|
|
منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
تكلمت كثيرا عن أسلوب الاستئناف البياني على تقدير سؤال عن السبب المُطْلَق : اعبد ربك(العبادة حق له). وعن السبب الخاص: اعبد ربك(إن العبادة حق له)أكدنا بإن لأن المخاطب خطر في نفسه سؤال يعرف اجابته لكن يتردد في قبول الجواب . والسبب المطلق ماكان ليس كذلك . السؤال فيه رأيان رأي أن جملة(اعبد ربك)منزلة منزلة السؤال كأنها تنوب عنه ورأي أن السؤال بعدها كانه محذوف ومقدر في المعنى . ولم نعطف لأن السؤال لايعطف على الجواب. وفي هذا المقال سأتكلم بإذن الله عن جواب الطلب في هذا الأسلوب . (استغفروا ربكم إنه كان غفارا - يرسل السماء عليكم مدرارا) الطلب(استغفروا ربكم) سبب الطلب أو تعليله(إنه كان غفارا) جواب الطلب(يرسل السماء عليكم مدرارا) هذي الثلاثة يكثر فيها حذف أحدها إما سبب الطلب وإما جواب الطلب ولايسمى هذا الأسلوب استئنافا بيانيا الا بذكر السبب أو التعليل(إنه كان غفارا)فاذا لم يذكر يسمى الأسلوب الجملة الطلبية والفعل(يرسل)اذا ذكر يمكن جزمه ويقال عنه مجزوم في جواب الطلب والطلب لايجزم إنما تجزم الحروف وهذه قاعدة أيها الكريم أن الذي يرفع وينصب هي الأفعال والحروف مثل ضرب وإن المؤكدة والذي يجزم هو الحروف والذي يجر هو الحروف . طبعا ستقول أليس المضاف هو الذي جر المضاف اليه فأقول لك انما قلت لك ذلك لتقول هذا حتى تفهم أن العلماء أسسوا قواعدهم على أصول . بما أن الأصل هو أن الحروف هي التي تجر يكون المضاف اليه نائبا عن حرف جر محذوف أي أن(غلام زيد)أصلها غلام لزيد فلما ناب المضاف عن حرف الجر صار حرف الجر واجب الحذف . وأنت قس على هذا . ومثله جملة جواب الطلب مثل : اكتب الشعر تعرفْه تعرفه مجزوم لأنه واقع في جواب الطلب والطلب هو(اكتب)وهو فعل أمر وفعل الأمر لايجزم إنما يجزم الحروف فكما قلنا في المضاف والمضاف اليه نقول هنا(أن هناك حرف جزم محذوف)وتقدير جملة: اكتب الشعر تعرفه هو: اكتب الشعر إنْ تكتبه تعرفه يعني حرف شرط جازم وحرف الشرط هو وفعل الشرط محذوفان وصار الطلب(اكتب)تعويضا عنه مثلما قلنا أن المضاف ناب عن المضاف اليه وكما أن حرف الجر يحذف وجوبا بعد أن ينوب عنه المضاف فكذلك حرف الشرط وفعل الشرط لكنهم لم يقولوا وجوبا إنما هناك آراء لكن يكاد يكون حذفه واجبا. قولي ان غلام زيد أصله غلام لزيد ليس معناه أن غلام زيد معناها نفس معنى غلام لزيد فغلام زيد معرفة أما غلام لزيد فهو نكرة ولكن النحاة قالوا هذا تقريبا للفكرة لأن الاسم لايجر اسما يعني أن المضاف لايمكن أن يجر المضاف اليه الا إذا كان ينوب عن حرف جر والا فذلك مستحيل . قد قلت انه يمكن حذف جواب الطلب ويمكن حذف جملة السبب أو التعليل فلاحظ : استغفروا ربكم يرسل السماء عليكم مدرارا. استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا . مارأيك ؟ لَمَّا حذفنا جملة التعليل أو السبب . ألست تشعر أنه لما حذفنا جملة السبب كأن الكلام فيه نقص . يعني ناقص كلمات. وبذكر جملة السبب صار الكلام تاما . هذا فيه شبه من أنك تقرأ بيتا من الشعر فتشعر أن الكلمات مفصلة على المعنى لازيادة ولانقص . لكن الموضوع أكبر من هذا لأن هذا الكلام القرآن الكريم(قهر الأطماع وأعجز القُدَر) كما قال الشيخ عبدالقاهر الجرجاني . في القرآن نادرا ماتذكر الثلاثة سوية أي: الطلب سبب الطلب جواب الطلب أكثر شيء يذكر الطلب وسببه او تعليله مثل طردة إبليس(فاخرج إنك من الصاغرين)يعني مادام أنك ياإبليس من الصاغرين الذليلين فانك تستحق الإخراج من الجنة بهذه الطريقة الطرد . لأنه تكبر فجعله التكبر والغرور صاغرا وجمعها صاغرون وأصلها من الصغر يعني نفخ نفسه وهو صغير فالمتكبر التكبر يجعله صغير الحجم . لو سمحت لاحظ ترتيب الطلب والسبب وجواب الطلب(استغفروا ربكم إنه كان غفارا - يرسل السماء عليكم مدرارا). الطلب ثم السبب ثم جواب الطلب. {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ...} الطلب(ادعوني)ثم جواب الطلب(أستجب لكم)ثم السبب(إن الذين يستكبرون ...). مرة كذا ومرة كذا فهذا نمط وهذا نمط . والله أعلم |
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|