ضرورة اجتثاث البعث من النقابات...

[زياد هواش]

ضرورة اجتثاث البعث من النقابات...

٩ نيسان ١٩٨٠:
صدر مرسوم بحل النقابات المهنية في سوريا بسبب نشاطاتها المعارضة للسلطة، لا سيما دعوة الإضراب التي أصدرتها نقابة المحامين وأيدتها نقابتا الأطباء والمهندسين.

شهدت تلك المرحلة حملة اعتقالات في صفوف القيادات النقابية وخصوصاً نقابة المحامين.
في وقت لاحق تم تعديل نظم النقابات وربطها بالقيادة القطرية لحزب البعث الحاكم وتشكيل مجالس نقابية جديدة مؤيدة للسلطة.

من النقابات الحرّة والمستقلة يجب ان تبدأ الثورة الوطنية الحقيقية لاجتثاث حزب البعث الستاليني الاستبدادي من السلطة في سوريا مرة واحدة والى الابد ومحاسبته على التدمير الممنهج لهوية الأمة ووحدة الشعب ومرتكزات الدولة الاقتصادية والقانونية والسياسية وحتى الأخلاقية.

كان يجب البناء على الانتصار الحقيقي والوحيد للحراك العشوائي في سوريا في مطلع العام 2011 من ضمن السياق العام لمشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الا وهو الغاء المادة الثامنة من الدستور البعثي والتي تقول بأن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع، ذلك الانتصار الاستراتيجي لم يستثمر جيدا.

في مطلع العام التاسع على المأساة السورية أو على الحرب الاهلية الدينية الإقليمية في المنطقة العربية والتي تتدحرج كرتها الفوضوية الملتهبة بعشوائية لا تزال القوانين العلمية لمساراتها غامضة وغير معلنة لا بد من العودة الى الحراك السلمي الواعي من قلب الموت والدمار والضياع والاحقاد.

أي محاولة فردية خلاقة لإطلاق مسار فكري وعملاني ووطني ومستقبلي وسيادي وحرّ في سوريا وبقية جمهوريات الموت العربية يجب ان تضع في اعتبارها أن العمل او الحراك السياسي هو حراك ديني ومذهبي هدام وفوضي وخارجي وليس حراك اقتصادي واجتماعي وطني واستقلالي ومحلي.

لذلك وكأفراد أحرار لنا مصلحة في بناء وطن واستقراره يجسد رغبتنا في هوية إنسانية ومستقبل انساني وليس أكثر من ذلك ومتجاوزين التاريخ كله والحاضر كله وكل الأحزاب والتيارات الظاهرة والكامنة وكل الهويات الدينية والقومية والقبلية والعشائرية وشبه الوطنية التي كشفت زيفها الحرب الاهلية.

لا بد من العودة الى التشكيلات الاقتصادية الطبيعية وهي النقابات التي تعبر عن مصالح طبقات اقتصادية واعية تنفي تلقائيا الهويات الملتبسة والفوضوية والسائدة في المجتمع وتسعى سلميا لتحقيق مصالح مهنية محددة وواضحة وعابرة للطوائف والمذاهب والمناطق والحاضر والماضي صوب المستقبل.

النقابات في سوريا وبقية الجمهوريات العربية نقابات حقيقية وفاعلة ولها تجربتها وهويتها الوطنية وحضورها الجماهيري ولكن الأنظمة الديكتاتورية الاستبدادية التي تسيدت المشهد السلطوي في دائرة العام 1970 نجحت في تعطيل دورها وتحويلها الى أجهزة رديفة وحاضنة للمؤسسات الأمنية العنيفة.

من النقابات يجب ان نبدأ من خلال تطهيرها من البعثيين باعتبار حزب البعث مؤسسة أمنية تطغى فيها الهوية الأمنية العنيفة والهدامة على الهوية النقابية المنتجة والخلاقة وباعتبار هذا التنظيم لا يملك شرعية دستورية بعد الغاء المادة الثامنة ويمارس دورا قياديا غير شرعي هو أقرب ما يكون للإرهاب المنظم.

الحجة الوحيدة التي يتزرع بها النظام الجمهوري العربي الفاسد لفرض سطوته على النقابات هو بعبع الاخوان المسلمين او تؤامه غير الشقيق وهذه الذريعة مرفوضة لأن النقابات مؤسسات اقتصادية ذات ربحية وليست أحزاب سياسية ذات انياب ومخالب وهذه الحجة لا نقاش فيها لأنها فاسدة وباطلة شكلا ومضمونا.

الوطن والمواطنة والانسان العربي لا يمكن ان يعيش رهينة الخوف بين سندان أحزاب استبدادية تدعي العلمانية ومطرقة أحزاب استبدادية تدعي الإسلام شريكان في المنشأ الاستعماري والوظيفة التخريبية والانتماء الإقليمي والولاء التام لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية.

اجتثاث البعث من النقابات هدف وطني سوري وخطوة في الاتجاه الصحيح لإنقاذ البلاد.
10/4/2019

صافيتا/زياد هواش

..