خبر وتعليق

[د.عبدالرحمن أقرع]

خبر وتعليق- البعوض الفلسطيني

أسعدتم صباحا احبتي الأقلاميين جميعا...
من ربوع نابلس الرازحة تحت منع التجوال أتمنى لكم جمعة مباركة ، وأسبوعا حافلا بالعطاء والإنجاز ، ودوام التقدم والإزدهار.
بالأمس ، وأثناء تجوالي المعتاد عبر المواقع الرقمية ، لفت نظري الخبر التالي على الصفحة الإلكترونية لوكالة معا الإخبارية المستقلة، وذلك نقلا عن مصادر صحفية إسرائيلية:

بيت لحم – معا- يبدو ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لم يعد مقتصرا على ساحات النزال السياسي عندما دخل الى دائرة الصراع عامل اخر يصعب مواجهته او الاحتجاج عليه رسميا حيث غزت موجات البعوض القادمة من رام اللة مدينة القدس وقضت مضاجع سكانها ما اجبر البلدية على نصب اجهزة خاصة على طول المناطق الحدودية لمحاربة اسراب البعوض .

واضافت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية التي اوردت النبأ "ان بلدية القدس نصبت في الضواحي الشمالية مثل راموت وبسغات زئيف اجهزة خاصة متطورة تستطيع الايقاع بالبعوض وقتله قبل ان يواصل طريقه نحو المدينة التي اشتكى سكانها من هجوم البعوض القادم من مناطق السلطة الفلسطينية ".

ويتكون الجهاز من قسمين اساسيين ينصبان بالقرب من مكان انطلاق البعوض حيث يقوم القسم الاول وهو مخروطي الشكل بالقبض على البعوض وحجزه داخله فيما يقوم القسم الثاني مستطيل الشكل برش مادة سامة خاصة تقضي على البعوض المحجوز وتتخلص منه .

بعد قراءة هذا الخبر ..احترت مليا: أأبكي أم أضحك:
ليس استسخافا بالبعوض ، فالله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها، وله سبحانه المثل الأعلى ..ولكنه الحال المزري الذي أوصلنا اليه قادة المرحلة الفلسطينية الحديثة ، الذين ما زالوا يواصلون الردح على الفضائيات تراشقا بالألفاظ وتبادلا للإتهامات ، دون أن يوحدهم الدم المراق رخيصا في غزة أو نابلس - باستثناء السيد شفيق الحوت الذي ربأ بنفسه عن الخوض في جدالات عقيمة في وقتٍ تلملم فيه أجزء من الوطن جراحها.
البعوض الفلسطيني توجه حيث شاء غير معترفٍ بالجدار الذي نسيه الساسة جميعا انشغالا بالدفاع عن حق (المخترة) وعودة (الأختام والمحابر) ، والإنشغال بالحديث عن (الدية والعطوة وحق العرب) والتخطيط (لبوس اللحى ، والجاهة) من جديد.
البعوض الفلسطيني أزعج الآخر الناعم في استرخاء صيفي مريح في أكبر موسم للراحة يحياه ، وقد كفاه موتورو الحزبين الفلسطينيين الكبيرين المؤونة.
البعوض الفلسطيني ، بنى جدارا آخرا في عقر دار الآخر ..فيما ينشغل القادة الفلسطينيون في بناء الجدر بينهم وبين انفسهم ، وبينهم وبين شعبهم.
تحيتي للبعوض الفلسطيني الذي يتساقط أفرادا وجماعات في الأجهزة التي صنعت للفتك به جاعلا من نفسه قربانا ليقول للمتناحرين : كفاكم، وتعلموا الدرسَ جيدا.

[سلمى رشيد]

وبما ان البعوض هو الضيف الذي يبشرنا بقدوم الحر بلا هوادة فقد أصبحنا كأفراد عاديين بلا أي انتماء سياسي أو حزبي نعد العدة والعتاد لمجابهة لدغاته التي لا تفرق كما فرقتنا السياسة ،، فمن حسن حظه هذا العام أن حكومة الطواريء.. بما أنا نتحدث عن الضفة الغربية... مشغولة عنه بسن القوانين وإصلاح الأحوال وعد الأموال المتدفقة طبعا لتوزيعها بالعدل على الجميع ،، فهو يصول ويجول ويلدغ كما يشاء ويرغب .

[محمد الشيخ]

أحسنت .. أحسنت يا دكتور مع أن سخريتك لاذعة ..
قال اليهود يشتكون من البعوض القادم من مناطق السلطة الفلسطينية ..
ونسوا أنهم هم البعوض المتطفلون على أراضينا وحقنا في العيش لمجرد حب القتل والسيطرة إشباعاً لعنصريتهم ونازيتهم البغيضة ..
بينما البعوض الحقيقي المسكين يمتص بعض الدم من ضحيته ليعيش !
طبعاً لم تفتني الحكمة والمغزى من كلامك الطيب
كل الاحترام لشخصكم الكريكم .. دكتور

[د.عبدالرحمن أقرع]

الأخ العزيز محمد الشيخ
الأخت العزيزة سلمى رشيد
تحياتي لكما مصحوبة بشكري وامتناني لمروركما على هذه الصفحة...
أحيانا نحتاج للسخرية لتقنيع الألم الذي ينخر ذواتنا كما تنخر السوسة الخشب
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم