الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية

منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية منتدى مخصص لطرح المواضيع المتنوعة عن كل ما يتعلق بالقدس الشريف والقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-2010, 04:25 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د.مصطفى عطية جمعة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د.مصطفى عطية جمعة غير متصل


افتراضي بحث في مجلة البيان :المسجد الأقصى ومخططات التخريب والتهويد والسياسة : قراءة توثيقية

المسجد الأقصى
ومخططات التخريب والتهويد والسياسة
قراءة توثيقية

د.مصطفى عطية جمعة
Mostafa_ateia123@yahoo.com

( نشرت مجلة البيان الإسلامية السعودية في عددها الجديد ؛ جمادى الأولى ، 1431هـ ، إبريل 2010م ، رقم 273، بحثا جديدا للدكتور مصطفى عطية وهذا هو البحث )

منذ سقوط القدس الشرقية في أيدي اليهود عام 1967 م ، والصهاينة يسعون إلى تنفيذ مزاعمهم الدينية حول الهيكل ، وحول تهويد القدس ، ويمكن أن نرصد أبرز الاعتداءات على الأقصى ومحيطه في نقاط مركزة ، من أجل المزيد من التعرف التفصيلي على هذه الاعتداءات .
فعند سقوط المدينة ، قامت إسرائيل بتغيير معالم القدس في الطرق وعملت على إزالة الأحياء والحواري العربية ؛ بدعوة تيسير زيارة اليهود لحائط المبكى، فأزالت حارة المغاربة التي تجاور المبكى ، وبدأت في إجراء الحفريات حول وتحت المسجد الأقصى بدعوة البحث عن آثار هيكل سليمان ، مما هدد المسجد الأقصى في أساساته . فتم توسيع الشوارع التي تخترق خط الهدنة وتعبيدها من جديد ، وهدم 135 منزلا عربيا في حي المغاربة مقابل حائط المبكى ، ثم افتتح القطاع اليهودي في القدس الغربية وتم دمجه في القدس الشرقية ، وحل مجلس البلدية العربية ، وإلحاقه ببلدية القدس ، ودمج كل القطاعات المدنية العربية في منظومة الحكم الإسرائيلي(
[1]) ، في الوقت الذي انتابت اليهود في العالم عامة ، وفي إسرائيل خاصة حالة من الهوس الديني بسبب " نجاحهم المفاجئ ، والعجائبي على ما يظهر ، في الوصول إلى المدينة القديمة ( القدس الشرقية ) . لقد خاضت إسرائيل الحرب ضد مصر لأسباب ترجع إلى اعتبارات بالغة الأهمية ومتعلقة بالأمن ، لكن إسرائيل ما إن خرجت منتصرة على جميع الجبهات ، حتى بدت النتيجة الأشد مغزى في عقول ومشاعر الإسرائيليين واليهود الآخرين ليست قابعة في سيناء، بل في القدس " ([2]) .
لقد وصل الاستهتار بإسرائيل إلى أنها أقامت عروضا عسكرية في القدس ، عام 1968م ، وصدر قراران من الأمم المتحدة في نفس العام يأسف لهذه التجاوزات ، ولكن إسرائيل لم تأبه لها .
وقد اتخذت اليونيسكو بحكم أنها مؤسسة دولية – تتبع الأمم المتحدة - تعنى بالحفاظ على الثقافة والتراث في العالم قرارها في خريف 1968م بمطالبة إسرائيل بالحفاظ على الممتلكات الثقافية ( الحرم القدسي والآثار الإسلامية) في القدس القديمة ،وأكد ذلك مجلس الأمن ذلك بقراره رقم ( 267 ) في 3/ 7 / 1969م ، على أهمية توقف إسرائيل عن إجراءاتها لتغيير وضع القدس ، ولكن إسرائيل لم ترضخ ، ومن أمثلة تحدياتها السافرة : تحويلها "المدرسة التنكزية " وهي إحدى مدارس القدس الشهيرة التي أنشأها المماليك عام (729هـ ) ، حولتها إلى مركز للشرطة العسكرية ، دون أي نظر لطبيعتها الأثرية والثقافية (
[3]).
وسبق لعصابات اليهود أن قصفوا المسجد الأقصى بالقنابل إبان حرب 1948 م، حيث استشهد بعض المصلين فيه ، وعقب احتلال القدس عام 1967م ، صرح وزير الأديان الإسرائيلي في مؤتمر ديني كبير عقد في القدس أن : " أرض الحرم ملك يهودي بحق الاحتلال وبحق شراء أجدادهم لها منذ ألفي سنة " (
[4]) .
ونرى وقع وزير مالية إسرائيل قرارا باستملاك الحي المعروف باسم الحي اليهودي في القدس القديمة المحتلة ، لقربه من المسجد الأقصى ، والحقيقة أن هذا الحي كما يقول علماء الآثار التوراتيين مكمل لحائط المبكى ، وكذلك يدّعي التوراتيون أن التتمة الشرقية لحائط المبكى اليهود تقع تحت المسجد الأقصى ، وأن القسم الجنوبي منه على مستوى أساساته . وهذا ادعاء شديد الخطورة ، لأنه يعني هدم الأقصى ، لإقامة الهيكل . وقد كان اليهود يدّعون بعد حرب 1967م أن هدم الأقصى سينهي تعلق المسلمين بالقدس ، مما يسهل نسيان القضية وإنهائها تماما في وعي المسلمين(
[5]).
إن مراسم الاحتفالات عند حائط المبكى ، والتخلص العاجل من حي المغاربة ، وضم القدس العربية ، تمثل في عقول الإسرائيليين " إعلانا ثانيا من الاستقلال السياسي والعاطفي ، يضاهي إعلان قيام دولة إسرائيل في مايو 1948م ... ، واعتبر الرأي العام الإسرائيلي ضم القدس عملا لا يُقبَل التفاوض عليه ولا يمكن الرجوع عنه "(
[6]).
وفي 16 أغسطس استولى الحاخام الأكبر في إسرائيل ويدعى " راف فسيم " وبصورة علنية على منبر كلية البنات العربيات القريبة من حائط المبكى ، وجعل منه دارا للمحكمة الربانية ، مدعيا أن هذه الدار كانت مجاورة لهيكل سليمان قديما(
[7]) . وهذا يعني مواصلة نهج محاصرة الحرم القدسي من كل الجهات ، على أمل الانقضاض عليه .
و فور احتلال القدس الشرقية هرع " بن غوريون " في ( 8 حزيران 1967م) إلى حائط المبكى ، وتطلع باشمئزاز إلى إشارة " البراق " المحفورة بالسيراميك وقال : " يجب إنزال هذا الشعار " فأنزل في الحال. ثم سارع زهاء مئتي ألف إسرائيلي إلى المسجد الأقصى عبر طريق البراق الشريف فأدوا صلاة نزول التوراة . كما أدخل اليهود إلى الحرم الإبراهيمي خزانة ضمنها نسخة من التوراة وبعض الكتب الدينية ، وصلى اليهود في ساحة الحرم الإبراهيمي ستة أيام متتالية، وانسحبوا منه بعد معارضات شديدة من المسلمين ، ولكنهم أبقوا على الخزانة بكتبها(
[8]).
كما دعا الحاخام العسكري الأكبر " سلومو غورين " في أغسطس 1967م المؤمنين من اليهود للصلاة في صحن الأقصى المبارك ، وكان سيدعو صراحة خلال هذه الصلاة إلى إعادة تشييد الهيكل مكان الأقصى ، ولكن خشت الحكومة الإسرائيلية من ثورة المسلمين ، فألغت الدعوة(
[9]).
ونجد أن جريدة " نيويورك تايمز " قد نشرت في 11 حزيران عام 1968م ، خريطة مشروع إعادة بناء الأماكن المقدسة ، وقد اختفى الحرم القدسي منها ، وحل محله صورة لهيكل سليمان المزعوم(
[10]).
الحفريات أسفل المسجد الأقصى :
وسارت خطط اليهود في الحفريات ( وقد سبقت الإشارة إلى بعضها ) بهدف إضعاف أساسات المسجد الأقصى ومن ثم تصدعه وتهاويه ، ففي 18 يوليو 1967م ، بدأت الحفريات في آخر حائط المبكى الشمالي ، وأعلن عن العثور على بقايا بناء مجهول ( اتضح فيما بعد أنه من الآثار الإسلامية ) ثم واصلوا الحفر تحت المحكمة الإسلامية الشرعية المجاورة للأقصى شمال حائط المبكى . وفي يوليو 1967م ، استقدم المنقبون بلدوزرا للتنقيب بجانب أساسات الأقصى ، وقاموا بنسف بعض البيوت الملاصقة للأقصى بمتفجرات عالية القوة ، واحتج على ذلك رئيس اللجنة الإسلامية العليا ورئيس الأوقاف الشيخ حلمي المحتسب ، وأرسل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ، ولكن الأخير لم يعط الأمر اهتماما . جدير بالذكر أن اليهود يزعمون أسطورة عجيبة ، ويؤمنون بها إيمانا مطلقا وهي أن تحت المسجد الأقصى ثلاثة أسوار ، ضمنها غرفة مغطاة بالذهب الصافي ، وأن هذه الغرفة حاوية للوصايا العشر التي خلفها النبي موسى ، وتدعى الغرفة "قدس الأقداس" ولا حق لدخولها إلى للحاخام الأكبر ، فإن دخلها سواه وجب قتله (
[11])، وشاء الله أن يحفظ الأقصى ، وظهر كذب هذه المزاعم عام 1998م ، بالإعلان عن عدم وجود أية آثار تدل على الهيكل وقد أعلن في يوليو 1998م فريق من علماء الآثار العاملين في دائرة الآثار الإسرائيلية بطلان الادعاء بأن : داوود التوراتي ، هو الذي أنشأ القدس ، وقال العالم " روني ريك " : " آسف .. ، لأن السيد داود والسيد سليمان لم يظهرا في هذه القصة " ، وترتب على ذلك رحيل فرق البحث الغربية والإسرائيلية إلى أماكن أخرى . ثم ظهر بناء على ذلك اتجاه جديد يدعو إلى فصل العلاقة بين الآثار التاريخية وما جاء في الكتاب المقدس ، باعتبار أن الكتاب المقدس التوراتي كتاب ديني روحي ، بينما الآثار ملموسات مادية ومن رواد هذا الاتجاه العلماء : "لاب ، دوفو ، ديغر ، فرانكن ، وهم رجال دين عاملون بالآثار ([12]) .
في 29 / 1 / 1976م ، أصدرت مجموعة الصلح الإسرائيلية في القدس قرارا استفزازيا يقضي بحق اليهود في أداء طقوسهم الدينية في ساحة المسجد الأقصى . وفي 30 / 7 / 1980م ، صدر إعلان ضم القدس سياسيا للدولة العبرية ، وإعلانها عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل .
في 28 / 8 / 1981م ، قام موظفو الشؤون الدينية الإسرائيلية بحفر نفق شمال حائط المبكى تحت المسجد الأقصى . وفي 25 / 7 / 1982م تم اكتشاف مخطط أعده ياؤول ليرنر ، أحد أتباع الحاخام المتطرف " مائير كاهانا " قائد حركة كاخ لتدمير قبة الصخرة المشرفة .
· في 10 / 3 / 1983م حاولت كتلة غوش أمونيم اليهودية الإرهابية السيطرة على الأقصى بالقنابل والرشاشات .
· في 8 / 10 / 1990 م ، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة بحق المصلين في المسجد الأقصى ، وذلك إثر قيامها بإطلاق النار عليهم في ساحات الأقصى بعد أداء الصلاة ، حيث قتلت حوالي عشرين شخصا وجرحت 150 آخرين .
· في 24 / 9 / 1996م ، قامت سلطات الاحتلال بافتتاح النفق الثالث تحت منطقة الحرم القدسي ، عشية عيد الغفران اليهودي ، ويمتد هذا النفق حوالي 400 متر تحت المجمع العربي الإسلامي ومجاورا لأساسات المسجد الأقصى .
· في 1 / 6 / 2000م ، يفاوض اليهود الفلسطينيين لإعطائهم قرية أبوردس بديلا عن القدس (
[13]).

حريق المسجد الأقصى :
في شهر أغسطس عام 1969م ، حدث حريق المسجد الأقصى ، الذي يعد الحلقة الأشد في مسلسل استهداف المسجد الأقصى ، ومن المهم التوقف عنده بشكل تفصيلي ، لمعرفة حجم الكارثة ، ومدى التآمر اليهودي فيها .
فقد قام شاب استرالي الجنسية ، مسيحي الديانة يدعى " دنيس مايكل روهان" على إحراق المسجد الأقصى في وضح النهار، بسكب مواد حارقة في أماكن متعددة في المسجد : القبة ، منبر صلاح الدين ، السلالم ، وامتدت النيران إلى الأعمدة والمفروشات بسرعة، ولولا مسارعة العرب حول الأقصى بإطفاء الحريق، وحضور سيارت إطفاء من الخليل ورام الله ، لقضى الحريق على المسجد بأكمله. خاصة أن سيارات الإطفاء الإسرائيلية وصلت بعد الحريق بساعة، في حين أن المسجد يقع في وسط المدينة. وعندما وصلوا لم يكن لديهم أجهزة إطفاء حديثة لمكافحة الحرائق ولا المواد الكيميائية المطفئة لهذا النوع من الحرائق وما أكثرها في إسرائيل ! فاستعملوا وسائل الإطفاء العادية وهي خراطيم المياه .
لقد انتشى اليهود سعادة بعد سماعهم نبأ الحريق ، وأسرعوا إلى ارتياد المسجد الأقصى شبانا وفتيات بالملابس الخلاعية ، حيث أخذوا يرقصون ويلتقطون الصور . في حين ارتبكت السلطات اليهودية بادئ الأمر ، حيث ادّعوا أن الحريق ناتج عن تفاعل الأسلاك الكهربائية في المسجد ، وهو ما اتضح زيفه لأن الأسلاك معزولة تماما طبقا لتقارير هندسية ، وأن المسجد به احتياطات فنية ضد كل حريق.
وتبين بعد ذلك حجم المهزلة التي صنعتها إسرائيل ، وكيف أنها صاغت فصولا من هذه الدراما المصنوعة من أجل إيهام العرب أنها بعيدة تماما عن هذا الفعل . فقد صرّح مفتي القدس الشيخ " سعد الدين العلمي " أن السلطات الإسرائيلية أخذت منه بالقوة مفتاح أحد أبواب المسجد ، في فترة سابقة ، وثبت بعد ذلك أن الفاعل " دنيس " دخل المسجد بفتح أحد أبوابه ، كما أن تعدد أمكنة الحريق في المسجد ، يدل على أن هناك أشخاصا آخرين كان مشتركين في الحادث ، وذكر شهود عيان أنهم خمسة وليس واحدا .
وقد اشتدت ثورة العرب في القدس وما حولها ، مما دفع السلطات الإسرائيلية أن تعلن أنها قبضت على الفاعل بعد سويعات من الحادث وكأنها كانت على علم مسبق به . وأعلنت الشرطة أن الفاعل مسيحي من استراليا ، وأنه حضر إلى إسرائيل وأقام بها منذ خمسة أشهر في إحدى المستعمرات وهي مستعمرة "كيبوتس أولبان " التي تبعد أربعة وستين كيلو مترا إلى الشمال من تل أبيب ، وأنه مختل عقليا ، ويعاني من هوس ديني بسبب تأثره بأفكار متشددة من بعض جماعات اليهود وتدعى كنيسة الله ، وكان عمره ثمانية وعشرون عاما وقتئذ ، وقد صرّح والده في استراليا أن ابنه لم يكن على علاقة بأي حزب أو جماعة دينية أو سياسية طيلة حياته . وفي المحاكمة تظاهر " دنيس " بالجنون ، وراح يتحدث عن أشياء خيالية ، وروايات دينية ، وزعم أنه أحرق الأقصى تنفيذا لأمر من الله ، وزعم أنه عضو نظامي في كنيسة الله منذ ثلاث سنوات ، ويؤدي لها عشرة بالمئة من دخله المادي ، وهي ضريبة توراتية ، وراح يسرد روايات طويلة من التوراة عن قبائل إسرائيل العشر الموزعة الآن في العالم ، وغيرها من الأساطير . رغم أن هذا الكلام يضاد ما ذكره السفير الاسترالي عن " دنيس " ، وما ذكره والد دنيس عن ابنه . وقامت هيئة المحكمة بتحويل المتهم إلى أطباء نفسيين إسرائيليين ، فأصدروا تقارير تثبت وجود حالة من الشذوذ النفسي والانحراف في شخصية دنيس (ازدواج شخصيته ) ، مما استدعى وضعه في إحدى المصحات للعلاج ، وجاء حكم المحكمة بأن دنيس غير مذنب ، ويوصى بوضعه في مستشفى للأمراض العقلية (
[14]).
خطط تهويد الأقصى وما حوله :
نتيجة المخططات اليهودية المتتابعة ، ووسط تقاعس عربي إسلامي ، نجحت المخططات اليهودية في تهويد القدس ، ومن خلال الأرقام تظهر النتائج جلية واضحة . ففي العام 1917م وكانت خطط التهويد في بدئها ، كانت نسبة الأراضي التي يملكها العرب في القدس ( 90 % ) ، وأربعة بالمئة لليهود فقط ، وكانت نسبة السكان العرب في المدينة ( 75% ) ، في مقابل ( 25 % ) لليهود ، والمجموع الكلي للسكان ( 40.000 ) نسمة .
أما إحصاء عام 1994م ، فتصل نسبة الأراضي التي يملكها العرب في القدس ( 10 % ) ويحاولون الحفاظ على ( 4 % ) أخرى ، بينما يملكون اليهود النسبة المتبقية ( 86% ) ، وأصبحت نسبة السكان العرب في القدس ( 26 % ) في مقابل ( 74% ) لليهود ، ومجموع سكان القدس كلها ( 587.000 ) نسمة(
[15]).
كما توسع المخطط اليهودي في المشروع الأخير الذي صدّق عليه وزير الدفاع " إسحق مردخاي " منذ سنوات لإقامة القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي حيث تصل مساحتها إلى ( 600كم2 ) أو ما يعادل ( 10% ) من مساحة الضفة الغربية كلها، والسعي إلى تهويد المدينة المقدسة كلها ، عبر ربط المستوطنات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية القدس مع المستوطنات داخل حدود بلدية القدس وبالتالي تحويل القرى العربية إلى معازل محاصرة ، مع إقامة أحزمة من الشوارع والأنفاق لربط هذه المستوطنات ، وحفز اليهود على الإقامة في القدس ، لمواجهة الزيادة العربية الكبيرة ( بسبب كثرة المواليد ) ، حيث يحارب العرب اليهود بسلاح الإنجاب ، وتتوقع الدراسات السكانية أن يكون العرب أغلبية في القدس في حدود العام 2050م ، حيث يشير بحث إسرائيلي أن نسبة نمو السكان اليهود في القدس وصلت ( 140% ) في مقابل ( 257% ) لدى العرب ، وذلك منذ العام 1967م (
[16]).
وازداد الأمر خطورة ، مع الإعلان عن خطة " الحوض المقدس " التي تستهدف جمع المواقع الدينية اليهودية المزعومة في القدس ، والتي لا يمكن التنازل عنها ، في إطار جغرافي واحد ، في مساحة حوالي ( 2.5كم2 ) ومن المقرر إنجازها عام 2010م . كما اعتمدت السياسة اليهودية سياسة قدسية المكان، بهدف الاستيلاء على مواقع تاريخية في المدينة ، وبالذات فيما يطلقون عليه الحوض المقدس ، وتحويلها بحكم القانون إلى أماكن مقدسة يهودية ، وفي إطار هذه السياسة حولت بلدية القدس أكثر من ( 326موقعا ) إلى أماكن مقدسة داخل المدينة (
[17]).
أما سياسة تهويد الأقصى فهي تضم منظومة من السياسات ، نعرض أبرزها:
- سياسة ما فوق سطح الأرض ( ساحات المسجد الأقصى ) :
وتشمل إجراءات منع البناء ،ومنع الترميم إلا بأذونات عبر إجراءات تعجيزية،وصدور قرار مما يسمى بمحكمة العدل العليا بأن ساحة الأقصى تحت السيادة الصهيونية، التخطيط لبناء كنيسين يهوديين في الزاويتين الشمالية: الغربية والشرقية .
-سياسة ما تحت ساحة الأقصى :
فهي من أعلى سياسات التهويد وتيرة ومعظمها يجري في الخفاء ، ومنها : حفر شبكات أنفاق متشعبة يصل طول بعضها إلى ( 600م ) وبعضها يخطط له أن يصل إلى مقار المباني الحكومية داخل المدينة . وبناء كنيس من طابقين في الزاوية الجنوبية الغربية ، وتفريغ الأرض لكشف أساسات الأقصى ، واستخدام المذيبات الكيماوية للتأثير على أساسات المسجد ، وبناء مبنى " قافلة الأجيال " الذي يحوي عدة غرف تتحدث عن التاريخ اليهودي . كما يسعون إلى بناء كنيس غرب ساحة الأقصى على مساحة ( 50م ) . كما قاموا بتركيب عشرات كاميرات المراقبة على أسوار المسجد لمراقبة المصلين ، وتركيب أجهزة خاصة حول الساحات تصدر شحنات كهربائية لتفريق تجمعات المصلين داخل ساحات المسجد (
[18]) .
وكذلك هناك مخطط خطير يراد بالأقصى مستقبلا ويدور في المخططات الآتية ، ويتضمن النظريات الآتية التي يمكن تنفيذ إحداها :
- نظرية الأعمدة العشرة :
وتدعو إلى بناء عشرة أعمدة بعدد الوصايا العشر قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى ، بحيث تكون الأعمدة على ساحة المسجد حاليا ، ومن ثم يقام عليها الهيكل .
- نظرية الشكل العمودي :
وتطالب بإقامة الهيكل قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى بشكل عمودي بحيث يصبح الهيكل أعلى من المسجد مع ساحة المسجد من الداخل .
- نظرية الترانسفير العمراني :
وتقوم هذه النظرية على فكرة حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير ، ونقل المسجد كما هو خارج القدس وإقامة الهيكل مكانه .
- نظرية الهيكل الكامل : وهي تدعو إلى هدم الأقصى برمته ، وإنشاء الهيكل مكانه (
[19]).
أما سيناريوهات القدس بوصفها عاصمة مستقبلية للدولة الفلسطينية ، فتدور حول أربعة وهي :
السيناريو الأول : ظهر عام 1995م ، ويدعو إلى تدشين عاصمة للفلسطينيين خارج القدس بمساحة ( 10 ) آلاف دونم ، أما الأقصى والبلدة القديمة فيكونان حيا من أحياء القدس اليهودية ، على أن تدار من قبل مجلس منتخب من الديانات الثلاث ، ويرأس المجلس رئيس البلدية اليهودي ، ونائبه يكون رئيس بلدية القدس العربية المفتوحة .
السيناريو الثاني :
برز عام 1994م ، وجوهره أن القدس مدينة واحدة مفتوحة للجميع ، يرأسها يهودي ، تقسم إلى أحياء تدار في شكل حكم ذاتي ، لكنها تتبع البلدية الكبرى ، أما الأماكن المقدسة بما فيها الأقصى فتدار من قبل الأديان المختلفة .
السيناريو الثالث :
تبلور عام 1995م ، ويدعو إلى إنشاء بلديتين عربية ويهودية ، يتبعان بلدية أعلى ، والأحياء العربية تحصل على شبه استقلال ذاتي ، أما الأماكن المقدسة للمسلمين وخاصة الأقصى فتدار بصورة مشتركة : فلسطينية أردنية يهودية .
السيناريو الرابع :
ظهر عام 2000م ، وطرحه " إيهود باراك " في " كامب ديفيد 2 " ، على الرئيس الراحل ياسر عرفات ، ويقضي أن ما تحت الأقصى يكون لليهود ، وما فوقه يكون للعرب ، على أن ينشأ معبدين يهوديين في ساحة الأقصى في الزاويتين الشمالية الغربية والشمالية الشرقية (
[20]).

وبعد ، هذه هي الصورة المستقبلية التي يخطط لها اليهود في فلسطين ، بينما نحن نكتفي بدور المتلقي أو المستقبل ، ضمن سياسة رد الفعل ، لا الفعل .

[1] ) تهويد فلسطين ، تهويد فلسطين ، إعداد وتحرير : د. إبراهيم أو لُغُد ، ترجمة : د. أسعد رزق ، منشورات : رابطة الاجتماعيين بالكويت ، ومركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، فبراير 1972م ، ص 384 .
[2] ) تهويد فلسطين ، مرجع سابق ، ص383 .
[3] ) راجع المعلومات السابقة في : فلسطين والقدس في التاريخ ، فلسطين والقدس في التاريخ ، إدارة المعلومات والأبحاث ، بوكالة الأنباء الكويتية (كونا ) ، 1408هـ ، 1987م ص159 ،ص160 .
[4] ) حريق المسجد الأقصى ، د. ميشال غريب ، المكتبة العصرية ، بيروت ، 1970م ، ص32 ، نقلا عن جريدة الأخبار القاهرية عددي : 22 ، 25 أغسطس 1969م .
[5] ) جريدة الأنوار اللبنانية ، 26 / 8 / 1969م .
[6] ) تهويد القدس ، م س ، ص393 .
[7] ) جريدة الأنوار . 26 / 8 / 1969م .
[8] ) جريدتا : الجمهورية المصرية ، والفاينشيال تايمز البريطانية ، في 24 أغسطس 1969م
[9] ) عن جريدة لفيغارو الفرنسية ، عدد 18 / 8 / 1967م .
[10] ) عن جريدة نيويورك تايمز 11 / 6 / 1968 م .
[11] ) جرائد : الأهرام ( القاهرية ) ، الحياة البيروتية ، في 24 / 8 / 1969 م .
[12] ) انظر القدس والآثار ، م س .
[13] ) راجع المعلومات و التواريخ المذكورة أعله في كتاب : حاضر العالم الإسلامي ، الآلام والآمال ، د. توفيق الواعي ، مكتبة المنار الإسلامية، الكويت ، ط1 ، 1421هـ ، 2000م ، ص127 .
[14] ) راجع تفصيلا : حريق المسجد الأقصى ، م س ، ص38 – 45 ، ضمن روايات موثقة عن جرائد عربية وأجنبية ، مثل : المحرر ( بيروت ) ، الغارديان ( بريطانيا ) ، الأهرام (القاهرة) ، لوموند ( باريس ) وغيرها .
[15] ) حاضر العالم الإسلامي ، م س ، ص127 .
[16] ) المشروع الصهيوني لتهويد القدس ، د. خليل التفكجي ، مجلة المجتمع ، الكويت ، العدد 1756 ، يونيو 2006م ( ملف القدس وأربعين عاما في قبضة الأفعى ) ، ص15 .
[17] ) الحوض المقدس : أحدث مخططات السيطرة على القدس ، عبد الرحمن فرحانة ، مجلة المجتمع ، الكويت ، العدد 1756 ، يونيو 2006م ( ملف القدس وأربعين عاما في قبضة الأفعى ) ، ص19 .
[18] ) السابق ، ص20 .
[19] ) السابق ، ص20 .
[20] ) السابق ، ص20 .








 
رد مع اقتباس
قديم 31-05-2010, 01:38 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: بحث في مجلة البيان :المسجد الأقصى ومخططات التخريب والتهويد والسياسة : قراءة توثيق

بوركت أستاذي الكريم على هذا الإنتقاء والعرض
موضوع قيم وأرشفة تأريخية لواقع أليم تعيشه قدس الأقداس وقبلة المسلمين الأولى

بوركت وحييت







 
رد مع اقتباس
قديم 01-06-2010, 04:07 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د.مصطفى عطية جمعة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د.مصطفى عطية جمعة غير متصل


افتراضي رد: بحث في مجلة البيان :المسجد الأقصى ومخططات التخريب والتهويد والسياسة : قراءة توثيق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد مشاهدة المشاركة
بوركت أستاذي الكريم على هذا الإنتقاء والعرض
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد مشاهدة المشاركة
موضوع قيم وأرشفة تأريخية لواقع أليم تعيشه قدس الأقداس وقبلة المسلمين الأولى

بوركت وحييت


الأخت العزيزة / سلمى رشيد
سلام الله عليك
أشكرك على حضورك العاطر ، وقراءتك العميقة
ودائما أنت متألقة .
د. مصطفى عطية






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط