مبادرات اجتماعية

[محمد صوانه]

طالب متفوق من أسرة فقيرة يكمل تعليمه الجامعي بمساعدة من صندوق العشيرة على مدى أربع سنوات

مّنْ يحدثكم، تعلّم على يدي أستاذ جامعي متفوق في تخصص الرياضيات. وهذا المعلم عندما كان في الثانوية العامة حصل على معدل عالٍ يؤهله للدراسة الجامعية، وكان الرجل يحب الرياضيات، ويرغب بإكمال دراسته الجامعية، ولكن أسرته فقيرة وتسكن في قرية نائية بعيدة عن العاصمة حيث مقر الجامعة، ولا تتمكن أسرته من تحمل نفقات الإقامة والسفر والرسوم الجامعية، وكان الخيار أن يلتحق الطالب بأي عمل وليس إكمال الدراسة!

وتنادى رجال العشيرة، وكان لديهم صندوق يجمعون فيه بعض المال من المقتدرين من أبناء العشيرة،
فقرروا تمويل دراسة هذا الطالب في الجامعة على نفقة الصندوق.

وهذا ما حصل، وتخرج ذلك المعلم من الجامعة يحمل شهادة البكالوريوس في الرياضيات بتفوق - وقد كان متفوقاً حقاً - وأنا أحد الذين درسوا على يديه في المرحلة المتوسطة (الاعدادية)، وما زالت ذكراه حاضرة في ذهني وأتمنى له ولك من ساعده على الدراسة التوفيق والسداد.

والقصص كثيرة.

[محمد صوانه]

يؤثثون بيته في يوم واحد!!

حدثنا إمام مسجد بالسعودية، قال بعد الانتهاء من الصلاة تقدم مني رجل وقال: يا شيخ أريدك في موضوع خاص.
فجلست وإياه في غرفة ملحقة بإدارة المسجد، وانتظرته يتحدث بشأن موضوعه، ولكنه لم يتكلم، فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان، ولم يستطع الحديث. ثم قال للشيخ تعال معي أريك بنفسك.
قال الشيخ وخرجت معه وذهبنا وأخذني إلى بيته، وعندما دخلت البيت، صعقت لما رأيت!
رأيت أسرة تعيش في منزل ليس فيه أثاث ولا ثلاجة ولا أدوات مطبخ؛ وكما تعلمون فإن جو السعودية حار جداً، وتكتفي الأسرة بوجود جهاز مكيف واحد وكان يوضع بالقرب من هواء المكيف البارد كيس فيه دواء لطفلة مريضة؛ نظراً لعدم وجود ثلاجة يضعون فيها الدواء حتى لا يفسد !!
وعندها عرفت وضع الأسرة إذ ليس لديها من مقومات الحياة اليومية شيء يذكر.
قال الشيخ وعدت إلى المسجد، وعند الصلاة التالية تحدثت من بعض المصلين من أهل الحي.
ويقول والله ما جاء المساء حتى تم تجهيز بيت ذلك الرجل بكل ما يحتاجون إليه من أثاث ولوازم، وذلك بفضل الله أولاً ثم بتعاون ونخوة أهل الحي من المصلين المقتدرين الذين تنادوا إلى نجدة هذا الرجل فتبرعوا بتجهيز بيته بكل ما يحتاجون.

إنها قصة مؤثرة ورائعة في الوقت نفسه.
وكم بيننا من أسر ينقصها الكثير من اللوازم الأساسية في مثل هذه الأيام، ولا أحد يعلم عنها!
فحبذا لو تفقدنا تلك البيوت المنسية، وتنادينا لجمع ما يمكن أن يدخل السرور على أهل تلك البيوت.
قال صلى الله عليه وسلم: ((من فرّج عن مسلم كربة، فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة)) أو كما قال.

[سلمى رشيد]

السلام عليكم ورحمة الله
في قصة سعيد بن المسيب عندما زوج ابنته الكثير من الجمال والعبر
عن عبد الله بن أبي وداعة قال: " كنت أجالس سعيد بن المسيب، فتفقدني أيّاما فلمّا أتيته قال: أين كنت؟ قلت : توفيت أهلي فاشتغلت بها، فقال: هلا أخبرتنا فشهدناها، قال : ثم أردت أن أقوم، فقال: هل استحدثت امرأة ؟ فقلت : يرحمك الله و من يزوجني و ما أملك إلّا درهمين أو ثلاثة ؟!
فقال : أنا، فقلت : و تفعل ! قال: نعم، فحمد الله تعالى و صلى على النبي صلى الله عليه و سلم و زوجني على درهمين، أو قال ثلاثة، فقمت و ما أدري ما أصنع من الفرح، فصرت إلى منزلي و جعلت أفكر ممن آخذ و ممن أستدين، فصليت المغرب و انصرفت إلى منزلي فأسرجت و كنت صائما، فقدمت عشائي لأفطر - وكان خبزا وزيتا- و إذا بابي يقرع، فقلت: من هذا؟ قال: سعيد، ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلّا سعيد بن المسيب، و ذلك أنّه لم ير أربعين سنة إلّا بين داره و المسجد، قال : فخرجت إليه فإذا به سعيد بن المسيب، فظننت أنّه قد بدا له - أي غيّر رأيه - فقلت له : يا أبا محمد لو أرسلت إلي لأتيتك، فقال : لا أنت أحق أن تؤتى، قلت : فما تأمر ؟ قال : إنّك كنت رجلا عزبا فزوجت، فكرهت أن تبيت الليلة و حدك، و هذه امرأتك، فإذا هي قائمة خلفه في طوله، ثم أخذها فدفعها في الباب و رده، فسقطت المرأة من الحياء، فاستوثقت من الباب ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الخبز و الزيت فوضعتها في ظل السراج لكيلا تراه، ثم صعدت السطح فرميت الجيران فجاءوني وقالوا : ما شانك؟ قلت : ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم، و قد جاء بها الليلة على غفلة، فقالوا : أوا سعيد زوجك؟! قلت : نعم، قالوا : و هي في الدار؟! قلت : نعم، فنزلوا إليها، و بلغ ذلك أمي فجاءت وقالت : و جهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيّام، فأقامت ثلاثا ثم دخلت بها، فإذا هي من أجمل النّاس، و أحفظ النّاس لكتاب الله تعالى، و أعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أعرفهم بحق الزوج، قال : فمكثت شهرا لا يأتيني سعيد و لا آتيه فلمّا كان بعد الشهر أتيته و هو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام و لم يكلمني، حتى تفرق النّاس من المجلس، فقال : ما حال ذلك الإنسان. فقلت : بخير يا أبا محمد على ما يحب الصديق و يكره العدو، فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم، و كانت بنت سعيد بن المسيب هذه قد خطبها منه عبد الملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه ". [إحياء علوم الدين(جـــــ3 ص89)]

[محمد صوانه]

الأخت الفاضلة سلمى سلمها الله
أشكرك على المشاركة بهذه القصة الحقيقية عن قيام الإمام أبو سعيد بن المسيب بتزويج ابنته لأحد تلامذته وهو أبو وداعه؛ بعد أن رفض خطبة ابن عبدالملك بن مروان لها!!
وهي تصب في فصل المبادرات الاجتماعية التي نفتقدها، وندعو إلى إحيائها، لعل الأمة تحيا من جديد على حضارتها التي داستها أقدامهم قبل أن يدوسهم العدو.. ويذهب بها بعيداً عنهم..
لك تحياتي وتقديري

[محمد صوانه]

الأخت سلمى جزاك الله خيراً على المعلومة القيمة وهي من النوادر في بابها.

إن المبادرون هو الناجحون وهم القادة دائماً
ولا يمكن أن تنجح أمة وتتفوق إذا لم يكن فيها مبادرون
وإذا لم يكن فيها تشجيع لروح المبادرة.

والمبادرات لا مجال لحصرها في باب معين أو قضية محددة.
فمنها الاجتماعي ومنها الاقتصادي والعلمي... وغيرها كثير.

فلنشجع كل مبادر ونؤازره ونحذو حذوه..
مع تحياتي

[محمد صوانه]

في مثل هذه الظروف المعيشية القاسية التي يمر بها معظم افراد المجمتع،
فقر، وفقر، وارتفاع أسعار، وكثرة متطلبات الحياة،
وعدم قدرة الكثير من الأسر الفقيرة على تدبر أمور أبنائهم المقبلين على افتتاح المدارس،
وما يتبعه من متطلبات ملابس وكتب وحقائب ولوازم رياضية ومدرسية ورسوم (نعم رسوم مدرسية).
وهل تصدقون أن بعض الطلاب كانوا يتسربون من المدرسة ويتركون الدراسة؛
لأن ذويهم لا يستطيعون تسديد رسوم المدارس الحكومية "الرمزية".
فإذا أضفنا إليها تكاليف الكتب والدفاتر واللوازم الأخرى؛
فإن بعض الأسر لا تجد حلاً.. إلا ترك الأبن خارج المدرسة!!

في مثل هذه الظروف
أنادي إخواني المقتدرين الأحباب..
وأنادي قادة الرأي الأكارم
هلموا إلى فزعة بقدر اللوعة التي في نفوس الحزانى!!

اللهم يا مفرّج الكروب
فرّج كرب من يفرج كروب عبادك

[محمد صوانه]

الحمد لله

فقد هلَّ شهر الخير وشهر المبادرات
شهر رمضان

وفيه نرجو ان تتفاعل إرادة تكوين المبادرات الاجتماعية
لتفقد المحتاجين والمساكين والمستورين والغلابا
ونتعهد بتقديم العون لهم
زرافات ووحدانا
ونحيي روح المبادرات لتحيا نفوس عزيزة
وتنهض عزائم كادت أن تخمد من كثرة الران
فهيا أيها الأحباب
أحيو المبادرات؛ كل في محيط سكنه وعمله
أحياكم الله وبارك فيكم