عندما كنت أبعد ..!

[منال علي عبدالله]

على هامشها ستموت كل الكلمات ..!
هكذا قررت الأقلام التي مرّت ذات فضفضة فوقها ..!
ثمة أقلام تحوي بداخلها حواس الغد الخمس ..وهي تغمس رأسها في عنق الورقة ..!
وثمة أوراق من فرط ولعها في هاجس الموت المبكر ..تنعث سطورها كرمل المقابر منتظرة حارس الثواني الأخيرة ..!

قلت لك كثيراً ..ومن المخجل أن أعود لأذكّرك أمامهم في كل مرة أنني قلت ..وكثيراً ..!

ومن الألم أنك لا زلت تغض نظر التفكير ..عن ألم أنثى تعود في كل مرّة لتقول كثيراً ..حديث الخيبة القليل وكأنه لا يتحدث عنها ..!

والأمر من كل هذا ..أننا لا نخجل من نثر انتكاساتنا ..وكأنها رايات بيضاء ..وكأن عوراتنا مستورة ..وكأننا صالحين في زمن الخبائث ..وننسى ..!

ننسى أننا فضيحة كل التعبيرات المستورة بحجاب حروف عضت على رأسها ..كي لا يتطاير منها أفكار خرجت عن ملة الصدق ذات ضعف ..وذات تجبر أيقنت أنها على مذهب صحيح ..!

فماذا أفعل بكل هذا الكفر من حولي ؟ .!

عندما كنت أبعد ..!

لم أظن للحظة ..أن السراب سيحظى بقيمة الغيمة ..فيهطل مطراً كاذباً ..لكنني أيقنت بعدها أنه حينما استطاع أن يمدنا بهذه الخديعة كي نصدقه على الأرض ..لن يعجز عن رفع سقفها إلى السماء ليجمع قطراته سماً من غبائنا ..ويتساقط بذكاء على أمعاء من أورثوه لحظة تصديق واحدة ..!

عندما كنت أبعد ..!

كنّا نرى كل شيء في هيبة ضحية ..!
لم نكن نجتر إثم من يجعلون من القتلة شخصيات مهمة ..تتقاذف على محابرهم كما القنابل في زمن الورود ..تذكر عندما قلت لي مرة :- إن قنبلة الوردة الوحيدة هي الشوكة التي تحتها ..فنغزتك بجلدك وتأوهت :-"أي"..فانفجرت بداخلي ؟

منذ ذلك الحين ..وأنت تذوي بقلبي ..كوردة ذابلة ..وقنبلة انتحرت منذ زمن ..!

فما عدت أعرف لمن أهدي نزف موتي ..للبستان أم الحروب ؟


وأي منهم سيستقبل هذا الخبر كمقتل للأفراح..وكأنني أمارس الغياب فجأة ؟

حيرتي منك ..وكل تلك الجمل التي أنهيها بعلامات استفهام جمعتها من أمسي إلى باقي الزمان ..لم تأت كمحض نزاعات فضّتها الكتابات ذات اعتراف ..فكل علامة تمسك بيد الأخرى ..لأنها على يقين بأنها لن تكون الأخيرة ..!

فكيف لامرأة مثلي ولدت على أرض التساؤلات منذ أول حديث بيننا ..ان تقبل بخديعة اللغة ..ولا تجر وراءها فيضاً من علامات تعجب معقوفة الرأس ..ربما كنت حينها سأقبل بأي شيء ..إلا أن تخدعني لغتي ..لأنها الصادقة الوحيدة ..التي سأواجه بها كل هذا الكذب من حولي ..!

مسكينة لغتي ..!

تبسط جسدها كأميرة على فراش الأبجدية ..وتستيقط عجوزاً من كل القواميس ..بعد أن ذكّرها كل جذر بدوره ..أنها شاخت منذ زمن ..!

الزمن الذي أصبحت لا تكتب فيه كارثة سواك ..كيف ستستمد صباها من عالم ينظر إليها بعين الخيانة ..بعد أن تركت كل مصائب الأرض ..وكتبت عن مصيبتها الوحيدة ..!

آسفة أنا من لغتي ..من الزمن ..ومن كل لحظة استأثرت فيها الجرح لنفسي ..!

لأنك عندما كنت أبعد ..كنت أراك ..!
والآن عندما أصبحت أبعد ما زلت أراك ..!
لكن بعين عيني ..!
فعين قلبي ذهبت مع أول مسافة ..!

^_______^

[سمر محمد عيد]

مسكينة لغتي ..!

تبسط جسدها كأميرة على فراش الأبجدية ..وتستيقط عجوزاً من كل القواميس ..بعد أن ذكّرها كل جذر بدوره ..أنها شاخت منذ زمن ..!

الزمن الذي أصبحت لا تكتب فيه كارثة سواك ..كيف ستستمد صباها من عالم ينظر إليها بعين الخيانة ..بعد أن تركت كل مصائب الأرض ..وكتبت عن مصيبتها الوحيدة ..!

آسفة أنا من لغتي ..من الزمن ..ومن كل لحظة استأثرت فيها الجرح لنفسي ..!


سكبت بوحك في أوان من الخزف المرصّع بجواهر المعاني الرائعة..
حريّ بهذا الجمال أن يكون في قسم الخواطر..
تواضع منك أن تضعيه هنا..
رائعة أنت يا منال كيفما كنت..
تحيتي وتقديري..

[راحيل الأيسر]

الغالية / منال

كم لونا كان هنا ؟
كم عاطفة متباينة استطعت أن تربطي بينها بخيط مكين رفيع .
في لوحات لغتك تستخدمين ألوانا صاخبة ، إلا أن العجيب أنك تبرعين في أن تلملمي أطراف هذا الصخب داخل إطار هاديء
أنهار من عاطفة تتدفق ساخطة ، إلا أن الخرير هاديء !


جميلة أنت منال .
محبتي

[منال علي عبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرعيد

مسكينة لغتي ..!

تبسط جسدها كأميرة على فراش الأبجدية ..وتستيقط عجوزاً من كل القواميس ..بعد أن ذكّرها كل جذر بدوره ..أنها شاخت منذ زمن ..!

الزمن الذي أصبحت لا تكتب فيه كارثة سواك ..كيف ستستمد صباها من عالم ينظر إليها بعين الخيانة ..بعد أن تركت كل مصائب الأرض ..وكتبت عن مصيبتها الوحيدة ..!

آسفة أنا من لغتي ..من الزمن ..ومن كل لحظة استأثرت فيها الجرح لنفسي ..!


سكبت بوحك في أوان من الخزف المرصّع بجواهر المعاني الرائعة..
حريّ بهذا الجمال أن يكون في قسم الخواطر..
تواضع منك أن تضعيه هنا..
رائعة أنت يا منال كيفما كنت..
تحيتي وتقديري..

ترى ؟

هل ستحتفظ اوان الخزف بالسر الذي أربكني واستعجلني لأمضي به سريعاً إلى جوفها ؟

أي أي أي تواضع يا قديرة ؟ جزى الله الأقلام كل خير ..تبتلع كل عوراتنا وتحجبها بالحبر ..سترك يا الله ..!

♥

قديرتي الكريمة ..افتقدك جداً ..!

[منال علي عبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر

الغالية / منال

كم لونا كان هنا ؟
كم عاطفة متباينة استطعت أن تربطي بينها بخيط مكين رفيع .
في لوحات لغتك تستخدمين ألوانا صاخبة ، إلا أن العجيب أنك تبرعين في أن تلملمي أطراف هذا الصخب داخل إطار هاديء
أنهار من عاطفة تتدفق ساخطة ، إلا أن الخرير هاديء !


جميلة أنت منال .
محبتي

لربما من السعادة ان نحظى بهذا التمكين ..أن نربط الأشياء بخيط أرفع من قدرها ..!
لكن الكارثة كل الكارثة ..أن تنفرط أحلامنا كحروف أضاعت أطرافها ..فتصبح مبتورة عنّا وعن العالم ..تماماً كوطني ..!

قديرتي انت يا راحيل :* :* ..!

:* = أخالك تعرفينها قبلة فيسبوكية ♥

[راحيل الأيسر]

للرفع حتى نتعلم من الجمال والفلسفة ..
مازلنا يا منال نتعطش لحرفك النهر ..

محبتي ودعواتي لك دائما وأبدا 🌹

[عبد السلام الكردي]

هذه درة أدبية نفيسة ..يجب ألا تختبئ في أقبية الزمن المعتمة
للتثبيت أسبوعا واحدا للفائدة والمتعة

[منال علي عبدالله]

حاضر راحيل.. حاضر عبد السلام..
سأكتب..
وعليكم إثم كل من يقرأ لي.. ولكم حسنة كل من يفر من هنا وكأنه وجد شيطان.!!