نزعت كلثوم لجام الحصان العجوز،بعدماحررته من العربة المرهقة أعمدتها الحديدية أكثر من حمولتها المتواضعة،دفعته برفقإلى زريبة ضيقة وسط بقايا القش ولبنات من التراب متناثرة هنا وهناك،صهيل متعبللحصان أفزع بضع دجاجات اتخذت من ركام أكياس الشعير مستقرا لها للمبيت،فقفزت فيضجة وتناثر ريشها في الهواء،ربطت الحصان بعقال مثبت بوتد على الأرض ثم وضعت أمامهعلفا في صحن مصنوع من قاع برميل حديدي،أضافت إلى العلف المكون من عشب المراعيحفنتي شعير،وطفقت تنزل الأكياس من العربة ورائحة العطارة تنبعث منها،تملكتها رغبةمتعثرة وجامحة في العطس،تجاهد نفسها أنتعطس بلا ضجيج، لكنها تعطس بقوة، فيتناثرمخاط أنفها على نحرها، تمسح أنفها بالكم الأيمن لقميصها،تعرج على البوابة الخشبيةالمتهالكة الكبيرة للبيت، لتتأكد من إحكام إغلاقها بمزلاج خشبي،الصوت الخشن لزوجأمها العطار ما زال يتردد صداه في أعماقها وهي تستحضره دوما في هذه اللحظة منالليل ،يحذرها كل ليلة قبل أن يأوي إلى فراشه"
اضغط هنا لقراءة بقية الموضوع والتعليق...