكري أو سياسي دون نصر على صعيد الهوية والثقافة . وما اعتقده أن الحركات والتيارات الإسلامية بتشكيلاتها المختلفة نجحت فيه إلى حد كبير .
ولا يقارن نجاحها على تلك الصعد مع فشلها في النواحي السياسية . وأنا أريد هنا ان أذكر تجربة جبارة وناجحة للعالم والمفكر التركي فتح الله كولن الذي استطاع أن يؤسس مؤسسة دعوية اجتماعية تعليمية قلبت وجه تركيا وبدأت تتمدد خارجها مغيرة هوية شعوب مسخت بعد أن كانت إسلامية ، يجب التنويه بجهد الإخوان المسلمين والتبليغيين والحركات السلفية في هذا الجانب . إذا فالتركيب يجب ان يكون مميزا لنظرتنا إلى هذه الجماعات بقدر تركيب واقعها حتى لا نقع في التعميم الذي يظلمها .
وأتمنى من الله أن يجمعها على الخير والهدى وأن يتم عليها ما أعطى ..
والحمد لله رب العالمين .
تحياتي لكم جميعا .







 
آخر تعديل إبراهيم العبّادي يوم 19-11-2007 في 10:00 PM.
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 07:56 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
د.عبدالرحمن أقرع
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.عبدالرحمن أقرع
 

 

 
إحصائية العضو







د.عبدالرحمن أقرع غير متصل


افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

الأخ الفاضل إبراهيم العبادي:
جزاك الله خيراً على كل حرفٍ سطره مدادك الطهور هنا ، فنعمَ المحاور أنت، وبروحك وروح أمثالك تضيق الفجوة بين المسلمين جميعا ، بل لا أبالغ إذا قلت : بل بين البشر جميعا ، ولا أجامل.
وأشكرك إلى إشارتك لبعض النقاط التي كنت قد أزمعت الإشارة إليها في الحلقات التالية من هذا المقال ، وهذا وربي من بشائر التعاون على الخير الذي لا يفسد صفوه الخلاف.
أعدك بعودة مفصلة لتناول ما تفضلت بطرحه قريبا بإذن الله، لأن الزخم الذي فاضت به قريحتك المعطاء الناضحة لثقافة ثرية وواسعة يدفع الإنسان إلى الوقوف عند كل حرفٍ وكلمة..وجزاكَ الله كل الخير.






 
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 10:11 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبد الهادي السايح
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد الهادي السايح غير متصل


افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

الأحبة الكرام،
أسعدتني لغة هذا النقاش الطيب الهادئ، أبوح برأيي ولا أزعم أنه صواب لا يحتمل الخطأ
أتحفظ كثيرا على مصطلح ' إسلامي' وأرى فيه محاولة لاحتكار الدين وأتساءل .. ما الفرق بين إسلامي
ومسلم؟ .. يعني الأول يفهم الإسلام بطريقة صحيحة و الثاني فهمه خاطئ...؟
هذه الحركات أو المجموعات خيرية كانت أو سياسية أو علمية هي مجموعات من المسلمين
التقت على فكرة أو عمل ما وعدم انتمائك إليها لا يضر دينك في شيء والانتماء إليها ليس واجبا شرعيا
لذا ليس من الصواب أن تتميز عن سواد المسلمين بأوصاف كإسلامية ولا حتى مسلمة لأنها تتواجد
بين المسلمين .... لمَ لمْ يقل أسلافنا مثلا ،
المذهب المالكي الإسلامي / المسلم، أو المذهب الحنفي الإسلامي ..الخ؟
رغم أن هذه مذاهب فقهية كبيرة ومبنية على أسس واضحة،
تكثر في أدبيات هذه الحركات في وصف تنظيراتها السياسية (هذا هو الفهم الصحيح للإسلام) .. بمعنى؟
الذي اكتفى بعلم السابقين الأولين ولم يقرأ آراء منظريهم لا يفهم الإسلام فهما صحيحا؟
والذي لا ينشغل مأمور السياسة .. ليس مسلما على الحقيقة أيضا؟
أوافق على معظم ما جاء في مداخلة أخي إبراهيم ( باستثناء أن الشعب الجزائري فقد هويته وأعادها إليه ابن باديس فهذه معلومة خاطئة تماما.. ابن باديس أجج الحركة العلمية بعد أن أغلقت فرنسا كل المدارس العربية وضيقت على العلماء فالمسألة تتعلق بالعلم لا بالهوية)

اقتباس:
تحول الحركات إلى عامل تجميد ( Freezing factor) للكوادر المثقفة والذكية بسبب طبيعة النهج التنظيمي الذي يتطلب فردا مطيعا ينفذ ما يؤمر به ، كما انه ( أي النهج التنظيمي ) يضيق بالعقلية الناقدة المتحررة مما جعل النخب الثقافية تبتعد عن هذه الحركات وربما تناصبها العداء .
اقتباس:
خلو الحركات الإسلامية ( التنظيمية والحزبية ) من النخب المفكرة
الأول سبب والثانية نتيجة،
هذه الحركات مبنية أساسا على عقلية ديكتاتورية لا تتقبل النقد ولا تطبق مبدأ الشورى بينها فيما تسعى إلى تطبيقه على الأمة ... ربما هناك استثناء ما يخبرني عنه الإخوة لكنني لم أسمع بحزب 'إسلامي' ينتخب رئيسه دوريا ..... ومن كانت نفسه لا تطاوعه في التخلي عن رئاسة حزب مسكين هل تطاوعه نفسه في التخلي عن رئاسة بلاد إذا أصبح رئيسا ..؟
.... أنا لا أنكر فضل كثير من رجال هذه الحركات في كثير من المجالات كالدعوة أو ما تعرضوا ويتعرضون له من اضطهاد ..... لكن قليلا من النقد الموضوعي ينفع ولا يضر.
قناعتي الشخصية عموما هي أن الالتزام بتنظيم ما فيه جناية على استقلالية التفكير ووضوح النظرة
أحب أن أنظر إليها جميعها بنظرة محايدة جميلها جميل وقبيحها قبيح لا أن أركن إلى واحدة منها أجمّل قبيحها وأقبح محاسنَ غيرها .....
تحياتي واحترامي لكم ولآرائكم






 
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 10:57 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
إبراهيم العبّادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية إبراهيم العبّادي
 

 

 
إحصائية العضو







إبراهيم العبّادي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى إبراهيم العبّادي

افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

الدكتور عبدالرحمن أشكرك على حديثك ..
ولا أريد أن أقايضك مديحا بمديح ..
فرأيي فيك تعرفه ..
وأنت من النفس في أعلاها .

الأستاذ السايح ..
ما طرحته عن ابن باديس فيه قدر من المبالغة في العبارة أعتذر عنه . ولتكن الفكرة أن ابن باديس وضع نصب عينيه غاية تحريرك الحركة العلمية في الجزائر بشكل واقعي عارفا بقدراته فنجح .
أما اعتراضك على وصف إسلامي فأنا أشاركك قدرا من التحفظ خاصة حين إطلاق هذا الوصف على كل من هب ودب . إلا أن القياس بالمذاهب الإسلامية قياس مع الفارق ، و اعتبار عدم ظهور هذا المصطلح بحمولاته في القرون المتقدمة دليل عدم اهليته اعتبار خاطئ أيضا . فالأمة كانت عبر قرونها تطرح الإسلام كمرجعية لكل نشاطاتها الفكرية القانونية والأدبية والفنية ، ولم يظهر الفصام النكد بين الدين والحياة إلا مع مطلع هذا العصر ، وفرضته الاحتلالات المختلفة التي أصابتنا . لم يوجد عبر تاريخ الإسلام أحد يفخر بانه لا يعترف بالإسلام كمرجعية إلا الآن ، ولذا وجب التفريق بين هذا وبين من يجاهد ليبقي على الإسلام مرجعا للحياة . أذكر في برنامج مشاكس على إحدى الفضائيات عراكا بين شيخ مسكين لا يعرف من أين تؤتى الكتف وبين ( تيكنوقراطي ) ، استشهد الشيخ بآية من القرآن محتجا على حرمة أمر ما ، فقال الرجل الآخر ( أنا علماني .. كيف تحاجني بالقرآن ) علما بأن الرجل يحمل اسم مسلم .
هذا الظاهرة ليست إلا في العصر الحديث ، ولذا لم يظهر مصطلح ( إسلاميون ) بدلالاته إلا في العصر الحديث . أما المصطلح بتركيبه اللغوي فقد وجد منذ القدم وإن لم يحمل الدلالات الحالية له . المصطلح وليد حاجة ، ووليد وضع نكد . وأما ما يتعلق بقضية الحصر فلا أعتقد أن كلمة إسلامي تحصر في جماعة معينة بل هي لكل من اعتقد ان الإسلام مرجع حياته وهذا ما عليه أغلب الأمة . ووصف فئة بالإسلامية لا ينفي وصف آخرين ملتزمين بالإسلام مرجعا بها .
إلا أن وجود نشاط (إسلامي ) منوط بخروج من يقدم نفسه باعتباره ليبراليا أو ماركسيا أو أو أو .. إلخ


أما تهمة الدكتاتورية فأنا اوافقك فيها وإن كانت هذه الحركات في النهاية جزء من المجتمع وهي تتأثر كما تؤثر فيه والدكتاتورية جزء يعاني منه كل فرد سواء كان إسلامي أو غير إسلامي . ودورنا نحن أن نحاول نشر التعامل المتسامح والمثقف بين الجميع ونقدم النصح للحركات الإسلامية في هذا الجانب .
وأؤيدك في كون الشاب المثقف مطالب بالاستقلال عنها ما دامت غير قادرة على تحقيق قدر من الحرية له ليرى الأمور بشكل جيد ، وأعتقد أنه من حقهم علينا أن ننصحهم وننقدهم ونقومهم شفقة وحدبا .
تحياتي لكم جميعا .







 
رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 11:26 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
د.عبدالرحمن أقرع
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.عبدالرحمن أقرع
 

 

 
إحصائية العضو







د.عبدالرحمن أقرع غير متصل


افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

الأخ الفاضل الحبيب عبدالهادي السايح ، كنتُ في معرض الرد على بعد النقاط الخلافية البسيطة مع أخينا الحبيب إبراهيم العبادي في رده الراقي أعلاه ، لأجد نفسي إزاء ردك الجميل فوجب علي شكرك اولاً لتفاعلك الإيجابي مع الموضوع الذي نهدف من خلاله أولا وقبل كل شيء إلى التناصح في الله الذي هو أبرز دعائم ومرتكزات هذا الدين فالدين النصيحة.
طالما أعجبتني عبارة رائعة لشيخ الإسلام ابن تيمية فحواها:
" المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى وقد لا ينقطع الوسخ إلا بنوع من الخشونة لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد الله معه ذلك التخشين"
وهذا هو هدفنا بإذن الله إذا أفلتت بعض العبارات القاسية هنا أو هناك، فلولا الحب ما استوجِبت النصيحة.
نعم أخي الكريم ..أوافقك الرأي حول (ابتداع) مصطلح الإسلامي ، وهذا بالفعل من عوامل (الأوتوليزا) في نهج هذه الحركات..فالإخوان المسلمون حسب رسائل مؤسسهم في (رسالة التعاليم) تعتبر الإخوان(جماعة من المسلمين) وفي هذا ما فيه من التمايز عن عموم الأمة بشكل يمهد لسلوكٍ فيهِ من احتكار الحقيقة ما فيه ، وقد برز ذلك جليا في أدبيات أحد أكبر منظريهم الشيخ (فتحي يكن) وتحديدا في كتابه(ماذا يعني انتمائي للإسلام) والذي لا ينكر عاقل يقرأه أن مضمونه ينظر لمفهوم( ماذا يعني انتمائي للإخوان ) إذ فيه تفصيل للدعوة الإخوانية بصفتها المفهوم الصحيح للإسلام ، وكأن من لا يقر بها لا مكان له في سةاد المسلمين (المتنورين)..وهذا فيه من المغالطة ما لا يخفى على كل ذي عينين وأذنين وفؤاد.
ولو انتقلنا إلى حزب التحرير لوجدت في دستورهم هاتين المادتين:
المادة الأولى:
العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يُسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية.
وإذ يثلج صدرك قليلا بهذا البند وتواصل القراءة تجد الكثير من البنود التي تتناقض مع هذا البند المركزي مثل:

المادة 103 - لكل من يحمل التابعية إذا كان بالغاً عاقلاً الحق في أن يكون عضواً في مجلس الأمة رجلاً كان أو امرأة مسلماً كان أو غير مسلم، إلا أن عضوية غير المسلم قاصرة على إظهار الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق الإسلام.
فهل كان في الدولة الأولى في المدينة أو في تاريخ الإسلام قاطبةً مجلسا مشابها يضم الرجال والنساء والمسلمين وغير المسلمين تحت قبة واحدة ، لنقول أن هذا البند مندرج تحت الحكم العام للبند الأول ، ولو ناقشتهم في ذلك فأنت إما هدفاً لسهم التجهيل أو التآمر على الإسلام والمسلمين.
وهنا نعود إلى الأصل في قول أحد السلف الصالح عليهم الرضوان: (إياك وكل هوى لا يسمى بالإسلام)
أما عن ديكتاتورية القادة فحدث ولا حرج...
سأقتبس لك فقط عبارة واحدة لأحد قادة الإخوان المسلمين في الكويت وهو جاسم المهلهل حيث يقول - وارجو ان لا يخونني حفظي-: (ولا مكان في دعوتنا لمن لا يؤمن بنهجها حتى لو كان أغزر المسلمين علما وأشدهم ورعا وأغيرهم على الإسلام والمسلمين)
ولن اتعرض لما عاناه شيخ مثل (محمد أحمد الراشد) من إبعادٍ واضطهاد على يد مكتب الإرشاد العام لتبنيه فكرة لم ترق لأساطين القيادة لديهم ، وبإمكانك أن تسأل بعض المنصفين في الإخوان فسينبئونك الخبر اليقين.

فهل بعد ذلك freezing factor يا أخي عبدالهادي؟






 
رد مع اقتباس
قديم 20-11-2007, 12:02 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عبد الهادي السايح
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد الهادي السايح غير متصل


افتراضي مشاركة: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

والله يا أخي إبراهيم، على حد درايتي الماركسيون والعلمانيون وغيرهم من الشواذ قلة قليلة جدا من هذه الأمة الطيبة لذا أعتقد أن الصواب هو تمييز الاستثناء بالتسمية لا تمييز القاعدة و الأصل،
مع وجوب الملاحظة أن الرأي في السياسة أو الاقتصاد أو الفقه لا يخرج صاحبه من الإسلام مهما كان متطرفا .. ومع الملاحظة أن صفة إسلامي يطلقها الحركيون على أنفسهم فقط ولا يعنون بها عامة المسلمين... للأمانة،
ولو افترضنا أن الأمر صحيح وأن هؤلاء مارقون ..الخ
فوالله لا يطيب لي أن أقايض تسمية سمانا بها الله تعالى بأخرى منسوبة إليها ،وليست النسبة كالأصل، بسبب بعض الشذاذ اللاهثين وراء سراب الغرب وأظن هذا من حقي وحق كل مسلم،
أما عن سؤال أخي أحمد ...

اقتباس:
فقط أسألك سؤال بسيط... وهل فى بلادنا يمكن لك أن تحرك الأمور إلا بالكرسى؟؟؟!
لم يكن العالم الجليل العز ابن عبد السلام صاحب سلطان أو أخا سياسة لكنه هز مصر هزا بسلطان العلم،
قد يقال مثال قديم
الشيخ عبد الحميد ابن باديس طيب الله ثراه، رجل صنع التاريخ من على منبره
لم يشتغل بالسياسة ولم يؤسس حزبا أو تيارا أو ماشابه ، كان لا يكاد يغادر مسجده حتى طلق امرأته لاشتغاله بالتدريس ... لكنه أثر على مدى قرن كامل -حتى بعد رحيله- في كل نواحي الحياة من لسياسة وفكر وغير ذلك في هذا الجزء من العالم...
ظل المشتغلون بالسياسة يقارعون أنصار مذهب الإدماج ويردون عليهم دون جدوى ومحاه هو من الوجود ببضع كلمات فتسارع أصحابه إلى إعلان توبتهم على يديه،
كانت هيبة الفرنسيين له أشد من هيبتهم لأي شيء آخر
لأنه جعل سلاحه العلم والتنوير والتوكل على الله ... يقول له أحد جنرالات فرنسا .. جئت تفاوضنا وأنت تعلم أن لفرنسا مدفعا طويلا فيرد عليه الشيخ هازئا لله مدفع أطول منه بكثير ...
نعم، العلم و التوعية مفتاح كل تغيير ناجح






 
آخر تعديل عبد الهادي السايح يوم 20-11-2007 في 03:03 AM.
رد مع اقتباس
قديم 20-11-2007, 12:33 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ايهاب ابوالعون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ايهاب ابوالعون
 

 

 
إحصائية العضو







ايهاب ابوالعون غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ايهاب ابوالعون إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ايهاب ابوالعون

افتراضي رد: الإسلام السياسي و(الأوتوليزا)

اخي الكريم د عبدالرحمن
بالنسبة لكتاب صادق أمين فهو ليس بمعتبر بتاتا .. وفيه من المغالطات و التأويل و الكذب ما يشيب له خصيلات شعر الصدق . و إن أردت فلنقارن بين كتابه و ما نقله عن أدبيات حزب التحرير و مجافاته للحقيقة العلمية في النقل و ادعاءاته الغير صحيحة







التوقيع

رحم الله عبدا عرف قدر نفسه
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الهجرة في نظام الإسلام رغداء زيدان المنتدى الإسلامي 1 19-01-2007 11:04 PM
مستقبل الإسلام السياسى والحركات الإسلامية سيد يوسف منتدى الحوار الفكري العام 2 11-12-2006 01:16 AM
غلبة السياسي المحترف على المثقف عامل في تخلف المجتمع د. تيسير الناشف منتدى الحوار الفكري العام 1 08-05-2006 12:17 AM
خطوط عريضه عن اساس الإسلام معاذ محمد المنتدى الإسلامي 0 07-03-2006 07:01 AM
مشاهير اعتنقوا الإسلام علي العُمَري المنتدى الإسلامي 7 01-10-2005 09:08 AM

الساعة الآن 11:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط