اللغة العربية بين تألق وانطفاء

[منال علي عبدالله]

بسم الله الرحمن الرحيم


الضاد يبكي نفسه,والعربية ثكلى ,ونحن المذنبون:-

يقول الشاعر الكبير,حافظ ابراهيم

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقمٍ في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عِداتي
ولدت ولما لم أجد لعرائسي
رجالاً وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية
وما ضقت عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةٍ
وتنسيق أسماءٍ لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني
ومنكم وإن عز الدواء أساتي
فلا تكلوني للزمان فإنني
أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزاً ومنعةً
وكم عز أقوام بعز لغات
أتوا أهلهم بالمعجزات تفنناً
فيا ليتكم تأتون بالكلمات
أيطربكم من جانب الغرب ناعب
ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟
ولو تزجرون الطير يوماً علمتمُ
بما تحته من عثرةٍ وشتات
سقى الله في بطن الجزيرة أعظماً
يعز عليها أن تلين قناتي
حفظن ودادي في البلى وحفظته
لهن بقلبٍ دائم الحسرات
وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرقٌ
حياءً بتلك الأعظم النخرات
أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً
من القبر يدنيني بغير أناة
وأسمع للكُتّاب في مصر ضجةً
فأعلم أن النائحين نعاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهمُ
إلى لغةٍ لم تتصل برواة؟
سَرَتْ لوثةُ الأعجام فيها كما سرى
لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجائت كثوبٍ ضم سبعين رقعةً
مشكلةَ الألوان مختلفات
إلى معشر الكتاب والجمع حافلٌ
بسطت رجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى
وتنبت في تلك الرموس رفاتي
وإما مماتٌ لا قيامة بعده
مماتٌ لعمري لم يقس بممات.

أرى أننا جميعاً مدينون,بذبح صوت العربية,بعد أن كانت عروس في هودجها تغني,أصبحت تبكي وترثي نفسها,كيف لا ونحن نعتذر للجرح ب "sorry" أو كلمة أخرى,لا تترك أثر في طب الجروح,كيف لا وقد حولنا لغة الكتاب,إلى حروف أخرى,لم تتصل بسند ولا متن؟؟؟

إخوتي:-

نحن أولاد عاقين بمعنى العقوق لأمنا اللغة,دعوة للحوار بيننا,إلى متى هذا العقوق وهذا الإندثار؟؟؟إلى متى ستبقى العولمة ضاربة لأطنابها بين الضروس؟؟؟هل أصبحنا نخجل من لغتنا,لدرجة نحمد فيها ربنا بالشات بهذه الطريقة:-al7amdollah???????

وهل سيأتي علينا حين من الدهر,ندعوا فيه ربنا بلغة حمقاء؟؟

إحترامي لمن سيحضر هنا,وإشتياقي لمن لم يحضر.

[مريم الوادي]

جيد جدا أختي منال
الطرح مميز ويستحق عناء المناقشة..
كان الموضوع نفسه موضوع البحث الذي قمت به في مركز تكوين المعلمات..
بحثت في الأسباب و الحلول..
و ركزت خصوصا على دور المدرسة، و الأسرة، من الضروري أن تكون المدرسة حريصة على اللغة العربية..
عكس ما نراه اليوم، من ترويج المدارس للغات الأجنبية على حساب العربية...
وكذا الأسرة يجب أن تحفز أطفالها على تلاوة القرآن، والمطالعة، وقراءة الشعر القديم وغيرها..
و العكس تماما هو ما نعيشه، لقد أصبحت الفرنسية والانجليزية عندنا في المغرب، من علامات الرفاه الاجتماعي، وهناك عزوف قوي عن المدرسة العمومية، لفائدة المدارس والمعاهد الخصوصية الأجنبية...
بصراحة لغتنا العربية في وضع لا تحسد عليه..
علينا كل من جانبه السعي إلى تجاوز هذه الأزمة
بصفتنا آباء ، ومدرسين، ومثقفين...
شكرا
والحديث ذو شجون

[عبدالسلام حمزة]

شكرا ً منال , على هذه التذكرة
السبب الرئيس هو ضعف الشخصية العربية بنفسها وفقدان الصلة بين حاضرها وماضيها إلا ما رحم ربي وهذا فعل ٌ مقصود ومدروس من الغرب وأدواته الحكام والأنظمة والصحافة ووسائل الإعلام .
هي لغة باقية بقاء القرآن الكريم .
لقد قرأت فتوى لابن تيميه رحمه الله , يكره التكلم بغير العربية لمن يتقنها .
شكرا ً منال .

[خديجة التازي]

اختي الفاضلة
موضوع مميز جدا وجدير بالمناقشة
ارى بان وما آلت إليه اللغةمن ضعف وتراجع على لسان أهلها، وبين المشاركون أسباب هذا الضعف وأبعاده الذاتية والموضوعية عبر حقب زمنية متلاحقة انتهت في هذا العصر الذي سيطرت عليه الآلة، وتحكمت فيه تكنولوجيا العصر وثورة المعلومات
ومادام باعتبارها لغة القرآن الكريم. وسمة من سمات القومية العربية وهويتها الواضحة. وأن سلامة اللغة وقوتها من سلامة قيم أهلها وقوتهم وسيادتهم على مر العصور.

[سلمى رشيد]

مسا الورد منال
للحديث شجون .. وكيف لا وهي لغتنا العربية الحبيبة والأثيرة والقريبة ؟؟
لغة القرآن الكريم مرجعنا ومنهجنا وعزنا ..
اللغة العربية قوية وباقية وستقاوم الاندثار مهما حاول البعض ..
يا منال الغالية
لهجاتنا المحكية مستمدة من لغتنا الأم من قريب ومن بعيد ،، أما المصيبة في استخدام اللغات الأخرى كنوع من البريستيج فتلك عقدة نقص وآفة من الآفات ..
سأعود للنقاش لأهمية الموضوع

[منال علي عبدالله]

لم أتوانى عن الحوار أحبتي.

هو الوقت الذي سابق الوصف وقطعني,إحترامي لكل طيف هنا,بإذن الصمد سأعود.

[منال علي عبدالله]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدنا والعود أحمد

شكراً لكل طيف مرّ من هنا,بعد الشكر والتقدير والإمتنان,لتلبية دعوتي,والشكر الأكبر من بعد الله,لأمي سلمى التي قيمت الموضوع من منطلق حبها للغة العربية,والتشبث باركانها.

قد نتساءل جميعاً,ما الذي دفعني أن أكتب بين رتوش هذه السطور,أو ما الذي ايقظ حساً بعد موت,في الحقيقة وكما تعلمون,أنني طالبة جامعية جديدة,ولقد حظيت بمنّ الله وكرمه,بتخصص "الأشعة الطبية التطبيقية",في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية,ومن المعروف أيضاً,أن من أساسيات هذة الجامعة المعقدة نظامياً,هو اللغة الإنجليزية,ولا يوجد فيها من يشرح بالعربية,إلا أساتذة المواد الحرّة,وكان من بينهم الدكتور الشاعر "محمود الشلبي"وفقه الله ورعاه,وكان مدرس للغة العربية,بعد مضي عدة اسابيع من الفصل الأول,عقد تحت إشرافه,مؤتمر بعنوان "اللغة العربية بين تألق وإنطفاء"والذي اختلسته لهذا المكان المبارك بإذن الله,وقد قام بالندوة الأستاذ البروفيسور -نهاد موسى-,والدكتورة الراقية لانا مامكوغ من جامعة البتراء,ودارت أحداث الندوة,عن اللغة العربيزية,وهي اللغة المختلطة بين العربية والإنجليزية,وأثناء الندوة,لاحظنا,أن الأساتذة أنفسهم,وهم يدافعون عن اللغة العربية,لم تتبرى السنتهم أبداً من اللغة العربيزية,حتى ثار الضحك من قبل الطلاب والحاضرين,حتى من قبل الأساتذة ذاتهم,حين قامت طالبة حفظها الله,بتوجيه نقد للأستاذ نهاد موسى ,حين استخدم بعض المصطلحات العربيزية ,بدلاً من العربية,وما توصلنا إليه أخيراُ وما أريد أن أوصله لكم الآن,أن اللغة العربيزية,عرفت كيف تضرب جذورها,بين أطناب أبناء الوطن,ومن هذا المقطع ومن هنا أبتدي,تابعوني أسفل الشريط للمناقشة والمزيد من الحوار.

[منال علي عبدالله]

للأسف :-

في مجتمعنا,وفي الجامعات على وجه الخصوص,صار التمدن,وظيفة من لا وظيفة له,كم تقشعر أبداني,حين أسمع شاب,يستأذن ليستعير دفتر المحاضرات الذي احمله,فيتمايع باللهجة,لكوني فقط أنثى,وفرض عليه أن يثبت وجوده أمامي,ولا عجب!!!!!,فأصبحت لهجة المياعة,هي اللهجة المحببة عند أغلب الفتيات,والشاب الذي يتحدث بالخطأ باللهجة المقبولة,بات تقليدياً أو بالمصطلح الإجرامي "بيئة".

لهذا الحد أصبحنا متخلقين بطراز فاخر,حرّفنا لغة الضاد,لتصبح اللغة المنحرفة أخيراً,جزءاً من كيان بني إنسان,قرأت حكمة أعجبتني:-

قالوا:-مسكين من لا يعرف الإنجليزية,فقد لا يفهم كلام الناس,وأنا أقول:-مسكين من لا يعرف العربية,قد لا يفهم كلام رب الناس.