الميدان يشتاق لأبطاله

[هشام النجار]

بقلم/ هشام النجار
عام وثورتنا تتطلع إلى مُبْدعيها ليضعوا النهاية ويرسموا المشهد الأخير.. فلا قيمة لبداية القصة دون حل للعقدة وصولا إلى نهاية مقنعة.. والمبدع الحقيقي هو من يحسم النهاية بخاتمة تتسق مع البداية وتنسجم مع رؤى وطبيعة الأبطال.
ما حدث كأنني تماما ً كنت اقرأ بداية رواية لتولستوي أو قصة لتشيخوف فُرضت عليها خاتمة وحل لكاتب درجة ثالثة رديء بذيء!.. أو أنني كنت أستمع للشيخ إمام عيسى فدخل على الخط سعد الصغير أو شعبان عبد الرحيم الذي اعتبر نفسه هو الآخر مُلْهما للثورة.. بل تساءل لماذا لا يكون رئيسا للجمهورية.. وكان له برنامجه:
"مش همنع أي حاجة.. وهصدر قرار اللي عاوز حاجة يعملها.. واللي عاوز يشرب حاجة يشربها.. وهسيب كل واحد لضميره.. وأهم حاجة أن الناس متتخانقش مع جيرانها".
هذا يتسق مع تطورات الأحداث عندما حل البلطجية المأجورون محل الثوار والمناضلين للتشويش على سلمية الثورة.. وليكتبوا النهاية المرعبة بالدم والهدم.
جزء كبير من المسئولية على عاتق الثوار.. ففي رقبة من وضعوا بداية الثورة الفرنسية وفشلوا في حسمها بنهاية مقنعة متسقة مع بدايتها.. عُلقت أرواح مئات الآلاف من الفرنسيين بحسب وصف بيتر فايس: "وضعنا ماكينة الثورة لكننا لا نزال نجهل طريقة استعمالها".
ففشل الثوار في وضع الخاتمة وغيابهم عن الميدان يفسح المجال للغشاشين والمأجورين والبلطجية وأدعياء النضال.. للقيام بهذا الدور في اتجاه الفوضى والحرائق والدمار.
هناك مسئولية للمجلس العسكري بالطبع وهناك أخطاء من جهته.. لكن الجيش هنا ليس في مواجهة الثوار.. ولا يحاول أحد إقناعي بأن المخرب ومشعل الحرائق ومخزن الشتائم والبذاءات ثائر ومناضل.
عام والميدان يشتاق إلى أبطاله وثواره لكتابة الخاتمة السعيدة.. وليطردوا هذا الغش وهذا الزيف وتلك الممارسات البغيضة الدخيلة على الثورة.
في منتصف الثمانينيات قامت ثورة ضد الإمام في اليمن.. وتلك كانت البداية التي صنعها الثوار.. أما النهاية فكتبها إمام اليمن نفسه شنقا وتقتيلا عندما عجز الثوار عن إكمال مهمتهم المقدسة.. فكتب شاعر اليمن عبد الله البردونى في ذلك أبيات.. أراها تهم اليوم أبطال الثورة المصرية الحقيقيين:

والأباة الذين بالأمس ثاروا أيقظوا حولنا الذئاب وناموا

حين قاموا بثورة شعب قعدوا قبل أن يُرى كيف قاموا

ربما أحسنوا البدايات لكن هل يحسون كيف ساء الختام

[أميمة وليد]

والأباة الذين بالأمس ثاروا أيقظوا حولنا الذئاب وناموا
حين قاموا بثورة شعب قعدوا قبل أن يُرى كيف قاموا
ربما أحسنوا البدايات لكن هل يحسون كيف ساء الختام

أهلا بك أخي هشام

وصدق الشاعر عبد الله البردوني

نسأل الله سبحانه أن يلهم أبطال الثورة الثبات على ما قامت ثورتهم من أجله

مصر اليوم تمر وضعا خاصا قد يكون غريبا بعض الشيء

وقد نجهل النهايات

ويستعصي علينا التنبؤ بخواتيم الأمور وما ستؤول إليه الأحوال

ولكننا بالتأكيد نرفع أكف الضراعة إلى الله أن لا تغتال أحلام الثورة

وقد استطاعت أن تنجح بامتياز

الوصول إلى القمم وارد في معظم الأحيان

غير أن المكوث عليها طويلا يحتاج إلى عزيمة وصبر وثبات

[سلمى رشيد]

لن تكون الصورة مشرقة وجميلة أستاذي هشام ،، ولن نشاهد حمامة السلام ترفرف فوق الجموع في ميدان التحرير وإن كان المشهد ليس مستبعدا ولكن في الناحية الأخرى هناك البلطجية ورموز النظام السابق ...
هناك من يستغل ويهتف باسم الثورة وقلبه لم يكن يوما عليها ..
المشاهد متناقضة ومختلفة وأراها هكذا حقيقية ولا بد منها حتى تمر المرحلة الانتقالية وتستقر الأمور ...
ملاحظة على هامش المقال
يحتفظ الشعب المصري دائما بخفة دمه وقد ضحكت على تعليقك من اغنية شعبان عبد الرحيم..
تقبل تقديري

[مرام شهاب]

السلام عليكم
هل بدأت الثورة بمصر حتى تنتهي فيها حتى يضع الثوار نهاية مشهد لكان الأمر متشابه ووضع كل ثوار
مشهد في تونس وليبيا وسوريا وفلسطين
الثوار هم الثوار باقون فيها لكن الثورة متحركة

ة وبعد ان تطمئن على مصر
أن شاء الله تتحرك حتى تُكمل مسيرتها وتحرر باقي الشعوب من الإنظمة الظالمه
فمن كان ظنه بأن الثورة جسد دون روح فهو واهم
بل روح وجسد
رياح ومطر

لكني اطيل المكوث في النقاط الحساسة
حتى اعطي الإولوية ويأخد كل مسؤول مكانه
وبعدها اترك المكان في ايادي أمينه تُعطي لكل ذو حق حقه
وثمة العديد من الصفحات التي
ينتظرني فيها مكان آخر
لذلك
كنت أحرص على ان تكون مصر وستكون مثل
يحتدى به) حتى اضرب
أشير اليه في صفحاتي وأذكره في تنقلاتي وباقي ثوراتي حتى ننهض تنهض الأمة الإسلاميةُ من جديد
وهذا وأن بدى أمر يُصيب البعض بالذهول غير انه أمر حقيقي
وسيتحقق إن شاء الله
ولن تغلق صفحات التغير دائرتها حتى تشمل عبرها كل فتح مبين وكل نصر عزيز
صفحةٌ اذكر فيها الجديد ما نُريد هي صفحة انتصارتنا التي اخبرتكم عنها من قبل
ونصف الكرة الإرضية كرة أرضيه
لكن الفضاء واسع لا نصف له ولا حدود