مسامير وأزاهير 146 ... ( أسباب فنية ) أرجأت احتفالية دلال المغربي!!!.

[سماك برهان الدين العبوشي]

مسامير وأزاهير 146 ...
( أسباب فنية ) أرجأت احتفالية دلال المغربي!!!.

طيلة الأيام التي سبقت تاريخ 11 / 3 / 2010، كانت كوكبة من ( الأحياء عند ربهم يرزقون ) من أرواح شهداء فلسطين يحفون مهللين بروح الشهيدة دلال المغربي، مبتهجين بها، فرحين لها لما سينالها من تكريم أبناء جلدتها من ( أحياء أهل الأرض ) عرفاناً منهم وتقديراً لها بما قدمته رخيصة من أجل فلسطين وأبناء شعبها.

وما أن حلـّت صبيحة يوم 11 / 3 / 2010، حتى كانت كوكبة من أرواح أعلام الجهاد والمقاومة والبذل والعطاء ممن استشهدوا على ثرى فلسطين ولأجل فلسطين تطوف ( كالدكتور فتحي الشقاقي، كمال عدوان، صلاح خلف، خليل الوزير، عبدالقادر الحسيني، عبدالرحيم محمود، عزالدين القسام، الشيخ أحمد ياسين، الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، سعيد صيام، الريان والمبحوح ...وغيرهم ممن أحبهم الله لعطائهم وتضحياتهم وبذلهم فكرّمهم وجعلهم أعلانا منزلة وأكرمنا جميعاً حين وعدهم بأن سيحشرها يوم القيامة مع الأنبياء والصديقين ) في سماء مدينة البيرة، وتحديداً في ميدان شقيقتهم الحيـّة بإذن الله ومشيئته ( دلال المغربي ) مكبرة معظمة فضل الله بما حباهم من منزلة في الآخرة وذكر حميد خالد في الحياة الدنيا، وهي ترمق استعدادات تلك الجموع من شباب فلسطين المؤمنين الصابرين المنضوين تحت لواء ومظلة مختلف فصائلها الوطنية ابتداءً من فتح مروراً لآخر فصيل وطني فلسطيني!!.

وفيما كانت روح الشهيدة دلال المغربي ترمق تلك الحشود من أعلى السماء وهي تتحرق شوقاً للقاء أحبتها من شباب الثورة والجهاد من الذين جاءوا محتفين بها ذاكرين لها بطولتها وتضحياتها، وهي ترى استكمال الاستعدادات الفنية لانطلاق الاحتفال، حيث ارتفعت صورة كبيرة للشهيدة دلال المغربي، و توزعت مكبرات الصوت في زوايا الميدان لنقل وقائع الاحتفال، وفيما راحت حناجر الشباب الفلسطيني الصابر المحتسب تردد ما كانت قد حفظته من أناشيد الثورة والمقاومة التي سبقت أوسلو، حتى سرت شائعة بين الحضور مفادها تأجيل ذاك الاحتفال لأسباب متباينة متضاربة، وانقسم الحضور المتلهف للاحتفال بين مصدق لتلك الشائعة وبين مكذب مفند لها، فراح البعض يتناقل ما كانت وكالات الأنباء قد نشرته عن رضوخ السلطة الفلسطينية لطلب حكومة يهود بإلغاء الاحتفال، فيما أكد البعض صحة هذه الأنباء مضيفاً إليها ما تردد عن تدخل نائب الرئيس جو بايدن وطلبه للسلطة الفلسطينية إلغاء ذاك الاحتفال منعاً لنسف جهود السلام التي جاء يحييها ونزولاً عند رغبة حكومة يهود!!، فيما راح البعض الآخر يطمئن الحشود بأن الاحتفال قد أجل ليوم غير مسمى ( تماماً كما تؤجل القمم العربية الطارئة لأسباب واهية برغم جسامة الموقف !!) استناداً لما تردد من تصريحات كان قد نطق بها مسؤول التوجيه السياسي والأمن في السلطة الفلسطينية السيد عدنان الضميري مفادها بان تأجيل افتتاح ميدان الشهيدة دلال المغربي جاء (لأسباب فنية !!) وليست بناءً على طلب حكومة يهود!!!.

وأتساءل بدوري...
1. أهي ( أسباب فنية ) كما رددوا، أم أن وراء الأكمة ما وراءها!؟.
2. وإذا كانت (أسباباً فنية ) كما يحلو للبعض من ترديدها، فأي ( أسباب فنية ) تلك التي تمنع سلطة فلسطينية من إقامة احتفال لتكريم رمز وطني من رموز مقاومتها الشرعية!؟، وأي أسباب فنية تلك التي تمنع أبناء شعب محتل من الاحتفاء بذكرى سقوط شهيدة من شهداء مسيرة تحررها!!؟.
3. ما طبيعة تلك ( الأسباب الفنية ) التي منعت السلطة الفلسطينية من إقامة ذاك الاحتفال الجماهيري!؟، ما نوعها!؟، ما شكلها!؟، ما لونها!؟، ما نكهتها!؟، أهي قلة مكبرات الصوت مثلاً، أم أنها قلة أشرطة الأناشيد الثورية التي تليق بمقام الشهيدة دلال المغربي والتي ربما كانت قد صودرت منذ انطلاق أوسلو كبادرة حسن نية على خيار التفاوض ونهج السلام!؟، أم أنها قماش خاص نادر خاص بكتابة يافطات التخليد والإشادة بالشهيدة الماجدة ودورها البطولي!!؟.
4. وإذا كانت أسباباً فنية كما سمعنا يرددون، فما حقيقة ما كان قد تردد على لسان النتن ياهو حين قال وأقتبس (( أي إنسان يؤيد إطلاق اسم دلال المغربي المسؤولة عن قتل عشرات الإسرائيليين يشجع الإرهاب ويبعد المسافة لتحقيق السلام((...انتهى الاقتباس.
5. وهل يندرج ضمن حيثيات ( الأسباب الفنية ) لإلغاء الاحتفال ما كان قد أكده أعضاء في بلدية البيرة لوكالة "فرانس بريس" كانوا قد طلبوا عدم كشف أسمائهم بأن إرجاء افتتاح ميدان الشهيدة دلال المغربي جاء بعد تلقي الجهات المسؤولة في السلطة رسالة من السلطات الإسرائيلية تحذر من وضع اسم المغربي عليها!!؟.
6. فإذا كانت تلك وغيرها من الأسباب الواهية هي حقيقة ( الأسباب الفنية !!) التي أرجأت وعطلت الاحتفال الجماهيري بتكريم وتخليد شهيدتنا الماجدة، فكيف سأصدق والحالة هذه بعد اليوم سلطة فلسطينية كانت قد سعت لنيل حقوق شعبها في إقامة دولتهم فيما عجزت تماماً عن إقامة حفل بسيط في أحد ميادين مدنها الواقعة ضمن سلطاتها الرسمية!!؟.

أليس من سخرية هذا الزمن ادعاء بعض ورثة ( ثورة فتح العاصفة ) بتبجحه المستمر والمتواصل بسعيه من أجل استعادة ارض وإقامة دولة فيما صعب عليه إقامة احتفال جماهيري بسيط تلقى فيه بعض الخطب وتردد فيه بعض الشعارات بحق ماجدة فلسطينية قدمت روحها رخيصة من أجل أبناء فلسطين ثم مثل بجسدها الطاهر الجنرال باراك وأمام وسائل الإعلام، تسمية ميدان في إحدى مدن الضفة المحتلة باسم أحد رموز ثورتها الذين استشهدوا من أجل نيلهم حقوقهم التاريخية!؟.
أ
قول واثقاً ... لمن وقف عاجزاً عن الإيفاء بوعد تكريم دلال المغربي، دلال أكبر قدراً وأعظم منزلة من أن يحتفي بها نفر وقف عاجزاً عن تكريمها منصاعاً لتهديد وضغط صهيوني، فهي خالدة في سفر شهداء البذل والعطاء لأمتنا العربية جمعاء، وهي شاخصة في بصيرة وقلب كل المؤمنين الصابرين المرابطين من أبناء العروبة وفلسطين على حد سواء، وهي عند الله أعظم منزلة وأرفع مقاماً منا جميعا.

رحم الله شهداءنا الأبرار وعلى رأسهم المحتفى بها دلال المغربي، وألهمنا جميعاً سواء السبيل فنقتدي بها وبرفاق دربها ممن سبقها أو أعقبها في الشهادة.
والخزي والعار لكل من طأطأ رأسه للمحتل وانصاع لأمره ... وتحت أي ذريعة ( فنية !!) كانت!!.

سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
13 آذار 2010