انتخبوا د/ مرسي حتى لا تضيع الفرصة الثالثة بقلم د/ ناجح إبراهيم

[هشام النجار]

بقلم د/ ناجح إبراهيم
تمخضت الانتخابات الرئاسية المصرية عن أغرب مفاجأة فجرها الناخب المصري وهي انتخاب الفريق أحمد شفيق في المرتبة الثانية في التصويت بعد د/ محمد مرسي ليلحق به في قطار الإعادة.. وكأن الثورة لم تقم.. وكأن هذا الشعب لم يرفضه رئيسا ً للوزراء فيريد أن يأتي به رئيسا ً للجمهورية.. أو كأن هذا الشعب يأس من نجاح ثورته.. أو كأن ضاق ذرعا ً بممارسات خاطئة لبعض شباب الثورة فأراد أن يعاقبهم ويعاقب نفسه في الوقت نفسه.. أو ضاق ذرعا ً ببعض تصرفات فردية من بعض الإسلاميين.. سواء ً في حصار العباسية أو غيرها.. أو كأنه ضجر من امتداد أمد الانفلات الأمني وضعف الاقتصاد واستمرار البطالة فألقى نفسه في أي حضن يمكن أن يعيد إليه الأمن ويعيد عجلة الاقتصاد حتى لو كان في ذلك إعادة لحكم العسكر.
المهم أن الشعب المصري باختياره هذا أثبت أنه كالذي يريد إعادة الديكتاتورية العسكرية.. أو كالذي ينتحر مرة أخرى ولا يريد رئيسا ً مدنيا ً لأول مرة منذ الخمسينات.. إنه يعاقب بذلك نفسه وكل من حوله في عملية انتحارية غير مأمونة العواقب.
واليوم وبعد أن صعد د/ محمد مرسي والفريق شفيق معا إلي سباق الإعادة وحدهما فلا يسع كل من يريد المشروع الإسلامي إلا أن يدعم د/ محمد مرسي حتى لو كان دعم غيره من الإسلاميين في المرة الأولي.
فلا خيار أمام الإسلاميين اليوم سوي اختيار د/ محمد مرسي إنقاذاً ً للمشروع الإسلامي كله من الضياع وحتى لا يذهب هذا المشروع العظيم أدراج الرياح.. وإنقاذا ً للفرصة الرابعة التي لاحت للإسلاميين من الضياع.. وحتى لا يحاسبنا كل من ضحي وبذل وأعطي من أجل إزاحة الديكتاتورية أو إحقاق الحقوق.. وحتى لا تشتمنا الأجيال القادمة وتقول: هؤلاء ضيعوا هذه الفرصة الغالية التي لاحت لهم.
وقديما ًقالوا : "الفرصة خلسة.. والفرصة لا تأتي للإنسان مرتين.. ولكن تأتيه مرة واحدة".. فإن أحسن استخدامها وتعامل معها وفقا لسنن الله في كونه سخرها الله له وأعانه علي اغتنامها وأكرمه باهتبالها.
أما إذا تعامل معها باستخفاف وعنجهية وتكبر عليها واصطدم فيها بسنن الكون عوقب بالحرمان منها والحسرة بفواتها والندم علي فواتها.. وأهم من ذلك أنها لا تأتيه مرة أخري في حياته.
إننا نملك الآن أن ننصب لمصر حاكما ًمدنيا ً له مرجعية إسلامية وسطية يمكن أن نبدأ معه ويبدأ معنا وأن نقيم معه ويقيم معنا نموذجا ً للعدل السياسي والاجتماعي وإطلاق الحريات العامة وحرية العقيدة والعبادة لغير المسلمين.
وأن نبدأ معه إقامة المشروع الحضاري الإسلامي الذي يبشر ولا ينفر.. ويجمع ولا يفرق.. ويجمع بين عنصري الثبات والمرونة في الإسلام.. وبين حاكمية الله وحاكمية البشر الصالحة في منظومة رائعة تجمع بين الدين والدنيا.. وبين الدنيا والآخرة.. وبين قوة المجتمع وحرية الفرد.. وبين قوة الحكم دون الاعتداء على حريات الناس.
ولا يتاح لنا اليوم في جولة الإعادة سوى د/ محمد مرسي فإعادة حكم العسكري مرة أخرى سيعيد مصر إلي الوراء وإلي الخمسينات بعد أن ظن الجميع أننا تجاوزنا ذلك بمراحل كثيرة.. هدي الله مصر والمصريين إلي الخير والصواب والرشاد.

الأحد الموافق:
5-7-1433 هـ
27-5-2012م