الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 23 تصويتات, المعدل 4.83. انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-2006, 05:40 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

Lightbulb صفحات من حياة عبد القادر المازني.. وزكي مبارك (الدكاتره) الباكي الحزين

لعله من أبرز الشخصيات المبدعة والنجوم الساطعة فى تاريخ الأدب المصري.. إنه (عبد القادر المازنى) الشاعر و الروائى والناقد المحلل بل ورسام الشخصيات البارع الذى يجمع بين الواقعية و الخيال السخرية و الفكاهة و الحزن. لم يعش ببرج عاجي بل اندمج بمجتمعه وعبر عن آماله سواء فى إبداعاته الأدبية أو مقالاته الصحفيه تاركَاَ تراثاَ سوف يظل يمجد ذاكراه.

محيط: هبة رجاء الدين

في سيرة أديب

ولد إبراهيم عبد القادر المازني فى يوم الثلاثاء 19أغسطس 1890 بقرية (كومو مازن) بمحافظة المنوفية وترجع جذوره إلى قبيلة بني مازن وهى من أشهر القبائل العربية بأرض الحجاز، وهاجر فرع من هذه القبيلة إلى مصر واندمج بالسلالة المصرية لتصبح عائلة المازني مصرية تماماَ، وقد أتم إبراهيم دراسته الابتدائية بالقرية التى كان يقطن بها, ثم التحق بالتعليم الثانوى فى التوفيقية الخديوية ثم التحق بكلية الطب ولكنه لم يستطع الاستمرار بها حيث كان مرهف الحس ولم يستطع تحمل مناظر التشريح وما إلى ذلك وقد كان وترك كلية الطب والتحق بكلية الحقوق ولكنه تركها أيضا لأن مصروفاتها كثيرة ثم انتقل إلى مدرسة المعلمين وقد تخرج منها عام 1909 ليعمل فى التدريس لمدة عشر سنوات قضى منها خمسا فى مدارس الوزارة وخمساَ فى المدارس الحرة.

أبوه زير نساء وأمه "سيدة الدنيا"
كان والد عبد القادر المازني مدرساَ للغة العربية ثم عمل محاميا شرعياَ كما كان مسئولاَ عن الشئون الشرعية فى القصر الملكى كما كان يتسم بأنه مزواج يعشق النساء وخاصة التركيات لجمالهن, ولأنه كان دائم السفر إلى اسطنبول أتاح له ذلك الزواج من عدد كبير من هؤلاء النساء التركيات وقد توفي الوالد عندما كان إبراهيم فى التاسعة من العمر , أما عن والدة إبراهيم فعلى الرغم من أن زوجها توفي وهى تناهز الثلاثين عاماَ إلا أنها رفضت أن تتزوج مرة أخرى وعاشت فترة كبيرة من الزمن تقدر ب32سنة باقية على ذكرى زوجها والذى آلمها كثيراَ بكثرة زواجاته, وقد كان يصفها المازني كثيراَ بأنها (سيدة الدنيا) حيث إن لها مواقف مشرفة ومؤثرة فى حياته؛ فقد أصرت أن يستكمل تعليمه وذلك بعد أن اقترح أخوه الأكبر أن يترك إبراهيم دراسته ليذهب للعمل حيث أن وضعهم المادي كان متأزماً وذلك لأن أخاه الأكبر ورث عن والده حب النساء فبدد ثروة أبيه فى أقل من عام لتعيش أسرة المازني على الستر و الكفاف.

جميع ما سبق أثر في شخصية أديبنا حيث تعذب بعد أن بدد (أخوه الأكبر ثروة أبيهم ).. وكان ينظر إلى المرفهين فى أسى ويقول (ما ضر لو زادت الدنيا مرفهاً مدللا آخر.. أكانت تخرب؟ .. أكان لابد لصلاحها أن أشقى وأتعذب هذا العذاب الغليظ؟).. ويعترف المازني بأن أستاذه الأول كان الفقر الذى أمده بالقوة والقدرة على الكفاح وعلمه التسامح والرفق والعطف وإيثار الحسنى، كما عوده ضبط النفس وحبب إليه الفقراء ..

وكان يقول: «لو وسعني أن أملأ الدنيا سروراً واغتباطاً لفعلت، فإني عظيم الرثاء للخلق وأحسب أن هذا تعليل ميلي للفكاهة» وكان حلم حياته أن يربح من الكتابة مبلغاً يكفى لبناء دار لأولاده، ولكنه لم يستطع تحقيق هذا الحلم البسيط، وظل طوال الوقت يسكن وسط المقابر في مدافن الإمام الشافعي وذلك طلباً للعزلة ولضيق ذات اليد . وقيل إنه سقط ليلاً فى مقبرة مفتوحة فاصطدم بالجثث مما أصابه بحالة من الفزع الرهيب . وقد دفعه الفقر إلى العمل الدائم والدائب حيث يقول: «أقوم من النوم لأكتب وآكل وأنا أفكر فيما أكتب فألتهم لقمة وأخط سطرا أو بعض سطر وأنام فأحلم أني اهتديت إلى موضوع وأفتح عينى فإذا بي قد نسيته وأشتاق أن ألاعب أولادى فيصدني أن الوقت ضيق لا ينفسح للعب وأن علي أن أكتب» . ولذلك فقد عاش دائم الخوف على نفسه ودائم الخوف من الناس.

يقول النقاد إنه اجتمع الفقر مع إعاقاته الجسدية والنفسية ليجعلوا كتاباته سوداوية حيث لايرى إلا الجانب القاتم كما كان عدميا لا تستوقفه غير النهايات؛ حيث كان الموت هو موضوعه الأثير فى قصائد ديوانه وفى عناوين كتبه وقد غلف كل هذا بالسخرية والفكاهة لدرجة أنه قد كتب رثاء لنفسه قال فيه:

أيهـــا الزائــر قبـري اتل ما خط أمامـك
ها هنا فاعلم عظامي ليتها كانت عظامك


المرأة والحب بحياة المازني
لعبت المرأة دوراً كبيراً فى حياة المازنى بدءاَ من والدته والتى كان لها دور كبير ومؤثر في حياته حيث كانت صامدة قوية, وقد وضعها فى مرتبة (النموذج الأعلى) لما يجب ان تكون عليه المرأة , ونرى أيضاَ أن زوجته قد أثرت في حياته وأثرت على ملامح شخصيته حيث إنه تزوج فى عام 1910 أى بعد تخرجه بعام واحد وبعد 11 عام رحلت زوجته بشكل مفاجئ وتركت له آلاما كبيرة وصدمة لا توصف كما تركت له ابنة اسمها (مندورة) كان يحبها إلى درجة العشق والوله وقد تفرغ لرعايتها لمدة سبع سنوات كاملة ثم رحلت هذه البنت بشكل مفاجئ ليدخل الرجل فى شرنقة من الحزن والشجن وكتب فى هذه الابنة الراحلة رثاء كثيراً أدمى القلوب وفجّر أنهار الدموع.

تزوج المازني بعد رحيل ابنته وتمنى أن ينجب بنتاً أخرى إلى جانب أولاده الذكور، وقد جاءت الابنة بالفعل ولكنها رحلت مثل أختها لتترك قلب أبيها أطلالاً. وكان المازني يؤكد أن المرأة أقوى من الرجل بقوة حيلتها وقوة جمالها، وكان يرى الجمال روحاً وليس جسماً ورغم كثرة ما تردد عن غزواته النسائية إلا أنه لم يقل لأي امرأة (أحبك) اعتقاداً منه بأن هذه الكلمة سوف تجعله عبداً للمرأة التي ستسمعها منه. قد كان يستعذب التحدث عن شعوره بالضعف والنقص أمام النساء، وكان يستعذب الحط من نفسه، وليس هذا على سبيل (الماسوشية) أو (لذة تعذيب الذات)، ولكنه كان يفعل ذلك لأنه على ثقة من قدراته.

أما عن الحب فى حياة المازني فقد عرف الحب لأول مرة وهو فى الثالثة عشرة من عمره مع بنت الجيران فى السيدة زينب بعد أن أنقذ لها قطتها من فوق الشجرة وأصيب نتيجة هذه المغامرة ببعض الجروح البسيطة، وكان يجاهر بحب هذه الصبية وسط الأهل والجيران .. وعندما شب عن الطوق راح يكثر من مغامراته النسائية حتى ولو من باب (الصيت ولا الغنى) وذلك كسلاح جديد يؤكد به لنفسه وللآخرين أنه ليس (أقل) من غيره بل إنه يتفوق عليهم .. وقد أحصى العقاد حبيبات المازنى ووجد أنهن 17 حبيبة.

- يقول:


مرَّتْ عشاءً بيَ فتّانةٌ.. يا حُسنَها لو أنَّ حسناً يدومْ
والجوُّ ساجٍ شاحبٌ بدرُهُ.. كأنّما أضناه طولُ الوجوم
فقلتُ يا غادةُ: أذكرتِني .. أحلامَ عيشٍ نسختْها الهموم
أمثلُ هذا الحسنِ لمّا يزلْ .. في عالم الشرِّ القديم العميم؟
ألم يزل (كوبيدُ) ذا صولةٍ .. يرمي فيُدْمي كلَّ قلبٍ سليم؟
قالتْ: ومَنْ (كوبيدُ) هذا الذي .. تذكره مقترناً بالكُلوم؟
فقلتُ: هذا ولد مولعٌ .. بصيدِ أكبادِ الورى كالغريم
فتمتمتْ عائذةً باسمِهِ .. من كلِّ شيطانٍ خبيث رجيم !

ومن الطريف بحياة المازني العاطفية مغامرة عجيبة تعرض لها حيث استطاع شاب اسمه عبد الحميد رضا أن يوقع المازني فى (فخ عاطفى) عندما أعطاه رسالة ادعى أنها من فتاة اسمها (فاخرة) وقد انطلت الحيلة على المازني وظل يتبادل الرسائل العاطفية الساخنة مع هذه السيدة المزعومة ورغم أنه تشكك بعض الشيء إلا أنه تمادى فى هذه المغامرة حتى أخذ عبد الحميد رضا رسائل المازني إلى إحدى المجلات ونشرها وكانت فضيحة مدوية .. ورغم هذا فقد كان المازنى يعتبر نفسه (دونجوانا) لا يبارى وقد كتب العقاد قصيدة عن المغامرات العاطفية مطلعها:


أنت فى مصر دائم التمهيد
بين حب عفى وحب جديد


أصدقاء المازني

أما عن الصداقة بحياة المازنى فقد كان له أصدقاء كثيرون أمثاله كتاب ونقاد ومبدعون وكانت علاقاته بهم متواترة فكان من أصدقائه شوقى والعقاد وعبد الرحمن شكرى وكتب ذات مرة مجموعة من المقالات فى جريدة السياسة عن مسرحيات شوقى الشعرية وقد قسا كثيراً على شوقي وقال عنه (قطعة متلكئة من قديم الزمن) .. كما اختلف هو والعقاد مع عبد الرحمن شكري وهاجماه بعنف لدرجة أن المازنى وصفه بـ (صنم الألاعيب) مما دفع شكري إلى الهرب إلى الإسكندرية ليعيش في عزلة تامة .

كما أنه اشترك مع العقاد سنة1921فى كتاب"الديوان"وهاجم فيه شعر حافظ و شوقي وهاجمه عبد الرحمن شكري فى مقدمة الجزء الخامس من ديوانه واتهمة بالاختلاس من الشعراء الغربيين وعندما أخرج المازنى كتاب الديوان مع العقاد هاجمه وكتب فيه فصلين بعنوان "صمم الألاعيب ".

المازنى فكاهي ساخر ولكن ......

كان المازني قصير القامة جداَ حيث كان طوله لا يتجاوز 150سم مما جعله أقرب إلى القزم وذلك غير أنه كان غير مستقبم فى مشيته بسب كسر مضاعف أصاب ساقه وترك له عاهة مستديمة جعلته (يعرج) فى مشيته مما استلزم (تفصيل حزام) بشكل معين حتى لايظهر هذا العرج بوضوح, ولهذا لجأ لسلاح آخر وهو السخرية اللاذعة من هذه الأشياء التى يعانى منها, فكان دائم الحديث عن تشويهاته الجسدية فى محاولة منه لمنع الآخرين من السخرية منه، ونجده أيضاَ يصادق العقاد طويل القامة ويظل يذكر ذلك الوضع المضحك ويسخر منه فقد كان يصف نفسه بجوار العقاد بالرقم (10), ومع كل هذه السخرية والفكاهة فقد اتسمت كتاباته باليأس والحزن والرومانسية وكان يعزى نفسه بالتأكيد على أن الكاتب والفنان يجب أن يكون على يقين بأنه (ناقص) وسوف يبقى كذلك ومع هذا فقد كانت السخرية الوجه الآخر لروحه القلقة المعذبة.

السياسة لا تخدم الأديب

ورغم أن المازني كان شخصية مرحة ساخرة إلا أنه كان لديه قضيته التى يؤمن بها وهي انتماؤه وحسه الوطني وقد اشترك مع د. محمد حسين هيكل ومحمد عبدالله عنان فى وضع كتاب اسمه (السياسة المصرية والانقلاب الدستوري) يهاجمون فيه الحكم الديكتاتوري لصدقي باشا . رغم هذا الحس الوطني الواعي إلا أنه لم ينجح فى استثمار السياسة كما أن السياسة لم تخدمه، ففي الوقت الذى اختار العقاد أن يكون وفديا وأن يصبح كاتب الوفد الأول ..

وقف المازني فى الجانب الذى لا يربح حيث وقف فى خندق الأحرار الدستوريين وهو مليء بكبار المثقفين مثل أحمد لطفى السيد - طه حسين - محمد حسين هيكل - محمود عزمى وغيرهم إضافة إلى أنه لم يشارك فى معاركهم السياسية ورغم أنه كتب كثيراً فى جريدة (السياسة) لسان حال الأحرار الدستوريين إلا أنه كتب فى البلاغ وهي وفدية، ولكن المحصلة أن السياسة لم تخدمه كما خدمت العقاد وطه حسين ورغم هذا فقد كانت بعض آرائه السياسية (سابقة للعصر) حيث كان من أوائل الذين دعوا للوحدة العربية واعتبرها ضرورة محتمة لسلامة الشعوب العربية وأمنها وقد كتب فى عام 1935 مقالا بعنوان (القومية العربية) .. ولذلك فإن المازني - عكس كثير من معاصريه - قد استمد شهرته من الأدب والكتابة فقط . كما كان المازني واحداً من أهم أعمدة النهضة الثقافية العربية وأهم الأصوات التى نادت بتجديد الثقافة العربية بتحويلها إلى عملة تنفع الناس .

روائي مبدع وصحفى بارع

بدأت إبداعاته بالشعر والصحافة حيث قرر في عام 1919 بالتوقف عن التدريس والتفرغ للعمل بالصحافة.. ولم تكن الصحافة جديدة عليه فقد نشر مقالاته وقصائده فى العديد من الصحف منذ أن كان طالباً فى المعلمين - وعندما عمل بالتدريس لم ينقطع عن الصحافة وواصل النشر في صحف كثيرة مثل الدستور، الجريدة، البيان، عكاظ الأسبوعية، الأفكار، وادى النيل، الأهالي، وقد عين محرراَ بجريدة الأخبار ثم محرراَ بجريدة "السياسة الاسبوعية" ثم رئيساَ لتحرير جريدة السياسة اليومية ثم رئيساَ لتحرير جريدة "الاتحاد" كما انتخب وكيلاَ لمجلس نقابة الصحفين عام1941.

وقد علا نجم المازني عندما شارك صديقيه العقاد وعبد الرحمن شكرى فى الإعلان عن مدرسة الديوان فى الشعر؛ تلك المدرسة التى قامت على مهاجمة القديم المتمثل فى شعر حافظ وشوقى، وقد ألف المازني والعقاد كتاب (الديوان) لوضع الأسس النظرية لهذه المدرسة التى تعد ثورة فى الشعر وتدعو إلى تنوع القوافي لتنوع الموسيقا، كما تدعو إلى أن يكون الشعر تعبيراً عن الشاعر وأن تكون القصيدة ذات وحدة موضوعية بدلا من وحدة البيت كما يجب ألا تكون القصيدة تقليداً أو معارضة لشاعر قديم مهما كان شأنه).

تأثر المازني كثيراً بأشعار ابن الرومى وعارضه فى بعض قصائده كما تأثر كثيراً بعدد من شعراء الغرب مثل شيلى - بيرنز - ميلتون - هينى .. وكان دائم التطوير والتجديد فى الأفكار والموضوعات مع الالتزام التام بالصدق فى التعبير ، وذلك على حساب الشكل الفنى والأساليب والعبارات ، ورغم هذا فقد كان يجد صعوبة فى تطويع الشعر لأفكاره خصوصاً قوافيه التى كانت تضطره إلى استخدام ألفاظ غريبة ومشتقات شاذة مما ألجأه إلى شرحها فى ديوانيه الأول والثاني ويرجع ذلك إلى تمسكه باللغة التقليدية فى بداية حياته ..

إلا أنه كان يرى الشعر ترجمة حميمة عن النفس وكشفا عن مكنوناتها ورغم أنه قد هجر الشعر فى سن السادسة والعشرين وهى سن صغيرة إلا أن (إنجازه الشعرى) لا يستهان به ؛ حيث أصدر ديوانه فى ثلاثة أجزاء ، صدر الجزء الأول منها عام 1914 كما كتب العديد من الكتب عن الشعر والشعراء مثل (شعر حافظ) ثم حصاد الهشيم - قبض الريح، وفى هذين الكتابين دراسات عن العديد من الشعراء مثل المتنبى - ابن الرومى .. وله كتاب عن الشاعر (بشار بن برد) .. وفي كل هذه الكتب كان يقدم دراسات نفسية واجتماعية وتاريخية أي أنه كان يقدم العصر بكامله وكان هذا لوناً جديداً فى الدراسات الأدبية .

ساهم المازني كثيرا في تحديث الأدب المصرى والعربى وكانت السياسة التي رسمها وآخرون أن يكون الأدب تعبيراً عن الكاتب وتصويراً لما يجول فى نفسه وعقله، والأهم أن المازني كان صاحب أسلوب لم يستطع أحد أن يستنسخه بعد أن استطاع أن يجعل من اللهجة المصرية لغة عربية فصيحة؛ حيث وضع علامات الإعراب على حروف هذه اللهجة وجعل من ألفاظها اللينة الجميلة كلمات ناصعة فى معجم جديد للغة ليتكلم بها الناس كما كان حريصا على استخدام الفصحى بعد أن جعل العامية مطية لها وخادماً فى موكبها، وكان أسلوبه خالياً من كل العثرات و(الكلكعة) .


تراث لا يستمع للاتهامات

ورغم تميز وتفرد المازنى فيما أبدعه إلا أن بعض النقاد قد اتهموه بسرقة بعض أجزاء روايته "إبراهيم الكاتب" من رواية (سانين) للأديب الروسى (يباشيف) كما اتهمه بعض النقاد بسرقة مسرحيته الوحيدة التى كتبها بعنوان (غريزة امرأة) من مسرحية (الشاردة) للأديب الإنجليزى (جو لسور ذى) . ولكن مثل هذه الاتهامات لم تؤثر كثيراً على المحصلة النهائية لإنجاز المازني الذى كان من أبرع كتاب النصف الأول من القرن العشرين خاصة فى مقدرته على السخرية من الدنيا ومن الناس ومن نفسه .

كما كان من أوائل الذين قاموا بتعريف الأدب الغربي إلى قراء العربية وذلك نتيجة إجادته الرائعة للترجمة وقد ترجم العديد من الكتب المهمة مثل رباعيات الخيام - الآباء والأبناء لتور جنيف - سانين لآرتز يباشيف، كما قدم ملخصات لروائع الأدب العالمي ونشرها فى مجلة (الصباح) لصاحبها مصطفى القشاش. وإضافة إلى كل هذا فقد كان صاحب الدعوة إلى إيجاد منهج جديد فى دراسة الأدب العربي والدعوة إلى نظرة جديدة إلى الأدب المصري وقد توج دعوته بدراسة الأدب العربي وتاريخه دراسة متأنية بترتيب العصور وذلك عندما كان في الخمسين من عمره.

- أخرج المازني أكثر من أربعين كتاباَ فى الإبداع والنقد من أشهرها:

(فى الطريق - صندوق الدنيا - الشعر غاياته ووسائله - من أحاديث المازني - رحلة الحجاز - ميدو وشركاه - أقاصيص - من الناقد - ع الماشي - حديث الإذاعة) والغريب أن كل هذا الإبداع لم يشفع للمازنى لكى يحصل على أية جائزة !! ومن الواضح أنه كان مستشعراً لهذا الوضع الغريب فكتب يقول «عصرنا عصر تمهيد يقوم أبناؤه بقطع هذه الجبال التى سدت الطريق وتسوية الأرض لمن يأتون بعدهم .. وبعد أن تسوى الطريق يأتى نفر من بعدنا ويسيرون إلى آخره ويقيمون على جانبه القصور شامخة باذخة فيذكرون بقصورهم وننسى نحن الذين شغلوا بالتمهيد عن التشييد» .

عندما قدمه العقاد لكى يتبوأ مكانه فى مجمع اللغة العربية وصفه بالعبقرية فى النثر والشعر، كما كان المازني يكتب؛ لأنه يحب الكتابة لذاتها وكان يرى الفن تعبيراً عن الحياة بما فيها من فردية وحرية وإبداع... وباختصار فقد كان المازني فيلسوف الحياة والفردية والحرية .. وكان يتعامل مع الإنسان على أنه حيوان (فني) يهتم بالجمال إلى جوار المنفعة .


وإذا كان المازنى (النموذج) لما يمكن أن تفعله العقد النفسية والجسدية مع المبدع الموهوب إلا أنه قد كسر بعض المسلَّمات فى سلوكيات أصحاب هذه العقد حيث كان من سماته الجميلة (التواضع) الشديد فرغم أن الذين يعانون من عقد نفسية لا بد وأن يصيبهم الغرور والتعالي كنوع من التعويض إلا أن المازني كان شديد التواضع، وكان ضد النجومية وشعبوي الهوى ولذلك تحققت له الجماهيرية الواسعة.

"ومات الفتى المازني"
بعد رحلة مثيرة من العطاء أصيب المازني فى سنواته الأخيرة بهاجس الموت ثم مات بعد انتشار البولينا فى الدم .. ورحل فى عام 1949 عن عمر يناهز التاسعة والخمسين .
كتب يقول ذات مساء:


مات الفتى المازني ثم أتى من مـازن غيره على الأثر

وكان يعنى ولادته مرة أخرى بعد اليأس. فلاشك أننا بصدد شخصية عظيمة مبدعة تستحق منا كل تقدير وتستحق أن يذكرها التاريخ دوما.



* * * * * * *






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
آخر تعديل نايف ذوابه يوم 28-12-2010 في 07:19 PM.
رد مع اقتباس
قديم 28-09-2006, 01:40 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د . حقي إسماعيل
أقلامي
 
إحصائية العضو







د . حقي إسماعيل غير متصل


افتراضي مشاركة: صفحات من حياة عبد القادر المازني...

أخي الكريم أستاذ نايف .
تحيات معطار .
صفحاتك التي أثبتها في هذا الموضوع قد أمتعتنا بها أيما إمتاع ، وقد أضفت لرصيد معلوماتنا الشخصية أشياء جديدة ... حياك اللـه تعالى .


دمت






التوقيع

الموال كحل عين دجله ... وبغزل الفرات الشعر يحله
 
رد مع اقتباس
قديم 28-12-2010, 12:55 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
غير مسجل
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني...

السلام عليكم
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا كثيرا







 
رد مع اقتباس
قديم 28-12-2010, 07:26 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني...

شكرا لكل من مر بهذا التقرير أو البحث الموجز عن حياة الأديب العملاق إبراهيم المازني الذي دهشت من أنه كان قصيرا وكان يعرج وكان يشكو من الفقر والحرمان ويعيش في مقبرة الإمام الشافعي .. كل الظروف التي كان يمر بها كافية لأن تفجر الإبداع الحزين الأسيف المجلل بالسوداوية .. وقد سرني أنه كان صديقا ملازما للعقاد...
هذه الاقتباسات محطات مهمة في حياة المازني .. وقد اقتبستها لمن يمرون سريعا ولا يصبرون على طول المقال .. أعدت قراءة المقال وكما ترون مضى عليه أربع سنوات وأكثر ..

اقتباس:
وكان ينظر إلى المرفهين فى أسى ويقول (ما ضر لو زادت الدنيا مرفهاً مدللا آخر.. أكانت تخرب؟ .. أكان لابد لصلاحها أن أشقى وأتعذب هذا العذاب الغليظ؟).. ويعترف المازني بأن أستاذه الأول كان الفقر الذى أمده بالقوة والقدرة على الكفاح وعلمه التسامح والرفق والعطف وإيثار الحسنى، كما عوده ضبط النفس وحبب إليه الفقراء ..

وكان يقول: «لو وسعني أن أملأ الدنيا سروراً واغتباطاً لفعلت، فإني عظيم الرثاء للخلق وأحسب أن هذا تعليل ميلي للفكاهة» وكان حلم حياته أن يربح من الكتابة مبلغاً يكفى لبناء دار لأولاده، ولكنه لم يستطع تحقيق هذا الحلم البسيط، وظل طوال الوقت يسكن وسط المقابر في مدافن الإمام الشافعي وذلك طلباً للعزلة ولضيق ذات اليد . وقيل إنه سقط ليلاً فى مقبرة مفتوحة فاصطدم بالجثث مما أصابه بحالة من الفزع الرهيب . وقد دفعه الفقر إلى العمل الدائم والدائب حيث يقول: «أقوم من النوم لأكتب وآكل وأنا أفكر فيما أكتب فألتهم لقمة وأخط سطرا أو بعض سطر وأنام فأحلم أني اهتديت إلى موضوع وأفتح عينى فإذا بي قد نسيته وأشتاق أن ألاعب أولادى فيصدني أن الوقت ضيق لا ينفسح للعب وأن علي أن أكتب» . ولذلك فقد عاش دائم الخوف على نفسه ودائم الخوف من الناس.

يقول النقاد إنه اجتمع الفقر مع إعاقاته الجسدية والنفسية ليجعلوا كتاباته سوداوية حيث لايرى إلا الجانب القاتم كما كان عدميا لا تستوقفه غير النهايات؛ حيث كان الموت هو موضوعه الأثير فى قصائد ديوانه وفى عناوين كتبه وقد غلف كل هذا بالسخرية والفكاهة لدرجة أنه قد كتب رثاء لنفسه قال فيه:
اقتباس:

أيهـــا الزائــر قبـري اتل ما خط أمامـك
ها هنا فاعلم عظامي ليتها كانت عظامك
اقتباس:
أما عن الحب فى حياة المازني فقد عرف الحب لأول مرة وهو فى الثالثة عشرة من عمره مع بنت الجيران فى السيدة زينب بعد أن أنقذ لها قطتها من فوق الشجرة وأصيب نتيجة هذه المغامرة ببعض الجروح البسيطة، وكان يجاهر بحب هذه الصبية وسط الأهل والجيران .. وعندما شب عن الطوق راح يكثر من مغامراته النسائية حتى ولو من باب (الصيت ولا الغنى) وذلك كسلاح جديد يؤكد به لنفسه وللآخرين أنه ليس (أقل) من غيره بل إنه يتفوق عليهم .. وقد أحصى العقاد حبيبات المازنى ووجد أنهن 17 حبيبة.


ونرى أيضاَ أن زوجته قد أثرت في حياته وأثرت على ملامح شخصيته حيث إنه تزوج فى عام 1910 أى بعد تخرجه بعام واحد وبعد 11 عام رحلت زوجته بشكل مفاجئ وتركت له آلاما كبيرة وصدمة لا توصف كما تركت له ابنة اسمها (مندورة) كان يحبها إلى درجة العشق والوله وقد تفرغ لرعايتها لمدة سبع سنوات كاملة ثم رحلت هذه البنت بشكل مفاجئ ليدخل الرجل فى شرنقة من الحزن والشجن وكتب فى هذه الابنة الراحلة رثاء كثيراً أدمى القلوب وفجّر أنهار الدموع.
اقتباس:
ومن الطريف بحياة المازني العاطفية مغامرة عجيبة تعرض لها حيث استطاع شاب اسمه عبد الحميد رضا أن يوقع المازني فى (فخ عاطفى) عندما أعطاه رسالة ادعى أنها من فتاة اسمها (فاخرة) وقد انطلت الحيلة على المازني وظل يتبادل الرسائل العاطفية الساخنة مع هذه السيدة المزعومة ورغم أنه تشكك بعض الشيء إلا أنه تمادى فى هذه المغامرة حتى أخذ عبد الحميد رضا رسائل المازني إلى إحدى المجلات ونشرها وكانت فضيحة مدوية
اقتباس:
كان المازني قصير القامة جداَ حيث كان طوله لا يتجاوز 150سم مما جعله أقرب إلى القزم وذلك غير أنه كان غير مستقبم فى مشيته بسب كسر مضاعف أصاب ساقه وترك له عاهة مستديمة جعلته (يعرج) فى مشيته مما استلزم (تفصيل حزام) بشكل معين حتى لايظهر هذا العرج بوضوح, ولهذا لجأ لسلاح آخر وهو السخرية اللاذعة من هذه الأشياء التى يعانى منها, فكان دائم الحديث عن تشويهاته الجسدية فى محاولة منه لمنع الآخرين من السخرية منه، ونجده أيضاَ يصادق العقاد طويل القامة ويظل يذكر ذلك الوضع المضحك ويسخر منه فقد كان يصف نفسه بجوار العقاد بالرقم (10), ومع كل هذه السخرية والفكاهة فقد اتسمت كتاباته باليأس والحزن والرومانسية وكان يعزى نفسه بالتأكيد على أن الكاتب والفنان يجب أن يكون على يقين بأنه (ناقص) وسوف يبقى كذلك ومع هذا فقد كانت السخرية الوجه الآخر لروحه القلقة المعذبة.







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 20-09-2011, 02:20 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
غسان
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني...

موضوع مميز
جعله الله في ميزان حسناتك







 
رد مع اقتباس
قديم 22-09-2011, 09:29 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني...

اقتباس:
أما عن الحب فى حياة المازني فقد عرف الحب لأول مرة وهو فى الثالثة عشرة من عمره مع بنت الجيران فى السيدة زينب بعد أن أنقذ لها قطتها من فوق الشجرة وأصيب نتيجة هذه المغامرة ببعض الجروح البسيطة، وكان يجاهر بحب هذه الصبية وسط الأهل والجيران .. وعندما شب عن الطوق راح يكثر من مغامراته النسائية حتى ولو من باب (الصيت ولا الغنى) وذلك كسلاح جديد يؤكد به لنفسه وللآخرين أنه ليس (أقل) من غيره بل إنه يتفوق عليهم .. وقد أحصى العقاد حبيبات المازنى ووجد أنهن 17 حبيبة. ومن الطريف بحياة المازني العاطفية مغامرة عجيبة تعرض لها حيث استطاع شاب اسمه عبد الحميد رضا أن يوقع المازني فى (فخ عاطفى) عندما أعطاه رسالة ادعى أنها من فتاة اسمها (فاخرة) وقد انطلت الحيلة على المازني وظل يتبادل الرسائل العاطفية الساخنة مع هذه السيدة المزعومة ورغم أنه تشكك بعض الشيء إلا أنه تمادى فى هذه المغامرة حتى أخذ عبد الحميد رضا رسائل المازني إلى إحدى المجلات ونشرها وكانت فضيحة مدوية

وكان ينظر إلى المرفهين فى أسى ويقول (ما ضر لو زادت الدنيا مرفهاً مدللا آخر.. أكانت تخرب؟ .. أكان لابد لصلاحها أن أشقى وأتعذب هذا العذاب الغليظ؟).. ويعترف المازني بأن أستاذه الأول كان الفقر الذى أمده بالقوة والقدرة على الكفاح وعلمه التسامح والرفق والعطف وإيثار الحسنى، كما عوده ضبط النفس وحبب إليه الفقراء ..

وكان يقول: «لو وسعني أن أملأ الدنيا سروراً واغتباطاً لفعلت، فإني عظيم الرثاء للخلق وأحسب أن هذا تعليل ميلي للفكاهة» وكان حلم حياته أن يربح من الكتابة مبلغاً يكفى لبناء دار لأولاده، ولكنه لم يستطع تحقيق هذا الحلم البسيط، وظل طوال الوقت يسكن وسط المقابر في مدافن الإمام الشافعي وذلك طلباً للعزلة ولضيق ذات اليد . وقيل إنه سقط ليلاً فى مقبرة مفتوحة فاصطدم بالجثث مما أصابه بحالة من الفزع الرهيب . وقد دفعه الفقر إلى العمل الدائم والدائب حيث يقول: «أقوم من النوم لأكتب وآكل وأنا أفكر فيما أكتب فألتهم لقمة وأخط سطرا أو بعض سطر وأنام فأحلم أني اهتديت إلى موضوع وأفتح عينى فإذا بي قد نسيته وأشتاق أن ألاعب أولادى فيصدني أن الوقت ضيق لا ينفسح للعب وأن علي أن أكتب» . ولذلك فقد عاش دائم الخوف على نفسه ودائم الخوف من الناس.

يقول النقاد إنه اجتمع الفقر مع إعاقاته الجسدية والنفسية ليجعلوا كتاباته سوداوية حيث لايرى إلا الجانب القاتم كما كان عدميا لا تستوقفه غير النهايات؛ حيث كان الموت هو موضوعه الأثير فى قصائد ديوانه وفى عناوين كتبه وقد غلف كل هذا بالسخرية والفكاهة لدرجة أنه قد كتب رثاء لنفسه قال فيه:
اقتباس:

أيهـــا الزائــر قبـري اتل ما خط أمامـك
ها هنا فاعلم عظامي ليتها كانت عظامك




"ومات الفتى المازني"
بعد رحلة مثيرة من العطاء أصيب المازني فى سنواته الأخيرة بهاجس الموت ثم مات بعد انتشار البولينا فى الدم .. ورحل فى عام 1949 عن عمر يناهز التاسعة والخمسين .
كتب يقول ذات مساء:


مات الفتى المازني ثم أتى من مـازن غيره على الأثر

وكان يعنى ولادته مرة أخرى بعد اليأس. فلاشك أننا بصدد شخصية عظيمة مبدعة تستحق منا كل تقدير وتستحق أن يذكرها التاريخ دوما.


فعلا الإبداع يخرج من رحم الظروف القاسية والقاهرة ..

رحم الله المازني رحمة واسعة .. ولا اعتراض على حكمة الله فلئن كان المازني فقيرا محروما في حياته فإنه غني بهذه السيرة الأدبية والإنسانية العظيمة



شكرا لكل من مر هنا ووقع ..

شكرا للأخ الكريم الذي رفع الموضوع وذكرني به ورسم على صباحي ابتسامة بعد قراءة هذه الفقرة للمازني..

اقتباس:
وكان ينظر إلى المرفهين فى أسى ويقول (ما ضر لو زادت الدنيا مرفهاً مدللا آخر.. أكانت تخرب؟ .. أكان لابد لصلاحها أن أشقى وأتعذب هذا العذاب الغليظ؟).. ويعترف المازني بأن أستاذه الأول كان الفقر الذى أمده بالقوة والقدرة على الكفاح وعلمه التسامح والرفق والعطف وإيثار الحسنى، كما عوده ضبط النفس وحبب إليه الفقراء ..








التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 22-09-2011, 09:35 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني. إبداع وُلِد من رحم الشقاء

اقتباس:
أما عن الحب فى حياة المازني فقد عرف الحب لأول مرة وهو فى الثالثة عشرة من عمره مع بنت الجيران فى السيدة زينب بعد أن أنقذ لها قطتها من فوق الشجرة وأصيب نتيجة هذه المغامرة ببعض الجروح البسيطة، وكان يجاهر بحب هذه الصبية وسط الأهل والجيران .. وعندما شب عن الطوق راح يكثر من مغامراته النسائية حتى ولو من باب (الصيت ولا الغنى) وذلك كسلاح جديد يؤكد به لنفسه وللآخرين أنه ليس (أقل) من غيره بل إنه يتفوق عليهم .. وقد أحصى العقاد حبيبات المازنى ووجد أنهن 17 حبيبة.


ومن الطريف بحياة المازني العاطفية مغامرة عجيبة تعرض لها حيث استطاع شاب اسمه عبد الحميد رضا أن يوقع المازني فى (فخ عاطفى) عندما أعطاه رسالة ادعى أنها من فتاة اسمها (فاخرة) وقد انطلت الحيلة على المازني وظل يتبادل الرسائل العاطفية الساخنة مع هذه السيدة المزعومة ورغم أنه تشكك بعض الشيء إلا أنه تمادى فى هذه المغامرة حتى أخذ عبد الحميد رضا رسائل المازني إلى إحدى المجلات ونشرها وكانت فضيحة مدوية
فعلا إن المازني نكتة طريفة .. أضحكني في صباحي الذي صافح قصته مع الحياة والحب ..






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 22-09-2011, 12:54 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فاكية صباحي
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية فاكية صباحي
 

 

 
إحصائية العضو







فاكية صباحي غير متصل


افتراضي رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني. إبداع وُلِد من رحم الشقاء

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عندما أقرأ سيرة الأديب القدير إبراهيم عبد القادر المازني..
وغيره من العظماء الذين حُرموا أشياء كثيرة..
يتبادر إلى ذهني سؤال مهم وهو:
ماذا لو كان هذا الأديب غنيا كما تمنى دائما ..؟
أكيد لن يترك مثل هذا الجمال ..
لأن غنى الجيب قلما يترك المجال لغنى الذهن
أن يتوقد ويوقع أجمل ما يستحق التخليد ..
فالأديب الفقير الذي يعالج جرحا غائرا من جراحات الأمة عن كثب
ليس كالأديب الغني الذي يطل على جراح الأمم والشعوب من الشرفات ..

وعبر الزمن ..وبين القصص الكثيرة التي تواترت بين الناس
نجد الكثير من المترفين كانوا يحسدون بعض الفقراء على
موهبة كموهبة المازني ..
حتى أن هناك من كان يشتري بعض القصائد لينسبها لنفسه ..
وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الغنى الفكري أكبر
من أن نحصل عليه إذا لم يخصنا الله تعالى به دونا عن غيرنا ..

وهنا تحضرني قصة طريفة لأبناء الرشيد عندما أصرت
زوجته زبيدة على أن ابنها الأمين شاعر ..
وحتى إن لم يكن فيجب أن تعلمه أصول الشعر
فنادى هارون الرشيد الشاعر أبا نواس وطلب منه أن يعلم
ابنه أصول الشعر ..
وكان أبو نواس كلما عاب شعر الأمين أمر بسجنه ..
وبعد مدة انكب فيها الأمين على دراسة الشعر على
حد قوله صرح لأبيه بأنه صار متمكنا
فأحضروا أبا نواس ليقيم ما كتبه ذلك الشويعر
الذي راح
ينشد :

يا جالسة في الأربع ***ما مثلك في الأبـــلد
مثلتك بكـــــــــــنافة ***مبسومة بالخــــردل
والسمن فيك سـابح*** مثل الحصان الأبلـق
وبمجرد ما سمع ابو نواس هذه الأبيات فر يجري إلى السجن
دون أن ينطق بأي تقييم .. وطلب من السجان أن يحكم
إغلاق الباب خلفه

وهكذا أدرك هارون الرشيد كما أدركت زبيدة أن الشعر
عطاء من الله وهيهات أن يلقنوه لذلك الغر

من هنا يجب أن يدرك أصحاب العقول المتوقدة
أن المال مقدور عليه بالجد والعمل
بينما الموهبة ما هي إلا عطاء من الله تعالى

أشكرك أستاذي الكريم على هذه الصفحات النيرة
للأديب القدير المازني
والذي مهما أبحرنا في علمه نبقى نحتاج للمزيد
تقبل مني كل التقدير






 
آخر تعديل فاكية صباحي يوم 23-09-2011 في 05:18 PM.
رد مع اقتباس
قديم 24-09-2011, 12:06 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني. إبداع وُلِد من رحم الشقاء

شكرا الأخت الكريمة فاكية على مرورك الذي أغني هذه الزاوية للكاتب الكبير عبد القادر المازني .. شكرا لهذه الإضافة الثرية العميقة .. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

قصة المازني مع الحياة وعدم إنصافه وحياة الحرمان التي عاشها ذكرتني بقصة الشاعر والأديب العملاق زكي مبارك .. زكي مبارك أيضا لم ينصف وحورب في لقمة عيشه جراء نكاية وحسد ..


زكي مبارك الثائر المتمرد ..!!

نظم المجلس الأعلى للثقافة مؤخراً احتفالية ثقافية علي مدى ثلاثة أيام بعنوان "زكي مبارك.. قراءة متجددة" شارك فيها 35 باحثا وباحثة بتقديم عدد من الشهادات والأبحاث التي تضمنت حياته وفكره وأدبه ومعاركه.
كلمة من طه حسين أخرجته من الجامعة إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب، بالرغم من حصوله على الدكتوراة ثلاث مرات وتأليفه أكثر من أربعين كتابا، ولكنه لم ينل تقدير أي من المؤسسات التي نادي بالإصلاح فيها، بل إن جوائز الدولة نفسها قد حجبت عنه. هو الباكي الحزين، كما كان يوقع العديد من مقالاته.. وصف حياته بأنها قامت على قواعد من الأحزان الثقال.. عاني الكثير من الظلم والقهر في صدامه المتواصل مع الواقع الإنساني والأدبي.. وتظل ليلة رحيله التي لم يحضر فيها إلى منزله بالقاهرة سوى سبعة أفراد، شاهدة على الجفاء وظلم ذلك الرجل الذي ظلت الدنيا تلفظه حياً وميتاً.
والمحير والداعي للعجب الذي يراه الباحث هو موقف أديب كبير مثل طه حسين الذي كان السبب في فصل مبارك من التدريس في كلية الآداب، فحينما عاد طه حسين إلى الجامعة رئيسا لقسم اللغة العربية وكان هو المسئول عن تجديد عقود الأساتذة الذين يدرسون بالجامعة، كان عقد الدكتور زكي مبارك قد انتهت مدته، فلما أرسلت إدارة الجامعة إلى طه حسين باعتباره رئيس قسم اللغة العربية تسأله رأيه في تجديد عقد الدكتور زكي، سجل عبارة " أنا لم أستشار في تعيينه، فلا استشار في تجديد عقده" وبذلك لم تتمكن الإدارة من تجديد عقده ومنذ ذلك التاريخ خرج زكي مبارك إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب.

ولد زكي عبد السلام مبارك في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية في عام 1892م، حصل علي شهادة الأهلية من الجامع الأزهر عام 1916، وليسانس الآداب من الجامعة المصرية عام 1921، الدكتوراه في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1924 ثم دبلوم الدراسات العليا في الآداب من مدرسة اللغات الشرقية، في باريس عام 1931 ثم الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام 1937، وربما لذلك استحق لقب الدكاترة زكي مبارك كما أطلقها عليه الشاعر محمد الأسمر.
ألف أكثر من أربعين كتاباً، وقد أتيح له أن يعمل في الجامعة المصرية، وعمل في الجامعة الأمريكية وعين مفتشاً للمدارس الأجنبية في مصر ولكنه لم يستقر في هذه الوظيفة وأخرج منها بعد أن جاء النقراشي وزيرا للمعارف والدكتور السنهوري وكيلا للوزارة.
وعمل في الصحافة أعواما طويلة ويحدثنا أنه كتب لجريدة البلاغ وغيرها من الصحف نحو ألف مقال في موضوعات متنوعة. وانتدب في عام 1937م للعراق للعمل في دار المعلمين العالية، وقد سعد في العراق بمعرفة وصداقة كثير من أعلامه، وعلى الرغم مما لقي في العراق من تكريم إلا أنه ظل يحس بالظلم في مصر وهو يعبر عن ظلمه أصدق تعبير بقوله: "إن راتبي في وزارة المعارف ضئيل، وأنا أكمله بالمكافأة التي آخذها من البلاغ أجرا على مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه في الحبر الأسود… إن بني آدم خائنون تؤلف خمسة وأربعين كتاباً منها اثنان بالفرنسية وتنشر ألف مقالة في البلاغ وتصير دكاترة ومع هذا تبقي مفتشاً بوزارة المعارف"!!
والمحير والداعي للعجب الذي يراه الباحث هو موقف أديب كبير مثل طه حسين الذي كان السبب في فصل مبارك من التدريس في كلية الآداب، فحينما عاد طه حسين إلى الجامعة رئيسا لقسم اللغة العربية وكان هو المسئول عن تجديد عقود الأساتذة الذين يدرسون بالجامعة، كان عقد الدكتور زكي مبارك قد انتهت مدته، فلما أرسلت إدارة الجامعة إلى طه حسين باعتباره رئيس قسم اللغة العربية تسأله رأيه في تجديد عقد الدكتور زكي، سجل عبارة "أنا لم أستشر في تعيينه، فلا أستشار في تجديد عقده"!! وبذلك لم تتمكن الإدارة من تجديد عقده ومنذ ذلك التاريخ خرج زكي مبارك إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب.
************************************************** *********
ما رأيكم دام فضلكم .. ؟! هل منكم من يشكو خيانة بني آدم كما شكا زكي مبارك خيانة مبعثها الاستقامة والصدق والصدع بالحق وعدم التزلف للكبار .. رحم الله زكي مبارك ..






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 24-09-2011, 12:13 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني.. وزكي مبارك (الدكاتره) الباكي الحزين

تسعة وخمسون زائرا على الزاوية ...!!







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 25-09-2011, 05:56 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
غير مسجل
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






Ss70012 رد: صفحات من حياة عبد القادر المازني.. وزكي مبارك (الدكاتره) الباكي الحزين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكرك جداعالموضوع ................روعة


وشكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

جيهان







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تغطية شاملة للفيلم الوثائقي الأمريكي عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ياسر أبو هدى منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 3 12-02-2010 11:27 PM
الغرب ينتهك حرمة المقدس في حياة المسلمين،لا تسرفوا في لومه؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه!! نايف ذوابه منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 4 09-04-2009 03:09 PM
خليل عبد القادر فنان تشكيلي سوري (منفي في وطنه ومستوطن في منفاه ؟؟) عبود سلمان منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي 4 01-07-2006 02:33 PM
القضايا الشكلية والمشكلات الاجتماعية مرفوعة في المحكمة الأدبية علي صفحات حلم المقهور خالد جوده منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 2 30-04-2006 12:08 AM
حجاب الموضى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هاجر الشهيد منتدى الحوار الفكري العام 12 13-01-2006 10:35 PM

الساعة الآن 08:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط