بعد سقوط كل التنظميات الموجودة على ارض فلسطين بين الخيانة و العمالة او البحث عن مصالح شخصية , او التحدث باسم الاسلام و يتصرفون على غير الاسلام لابد من ايجاد قيادة جديدة و ان لم تكن موجودة فلابد من صناعتها ....
نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقال في الأسبوع الماضي تحت عنوان ( مع من نتفاوض ) , وعلى لسان نتنياهو ذكرت صحيفة هاأرتس الاسرائيليه ( إن الفلسطنين ليس لديهم قيادة ) و ذلك خلال مقابلة أجرتها معه .و هذا للأسف هو الواقع الفلسطيني, فهل يكون التفاوض مع حكومة رام الله, أم مع حكومة غزة.
وهل ستقبل باقي الفصائل بأي اتفاق سلام بين اليهود و آياً من الحكومتين , بالطبع هو غير ملزم لهم , و السؤال المؤكد الآن هو هل سيقبل الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج بسلام يقوم على إلغاء الحقوق التاريخية للفلسطنين ؟ و المعروف الآن انه يوجد داخل المطبخ الامريكى خطة سلام تنص على إلغاء حق العودة , و تدويل القدس و إقامة الدولة الكرتونية الهزيلة على اقل من حدود 67 , هذه الدولة لايوجد اختلاف بين حماس و فتح بشأنها خاصة بعد خطاب مشعل في دمشق . و لكن لماذا قيادة جديدة ؟
أولا ً : فالحوار الفلسطيني الفلسطيني هو حوار ليس له علاقة بقضيه فلسطين , فهو حوار من اجل المصالحة بين الفصائل و يتم على أساس مصلحة الفصائل ليس على اختلافات حول إشكالية الحلول المطروحة على الساحة العربية و الدولية لحل القضية .
ثانياً : منظمة التحرير الفلسطينية , أصبحت و لا هم لها إلا تصفية القضية بأي شكل , و تسليم باقي فلسطين إلى اليهود تحت اى مسمى . أما قيادات فتح فسواء كان ابومازن صديق اليهود الوفي أو فياض الذي تم طرده من فلسطين إلى الإمارات بتهمة اختلاس أموال , أما دحلان فالكل يعرف دوره داخل و خارج فلسطين , أما نبيل شعث فهو رجل أمريكا بلامنافس و هذه المقولة ليست جديدة فهي تردد داخل الشارع الفلسطيني منذ فترة طويلة , و الباقي ليس أفضل حال فحرامي السيارات أصبح وزيراً للأمن الداخلي داخل السلطة في إحدى حكوماتها . و لذلك و غيره انتهى أي دور لفتح داخل فلسطين.
ثالثاً : لقد نشأت حماس بعد نحو عقدين من إنشاء فتح،وأعلنت في مشروعها السياسي , إقامة دولة إسلامية على كل ارض فلسطين , وبدأت الشوط الذي سارته فتح من أوله، فأعلنت أنها تتبنى المقاومة لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر،... ثم انتهى المطاف بسلطة حماس إلى أن تطالب بدولة في حدود 1967، بجانب الدولة العبرية في معظم معظم فلسطين! وتمد يدها إلى أمريكا للتفاوض حول تحقيق هذا الأمر. لن أتكلم عن حماس و لا كيفية إنشائها و لا عن الدور الايرانى الآن بداخلها , و لا يسع المقام لذكر انقسام ولاءات حماس بين الداخل أو الخارج , و لكن سؤال يطرح نفسه لماذا كانت كل هذه الدماء . من 87 إلى 2009 ومن المسئول عنها ؟ و على هذا فقد فشلت حماس في التمسك بالثوابت الشرعية للشعب الفلسطيني ,و حماس الآن مثلها مثل فتح تتعامل مع شعبها مثل باقي الأنظمة العربية من سجن و اعتقالات و تعذيب للمعارضين لها .
رابعًا: بالنسبة لباقية التنظيمات الفلسطينية؛ سواء أكانت حركة الجهاد الإسلامي. أو كتائب الشهيد أبو على مصطفى, أو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة, أو غيرها. هذه التنظيمات لا أظن أنها تستطيع أن تكون القيادة الجديدة للفلسطينين نظراُ لقلة تواجدها داخل الآراضى و قلة الكوادر التي تقوم بالعمل السياسي أو العسكري .
و لذلك فإن البحث عن قيادة جديدة تقوم بالعمل بإخلاص لإعادة الأرض المغتصبة و إرجاع شرف الأمة المستباح فوق أرض الإسراء لهو العمل المطلوب فوراً و بدون أي تأجيل , لأن البديل لهذه القيادة هو التنظيمات المرتبطة بالقاعدة ( السلفية الجهادية ) المنتشرة الآن داخل الاراضى الفلسطينية وهذا يحتاج إلى تفصيل و شرح .