بسم الله الرحمن الرحيم
يقال عنه بلد المليون والنصف مليون شهيد , ويسمونه أيضا بلد المعجزات وبلد المقاومين ,.....تتعدد وتتنوع التسميات حسب الرؤى والشهادات , ولكن الشيء الذي نؤكده للجميع أنها بلد عربي شاب مليء بالحياة ومتمسك بالأصالة كما أنه بلد الحضارة وبلد العلوم.
تقع الجزائر شمال القارة الإفريقية , محاطة بالأشقاء من تونس والمغرب وليبيا والمالي والنيجر ويطل ساحله الممتد على طول 1200كلم على البحر المتوسط. تتميز أيضا بساحتها الكبيرة الواسحة خاصة وأنها تأتي في المرتبة الثانية بعد السودان , وهذا يساعدها على تنوع العادات والتقاليد.
العادات والتقاليد الجزائرية :
تنقسم الجزائر حسب عاداتها إلى أقاليم متماسكة :
1-العادات العاصمية – 2- العادات الشرقية الشاوية -3- العادات القبائلية -4- العادات الوهرانية -5- العادات القسنطينية -6- العادات الصحراوية المزابية .
يتميز كل إقليم بخصائص تميزه , حتى أنك تحس باختلافها ظاهريا ولكنها في الحقيقة مترابطة متماسكة لأنها تحكي الأصالة الجزائرية , وتحكي تراثا تركه الأجداد للأبناء , قصد الحفاظ على الأمانة.
ومن بين الخصائص والميزات والعادات الجزائرية :
1- طريقة البناء : فكثير من المناطق مختلفة تعرفها مباشرة بطريقة بنائها فمدينة غرداية لها بناء خاص , وأيضا مدينتي وادي سوف المعروفة بقبابها , ومدينة القبائل المعروفة بأكواخها , ومدينة بشار بزواياها.....
2- الاكلات الشعبية : تتنوع باختلاف المناطق والأفكار , ولكن الشيء الملاحظ توحدنا على بعض الأطباق , كالكسكس والشوربة.
3- اللباس : يختلف لنفس السبب , ففي العاصمة نجد سروال الشلقة وحايك مرمة وفي القبائل الجبة القبائلية وفي تلمسان الشدة وفي وهران المشجر وفي قسنطينة القندورة والبرنوس......
4- الخطبة والزواج : كل منطقة لها طريقتها حسب الوالي الذي تتبعه كسيدي عبد الرحمن وسيدي معمر , وسيدي الهواري ..........وللزواج تقاليد وأهمها أن العروس يحملها والدها , وأنها تخرج تحت جناحه إلى بيت والدها. وأيضا أنها تسحق بيضة برجلها ......إلخ .
والرقصات والغناء أيضا يختلف بتنوع المناطق والبيئات , فهناك العاصمي والشعبي والحوزي والقسنطيني والقبائلي والراي والصحراوي والشاوي.....
رمضانيات الجزائر :
تشتهر الجزائر كبقية البلدان بسهراتها ولياليها البيضاء وأيضا تتميز بنشاطات شعبها الخيرية , فلا تخلو قفة رمضان أبدا , ولا تفقد الرحمة من قلوب المسلمين عامة , هو حقا شهر التوبة والغفران وشهر العبادة والعمل .
كل النساء في هذا الشهر يتسابقن للتحضير لهذا الشهر الكريم , يتسابقن ايضا لاقتناء أجمل الأطباق و أحدثها ليكن في الموعد ويتسارعن لتحضير السفرة قبل الأذان .
وبعد الاستماع لصوت الآذان يحمل كل واحد شربة حليب وحبة تمر ويدعو دعاء الإفطار , شكرا وحمدا لله على نعمته حتى لا تزول , ولا ينسون صلاة المغرب في الجامع , بينما النساء ينتظرن أزواجهن وبعد العودة يجتمع الجميع حول مائدة الطعام يحتسون الشربة .....ويتبادلون الحديث حو يومهم ويذكرون قصصا دينية سمعوها في يومهم , كما أنهم ينتبهون بين الفينة والاخرى لبرنامج التلفزيون الذي يفاجىء المشاهدين كل مرة بعد الآذان حيث يقدم حديثا دينيا ثم أناشيد , وبعدها مباشرة الكمرا الخفية ومسلسلا هادفا.
تستمر الأسرة في تناول فطورها المتنوع بعد الشوربة كالكباب بالدجاج وطاجين الزيتون والبوراك والسلطات وأخيرا المشروبات . ولا يمكن أن يمر يوم من رمضان دون القهوة لأن حضورها متأصل ودائم فهي عادة قديمة أخذها الأبناء عن الأجداد .
ثم يغادر الذكور لآداء صلاة العشاء والتراويح بينما النساء يبقين في بيوتهن للتحضير للسهرة , فيجتمعن حول إبريق الشاي والزلابية والبقلاوة والشامية ويتحادثن , وهناك من النساء من يفضلن زيارة الأقارب , وهناك من تخترن التسوق وهناك من تفضلن التجول في المدينة .....يستمر الحال حتى السحور وهناك من ينام قبل ذلك لأنه كان مرهقا .
السحور في الجزائر :
السحور عندنا بالجزائر كبقية البلدان العربية , فبعد الأذان الكل يستيقظ يتوضأ ثم يجلس ليتسحر , وعادة يحضر في هذا الوقت الكسكس والزبيب والحليب والعنب ....و ختاما القهوة .....يستمر ذلك حتى الآذن , وبعدها يقوم الكل للصلاة , ثم النوم قصد استقبال يوم رمضاني جديد.
بعض العادات في الرمضان الجزائري :
1 – يعامل الطفل الصائم لأول مرة في الجزائر معاملة خاصة فتوضع له الحناء ويفطر على الحليب والتمر ويجلس في المائدة مع الصائمين , كما أنه يكافأ لذلك بإنجاز طبقه المفضل.
2-ليلة السابع والعشرين ليلة وطنية لختان الأطفال .
3-كثير من الأسر تذهب في ليلة السابع والعشرين للبحر.
4-يعتبر منتصف رمضان يوم الصدقات عندنا خاصة في منطقة تنس.
5- تبدا النساء في صنع الحلويات استعدادا لرمضان باكرا لأنهن تحبن التنويع .
6- ليلة العيد هي ليلة الحناء بالنسبة للأسر الجزائرية
7- يوم العيد هو يوم الفرحة للأطفال والصائمين خاصة فتجدهم يرتدون أروع الملبوسات
..............وهكذا ينتهي رمضان الجزائر , وهو يحكي التنوع والغنى التاريخي والاجتماعي , كما أنه يحكي الجمال والأصالة والطيبة والكرم . ......وسنلتقي مرة أخرى في رمضان آخر ببلد إسلامي تختاره الذاكرة فكونوا معنا لأننا ننتظركم .