الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-2011, 09:08 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسين أحمد سليم
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسين أحمد سليم
 

 

 
إحصائية العضو







حسين أحمد سليم غير متصل


افتراضي الصّومعات وإنشاءات مغارة بشامون التّراثيّة

الصّومعات وإنشاءات مغارة بشامون التّراثيّة

بقلم: الدّكتور حسين أحمد سليم

تُعتبر الصّومعات من الظّواهر المعماريّة التّراثيّة الخاصّة بمواقع المدن والقرى والبلدات الإسلاميّة, ويوجد العديد والوفير منها في الأبراج المرتفعة فوق المستوى العام للمباني, وتتمثّل في أشكال منوّعة من القباب وأشكال مختلفة من الصّومعات...
تُعتبر الصّومعة كجزء معماري من مئذنة المسجد, حيث ينادى منها على المصلّين للصّلاة, ولها أسماء مختلفة: كالمنارة والمئذنة, وكانت الصّومعة عبر التّاريخ, تستخدم للرّقابة وللمخابرة بمختلف الإشارات في القلاع والحصون, التي كان يُقيم فيها المرابطون المكلّفون بالذّود عن حرمات البلاد وحماية حدودها من الهجمات المتوقّعة من البرّ أو من البحر...
تختلف أشكال الصّومعات بحسب البلدان التي أنشئت فيها, وحسب عصور الإنشاء, وفي كل بلد نرى اختلافات في الزخارف وفي طرق البناء... ومن البديهي أن يختص كل بلد بتقاليده الخاصّة, فيما يرجع ذلك إلى الفنون الخاصّة بالبنّائين من حيث تهيئة البرامج ذهنيّا, وتطبيقها وتقديمها جاهزة في مظهرها الفنّي الرّائع...

خاصيّات الصّومعات, أنّها كانت تُقام على قاعدة مربّعة, وأن قامتها ترتفع عن سطح الأرض في طول يساوي تقريبا أربعة أضعاف عرضها, وقد أدخل هذا الشكل تجديدات في أكثر من عنصر من عناصر الهندسة المعماريّة للصّومعات... فبينما كانت الصومعات الأوّليّة تظهر في أبسط ما يكون من المظاهر, ولا يلوح عليها زخرف يُلفت النّظر, فإذا بالصّومعات التّالية تجلب الأنظار بإلحاح من جراء ما تكتسي به من الزخارف الخارجية الزاخرة, والمتمثّلة في كسو كامل لواجهاتها الأربع بجهاز من التّساطير المتكونة من معينات بارزة الكذّان مرتبطة ببعضها عموديا وأفقيا, وفي أسفلها أقواس قائمة على أسطوانات رخاميّة... ويبرز مجموع ما ذكر على أرضية من الحجارة الرمليّة المرصفة ترصيفا فنّيّا محكما, وأنّ التّعاقب بين اللونين لون الكذّان الأبيض ولون الحرش الأصفر مع تفاعل الظّلّ والنّور, كلّ ذلك يُعطي واجهات الصّومعة الصّاعدة في السّماء, والضّاربة عليها أشعّة الشّمس, مظهرا خصيبا بالجمال والرّوعة... ويتوّج أعلى الكتلة المربّعة تاج من الشّرافات, على شكل أسنان المنشار, وفي صورة أكليل بديع التّقاطيع... أمّا المبنى الصغير الذي يعلو هذه الكتلة فقد جاء مغطّى بغطاء هرميّ الشّكل, وموضوعا في دائرة أضيق, وفيه ما يؤكّد مظهرا للتجديد..
هذا المثال النّموذجي الذي يُنسج على منواله لبناء الصّومعات... ولا يختلف النّمط المعماري للصّومعات, إلاّ من حيث مقدار ما يُصرف عليها من عناية لزخرفتها... فهناك الصّومعات التي كسيت جوانبها بالتساطير المتألّفة من المعينات البارزة على أرضيّات الحجارة الرّمليّة.. وهناك التي ليس عليها تساطير بارزة, ولكنّها تتكّون من أرضيّة مسطّحة من الحجارة الرّمليّة الصفراء, والمرصفة ترصيفا فنّيّا محكما، وهناك المنارات التي كسيت جوانبها بالملاط ودهنت بالجير الأبيض, وهي تبدو في أبسط ما يكون من المظاهر, ليس فيها من الزخارف إلا ما جاء في الإطار النمق, الذي يحيط في كل جانب بالشبابيك المتوأمة...

هذه المظاهر المعماريّة المنتشرة في مدينة بيروت قديما, لفتت نظر مؤسّس مغارة بشامون التّراثيّة السّيّد أحمد محي الدّين فتح الله, فأعاد في ذاكرة العقل الباطني مشهديّات تلك الصّومعات, التي كانت تتماهى في مآذن مساجد بيروت القديمة... إضافة لمشاهداته صومعات وقباب وأضرحة ومقامات مختلفة, منتشرة في البلدات والقرى اللبنانيّة... وهو ما تمخّضت عنه أفكاره في تزاوج بين مظاهر تلك الصّومعات والقباب والمقامات, لتتفتّق عن ابتكارات توّجها في مقصورات وإنشاءات مغارة بشامون التّراثيّة, التي زخرفها وزيّن جدرانها الخارجيّة والدّاخليّة بما تيسّر له من القطع التّراثيّة, بعدما أقام جدرانها وأسطحها وزخارفها ومشرّبياتها من حجارة الصّوّان الحمراء, التي ألصقها مغمّسة بخلطة من الإسمنت خاصّة, فوق شبكيّات وحُصُر معدنيّة, كي تتماسك ببعضها البعض دون أن تنهار...

تتراءى للزّائر مشهديّات منشآت مغارة بشامون التّراثيّة, وكأنّها صومعات ذات قبب مختلفة ومتنوّعة, ونوافذ بأشكال مربّعة ومستطيلة ودائريّة, وأحجام دائريّة ومكعّبة وقببا متراكبة فوق مآذن تعلو بعضها البعض بشكل لافت وجميل, أقيمت على صخرة كبيرة وعالية عن سطح الأرض, تخفي في جوفها مغارة قديمة عبارة عن قصعة حجريّة صغيرة, عملت يد المؤسّس على تفتيت بعض الصّخر فاتّسعت قليلا, فحوّلها لحجرة على شكل قبو صخري للخدمات...






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط