الواقع يقول ان الاسلام الحقيقي قد تم اختطافه وقتله بطريقة بشعه على ايدي الاعراب بدئا بما سمي عصر الراشدين ثم سلم جثة هامدة الى عصر الطغاة الامويين ليقوموا بمهمة اعادة تكوينه و تبديله الى عادات وتقاليد البداوة وعنصريتها بعد اضفاء صفة القداسه عليها حتى انتهى على يد العباسيين بتثبيت النسخة البدوية المعدله المحسنة على هوى البداوة فهو ما بين ايدينا اليوم بتفرعاته من مذاهب ومدارس وفرق وما يجمعها بما يسمي بالاسلام السياسي الذي انتج كل هذه الفوضى وكان اساسا لكل فعل مشين وارهاب ..
حيث الدين وطقوسه وعباداته ومعابده وكهانه وشعائره ومواقعه ذات الصبغة الاعرابية البدوية اهم من الانسان الذي ارسل الله له الرسل وانزل الرسالات وخلق الكون من اجله ..
وان كل شيئ مسخر ومسير من اجل ان يبقى هو الاساس في حياة الاعراب بل واهم من الحياة ذاتها ويكون الموت المقدس انتحارا في سبيل انحرافاته هو النتيجة الحتمية لكل معتنقيه ..
وهذه الحقيقية التي ترفض الاعراب البدو بكل فئاتهم والوانهم التنازل عنها والغاؤها بل ان الدم والروح والممتلكات والعرض والشرف والمال وكل الحياة رخيصه و فداء لهذا الهدف المقلوب وهواجسه وتحقيقها سواء في خيالات عودة الخلافة او ظهور ما يسمى بالمخلص العادل المهدي ..
فصناعة انسان سوي حقيقي واقعي متناغم مع الحياة ومعطياتها متحرك مع مفرداتها مواكب لحيويتها منتج لشعلة عطائها وهو ما جاء به الاسلام الحقيقي سيعني بالتاكيد انهاء البداوة وهدم معبدها على السدنه والعرافين والمنجمين الذين سيفقدون سبب بقائهم على قيد الحياة وهو ابقاء مريديهم وعبيدهم في حال الجمود والتحنيط والتخلف والانحطاط بل الموت الاكلينيكي الدائم تلبية لرغبات شيطانية منحرفة لا وجود لها الا في عقولهم .
بمعنى انه لايجاد صيغة هذا الانسان فلابد من التخلي تماما عن الهوية الاعرابية البدوية وكسر ثقافتها القائمة على المقوله الخالده الكاذبه ان الاعرب مادة الاسلام وقوامه وهو ما قام عليه هذا الانقلاب منذ اكثر من 1000 عام حين قدس للبداوة وادرانها ومنح الافضلية لاقوام همجية شاذه معوقه روحيا و عقليا .
فعندما يتحرر الاعرابي من بدويته فهو بالتأكيد يتحرر من هذا الدين البديل الذي لا يمت بصلة بكل ما فيه الى الحياة ومن ثم سيستشعر بقيمته واهميتة اكثر من الدين نفسه وكل عناوينه فيعيد بناء حاله وفق ما امر به الله تعالى بتقديم انسانيته على اي شيء اخر فيعود الاسلام كما انزل على محمد اول الامر وبخلاف ذلك سنظل خارج اطار الزمن والحياة عموما..