|
|
منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية منتدى مخصص لطرح المواضيع المتنوعة عن كل ما يتعلق بالقدس الشريف والقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية . |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-06-2014, 07:56 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مونديال نتنياهو في الخليل
مونديال نتنياهو في الخليل نبيل عودة يبدو للمراقب السياسي ان ما يجري في الخليل لا يمتُّ بصِلَة لخطف ثلاثة شبان يهود. او ان خطف الشبان وقع في توقيت ملائم للنهج السياسي الذي قيّد به رئيس حكومة إسرائيل يديه وتفكيره به منذ بداية لعبة المفاوضات. بل منذ عرفنا نتنياهو وسياساته. لماذا هذا الاصرار من رئيس حكومة إسرائيل لاتهام حماس؟ وما هي المعلومات التي يعتمدها في إلقاء تُهَمه؟ ايضا حمّل الرئيسَ الفلسطيني ابو مازن المسؤولية. هل يريد من الشعب، المحتلةِ أرضُه والذي يواجه القمع الاحتلالي، زعرنة المستوطنين، ظواهر تدفيع الثمن، قتل الشباب الفلسطينيين بلا أي مبرر أمني وآلاف ظواهر العنف الاحتلالي، هل يريده أن يقلق لمصير المستوطنين؟يبدو واضحا ان نتنياهو ينطلق من فكرة "رسوليته"، مشروع تختلط فيها السياسية بالفكر التوراتي الخرافي. لا أشكّك في ذكاء نتنياهو، لكني أشكّك بقدرته على فهم المخاطر من تصلُّبه السياسي التوراتي على مستقبل شعبه أولا وعلى مستقبل الفلسطينيين ثانيا وامتداد هذا التأثير على واقع الشرق الأوسط برمته. ايضا لا بد من التأكيد انه لا يمكن تجاهل ما يجري في منطقتنا اليوم. في استطلاع للرأي أجرته مجموعة من الباحثين من الجامعة الاحتلالية "اريئيل"، قال 52% من المشاركين في الاستطلاع، ان المصادمات بين الجيش والمستوطنين تجعلهم يغيّرون موقفهم من التماثل مع المستوطنين الى تأييد الانسحاب من المناطق الفلسطينية المحتلة. الظاهرة الأهم في الاستطلاع انه يؤشر الى انخفاض معارضة الجمهور (اليهودي طبعا) لتقديم تنازلات عن أراض للفلسطينيين، 59% يعتقدون ان المستوطنين يلحقون الضرر بعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة. كذلك يتبين ان 40% يعتقدون ان الاستيطان هو تبذير لأموال الدولة ويؤيد 52% انسحابا جزئيا او كاملا من المناطق المحتلة باتفاق. هذا الاستطلاع مؤشر معاكس لسياسات نتنياهو. جرى قبل خطف الشباب اليهود. هل يحاول نتنياهو بموندياله الاحتلالي في الخليل قلب اتجاهات الرأي العام في إسرائيل ام سيحقق نتائج عكسية تماما كما يتوقع العديد من أصحاب الرأي اليهود؟ طبعا ليس هذا ما يريده نتيناهو.. جاء خطفُ او "اختفاء" الشباب اليهود ليعطي نتنياهو ما ترغب به نفسه. أصرّ على اتهام حكومة السلطة الفلسطينية لأن حماس شريكة فيها رغم عدم وجود أي ممثل لحماس في طاقم الحكومة ورغم أن الاتفاق بين فتح وحماس مازال في إطار شكلي وليس تنفيذي. نتنياهو عاد يكرر ان حماس هي المسؤولة عن خطف الشباب رغم ان أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تدلِ بأية إشارة الى هوية الخاطفين وحماس رسميا أنكرت علاقتها بعملية خطف الشباب... مما يعني ان حماس تخلّت عما يسمى "النضال المسلح". فهل يريدها نتنياهو ان تعود أدراجَها إليه؟ ان تُهَمَهُ صارت نوعا من التكرار المملّ!! اذا كانت حقا هناك عملية خطف، أقول بوضوح انها لا تخدم معركة الشعب الفلسطيني لكنس الاحتلال وفضح ممارساته القمعية وتجاوزه كلَّ القوانين الدولية. العكس هو الصحيح. الخطف جاء تماما ليعطي نتنياهو ما ترغب به نفسه من التحريض على السلطة الفلسطينية، تحريض منفلت مكرّر على النهج العقلاني الذي يمارسه الفلسطينيون في المفاوضات والذي يجّرد إسرائيل من مصداقيتها ومجنِّداً العالم كله، حتى الأمريكيين، لتوجيه النقد الحاد لسياسة نتنياهو ومناوراته. وحسب ما نشرته صحيفة "هآرتس" قبل ايام اتّهم الرئيس الأمريكي اوباما نتنياهو بأنه جبان ويشكل خطرا على مستقبل إسرائيل وانه لا يفهم ان الخطر الإيراني محدود بالوقت بينما خطر عدم حل القضية الفلسطينية يشكل الخطر الأساسي على مستقبل إسرائيل وان زيادة عزل إسرائيل دوليا قد يبعد الولايات المتحدة تدريجيا عنها رغم ان الولايات المتحدة لم توقف حتى الآن تزويدها بالسلاح. ان دفع هذا العدد الضخم من القوات الإسرائيلية الى الخليل، كأننا في حرب مع "دولة الخليل النووية" هو مونديال عسكري لخدمة مكانة نتنياهو في السياسة الإسرائيلية. رؤيتي ان العملية في الخليل تجاوزت حدود الممكن والمعقول وقد تكون نتائجها عكسية تماما. اولا: فشلت الجحافل العسكرية والمخابراتية ومختلف أجهزة الأمن وعملاء إسرائيل من السكان المحليين في إيجاد طرف خيط يربطها مع الخاطفين او أماكن تواجد المخطوفين. ثانيا: ما يجري الآن عملية انتقام واسعة لا يمكن تقدير رد الفعل الفلسطيني عليها وهو آت لا محالة. ثالثا: ممارسة العقاب الجماعي ضد أبناء الشعب الفلسطيني لا تبرير له وهو أقرب شيء لتصرفات زعران "تدفيع الثمن" ولكن على مستوى الدولة وقواتها الأمنية هذه المرة. انتقد الاعلام الإسرائيلي الاعلام الغربي لأنه لم يعطِ موضوعَ خطف الشباب اليهود أهميةً واسعة في إعلامه. هذه إشارة كان على نتنياهو ان يفهم منها ان بضاعته أصبحت قديمة وربما غير صالحة للتسويق. آمل ان يكون المخطوفون (اذا خطفوا) بسلام، وان يعودوا الى عائلاتهم بأسرع ما يمكن كما نتمنّى عودة أسرى الشعب الفلسطيني الى عائلاتهم. ان التصريحات الإسرائيلية الرسمية حول رفض تبادل الأسرى يشكل موقفا لن يخدم إنقاذ حياة المخطوفين، ولا ارى ان الموقف الإسرائيلي سيخدم الامتناع عن تنفيذ عمليات خطف مستقبلا. الحلُّ لن يكون بحملات اعتقال وملء السجون الإسرائيلية بالمزيد من الفلسطينيين.. وعمليات انتقام صبيانية مثل نفيهم (طردهم) الى غزة. نتنياهو يقود إسرائيل وفلسطين الى انفجار أكثر خطورة مما عرفناه حتى اليوم في العلاقات بين الشعبين. nabiloudeh@gmail.com |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|