الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-2016, 03:07 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فوزي الديماسي
أقلامي
 
إحصائية العضو







فوزي الديماسي غير متصل


افتراضي شعريّة القبح في " كوميديا العالم السفليّ " للكاتب العراقي عبد الكريم الساعدي بقلم :

بين الجسر وضبابية اللغة وريح التيه العاتية وموسيقى الرصّاص ، تنبجس على طريق الحكايا شخوص شاحبة ، باهتة ، موغلة في أرض الخراب . وجوه سراب مثلها كمثل لوحة زيتية منسيّة معلّقة على جدار متآكل تحتسي الغياب . جثث / أحياء تعيش في ثنايا النصّ برد الهزيمة وظلمة الخراب وسراب الأحلام ، توهم صباحاتها الكئيبة بالنوافذ ، والنوافذ كزبد بحر من الدمّ على شاطئ صخريّ مقفر ، أو كما الدور والأحياء تعانق صمتها ، وتلتحف رعبها ، وأبوابها المهشّمة تتطلع من ثقب الخوف إلى غراب يراقص صوت الرصاص المموسق على حافة الأشلاء والجثث المبثوثة على ضفاف لحية غادرة وعمامة جرداء . قصص تتناسل كما العبرات من سحيق الذاكرة الجريحة والأمنيات المعطّبة ، ترسم بلغة شعرية تليق بحجم الفاجعة عوالم تتأرجح بين الخياليّ والمرجعيّ . لغة بديعة الصياغة تطلّ تارة على مدارات رعب فردية ، وطورا تمرّ على جراحات جماعية ، تكتب قصّة موت يفترش أحلام الصبايا ولعب الأطفال وسكينة المدائن المنذورة للكلاب السائبة ، وتكتب بماء الذعر نحيب قوارب الموت وأشواك المنفى ، وموت المتنبي على أبواب خيام الغربة ، وتكسّر أمنيات الشباب في مقاهي الأحلام الجريحة ، وعسر الولادة .
مناخات القصص تدور أحداثها حول أحزانها دوران الأسى حول ظلماته ، مسرحها العراق مجازا ، وخشبتها المكان النفسي واقعا ، في كهوفه تقدّ النصوص على اختلاف مواضيعها بلغة ترسم لحظات مؤلمة بنفس استعاريّ ، موغل في الإنشائيّة كقول الكاتب في قصّة ولادة " أراوغ غيبتي وأنتظر ، أسكن نفسي ، ألزم صمتي ، أرتّل ما تيسّر لي من خفقة القلب " ( ص 7) أو كقوله في موضع آخر من قصّة قرابين البحر : " يعود إلى الشاطئ الدّاكن مخذولا ، مبتلاّ بالهوس ... يتقيّأ حلما مغلولا باللّوعة " ( ص 43) ، هكذا كتبت كلّ النصوص أو جلّها بملامح مجبولة على الاضطراب على أمواج القلق والخوف والسفر ، هي من دنيا السرد ، وبه ألصق ، ولكنها لم تتلبّس في كثير من منعطفاتها بسكينته ووثوقيته واطمئنانه ، بل هي إلى عوالم الشعر أقرب ، فهي لا تقصّ عليك قصصا ، بل تبعث فيك بصورها ، ووصفها الموغل في التفصيل محنة التأمّل والسؤال ومتعة القراءة وشهوة السفر على لوح الكلمات كقوله في قصّته ذات الأثر : " الرّصيف يعانق دموعها المنحدرة فوق خدّ الأسى ، يحمل أنفاس زوج ، تقاسمت أشلاءه شظايا عبوّة عمياء ، ليغادر مكانه مثخنا بجراح الوداع الأخير..." ( ص67) .
" كوميديا العالم السفليّ " لعبد الكريم الساعدي نص تراجيدي يحكي بعض العراق ويحاكيه . سخرية سوداء من القهر والموت والرصاص والتيه والضياع والمنفى . نصّ قدّ بغنائيّة عالية ، غناء كما النحيب ، ونحيب كما الغناء ، تدغدغ فيه الإنشائيّة مخابئ دهشتك ودمعك وسؤالك ، تلقي بك في لجج الجمال واللذة ظاهرا ( شعرية النصّ ) وتكشف عورتك وضعفك وسقوطك باطنا ( ما وراء السطور ) ، كما المرآة المجروحة قصصه ، كلّما توغّلت فيها ضمّدت ذوقك ظاهرا ، ونبشت جراحك الإنسانية باطنا .






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط