دعوة للحوار: ما هو الشعر؟

[ناهل شاكر]

الاخوة الكرام

قرات بعضا مما قيل هنا واستمتعت بما قرات لكنني لم اقرا تعريفا لنناقشه

كلها اراء ؛ التعريف القديم للشعر وقد فسره احد الاخوة تفسيرا جيدا وموفقا

وبين المقصود به ؛ وهناك من استدل ببيت احمد شوقي لينقض التعريف المتعارف رغم

انه ليس كل كلام مقفى شعرا فلا بد ان تتوافر فيه الشاعرية

لكن كلام شوقي ايضا يحتمل اكثر من تفسير

فمثلا قد ينظم الشاعر قصيدة في الحماسة قليلة الصور او معدومتها لكنه يهز بها الملايين

فهل هذه شعرا ؛ فهي حسب راي شوقي شعرا ؛ وحسب راي الاخرين كلام منظوم وليس شعرا

مثال اخر ؛ هناك قصائد جميلة بصورها ورمزيتها وانغلاقها لا تهز احدا ولا تفهم لدى اقارئ

فهل هي شعر ؛ عند البعض من الحداثيين نعم بل هي الشعر بذاته ؛ رغك انهم خالفوا شوقي نفسه اذ لم تهز هذه القصيدة احدا ؛ وعند البعض الاخر ليست الا هلوسة او طلاسم

وانا هنا اتكلم عن القصيدة الموزونة وليس عن الخارجة عن التقاليد ففي نظري اي قصيدة لا تلتزم بالوزن

هي قصيدة مشوهة وان ملئت بالصور

لذلك نحن في دوامة لا تنتهي

رايي المتواضع ؛ ان الشعر كلام موزون مقفى بمهوم شامل يشتمل على الشاعرية فهناك كلام موزون لا شاعرية فيه ؛ كالفية ابن مالك التي طرح عنها احد الاخوة

الشعر كلام موزون مقفى وانا اقبل قصيدة التفعيلة من ضمنه ان التزمت الوزن ولم تغرق نفسها في الابهام

والصور التي لا واقع فيها ؛ بل مجرد دمج امور لا تصح واقعا

وفي نظري ان الصورة الفنية ليست كل شئ وهنا بعض الاسئلة

1- هل شعر الحماسة كله يلبي خيالات اصحاب الصورة الفنية ؟؟؟ هل هو شعرا ام لا

في نظري هو اعظم شعر عرفته العرب وموضوعه لا بد ان ينقص من الصورة لاهميتة

2- قصائد الدعوة والايمان والتقوى التي تشكل مادة كبيرة عند فقهائنا هل هي شعر ام لا

رغم اني اكاد اجزم انها تخلو من الصور في معظمها فالهدف منها الوعظ والارشاد وليس فيها مجال

للتفنن بالصورة الشعرية التي قد تسلب الهدف : فهخل هي شعرا ام لا

ان كانت لا فلماذا تهز بها مشاعر الناس وتبكيهم اكثر من خطبة عصماء

لذا اقول : ان الكلام الموزون المقفى شعرا ان ملك الهدف والشاعرية

هناك مواضيع لا تحتمل ولا يحتمل هدفها اثقال الصورة وتحرك الملايين وهي في نظري افضل من

الاف القصائد التي تبهر الناس في جمال صورها لكنها لا تلهب قارئا وهي ايضا لا تحتمل النقد المبني على

الجمود والبحث عن الابداع

لماذا لا نطالب شعراءنا ان يبحثوا عن الصورة ما استطاعوا الى ذلك سبيلا ؛ ثم نترك لهم تقدير الموضوع

ثم هل كل الناس يكتبون الكلام الموزون المقفى لا لا لا

اذن من يكتب هذا الكلام يختلف بقدرته وموهبته عن الناس جميعا فما صفته وما صفة كلامه ان لم يكن شاعرا

وكلامه شعرا

هذا رايي المتواضع ولكم كل الاحتلرام