الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2011, 02:22 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))








(( الحلقة الأولى ))






لم تعد ( دار السيد مأمونة ) صبيحة هذا اليوم المشهود

كما كان يقول نوري باشا السعيد قبل فترة ليست بالطويلة .
وكأنه رحمه الله كان مفعم بالثقة
والمرونة من إن هذه الدار ستبقى أمينة .


http://dc16.arabsh.com/i/03531/h8vn6r88vwdq.bmp


لكنه نسى إن ( العراق) بلد المفارقات والمفاجآت ..... والدم .
مدير الأمن العام الملكي ( بهجت العطية) أكد وبصورة مستمرة للبلاط الملكي
بضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة
للحد من النشاطات المعادية للملكية في صفوف الجيش
وقطاعات واسعة
من التيارات السياسية القومية والشيوعية .


http://dc16.arabsh.com/i/03531/l0a230elxr5q.bmp


لكنه كان دوما يقابل برد عنيف من قبل خال الملك
والوصي السابق على عرش العراق ....
الأمير ( عبد الإله بن علي بن الشريف حسين ) بالذات .. !!!
لماذا كان ( عبد الإله ) يتجاهل وبكل قوة
تحذيرات الأجهزة الأمنية والاستخبارات العراقية ........
ليس هذا فقط بل إن الكثير من الأجهزة الأمنية للدول المجاورة للعراق
حذرت من إن ( القادم ) ينذر بحدوث ثورة وفوضى عارمة !!!؟
إنني واثق إن الأمير كان يفهم جدية تلك التقارير
ويعي جيدا حجم المخاطر التي تحيق به
وبالعائلة المالكة
ويعرف جيدا انه غير مرغوب به من الشعب والجيش معا ........
وكان في مجالسه الخاصة يقول :-

(( إذا كانت العائلة المالكة غير مرغوب فيها
فنحن على استعداد .....
ليس فقط لترك السلطة ....
بل وحتى الرحيل ))

هل كان الأمير ينتظر استفتاء
أو أجراء ما يقرر فيه البقاء أو الرحيل ؟
أشك في ذلك ..... !!!
لاحظ المقربون
من الأمير أنه كان يعيش حالة شرود ذهني
وتتملكه مشاعر يأس قاتلة....
خصوصا أيامه الأخيرة
وان كابوس ثقيل يجثم على صدره .....
وكان دوما يحاول الانفراد بنفسه

http://dc16.arabsh.com/i/03531/u45fs8mbdkwo.bmp




الأمير عبد الإله في الوسط




بعيدا حيث لا يراه أحدا ويسير أحيانا كثيرة


في نفس الطريق

الذي قتل فيه الملك المحبوب ( غازي ) رحمه الله !!!!!!؟

يقول د. كمال السامرائي

الذي شهد وفاةالملكة ( عالية ) زوجة الملك غازي .....


أنها طلبت رؤية أخيها الأمير عبد الإله ....

فجاءها بعجلة وقلق

وارتمى على قدميها


دون إن ينبس بكلمة واحدة

فسحبت الملكة رجليها وهي تقول :

(
استغفر الله )



ورأيت عبد الإله يشير ألي بعينيه أن اخرج من الغرفة

أو هكذا خيل لي فنهضت لأغادرالغرفة .


إلا إن الملكة أسرعت بالقول :


(( لا .. أنا أريد إن يبقى الدكتور كمال

شاهدا على ما أقوله لك... إمام الله ))

ثم أردفت تقول له :

يا أخي عبد الإله ....

كان فيصل يتيم الأب وعما قريب سيكون يتيم إلام أيضا ....


فعدني أن تكون له أبا و أما...

أغفر لك كل ما مضى.... !!!

وأراد عبد الإله أن يقاطعها ..............
ألا أنها ردته بحزم !!


ترى ماذا قالت له ؟





إلى حلقة أخرى














 
رد مع اقتباس
قديم 03-11-2011, 01:54 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة الثانية ))









http://dc15.arabsh.com/i/03537/wek015xspazj.bmp


قالت له :
عدني إمام الدكتور كمال فهو شاهدي في دار البقاء ....
عدني يا عبد الإله .
وكررت ذلك مرتين فتمتم بالوعد
وخرج من الغرفة وهي تشيعه بنظرات باردة!!!!
الواضح وبضبابية إن الملكة عالية
كانت تعرف شيء ما عن مقتل زوجها ( غازي )
وتعرف من قتله بصورة مباشرة أو غير مباشرة ......


http://dc15.arabsh.com/i/03537/kebb8rp9osww.bmp

والمعروف عنها ببعد النظر .
يقول السيد سامي عبد القادر
مرافق الملك غازي

إن اجتماعا
عقد في قصر الزهور ضم رئيس الوزراء والوزراء
............

لإقرار الملك فيصل الثاني على عرش العراق
ومناقشة
من يكون وصيا على
العرش .

وشاءت الصدف أن أجلس مع الأمير زيد
الذي
طلب مني أن أتتبع سير الاجتماع

ونتائجه حيث كان يطمح لتولي منصب الوصاية !!
ولما دخلت غرفة الاجتماع
وقفت قليلا وبينما إنا على هذه الحال
دخلت الملكة عالية إلى غرفة الاجتماع ....
وبصحبتها عبد الإله وكان من حسن الصدف قريبين مني
وصارا يتحدثان باللغة التركية .
ولما كنت أجيد هذه اللغة
فقد سمعت الملكة عالية تقول لأخيها عبد الإله
(( لماذا جعلت طفلي يتيما يا عبد الإله ؟ ))
فأجابها : اتركي هذا الموضوع ألان ..
وعليك إن تشهدي بأن غازي
أكد لي أكثر من مرة .................
بأن عبد الإله يكون وصيا على فيصل من بعدي .
وقد فعلت الملكة عالية ما طلب منها .
وأكد سامي عبد القادر أنه قد علم كما قالوا له فيما بعد
أن الملكة عالية لم ( تحلف اليمين)
عندما أدلت
بشهادتها !!!

يجب إن نتوقف قليلا
وجمع غير قليل يشكك في الأمر
والسؤال ....
هل السيد سامي عبد القادر
كان صادق فيما يقول ؟

هو بالأساس لا يعلم علم اليقين في موضوع الشهادة
لأنه قال ( كما قالوا لي ) ......
وبمعنى أخر لا يستطيع التأكيد أو النفي على ما حدث ..
والواضح جدا
انه كان لا يحب الأمير
إطلاقا .

وأراد التشكيك في الأمر برمته ....




http://dc15.arabsh.com/i/03537/z89lhkmpzkqr.jpg

والدليل إن الأمير زيد قال له بشيء من الغضب

صحيح يا سامي إن غازي يوصي لعبد الإله؟

وكان جوابه له :

حاشا لله إن الملك غازي
يكره عبد الإله كراهية
شديدة .



وبما إن السيد سامي
كان المرافق الخاص للملك غازي
......


أكيد تأثر بطريقة أو بأخرى .

لان الملك غازي كان فعلا
لا يحب الأمير
عبد الإله .


لماذا كان الملك غازي يكره الأمير عبد الإله؟




صورة سامي عبد القادر

http://dc15.arabsh.com/i/03537/533lgzagq7ei.bmp




إلى حلقة أخرى






 
رد مع اقتباس
قديم 05-11-2011, 03:15 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة الثالثة ))









كان الملك غازي يكره الأمير عبد الإله
لأنه كان يعتبره كائن طفيلي .
والملكة عالية زوجة الملك غازي كانت تعلم
الكثير
..
وفضلت الصمت .
والعجيب أنها تعرف قاتل زوجها وتسكت ..
لأنها تعلمت وأدركت وأخذت درسا بليغا لما حدث لزوجها
لا فائدة من مقارعة الانكليز
خوفا على ولدها الوحيد الملك فيصل الثاني .




الإنسان أحيانا تعود فيها الذاكرة إلى الوراء
ولعل الأمير وفي خضم الملمات تذكر شهداء مايس 1941م
وهنا أحاول إن أراجع دورة التأريخ
واستمد العون منها لكي
افهم ما حصل ....
ولا أقول إن الأمير عبد الإله كان يشعر بالذنب
لان الأمر وببساطة كبيرة
كان يمس ( الكبرياء ) الذي في داخله .
وهنا وافق على إن يتحدى الرأي العام
لكي يثبت للمستعمر
الانكليزي البغيض حسن نواياه
نكل بالشهيد الميت صلاح الدين الصباغ
وباعتقاده أنه أعطى درسا
لكل من تسول نفسه التمرد على الأمر الواقع .
وكان هنا مقتله بالذات







صورة نادرة للعقيد صلاح الدين الصباغ وهو برتبة ملازم

هذا من سوء حظه

لأنه تغاضى ولم يفهم شخصية الفرد العراقي بصورة واقعية وحقيقية .
حاولت أم الشهيد يونس السبعاوي
وهي في الحقيقة امرأة متقدمة في السن
أن تفعل شيئا ينقذ ولدها من حبل المشنقة .
وطلبت مقابلة الأمير عبد الإله
ألا انه رفض مقابلتها ....
فلم تجد أفضل من الإسراع لمقابلة أم الأمير ...
(
نفيسة )






وقالت لها :

(( أنت أم قبل إن تكوني أميرة ..
لك ابن واحد شأنك شأني
وتعرفين مدى تعلق إلام بولدها الوحيد ........

فكيف إذا كان هذا الولد قد رزقت فيه
بعد أن فقدت ثلاثة عشر قبله ...
ناشدتك باسم الأمومة
إن تبادري إلى إنقاذ ولدي
من حبل المشنقة الذي ينتظره ))

لم تكن تلك الكلمات المؤثرة
التي تنطق بها أم مفجعة كافية
لكي تحرك مشاعر الرحمة والتضامن
عند أم الأمير
..
المعروفة أصلا بحبها لفعل الخير
وكسب
الثواب .

بل على العكس بادرتها بكلمات تركية
فاهت فيها بعصبية وخشونة ملفتة للنظر
!!!!!

وحينها أدركت أم الشهيد
إن لا فائدة من
الكلام
وان ابنها سيعدم لا محالة ....

رفعت يدها واتجهت ببصرها إلى السماء قائلة والعبرة تخنقها

فهي لم تعد تخشى احد :

(( اسأل الله إن يكون مصير ولدك

كمصير ولدي ))





إلى حلقةأخرى






 
رد مع اقتباس
قديم 06-11-2011, 01:47 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة الرابعة ))








http://dc17.arabsh.com/i/03547/cl8dmxe3fnjj.bmp

كان بقدور الأمير عبد الإله إن يرحل لأنه كان يعرف الثمن الباهظ الذي سيدفعه
نظير ما قام به (كما تدين تدان) .

ربما كانت له أسبابه ومبرراته .
وبدلا من إن يحاول إن يدرس ما يدور حوله بحكمة وتروي .......
وان يحاول اجتياز الإخطار الجسيمة التي تحيط به من كل جانب
كان يسهر الليالي يحتسي الخمر أحيانا كثيرة بإفراط
محاولا الابتعاد قدر المستطاع عن تلك الأجواء المرعبة .
لن أقول إن الأمير عبد الإله كان يشعر بالخوف لسبب بسيط .......
إن مقياس الشجاعة والخوف تحدده المواقف الصعبة....
وحتى هذه ليست كافية لتحديد المواقف بشكل منصف .
لا اعرف لماذا يتملكني الشعور بأن الأميرلم ينصفه التأريخ !!!!!!
ومع وجود دلائل كثيرة في معرفته لمقتل الملك غازي في حادثة السيارة الشهيرة .



http://dc17.arabsh.com/i/03547/v5shed1fvhmk.bmp

لكن لم يظهر دليل واحد حاسم .... توضع فيه النقاط على الحروف .
وقصة إعدام ضباط حركة مايس ...
كانت ردة فعل غير محسوبة لان القرار أصلا كان بإرادة انكليزية .
والخطأ الجسيم الذي ارتكب عام 1948 بوقف الهجوم على اليهود ...
لان الأوامر كانت صريحة (( ................................... ))

من المعروف عن الأمير عبد الإله انه كان إنسان بسيط
لا يتأثر كثيرا بالبهرجة المفتعلة وغيرها
عندي شهادة لرجل عاش إحدى الحالات التي كادت ان تقطع رزقه
ذات يوم كانت الشريعة النهرية قبالة البلاط الملكي
على الضفة الأخرى لنهر دجلة ... صوب الكرخ .
فيها محطة لرسو ( الدوب النهرية ) والمكان بالضبط
قريب جدا من سايلو الحبوب في منطقة العطيفية من بغداد حاليا .
كانت هذه الشريعة مخصصة لتفريغ ( ألبواري ) المصنوعة من قصب البردي .
والشريعة تعني الميناء الصغير ولكون هذه المنطقة عميقة بعض الشيء .....
فهي كانت مناسبة جدا للرسو ولا يصلح إي مكان أخر عداها .
جاء ( عبيد عبد الله المضايفي ) من كبار مرافقي الأمير عبد الإله
وقال لصاحب البضاعة الواصلة إليه




http://dc17.arabsh.com/i/03547/3b1qa9w1bkfb.bmp


إن يجد مكان أخر غير هذا المكان
لان ( الاكشاش ) التي تتطاير تسبب الضيق لجلالة الملك والأمير .
ولا تنسى إن جلالة الملك فيصل عنده ( ربو )
و( الاكشاش ) تعني الأجزاء الصغيرة من القصب
والتي تتطاير بفعل سرعة الريح .
وكان الأمر يعني قطع الأرزاق ... وقرر الرجل الذهاب إلى البلاط الملكي .
وفعلا دخل الرجل إلى البلاط الملكي ...
وكان الباب مفتوح للجميع وثمة عدد قليل من الحرس الملكي
وأرشدهم احدهم إلى غرفة المرافق الأقدم ..........
يقول الرجل :
( وتحاورنا معه بشأن قرار رحلينا
ويبدو إن الصوت وصل إلى مسامع الأمير الذي كانت غرفته مجاورة
لغرفة المرافق ونادي عليه وقال له الجماعة أللي يمك شيريدون ...
فقال له المرافق إن الأمر يتعلق بخصوص ( الاكشاش )
المتطايرة من قبلهم ونادي لرؤية الرجل
ووقف الرجل إمام الأمير
الذي كان ينظر إلى الرجل ويوجه كلامه إلى المرافق وقال له
عوف الناس بحالهم قابل نقطع رزقهم ...
خلي ينظفون المكان بعد ميخلصون
قال الرجل للأمير صار سيدنا ...
فقال الأمير له .... اذهب أخي ولن يتعرض لك احد مرة أخرى )
شهادة الرجل حقيقية تماما .. وما زال على قيد الحياة
الأهم من هذا كله ماذا نستنتج بالتحديد ..
كانت الناس تتصرف بعفوية تماما

وكانت الباب مفتوحة لكل متضرر
ولم يكن هناك احتراز أمنية مبالغ فيها ولا هم يحزنون
وهذا يعني إن الناس كانت تعيش في أمان.
ولهذا السبب وحده ...
كل من عاصر تلك الحقبة الزمنية يترحم عليها .

هذا الرجل الذي قابل الوصي ... هو والدي



http://dc17.arabsh.com/i/03547/2gtg8k7d8v83.bmp



كان عمر والدي خمس سنوات حين شارك مع والده
في موكب تشييع الملك غازي( رحمه الله )













إلى حلقة أخرى









 
رد مع اقتباس
قديم 07-11-2011, 01:28 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة الخامسة ))






http://dc15.arabsh.com/i/03549/ja0kk8x0sxjz.gif

عام 1957م أستقبل الأميرعبد الإله في إحدى المرات أحد زائريه
وقال له :- (( أنا اعرف أنه إذا بقيت الأمور على هذه الشاكلة ..
سيدخلون علينا ويقتلوننا هنا
فقال الزائر وماذا تنتظرون لكي تعدلوا الأمور؟
فقال الأمير أن أيدينا مغلولة لقلة الرجال وزحمة الإحداث
فأجابه الزائر .... ولم لا تستعينون بالشباب من الجيل الجديد؟
فقال :- (( أن هذا من شأن فيصل ..
فيوم يكبر عليه إن يتدبر شبابا يعملون معه ..
إما إنا فالشباب يكرهونني ))
وحتى اللحظات الأخيرة للاستسلام
ألتفت عبد الإله نحو العائلة المالكة وقال لهم
أعتقد أنهم سيأخذونني لوحدي
أما انتم فلا خوف عليكم






ثم خاطب الملك فيصل قائلا له
بحزن بالغ :- (( أما أنت فتنازل عن العرش وغادر البلاد ))
والغريب في الأمر كله إن الأمير عبد الإله
كان يقضي الصيف في تركيا هربا من حر تموز اللاهب ألا أنه عاد فجأة إلى بغداد
وكأن القدر كان يتربص به
من ما جعله يستعجل العودة لملاقاة مصيره
فسئل لماذا عدت ؟
فأجاب :-
(( لقد طرق سمعي أن بغداد مقبلة على قلاقل ومشاكل
أثناء غياب الملك عن العراق أريد إن أكون قريبا لكي أعالج الأمور بنفسي ))





التيارات السياسية والجيش معا كان يتهم العائلة الملكية بالتبعية
ولكن لمن !! ؟
المد القومي في العراق .. ألم تكن له تبعية؟
المد الشيوعي في العراق الم تكن له تبعية !!!!!؟
الضباط الأحرار ... الم تكن لهم أيضا تبعية ؟
الجميع لهم تبعية كما يجري اليوم في العراق والدول العربية
ولنفترض إن الأمير عبد الإله أرتكب أخطاء جسيمة فعلا بتبعيته لــ أبوناجي

هل كانت بمستوى الأخطاء الفادحة والشنيعة
أم الورقة الصك التي فيها بيع فلسطين ووقعها حاكم عربي ؟
أو الكارثة التي حلت على العراق بعد مصرع العائلة المالكة !!!!؟

عندما عاد عبد السلام عارف إلى بيته في الاعظمية
وقال لزوجته .... إننا قتلنا العائلة المالكة
ردت عليه زوجته :

( لعد شوفوا الله أشراح يسوي بيكم )





كان الحاج محمد عارف رحمه الله من تجار الأقمشة المشهورين في الكرخ

كان تقيا ورعا وصادقا في معاملاته
التجارية مع الناس
وكان يحمل شعورا وطنيا آنذاك ...... إي في العهد الملكي
وهو معارض في مجالسه الخاصة لنظام الحكم القائم
كان يتكلم أحيان كثيرة مع أولاده
ويذم الانكليز ويهاجم ساسة العراق الذين يتولون الحكم
وعندما قامت ثورة 14 تموز 1958 ونفذها ولده عبد السلام
جاء عبد السلام بركبه ومرافقيه

إلى بيت والده في سوق حماده في الكرخ

وهو منتشي بالنصر

واستقبلهم أبناء المحلة بالهتافات والزغاريد
وترجل من سيارته
ودخل ومن معه إلى البيت ووقف في باحة البيت الشرقي
متوقعا ا ن يجد والده ليحتضنه بالقبلات
مفتخرا وبعمله إلا انه لم يجده
وظن انه خارج البيت وعندما سئل عنه قيل له انه جالس في غرفته
فاستغرب عبد السلام عارف هذا التصرف من والده
ذي الشعور الوطني وعندما قصده إلى الغرفة ومعه نفر من أصحابه
عاتب والده بأدب واحترام قائلا
لماذا يا والدي لم تخرج من غرفتك وقد جئتك محققا لحلمك الوطني
وها هو قد تحقق الحلم
ربيتنا على حب الوطن ومقارعة الاستعمار
فانتفض الوالد إمام الجميع وقال بصوت عالٍ ومرتفع يصل إلى مرحلة
الاهانة إمام الحضور
هل من الوطنية يا عبد السلام إن تقتلوا العائلة المالكة
بهذا الشكل وأين ما كنت أكرره عليكم من وصايا ديننا الحنيف التي لا تجيز
التمثيل (بالكلب العقور) وان فعلكم غير صحيح
وإنني ممتعض ومستاء
لا بل خجل من الناس لأنك ابني






إلى حلقة أخرى






 
رد مع اقتباس
قديم 08-11-2011, 03:12 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة السادسة ))







http://dc14.arabsh.com/i/03552
/cfvzf3it1j1o.bmp


الباشا السعيد
السياسي المخضرم والبارع الذي حاول يوما إسكات المعارضة
داخل المجلس النيابي
بقوله لهم بما معناه

( أن الرائحة الكريهة غير الطيبة قد فاحت منكم
وانتم بالوعة )

وإنا القبغ مالتكم
خلوني ساتر عليكم

أكيد إن المجلس النيابي
لم يكن كله ضده أو لنقل أنه حاول
إيصال رسالة ما لهم على اعتبار إن الظروف الحرجة
التي تمر بها الحكومة تستوجب
رص الصفوف والوحدة
ليجتاز البلد الإخطار المحدقة به
ومن المؤكد أن للباشا
أسبابه ومبرراته ....
ولكني اشعر أن الباشا لم يكن مستاء فقط
بل إن الكيل قد طفح به
لدرجة إن يقول هذا الكلام داخل مجلس
النواب

خلال محاكمات المهداوي الشهيرة المعروفة بسم

( محكمة الشعب )

والتي جرت في قاعة الشعب
الكائنة في الباب المعظم والملاصقة لوزارة الدفاع التاريخية
سأل المهداوي ...
أبن الاستربادي وقال له ما معناه
كان نوري السعيد في منزلكم قد نام عندكم ليلة ..

ماذا كان يقول؟

فأجاب ابن الاستربادي .. ربما بعفوية مطلقة
إن الباشا قال:
كان الباشا ينظر إلى السماء
تلك الليلة
وقال إذا لم يتدخل الانكليز حتى الساعة السادسة مساءا
من يوم غدا
فهذا يعني أنهم هم أنفسهم الذين قتلوني !!!!؟

فصرخ المهداوي في وجهه

أن يصمت



http://dc14.arabsh.com/i/03552/6xfm4su10bvu.bmp
رئيس المحكمة الخاصة العقيد فاضل عباس المهداوي





وبالمناسبة وقائع الجلسة كانت بث حي وعلى الهواء

نوري السعيد الذي جاوز السبعين من عمره
كان يحلم في قيام الدولةالعربية الكبرى
إضافة إلى الاتحاد الهاشمي الذي يضم العراق والأردن ...
تمنى أن تكون الكويت
وربما سوريا أيضا من ضمن هذا الاتحاد
ليتحقق له الحلم الكبير الذي أراده

خاتمة لحياته السياسية

نوري باشا .. كانت له رؤيا سياسية بعيدة المدى
ألا أن ما حدث في منتصف حزيران من عام 1958م
قلب الأمور رأسا على عقب
فاهتزت معنوياته إلى درجة بائسة
حين شعر أن طموحه من
اجل وضع قاعدة
اقتصادية متينة ( تعرقل ) من قبل أصدقائه
الذين يتجابون معه ببطء مقصود و واضح
ومدبر

وهنا كانت نقطة
الصدام الأخيرة مع الانكليز
فشعر بالإحباط والذل والخذلان
تجاه سياسة بريطانيا العظمى

لأنها لم تستجب لمطالبه بخصوص الكويت
والمعروف إن الأردن يمتلك خطوط
مواجهة طويلة مع إسرائيل
وهذا الأمر يتطلب المال والأردن بلد فقير
كان يعتقد إن انضمام الكويت للاتحاد الهاشمي
سيوفر المال
لان الكويت منطقة غنية بالقياس إلى عدد السكان
وفي نفس الوقت سيكون من الممكن أن يقف الاتحادعلى قدميه
اقتصاديا وسياسيا وعسكريا

هناك ملاحق سرية ظهرت مؤخرا ...
تبين موقف الباشا من الاتحاد الهاشمي
كان معارض لها منذ البداية سأعرضها

هذا التجاهل
سبب الصدمة للباشا بشكل أو بأخر
حاول الباشا تقديم استقالته للملك فيصل الثاني
ثم طلب إبلاغ السفيرالبريطاني عن انزعاجه من بريطانيا
فبادر السفير البريطاني
إلى طلب مواجهة الباشاالسعيد
ترى ماذا دار في

المواجهةالأخيرة





إلى حلقة أخرى






 
رد مع اقتباس
قديم 11-11-2011, 11:09 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة السابعة ))






http://dc15.arabsh.com/i/03562/0anp7qxquoig.png




طلب السفير البريطاني مقابلة الباشا السعيد



فأجتمع به في داره لمدة ثلاث ساعات ...



أنفجر بعدها نوري باشا بوجه السفير



قائلا له :

(( أود أن أبلغكم وإنني المعروف بصداقتي لكم ..
إن سياستكم في المنطقة ككل قد فشلت والجميع يخاصمونكم
وسوف يكون ...........
العراق في صف خصومكم طالما إنكم ساهمتم بخلق هذا البلاء في فلسطين
وكلما حاول العرب الدفاع عن مصالحهم ووجودهم
تقفون في المقدمة وتمنعونهم من ذلك؟
لذلك ............
أتوقع أن كل صديق لكم سوف ( يقتل ويسحل ) في الشوارع
وعندما طلبنا منكم
انضمام الكويت إلى الاتحاد الهاشمي باعتبار أنكم الدولة المسؤولة
عن علاقات الكويت الخارجية تمانعون وتخلقون الأعذار !!!
أن موقفكم يحول دون تسخير الموارد العربية في الدفاع عن
الخطر الإسرائيلي ؟



الذي أصبح يهدد الوطن العربي
أنتم تعرفون أنني تجاوزت السبعين من عمري
قضيتها في تمتين الصداقة معكم !!!!



غير أنني وجدتكم تعاملون خصومكم أفضل من أصدقائكم؟



وأنني أؤكد أيها السفير ... بمقدوري
إن أصبح ( بطلا وطنيا ) يرفع على الأعناق
وذلك بأن أقوم بمحاولة قد
تكون ناجحة أو فاشلة إرضاء للرأي العام العراقي والعربي
لذلك فأنني أفضل
الانزواء في قرية صغيرة منفي في أوربا
وأنني على يقين أن أشخاصا آخرين
سيظهرون لكم ويلقنوكم درسا
ويرغمونكم على تغيير سياستكم الخاطئة أو
التسليم بمطالبنا .... ))



ويبدو إن السفير البريطاني و لأنه يمثل قوة
عظمى أستخف بطريقة ما من الباشا
وقال له بكل ما تحمل نفوس الانكليز من برود
بما معناه .............



( انك أصبحت كبيرا في السن )



وهذا كان يعني بمنتهى الوضوح أن



دور الباشا وحقبة الملكية
قد
انتهى !!!!!!!


وأن الانكليز قد غدروا بالجميع



لذلك أستطيع القول إن
كلام ( ابن الاستربادي ) كان صادقا وصحيحا


بمقدوري إن أصبح ( بطل وطني) يرفع على الأعناق
نوري باشا السعيد .. أدرك أمره
كان يعرف إن الاستخبارات البريطانية ... لها دور وهي تعرف ما سيحدث



من أين استقت المخابرات الأردنية معلوماتها



وسربتها إلى دوائر الاستخبارات في العراق !!!؟
إن هناك حركة
للجيش العراقي تستهدف النظام الملكي
ونوري باشا .. هذا السياسي المخضرم قال :
(( لذلك أتوقع أن كل صديق لكم سوف ( يقتل ويسحل ) في الشوارع ))
والرجل قال الصدق



لماذا لم يتحرك ..
وهو يعرف
غدر الانكليز!!!!



ويحمل من الإسرار
التي لو كشفها .. يرفع على الأعناق بطلا وطنيا وقوميا بكل معنى الكلمة



ليش سكت !!!!؟



هذ الغز .. ممكن إن نتعرف عليه من خلال الوثاق التي صدرت
بعد حين من الزمن
وكانت النهاية .. كما توقعها تماما



قتل وسحل في الشوارع








إلى حلقة أخرى









 
رد مع اقتباس
قديم 29-11-2011, 01:07 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة الثامنة ))







http://dc15.arabsh.com/i/03601/1rtzrwvtbdjv.png




عندما ذكرت ... ما دار في مجلس النواب ( الأعيان ) العراقي
الباشا السعيد ... السياسي
المخضرم والبارع الذي حاول يوما إسكات المعارضة
داخل المجلس النيابي بقوله لهم
بما معناه

أن الرائحة الكريهة غير الطيبة قد فاحت منكم وانتم ( بالوعة)
وانا القبغ مالتكم
خلوني ساتر عليكم ....

أكيد
إن المجلس النيابي لم يكن كله ضده أو لنقل أنه حاول إيصال رسالة ما لهم على اعتبار
إن الظروف الحرجة
التي تمر فيها الحكومة تستوجب رص الصفوف والوحدة ليجتاز البلد
الإخطار المحدقة به
ومن المؤكد أن للباشا أسبابه ومبرراته .... ولكني اشعر أن
الباشا لم يكن مستاء

فقط............
بل إن الكيل قد طفح به لدرجة إن يقول
هذا الكلام داخل مجلس النواب

ربما يريد البعض إن
يعرف المصدر ...............

كثيرة هي المساجلات الكلامية الحادة ....... بين
أقطاب المعارضة العراقية
في مجلس النواب والأعيان وبين أقطاب الحكومة
ولعل
أبرزها المشادة التي حصلت بين المرحومين الشبيبي والسعيد
في إحدىجلسات مجلس
الأعيان
وهو ما يدحض التجني والتشويه
لنظام الحكم الملكي في
العراق

الذي كان النظام الوحيد في المنطقة العربية الذي يحمل
السمات الكثيرة والمتعددة من الممارسات الديمقراطية والمسؤولية الوطنية



http://dc15.arabsh.com/i/03601/kgmviv1jbwy3.bmp


يومها أشتد الكلام بين محمد رضا الشبيبي ونوري السعيد
وانبرى الشبيبي يهاجم الباشا وينعته بأنه
عميل لبريطانيا
ويكيل له التُهم الواحدة تلو الأخرى والباشا لا يملك إلا إن
يبتسم
ثم بعد أنهى الشبيبي خطبته قال له الباشا:

وبعد ياشيخ ماذا تريد؟

قال له :

(( أريد من الله إن يأخذ روحك وينقذنا منك))

ضحك
نوري السعيد ملء شدقيه

وقال له : يا شيخ ( دعني جالس على غطاء
أو قبغ ) تحته روائح ستزكم أنوفكم وتؤذيكم

وسترى إذا متنا ماذا
سيحصل..؟

ودارت السنين وقامت ثورة تموز 1958 وحصل ماحصل
روى هذه الواقعة الشبيبي نفسه
حين جاء مسلحو المقاومة الشعبية
إبان المد الشيوعي
ليعتقلوه ويسحلوه بوصفه رجعياً وغير
تقدمياً وما إدراك ما التقدمية
ولولا تدخل بعض
الجيران من كبار السن لأخذوه معهم

ودارت الأيام وجاءت ثورة رمضان 1963م

وجاء الحرس القومي لاعتقال
كريمته بوصفها شيوعية!!! ؟

وثارت ثائرته واتصل بعبد السلام عارف رئيس الجمهورية ليشكو له الأمر

انتفض عبد السلام عارف وجاءه إلى البيت معتذراً من هذه التصرفات

وأمر بأن لايضايق الشيخ وعائلته أي مسؤول مهما كانت الأمور
وبعد إن جلس عبد السلام عنده
في البيت

قص له الشيخ ما قاله لنوري السعيد
وما هي إجابة نوري السعيد

ثم ترحّم الشبيبي عليه كثيراً قائلاً :



(( لم يقل الباشا إلاالصحيح
إلا إننا لم نصدقه ولم نعطه قدره))





سأل احد الصحفيين
البريطانيين نوري سعيد رئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي

يقال عنك بأنك عميل لبريطانيا
وأنت تقف مع مصالح إسرائيل وان حلف
بغداد ما هو إلاضمان لمصالح الدول الاستعمارية

نوري سعيد الذي يجاهر
بعلاقاته مع بريطانيا
ولا يخفي اتصالاته برجال ( أبو ناجي ) العلنية والسرية
ردعليه :

(( إنا عميل لمصالح وطني
وإذا اقتضت الحاجة إن أتحالف مع
الشيطان فسأفعل ذلك ))

وعندما أراد الصحفي البريطاني إن يحرج السعيد حين
سأله:

لماذا إذن لا تقيم علاقات مع إسرائيل؟

رد رجل بريطانيا العظمى في
العراق:

(( للخيانة حدود في العراق
ولدينا خطوط حمراء لايمكن
تجاوزها ))



ولهذا قال للسفيرالبريطاني

وجدتكم تعاملون

(( خصومكم أفضل من أصدقائكم ))





إلى حلقةأخرى










 
رد مع اقتباس
قديم 06-12-2011, 01:08 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة التاسعة ))




التأريخ دوما يعيد نفسه..
والفرق اختلاف المسميات والوجوه

يتبنى المستعمر السياسي المتعاون مع توجهاته
وعندما يستنفذ منه كل شي يتخلى عنه
ويرميه بين أنياب الوحوش ( العاقلة ) التي تعلم والتي لا تعلم
أليس كذلــــــــــــــــــــــــــــــــــــك !!!؟
وما أشبه اليوم بالبارحة
على العموم .... راودني في خاطري سؤال


( كيف كان نوري باشا يفكر )

وهو يعي جيدا ما يدور من حوله ..

وهو السياسي المخضرم والبارع الفريد واللامع
ربما تكون فكرتي صحيحة إلى حد ما عندما أقول
إن الإنسان عندما يكبر في السن

تصبح لديه قناعة كاملة ...
أساسها الخبرة التي أكتسبها في حياته
أما خبرات الآخرين
فلا تعني له شي
لأنه يعتقد أن الصواب إلى جانبه دوما
ومع ذلك ...

التأريخ في كثير من الأحيان لا يرحم
والواضح إن الخلل في البشر أنفسهم
حين يتجنبون الحقائق
ويصدقون
الأكاذيب التي يصنعونها بأنفسهم


يقول الملازم ( فالح زكي )

الضابط في الحرس الملكي :-
في أوائل عام 1957 م

وعندما كنت أقوم بواجب ضابط خفر البلاط الملكي
وجدت مضروفا معنون
إلى الأمير عبد الإله
وبداخله ورقة وضعت على مكتب الأمير في البلاط
وتضمنت الورقة بلاغا تهديدي
مكتوبا بخط ردى

على شكل بيتين من الشعر :

أيها الخائــــف الحذر ماذا ينفعـــــــــــــــك الحذر
يوم يأتيك القـــــــــدر لا ينجو من المقدور الحذر

وعلق الأمير عبد الإله بخط يده
:
(( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ))
وفي عام 1958م وبينما كنت أقوم بواجب الحراسة
شاهدت قطعة من الرخام

بطول 3 أمتار وعرض متر واحد
نقش عليها نفس البيتين من الشعر
وقد علمت في ما بعد
إن هذه القطعة الرخامية قد أمر الأمير
بصنعها في ايطاليا
لتوضع على واجهة قصره الجديد
الذي لم يكتمل بنائه
وتذكرت قول بهلول الكوفي
( تلك قصوركم ... وهذه قبوركم)




إلى حلقة أخرى






 
رد مع اقتباس
قديم 15-12-2011, 12:43 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة العاشرة ))





الأحد المصادف 13 تموز 1958م هو اليوم الأخير
في حياة الملك الشاب ( فيصل الثاني )
كان ينتظر انقضاء اليوم بفارغ الصبر لكي تأتي ساعة السفر
والرحيل إلى تركيا .....
لحضور اجتماعات رؤساء دول حلف بغداد
ومن ثم إلى لندن للقاء خطيبته الأميرة ( فاضلة )
قريبة الملك المخلوع فاروق الأول ............

وأظن إن الملك كان يرغب بلقاء خطيبته
أكثر من رغبته في حضور
اجتماعات الحلف

هذا ما خطر في ذهني
كان الملك منشرحا
في هذا اليوم المشهود بشكل غير طبيعي
ومتفائل جدا
إلا الأميرة ( عابدية )التي كانت متشائمة تلك الأمسية
واستولى عليها الاضطراب
فكانت كلما تفاءل احدهم بشي كانت تقول له :ـ

( قل إن شاء الله )

فيرد عليها الملك معقبا وضاحكا ....
طبعا إن شاء الله لماذا هذا التشاؤم ؟

دخل القصر مرافق الملك وسلم الملك مضروفا
كان يحمله بيده
وابلغه إن الضابط القادم إلى القصر قد جاء به
ففتحه الملك على الفور
ووجد بداخله رسالة تأملها الملك قليلا
دون إن يظهر على وجهه إي انفعال أو رد فعل
لم يتكلم الملك
ولكنه سلم الرسالة
إلى خاله الأمير عبدالإله
فقرأها بسرعة
وعلت وجهه علائم الارتباك وارتجفت يداه
ثم نهض
وأستأذن من الحاضرين ودخل البهو
واتصل حالا بمدير الأمن العام وتحادث معه بسرية تامة
ونزل إلى باحة القصر
واستقل السيارة التي جاء بها الضابط
( حامل الرسالة )
مغادرا القصر لوحدهما
باتجاه طريق مطار المثنى المدني
ماذا كانت تتضمن الرسالة ...؟

لدرجة إن الملك لم ينفعل ...
لكنه تأملها
بينما الأمير وقعت عليه وقوع الصاعقة
الملك تصرف
وكأن الأمر لا يعنيه إطلاقا
ولو كانت هناك إشارة ما
على اقتراب حدث جلل لكان الملك قد أتخذ تصرف أخر
إلا انه لم يكن متأثر كثيرا
ولنقل انه تجاهل
ولم يأخذ الأمور على محمل الجد
حالها حال الكثير من التقارير
التي وردت إلى البلاط الملكي
إلا الأمير الذي فهم كل شي
عندما قاربت الساعة العاشرة مساءا
دخل الأمير عبد الإله قصر الرحاب

وجلس على مائدة الطعام إلا انه لم يتكلم
وكان مرتبك ومهموم
ووجهه يوحي بالقلق والوجوم وقال:
( الصباح رباح ... موعد الرحيل )
لم يكن الأمير يتوقع إن الإحداث سوف
تكون سريعة لدرجة فقدان السيطرة
وبعد إن ذهب الجميع إلى النوم
بقي الملك والأمير حتى الساعة الثانية عشر ليلا
ولا يعرف احد ماذا دار بينهما من حديث
أكثر من ساعة
ما هو الحوار الذي لا يعلم به احد !!!!؟
كان الحال أشبه بـ ( الهدوء الذي يسبق العاصفة )
لن يستطيع أحد التكهن
أو إن يعلم ما دار من حديث
لكنه في كل الأحوال حديث خطير ومتشابك
من حيث الكفة الرابحة وقوة النفوذ
والأهم الولاء .... الولاء لمن !!؟

أطفأت أنوار القصر

وكان الأمر أشبه بنذير الشؤم
إلا الملكة الأم نفيسة ظل النور منبعثا من غرفتها

وقد أصابها الأرق الشديد وظلت جالسة على سجادة
الصلاة تقرأ القران المجيد حتى مطلع الفجر .




إلى حلقة أخرى









 
رد مع اقتباس
قديم 22-12-2011, 12:47 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

الواقع أني بدات بنشر الصور الموجودة في ارشيفي الشخصي
إلى موقعي في الفيس بوك ( محمد الشمري محمد الشاهد )
لأن التحميل في هذا المنتدى الكريم صعب
ويحتاج إلى وقت وجهد كبير ... واعترف أن لدي من الصور عدد هائل
وجب التوضيح .. لا اكثر ولا اقل






(( الحلقة الحادية عشر ))



وفي الوقت الذي كانت فيه العائلة
المالكة تغط في نوم عميق تلك الليلة
بدأ انقلاب عسكري مدروس وخدمه الحظ كثيرا
تحرك اللواء التاسع عشر من ( جلولاء )
باتجاه العاصمة بغداد



اتصل الزعيم عبد الكريم قاسم أمر اللواء التاسع عشر
بصديقه الزعيم احمد صالح العبدي
وأبلغه بضرورة الالتحاق في مقره بمعسكر المنصورية
وهناك فاتحه بخطة الثورة
وأكد عليه إن تلتحق كتيبة المدفعية
التي هو أمرها باللواء 19
كما طلب منه إن يلتحق
بمنصبه الجديد كرئيس لأركان الجيش
حال سماعه التعيينات من الإذاعة .

استغل الزعيم عبد الكريم قاسم
انشغال قائد الفرقة الثالثة اللواء الركن غازي الداغستاني
بتفتيش ومراسم توديع اللواء العشرين
الذي سيسافر إلى الأردن

بالمناسبة اللواء غازي ....
هو ابن خليل باشا الداغستاني
( والي بغداد ) في العهد العثماني.....


ليتصل بالضباط الأحرار في اللواء العشرين
ليؤكد عليهم الواجبات
وبالأخص العقيد عبد السلام محمد عارف أمر الفوج الثالث
والعقيد عبد اللطيف الدراجي أمر الفوج الأول

وتم الاتفاق على استثمار فرصة مرور اللواء
ببغداد لتنفيذ خطة الثورة
على أساس السيطرة على اللواء إثناء الحركة
ومن ثم إبعاد العناصر غير الموالية للثورة
والزحف نحو بغداد
وإكمال السيطرة على الأهداف المهمة فيها

وإعلان الثورة







إلى حلقة أخرى








 
رد مع اقتباس
قديم 29-12-2011, 01:10 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: (( الانقلاب الدامي ومقتل العائلة الملكية في العراق ))

(( الحلقة الثانية عشر ))




الخبرات السابقة في حياة الإنسان
غالبا ما تدفعه إلى التفكير في الخيارات المتاحة إمامه
على سبيل المثال ما حدث بعد فشل ثورة مايس عام 1941م
والتنكيل الذي حدث يدفع المرء إلى التفكير بالعواقب المحتملة
وهذا شيء طبيعي في السلوك البشري
ليس غريبا إن يكون ( الزاد والملح ) قد جعل المرافق الشخصي للباشا
يحاول إنقاذه بطريقة
لا تسبب الضرر لكلا الطرفين
على الأقل انه لم ينسى عطف الباشا
وتعامله اللطيف مع من يعمل معه
خصوصا وأنه عمل معه لفترة طويلة
ويعرف الكثير عنه
فمن باب الوفاء على الأقل
إن لا يتحمل ذنب الخيانة
وفعل ما يجعله راضيا عن نفسه رغم
إنني شخصيا لا اعتقد ذلك ....
بصراحة الخيانة لا تحتمل في كثير من الأحيان

ولكن من طبيعة الإنسان ....
الجحود والأنانية و نكران الجميل
حتى عندما يحقد
ولا يظهر حقده ... يبقى الخبث سيده
لأنه صغير ولن يكون كبير قط
وهذه الصفات موجودة في كل نفس بشرية ولكن على درجات

على كل حال


القوة المهاجمة للدار وجدتها خالية
حالما دخلتها فلا احد فيها
وتركت الدار على حالها .....
بقي سائق السيارة والعريف إبراهيم الحارس !!!!!

منزل رئيس وزراء العراق فيه سائق وحارس فقط ..

كانت المسافة بين دار نوري باشا وقصر الرحاب حوالي 12 كم
وما إن سمع الباشا إطلاق النار سارع في الهرب ... ليس هناك حماية تذود عنه
وتمكن من الوصول إلى الكاظمية
متوجها نحو دار الاستربادي المعروفة
اجتماعيا وبقي فيها بعد انتصاف الليل
في حين إن قادة الثورة رصدوا جائزة ثمينة
قدرها 10 ألاف دينار لمن يلقي القبض عليه حيا أو ميتا
والواقع إن هذا المبلغ كبير جدا في حسابات ذلك العصر ويسيل له اللعاب !!!!!
وهناك بعض من قال شيء مختلف
ولكن في النهاية نعرف الحقيقة
على سبيل المثال .. أن جانب الرصافة سمع صوت إطلاق الرصاص
وتجمهرت الناس إمام النهر .... هذا ليس صحيح
والحقيقة يرويها شخص .. ما زال على قيد الحياة وقال لي :

(( هذا الشارع المطل على نهر دجلة صوب كرادة مريم
يخلو تماما من الناس في تلك الساعة ...
يمكن محلة السنك سمعت صوت الرصاص ))
دفوع معقولة ... لأن الناس تنام مبكرا
وتصحو مع صلاة الفجر


ترى .......... هل سمع الباشا صوت رصاص الإنذار
المقصود أو غير المقصود
من قبل المقدم وصفي طاهر ؟
أم صوت الرصاص المنبعث من جهة قصر الرحاب
رغم بعد المسافة ؟

وبالمناسبة هناك مبالغة في تقدير المسافة بين قصر الباشا
وقصر الرحاب وفي كل الأحوال هذا لا يعني شيئا
لان الإنسان دوما
يميل إلى المبالغة في نقل ما يحدث من حوله ...
ولا يعلم الحقيقة إلا الله عز وجل

وفي أحيان كثيرة يكون الإنسان متقلبا حين يمس الأمر مصلحته
وفي أحيان كثيرة يكون الحقد أعمى .. لأن الظلام يعمي العيون
ما قيمة العيون التي ترضى وفي وضح النهار
أن تبيت للواقعة ولو بسيط جدا من الرحمة ؟

إثناء الليل اصطحب الباشا السبعيني
أمرتان من إفراد تلك الأسرة إلى
دار قريبهم المقرب ( محمود الاستربادي ) الكائن في الاعظمية
قريب جدا من الكورنيش
حيث أستأجر سيارة تكسي توصل الثلاثة إلى تلك الدار البعيدة عن الأنظار
ذات البناء الفخم
ورفض الباشا السعيد المبيت في الدار

وللعلم كان في بيت آخر .. قبل وصوله إلى هذا الدار
وما يمتلكه من حس امني ...

أصر على المبيت في الجناح المخصص
للحراس والطباخين الملحق في القصر
يقول : بهجت حنا يوسف
وهو احد شهود العيان :-

(( كان هناك بعض الصبية يلعبون ( الدعبل )
عندما مر الباشا المتنكر بزي امرأة
على مقربة منهم وكانت معه امرأة أخرى
وحينما لمح احدهم الطرف السفلي من البيجاما
التي كان يرتديها الباشا
ظهر مغايرا لمنظر الاثنين صاح مازحا !!!!!!!!!!!!
( لك باوعوا هذا رجال صاير امرية )
وبالحماسة الصبيانية العابثة
صاح الآخرون بنفس ما قاله الصبي
( رجال صاير امرية)
بمعنى رجل يتشبه بالنساء ))
المكان الذي سقط فيه نوري السعيد صريعا
كان إمام المدرسة الأوسية الابتدائية ...
ويمكنكم الاطلاع على الصور في موقعي على الفيس بوك


ولو كان الباشا قد أسرع بالسير لما انتبه الناس له
ولكن توقفه وارتباكه سبب ازدياد عدد المتجمهرين من حوله
في تلك اللحظة اخرج الباشا مسدسه وأطلق منه عيارا ناريا
قاصدا تفريق الناس الذين تحلقوا من حوله
ولم يدر في خلده أو إن يتوقع أنها دعوة علنية لقدوم مفرزة الانضباط العسكري
التي كانت بالقرب من الزقاق العريض القريب من شارع السعدون
ومعها كل من وصفي طاهر و عبد الستار الجنابي
الباشا حاول المقاومة ولكن المنية كانت أسرع
إن احد الناس سارع إليه فقتله

وقيل إن وصفي طاهر بالذات هو الذي قام بقتل
الباشا وزوجة الاستربادي برشقه من سلاحه الرشاش
وأجهز عليه ..... وكانت اقرب رواية
هل طلب وصفي طاهر من الباشا الاستسلام حفاظا على حياته
وهو الذي كان قريبا جدا منه وعمل معه
فترة طويلة بصفته المرافق الأقدم ؟
كان على الأقل بمقدوره إن
يلجم الرعاع من التمثيل بجثته
الذين أمعنوا في الجسدين تمزيقا
دون وازع من ضمير أو حياء


وهذه قصة طويلة لأن الباشا تنقل خلال فترة محددة
بين دار البصام والاستربادي ومحمود إلى بيت محمد العريبي
وقضى نحبه في منطقة البتاوين
قريبا من ساحة النصر
يقول اللواء الركن ( خليل سعيد ) قائد الفرقة الثالثة بعد الثورة
وهو بالمناسبة احد أصدقاء الزعيم عبد الكريم قاسم :-


(( كنت مع الزعيم عندما أخبرني بنبأ مقتل الباشا
وبأنهم سيأتون بجثته بعد قليل
وبعد 45 دقيقة جاء احد الضباط وقال
:
سيدي الجثة في سرداب الوزارة
فاقتادني الزعيم معه ودخلنا السرداب المظلم
ولم يكن في وسعنا العثور على مفاتيح المصابيح الكهربائية
مما اضطرنا إلى
إشعال كمية من الورق والاقتراب من الجثة الموجودة
وعندما شاهدناها تأكد لنا أنها جثة الباشا

ولكن كيف أخرجت فيما بعد ..........
وسحلت في شوارع بغداد

لا .... لا أدري
والله لا أعرف .... لا اعرف ))





إلى حلقة أخرى







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط