الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-2014, 06:11 PM   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: النهضة الاسلامية بين الواقع والخيال ...

بسم الله الرحمن الرحيم ...

مداخل إلى التاريخ:
عندما تناولنا النظريات الجبرية المفسرة للتاريخ رأينا أنھا تقوم بقراءة استدلالية واستنباطية تربط فيھا المقدمة بالخاتمة والسبب بالنتيجة أي أنھا تعتمد على ( قانون السببية ) في الاستدلال والاستنباط وھذا القانون رأيناه يسعى بھا جميعھا حثيثا في مسالك جبرية ليس منھا فكاك وإلا حدث التناقض واضطرب التداعي المنطقي للأحداث والنتائج ونعيد الكرة قائلين إن تلكالجبرية التي قام المنطق الصارم بالتمكين لھا وحفر لھا قنوات ملائمة في مجاري التاريخ تعود المسؤولية الكاملة لھا إلى الفھم السيئ والتصورات الخاطئة والاعتقادات الواھمة التي تصورھا مفسرو التاريخ واعتقدوھا حول مداخل التاريخ وبواباتھ (حين لم ينتبھوا أن التاريخ المغلق جبري بطبيعتھ)بحيث غيبوا الإنسان كلية في ھذه اللحظة المفصلية الفارقة في جميع تفاسيرھم واستعاضوا عنھ إما بالتصور الواھم أو الاعتقاد الخاطئ ( كما أسلفنا ) الذي جعل مداخل التاريخ رھينة بفكرة ( حياد الإنسان ) أو ( عدم أھليتة لصناعة البداية التاريخية ) وقد اقتضت صرامة التداعي المنطقي أن تتحول المسيرة التاريخية إلى مسيرة جبرية لا تمارس فيھا الإرادة الإنسانية صلاحياتھا إلا بالقدر الذي تسمح بھا المجاري التي تمليھا نظرية البداية إملاء بل وتفرضھا فرضا . إننا لا نريد أن ننسف ( فلسفة التاريخ ) بجرة قلم احتراما للجھد الإنساني مھما كان رأينا فيھ غير أننا لا نتورع عن اعتبار ما كتب في تفسير التاريخ صورا فوتوغرافية عديدة أراد مصوروھا تصوير نھر عظيم منساب مستقيم لكنھم كانوا في كل مرة يصورون ماءه إما صاعدا ضد الجاذبية أو منحدرا في شلال أو متجمعا في بحيرة راكدة لأن سعة النھر لم تترك حافة أو شرفة يقفون عليھا فاضطروا أن يصوروه وھم بعض أحجاره المدفوعة أو صخوره المنطلقة فجاءت كل صورة مطابقة للموضع الذي التقطت منھ وھذا ما يجعلنا نضيف قولا جديدا مفاده أن جبرية تفسير التاريخ مدينة لنسبية مواقع المفسرين , ولكي نعود إلى موضوعنا حول (المداخل إلى التاريخ ) يلوح لنا في الأفق نوعان من التاريخ سبق لنا أن طفنا حولھما طويلا في عدة مناسبات ھما : التاريخ المغلق والتاريخ المفتوح , ھذا الأخير لم نعش في كنفھ لحظة واحدة وبالتالي فھو بارقة رسمناھا في الأفق البعيد والأمل فينا كبير أن نسعى إليھا دون ھوادة لأن ما سواھا ليس
سوى أسئلة إجبارية عشنا - كما عاش أسلافنا – محاولين عبثا تذليل أھوالھا فلا تثريب علينا إذا بدأنا بتفكيك النظريات الماضية لتمتد أنظارنا إلى مساحات أكثر اتساعا وخصوبة نمنح قيھا أخلافنا ما فات أسلافنا , قبل ذلك كلھ يملي علينا المنطق التدريجي للأشياء أن نتلمس من حاضرنا (المتناقض من حيث القيم والأخلاق وأنماط المعيشة مع غياب كامل للسعادة الإنسانية التي نراھا غاية الوجود ) تلك المداخل التي أفضت بھ إلى ما ھوعليھ اليوم ...فالقراءة الموضعية للراھن المعيش تعطينا صورة مزركشةبجميع ألوان الطيف ...إنھا لوحة يتوسطھا الكائن الإنساني وقد تجمعت فيھ وأحاطت بھ جميع لمتناقضات , فھو الخيّر وھو الشرير وھوالمتخم وھو المعدم وھوالعزيز وھوالذليل وھو الظالم وھو المظلوم وھو رائد الفضاء وھو رجل الأدغال , فھو باختصار شديد لا شيء في ھذا العالم وھو أيضا كل شيء .
وعندما نحاول التسلل عبر أروقة التاريخ إلى المداخل التي أفضت بالإنسان ألى ھذا الراھن الأليم الذي يتھادى بھ على شفير الفصام فإننا نصادف مدخلين كبيرين ھما المدخل الديني والمدخل المادي اللذان أملاھما منطق التاريخ المغلق الذي لانعرف غيره إلى حد ھذه السطور .






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2014, 11:45 PM   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: النهضة الاسلامية بين الواقع والخيال ...

بسم الله الرحمن الرحيم ...

التاريخ المغلق :


قلنا إن التفسير المغلق للتاريخ يستدعي بالضرورة القول بأنھجبري في منطلقاتھ الأولى كما أنھ يصادر حرية الإنسان في مرحلتھ الوسطى ولا يعطيھ منھا سوى مظھرا شكليا لحرية صورية مزعومة ثم يفضي في النھاية إلى مصب محتوم , ونحن حين نھم بالخوض في ( التاريخ المغلق ) لا نقوم بذلك اتھاما أو انتقاصا بل محاولة للنفاذ عبر الأقطار المفتوحة أمامنا لفھم الحقيقة الإنسانية العارية في شتى تجلياتھا ضمن محاولات إنسانية مشروعة لا علاقة لھا بموقف مذھبي أو ايديولوجي , وأنا أقدم بھذا المدخل لأني - كما أسلفت – صادفت في التاريخ مدخلين عملاقين دخل منھما الإنسان في سكة التاريخ وانداح في تياره إلى أن أفضى لنا ھذا التيار بعد قرون بذلك الإنسان الذي يعيش يوما فوق القمر ويعيش يوما وسط الأدغال وبين مسكنيھ يخوض معارك دموية ينتھي فيھا إما قاتلا وإما مقتولا , ولفھم ذلك جيدا نتناول المدخلين المذكورين بشيء من التفصيل...






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 18-01-2015, 09:37 PM   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: النهضة الاسلامية بين الواقع والخيال ...

بسم الله الرحمن الرحيم ...


التاريخ المغلق ...

قلنا إن التفسیر المغلق للتاریخ یستدعي بالضرورة القول بأنھ
جبري في منطلقاتھ الأولى كما أنھ یصادر حریة الإنسان في مرحلتھ الوسطى ولا یعطیھ منھا سوى مظھرا شكلیا لحریة صوریة مزعومة ثم یفضي في النھایة إلى مصب محتوم , ونحن حین نھم بالخوض في ( التاریخ المغلق ) لا نقوم بذلك اتھاما أو انتقاصا بل محاولة للنفاذ عبر الأقطار المفتوحة أمامنا لفھم الحقیقة الإنسانیة العاریة في شتى تجلیاتھا ضمن محاولات إنسانیة مشروعة لا علاقة لھا بموقف مذھبي أو ایدیولوجي , وأنا أقدم بھذا المدخل لأني - كما أسلفت – صادفت في التاریخ مدخلین عملاقین دخل منھما الإنسان في سكة التاریخ وانداح في تیاره إلى أن أفضى لنا ھذا التیار بعد قرون بذلك الإنسان
الذي یعیش یوما فوق القمر ویعیش یوما وسط الأدغال وبین مسكنیھ یخوض معارك دمویة ینتھي فیھا إما قاتلا وإما مقتولا , ولفھم ذلك جیدا نتناول المدخلین المذكورین بشيء من التفصیل :
أ – المدخل الدیني ( الإسلامي) : قبل بدایة التفصیل أقول أن المراد عندي بالدین إنما ھو الدیانة الإسلامیة بركنیھا الأساسیین كتاب الله العزیز وسنة رسولھ الشریفة , من جھة أخرى أذكر بما أسلفنا شرحھ حول الغیب والعقل والذاتیة وأود استحضار ھذه المفاھیم كما شرحنا لیتسنى لنا فھم التفسیر المراد لھذا المدخل فھما یجعلنا نتجاوز حساسیة الموقف دون انزلاقات . إن الغیب ضرورة حتمیة یقتضیھا وجود العقل القادر على ھدم كل شيء في العالم متى لم یوجد غیب لایقع تحت طائلة البرھان المنطقي العقلي القادر على النفي والإثبات كما یشاء , أما العقل فدوره ترویض الذات التاریخیة لكي لا یصاب التاریخ بالجنون ( ھذا في التاریخ المغلق أما في التاریخ المفتوح فدور العقل التحالف
مع الغیب لتصمیم التاریخ ) , أما الذات المزودة بوقودھا ( الذاتیة ) فھي ذلك المكوك الطائر الذي یرید أن یبلغ كل نقطة في الفضاء المادي والمعنوي , لكن تعدد المكوكات الطائرة المسكونة كلھا بكل ھذا الكم من الطاقات والتطلعات یجعلھا تتصارع أوتتصادم أو تتسامح أو تتصالح حسب التأثیرات التي یلقیھا
الغیب من خلال مصفاة العقل أو التي یرسلھا العقل من خلال مصفاة الغیب تبعا لنمط المدخل المراد دراستھ والولوج من بوابتھ , وفي ھذا المدخل یرسل الغیب أوامره إلى الذات مباشرة لتتلقاھا وقد ھیأ لھا العقل سبل التنفیذ .
لقد جاء الغیب بالقراءة إلى الذات الأمیة وجاءھا بالعدل والإحسان وھي تمارس الفحشاء والمنكر والبغي وجاءھا بالأخوة والمحبة والرحمة والسلام وھي تنادي بالعداوة والبغضاء والقسوة والصراع وجاءھا بالتعبد والتبتل والخشوع وھي في نزوع دائم إلى الكبر والعلو والریاء وجاءھا بالتوحید
والمساواة والإنسانیة وھي تدین بالأوثان والعنصریة والحمیة القبلیة والعرقیة وھكذا ... ھكذا حدث التماس بین الإسلام والإنسان فكان التاریخ الإسلامي الذي ظل فاعلا تاریخیا منذ نزول الإسلام إلى الیوم ... لقد صدم الإسلام الذاتیة المصابة بانحطاط شدید في القیم , أصابھا الإسلام بسمو شدید في القیم , لقد أجرى الإسلام عملیتین جراحیتین للذاتیة الإنسانیة في بوابتھ الكبرى ... لقد قام بتفریغھا من القیم التي كانت تدفعھا للسلب والعدوان وشحنھا بالقیم التي تدفعھا إلى نشر الفضیلة والبر والتوحید .
إن التفریغ والشحن والظروف المرافقة لھما لقوم لیس لھم میراث دیني أو ثقافي عریق ھي ظروف فریدة لا یمكن تكرارھا ھي التي صنعت للدیانة الإسلامیة ھذا المدخل الفرید إلى حلبة التاریخ لأن الغیب ھنا وھو یقوم بالشحن والتفریغ أبقى الذاتیة ( العربیة ) في اندفاع كما كانت , والذي تغیر ھواتجاه الاندفاع ... فقد صار ھو الأمر بالمعروف والنھي عن المنكر بعد أن كان الأمر بالمنكر والنھي عن المعروف . وقد تجلت تداعیات ھذا المدخل الدیني في اندفاع الذوات في انسجام تام ( مرحلة موضوعیة ) نحو نشر الرسالة وتبلیغ الدعوة , ولكن عندما تناقض ھذا الانسجام أصیب الذوات في التصادم حین بدأ ت الأغراض تختلف والغایات تتباین وتدخل العقل لكي یقوم بتصفیة المفاھیم التي أخذت
الشوائب تغمرھا وفقد الإسلام حیویتھ الأولى فأصیب بانحسار في مناطق وبانكسار في أخرى وبخمول في مناطق ثالثة , وبقي المسلمون حیارى بین أمجاد الماضي الذي لا یعود وأمنیات المستقبل ممثلة في أسلمة المفاھیم الجدیدة والعلوم المستحدثة لأنھم فشلوا في شحن الذات بمؤثرات الغیب مباشرة أو في
توسیط العقل بین الذات والغیب توسیطا فعالاّ ...ھذه المسیرة بین ماض مشرق جمیل ومستقبل مأمول ھي من مقتضیات المداخل التاریخیة المغلقة التي لا تعود والتي شرحنا أنھا توجھ الإرادة الإنسانیة بكیفیة ظاھرھا الحریة المطلقة وباطنھا الاحتواء والتوجیھ ....
ب – المدخل المادي : لقد صار مألوفا لدینا أن ننطلق في فھم التاریخ من ثلاثیة الغیب والعقل والذاتیة ولھذا سأنطلق مباشرة في شرح معنى المدخل المادي للتاریخ ( المغلق ) .
المقصود بالمدخل المادي ھو تلك اللحظة التاریخیة التي تدخل الإنسان إلى التاریخ لیس انطلاقا من وحي إلھي كما في الإسلام وإنما انطلاقا من تلاقح لحظة تاریخیة إنسانیة متمیزة مع لحظة زمنیة خاصة . إن میزة اللحظة التاریخیة الإنسانیة ھنا أنھا قطاف كسب إنساني فرید وخالص یتم في إحدى
لحظات التاریخ الملائمة لذلك الحدوث الموعود , فإما أن یكون كشوفا ( أوكشفا ) علمیة تستدعي تغییرات جذریة في بقیة البني الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة وإما أن یكون في إحدى ھذه البني ذاتھا یقتضي انعكاسات على الجوانب الأخرى للحیاة ... إن الحدیث الذي نحن بصدده ھوعین ما حدث بالقارة الأوربیة في نھضتھا المعاصرة ابتداء من القرن الخامس عشر , لقد تزامنت الكشوفات الجغرافیة مع العلمیة وتواكبث الثورات الاجتماعیة ( الثورة الفرنسیة ) بالثورات الفكریة ( نظریة العقد
الاجتماعي ) مما جلب للقارة الأوروبیة ثروات القارات الأخرى كلھا ومنحھا التقنیة الكافیة للاستفادة منھا مثلما تمكنت من إرساء أشكال تنظیمیة جیدة في الحكم والإدارة والتسییر والتنظیم وبذلك تجمعت الظروف الملائمة للإقلاع الحضاري الغربي الذي عرف كیف یستقطب العصارة الحضاریة التي أنتجتھا القریحة البشریة منذ فجر التاریخ , إن لحظة التلاقح بین المادة والتاریخ جاءت ثمرة لكفاح مریر وطویل خاضھ الإنسان في كل مكان من أجل العدالة والتقدم , وتجمع كل ذلك في لحظة تاریخیة وانداح في مجرى الزمن لیضع التاریخ المعاصر للإنسانیة , ونظرا لطبیعة المدخل المادي (الذي اقتضاه التطور الطبیعي للإنسان ) وما تم تصمیمھ بطریقة مسبقة فقد جاءت تداعیاتھ التاریخیة بعد ذلك جبریة بحتة أوقعت الإنسان المعاصر في حیرة ( كالمدخل الدیني ) وجعلتھ فریسة المخاوف والھواجس , إن الحربین
الكونیتین والأسلحة ذات التدمیر الشامل من مقتضیات التصنیع , وإن المجاعات المجاورة للرفاھیة من تداعیات نظریة الاقتصاد الحر وإن الحروب الإقلیمیة من نتائج السیاسة الدولیة في الحدود الاستعماریة القدیمة ومناطق النفوذ الحدیثة , وإن الفقر والجھل والمرض من لوازم المؤسسات المالیة الدولیة الكبرى والشركات العابرة للقارات وھلم جرا ... ھكذا یسیر(التاریخ المغلق ) خفیض الرأس مذعنا بلا إرادة أوحریة , یتحرك طبقا لتداعات وطبیعة المدخل التاریخي الذي دخلت منھ المرحلة , وترتفع أصوات تنادي بحقوق الإنسان وحریتھ ولكنھا مھما علت لن تستطیع أن تلغي الحقیقة التاریخیة المؤلمة . ویتأكد لنا أن مداخل التاریخ حین تكون اقتضائیة تستدعي بدورھا عصورا من الجبریة والإكراه , ففي مثل ھذه الظروف تكون الذاتیة في أوج حالات جموحھا باعتبار أن كل المناخ المحیط بھا یرخي لھا الزمام على غاربھ فتكون الذوات في أقصى حالات الصراع الذي لا یكبحھ الغیب ھنا بطبیعة الحال باعتبار أن المرحلة التاریخیة مادیة بحتة وإنما تلجأ ھذه المرحلة إلى العقل لیصوغ لھا القوانین والضوابط حسب الطلب التي تكون جبریة ھي الأخرى یتم فیھا إخضاع العقل الأعزل للذات الجامحة , فغالبا ما تأتي ھذه المواثیق والقوانین لمحاباة ذات قویة على حساب ذات ضعیفة , فیحسم الصراع في النھایة بتحقق إحدى الذاتین إلى درجة التوھج وبنفي الذات الأخرى إلى درجة الأفول مثل اتفاقات إعادة
جدولة الدیون التي تتم بین الدول الدائنة والدول المدینة بمباركة مؤسسات عالمیة كصندوق النقد الدولي أوالبنك الدولي . ویتبین لنا أن المدخل الذي تقتضیھ الظروف والملابسات المادیة ( جبري بطبیعة الحال ) یستدعي تبعا لطبیعتھ الجبریة مسیرة تاریخیة جبریة تتخلى عن الغیب من البدایة وتستعمل
العقل لتأجیج الصراع بین الذاتیات العاملة في المرحلة التاریخیة وینتھي الصراع في النھایة إلى ( حتمیة ) تتمثل في سلسلة متلاحقة من الصراعات التي لا ینتظر أن تنتھي سوى فترات تمیل فیھا الكفة إلى ھذه الجھة فتفسر التاریخ تفسیرا متفائلا على حساب جھة أخرى ( ثانیة ) تفسره تفسیرامتشائما والعكس بالعكس حین تتبادل الكفتان الأدوار .






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 02-02-2015, 09:53 PM   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: النهضة الاسلامية بين الواقع والخيال ...

بسم الله الرحمن الرحيم ...

التاريخ المفتوح ...



لقد طال بنا الحديث عن التاريخ المغلق الموسوم بالبدايات الاقتضائية وتداعياتھا الجبرية ونھاياتھا الحتمية وحان الوقت للحديث عن التاريخ المفتوح الذي ھو فتحنا الكبير وأملنا المنشود وغرضنا المفقود , وإنھ لمن البديھي أن يتسم التاريخ المفتوح بخلاف ما اتسم بھ المغلق , معنى ھذا أن التاريخ المفتوح ليس لھ بدايات مملاة أو مقتضاة وليست لھ مسارات جبرية ولا نھايات حتمية ... من ھنا يكون التاريخ المفتوح ذا بدايات اختيارية ونھايات تقديرية تقريبية أي أنھ يستضيف الإنسان كعنصر صانع للتاريخ من بدايتھ إلى غاياتھ وبذلك فالإنسان ھنا يتحول من مؤرخ للماضى إلى مؤرخ للمستقبل وتتحول النھايات التاريخية الكلاسيكية إلى نتائج تقريبية متوقعة ويتحول الإنسان في التاريخ المفتوح إلى مھندس يرسم للتاريخ تصميمھ من الانطلاق المراد إلى الوصول المأمول مع إمكانيات وھوامش التعديل والمراجعة والإلغاء والتحويل ويصبح بالتالي تفسير التاريخ المفتوح عبارة عن قراءة منھجية وھندسية لتصميم معماري أو دراسة رياضية لمعادلة جبرية معروفة المعاليم والثوابت والمجاھيل , أما قوانين الاحتمال فواردة ولكن بكيفيات غير مؤثرة لا يمكنھا إحداث تغييرات ثورية في نتائجھا النھائية .
إن المتمعن في ھذه المعاني والمباني يخيل إليھ أننا حولنا الزمن ) وبالتالي التاريخ ( والأحداث إلى ألعاب نلھو بتحريكھا ذات اليمين وذات الشمال ولكن الحقيقة غير ذلك تماما , فرغم كل ما قلناه عن التصميم الھندسي للبداية وبالتالي المسار والھدف في التاريخ فإن ھذه العملية المتعلقة بالتاريخ المفتوح كغيرھا من العمليات التي أجريناھا سابقا على التاريخ المغلق لا يمكن لنا أن نحركھا في الفراغ العشوائي الخالي من أية ضوابط منھجية أو أدوات عمل صحيحة وإنما تحتكم أكثر من أية نظرية تاريخية أخرى إلى ثلاثية الغيب القائد والعقل المنقاد والذاتية الخالدة .
إن الذات والعقل المنقاد بالغيب والقانون الطبيعي شيء واحد , فلقد أسلفنا أن العقل منقاد بالغيب انقيادا تمليھ ضرورة الوجود العقلي نفسھ نظرا لخصائصھ المتميزة , فالعقل والغيب شيء واحد لضرورة الوجود , أما الذات الجامحة أبدا نحو غاياتھا فھي إما تستقي ھذا الجموح من قانون الطبيعة فھي بالتالي مدينة للقانون الطبيعي مديونية وجود , فلا حديث عن الذات ) الذاتية ( دون الحديث عن القانون الطبيعي ...لقد أدركنا العلاقة الوطيدة بين العقل والغيب وبين الذات والقانون الطبيعي بحيث إن الفصل بين أحدھما والآخر غير قابل للتنفيذ وإلا انھار البناء كلھ وبقيت فقط علاقة الذات والعقل محل تساؤل واستفھام في العملية التاريخية ) التاريخ المفتوح (.. وبما أن الحديث ھنا يدور عن تاريخ مفتوح تصنعھ الذاتية وفق مخطط تم تصميمھ سلفا من قبل إنسان , فالتاريخ مفتوح من بدايتھ إلى ھدفھ على إرادة الإنسان فلا بد للذاتية التي تمارس الحدث التاريخي أن تھتدي بإضاءات العقل التي يصوغھا صياغة شاملة بحيث تمنع تصادم الذوات وتقوم بصب نشاطھا في ھدفية مشتركة واحدة ... فالعقل المنقاد للغيب انقيادا تمليھ ضرورة ) إرادة ( البقاء ھوالمھندس الحقيقي للمعمار التاريخي الذي يستجيب للذات الخاضعة للقانون الطبيعي خضوعا تمليھ ضرورة الوجود .
ھكذا يبدو المعمار التاريخي الذي يصوغھ السياق العام للتاريخ المفتوح وقد تم على النحو التالي : يقوم الغيب بإملاء الھدف التاريخي وروحھ المثبوتة في قيم الذات الفاعلة والمرحلة المفعولة على العقل , ويقوم العقل من جھتھ بتھذيب فعاليات القانون الطبيعي العاملة في مجاھل الذات , وھكذا يصبح التصميم العقلي للعملية التاريخية مقبولا لدى الذات التي تأخذ في التاريخ الصحيح مجراھا ومرساھا , وللاقتراب بالتاريخ المفتوح من أرض الواقع لا بأس من اقتراح بعض المداخل الصحيحة :
1 المدخل الأخلاقي : يتم تفعيل القيم الأخلاقية العالية لدى المجتمع الذي يرى فيھا ذاتھ الكاملة ووجوده الصحيح فإذا تم تحريك الحس الخلقي في المجتمع كقيم الأسرة والتعاون والتكافل والإحسان بكيفية صحيحة وقدر كاف لا بد أن المجتمع كلھ سيتحرك بالاتجاه الذي تقتضيھ عملية التفعيل , فتفعيل قيم التكافل والتعاون يحرك الفرد باتجاه إسداء المساعدة وتلقيھا في نفس الأوان وبالتالي تتراجع مظاھر العنف والفقر والتسول ويتدعم المجتمع بنسيج جديد من العلاقات الاجتماعية التي من شأنھا أن تبدأ طورا في التاريخ جديدا

2 –المدخل الاجتماعي : في سياق نظرية التاريخ المفتوح , يتم التأثير في المسيرة التاريخية بالضغط على بعض مكونات المجتمع لتحريك أخرى , فعلى سبيل المثال يمكن تحريك المجتمع ببناء علاقات اجتماعية جديدة وغير مسبوقة من أبرزھا علاقات الجوار وعلاقات المصاھرة ( الامبراطوريات الأوروبية في القرون الوسطى وكذا بين إيران ومصر في القرن العشرين خلال العھود الملكية إذ إن كليھما تساعدان على مد جسور غير مسبوقة بين فرد وفرد وبين جماعة وجماعة وھكذا ... وتترتب عن علاقات المصاھرة أو الجوار روابط اجتماعية أخرى في المعاملات الإنسانية والمالية وغيرھا , ھذه الروابط من شأنھا أن تبدأ مرحلة في التاريخ جديدة .







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 16-02-2015, 08:46 PM   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: النهضة الاسلامية بين الواقع والخيال ...

بسم الله الرحمن الرحيم ..

المدخل الاقتصادي :

في إطار نظرية التاريخ المفتوح يتم التأثير في التيار التاريخي ابتداء في التأثير في مدخلھ الاقتصادي مما ينجر عنھ نھايات تكون بمثابة النتائج من الأسباب , فإنشاء صناديق مثل ( صندوق الزكاة ) أو ( صندوق دعم البطالة ) أو ( صندوق للقروض المصغرة ) أو غيرھا ...
إذا تضافرت لھ الإمكانيات وتكاثفت الجھود سيبدأ بتشغيل البطالين ويحولھم إلى مساھمين فضلا على أن سحنتھم النفسية وميولھم الاجتماعية ستتحول من النقيض إلى النقيض .... وھذا مثال عملي يجسد المدخل الاقتصادي ....
مشروعك التعاوني الرابح
طبقا للمخطط الوطني للمحاسبة

....وطبقا لما يلائم القوانين المحاسبية والتجارية لكل قطر:
أولا : وصف المشروع :
يقوم شخص بفتح مشروعھ التجاري أو الخدمي أو الحرفي الجديد ( أو التجاري ) لعدد من المساھمين ( عن طريق الإقراض ) مقابل صكوك بريدية أو بنكية كضمان بشرط أن يكون ھؤلاء المساھمون ھم أنفسھم زبائن المشروع الذي يبيع لھم ولغيرھم سلعتھ أو خدمتھ بأسعار أقل من سعر السوق لكي يجذب عددا كبيرا من الزبائن والمساھمين الجدد باستمرار ، وتكون نسبة أرباحھم إلى الربح الإجمالي ھي نفس نسبة مساھمتھم في رأس المال الإجمالي للمشروع ،ونفس الشيئ في حالة الخسارة .
ثانيا : تحليل المشروع :
ا / شروط المشروع :
* المساھم مستھلك أو زبون، فلا تقبل مساھمة شخص لا يتحول إلى زبون دائم للمشروع .
* أ سعار المشروع تكون أقل من سعر السوق قليلا لزيادة عدد الزبائن والأرباح وتحويلھم إلى ساھمين وبالتالي يتسع المشروع .
* نسبة المساھمة محدودة بحيث تمنع احتكار المشروع من طرف عدد قليل من المساھمين فلا يتحول بالتالي إلى مشروع تقليدي .
ب / أھداف المشروع :
* تحويل الاستھلاك العادي إلى استھلاك استثماري ، بحيث يحصل المستھلك على نسبة ربح تعادل نسبة مساھمتھ في رأسمال المشروع .
* الاستھلاك الاستثماري في مشروع واحد معناه أن كل استھلاك يؤدي إلى رفع ربح بقية المستثمرين ، وكل استثمار يؤدي إلى رفع ربح بقية المستھلكين مما يشجع الاستھلاك والاستثمار ويوجھھما ويعزز العلاقات الإنسانية بين الشركاء المساھمين .
* كل شخص عادي ھو مستھلك ، وحين يصبح أي استھلاك قابلا للتحول إلى استثمار فمن المنطقي أن يتحول كل المستھلكين إلى مساھمين ( مستثمرين ) مما يؤدي إلى زيادة المشاريع وإلى زيادة الحاجة إلى مسيرين.مما يتطلب زيادة فتح مناصب شغل كثيرة بعدد المشاريع الجديدة علما أن بعض المشاريع قد تحتاج إلى أكثر من مسير واحد .
* انخفاض الأسعار يرفع القدرة الشرائية للمساھمين المستھلكين ويؤدي إلى زيادة عدد المساھمين وتحويلھم إلى مستھلكين مستثمرين يجمعھم الربح المادي ويضعف الشكل التقليدي للمشاريع الاقتصادية التي تتحول تدريجيا إلى ھذا الشكل التعاوني الذي يعطي المزيد من المكاسب المادية ويتحول في النھاية إلى علاقات اجتماعية إيجابية.

ثالثا : مثال عملي:
قام أحمد بفتح مشروع تجاري جديد ( أو جاري ) (( مؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية
المحدودة )) للمساھمة الإ قراضية لمجموعة من الأشخاص الذين يستھلكون سلعة مشروعھ باستمرار وقدم لكل مساھم شيكا بنكيا أو بريديا كضمان مقابل مبلغ مساھمتھ وفتح سجلا يوميا لتسجيل الإيرادات والمصاريف ، وقام بتخفيض أسعاره عن سعر السوق ، فصار زبائنھ الأساسيون ھم شركاؤه لأنھ مشروعھم جميعا، إضافة إلى تزايد عدد الزبائن الاخرين بفضل انخفاض الأسعار ، وفي نھاية الفترة المالية ( شھر ، ثلاثي ، سنة ....) قام أحمد مع المساھمين بحساب الربح ( بعد استظھار المساھمين لصكوك الضمان وبعد خصم كل المصاريف من كراء وكھرباء وضرائب وأجرة أحمد التي يفضل أن تكون نسبة محددة سلفا من الربح لتحفيز المسير على العمل )وتقاسم المساھمون ذلك الربح حسب نسب المساھمة في رأس المال الإجمالي دون المساس بھ إلا لمن أراد الانسحاب من المشروع مقابل تسليم
صك الضمان ، أو من أراد مساھمة إضافية .

رابعا: ملاحظات:
- يتم تحويل المشاريع التقليدية العاملة إلى ھذا الشكل التعاوني عن طريق قبول المساھمات الجديدة مقابل صكوك بنكية أو بريدية إذا كان المساھم زبونا دائما لدى المشروع .
- بخصوص طبيعة المشروع يطلب الإيضاح في المواد الثانية والمادة خمسمائة وأربعة وستون من القانون التجاري الجزائري .( ويقال الشيء نفسھ عن كل البلدان )

* الخاتمة :
الجديد الذي جاءت بھ ھذه الدراسة ھوأن التاريخ الذي نعرفھ ھو تاريخ جبري مغلق وأن التاريخ الذي لا نعرفھ ھو تاريخ إنساني مفتوح ...
لقد ارھقتنا بلا جدوى تلك الدراسات المتعددة العقيمة التي تناولت التاريخ الجبري المغلق حين لم نكن ندري أنھ جبري وأنھ مغلق , أما كونھ جبريا فلأن التاريخ حسب تلك النظريات كانت تفسر بداياتھ دائما على أنھا معطيات لاإنسانية , أي مستقلة عن الإنسان , فھذه المداخل إما أن تكون صدفا أوحتميات
طبيعية أوديانات سماوية اقتضتھا العناية الإلھية العليا وھكذا ... ثم كانت التيارات التاريخية تأتي مطابقة تماما لطبيعة منابعھا وبداياتھا أي تأتي اقتضاء ضروريا تمليھ تلك البدايات والمداخل وبالتالي تتحرك الإرادة الإنسانية بسرعة التيار الذي يدحرجھا وفي نفس اتجاھھ ولھذا تكون حرية الإنسان مصادرة إلى
حد بعيد من طرف التيار الذي يحملھا ولا تبقي للإنسان من حرية إلا ھامش ضئيل يتعلق بمكافحة التيار في اختيار الذات للموقع الملائم داخل المصب المحتوم , أما التيار كلھ من حيث السرعة والاتجاه فجبرية تامة ولا جدال ...
إن النظريات التي فسرت التاريخ كانت تفسره من داخلھ ولھذا كانت تصاب دوما بقصر في النظر فتقع في التفسيرالموضعي المحدود وھذا ما أعطى المفسرين أيضا وھما كبيرا بالتمايز والاختلاف حين صنفت التفسيرات إلى مادية ومثالية وإلى غيبية ووضعية وإلى مستقيمة ودورية ... وھكذا دواليك ...إننا لا ندين الأحداث والتيارات والوقائع بل ندين النظريات التي فسرتھا دون أن تنتبھ إلى طبيعتھا الجبرية ... إن ھذه المدارس المتنوعة ماھي إلا أسماء كثيرة لمسمى واحد , لقد سمي الشيء الواحد باسماء كثيرة لأن الذين سموه كانوا مخطئين في دراساتھم وانطلاقا من دوافع مواقعھم التي تملي عليھم أحكاما نسبية وتحليلات نسبية وتأتي تبعا لكل ذلك تفسيراتھم للتاريخ نسبية ولأجل ھذا وضعنا نظريات تفسير التاريخ
كلھا في سلة واحدة ... إنھا نظريات جبرية مغلقة ولا جدال .
إن الموضع النسبي الذي ينجب التاريخ الجبري المغلق ھو نفسھ الذي ينجب التاريخ المفتوح ( لاختياري ) حين لا يكون نسبيا ... أي حين يكون ھذا الموضع برجا عاليا ( لا عاجيا ) يطل على التاريخ من ذلك العلو ... إنھ يمنح الإنسان وضعا جديدا وإمكانيات جديدة ... إنھ يمنح التاريخ إمكانية الانفتاح بدل الانغلاق ويمنحھ إمكانية الاختيار بدل الإجبار وھكذا يصير التاريخ إنسانيا اختياريا حرا في منابعھ بداياتھ وفي مساراتھ ومصباتھ وھكذا يتحقق الإمكان الإنساني المفقود في الكرامة والحرية والسعادة ... إن التاريخ المفتوح الذي يعني ھندسة البداية وتصميم المسيرة وبرمجة المصير يعتمد في تحقيقھ على
تفعيل ثلاثة عوامل ھي : الغيب والعقل والذات ... فالغيب وفق مقتضيات الوجود اقتضاء ضروري للعقل , فھو وحده المعطى المطلق الذي لا سبيل إلى إدراك ضوابطھ والتصنت إلى وقع خطواتھ وليس ھناك أمل قريب أوبعيد في وضع تفسير لھ بانتظام أوامره ونواھيھ في سياق منھجي ما ... ھذا ھوالمستحيل
الوحيد الذي لا يطمع العقل في اقتحامھ وبالتالي فھوالضامن الوحيد وصمام الأمان الفريد لبقاء العقل دون أن يحدث في الكون وفي الوجود انھيارا قبل أن ينقلب إلى ذاتھ بالبراھين فيتردى انتحارا .
وتأتي الذات الجامحة بعد ذلك تركض في كل اتجاھات التاريخ لا يكبحھا سوى ضابط متساھل ھو القانون الطبيعي الذي يطلق لھا الزمام دون حسيب أورقيب.. لقد أراد التاريخ لھذه الذات أن تروض فكان ھذا الذي سميناه التاريخ المفتوح الذي يعني ھندسة البداية وتصميم المسيرة وبرمجة المصير وبالتالي
يعني بكلمة أخرى التحكم في الذات من خلال التحكم في القانون الطبيعي ( الذي يوجھھا ) ضمن الأطر التي يختار العقل فيھا الطرق والكيفيات والوضعيات التي تعقد القران بين التشريع الغيبي والامتياز الذاتي ... وھكذا يسير في موكب التاريخ المفتوح تشريع الغيب وامتياز الذات في سكينة وسلام وفي وضع يكون فيھ التشريع في أقصى درجات إلھامھ وعطائھ وتكون الذات فيھ في أقصى تحققھا وامتيازھا ... إن ھذه الفترة يكون التاريخ فيھا يخطو خطواتھ الصحيحة الأولى ليدخل لأول مرة مرحلتھ لموضوعية المأمولة الواعدة .
وأھيب في الأخير بكل من قرأ ھذا الكتاب واقتنع بالأفكار الواردة فيھ أن يضع تلك الأفكار موضع التنفيذ الميداني لأن الھدف الأول كان ھو الاقتناع بأھمية الذاتية الجماعية ودورھا الجوھري الإيجابي ثم الإيمان تبعا لذلك بفكرة التاريخ المفتوح , والھدف الأخير كان تجسيد فكرتي الذاتية والتاريخ المفتوح عبر ممارسات يومية مستقاة من الإمكان المتاح أمام كل قارئ ...
لقد قدمنا في ھذه الدراسة مشروعا نموذجيا صالحا في مختلف البيئات ولھ فوائد جمة على الجميع لأنھ قابل للتعدد والتوسيع والتعميم .
فالمشروع التعاوني ذاتية جماعية وبناء للتاريخ المفتوح وتكريس ربط الناس بعلاقات اجتماعية إيجابية كالمصاھرة والقرابة والجوار أيضا ذاتية جماعية ودخول في التاريخ المفتوح.ويتوقف إيجاد صور طبيقية أخرى لھذه الروابط الجماعية في أماكن كثيرة على الإرادة القوية والملاحظة الثاقبة وطبيعة
العلاقات الاقتصادية والاجتماعية السائدة .
وأعود في النھاية لأنوه وأشيد بالمشروع النموذجي الذي قدمناه نظرا لعمليتھ ومرونتھ وأدعو كل المھتمين القادرين أن يبدأوا بوضعھ موضع التنفيذ الفوري لأن التداعيات الإيجابية التي ستنجم عن ذلك سوف تكون فوق الوصف والتحليل .

انتهى هذا الموضوع بحمد الله في انتظار التفاعل الإيجابي من طرف المهتمين ...
وسنقوم ان شاء الله بتلخيص المضامين المهمة لتكون أكثر فائدة وفاعلية ...






التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط