--------------------------------------------------------------------------------
امرأة بلا وطن
نص: أسماء عناية الله
كُنت على شاطئ الوادي
أتأمل على الماء
شيخوخة سرابي
وأغسل عن وجهي
بعضاً من غبار عذابي
فإذا به من أقصى المدينة يأتي
يقرأني
يتأملني
يتسلل إلى جرحي
ثم يسألني
من أنت يا امرأة
جاءت لتنير شط وادينا
قلت بفخر .. أنا امرأة ارتضيت الإسلام دينا
لا عربية ولا غربية
جمعت كل الـ .. أسماء
واخترت الـ .. بلا وطن
فتبسم ضاحكاً من قولي
وهل أنت جذع قطعوه من الشجر
أم أنكِ خرافةٌ نسيها الدهر
قلت لا تهزأ من قولي
أنا لست أسطورة جاءت من القدم
ولا خرافة خلقت نفسها من عدم
لا أنا من مآثر التتر
وإن كنت امرأة لا تنسى الثأر
ولا من بقايا أرطغول .. ولا المغول
آه ليتني كنت من تلك الفحول
ليتني كنت جارية في إحدى القصور
عشت ورحلت في تلك العصور
فكنت امرأة لها تاريخٌ .. لها وطن
حسرة عليّ
ما أنا إلا
شجرة تقف بلا غصن
وكنز ليس له ثمن
أنا حرةٌ في سجن
أنا مزمار ليس به لحن
جاءت بي أمي تحملني وهن على وهن
إذ أشرقت على وطني شمس الفتن
ها قد مر ربع قرن من الزمن
وأنا ابكي خلف باب الوطن
إلى أن كسّرت الباب
حطمت الباب
فوجدت خلفه .. اللا .. وطن
وجدتهم قتلوا الوطن
باعوا جثة الوطن
وأنا كنت على أمل .. الوطن
كم حلمت في صغري أنا
أن أكبر
لأعود إلى أرضي .. واسترجع من التجار أرضي
أكون امرأة يخافها الشجعان
وفارسة يغار منها أقوى الفرسان
كبرت فما وجدت نفسي إلا امرأة تجوب الأوطان
فلا تجد إلا الذل والهوان
فإن سئمت لا يواسوني
وإن مرضت لا يداووني
إن ضحكت أبكوني
وإن جلست أوقفوني
وإذا دخلت دار علم طردوني
وإلا أفلسوني
وإن أخطأت يا ويلتى بسياط الموت عاملوني
وما نقموا مني
وما ذنبي
وما عيبي
وما خطيئتي
إلا أنني
امرأة بلا وطن
فمن أين آتي لهم بوطن
وأهلها قد باعوا الأرض
جعلوها بضاعة مزجاه
يرميها الإنجليز للروس
فيرميها الروس لأهلها
فيبعها أهلها لذوي المال والسلطان
حسرةً على أهلها
إذ اتبعوا حزب الشيطان
جعلوا أرضي ككرة قدم في الميدان
وعرضوا في الشوارع سلعة الإنسان
فكيف اعترف بوطن
لا يفرق بين الإنسان والحيوان
ومن يرضى بعروس معلقة
أ .. منّ يشري طيورا في السماء محلقة
سأبقى أتجول بين البلدان
فأرض الله واسعة
لن تخرجوني منها مهما كان
وإن كانت عاقبتي الذل والحرمان
عجباً لأمري
أختلق القوة والعزة
وفي قلبي ثُقب من حَزَن
يدقّ فيذكِّرني
يقتلني
يحطمني
يدمرني
ويناديني ..
يا.. امرأة بلا وَطَن ..
عزيزتي الأقلامية أسماء عنايت الله
يدل النص على موهبتك الأدبية ولكنك بحاجة لصقل هذه الموهبة. أرجو الاستفادة من الملاحظات التالية : 1- ماقرأته ليس قصيدة نثر بل خاطرة حيث تغلبت لغة النثر على لغة الشعر والمباشَر على الصور الإيحائية غير المباشرة
2- ماكان عليك اعتماد القافية أو السجع في نص يخلو من الوزن. عليك امتلاك ناصية الشعر الموزون إما التفعيلات أو بحور الشعر إن كنت ترغبين كتابة الشعر العمودي الموزون
3- هناك تكرار للكثير من الكلمات التي كان من الممكن اختوالها كي تترك أثراً أكبر كما في كلمة
( وطن) .
بانتظار المزيد من نتاجك
تحية الإباء والمحبة والابداع