|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-03-2010, 02:59 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الوطنية من مفاهيم الجاهلية
الوطنية من مفاهيم الجاهلية منقول بتصرف تتردد على الالسنة وفي المقالات ومن افواه القادة السياسيين والكتاب والاحزاب عبارات الوطنية والثوابت الوطنية ووطني والوحدة الوطنية ولما كانت هذه الأمة التي ذكرها تعالى في كتابه الكريم بقوله: { إن هذه أمتكم أمة واحدة } هي الأمة الإسلامية، فقد بحثنا في القرآن الكريم بين دفتيه وفي معاجمه وفي أمهات كتب التفاسير وفي الصحاح وفي أمهات كتب الحديث الشريف فلم نجد لهذه العبارات أي مدلول أو أي معنى أو أي مغزى أو حتى منبع، بل لم نجد هذه العبارات إطلاقاً. لذا كان لابد لنا من العودة للمنبع اللغوي لهذه العبارة وتحكيم الشرع الإسلامي الحنيف بها. الوطنية من " الوطن" وفي لسان العرب " وطن: الوطن المنزل تقيم به وهو موطن الانسان ومحله والجمع اوطان .. و في معجم العين للخليل بن أحمد:الوَطَنُ: مَوْطِنُ الإنسان ومَحَلُّهُ وأوطانُ الأغنام: مَرابضُها التي تأوي إليها، ويُقال: أَوْطَنَ فلانٌ أرضَ كذا، أي: اتّخذها مَحَلاًّ ومَسْكَناً يُقِيمُ بها، والمَوْطِنُ: كلّ مكان قام به الإنسانُ لأمرٍ. وورد في معجم الصحاح للجوهري: الوَطَنُ: محلُّ الإنسان. وأَوْطانُ الغنم: مرابِضها. وأَوْطَنْتُ الأرضَ، ووَطَّنْتُها تَوْطيناً، واسْتَوْطَنْتُها، أي اتَّخذتها وَطَناً. وكذلك الاتِّطانُ، وهو افتِعالٌ منه. وتَوْطينُ النفس على الشيء، كالتمهيد. ويقال: من أين ميطانُكَ، أي غايتك. والميطانُ: الموضع الذي يُوَطَّنُ لتُرسَل منه الخيل في السباق، وهو أوَّل الغاية. والمَوْطِنُ: المشهدُ من مشاهد الحرب. قال تعالى: " لقد نَصَرَكُم الله في مَواطِنَ كثيرةٍ " . قال طرفة: على مَوْطِنٍ يخشى الفتى عندَه الرَدَى ... متى تَعْتَرِكْ فيه الفوارِسُ تُرْعَدِ قال الليث: الوَطنُ مَوْطِن الإنسان ومحلُّه. قال: وأوطان الغنم مرابضها التي تأوي إليها. ويقال: أَوْطَن فلان أرض كذا وكذا، أي اتَّخذها محلاًّ ومسكناً يقيم فيها، قال رؤبة: حتى رأى أهلُ العراقِ أَنَّني ... أوطنْتُ أرضاً لم تكن من وَطَني وأما الوطن فكل مكان قام به الإنسان لأمرٍ فهو موطن له، كقولك: إذا اتيت فوقفتَ في تلك المواطنِ فادع الله لي ولإخواني، وورد في القاموس المحيط المعنى اللغوي لكلمة وطن: "منزل الإقامة و مربط البقر و الغنم، الجمع أوطان، و وطن به يطن و أوطن: أقام". و الإقامة قد تكون في قرية أو مدينة و بذلك تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطنا. إذن فإن أوسع مدلول لكلمة وطن هو القرية أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان , أما سائر المدن و القرى فهي كلها بالنسبة له سواء، لا فرق بين مدينة أو قرية ضمن ولايته أو إمارته أو دولته و بين أخرى تقع خارجها، فكلها سواء من حيث إنه لا يستوطنها. فالمقيم في بيروت مثلا قد يتعلق قلبه ببيروت لأنه عاش فيها و استوطنها و اعتاد عليها، إلا أنه لا فرق بالنسبة له بين طرابلس الشام و دمشق أو بين صيدا و الإسكندرية أو بين بعلبك و بغداد، من حيث إنها كلها مدن لا يستوطنها. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان لا يوطن الاماكن اي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به اما المواطن فكل مقام قام به الانسان لامر فهو موطن له . وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وان يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير قيل معناه ان يالف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا ياوي من عطن الا الى مبرك دمث قد اوطنه واتخذه مناخا ومنه الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن ايطان المساجد اي اتخاذها وطنا.." أما الوطن فكل مكان قام به الإنسان لأمرٍ فهو موطن له، أَوْطَن فلان أرض كذا وكذا، أي اتَّخذها محلاًّ ومسكناً يقيم فيها فالوطن ليس هو إلا محل إقامة الإنسان، سواء كانت إقامة دائمية أو مؤقتة، فالذي يسافر فترة لبلد آخر، فإنه يتخذه وطناً، أي مسكناً ومقاماً، ولو مؤقتاً. ويقول الحريري في مقاماته: وَجُبِ البلادَ فأيها أرضــــــــــاك فاتخذهُ وَطَنْ وتوطين النفس على شيء هو تعويدها عليه، والتواطن والمواطنة بين شخصين يعني الاتفاق والتراضي وترويض النفس على ما اتفقا عليه. ولم يكن عند المسلمين قبل هدم دولة الخلافة أي معنى لكلمة الوطن غير هذا المعنى، الذي هو مكان السكن، ومكان الإقامة، ومكان الحلول في السفر. ولم يرد في القرآن الكريم أي استعمال لهذا اللفظ أما في السنة، فقد ورد في معجم الطبراني الأوسط، في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر، في حديث طويل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد فيه: (ويا موسى ، وطن نفسك على الصبر تلقى الحكم)، وطّن نفسك، أو عوّد نفسك وروضها. وفي شعب الإيمان للبيهقي نص لغوي وليس حديثاً، ينقله الأصمعي عن أعرابي من الأعراب: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا علي بن محمد الحبيبي ، بمرو ، أخبرني محمد بن عبد الله اليعمري ، أخبرني المبرد ، عن الأصمعي ، يقول : سمعت أعرابيا يقول : « اليأس حر ، والطمع عبد ، والغنى وطن ، والفقر غربة ، وقد وجدنا من لذة العفو ما لم نجد من لذة العقوبة ») وفي مسند أبي يعلى، حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال، ورد فيه: (يقول رجل منهم وقد وطن نفسه على أنهم يقتلونه فيجدهم موتى ، فيناديهم : ألا فأبشروا فقد أهلك الله عدوكم)، وطّن نفسه، أي هيأها وروضها. وورد في كتاب نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية: ( وَمَنْ كَانَ لَهُ وَطَنٌ فَانْتَقَلَ عَنْهُ وَاسْتَوْطَنَ غَيْرَهُ ، ثُمَّ سَافَرَ فَدَخَلَ وَطَنَهُ الْأَوَّلَ قَصَرَ ) ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ وَطَنًا لَهُ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَدَّ نَفْسَهُ بِمَكَّةَ مِنْ الْمُسَافِرِينَ ، وَهَذَا ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ أَنَّ الْوَطَنَ الْأَصْلِيَّ يَبْطُلُ بِمِثْلِهِ دُونَ السَّفَرِ ، وَوَطَنُ الْإِقَامَةِ يَبْطُلُ بِمِثْلِهِ وَبِالسَّفَرِ وَبِالْأَصْلِيِّ. انظر تغيير الوطن في النص السابق، وأنه قد جعل مقياساً للقصر، وانظر كيف ضرب مثالاً برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه في مكة عد نفسه مسافراً، ولم يعتبر نفسه في وطنه، لأنه وطنه قد صار المدينة، أي أنه قد اتخذها مسكناً ومقاماً دائمياً. فهذا رسول الله عليه سلام الله قد اعتبر مكة محل سفر وقصر فيها الصلاة، أي لم يعتبرها وطنا حيث الوطن في اصطلاح اللغة محل الإقامة، فاعتبر نفسه عليه السلام في مكة مسافرا لا مقيما، وقصر الصلاة، فمن أين جئنا بمفهوم الوطنية والانتماء إلى الوطن طالما لم يعتبر مكة له وطنا بعد أن أقام في غيرها؟ |
|||
22-03-2010, 04:20 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
من اجمل ما قرات في تناول مصطلح الوطنية .
|
|||||
22-03-2010, 12:04 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
الوطنية مصطلح عصري يمت الى العصبية والدين بصلة اقوى من صلته بارض الانسان ومسقط راسه دائما مانردد ان الاسلام دين ودوله وليس دينا وامه فحسب فكيف نفسر اذا غياب الوطنية عن شخص يمت الى الدولة بصلة قوية من ناحية الدين الذي هو اقوى الصلات فتراه يتحمس ويتعصب لدولة الدين اكثر من تعصبه لمسقط راسه الذي قد يكون خارجا عن دولة دينه |
|||
22-03-2010, 08:39 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
أخي العزيز د. ايهاب ابو العون بارك الله بك |
|||
22-03-2010, 08:52 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
بل الانتماء للاوطان أستاذنا الدكتور لا ينافي أبدا الإنتماء للاسلام والتعارض البادي بينهما ربما كان مرده إلى المغالاة في اقتناء هذا المفهوم (الوطنية)(1) من قِبل الشيوعين ومتطرفي العلمانيين وبالجملة فإن الاسلام كان حريصا - ومازال - على حماية الارض التى هى وعاء الدين ولاسبيل لحمايتها وعمارتها إلا بأهلها ( مواطنيها ) (..هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا .. ) (هود:61) لي عودة إن شاء الله _______________________ (1)هذا اللفظ مما استحدث في بابه واصطلح عليه الناس ولامشاحة في الاصطلاح ..فقط يحتاج إلى تحرير مدلوله وضبط معناه شرعا |
|||
22-03-2010, 09:50 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
قال طرفة: |
|||
23-03-2010, 03:34 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
اشكر للاخوة الكرام بسام فارع وياسر سالم وعبدالكريم قاسم |
|||
23-03-2010, 03:47 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
إن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة الذي أخرج منه بغير حق هو و صحابته الكرم، و قد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح. لكنه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الاسلامية و أقام فيها ما تبقى من أيام حياته، و لم يوص المسلمين بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة، و هكذا فعل أصحابه رضوان الله عليهم من بعده، فشهداء بدر و أحد دفنوا في البقيع في المدينة و أبو عبيدة دفن في غور الأردن، و أبو أيوب الأنصاري دفن قرب أسوار القسطنطينية، و حفظة القرآن الكريم من الصحابة دفنت أعداد منهم في أطراف الهند و بحر قزوين خلال الفتوحات الاسلامية، و لم يصدر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا عن صحابته الكرام أي اشارة "وطنية" أو حنين للديار ، بل كان همهم الأول و قضيتهم المصيرية إعلاء كلمة الله و نشر الاسلام و إخراج الناس من الظلمات إلى النور. بل إن الإسلام اعتبر الوطنية من الدعاوى الجاهلية النتنة، من ذلك ما رواه جابر رضي الله عنه، حيث قال: (كنا في غزاة فكسع -وهو ضرب دبر غيره بيده أو رجله- رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمعها الله رسوله صلى الله عليه وسلم قال: ما هذا؟ فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة، قال جابر وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ثم كثر المهاجرون بعد، فقال عبد الله بن أبي أو قد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، قال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) رواه البخاري فاعتبر عليه السلام الانحياز والتفرق على أساس أن أصل هذا من المدينة فهو أنصاري وذاك من مكة فهو مهاجري، وهذا ينصر قومه على هذا، اعتبر هذه الدعاوى نتنة وأمر بتركها ، وقال في رواية: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم! قال العلامة ابن تيمية رحمه الله (كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصهم مهاجري وأنصاري، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا ) انتهىوفي سنن أبي داود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية ومن النصوص الواردة في ذلك ما رواه الترمذي وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ومن ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن الحارث الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكرها، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم" قيل يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله وهذا الحديث الصحيح من أوضح الأحاديث وأبينها في إبطال الدعوة إلى القومية، والوطنية، واعتبارهما دعوة جاهلية، يستحق دعاتها أن يكونوا من جثي جهنم، وإن صاموا وصلوا، وزعموا أنهم مسلمون فيا له من وعيد شديد، وتحذير ينذر كل مسلم من الدعوات الجاهلية، والركون إلى معتنقيها، وإن زخرفوها بالمقالات السحرية، والخطب الرنانة الواسعة، التي لا أساس لها من الحقيقة، ولا شاهد لها من الواقع، وإنما هو التلبيس والخداع والتقليد الأعمى، الذي ينتهي بأهله إلى أسوأ العواقب، نسأل الله السلامة من ذلك. وذلك لأن الوطنية تكرس انقسام الأمة وانفراط عقد جماعتها، أي تكرس الخروج عن الجماعة إلى دويلات متفرقة متناحرة مجزأة لا يمر المسلم فيها من أرض إلى أرض إلا بوثائق وتأشيرات وكأنه غريب في ديار الإسلام!! فتبا للوطنية وتبا لثوابتها التي كلها تكريس لتجزئة هذه الأمة. |
|||
23-03-2010, 04:04 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
لقد وصل الأمر ببعض دعاة "الوطنية" إلى افتراء الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم كقولهم (حب الوطن من الإيمان) فهذا ليس بحديث و لم يقله صلى الله عليه و سلم ثم إن حب الوطن شيء و "الوطنية" شيء آخر. |
|||
24-03-2010, 02:25 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
ولمّا كان الأوس والخزرج على وشك الاقتتال من جراء إشعال اليهود نار العصبية القبلية وتذكيرهم بالثارات خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا وهو حاسر الثوب ويقول: أفبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة. فالتعصب للوطن وللقبيلة جاهلية منكرة. عندما نتحدث عن الرابطة الوطنية والرابطة المبدئية، فإن ذلك يكون من زاوية الحقوق والواجبات المترتبة على الإقامة الدائمة في دار الإسلام فزيد من المسلمين، الذي لم يهاجر الى دار الإسلام، تبقى بيني وبينه الأخوة الإيمانية، ولكن الولاية السياسية أو الحقوق الدستورية إن صح التعبير، تختلف. فالمسلم إذا لم يستطع إقامة دينه في موطنه فإنه تجب الهجرة منه عليه .. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال 72) فالولاية هنا ولاية حقوقية يترتب عليها حقوق وواجبات سياسية ومالية هذا المفهوم لا ينطبق على الدولة الوطنية، فإن المهاجر إليها لا يستحق الحقوق آليا، كما هو الحال في الإسلام، بل لا يستحق حقوق أهل البلد نهائيا، خذ أي بلد عربي لوجدت المثال ينطبق عليه.أي أن هذه الدول الوطنية، جوهريا، تضرب بعرض الحائط الآية أعلاه من سورة الأنفال من زاوية أخرى و باختصار، ليس كل أحد في الدنيا يستطيع أن يصبح كويتيا أو عراقيا أو تونسيا، ولكن في المقابل كل أحد في الدنيا عنده إمكانية أن يصبح "دار إسلاميا" إن صح التعبير، أو عنده إمكانية حمل الرعوية والاستفادة من رعاية دولة الإسلام، بدون الحاجة لعرق معين أو عصب شعوبي معين. |
||||
24-03-2010, 10:19 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية
شكرا جزيلا أخي كاتب الموضوع ,, |
|||
|
|