لعبة العدو والصديق.

[هشام يوسف]

لعبة العدو والصديق

بات معروفا وشائعا لدى أبناء الشعب الفلسطيني ما يسمى "اسلوب العدو والصديق"؛ وهو أسلوب متبع من قبل طواقم المحققين الصهاينة في أقبية السجون والمعتقلات.
وهذا الاسلوب باختصار هوعبارة عن أسلوب القسوة والتعذيب ينتهجه أحد المحققين، ثم بعد جولة قاسية يأتي محقق آخر في خضم المعركة وينهر المحقق القذر ويزجره ويصرفه من الغرفة، ويبدأ بالسباب والشتيمة عليه وعلى من وظفه وحتى على الدولة التي وظفته، ثم يعتذر مطولا للمعتقل ويطلب له القهوة والماء ويسأله إذا كان بحاجة لأمر أخر، ويبدأ بالحديث حول كل سيئات كيانه القذر وحول أحقية قضيتنا العادلة، وبالتالي هو يحاول أن يوهم المعتقل أنه في صفه ويسانده وأنه صديقه الصدوق. وأنه سيبذل كل ما بوسعه لمساعدته؛ ولكن على هذا المعتقل أن يبادله الصدق كي يستطيع أن يساعده بأقل الخسائر.

يبدو أن هذا الإسلوب ليس متبعا في أقبية التحقيق وحسب؛ بل هو متبع في دهاليز السياسة والعلاقات الدولية. ويبدو أن هذا الأسلوب ناجح وناجع ويؤتي ثماره في كثير من المواقف. والغريب أن الكثير من الناس وحتى النخب يقعون في شراك هذا الأسلوب الذي من المفترض أن يكون مكشوفا!!!