الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية

منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية منتدى مخصص لطرح المواضيع المتنوعة عن كل ما يتعلق بالقدس الشريف والقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-2006, 01:03 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. صفاء رفعت
أقلامي
 
الصورة الرمزية د. صفاء رفعت
 

 

 
إحصائية العضو






د. صفاء رفعت غير متصل


افتراضي "حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله "...



بسم الله الرحمن الرحيم , و قيل الحمد لله رب العالمين ....*


تحية طيبة لكم جميعاً ...

نسأل الله تعالى أن يهون على اخواننا في لبنان المنكوب و في فلسطين الجريحة و في كل بقاع الأرض و قد تمدد منا نزف الجراح في جسد الخريطة ,,,

و و الله الذي لا إله إلا هو , إن ما يحدث بين يدي الساعة قد أبكى القلوب و أرق العيون و أثقل كواهل الصبر و كسر عزة النفس من القهر من عيّ العجز عن الإصلاح و عن الإنتصار للحق في سطوة الباطل الذي عاث في بلاد المسلمين فساداً ...

و لله الأمر من قبل و من بعد ...

و نلتفت ذات اليمين و ذات الشمال بحثا عن سبيل للخلاص و لا خلاص ,,,

بأي حال ,,, لا يجمل بنا أن نصمت عن الحق و لو بالصراخ في وجوه الغافلين حتى يفيقوا , حتى إذا بات الكلام مملولا معادا بغير جدوى , فكلمة الحق لا يقلل من سطوع شمسها الإلحاح عليها , فكيف إن صمت السواد و إن جارت أصوات البغي فوق صوتنا ؟؟؟

و بأي حال ,,, لا يجمل بنا أن نقف مكتوفي الأيدي و لدى شعوب المسلمين الكثير و رب العرش كي يبذلوه في هذي الملمة .... لكن غشيت بصائرهم من طول السبات و الركون الى الدعة و الغفلة و فتنتهم الدنيا فحارت عقولهم و تخبطت خطاهم على الصراط حين جدَّ الجد و لا حول و لا قوة الا بالله ..

و بأي حال ,,, لا يجمل بنا أن نتجاهل معاناة المسلمين المنكوبين بطغيان الشر و قد تسلط أعداء الله عليهم و حزموا أمرهم و اجتمعوا على قتالهم و غض الطرف عن معاناتهم و نحن لما نجتمع على نصرتهم و بذل القليل المتاح لهم في حصار الوهم الذي غلب على ظننا المريض بأنا الأضعف و الأقل عدة و عتادا و بأن لا طاقة لنا بهم مع أن الله تعالى يقول :

"ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين " (المائدة 23)

و مع أن الله تعالى يقول :"يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم " (محمد 7)

و بأي حال ,,, لا يجمل بنا أن نبخل بأقل القليل من ما يمكننا ان نقدمه بين يدي الزعم بأننا مسلمين يصيبنا ما أصاب المسلمين و يؤلم قلوبنا ما آلمهم و يقض مضاجعنا همهم و نتنفس السبل للمساندة و نتعلل بقلة الحيلة , و سبحان الله .

و الله إن حال الأمة ليذكر الخاطر بحكاية عن من لزم كرسي الإعاقة عقوداً من الدهر بوهم الشلل الذي قر في نفسه و أقره الآخرون عليه و أفرطوا في تأكيده له , فلما أن طاف به طائف من اليقظة ذات يوم و جرب أن يراجع حقيقة عجزه , قام مستوياً على قدميه يخطو بغير سوء ليعرف بأنه ما قد شُلَّ قط ....

فسبحان الله .... متى نراجع حقيقة ما لدينا فنعرف بأنَّا ماكنَّا أهلا لهذا الشلل قط ,,,

متى نعود لعقيدتنا الوثقى سليمة صافية نقية لا تنفصم عراها و لا يخبو و هج نورها و لا تنكسر شوكتها و لا تتبدل على الدهر قط :

" ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروه الوثقى والى الله عاقبه الامور "
( لقمان22 )

" فاقم وجهك للدين حنيفا فطره الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون " (الروم 30)

و سبحان الله ... إن عقيدة الحق لا يمكن الا أن تسود ,,, و لا يمكن إلا أن تعلو فوق كل عقيدة و فوق كل قوة في الأرض ,,, و إلا ,,, تبدل الناس بها عقائد فاسدة و أنظمة جائرة منخورة لا تقيم العدل و لا تزن بميزان الله تعالى فتتبدل فيها الأيام دولا دولا بين الناس لا يخرجون من غي الا الى مثله و لا من ضلال الا الى تيه و لا من فساد الا لما هو شر منه و أضل سبيلاً ....


و سبحان الله .... إن المرء لينظر الى أعداء الله فيعجب لفعلهم و يقولوا فيسمع لقولهم و هؤلاء مع فساد عقيدتهم و تهافت حججهم و بطلان سعيهم تراهم يعتنقون عقائدهم لا يشكون فيها و يستنفذون الوسائل و الحيل في الذب عنها و إقامة أمرها لا يدخرون في ذلك الجد و الكد و العمل ....

و سبحان الله .... إن المرء لينظر في حال المسلمين فيجد منهم من بدَّل و من غفل و من ران على قلوبهم بما كسبوا و تراهم عن تبني عقيدتهم –الا من رحم ربي- ناكصين و عن الصراط ناكبين رغم أنهم بين أيديهم عقيدة الحق و التوحيد صافية متينة نقية سليمة أصلها ثابت و فرعها في السماء و هم مع ذلك مشغولين عنها بكل عرض زائل و بكل فتنة عابرة و بكل متاع غرور و تراهم اذا هموا بها جعلوها في ذيل قائمة المهمات المهمة ,,,

و لا حول و لا قوة الا بالله

فسبحان الله .... فها هنا مفارقة تندى لها المقل و تئن لها القلوب ,,, عقيدة مدلسة باطلة يُمسِّك بها أهلها و يذودون عنها ,,, و عقيدة سليمة صافية تنكَّب أهلها عن حملها و قعدت هممهم عن القيام بحقها فقيل لهم أقعدوا مع القاعدين ,,,

و لا حول و لا قوة الا بالله .....

لكن العقائد تعتقدها القلوب لتحيا فيها و تحيا بها و تحييها في الأرض ,,, فينصر الله بها من يشاء ,,,

و يبتلي الله تعالى في ذلك من يشاء ,,,

فقد تدول الدولة لأهل الباطل : " ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين " ال عمران (آية:178)

و قد يشتد البلاء على أهل الحق : "ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب " البقرة (آية:214)

لكن ثمة فرق دقيق تُفََصِّله الآيات هنا: :

" ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين " ال عمران (آية:140)

" ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تالمون فانهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما " النساء (آية:104)


و سبحان الله ... إن الحق تعالى عمّا يصفون علواً كبيراً مهيمن على كل شيء لا يسبق شيء علمه و لا يخرج شيء عن تقديره ,,, فلا بد أن يقيض لعقيدة المسلمين من يحملها و يدفع عنها ,,, من ينصرها و ينتصر بها ,,, فهذه هي سنة الله تعالى في الخلق , و لن تجد لسنة الله تبديلاً :


" سنه الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنه الله تبديلا " ( الاحزاب62)

"سنه من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا " (الاسراء 77)

" وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا (23)"الفتح

و لكن ,,,, إن الله تعالى أغنى الأغنياء عنا و قد عافتنا الكلمات و اشتكت من قعودنا كراسيُّ الإعاقة ,,, و ما كان لنا من فضل على الدهر لنُهدى لهذا الدين الحق ,,, فمن منا يدعي أنه في عالم الذرِّ كان أهلا لأن يولد مسلماً ؟؟؟ فتنفتح أمامه أبواب الجنة على مصاريعها إلا أن يأبى ,,, فلماذا نأبى ,,, و لماذا ننكص عن الحق و قد هُدينا اليه ,,, و لماذا نقعد عن العمل له و عن البذل في سبيله ,,, فسبحان الله ,,,

فإن تَستبدلوا.... تُستبدلوا ,,,


"الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير"
التوبة
(آية:39)

" هاانتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم " محمد (آية:38)

وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم

فلنتدبر آيات الله ,,, و لنتدبر أمرنا ,,,

و الله المستعان على ما يصفون ...


[line]

* هامش :

هذه السطور مهداة لأخي الأصغر , و قد جاء بليل الأمس يسألني حزيناً , مترددا قبل السؤال , محذرا من سوء فهمه , متوجسا من مغبة الكلمات , لكني سأسأل , ألسنا على الحق ,,,, و أليس أعداء الله على الباطل ,,, و أليس الله تعالى مطلعاً على ما استباحوه من دمائنا ,,, فكيف ما يزالون منتصرين علينا ,,, متبجحين بغثاء القول و فصيح الجور لم تدر عليهم بما طغوا في الأرض الدوائر .... فلعل الله تعالى يكشف بهذه السطور بعض اللبس و ينير بها أحداق البصائر ,

و الله المستعان على ما يصفون .











التوقيع



سبحـــــان ربـِّـي ...
كلمــا أوتيت علمـــأً ...
زادنــي علمــــاً بجهلـــي ...


 
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2006, 11:58 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د. صفاء رفعت
أقلامي
 
الصورة الرمزية د. صفاء رفعت
 

 

 
إحصائية العضو






د. صفاء رفعت غير متصل


Lightbulb "متى نصر الله " ؟ سيد قطب يشرح الأسباب ....





كنت أبحث مثلكم عن شفاء الأسئلة المعلقة في ضمير الدهر ,

تلك التي يمرأصحاب اليقين عنها غير منشغلين بها و قد إمتلأت قلوبهم ببرد السكينة و الركون لوعد الله و قدره و حكمة تقديره ,
و يسكت عنها المؤمنون و إن أرقتهم من حين لحين دون أن يعلنوا قلقهم بها فقد غلب إيمانهم توجس الريبة في نفوسهم فاطمأنت بالإيمان ,
و يقف من اختلطت في قلوبهم عندها , يسألون عنها و يجادلون فيها , ينظرون لأهل اليقين تارة فيتمنون لو كانوا معهم , و يلتفتون أخرى لمن غلب عليهم سوء الظن فتضيق صدورهم بما ضاقت به عقولهم ,
أما من غلبت عليهم حسرتهم و انقلبوا عن برد اليقين الى نار الظن السَوْء , فعليهم دائرة السَوْء ,,,,
فكيف يرون لغير دين الله في الارض مآل النصر و التمكين و كيف يقعد خيالهم القعيد عن إدراك نواميس الخلق و الحياة , فيعلون أحكام الواقع و توضيعات ثلة من البشر الفانين على سنن الخالق الأعظم في تصريف شئون الناس و الحياة ......

فسبحان الله ...

و في ازدحام الحوادث وجدت لكم هذه , فأحببت أن تقرأوها معي , فلله هذه السطور و من كتبها , و لله هذا الأدب الجميل الطلي النبيل النقي الصافي , و لله هذا اليقين الراسخ ...

رحم الله الشيخ سيد قطب , رحمة تسع الأرضين السبع و السماوات السبع و ما بينهما ....


[line]

عندما يتأخر النصر !! .. سيد قطب يشرح الأسباب ....

" إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)
"

استمرار المعركة بين الهدى والضلال


إن قوى الشر والضلال تعمل في هذه الأرض , والمعركة مستمرة بين الخير والشر والهدى والضلال ; والصراع قائم بين قوى الإيمان وقوى الطغيان منذ أن خلق الله الإنسان .
والشر جامح والباطل مسلح .

وهو يبطش غير متحرج , ويضرب غير متورع ; ويملك أن يفتن الناس عن الخير إن اهتدوا إليه , وعن الحق إن تفتحت قلوبهم له . فلا بد للإيمان والخير والحق من قوة تحميها من البطش , وتقيها من الفتنة وتحرسها من الأشواك والسموم .

ولم يشأ الله أن يترك الإيمان والخير والحق عزلا تكافح قوى الطغيان والشر والباطل , اعتمادا على قوة الإيمان في النفوس وتغلغل الحق في الفطر , وعمق الخير في القلوب . فالقوة المادية التي يملكها الباطل قد تزلزل القلوب وتفتن النفوس وتزيغ الفطر . وللصبر حد وللاحتمال أمد , وللطاقة البشرية مدى تنتهي إليه . والله أعلم بقلوب الناس ونفوسهم . ومن ثم لم يشأ أن يترك المؤمنين للفتنة , إلا ريثما يستعدون للمقاومة , ويتهيأون للدفاع , ويتمكنون من وسائل الجهاد . .
وعندئذ أذن لهم في القتال لرد العدوان .

وقبل أن يأذن لهم بالانطلاق إلى المعركة آذنهم أنه هو سيتولى الدفاع عنهم فهم في حمايته:
(إن الله يدافع عن الذين آمنوا). .

وأنه يكره أعداءهم لكفرهم وخيانتهم فهم مخذولون حتما:
(إن الله لا يحب كل خوان كفور). .

وأنه حكم لهم بأحقية دفاعهم وسلامة موقفهم من الناحية الأدبية فهم مظلومون غير معتدين ولا متبطرين:
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا). .

وأن لهم أن يطمئنوا إلى حماية الله لهم ونصره إياهم:
(وإن الله على نصرهم لقدير). .

وأن لهم ما يبرر خوضهم للمعركة فهم منتدبون لمهمة إنسانية كبيرة , لا يعود خيرها عليهم وحدهم , إنما يعود على الجبهة المؤمنة كلها ; وفيها ضمان لحرية العقيدة وحرية العبادة .

وذلك فوق أنهم مظلومون أخرجوا من ديارهم بغير حق:

(الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا:ربنا الله). .

وهي أصدق كلمة أن تقال , وأحق كلمة بأن تقال .

ومن أجل هذه الكلمة وحدها كان إخراجهم .
فهو البغي المطلق الذي لا يستند إلى شبهة من ناحية المعتدين .
وهو التجرد من كل هدف شخصي من ناحية المعتدى عليهم ,
إنما هي العقيدة وحدها من أجلها يخرجون ,
لا الصراع على عرض من أعراض هذه الأرض , التي تشتجر فيها الأطماع ;
وتتعارض فيها المصالح ; وتختلف فيها الاتجاهات وتتضارب فيها المنافع !


ووراء هذا كله تلك القاعدة العامة . .

حاجة العقيدة إلى الدفع عنها:

(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا). .

والصوامع أماكن العبادة المنعزلة للرهبان , والبيع للنصارى عامة وهي أوسع من الصوامع , والصلوات أماكن العبادة لليهود . والمساجد أماكن العبادة للمسلمين .

وهي كلها معرضة للهدم - على قداستها وتخصيصها لعبادة الله - لا يشفع لها في نظر الباطل أن اسم الله يذكر فيها , ولا يحميها إلا دفع الله الناس بعضهم ببعض .

أي دفع حماة العقيدة لأعدائها الذين ينتهكون حرمتها , ويعتدون على أهلها . فالباطل متبجح لا يكف ولا يقف عن العدوان إلا أن يدفع بمثل القوة التي يصول بها ويجول .

ولا يكفي الحق أنه الحق ليقف عدوان الباطل عليه , بل لا بد من القوة تحميه وتدفع عنه . وهي قاعدة كلية لا تتبدل ما دام الإنسان هو الإنسان !


ولا بد من وقفة أمام هذه النصوص القليلة الكلمات العميقة الدلالة , وما وراءها من أسرار في عالم النفس وعالم الحياة .


إن الله يبدأ الإذن بالقتال للذين قاتلهم المشركون , واعتدى عليهم المبطلون ,
بأن الله يدافع عن الذين آمنوا , وأنه يكره المعتدين عليهم من الكفار الخائنين:

(إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور). .

فقد ضمن للمؤمنين إذن أنه هو تعالى يدافع عنهم .
ومن يدافع الله عنه فهو ممنوع حتما من عدوه , ظاهر حتما على عدوه . .
ففيم إذن يأذن لهم بالقتال ?
وفيم إذن يكتب عليهم الجهاد ?
وفيم إذن يقاتلون فيصيبهم القتل والجرح , والجهد والمشقة , والتضحية والآلام . . .
والعاقبة معروفة , والله قادر على تحقيق العاقبة لهم بلا جهد ولا مشقة ,
ولا تضحية ولا ألم , ولا قتل ولا قتال ?

والجواب أن حكمة الله في هذا هي العليا ,
وأن لله الحجة البالغة . .
والذي ندركه نحن البشر من تلك الحكمة ويظهر لعقولنا ومداركنا من تجاربنا ومعارفنا
أن الله سبحانه لم يرد أن يكون حملة دعوته وحماتها من "التنابلة " الكسالى ,
الذين يجلسون في استرخاء , ثم يتنزل عليهم نصره سهلا هينا بلا عناء ,
لمجرد أنهم يقيمون الصلاة ويرتلون القرآن ويتوجهون إلى الله بالدعاء ,
كلما مسهم الأذى ووقع عليهم الاعتداء !


نعم إنهم يجب أن يقيموا الصلاة , وأن يرتلوا القرآن ,
وأن يتوجهوا إلى الله بالدعاء في السراء والضراء .

ولكن هذه العبادة وحدها لا تؤهلهم لحمل دعوة الله وحمايتها ;
إنما هي الزاد الذي يتزودونه للمعركة .
والذخيرة التي يدخرونها للموقعة ,
والسلاح الذي يطمئنون إليه وهم يواجهون الباطل بمثل سلاحه
ويزيدون عنه سلاح التقوى والإيمان والاتصال بالله .


لقد شاء الله تعالى أن يجعل دفاعه عن الذين آمنوا يتم عن طريقهم هم أنفسهم
كي يتم نضجهم هم في أثناء المعركة .

فالبنية الإنسانية لا تستيقظ كل الطاقات المذخورة فيها كما تستيقظ وهي تواجه الخطر ;
وهي تدفع وتدافع , وهي تستجمع كل قوتها لتواجه القوة المهاجمة . .
عندئذ تتحفز كل خلية بكل ما أودع فيها مناستعداد لتؤدي دورها ;
ولتتساند مع الخلايا الأخرى في العمليات المشتركة ;
ولتؤتي أقصى ما تملكه , وتبذل آخر ما تنطوي عليه ;
وتصل إلى أكمل ما هو مقدور لها وما هي مهيأة له من الكمال .


والأمة التي تقوم على دعوة الله في حاجة إلى استيقاظ كل خلاياها ,
واحتشاد كل قواها , وتوفز كل استعدادها , وتجمع كل طاقاتها ,
كي يتم نموها , ويكمل نضجها ,
وتتهيأ بذلك لحمل الأمانة الضخمة والقيام عليها .


والنصر السريع الذي لا يكلف عناء ,
والذي يتنزل هينا لينا على القاعدين المستريحين ,
يعطل تلك الطاقات عن الظهور , لأنه لا يحفزها ولا يدعوها .


وذلك فوق أن النصر السريع الهين اللين سهل فقدانه وضياعه .

أولا لأنه رخيص الثمن لم تبذل فيه تضحيات عزيزة .

وثانيا لأن الذين نالوه لم تدرب قواهم على الاحتفاظ به
ولم تحشد طاقاتهم وتشحد لكسبه . فهي لا تتحفز ولا تحتشد للدفاع عنه .



وهناك التربية الوجدانية والدربة العملية تلك التي تنشأ من النصر والهزيمة ,
والكر والفر , والقوة والضعف والتقدم والتقهقر .
ومن المشاعر المصاحبة لها . . من الأمل والألم .
ومن الفرح والغم , ومن الاطمئنان والقلق .
ومن الشعور بالضعف والشعور بالقوة . .
ومعها التجمع والفناء في العقيدة والجماعة والتنسيق بين الاتجاهات
في ثنايا المعركة وقبلها وبعدها وكشف نقط الضعف ونقط القوة ,
وتدبير الأمور في جميع الحالات . .
وكلها ضرورية للأمة التي تحمل الدعوة وتقوم عليها وعلى الناس .


من أجل هذا كله , ومن أجل غيره مما يعلمه الله . .
جعل الله دفاعه عن الذين آمنوا يتم عن طريقهم هم أنفسهم ;
ولم يجعله لقية تهبط عليهم من السماء بلا عناء .


والنصر قد يبطى ء

والنصر قد يبطىء على الذين ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا:ربنا الله . فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله .


قد يبطى ء النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ,
ولم يتم بعد تمامها , ولم تحشد بعد طاقاتها ,
ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات .
فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا !


وقد يبطى ء النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة ,
وآخر ما تملكه من رصيد , فلا تستبقي عزيزا ولا غالبا ,
لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله .


و قد يبطى ء النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ,
فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر .
إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى الله .


و قد يبطى ء النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ,
وهي تعاني وتتألم وتبذل ; ولا تجد لها سندا إلا الله ,
ولا متوجها إلا إليه وحده في الضراء .
وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله .
فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله .


و قد يبطى ء النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته
فهي تقاتل لمغنم تحققه , أو تقاتل حمية لذاتها , أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها .
والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله ,
بريئا من المشاعر الأخرى التي تلابسه .

وقد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى . فأيها في سبيل الله . فقال:" من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " .


كما قد يبطى ء النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير ,
يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا , ويذهب وحده هالكا ,
لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار !


و قد يبطى ء النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماما .
فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارا من المخدوعين فيه ,
لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله ;
فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة .
فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس ,
ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية !


و قد يبطى ء النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة .
فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار .
فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر , ولاستبقائه !



من أجل هذا كله , ومن أجل غيره مما يعلمه الله , قد يبطى ء النصر , فتتضاعف التضحيات , وتتضاعف الآلام . مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية .



وللنصر تكاليفه وأعباؤه حين يتأذن الله به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه ,
وتهيؤ الجو حوله لاستقباله واستبقائه:

(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة , وآتوا الزكاة , وأمروا بالمعروف , ونهوا عن المنكر ; ولله عاقبة الأمور). .

فوعد الله المؤكد الوثيق المتحقق الذي لا يتخلف هو أن ينصر من ينصره . .

فمن هم هؤلاء الذين ينصرون الله , فيستحقون نصر الله ,
القوي العزيز الذي لا يهزم من يتولاه ? إنهم هؤلاء:

(الذين إن مكناهم في الأرض). .
فحققنا لهم النصر , وثبتنا لهم الأمر . .
(أقاموا الصلاة). .
فعبدوا الله ووثقوا صلتهم به , واتجهوا إليه طائعين خاضعين مستسلمين . .
(وآتوا الزكاة). .
فأدوا حق المال , وانتصروا على شح النفس , وتطهروا من الحرص ,
وغلبوا وسوسة الشيطان , وسدوا خلة الجماعة , وكفلوا الضعاف فيها والمحاويج ,
وحققوا لها صفة الجسم الحي كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " . .
(وأمروا بالمعروف). .
فدعوا إلى الخير والصلاح , ودفعوا إليه الناس . .
(ونهوا عن المنكر). .
فقاوموا الشر والفساد , وحققوا بهذا وذاك صفة الأمة المسلمة
التي لا تبقى على منكر وهي قادرة على تغييره ,
ولا تقعد عن معروف وهي قادرة على تحقيقه . .


هؤلاء هم الذين ينصرون الله ,
إذ ينصرون نهجه الذي أراده للناس في الحياة ,
معتزين بالله وحده دون سواه .
وهؤلاء هم الذين يعدهم الله بالنصر على وجه التحقيق واليقين .



فهو النصر القائم على أسبابه ومقتضياته . المشروط بتكاليفه وأعبائه . .
والأمر بعد ذلك لله , يصرفه كيف يشاء ,
فيبدل الهزيمة نصرا , والنصر هزيمة ,
عندما تختل القوائم , أو تهمل التكاليف:
(ولله عاقبة الأمور). .

إنه النصر الذي يؤدي إلى تحقيق المنهج الإلهي في الحياة .
من انتصار الحق والعدل والحرية المتجهة إلى الخير والصلاح .
المنظور فيه إلى هذه الغاية التي يتوارى في ظلها الأشخاص والذوات , والمطامع والشهوات . .

وهو نصر له سببه . وله ثمنه . وله تكاليفه . وله شروطه .

فلا يعطى لأحد جزافا أو محاباة ولا يبقى لأحد لا يحقق غايته ومقتضاه . .







التوقيع



سبحـــــان ربـِّـي ...
كلمــا أوتيت علمـــأً ...
زادنــي علمــــاً بجهلـــي ...


 
رد مع اقتباس
قديم 05-08-2006, 01:19 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

Lightbulb مشاركة: "حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله "...

د. صفاء

بارك الله في هذا الجهد المبارك وهذه الوقفة التي يحتاجها المسلمون ليقفوا على أسباب تأخر النصر عنهم كما تأخر عن صفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حين كان يأتيه صحابته رضوان الله عليهم مستعجلين وخاصة خباب رضي الله عنه قائلا :ألا تدعو لنا يا رسول الله ؟! ألا تستنصر لنا

فيثبته ويذكره بما نال الحواريين أصحاب عيسى عليه السلام ... نشروا بالمناشير وصلبوا على النصب ... ثم يعده بظهور هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى على غنمه إلا الله والذئب...

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:2-3) (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)
(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:139-142)


النصر له أسباب وينبغي أن يأخذ المسلمون بهذه الأسباب ومن هذه الأسباب التي ينبغي أن تستوفيها الجماعة المسلمة والفئة العاملة لنصرة دين الله...

أولا: نقاء الفئة المؤمنة لذلك يريد الله عز جل أن يمحصها ويختبر إخلاصها ويستخرج الخبث منها ممن هم عبء عليها ودخلوها لغاية في نفوسهم من مكاسب عاجلة وعرض دنيوي من جاه أو منصب...

ثانيا: نقاء الفكرة التي تحملها الفئة المؤمنة من سلامة العقيدة وما تتبناه من أفكار إسلامية اعتمدت في أخذها وتبنيها على الإسلام وحده ولم يخالطها شائبة كتلك الأفكار التي أخذها بعضهم من الواقع مستسلمين له خاضعين لأهواء الناس أو متجنبين الاصطدام مع أعداء الفكرة الإسلامية ابتغاء أن يكون لهم موقع ومكان سهل في العمل ...

ثالثا: سلامة المنهج والطريقة التي يستمدها المسلمون من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من حيث مواجهة الباطل وعدم القبول بالحل الوسط ... فإما الإسلام كاملا وإما الصبر على ما يكابده الدعاة والاحتساب وعدم القبول بعرض قريب يمنون به النفس كما حصل من مشاركة الإسلاميين
في حكومات استغلت مشاركتهم وحرقت أوراقهم واستغلتهم أسوأ استغلال كما حصل في السودان والأردن والباكستان ... والدرس ماثل لحماس أسأل الله أن يوفقها وتنجو بنفسها من الحلول الوسط التي تستدرج إليها كما حصل مع أخواتها في غير بلد إسلامي ...
الداعية محمد قطب أنكر على الإسلاميين مشاركتهم في أنظمة الحكم التي تحكم بغير ما أنزل الله ونصحهم بعدم المشاركة لأن ذلك استدراج للإسلاميين وحرق لهم فضلا عن مخالفته لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ..

أما الشهيد سيد قطب رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه فإنه لا يؤمن بالحلول التوفيقية الإصلاحية ومنهجه منهج إنقلابي شامل ... وهو يصف المجتمعات القائمة بأنها مجتمعات جاهلية لأنها تحتكم لغير الإسلام وهذا فهم سليم وراق جسّده في كتابه معالم في الطريق الذي جعل السلطات الغاشمة تصر على إعدامه بسبب هذا الفهم الراقي .... وهو فهم دقيق آت من تعريف دار الإسلام بأنها تلك البلاد التي تحكم بالإسلام ولو كان جل أهلها غير مسلمين ، وتعريف دار الكفر التي هي البلاد التي تحكم بغير الإسلام ولو كان جل أهلها من المسلمين ... فالاعتبار للنظام العام الذي تخضع له الدار وللأحكام التي تطبق فيها بغض النظر عن طبيعة أهلها مسلمين أم غير مسلمين ...

أرجو أن يكون في هذا الاستطراد ما يفيد....

وشكرا لهذا الإبداع الفكري لترسيخ المفاهيم الصحيحة وتبديد الغبش عن العيون ...







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 05-08-2006, 10:02 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سيد يوسف
أقلامي
 
إحصائية العضو







سيد يوسف غير متصل


افتراضي مشاركة: "حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله "...

شكر الله لك اختنا الكريمة د صفاء تلك الكلمات وهذه الغيرة البصيرة على مصاب قومنا واسال الله ان يجزيك بها خير الجزاء

استاذنك فى قول ما يلى
هو نضال سيظل دوما ما دامت الحياة.. أبدا لن تفرغ منه الحياة: صراع أنصار الحق مع أنصار الباطل... وإن كلا ليسخر من الآخر... ويحسب أنه منتصر فى نهاية الأمر ولكن!

الحياة طويلة وقد يموت أنصار الحق قبل أن ينتصر الحق الذى معهم وبهم وذلك لقصر الحياة واتساع مجال النضال...إن أهل الحق يموتون ولكن الحق لا يموت ، وان أهل الباطل قد ينتصرون ولكن الباطل أبدا لن يدوم ولذا لن ينتصر..

قد يقول أتباع زبانية الباطل: نحن ننظر إلى الواقع فتخلى عن شعاراتك وانضم إلينا هيا هيا هلم إلينا... كونوا عقلاء وفكروا بطريقتنا ....فقل لهم: هذا هو الواقع فما بالكم لا تنظرون!!

وهبنى قلت إن الشمس غائبة *** فهل عميت عيون الناظرين
إن الشر أبدا لن ينتصر وإن بدا حين من الدهر ظاهرا منتفشا.

صحيح أن من نكد الحياة المؤلم أنها تخيرنا بين أمرين كلاهما مر:إما أن نكون أقوياء ظلمة......وإما أن نكون ضعفاء مظلومين لكن....

انتصار الباطل إلى حين...بعد ذلك سوف يزول الشر ويبقى الحق تتناقله الأجيال ولسوف تنهال لعنات التاريخ على أمثال بلطجية الباطل والذين يساندوه يقول تعالى:
"وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ " هود131.....سوف تلحق الظالمين منهم لعنة يندمون فيها على قوتهم... ولسوف تلحق المظلومين من أبنائنا المخلصين الشرفاء سوف تلحق بهم رحمة لا يحسون معها ندما أو مرارة .

وإن أعظم ما يبتلى به عقل المخلصين الآن من الحيرة هو أن يرى الواحد منهم نتائج أعماله عكس ما يرجو لها فقد نرى فى أوضاعنا المقلوبة هذى:

قد نرى الغبى مقدما ، والحرامى حارسا لأمانات الهيئات والمنظمات أو الناس ، ونرى الخائن متقلدا مناصب حساسة، ونرى النشيط مؤخرا حيث ينبغى له أن يتقدم ، ونرى المنادين بالحرية خلف أسوار المعتقلات ، ونرى بلطجية الباطل في الشوارع آمنين بلا محاكمة، ونرى تشويه الحقائق بتعمد مغلوط من نفوس مريضة ،ونرى الأغبياء يفسح لهم منابر الإعلام ليتحدثوا وحدهم- فقط وحدهم - غير آبهين ولا محترمين عقول من يتحدثون إليهم... ، ونرى أن كل قول ككل قول.

نعم ربما تصيبنا مثل هذه الأوضاع المعكوسة ببعض التثبيط وتدفعنا إلى اليأس فليس أقتل للهمم ولا أفسد للأخلاق من شعورنا بضياع الحق بيننا،ولكن وربى لا وألف لا....

نعم إنه ليس فى الدنيا عدل مطلق لكن هذه إرهاصات نتذوق من خلالها حلاوة العدل الذى طالما حرمنا منه أهل البلطجة...

متى يفقه منافقونا أن متى ما وجد شيء يسمى وطن فلابد أن تكون مصلحة الأمة ومصلحة الوطن هى الشرف الذى سوف يضحى من أجله أبناؤه المخلصون؟؟

إن المخلصين الشرفاء وقد هب بعضهم كالجسد الواحد إذا فسد منه عضو إما بتروه وإما دافعوا عن بقائهم وتحملوا فى سبيل ذلك الأذى.

هي كلمة إلى حكامنا وأعوانهم عساهم يستبصرون
يا حكامنا..يا أتباع كل ناعق لهم ...يا مبرراتية لأقوال الطغاة :

فى ضعفنا قد يشيع فينا الأثرة لكن فى قوتنا يشيع فينا الإيثار حتى بالنفس وإنا معكم لعلى موعد مع القدر..

هذه أفكارنا أو أفكار مجموعنا التى ظللتم تحاربون الروح التى وراءها وأبشركم أو أحذركم:
نحن نفهم الحياة بالفكر لكننا نحياها بالعقائد وفى عقيدتنا أن السكوت على الظلم معصية، ونحن لا نحب أن نعصى الله بإرادتنا ولاتظنون سذاجة نحن عليها فنحن نعلم العيون التى تترصدنا، ونعلم أن أفكارنا هذه سوف تودى ببعضنا إما فى مستشفى المجاذيب زورا وبهتانا، أو خلف أسوار المعتقلات حيث المنادون بالحريات، أو ضربة سكين خاطئة، أو حادثة انتحار عارضة، أو سيارة تدهمنا قضاء وقدر......

نحن نعلم ذلك يقينا...لكن حين نألم كمدا على أحوالنا هذه وعلى أحوال هذه الأوطان المظلومة والذي بيع ونهب وفق منهج مدروس ....فإننا نألم وننهج بجموع المخلصين فينا نهجا فيه خلاص أمتنا من تلك الخيانة القذرة لهذه الأوطان الحبيبة إلى نفوسنا لا حبا زائفا لكنه حب عميق متجذر أصيل .

لقد هب المارد من غفوته، والشعوب قلما ترجع للوراء وقد أردنا الحياة...وفى يقيني أن الله سيستجيب لنا....ومن الآلام ينبت نور لا يراه سوى المشبعين بالأمل ، الفاقهين للسنن الكونية التي ترى الدقة الكاملة فى قوله تعالى فى سورة محمد صلى الله عليه وسلم " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ " محمد1







 
رد مع اقتباس
قديم 08-08-2006, 01:02 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د. صفاء رفعت
أقلامي
 
الصورة الرمزية د. صفاء رفعت
 

 

 
إحصائية العضو






د. صفاء رفعت غير متصل


افتراضي مشاركة: "حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله "...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف ذوابه



أما الشهيد سيد قطب رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه فإنه لا يؤمن بالحلول التوفيقية الإصلاحية ومنهجه منهج إنقلابي شامل ... وهو يصف المجتمعات القائمة بأنها مجتمعات جاهلية لأنها تحتكم لغير الإسلام وهذا فهم سليم وراق جسّده في كتابه معالم في الطريق الذي جعل السلطات الغاشمة تصر على إعدامه بسبب هذا الفهم الراقي .... وهو فهم دقيق آت من تعريف دار الإسلام بأنها تلك البلاد التي تحكم بالإسلام ولو كان جل أهلها غير مسلمين ، وتعريف دار الكفر التي هي البلاد التي تحكم بغير الإسلام ولو كان جل أهلها من المسلمين ... فالاعتبار للنظام العام الذي تخضع له الدار وللأحكام التي تطبق فيها بغض النظر عن طبيعة أهلها مسلمين أم غير مسلمين ...


وشكرا لهذا الإبداع الفكري لترسيخ المفاهيم الصحيحة وتبديد الغبش عن العيون ...


بل الشكر لك يا أستاذ نايف على إضافاتك الملهمة دائماً ,

و على حبك للخير ,

بارك الله فيك ,


و دعني أضع بين أيديكم أحد ردودي على الأخت الفاضلة زاهية في نقاش دار حول هذا المعنى : كلنا نتفق على حاجتنا لإصلاح حتى نبدأ الإصلاح , لكن , هل ننتظر الآن و قد دهمنا , أم نشمر عن سواعد الذب و المجاهدة على حالنا ؟


.................................


فلربما اختلطت بين الصفوف القلوب , فبين قلب صاف نقي صادق , و قلب مؤمن مطمئن , و قلب قلق صدوق , و قلب مختلط , و قلب مبدل ...

فلا سبيل لتغيير الحال الا بتصفية القلوب و تمحيص الجنود حتى يصطفون في سبيل الله صفاً كأنهم بنيان مرصوص , يدافعون عن الحق على قلب رجل واحد ,,,

و لكن ,,,

فكيف ثَمّ اذا دُخلت علينا من أقطارها و لمّا تتوحد على الدرب القلوب ؟؟؟

و قد دُخلت علينا من أقطارها ....

فها هنا ....
ربما يصلح الله في يوم و ليلة قلوبا لم تصلحها طوال اليالي ,,,
و ربما اجدبت الصحراء لعشر سنين فأمستها ليلة عاصفة ماطرة فما اصبحت الا و قد اتخذت زخرفها و ازينت ,
و في الأزمات تنكشف قوادم السعي عن نجائب العزمات ,,,

فلا بديل و لا مناص عن الدفع ,,,

فإذ ذاك تتوحد الصفوف على ظاهرها , إن توحدت , و عند الالتحام تذيب النار معادن القلوب ,

فعلى قدر صفاءها يكون ثباتها,
فقد يأذن الله فتعلو و تنتصر ,
و قد يمن الله فتُسَالم و تسلم ,

و قد يغلب ضعفها قوتها و يغشى يقينها شكّها فتقعد عن بلوغ الغاية من الدفع ,


و في كل الأحوال ليس هذا هو السبيل الى إقامة الحق في الأرض , و ليست هذه هي المعركة ,

فالمعركة التي ننتظرها ,

ننتظرها لنعلي بها دين الله و نقيم في الأرض حقه و عدله و تشريعه الذي ارتضاه للناس ,
و هذه لا تقوم بها الصفوف التي انتظمت على غاية غيرها ,
و لا تقيمها قلوب خلّطت فاختلطت فيها الفتن ,
و لا تقيمها رجال تلهيهم كل تجارة و بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة .






التوقيع



سبحـــــان ربـِّـي ...
كلمــا أوتيت علمـــأً ...
زادنــي علمــــاً بجهلـــي ...


 
رد مع اقتباس
قديم 08-08-2006, 01:20 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
د. صفاء رفعت
أقلامي
 
الصورة الرمزية د. صفاء رفعت
 

 

 
إحصائية العضو






د. صفاء رفعت غير متصل


افتراضي مشاركة: "حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله "...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد يوسف
شكر الله لك اختنا الكريمة د صفاء تلك الكلمات وهذه الغيرة البصيرة على مصاب قومنا واسال الله ان يجزيك بها خير الجزاء

استاذنك فى قول ما يلى
هو نضال سيظل دوما ما دامت الحياة.. أبدا لن تفرغ منه الحياة: صراع أنصار الحق مع أنصار الباطل... وإن كلا ليسخر من الآخر... ويحسب أنه منتصر فى نهاية الأمر ولكن!

الحياة طويلة وقد يموت أنصار الحق قبل أن ينتصر الحق الذى معهم وبهم وذلك لقصر الحياة واتساع مجال النضال...إن أهل الحق يموتون ولكن الحق لا يموت ، وان أهل الباطل قد ينتصرون ولكن الباطل أبدا لن يدوم ولذا لن ينتصر..

قد يقول أتباع زبانية الباطل: نحن ننظر إلى الواقع فتخلى عن شعاراتك وانضم إلينا هيا هيا هلم إلينا... كونوا عقلاء وفكروا بطريقتنا ....فقل لهم: هذا هو الواقع فما بالكم لا تنظرون!!

وهبنى قلت إن الشمس غائبة *** فهل عميت عيون الناظرين
إن الشر أبدا لن ينتصر وإن بدا حين من الدهر ظاهرا منتفشا.

صحيح أن من نكد الحياة المؤلم أنها تخيرنا بين أمرين كلاهما مر:إما أن نكون أقوياء ظلمة......وإما أن نكون ضعفاء مظلومين لكن....

انتصار الباطل إلى حين...بعد ذلك سوف يزول الشر ويبقى الحق تتناقله الأجيال ولسوف تنهال لعنات التاريخ على أمثال بلطجية الباطل والذين يساندوه يقول تعالى:
"وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ " هود131.....سوف تلحق الظالمين منهم لعنة يندمون فيها على قوتهم... ولسوف تلحق المظلومين من أبنائنا المخلصين الشرفاء سوف تلحق بهم رحمة لا يحسون معها ندما أو مرارة .

وإن أعظم ما يبتلى به عقل المخلصين الآن من الحيرة هو أن يرى الواحد منهم نتائج أعماله عكس ما يرجو لها فقد نرى فى أوضاعنا المقلوبة هذى:

قد نرى الغبى مقدما ، والحرامى حارسا لأمانات الهيئات والمنظمات أو الناس ، ونرى الخائن متقلدا مناصب حساسة، ونرى النشيط مؤخرا حيث ينبغى له أن يتقدم ، ونرى المنادين بالحرية خلف أسوار المعتقلات ، ونرى بلطجية الباطل في الشوارع آمنين بلا محاكمة، ونرى تشويه الحقائق بتعمد مغلوط من نفوس مريضة ،ونرى الأغبياء يفسح لهم منابر الإعلام ليتحدثوا وحدهم- فقط وحدهم - غير آبهين ولا محترمين عقول من يتحدثون إليهم... ، ونرى أن كل قول ككل قول.

نعم ربما تصيبنا مثل هذه الأوضاع المعكوسة ببعض التثبيط وتدفعنا إلى اليأس فليس أقتل للهمم ولا أفسد للأخلاق من شعورنا بضياع الحق بيننا،ولكن وربى لا وألف لا....

نعم إنه ليس فى الدنيا عدل مطلق لكن هذه إرهاصات نتذوق من خلالها حلاوة العدل الذى طالما حرمنا منه أهل البلطجة...

متى يفقه منافقونا أن متى ما وجد شيء يسمى وطن فلابد أن تكون مصلحة الأمة ومصلحة الوطن هى الشرف الذى سوف يضحى من أجله أبناؤه المخلصون؟؟

إن المخلصين الشرفاء وقد هب بعضهم كالجسد الواحد إذا فسد منه عضو إما بتروه وإما دافعوا عن بقائهم وتحملوا فى سبيل ذلك الأذى.

هي كلمة إلى حكامنا وأعوانهم عساهم يستبصرون
يا حكامنا..يا أتباع كل ناعق لهم ...يا مبرراتية لأقوال الطغاة :

فى ضعفنا قد يشيع فينا الأثرة لكن فى قوتنا يشيع فينا الإيثار حتى بالنفس وإنا معكم لعلى موعد مع القدر..

هذه أفكارنا أو أفكار مجموعنا التى ظللتم تحاربون الروح التى وراءها وأبشركم أو أحذركم:
نحن نفهم الحياة بالفكر لكننا نحياها بالعقائد وفى عقيدتنا أن السكوت على الظلم معصية، ونحن لا نحب أن نعصى الله بإرادتنا ولاتظنون سذاجة نحن عليها فنحن نعلم العيون التى تترصدنا، ونعلم أن أفكارنا هذه سوف تودى ببعضنا إما فى مستشفى المجاذيب زورا وبهتانا، أو خلف أسوار المعتقلات حيث المنادون بالحريات، أو ضربة سكين خاطئة، أو حادثة انتحار عارضة، أو سيارة تدهمنا قضاء وقدر......

نحن نعلم ذلك يقينا...لكن حين نألم كمدا على أحوالنا هذه وعلى أحوال هذه الأوطان المظلومة والذي بيع ونهب وفق منهج مدروس ....فإننا نألم وننهج بجموع المخلصين فينا نهجا فيه خلاص أمتنا من تلك الخيانة القذرة لهذه الأوطان الحبيبة إلى نفوسنا لا حبا زائفا لكنه حب عميق متجذر أصيل .

لقد هب المارد من غفوته، والشعوب قلما ترجع للوراء وقد أردنا الحياة...وفى يقيني أن الله سيستجيب لنا....ومن الآلام ينبت نور لا يراه سوى المشبعين بالأمل ، الفاقهين للسنن الكونية التي ترى الدقة الكاملة فى قوله تعالى فى سورة محمد صلى الله عليه وسلم " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ " محمد1


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)

ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3)

فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)

سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)

وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) "


فكأني ما قرأتها قبل اليوم قط :


" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)

وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9)

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10)

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11)"


أخي الفاضل سيد يوسف ,

بارك الله فيك و جزاك خيرا كثيرا طيبا مباركا فيه على هذه السطور المباركة ,
و والله اني لأضن بها أن لا تفرد في موضوع مستقل
فلعلك تفعل ذلك .
و نعم يا أخي هو ما قلت , ان نور الفجر آت لا محالة , و سيهدي الله عباده لما يحبه و يرضاه باذنه , و بجميل فضله .

جزاكم الله خيرا .






التوقيع



سبحـــــان ربـِّـي ...
كلمــا أوتيت علمـــأً ...
زادنــي علمــــاً بجهلـــي ...


 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيتٌ .. وبيت!! ياسر أبو هدى منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 28-06-2006 10:52 PM
لحظات وفاة النبي ( صلى الله عليه وسلم) ياسر أبو هدى منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 18-06-2006 02:23 AM
قبســــــات مـــن نــــــور ياسر أبو هدى المنتدى الإسلامي 5 10-06-2006 06:31 PM
من واجبات الأمة نحو كاشف الغمة إبراهيم أمين منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 4 19-04-2006 09:26 PM
الأيام الفاضلة - عشر ذي الحجة! د. صفاء رفعت المنتدى الإسلامي 3 05-01-2006 02:57 AM

الساعة الآن 03:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط