الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-2024, 04:35 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي غير متصل


افتراضي *لك يا قدس* قصة تستحق القراءة




* لك يــــــا قدس *

*الفصل الأول*

أرجوك سيدي . . فأنا لست صغيراً كما تظنني. .
لقد بلغت الرابعة عشرة في الشهرالماضي. . أرجوك وأتوسل إليك أن تقبل انضمامي لكم أرجوك . .اسمح لي . . وسأكون عند حســـن ظنك . . .
ولم يستطع أمير الجماعة أن يسمح لثائر بالذهاب ..فهو يرى أنه ما زال صغيراً. . بل إنه يبدو أصغر من عمره بكثير. . و ما زال أمامه الكثير الكثير ليتعلمه . .
عاد ثائــر الى طريــق البيـت . .يجر نفســــه جراً . .عيناه مخضلتان بالدمع . .لا يدري ماذا يفعـل . .فهو لن يستطيع الانتظار. .لقد قتلوا عابد أخاه الأصغر. .
قتلوه بدم بارد وتركوا جثته ملقاة مشوهة في وسط الساحة حتى الصباح التالي. .لقد سهر الليل بطوله في الزقاق. .يطل من مكمنه بفزع. . ينتظر تراجع المجرمين .. وقد تمترسـوا خلف دباباتهم حتى الفجر . . عندها فقط تمكن من الوصول إلى جثة أخيه . .
يضمها ويذرف عليها الدمع . .
حمل جثمانَ أخيهِ الشهيد . . ولم يرضَ من أحدٍ أن يعاونه . . وقد جفَّ الدمع في مقلتيه. . ويمم وجهه شـــطر البيت . . والبلدة كلها تسير في مواكبته . . يعزونه و يشدون من أزره وأزر عائلتـه . . ويتذكر تماما ما حصل بعد ذلك . . إذ أصرعلى دفن أخيه في فناء البيت . .
و ما أن انتهت المراسم البسيطة . . حتى أحضر علم فلسطين و أقسم أمام الجمع . . لأنتقمن لك يا أخي . . إن روحي فداء لك ياوطني . .
كان ذلك منذ عام مضى . . و صار يزور أخاه كل يوم . . ليقرأ له القرآن و يبشره بأخبار المقاومة . .لا يتناول طعامه إلا قرب ضريحه . . فقد كان صديقه و أليفــه في كل حيــن . .
كبر ثائر بسرعة . . نسي وراءه عمره وطفولته . . كان أمامه هدف ثابت . . عليه أن يحققه . .تشابكت العواطف في قلبه الصغير. . وعاد بذاكرته الى الوراء . . إلى عام مضى . .
كانوا يلعبون قرب السوق وجمعٌ كبير من الأهل و الجيران يبتاعون حاجياتهم و لوازمهم .
مرت طائرة هليوكبتر من بعيد . . لم يعرها أحد أي اهتمـام . .وظهرت ثانية قرب الظهيرة . .ثم حصـلت الفاجعــــة . .كانت العملية سريعةً و قاتلة . .صاروخ واحد أطلقته الطائرة تجاه السوق . .سبعة عشر شخصـا تناثرت أشلاؤهم وسط باقي المصابين . . واصطبغت الساحة باللون الأحمر و تحولت البهجة إلى حزن أسود . .و تحول الحزن بعد ذلك إلى غضب . .في البدء ســــاد الخوف . .ثم أعقب ذلك شجاعةٌ لا حدود لها . . شجاعةٌ مع رغبة في الموت . .رغبة في الدفاع عـن الأرض. .هل يظن الصهاينة أننا جبنـاء. .سنريهم من هو الجبان. . لا نهاب الردى . .حياتنـــا لأرضنـــا فداء . .

* الفصل الثاني *

في اليوم التالي للمجزرة . . خرج المخيم في مسيرة هادرة . .حرقـوا العلمــين الاسـرائيلي و الأمريكي. . و مضوا يهتفون . . .
مجـــرمون. مجرمـون. . . يهـــود غاصبـون . .
بالقــرآن والإنجيـــل . . . نحمي غزة والخليــل . .
و انتبهت طلائع الجند إلى ما يجري . . فتمترسوا في دباباتهم . .وشكلوا صفاً واحداً . . ثم بدأ سيل النيران ينطلق عشوائياً . .باتجاه الناس العزل . . تفرقت المظاهرة . . وجرى ثائر ينجو بنفسه . . وبطرف عينه لمح أخاه يسقط . . يتدحرج . . ثم يسكن . . اختبأ خلف أول ساتر يحميه . . و حاول أن ينظر. .أن يبحث . . أن يستنجد . . ولكن هيهات .. زخات من الرصاص كانت تمنعه .. تطلق على كل ما يتحرك ..و بقي في موقعه. . وحيداً حتى الفجر . . حين تراجعت الدبابات . .و خلت الساحة . . إلا من جثة أخيه . .
أراد أن ينضم لمجموعات الإستشهاديين . .و لكن أحداً من أصدقائه الأكبر ســــــناً
لم يرض أن يدله على الطريق . . وجدوه ما يزال صغيراً . .فقـرر أن يتصـرف بمفـرده . .
تخفى بين الأزقة ينتظرالظـلام . .حتى شـاهد قاسم ابن الجيران . . يتجه متخفياً في طريق البساتين . . تبعه بصمت و خفية . . دون أن يراه . . مدة ساعة كاملة . . وصلا بعدها إلى مكان خفي بين البساتين . . اجتمع فيه حوالي العشرون شــاباً . . يشكلون حلقةً . . في طرفها يقف أميرهم . . لحية قصيرة . . ثياب بيض . . كأنها لباس الجنة . . يحيط رأسه بعلامة العز .. علامة الاستشهاديين .. نظرته مليئة بالتقى و الورع .. تعشقه حين تراه . .
" الســـــــــلام علـــيكــم ! ! ! ! " . .
فوجىء الجمع بالصوت الآتي من جهة الأشجار. . اقترب ثائر من أمير الجماعة . . و بنظرة ملؤها الثقة و الاعتداد بالنفس.. قال له .. أنا ثـائر.. قتل الصهاينة أخي .. أريد أن أنتقم ..
أنا فداء للقدس . . قالها بصلابة الرجال . . و بدون تردد ! . . ســــــكون كمم الأفواه . . شعور فخر و عز ملأ الأبدان . . لم ينبس أحد ببنت شفة . . فالموقف ينير القلوب . .
و ما حياتنا إلا مواقف نقابل بها المولى عز و جل في العلى يوم الحساب . .
" تعال و اجلـس بجانبي " . .
وأومأ الأمير للطفل البطل . . أجلسه بقربه . . و مضى يكمل الدرس الديني و التوعية و التدريب . .و ما أن فرغ من واجبه . . حتى التفت صوب ثائر. . عرفه بنفسه و تعرف عليه . .و مضى يقنعه أن يهتم بدراسته و أهله في الوقت الحاضر . .و بأنهم كلهم فداء للأقصى . . و هم لن يقصروا أبداً بحق أرضهم . .ولا بحق أخيه الذي اغتالته الأيدي الجبانة . .كان كلام الأمير مقنعاً . . وثقة إيمانية عظيمة تملأ حديثه . .
و لكن ثائر كان في عالم آخر . .كلا ! . . لن أستطيع الإنتظار. . لقد عاهدت أخي على الانتقام . .كلا لن أنتظر أكثر من ذلك . . فقد آن الأوان . . ومضى ثائر يتقلب في فراشه . . عساه يأخذ قسطاً من الراحة . .و لكـن . .
هيهات لمن وهب مستقبله لحاضره أن يهدأ له بال أو تغمض له عين . .

* الفصل الثالث *

" و لكن كيف ؟ ". . قالها ثائر لنفسه ثم اعتدل في جلسته . .و شعر بالنشاط يدب في أوصاله . . وبدأ بوضع خطته الخاصة . .التي تمكنه من قتل أكبر عدد ممكن من الصهاينة . .واستخدم عقله البكر في تحليل الموقف . .هو يحتاج إلى مباغتة الأعداء في مكمنهم . .في مكان تواجدهم . .و يحتاج أن يحمل معه كمية كبيرة من المتفجرات خفيفة الوزن . .
و توكـل على الله . . و بدأ ترتيبـاته لوحده . .حتى والديه . . لم يتمكنا من معرفة ما يجري . .لاحظـا فقـط أن ابنهمـا قـد أصبح هادئـاً و منظمـاً جـداً . .و أحسا بأنه يخطط لشيء كبير لم يتلمسا كنهه . . وخلال أيام قليلة . . كان ثائر قد تعرف بشكل تفصيلي على المناطق التي تحيط ببلدته . . ووجد أن معسكر اليهود في طرف البلدة ، يحميه سور شائك كثيف . . وتحميه الدبابات . . وأبراج الحراسة . .و لكن . . وفي جزء واحد صغير منه . . كانت نباتات كثيفة تشكل حاجزاً طبيعياً يمنع الاقتراب أو المرور إلى المعسكر . . وعرف ثائر أن الجنود و الضباط يحتفلون ســـوياً كل يوم ســـبت . . . إذن . . هذا هو الهدف . . و ستكون الخطة كما يلي :
سيزحف بين النباتات الكثيفة . . و يشكل لنفسه ممراً آمنـاً . . ويصل به إلى السور الشـائك . . و هناك عليه أن يحفر خندقاً . . يمر من تحت السور . . كي يتمكن من الدخول . . أما المتفجرات و المسدس الشخصي . . الذي لا شك سيحتاج إليه. .فسوف يستعيرهما من المخزن السري للجماعة . .و الخطة سوف تحتاج إلى خمسة أيام لإتمامها . .ومع ما في الخطـة من مخاطرة كبيرة . .فقد وجد أنها تحقق المطلوب بشكل تام .
في أحد أيام الآحاد . . و في الليل البهيم . .تسلل إلى المخزن السري للجمــــاعة . .وأخذ ما يلزمه من متفجرات مع مسدس واحد و رباط واحد للرأس . .رباط الشهادة . . و اتجه صوب الحاجز النباتي . .و زحف خلاله إلى أقصى مدى ممكن . .مستعملاً مقصاً عتيقاً وجده في البيت . .
وعندما لاح شعاع الفجر قام بإخفاء كيس المتفجرات . .وأغلق مدخل النفق بأكمة نباتية من الأشواك . .وعــاد أدراجــه إلى المســـجد . .فصلى الصبح واستمع إلى وصايا الإمام. .وتمنى لو يخبره أن رسالته قد وصلت . .وأن حياته وحياة كل فلسطيني. . هي فداء لهذه الأرض . .
وأسرع ثائر بعد ذلك إلى البيت . . ونام بعمق كبير لم يعرفه منذ وفاة أخيه . . سبع ساعات متواصلة.. استغرب أهله منه ذلك .. و أحسوا بذات الوقت بما ينوي أن يفعل. .

* الفصل الرابع *

كانت والدته تحبه حباً كبيراً. .ولكنهاأبداً لن تمنعه من الدفاع عن الأرض والعرض. .
لقد ثكلت قبل زمن بوالدها . . ثم بأخيها . . ثم ثكلت بابنها . .ولكنها صمدت . . ووضعت في سلم أولوياتها. .أن القدس و الأرض تأتي أولاً . .وهي مؤمنة أن أولادها سيكونون اليوم أو غداً من الشهداء . .ولو هيأ الله لهم الشهادة . . فلن ترضى أبداً ان تكون عقبة في طريقهم . .
" اللهم ارزقني شهادة من عندك. . وارزقها أبنائـي. .
اللهم ســـهل طريقهـــا إليهم. . واجعلــها هدفــهم. .
وخذهــم إليك. . إنـك ربي ســـميع الدعاء. ..
إنـك على كل شـــيء قدير. ." .
هكذا كان دعاؤها. . هربت من قلبها. . وضغطت على روحها. .وسيطرت على شعورها . . .للـه كم أحبت ولديهـا . . .للـه كيف كان شعورها لما تسلمت جثة ابنها. .ولكن اللــه الذي توكلت عليه وحده . .منحها القوة و الثبات . . ومنع عنها الخذلان . .
ومن يتوكل على اللــه فهو حسبه. . .
وبعد صلاة الظهر. . ذهب ثائر إلى جار لهم. .واستعار منه آلة التصوير التي تعطي صوراً فورية . .ثم ذهب لصديق عمره محمد . .وطلب منه الحضور للبيت معه لأمر هام . .
وفي غرفته . . علق ثائرعلم فلسطين . . على الجدار العريض . .وكتاب اللـــه عن يمينه . . وصورة بندقية عن يساره . .ثم نثر بعض أصابع الديناميت حوله. . وأمسك المسدس بيده . .وأمسـك بيده الأخرى رســالة كتبها بنفـسه . .ولم ينس أن يضع شريط الشهادة حـول جبينه . .و تم التقاط ثلاث صور. . الأولى لأهله . .والثانية لأمير الجماعة . .
والثالثة لصديقه وكاتم سره. . وظهرت الصور الثلاث . . فيها الإقدام و الأمل . . فيها الشـــهـادة والإيمـــان . .يلفهـــا الصدق . . وتجللها الرهبــة. . ويملؤها :
أن اللــــه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. . .
الشجاعة و التصميم . . الانتقام . .التضحية والفداء . . حب الأرض . . ومعنى الحياة . .
كل تلك المعاني قد اجتمعت في نظرة هذا الطفل . . وأطلت من بين ثنايا تلك الصور. . .
** للــــه ما أجملك من طفل. . فتح جرحنا العربي . . وأخرج منه الأمل . . نثره عطراً وزهراً فواحاً. . انتثرعلى كل جيل مضى . . وكل جيل آت . . لقد سطرت ببطولتك العفوية مجداً ليس خليقاً إلا بالأمم . . .**
أخذ محمد الصور الثلاث ولفها بعلم فلسطين . .وطواه بحجم المصحـف . .ووضع الكل في كـيس بســـــيط أخذه معه . .أخفى ســـره . .ومضى يبدأ بمــا انتهى إليــه ثائــر. . تتبع الجماعــــة . .عسى أن يقبلوه فــي صفوفهم . . ويكون امتداداً لصديقـه . . حباً بفلســطين . . وعشـقـا ًللأرض . . .

* الفصل الخامس *

وتلت أيام قليلة بعد ذلك على منوال واحد. .حيث هيأ ثائر مجرافاً بسيطاً عند حداد البلدة . .يساعده على حفر الخندق . . ومضى يحفر و يحفر يوماً بيوم . .حتى تمكن من تهيئة فجوة تسمح بمروره . . .إذن . . فكل شـــــيء أصبح جاهزا . . .وجـــاء اليوم الموعــود . . يــوم الجمعة المباركـة . .وكـان موعد التنفيذ في الواحـدة . . فجـر الســــبت . .وقد كان هذا اليوم . . يوم فرحة بالنسبة للبطل . .أخذ صديقه وذهب معه يزور أهل بلدته . .
يسلم على هذا و يمازح ذاك . .ومن لم يجده . . يلتقي به في المسجد. . .
وفاجأ محمد صديقه ثائر بكلمات قليلة . .استقرت عميقاً في وجدانه . . وانشرح بها صدره . .
" صديقي العزيز. . لن يطول غيابك. . انتظرني. . وسوف تجدني عندك ". .
الحمد للـــه . . الحمد للـــه . . هكذا هلل ثائر. .خرج تهليلـه من أعماقــه . .
وعلم أنه على الطـريق القويم . .ما أحلاها من كلمــــات في مــثل هـذا الـيوم . .وكلما اقترب الموعد. .زادت سعادة ثائر و حماسـه . .و استعجل الزمن . .فالجنة صارت قريبة قريبة .
* للـــــــه كم هي طويلــــــة هذه الحيــــــاة *
في فترة المساء. . ذهب ثائر إلى بيته. . قابله أهله بأحلى ابتسامة . . اعتبروا أن يومه هذا هو عيد لهم . . فتهـيأوا له . .ولم يزعجـوه بســـؤال أو تعليق . .كانوا يعرفون أنه على الطريق القويم . .نعم . . هذا هــــو طريقنـــا. . وهذا هو قدرنـــا . .أخذ ثائر يبحث و يبحث في البيت عن شيء ما . . ولم يجده . .وأمه ترقبه من طرف خفي . .و فهمت بقلبها ماذا يريد ولدها . .أ حضرت له ثوباً أبيض كان لخاله الشهيد. . ودفعته إليه . .
* أهذا ما تبحث عنه ! ! *
وبكل الحب . . وكل العاطفة . .قفز ثائر إلى صدر أمه يودعها و تودعه. . لقد قرأت أفكاره . .وعرفت نيته . . وعرفت ماذا يريد . .
الزمن يجري . .وقد قارب الوقت منتصف الليل . .

* الفصل السادس والأخير *

ارتدى ثائر ثوبه الأبيض . .وقـبل أفراد عائلتـه فـرداً فـرداً . .ودع صديق عمره عند أطراف البلدة . .ومضى إلى مصيره وحيدا . . إلا من اللــــــــه معه . .وإلا من صور من سبقوه إلى الشهادة في ذاكرته . .لم يعرف الخوف إلى نفسه سبيلا ً. .
* ومن يهب عمره في ســـبيل قضية . . لا يشعر بالرهبة أبداً. .*
وصل ثائر إلى منطقة الهدف . .أزال الأكمة النباتية التي تخفي النفق . . وزحف إلى الداخل. .تحزم بالمتفجرات. . حمل مسدسه. .مر تحت السور. . واقترب من الخيمة الكبيرة. .تتصاعد منها أصوات الصهايــنــة و ضحكــــاتهم . .
* ســـترون ياأعداء اللـــه من يضحك أخــيــراً . .
وبسكين صغير معه . .أحدث ثقباً في قماش الخيمة كي يضع خطة الدخول . .شاهد في وسط الخيمة باراً خشبياً مرتفعاً . .فذهب خلفه من خارج الخيمة . .وأعمل سكينه في الحبل السفلي حتى قطعه . .ثم أبعد قمـاش الخيمة بهدوء و حذر ونزل تحتـه . .
وفي لحظة واحدة . . كان قد أصبح في الداخــل . .في وسـط الصهاينة تماماً . . يخفيه البار المرتفع . .قرأ الفاتحة. . وقرأ آية الشهادة ودعـا اللـــه . .
** " اللهم لا أملك في هذه الدنيـــا إلا نفسي . . أهبها لــك و في ســــبيلك. . اللهـــم تقبلهــــا منــي . . إنـك أنــــت الســـميع المجــيب " **
جهز مسدسه. . وقفز إلى وسط الجمع تماماً . .أطلق الرصاصة الأولى فأصاب الضابط الأول . .والثانية أصابت ضابطــاً آخر. .وقبل ان يدرك أحد ماذا يحصل . .كان دوي انفجار عظيم يدك المعسكر . .ويهز البلدة من أقصاها إلى أقصاهـا . .ولم تسمع إلا كلمة واحدة . . اللــــــه أكبر . . اللــــــه أكبر . . .
لم ينج من الصهاينة أحد . . وكان عددهم كبيراً . .واستمر العدو بإخلاء قتلاه و جمع أشلائهم لساعات عديدة . .دلت على قوة الضربة و قساوتها . . .أما في البلدة . . وبعد دقائق معدودات من سماع الانفجار. .أسرع محمد الصديق الوفي إلى أهل الشهيـــد . . يطرق الباب . .يظهر الوالد والوالدة ومن ورائهم الأخوات الصغار. .ويتوجه إليهم بوجه دامع يملؤه الحماس و الفخـر. .لدي أمـانة من ثـائر. .أرجو ان تتقبلوهــــا. .ضم الوالد صديق ولده إلى صدره . . دلفا إلى الداخل . .وفتح الأمانـة . .فوجد العلـم و المصحف والصورة . . والرسالة . .رسالة قصيرة . . بسيطة . .أعطت المعنى الكامـل لحياة هذا المناضل البطل . . .
أهلـــي . . . أحبائــي . . . أصدقائـــي . . .
يـا أرض الرســــالات . . . يا قــــد س. . . .
إني أجـود بنفســــي فـــداء لكـــــم . . .
لقد انتقمـت لأخي . . وانتقمـت لأرضــــي . . .
هذا هو قدرنــــا . . . وهذا هو الطريـــق . . .
من ســــار عليـه . . وصل إلى الشـهـادة . . .
لا تنتظروا من يحرر فلـــسطين عنكـــــم . . .
لن نسترد القدس بالخطـب والهتافـــــات . . .
لن نستردها بالاتفاقيــات والمعاهـــــدات . . .
اتفاقـيات السلام مرفوضـــة مرفـوضـــة . . .
حرروهــــا بدمـــائـــــــــــكم . . .
واكــســـبوا بذلـــــك الجنــــــة . . .

ابنكم البار . . ثائر . .




أحمد فؤاد صوفي
اللاذقية – سـوريا







 
رد مع اقتباس
قديم 10-01-2024, 11:45 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر متصل الآن


افتراضي رد: *لك يا قدس* قصة تستحق القراءة

قصص واقعية ورصد حقيقي للأحداث هناك
بلغة نقية صافية ..

أشكرك كثيرا على حسك النبيل هذا ..
هذه الأحداث يجب أن تدون
أن تختزن في الذاكرة
أن تتحول غضبا
لأن الغضبة هي التي تثور طوفانا
كي تشكل وجه التاريخ والجغرافيا من جديد

الغضبة للدين للعرض للوطن ..
اختيارك اسم ( ثائر ) لبطل نصك كان موفقا
و اختيارك لسرد لبعض الأحداث أيضا كان له وقع جيد
أستاذنا المكرم / أحمد فؤاد صوفي..


سعدت بالقراءة عن القدس وعن الغضبة إذ تنهض لتثور ..


لك التقدير والاحترام وجزيل الشكر..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2024, 12:10 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي غير متصل


افتراضي رد: *لك يا قدس* قصة تستحق القراءة

عزيزتي ..
أشكر لك مرورك الثر .. وتعليقك المتمكن ..
والحقيقة أنني كتبت هذه القصة منذ فترة وفي خلال جلسة واحدة ، ولم أضطر إلى أي تغيير أو تصحيح فيها بعد ذلك ، وكنت منشغلاً بها لدرجة أنني تقمصت شخصياتها فعلاً ، وعشت معها أوجاعها، ودمعت عيني في كثير من مواقفها ، وهي قصة عزيزة على قلبي كثيراً ..
أدعو المولى أن نتمكن قريباً من زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى .. بعد دحر العدوان المستمر الغاشم ..
تحياتي لك واحترامي ..







 
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2024, 12:22 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر متصل الآن


افتراضي رد: *لك يا قدس* قصة تستحق القراءة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي مشاهدة المشاركة
عزيزتي ..
أشكر لك مرورك الثر .. وتعليقك المتمكن ..
والحقيقة أنني كتبت هذه القصة منذ فترة وفي خلال جلسة واحدة ، ولم أضطر إلى أي تغيير أو تصحيح فيها بعد ذلك ، وكنت منشغلاً بها لدرجة أنني تقمصت شخصياتها فعلاً ، وعشت معها أوجاعها، ودمعت عيني في كثير من مواقفها ، وهي قصة عزيزة على قلبي كثيراً ..
أدعو المولى أن نتمكن قريباً من زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى .. بعد دحر العدوان المستمر الغاشم ..
تحياتي لك واحترامي ..
آمين يارب
إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو العزيز الحكيم..

سعداء بك بيننا أخي المكرم
الجميع هنا يخاطبونني بأختي
وهي كلمة عزيزة علي جدا
وأحبها منكم جميعا ..

هي أحب إلي من
سيدتي
والأديبة
وعزيزتي
وغيرها من الألقاب ..



لك التقدير والاحترام وصادق الدعوات أخي المكرم أستاذنا الجليل / أحمد فؤاد صوفي..






التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط