دمشق لؤلؤة الشرق

[ادهم عيسى]

أنا دمشقي

فاعذروني فيما أقول

كلمات الحب في عيوني تغرغر من أوجاع حاضرنا فلا تلومو في ذاكرتي إن تغزلت في دمشقي

ففيها ولادتي وشبابي

وبعدها صارت ذكرياتي

فهي كالأم التي لا يجلس في القلب مكانها أحد

انها دمشق حاضنة اللؤلؤ لكل الدنيا
(كما يوصفها الشاعر والأديب العراقي مظفّر النواب)

شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمّان، ضمير مكة، غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.‏‏‏‏‏

إنها دمشق إمرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على أبوابها.

إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله، شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.‏‏‏‏‏

[ادهم عيسى]

دمشق

من على شرفتها أطلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة،"أنى تهطلي خيرك لي" بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت بلاطة في جبال البرينيه.

إنها دمشق التي تحمّلت الجميع، متقاعسين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين ومقيمين، مدمني عضّها، مقلّمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين وشهوانيين....

دمشـق

رَضَّعت حتى جفَّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة، أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطّلون منه على جسدها، ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصّتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبّها ومن لا يقوى على ذلك، لكنها دمشق تعود فتيّة كلما شُرِقَ نقي عظامها.‏

دمشـق

إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح لقب الشيخ لكل من لبس صندلاً واعتمر دشداشة ولا تعترف إلا بشيخها محي الدين بن عربي‏‏‏، هو من لم تتّسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها وألبسته

حياً من أحيائها فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"

[ادهم عيسى]

‏‏‏‏‏إنها دمشق

لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي على شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ إبن عساكر قليلاً، يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها، دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها إلا الله جلّ شأنه وملائكة عرشه.‏‏

‏‏‏‏‏إنها دمشق

دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرّر صلاح الدين القدس وطاب موتاً في دمشق، قدّم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي رؤوسهم كي ترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على طريقة دمشق.

[ادهم عيسى]

‏‏إنها دمشق
لا تحبّ أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة تركت عشّاقها خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباء الذين ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها.‏

إنها دمشق

لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.‏‏‏‏‏ لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم،‏‏‏‏‏ من الأزرق ما يكفي لتغرق القارات الخمس.

لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق الملائكة، ومن المداخن ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.

ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو نحل الكون لرحيقها.‏

لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط" المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور.‏‏‏‏‏

[ادهم عيسى]

إنها دمشـق

لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل.‏‏‏‏‏

إنها دمشـق

لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا نكازاكي وهيروشيما‏‏‏‏‏

لديها من النهايات ما يكفي ثمانين ألف رواية، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل الحروب القادمة.

لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر.‏‏‏‏‏

[ادهم عيسى]

إنها دمشـق
لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز، الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون.‏‏‏‏‏

دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشاشي الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين".‏‏‏‏‏

دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة أهلي وزملكاوي، ولا كما باريس ديغول وفيشي، ولا هي مثل لندن شرق وغرب نهر التايمز، ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ووافدين، ولن تكون كعمّان فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ....‏‏‏‏‏

دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية، وإذا أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة‏‏،‏‏‏ وإن أضعت طريق الجامع الأموي، ستدلك عليه "كنيسة السيدة"

[ادهم عيسى]

(إنها دمشق)

لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها،
ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو تحمضها كلها،
تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعاً أو ضحية، ماحياً أو متذكراً كل شيء دفعة واحدة.‏‏‏‏‏

فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة "الفرس"، وتقول جملة واحدة للجميع

(إنها دمشق)

[سهام العليوي]

تحية رقيقة برقة ومشاعر الرائعة والفاتنة إلها السليم على هذا الموضوع الذي يؤجج فيه الحنين والشجون
ما أروع وصفك أيتها البارعة أحببت أن أحييك قبل أن أشارك فقلبي حين يرى أسم الشام يتعذب ...
عذبني حب الشام .. وما يجري فيه كل يوم اليوم بعام ...

أحبك إلهام ربي يحميكي ويحمي دمشق ..

[الهام سليم]

[=ادهم عيسى;

أنا دمشقي

فاعذروني فيما أقول

كلمات الحب في عيوني تغرغر من أوجاع حاضرنا فلا تلومو في ذاكرتي إن تغزلت في دمشقي

ففيها ولادتي وشبابي

وبعدها صارت ذكرياتي

فهي كالأم التي لا يجلس في القلب مكانها أحد

انها دمشق حاضنة اللؤلؤ لكل الدنيا
(كما يوصفها الشاعر والأديب العراقي مظفّر النواب)

شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمّان، ضمير مكة، غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.‏‏‏‏‏

إنها دمشق إمرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على أبوابها.

إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله، شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.‏‏‏‏‏

الأخ العزيز أدهم
لقد سعدت جداً بكلماتك الجميلة المختارة بعناية عن دمشق ..لقد كفيت ووفيت في وصف دمشق ! والشيء الذي أغفلته أنا في وصفها – كنت أنت من غطاه بكثير من المشاعر الحميمية التي تبدي فيها محبتك لدمشق .. ورجعت الى ملفك الشخصي لأعرف هويتك ! لأتعرف على بلدك علني أمنحك حقك من مديحك ومديح موطنك وللأسف لم أعرف !! فلماذا تضنون علينا معرفة ذلك ؟ على كلٍ أنت من أهلنا وتبادلك دمشق المحبة حتماً ..
وأشكرك على مشاركتك الرائعة ..فقد أغنيت الموضوع وأضفت اليه الكثير ...

[الهام سليم]

[=سهام العليوي;تحية رقيقة برقة ومشاعر الرائعة والفاتنة إلها السليم على هذا الموضوع الذي يؤجج فيه الحنين والشجون
ما أروع وصفك أيتها البارعة أحببت أن أحييك قبل أن أشارك فقلبي حين يرى أسم الشام يتعذب ...
عذبني حب الشام .. وما يجري فيه كل يوم اليوم بعام ...

أحبك إلهام ربي يحميكي ويحمي دمشق ..



أهلاً ومرحباً بك على صفحتي أختي العزيزة سهام ،
نورتني والله .. وزاد أحباب الشام أخت عزيزة ولو أني أعتب لأنني لا أعرف موطن محدثتي .. ! ونحن في الشام في قلب مأساة إنسانية تفطر القلوب ، لم نتعتد أن نعيش هكذا وضع مأسوي بكل معنى الكلمة ( حتى نكاد نيأس من رحمة الله ) ونستجديها بكل جوارحنا ضارعين الى السماء ان يعم الأمن والأمان في بلدنا !
اتمنى لك الأمان والسعادة في حياتك وحياة أسرتك ...
أهديك هذه الوردة الدمشقية عربون صداقة ...

[ادهم عيسى]

[الأخ العزيز أدهم
لقد سعدت جداً بكلماتك الجميلة المختارة بعناية عن دمشق ..لقد كفيت ووفيت في وصف دمشق ! والشيء الذي أغفلته أنا في وصفها – كنت أنت من غطاه بكثير من المشاعر الحميمية التي تبدي فيها محبتك لدمشق .. ورجعت الى ملفك الشخصي لأعرف هويتك ! لأتعرف على بلدك علني أمنحك حقك من مديحك ومديح موطنك وللأسف لم أعرف !! فلماذا تضنون علينا معرفة ذلك ؟ على كلٍ أنت من أهلنا وتبادلك دمشق المحبة حتماً ..
وأشكرك على مشاركتك الرائعة ..فقد أغنيت الموضوع وأضفت اليه الكثير ...


[/QUOTE]


لأخت - الهام سليم -
انا الذي اشكرك على الموضوع الخاص لكل من مر بدمشق
فكيف بمن ولد فيها وترعرع بين ازقتها
ومشى على الأقدام في شوارعها كلها اغلب حياته
معك حق عن ملفي لكن سبحان الله لم يخطر ببالي ان اذكر بلادي
فدمشق بالرغم من اغترابي لاتغيب عن خاطري وشوقي
ووالله لو سافرت الى سوريا يوما واحدأ
لا استغني ان امر من ذلك اليوم بعض الأوقات استنشق صدى ازقت الشاغور
انا يا سيدتي من درعا لكن عمري مضى اجمله في دمشق
اشكرك على كل حال
تقبلي مروري

[الهام سليم]

أخي العزيز أدهم ..
هناك وشائج ولحمة انسانيةتربطنا كسوريين أينما اتجهنا في أصقاع الأرض ..
نلتمس الدفء والعيش بكرامة ..
نحمل في قلوبنا حب دمشق والاعتزاز بعبق ترابها وتراثها نتنفسه مع كل أوكسجين هوائنا ..
كونك سوري أسعدني ..ومن درعا الأبية شرفتني وزاد سروري بمرورك على صفحتي ..
أتمنى لك السعادة أينما كنت .. لك تقديري ...
أهديك باقة جميلة تذكرك بورود دمشق ..