إيهاب مسعود created a doc.
نجوع .. نموت .. ولن نركع
تكشر عن أسنانها الوحوش , تعبر عن حقدها وعدوانيتها وعنجهيتها كالكلاب المسعورة , كلاب تتمرس خلف القضبان وخلف الأبواب وخلف الجدران , ينبحون على حزم شمس تزرع الدفء في عنابرنا , ينبحون على هواء يتسرب إلى زنازيننا , يحاربون غيمة تحمينا حر الصحراء ويمتصون منها قطرات المطر , يفرحون لآلامنا ومعانياتنا , يتلذذون على أنات مرضانا وآهات جرحانا ويسمموا أجواءنا , تزداد قلوبهم تحجرا وتكبر الهروات بين أيديهم ..., يفرزون الكراهية من مسامات جلودهم , سجانون ينضحون بالقاذورات ويفاخرون بمسلكياتهم الحيوانية المتوحشة , يسعدون بعزلتنا وضياع سني عمرنا , من أفواههم تظهر أنيابهم المتأهبة للانقضاض على فريسة مكبلة أسيرة , تسعد نفوسهم بخبر بائس يصلنا وتقطب وجوههم لأي فرحة لدينا .
أي اسم ينطبق عليهم ؟ أي صفة لهم ؟!
لم نجد اسما أو صفة تلائمهم , لم نعرف حيوانا يتصرف مثلهم , حتى الكلاب وفية , والحمير عاملة , والبقر يفيد الإنسانية .. لم نجد مصطلحا ينطبق عليهم , فالعنصرية والسادية والشوفينية مجتمعة لا تصفهم الوصف الذي يستحقون . واقعنا يفيض بؤسا وألما , تضيق سجوننا علينا ويشتد القيد على معاصمنا , لكن من فجر الثورة في شوارع المدن سيفجرها في كل مكان , من واجه الدبابة لن تخيفه الهراوة , سنحول سجوننا إلى قلاع , ظلماتنا ستتحول لمنارات , ستصدح حناجرنا ونحول قبورنا لمنابر , سنشرع سيوفنا لامعة حادة , نتوحد ونرص الصفوف , سنكون على أتم الاستعدادية , سنفاجئهم بجاهزيتنا , بإرادتنا , سننقض عليهم بجوعنا والأمعاء الخاوية , بصمودنا وتضحياتنا , بأكفنا تحمل أرواحها , لن نترك المعركة , سنحركها بأوجاعنا .. لن نتراجع أو نهزم , لن نساوم أو نلين , فلتتألم أجسادنا ولنخسر أرطال لحم وليسيل الدم , لينتشر بيننا المرض , ليهاجمونا بالغاز , بالرصاص والقنابل والقتل , سنكمل معركتنا مهما طالت , سنحدد معالم طريقنا ونعبدها بأجسادنا ليمر عليها الأحرار من بعدنا , سنهزمهم , سننتزع حقنا من جوف أحقادهم , ندرك صعوبة المعركة ودموية السجان , ولكننا ندرك أيضا مكامن قوتنا وقدرتنا , ندرك الصور الإنسانية العظيمة التي سنرسمها في حربنا , بتعاضدنا , بمحبتنا , ببذل الروح لأجل المجموع , بعظمة الشهادة تتجلى في سبيل النصر , سنقلب المعادلة بانتصار الأسير على السجان , نستشعر عظمة النصر قبل المعركة وسنحتفل به بعد المعركة , فإلى المعركة بهمم عالية وهامات شامخة , إلى المعركة وفي أذهاننا صور الشهداء وصور النصر , إلى معركة العز والكرامة , فإما النصر أو الموت