الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-2010, 02:59 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. احمد حسونة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. احمد حسونة غير متصل


افتراضي الوطنية من مفاهيم الجاهلية

الوطنية من مفاهيم الجاهلية

منقول بتصرف


تتردد على الالسنة وفي المقالات ومن افواه القادة السياسيين والكتاب والاحزاب عبارات الوطنية والثوابت الوطنية ووطني والوحدة الوطنية

ولما كانت هذه الأمة التي ذكرها تعالى في كتابه الكريم بقوله: { إن هذه أمتكم أمة واحدة } هي الأمة الإسلامية، فقد بحثنا في القرآن الكريم بين دفتيه وفي معاجمه وفي أمهات كتب التفاسير وفي الصحاح وفي أمهات كتب الحديث الشريف فلم نجد لهذه العبارات أي مدلول أو أي معنى أو أي مغزى أو حتى منبع، بل لم نجد هذه العبارات إطلاقاً.

لذا كان لابد لنا من العودة للمنبع اللغوي لهذه العبارة وتحكيم الشرع الإسلامي الحنيف بها.


الوطنية من " الوطن"
وفي لسان العرب " وطن: الوطن المنزل تقيم به وهو موطن الانسان ومحله والجمع اوطان ..

و في معجم العين للخليل بن أحمد:الوَطَنُ: مَوْطِنُ الإنسان ومَحَلُّهُ وأوطانُ الأغنام: مَرابضُها التي تأوي إليها، ويُقال: أَوْطَنَ فلانٌ أرضَ كذا، أي: اتّخذها مَحَلاًّ ومَسْكَناً يُقِيمُ بها،

والمَوْطِنُ: كلّ مكان قام به الإنسانُ لأمرٍ.

وورد في معجم الصحاح للجوهري:
الوَطَنُ: محلُّ الإنسان. وأَوْطانُ الغنم: مرابِضها. وأَوْطَنْتُ الأرضَ، ووَطَّنْتُها تَوْطيناً، واسْتَوْطَنْتُها، أي اتَّخذتها وَطَناً. وكذلك الاتِّطانُ، وهو افتِعالٌ منه. وتَوْطينُ النفس على الشيء، كالتمهيد.

ويقال: من أين ميطانُكَ، أي غايتك. والميطانُ: الموضع الذي يُوَطَّنُ لتُرسَل منه الخيل في السباق، وهو أوَّل الغاية.

والمَوْطِنُ: المشهدُ من مشاهد الحرب. قال تعالى: " لقد نَصَرَكُم الله في مَواطِنَ كثيرةٍ " .

قال طرفة:
على مَوْطِنٍ يخشى الفتى عندَه الرَدَى ... متى تَعْتَرِكْ فيه الفوارِسُ تُرْعَدِ

قال الليث: الوَطنُ مَوْطِن الإنسان ومحلُّه. قال: وأوطان الغنم مرابضها التي تأوي إليها. ويقال: أَوْطَن فلان أرض كذا وكذا، أي اتَّخذها محلاًّ ومسكناً يقيم فيها،


قال رؤبة:
حتى رأى أهلُ العراقِ أَنَّني ... أوطنْتُ أرضاً لم تكن من وَطَني

وأما الوطن فكل مكان قام به الإنسان لأمرٍ فهو موطن له، كقولك: إذا اتيت فوقفتَ في تلك المواطنِ فادع الله لي ولإخواني،

وورد في القاموس المحيط

المعنى اللغوي لكلمة وطن: "منزل الإقامة و مربط البقر و الغنم، الجمع أوطان، و وطن به يطن و أوطن: أقام".

و الإقامة قد تكون في قرية أو مدينة و بذلك تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطنا.

إذن فإن أوسع مدلول لكلمة وطن هو القرية أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان , أما سائر المدن و القرى فهي كلها بالنسبة له سواء، لا فرق بين مدينة أو قرية ضمن ولايته أو إمارته أو دولته و بين أخرى تقع خارجها، فكلها سواء من حيث إنه لا يستوطنها. فالمقيم في بيروت مثلا قد يتعلق قلبه ببيروت لأنه عاش فيها و استوطنها و اعتاد عليها، إلا أنه لا فرق بالنسبة له بين طرابلس الشام و دمشق أو بين صيدا و الإسكندرية أو بين بعلبك و بغداد، من حيث إنها كلها مدن لا يستوطنها.

وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان لا يوطن الاماكن اي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به اما المواطن فكل مقام قام به الانسان لامر فهو موطن له .

وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وان يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير قيل معناه ان يالف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا ياوي من عطن الا الى مبرك دمث قد اوطنه واتخذه مناخا ومنه الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن ايطان المساجد اي اتخاذها وطنا.."

أما الوطن فكل مكان قام به الإنسان لأمرٍ فهو موطن له،
أَوْطَن فلان أرض كذا وكذا، أي اتَّخذها محلاًّ ومسكناً يقيم فيها

فالوطن ليس هو إلا محل إقامة الإنسان، سواء كانت إقامة دائمية أو مؤقتة، فالذي يسافر فترة لبلد آخر، فإنه يتخذه وطناً، أي مسكناً ومقاماً، ولو مؤقتاً. ويقول الحريري في مقاماته:

وَجُبِ البلادَ فأيها أرضــــــــــاك فاتخذهُ وَطَنْ

وتوطين النفس على شيء هو تعويدها عليه، والتواطن والمواطنة بين شخصين يعني الاتفاق والتراضي وترويض النفس على ما اتفقا عليه.


ولم يكن عند المسلمين قبل هدم دولة الخلافة أي معنى لكلمة الوطن غير هذا المعنى، الذي هو مكان السكن، ومكان الإقامة، ومكان الحلول في السفر.

ولم يرد في القرآن الكريم أي استعمال لهذا اللفظ

أما في السنة، فقد ورد في معجم الطبراني الأوسط، في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر، في حديث طويل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد فيه: (ويا موسى ، وطن نفسك على الصبر تلقى الحكم)، وطّن نفسك، أو عوّد نفسك وروضها.

وفي شعب الإيمان للبيهقي نص لغوي وليس حديثاً، ينقله الأصمعي عن أعرابي من الأعراب: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا علي بن محمد الحبيبي ، بمرو ، أخبرني محمد بن عبد الله اليعمري ، أخبرني المبرد ، عن الأصمعي ، يقول : سمعت أعرابيا يقول : « اليأس حر ، والطمع عبد ، والغنى وطن ، والفقر غربة ، وقد وجدنا من لذة العفو ما لم نجد من لذة العقوبة »)

وفي مسند أبي يعلى، حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال، ورد فيه: (يقول رجل منهم وقد وطن نفسه على أنهم يقتلونه فيجدهم موتى ، فيناديهم : ألا فأبشروا فقد أهلك الله عدوكم)، وطّن نفسه، أي هيأها وروضها.

وورد في كتاب نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية:
( وَمَنْ كَانَ لَهُ وَطَنٌ فَانْتَقَلَ عَنْهُ وَاسْتَوْطَنَ غَيْرَهُ ، ثُمَّ سَافَرَ فَدَخَلَ وَطَنَهُ الْأَوَّلَ قَصَرَ ) ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ وَطَنًا لَهُ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَدَّ نَفْسَهُ بِمَكَّةَ مِنْ الْمُسَافِرِينَ ، وَهَذَا ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ أَنَّ الْوَطَنَ الْأَصْلِيَّ يَبْطُلُ بِمِثْلِهِ دُونَ السَّفَرِ ، وَوَطَنُ الْإِقَامَةِ يَبْطُلُ بِمِثْلِهِ وَبِالسَّفَرِ وَبِالْأَصْلِيِّ.

انظر تغيير الوطن في النص السابق، وأنه قد جعل مقياساً للقصر، وانظر كيف ضرب مثالاً برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه في مكة عد نفسه مسافراً، ولم يعتبر نفسه في وطنه، لأنه وطنه قد صار المدينة، أي أنه قد اتخذها مسكناً ومقاماً دائمياً.

فهذا رسول الله عليه سلام الله قد اعتبر مكة محل سفر وقصر فيها الصلاة، أي لم يعتبرها وطنا حيث الوطن في اصطلاح اللغة محل الإقامة، فاعتبر نفسه عليه السلام في مكة مسافرا لا مقيما، وقصر الصلاة، فمن أين جئنا بمفهوم الوطنية والانتماء إلى الوطن طالما لم يعتبر مكة له وطنا بعد أن أقام في غيرها؟










 
رد مع اقتباس
قديم 22-03-2010, 04:20 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ايهاب ابوالعون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ايهاب ابوالعون
 

 

 
إحصائية العضو







ايهاب ابوالعون غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ايهاب ابوالعون إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ايهاب ابوالعون

افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

من اجمل ما قرات في تناول مصطلح الوطنية .
ولكن لدي تساؤل دكتور
ماذا نفسر حنين الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة لمكة و هم في المدينة ؟
هل الحنين و الشوق أمر ٌ يخضع للتعاريف ؟ يكفينا ان المرء يحن الى مكان ٍ يعميه عن غيره
فما رايك ؟







التوقيع

رحم الله عبدا عرف قدر نفسه
 
رد مع اقتباس
قديم 22-03-2010, 12:04 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بسام فارع
أقلامي
 
إحصائية العضو







بسام فارع غير متصل


افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

الوطنية مصطلح عصري يمت الى العصبية والدين بصلة اقوى من صلته بارض الانسان ومسقط راسه دائما مانردد ان الاسلام دين ودوله وليس دينا وامه فحسب فكيف نفسر اذا غياب الوطنية عن شخص يمت الى الدولة بصلة قوية من ناحية الدين الذي هو اقوى الصلات فتراه يتحمس ويتعصب لدولة الدين اكثر من تعصبه لمسقط راسه الذي قد يكون خارجا عن دولة دينه
فالمسلم مثلا تراه يميل الى بلاد الاسلام اكثر من ميله الى بلده التي ولد ونشأ فيها وتراه على استعداد للتضحية في سبيل بلد الاسلام اكثر من التضحية في سبيل مسقط راسه مع عدم اهمال العلم بان هناك وطنا اسلاميا واخر غير اسلامي لاننا نتكلم عن الواقع لا نتكلم عن الخيال فوطنية المسلم تجاه الوطن المسلم الذي نحن مقتنعون به على ان الاسلام دين ودولة فعلى اساس هذا المبدأ لابد ان يكون للمسلم مواطنة اسلاميه تمت الى دولة الاسلام بكل الولاء والاخلاص ولاتمت الى مسقط الراس بمثل ماتمت هذه الصلة الى وطن الاسلام
ان الوطن المكذوب والكيان الصهيوني المحتل قد جعل من مكان في الارض لايمتلكه وطنا له يجمع فيه كل صهيوني من اصقاع الارض لا صلة بينهم الا صلة الدين الواحد او الاهداف الواحدة والمصالح الواحده وترى كل منهم يتمتع بمواطنة عالية من حيث دابه على خدمة وطنه اكثر من خدمته وتعصبه لمسقط راسه برغم العنصرية والطوائف الموجودة في كيانه الا انه يخيل الينا انهم جميعا على قلب واحد
فبوجود الدولة لابد ان يوجد معها مفهوم الوطنية بصرف النظر عن تعريفها لانها مصطلح عصري يمثل الدين والجنس والعصبية وعوامل اخرى تجمع بين ابناء الوطن الواحد اعلاها وقوفهم صفا واحد معاديا لكل معاد لوطنهم بصرف النظر عن مساقط رؤوسهم او اماكن اقامتهم
وبحكم وجود الدولة فلابد ان تكون هذه الدولة لها ارض تقطنها ولها حدود قد تكون الارض كلها ولن يكون هذا لدولة واحده مهما كانت وبحكم وجود الارض والحدود يوجد معها ويلازمها مفهوم الوطنية الذي يعبر عن صدق انتماء الانسان الى وطن ما واستعداده لبذل ماعنده من ملكات وامكانيات للرفعة بهذا الوطن والذب عنه امام اعداءه ولو لم يكن مقيما فيه فلا نجد تسمية اخرى لهذا الشعور غير الوطنية الدينيه او باختصار كمسلمون الوطنية الاسلاميه او المواطنه الاسلاميه







 
رد مع اقتباس
قديم 22-03-2010, 08:39 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
د. احمد حسونة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. احمد حسونة غير متصل


افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

أخي العزيز د. ايهاب ابو العون بارك الله بك
والسلام عليكم ورحمة الله

أشكرك على المتابعة وسؤالك الاستباقي الذي يدل هلى اهتمامك
فللموضوع بقية لم تكتمل بعد ولكن جواباً لاستفسارك أقول:

حب الوطن والشغف بالمنشأ مما جُبلت عليه القلوب

حب الوطن شيء وتقديسه وجعله الرابطة التي تربطني بغيري شيء آخر ..

حب المكان الذي ولدت فيه شيء وتمزيق بلاد المسلمين إلى بضعة وخمسين مزقة وراية شيء آخر ..

فحب المكان الذي ولدت فيه شيء غريزي ولم يمنعه الإسلام ولكن الإسلام لم يجعل الوطن رابطًا بين الناس بل جعل العقيدة الإسلامية فقط هي الرابطة ..

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم فإليك القول - الذي يذكر في الغالب مجتزءاً- من غير حذف:

( والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلي ،ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت).

لاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنك لأحب البلاد إلى الله وبالتالي هي أحب البلاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجب أن تكون هذه البلاد أحب بلاد الله إلينا وأحب من المكان الذي ولدنا فيه ..

فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل حبه لمكة من حب الله لها، و لما أقام الدولة الإسلامية أقام في المدينة ولم يقم في مكة! فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يعلن حبه لمكة إنما يقصد الأماكن الذي درج فيها صغيراً ويانعاً وحملت ذكرياته بالإضافة طبعاً إلى بيت الله الحرام، وهو بالتأكيد لا يقصد الرقعة الجغرافية التي يتحكم فيها الكيان السياسي لدولة مكة (وهو كيان سياسي كافر)

ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ مثل في ضرب مفهوم الوطنية بالمعنى الذي يروج له الآن، حين قام بهدم الكيان السياسي الكافر لمكة حيث مسقط رأسه بالاستعانة بجند من المسلمين لم يكن يشكل منهم المهاجرون (أي ذوو الأصول المكية إلا قلة قليلة) بينما الباقون هم "أجانب" على مكة دون أن يلتفت إلى أي ناحية وطنية.

وهكذا حب الوطن فإنه مظهر من مظاهر غريزة البقاء أيضًا، وهو ليس من الإيمان، إنما اتخاذ المواقف تجاه الموطن حسب الإسلام هو الذي يقال أنه من الإيمان ( الأعمال الصالحة)، فلا نقدم حب الموطن على الأحكام الشرعية ولا نجعله الرابط الذي يربطنا بغيرنا.

ولكن هذا كله يقصد به الوطن الذي هو الأرض التي عاش عليها الإنسان ونشأ فيها، وفيها قومه وعشيرته، وليس المقصود به الرقعة من الأرض المحددة بالحدود السياسية التي وضعها المستعمر، فالوطن بهذا المفهوم ليس له أي معنى عاطفي،










 
رد مع اقتباس
قديم 22-03-2010, 08:52 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ياسر سالم
أقلامي
 
إحصائية العضو







ياسر سالم غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ياسر سالم

افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

بل الانتماء للاوطان أستاذنا الدكتور لا ينافي أبدا الإنتماء للاسلام
والتعارض البادي بينهما ربما كان مرده إلى المغالاة في اقتناء هذا المفهوم (الوطنية)(1) من قِبل الشيوعين ومتطرفي العلمانيين
وبالجملة فإن الاسلام كان حريصا - ومازال - على حماية الارض التى هى وعاء الدين
ولاسبيل لحمايتها وعمارتها إلا بأهلها ( مواطنيها )
(..هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا .. ) (هود:61)

لي عودة إن شاء الله


_______________________
(1)هذا اللفظ مما استحدث في بابه واصطلح عليه الناس ولامشاحة في الاصطلاح ..فقط يحتاج إلى تحرير مدلوله وضبط معناه شرعا






 
رد مع اقتباس
قديم 22-03-2010, 09:50 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبدالكريم قاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالكريم قاسم
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالكريم قاسم متصل الآن


افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

قال طرفة:
على مَوْطِنٍ يخشى الفتى عندَه الرَدَى ... متى تَعْتَرِكْ فيه الفوارِسُ تُرْعَدِ


قال الليث: الوَطنُ مَوْطِن الإنسان ومحلُّه. قال: وأوطان الغنم مرابضها التي تأوي إليها. ويقال: أَوْطَن فلان أرض كذا وكذا، أي اتَّخذها محلاًّ ومسكناً يقيم فيها،

قال رؤبة:
حتى رأى أهلُ العراقِ أَنَّني ... أوطنْتُ أرضاً لم تكن من وَطَني

وأما الوطن فكل مكان قام به الإنسان لأمرٍ فهو موطن له، كقولك: إذا اتيت فوقفتَ في تلك المواطنِ فادع الله لي ولإخواني،
الدكتور الفاضل احمد حسونة تحية لك وللاخوة الاعضاء

الاترى ان مفهوم الوطن اليوم الذي يحدد بالبقعة الجغرافية الواسعة هو اشمل من تحديد المفهوم الضيق للوطن والموطن سيما وان الوطن العربي كان وطنا كبيرا موحدا في ظل مفهوم العروبة والاسلام ؟
وهل تختلف التعاريف والمفاهيم باختلاف الازمان ؟







 
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2010, 03:34 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
د. احمد حسونة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. احمد حسونة غير متصل


افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

اشكر للاخوة الكرام بسام فارع وياسر سالم وعبدالكريم قاسم

مرورهم وتعليقاتهم وتعقيباتهم ولي عودة لها ان شاء الله

ولكن ليس قبل أن أكمل ما بدأت به حتى تكتكمل صورة المفهوم

الذي طرحت عن الوطنية، ولعل فيها اجابة :


مصطلح الوطنية انما ظهر في المجتمع الاوروبي على اثر تطورات فكرية و سياسية هامة ادت الى اعادة صياغة المجتمعات الاوروبية.

وبايجاز نقول ان مفهوم الوطن كونه بلد يربط فيه جماعة من الناس تتفق ان تلتزم بسيادة الوطن واطاعة الحاكم، وما يتبعه من اجهزة حكومية، انما ظهر بعد ان سعى سياسيون وفلاسفة في كسر شوكة الكنيسة والحد من تدخلها في الحياة العامة في المجتمعات الاوربية وذلك على اثر الصراع الدامي الذي دار لعقود من الزمن واستهلك الكثير من الدماء والثروات، من هنا تنادى المفكرون الى ضرورة وضع اسس جديدة تربط بين الناس لا على اساس الدين والمذاهب الدينية التي ادت الى سفك الدماء وانما على الولاء للوطن، اي ان تحويل الولاء من الكنيسة ورجالاتها وايضا من رجال الاقطاع الى الحاكم الوطني كان من ابرز التحولات الفكرية السياسية التي عصفت بالمجتمع الاوروبي والتي توجت بتكريس مفهوم "فصل الدين عن الحياة" وهو اساس الفكر العلماني والعقيدة العلمانية التي تقوم على انكار دور الدين والخالق في تصريف شؤون المجتمع وان كانوا تساهلوا بعض الشيء بحيث سمحوا للافراد بالتدين ولكن على ان يتدخل هذا التدين بالشؤون العامة.

وبناء على هذه النظرية العلمانية قام المفكرون والفلاسفة من امثال روسو وجون لوك وفولتير ومونتسيكيو بوضع اسس نظرية "العقد الاجتماعي" وهو عبارة عن عقد بين الحاكم والمحكومين بحيث يكون للمواطن حقوق قانونية دستورية على الحاكم ان يحترمها، ومن هنا جاءت نظرية الحقوق الغربية ومن ثم حقوق المواطن و..الخ

يرى الدكتور محمد حسين رحمه الله، في كتابه "الاسلام والحضارة الغربية"، ان اول ما وردت لفظة "الوطن" انما جاء من خلال الازهري المتفرنس رفاعة الطهطاوي الذي أُشرب حب فرنسا والحضارة الفرنسية حينما اقام فيها في 1826 الى 1832 فلما عاد الى مصر عاد يصدح بالحضارة الفرنسية وجمالها وصار يدندن حول الوطنية ولعله بدأ بداية خجولة الا انه في الواقع طرح بذرة الفكرة التي جاء غيره من المضبوعين بحضارة الغرب ليكملوا سقيها ورعايتها ومن هؤلاء بعض نصارى الشام الذين رأوا خلاصهم من حكم الاسلام بالعمل على نشرة فكرة القومية والوطنية.

والوطنية يعرفها أصحابها بأنها رابطة تجمع الناس في وطن معين. أما ما هو هذا الوطن؟ فواقع الذين يدعون إلى الوطنية أنهم يعدون الوطن هو ذلك الكيان السياسي الذي تقوم فوقه دولة ذات حدود مرسومة على الخريطة بغض النظر عمن رسم تلك الحدود. فيتكلمون عن الوطنية اللبنانية و الوطنية العراقية و الوطنية المصرية وهكذا.

إلا أن أدعياء فكرة "الوطنية" لما أرادوا أن يبتدعوا فكرة يكرسون بها الكيانات التي أقامها الكافر المستعمر في بلادنا بعد أن قسمها إلى دويلات هزيلة، حرفوا كلمة "الوطن" لتصبح دالة على ”لبنان" الذي أسسه غورو سنة 1920 ، و على العراق و الأردن و فلسطين و سوريا و مصر التي أوجدتها معاهدات الغربيين و مؤامراتهم.

ففكرة الوطنية جزء لا يتجزأ من المؤامرات الغربية لتكريس تجزئة بلاد المسلمين إلى أردن وفلسطين وسوريا ومصر وليبيا ... الخ، وقد تجلت هذه الفكرة بشكل خطير في الشعارات التي تراها في كل زاوية: الأردن أولا، مصر للمصريين، القضية الفلسطينية شأن فلسطيني، وهكذا كرست الوطنية تفتيت الأمة الاسلامية وجعلت أهل كل بلد غير معنيين بما يجري في البلد المسلم المجاور لهم، فحمامات الدم تراق في أرض بيت المقدس، ولا يتحرك عرق في جيش مصر أو الأردن أو سوريا أو تركيا لأنها ليست "وطنه"

كما أنها كرست تفتيت الأمة إلى دويلات ، مع أن الإسلام حرم أن يكون للمسلمين أكثر من حاكم، بل أمر بإطاحة رأس الحاكم الثاني إذا ظهر وللمسلمين إمام يحكمهم ،

ثم إن الوطنية كرست الاعتراف بالاستقلال ، أي استقلال البلاد الإسلامية بعضها عن بعض وتجزئتها، فتفرقت الأمة التي أمر الله أن تكون واحدة بفعل الوطنية إلى أمم فضعفت الأمة أمام أعدائها فكانت الوطنية سهما بغيضا مكَّن للكافر المستعمر احتلال البلاد ومص دمائها وخيراتها

و بذلك تصبح "الوطنية" هي الرابطة التي تجمع الناس الذين يعيشون داخل حدود دولة من هذه الدول، و تفصلهم عن سائر الناس الذين هم خارج تلك الحدود. و بذلك يصبح اللبناني مرتبطا فقط باللبناني و يصبح المصري مرتبطا فقط بالمصري، ( الم يقم النظام في مصر ببناء الجدار العازل على حدود غزة بدعوى ان هذا شأن "سيادي" وقامت الانظمة العربية وعلى رأسها السلطة الفلسطينية بتأييدها على أساس هذه المفاهيم "الوطنية" ) حتى تنقسم الأمة و تتعدد همومها، و لا تعمل سويا في سبيل قضية واحدة هي قضية الأمة، فما يهم الجزائري لا يهم التونسي... و هكذا . و من أجل تكريس ذلك المفهوم ، بثت بين الناس شعارات مضللة خبيثة مثل "الدين لله و الوطن للجميع" و مثل نحن ننتمي إلى الوطن قبل أن ننتمي إلى الدين" و غيرهما من الشعارات التي تتعارض مع الاسلام من حيث الأساس. فأين الوطنية من قوله صلى الله عليه و سلم : "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

هل حض الإسلام على الوطنية وعزز الشعور الوطني لدى المسلمين؟

دعاة ذلك يستندون إلى أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال حين خرج من مكة: " أنت أحب بلاد الله إلي و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك"، و بأن الاسلام أمر بالدفاع عن الاوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله.

فأما حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي استدلوا به، فلا شان له بالوطنية لا من قريب و لا من بعيد. فالرسول عليه الصلاة و السلام لم يكن يحب مكة لأنها وطنه، و إنما كان يحبها لأنها البلد الحرام الذي يحتضن الكعبة الشريفة. و الذي يوضح ذلك هو الحديث نفسه الذي يستدلون به غالبا مجتزءا، فقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة و قال: " أنت أحب بلاد الله إلى الله ، و أنت أحب بلاد الله إلي، و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك". إذا فالرسول صلى الله عليه و سلم كان يحب مكة لأنها أحب اليلاد إلى الله تعالى.

و أما قولهم إن الاسلام أمر بالدفاع عن الأوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله، ففيه كثير من التدليس و التضليل.
ذلك أن الاسلام لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" و إنما أمر بالدفاع عن البلاد الاسلامية بغض النظر عن كونها وطنا للمجاهد أو غير ذلك.


فعلى هذا الأساس فإن واجب الجهاد لتحرير فلسطين من دولة يهود و تحرير الأندلس من الأوروبيين و الدفاع عن أراضي البوسنة و الهرسك و الشيشان و بلاد كشمير في الهند، لا يناط فقط بأهل تلك البلاد طالما لا يستطيعون رد العدوان وحدهم، و إنما يناط الواجب بكل المسلمين الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يتحقق الفرض.

و على هذا الأساس أيضا، لا يجب على المسلم الذي يعيش في غير البلاد الاسلامية كأستراليا و أميركا أن يدافع عن تلك البلاد إذا نشبت حرب بين دولته و دولة أخرى، بل لا يجوز له ذلك، لأن هذا قتال في غير سبيل الله، و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من قاتل تحت راية عمية، يدعو إلى عصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتلته جاهلية".














 
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2010, 03:47 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
د. احمد حسونة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. احمد حسونة غير متصل


افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

إن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة الذي أخرج منه بغير حق هو و صحابته الكرم، و قد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح. لكنه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الاسلامية و أقام فيها ما تبقى من أيام حياته، و لم يوص المسلمين بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة، و هكذا فعل أصحابه رضوان الله عليهم من بعده، فشهداء بدر و أحد دفنوا في البقيع في المدينة و أبو عبيدة دفن في غور الأردن، و أبو أيوب الأنصاري دفن قرب أسوار القسطنطينية، و حفظة القرآن الكريم من الصحابة دفنت أعداد منهم في أطراف الهند و بحر قزوين خلال الفتوحات الاسلامية، و لم يصدر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا عن صحابته الكرام أي اشارة "وطنية" أو حنين للديار ، بل كان همهم الأول و قضيتهم المصيرية إعلاء كلمة الله و نشر الاسلام و إخراج الناس من الظلمات إلى النور.

بل إن الإسلام اعتبر الوطنية من الدعاوى الجاهلية النتنة، من ذلك ما رواه جابر رضي الله عنه، حيث قال: (كنا في غزاة فكسع -وهو ضرب دبر غيره بيده أو رجله- رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمعها الله رسوله صلى الله عليه وسلم قال: ما هذا؟ فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة، قال جابر وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ثم كثر المهاجرون بعد، فقال عبد الله بن أبي أو قد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، قال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) رواه البخاري

فاعتبر عليه السلام الانحياز والتفرق على أساس أن أصل هذا من المدينة فهو أنصاري وذاك من مكة فهو مهاجري، وهذا ينصر قومه على هذا، اعتبر هذه الدعاوى نتنة وأمر بتركها ، وقال في رواية: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم!
قال العلامة ابن تيمية رحمه الله (كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصهم مهاجري وأنصاري، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا ) انتهى


وفي سنن أبي داود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية

ومن النصوص الواردة في ذلك ما رواه الترمذي وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى

ومن ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن الحارث الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكرها، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم" قيل يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله

وهذا الحديث الصحيح من أوضح الأحاديث وأبينها في إبطال الدعوة إلى القومية، والوطنية، واعتبارهما دعوة جاهلية، يستحق دعاتها أن يكونوا من جثي جهنم، وإن صاموا وصلوا، وزعموا أنهم مسلمون فيا له من وعيد شديد، وتحذير ينذر كل مسلم من الدعوات الجاهلية، والركون إلى معتنقيها، وإن زخرفوها بالمقالات السحرية، والخطب الرنانة الواسعة، التي لا أساس لها من الحقيقة، ولا شاهد لها من الواقع، وإنما هو التلبيس والخداع والتقليد الأعمى، الذي ينتهي بأهله إلى أسوأ العواقب، نسأل الله السلامة من ذلك.

وذلك لأن الوطنية تكرس انقسام الأمة وانفراط عقد جماعتها، أي تكرس الخروج عن الجماعة إلى دويلات متفرقة متناحرة مجزأة لا يمر المسلم فيها من أرض إلى أرض إلا بوثائق وتأشيرات وكأنه غريب في ديار الإسلام!! فتبا للوطنية وتبا لثوابتها التي كلها تكريس لتجزئة هذه الأمة.






 
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2010, 04:04 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
د. احمد حسونة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. احمد حسونة غير متصل


افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

لقد وصل الأمر ببعض دعاة "الوطنية" إلى افتراء الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم كقولهم (حب الوطن من الإيمان) فهذا ليس بحديث و لم يقله صلى الله عليه و سلم ثم إن حب الوطن شيء و "الوطنية" شيء آخر.

فحب الوطن شيء طبيعي و غريزي لدى الانسان ، ذلك أن قلب الإنسان يتعلق بالمكان الذي اعتاد عليه و ترعرع فيه و كانت له معه ذكريات جميلة، فهو يحن إلى البيت الذي ترعرع فيه و يحب الحي أو القرية أو المدينة التي نشأ فيها أو سكنها فترة من الزمن، إلا أن هذا الحب "الغريزي" لا يتعدى القرية أو المدينة أو المنطقة التي عاش فيه الانسان. أما "الوطنية" التي يروج لها مثقفو البلاط و كتاب السلطة، فهي التي يريدون لها أن تكون رابطة تجمع سكان الدولة الواحدة و تفصلهم عن سائر إخوانهم في سائر العالم الاسلامي.

إن الدعوة إلى القومية أو الوطنية هي ترويج للفكر الغربي الغريب عن الاسلام. و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول:

"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

فالداعي إليهما آثم عند الله تعالى.فالواجب يحتم على المسلمين أن ينبذوا كل الأفكار و الأطروحات الدخيلة ، و يعودوا من جديد إلى إحياء الرابطة الاسلامية لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الاسلامية ، فتسوده أفكار الاسلام و مشاعره و أنظمته، حتى تستأنف الأمة حياتها الاسلامية من جديد و تعود أرقى أمم العالم.

وحيث ان الاسلام يوجب على المسلم ان يتلقى دينه وشريعته من رب الكون لا من حثالات البشر من مفكرين وفلاسفة مصيرهم جهنم فان الوطنية بقضها وقضيضها حرام بحرام بحرام و لا يجوز الدعوة لها ولا السكوت عنها فانها من اكبر المنكرات التي تفرق بين المسلم واخيه وتؤدي الى سفك الدم المسلم بغير وجه حق وتؤدي الى جعل الولاء والبراء مبنيان على غير رابطة الايمان وتؤدي الى اتخاذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين ولذا فالواجب الشرعي على كل مسلم ان يتبرا منها ومن اهلها وان يظهر العداوة لها ولمن عمل لها.

وبسقوط الوطنية كفكرة معادية للإسلام، تسقط معها ثوابتها، أي مايسمى بالثوابت الوطنية، ولايبقى إلا الإسلام يعلو ولايُعلى عليه الا الثوابت الإسلامية المنبثقة عن الأحكام الشرعية.

وختاما نقول:


هل من اجل الثوابت الوطنية المزعومة سكب الشهداء دمائهم الزكية على أرض الجهاد والمجاهدين، أرض الإسراء والمعراج، التي إكراما لها ولمنزلتها بارك الله ماحولها؟

هل من اجل الثوابت الوطنية جاهد الصحابة الكرام وتركوا "أوطانهم" ليستشهدوا في أرض فلسطين؟

هل من اجل الثوابت الوطنية جاء عمر الفاروق إلى القدس فاتحا لها و صلاح الدين محررها؟

هل من اجل الثوابت الوطنية بذل أهل البلاد الإسلامية قاطبة دون استثناء أرواحهم في محاولات لتطهيرها من دنس يهود؟


(قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)







 
رد مع اقتباس
قديم 24-03-2010, 02:25 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
د. احمد حسونة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. احمد حسونة غير متصل


افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

اقتباس:
وبحكم وجود الارض والحدود يوجد معها ويلازمها مفهوم الوطنية الذي يعبر عن صدق انتماء الانسان الى وطن ما واستعداده لبذل ماعنده من ملكات وامكانيات للرفعة بهذا الوطن والذب عنه امام اعداءه ولو لم يكن مقيما فيه فلا نجد تسمية اخرى لهذا الشعور غير الوطنية الدينيه او باختصار كمسلمون الوطنية الاسلاميه او المواطنه الاسلاميه




أخي الكريم بسام فارع حياك الله


الوطنية هي أساس يربط الناس بعضهم ببعض الذين يقنطون وطناً معيناً بغض النظر عن دينهم أو أعراقهم أو مذاهبهم أو أفكارهم أو معتقداتهم، فالأمر الجامع لهؤلاء الناس هو الوطن،

فالوطنية تجمع المسلم والنصراني واليهودي والشيوعي والبوذي وكل من يعيش في وطن واحد،

وبما أن هؤلاء مختلفو العقائد والمفاهيم لذلك كانت الثقافة التي تجمع هؤلاء هي الثقافة الوطنية، وبما أن الوطن الذي هو محل الإقامة لا يتضمن أفكاراً ولا ثقافة ولا مفاهيم ولا دستور ولا أنظمة حياة، كالنظام الإقتصادي والإجتماعي والحكم والسياسة، لذلك كانت الثقافة المسماة بالثقافة الوطنية في العالم الإسلامي خصوصاً هي ثقافة الغرب الكافر المستعمر، فأدخلت الثقافة الغربية إلى العالم الإسلامي تحت شعار الوطنية، والكافر هو الذي قسم العالم الإسلامي من وحدة واحدة إلى أكثر من خمسين كياناً وهو الذي رسم حدود بلدان العالم الإسلامي ونصب عليها حكام تابعين له، وهو الذي وضع علم الدول في بلاد المسلمين وهو الذي وضع مناهج التعليم ودستور البلاد، وبهذا كانت الوطنية ستاراً يخفي هيمنة وسيطرة الغرب الكافر على بلاد المسلمين فالحاكم المسمى بالحاكم الوطني هو في الحقيقة حاكم تابع للغرب، والإقتصاد المطبق هو الإقتصاد الرأسمالي، وأنظمة الحكم السائدة هي أنظمة الغرب كالديمقراطية التي هي شعار يطرح، أما الناحية الفعلية فهي الاستبداد والسيطرة من قبل الغرب الكافر عن طريق أدواته من الحكام وأعوانهم، أما التشريع الذي يقال إنه للشعب مع أن هذه الفكرة هي فكرة كفر في نظر الإسلام لأن التشريع في الإسلام لله حسب شرعه الوارد في الكتاب والسنة، إلا أن الواقع في العالم الإسلامي هو أن التشريع السائد هو تشريع الغرب الكافر.

فالوطنية شر قاتل وسم زعاف، وفكرة إستعمارية خبيثة من أجل أن تتمكن الدول الإستعمارية من فرض سيطرتها على المسلمين وديمومة هذه السيطرة، أما نظرة الإسلام إلى الوطنية، فالإسلام يحرم الإرتباط بين الناس على أساس الوطن ويوجب الإرتباط بين الناس على أساس مبدأ الإسلام العالمي الذي يدعو كافة البشر لإعتناقه والخضوع لشرعه عن طريق دولة الخلافة العالمية التي ليس لها حدود بل العالم كله هو مجالها، فالإسلام بعقيدته وأنظمته هو أساس الإرتباط بين الناس وأساس الأحزاب وأساس الدولة والثقافة والحضارة والشخصية والدستور والقوانين.

والإسلام لا يعترف بالوطنية بل ينبذها لأنه يشكل مبدأ عالمياً يصهر كافة الأوطان والشعوب والدول في بوتقة واحدة، فهو مبدأ ينتج عنه حزب عالمي وأمةعالمية ودولة عالمية بالإسم والفعل، فهو يصهر كل الكيانات في كيان واحد، ويصهرالأفراد والشعوب في أمة واحدة هي الأمة الإسلامية، وهذا ما تحقق عملياً مع دولة الإسلام التي أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة،

فالدولة لم تكن محصورة في إطار المدينة أي في إطار الوطن وإنما توسعت حتى شملت معظم العالم، فلم يكن لدولة الإسلام خط طول أو خط عرض أو حدود يحدها شمالاً كذا وجنوباً كذا بل هي دولة عالمية ودولة وحدة وليست دولة إتحاد. يقول الله تعالى:" وما أرسلناك إلا كافة للناس"، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام:" بعثت إلى الأحمر والأسود من الناس".
وهذا ما تحقق عملياً مع الأمة الإسلامية الموحدة فهي قد صهرت أهل الحجاز ونجد ومصر وبلاد الشام والبربر وغيرهم من الشعوب التي إعتنقت الإسلام وأصبحت جزءاً من الأمة الإسلامية.

ومبدأ الإسلام هو الذي يشكل نظرة المسلمين وهو أساس ثقافتهم ومفاهيمهم وليس المبدأ الرأسمالي وثقافته. وحكم الله هو الذي يطبق وليس حكم الطاغوت كالديمقراطية والتشريعات الغربية، وراية المسلمين هي راية رسول الله راية العقاب، وعلم المسلمين هو علم رسول الله، وليس رايات وأعلام الدول الكافرة الإستعمارية، والإسلام هو أساس الدستور والقانون في الإسلام وليس الدساتير والقوانين الغربية الكافرةوالذي جمع بين الرسول عليه السلام وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي إنما هو الإسلام والذي باعد بين الرسول عليه السلام وبين عمه أبي لهب إنما هو الإسلام، فالإسلام هو الرابط بين الإنسان والإنسان بغض النظر عن الوطنية والقومية، فالإسلام لا يعترف بهما وينبذهما
.


إن كل من له بصيرة في واقع الوطنية يدرك تمام الإدراك مدى مناقضتها للإسلام كل المناقضة، ولكن هناك بعض المضللين تابعين للغرب أو أدواته من الحكام يروجون للوطنية بحجة أن الرسول عليه السلام كان يحب مكة أي يحب مكان إقامته وأنه كان يحب أن يمكث فيه لولا أنهم أي كفار قريش أخرجوه منها، والحقيقة أن حب الوطن بمعنى حب مكان الإقامة أمر طبيعي في الإنسان، فالإنسان بطبعه يحب المكان الذي يولد ويترعرع فيه، وهذ علاقة بين الفرد والوطن،

وهذه العلاقة غير مفهوم الوطنية السائد في العالم، فالوطنية لا تعني حب الفرد لوطنه وإنما تعني إرتباط الناس بعضم ببعض على أساس الوطن، فهي رابطة بين الإنسان والإنسان وليست رابطة بين الفرد والوطن، ومن هنا يتبين بوضوح لا غموض فيه تناقض الوطنية مع الإسلام.

وقد وحد الإسلام الأوس والخزرج الذين كان اليهود يشعلون الحروب بينهم ووحد الإسلام بين المهاجرين والأنصار(الأوس والخزرج).

وأما بالنسبة للمهاجرين والأنصار فقد وحدّت بينهم العقيدة الإسلامية وجعلتهم إخوانًا، ولم توحد الأرض بينهم البتة، وقد خاطبهم الله تعالى بذلك في سورة آل عمران: وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْن َقُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَاح ُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.


ولمّا كان الأوس والخزرج على وشك الاقتتال من جراء إشعال اليهود نار العصبية القبلية وتذكيرهم بالثارات خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا وهو حاسر الثوب ويقول: أفبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة.

فالتعصب للوطن وللقبيلة جاهلية منكرة.


عندما نتحدث عن الرابطة الوطنية والرابطة المبدئية، فإن ذلك يكون من زاوية الحقوق والواجبات المترتبة على الإقامة الدائمة في دار الإسلام فزيد من المسلمين، الذي لم يهاجر الى دار الإسلام، تبقى بيني وبينه الأخوة الإيمانية، ولكن الولاية السياسية أو الحقوق الدستورية إن صح التعبير، تختلف.



فالمسلم إذا لم يستطع إقامة دينه في موطنه فإنه تجب الهجرة منه عليه ..


(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال 72)




فالولاية هنا ولاية حقوقية يترتب عليها حقوق وواجبات سياسية ومالية



هذا المفهوم لا ينطبق على الدولة الوطنية، فإن المهاجر إليها لا يستحق الحقوق آليا، كما هو الحال في الإسلام، بل لا يستحق حقوق أهل البلد نهائيا، خذ أي بلد عربي لوجدت المثال ينطبق عليه.أي أن هذه الدول الوطنية، جوهريا، تضرب بعرض الحائط الآية أعلاه من سورة الأنفال


من زاوية أخرى و باختصار، ليس كل أحد في الدنيا يستطيع أن يصبح كويتيا أو عراقيا أو تونسيا، ولكن في المقابل كل أحد في الدنيا عنده إمكانية أن يصبح "دار إسلاميا" إن صح التعبير، أو عنده إمكانية حمل الرعوية والاستفادة من رعاية دولة الإسلام، بدون الحاجة لعرق معين أو عصب شعوبي معين.












 
رد مع اقتباس
قديم 24-03-2010, 10:19 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبوحاتم
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

شكرا جزيلا أخي كاتب الموضوع ,,

قرأت بعضه وسأكمل قرائته لاحقاً بمشيئة الله
لك مني أجمل تحيه وتقدير







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط