الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-2024, 10:43 PM   رقم المشاركة : 301
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

الفاءُ مُرَتَّبَةٌ معقِّبةٌ. والتعبير هنا كله: شرط على شرط؛ فـ "إمَّا" أصلُها: "إنْ" الشرطيةُ زِيدَتْ عليها "ما" تأكيداً، و "يأتينَّكم" في محلِّ جزمٍ بالشرطِ، لأنه بُني لاتصالِه بنونِ التوكيدِ. و ﴿مِّنِّي﴾ متعلق بـ "يَأْتِيَنَّ"، وهي لابتداءِ الغاية مَجازاً، و ﴿هُدٗى﴾ فاعلٌ، والفاءُ مع ما بعدها مِنْ قولِه: ﴿فَمَن تَبِعَ﴾ جوابُ الشرطِ الأولِ، والخلاف في جوابي الشرط، فقيل: ﴿فَلَا خَوۡفٌ﴾ جوابُ الشرطين معاً.
وقيل: جوابُ الشرطِ الأول محذوفٌ تقديرُه: فإمَّا يأتِيَنَّكم مني هدىً فاتَّبعوه، والفاءُ في قوله تعالى: ﴿فَلَا خَوۡفٌ﴾ جوابُ الثاني.
﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى: ﴿مِّنِّي﴾ متعلق بـ ﴿يَأۡتِيَنَّكُم﴾ وأتى بكلمة: "مِنْ" الدالة على الابتداء في الأشياء، لينبه على أن ذلك صادر منه ومبتدأ من جهته تعالى. وقوله: ﴿مِّنِّي﴾ شبيه بالالتفات، لأنه انتقل من الضمير الموضوع للجمع، أو المعظم نفسه، إلى الضمير الخاص بالمتكلم المفرد. وحكمة هذا الانتقال هنا أن الهدى لا يكون إلا منه وحده تعالى، فناسب الضمير الخاص كونه لا هادي إلا هو تعالى، فأعطى الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره الضمير الخاص الذي لا يحتمل غيره تعالى.
ونَكَّرَ الهُدى لأن المقصود هو المُطلق، ولم يسبق عَهْدٌ فيه فَيُعَرَّف.
والهُدَى هو كل دلالة وبيان، ومنه التوفيق للهداية، وإرسال الرسل الحاملين لمنهج الله. وهذه الجُمْلة مع اختصارها تجمع شيئاً كثيراً من المعاني؛ لأنها دخل فيها الإنعام بجميع الأدلّة العقليّة والشرعية الواردات للبيان، وجميع ما لا يتمّ ذلك إلاّ به من العقل، ووجوه التمكُّن. وقوله: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾ يفيدأن اتباع العقلاء يكون بعد النظر في الأدلّة، واستنتاج المعارف منها، والعمل بها.






 
رد مع اقتباس
قديم 12-05-2024, 12:37 PM   رقم المشاركة : 302
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

وفي قوله: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾ تشخيص للهدى، بأن جعله بمنزلة الإمام المتبع المقتدى به. والخوفُ: الذُّعْرُ والفَزَع، ويكون في المستقبل.
يقال: خافَ يخاف خَوْفاً وخِيفَةً ومَخَافةً، يقول تعالى: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً الأعراف205، والمخافة في قَوْلُ الشاعرِ:
وقد خِفْتُ حتَّى ما تَزِيدُ مَخَافَتِي ..... عَلَى وَعِلٍ في ذِي المَطَارَةِ عَاقِلِ
والإخَافَةُ: التخويف. وهم قَوْمٌ خَوْفٌ: خَائِفُونَ أَو هذه اسْمٌ لِلْجَمْعِ، ومنه قَولُه تعالَى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚالأعراف 56، أَي: اعْبُدُوه خَائِفِينَ عَذَابَهُ طَامِعِينَ في ثَوَابِهِ.
وخَوَّفَه: جَعَلَ الناسَ يَخافُونَه ومنه قَوْلُه تعالَى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ آل عمران 175، أَي: يُخَوِّفُكُم فَلا تَخَافُوه. وقيل: يَجْعَلَكُم تَخافُونَ أَوْلِيَاءَهُ. وقيل: أَي يُخَوِّفُكم بأَوْلِيَائِهِ.
والتَّخْوِيفُ: التَّنَقُّصُ يُقَال : خَوَّفَهُ وخَوَّفَ منه، وتَخَوَّفَهُ أي: تنقصه، ومنه قوله تعالى: ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْعَلَى تَخَوُّفٍالنحل 47، وقيل: أَو يَأْخُذَهم بعد أَن يُخيفهَم بأَنْ يُهْلِكَ قَرْيَةً فتَخافُ التي تَليهَا.
والحزنُ: ضدُّ السرورِ، وهو مأخوذٌ من الحَزْن، وهو ما غَلُظَ من الأرض فكأنه ما غَلُظ من الهمِّ، ولا يكون إلا في الأمرِ الماضي، يقال: حَزِن يَحْزَن حُزْناً وحَزَناً. ويتعدَّى بالهمزةِ نحو: أَحْزَنْتُه، وبالتضعيف نحو: حَزَّنْتُه، بمعناه.
قيل: نفي الخوف والحزن عن المؤمنين في الدنيا والآخرة. وقيل: بقرائن الكلام تدل على أن المراد نفيهما في الآخرة لا في الدنيا؛ لأنهما حصلا في الدنيا للمؤمنين أكثر من حصولهما لغير المؤمنين، وأيضاً فالمؤمن لا يمكنه القطع أنه أتى بالعبادات كما ينبغي فخوف التقصير حاصل وأيضاً فخوف سوء العاقبة حاصل؛ ولذلك حكى الله عنهم أنهم قالوا حين دخلوا الجنة: ﴿ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَفاطر 43، أي أذهب عنا ما كنا فيه من الخوف والإشفاق في الدنيا من أن تفوتنا كرامة الله - تعالى - التي نلناها الآن.
وقدم عدم الخوف على عدم الحزن، لأن انتفاء الخوف فيما هو آت آكد من انتفاء الحزن على ما فات.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 12-05-2024, 10:54 PM   رقم المشاركة : 303
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





ما قاله المفسرون في تفسـير: ﴿فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

حكى عن المفسـرين في تفسير هذه الجملة أقوال: أحدها: لا خوف عليهم فيما يستقبلون من العذاب ولا يحزنون عند الموت.
الثاني: لا يتوقعون مكروهاً في المستقبل، ولا هم يحزنون لفوات المرغوب في الماضي والحال.
الثالث: لا خوف عليهم فيما يستقبلهم، ولا هم يحزنون فيما خلفه.
الرابع: لا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا.
الخامس: لا خوف عليهم من عقاب، ولا هم يحزنون على فوات ثواب.
السادس: إن الخوف استشعار غم لفقد مطلوب، والحزن استشعار غم لفوات محبوب.
السابع: لا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الدنيا، ولا هم يحزنون على ما فاتهم منها.
الثامن: لا خوف عليهم يوم القيامة، ولا هم يحزنون فيها.
التاسع: أنه أشار إلى أنه يدخلهم الجنة التي هي دار السرور والأمن، لا خوف عليهم فيها ولا حزن.
العاشر: لا خوف عليهم أمامهم، فليس شيء أعظم في صدر الذي يموت مما بعد الموت، فأمنهم الله منه، ثم سلاهم عن الدنيا، ولا هم يحزنون على ما خلفوه بعد وفاتهم في الدنيا.
الحادي عشر: لا خوف حين أطبقت النار، ولا حزن حين ذبح الموت في صورة كبش على الصراط، فقيل لأهل الجنة والنار: خلود لا موت.
الثاني عشر: لا خوف ولا حزن على الدوام.
وهذه الأقوال كلها متقاربة، وظاهر الآية عموم نفي الخوف والحزن عنهم، لكن يخص بما بعد الدنيا، لأنه في دار الدنيا قد يلحق المؤمن الخوف والحزن، فلا يمكن حمل الآية على ظاهرها من العموم لذلك.








 
رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 02:06 PM   رقم المشاركة : 304
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





تفصيل بياني لقوله: ﴿فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

1) الفاء هنا ليست حرف عطف، بل هي جواب شرط: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾.
2) نفى الخوف بالصيغة الإسمية، ولم يقل "لا يخافون" لأنهم يخافون في الحياة الدنيا، يقول تعالى في المؤمنين: ﴿يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ 37النور، ويقول: ﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا 10 الإنسان، فكان هذا الخوف مدحاً لهم قبل يوم القيامة؛ أما يوم القيامة فيؤمنهم الله-تعالى-من الخوف. وقد يكون المعنى: ليس عليهم خطر، فلا يخشون.
3) ونفى الحزن بالصيغة الفعلية، وأسنده إليهم. ولو قال "ولا حُزْنٌ" على غرار: ﴿فَلَا خَوۡفٌ﴾ لما استقام الأمر؛ فقد يكون المفهوم: لا حزن عليهم، أو: لا يحزن عليهم أحد. ونفى الفعل عن النفس بقوله: ﴿وَلَا﴾ وقَدَّم ضمير الجماعة: ﴿هُمۡ﴾ فكان نفياً لحزنهم هم، وإثباتاً لحزن غيرهم، وهم غير المؤمنين. أما لو قال: "لا خوف عليهم ولا حزن لهم" ففي هذه الحالة لم يفد التعبير إثبات الحزن لغيرهم الذي هو من مدلولات: ﴿وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾، كما أننا سنخسر التجدد، لأنها ستصبح كلها على الإسمية ولا تدل على الزمن اللازم للتجدد.
4) ولم يُقَدِّم ويؤخر في جملة الخوف، فيقول: "لا عليهم خوف"، لأن المعنى عندها لا يصح؛ إذ أنه نفى عنهم الخوف، وأثبته على غيرهم، ومن ذا يخاف على الكفار يوم المشهد العظيم؟
5) في صياغة: ﴿فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ نفي للخوف والحزن الثابت والمتجدد، أي: نفى الخوف الثابت والمتجدد ونفى الحزن الثابت والمتجدد:
...- قوله: ﴿فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ﴾ نفى الخوف الثابت بالجملة الإسمية،
...- و ﴿وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ نفى الحزن المتجدد بالفعل المضارع. وهذا يقتضي "لا خوف عليهم" لأن الحزن مرحلة تالية للخوف، فإذا نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من الخوف.
...- ونفي الحزن المتجدد ينفي الخوف المتجدد لأنك تخاف فتحزن؛ فالخوف أولاً ثم الحزن إذا وقع ما يخاف منه.
...- ونفي الخوف الثابت ينفي الحزن الثابت، فجاء أحدهما بالفعل والآخر بالاسم، وارتبط أحدهما بالآخر.
فكان الجمع بين الجملتين على هذا النحو نفياً للخوف الثابت والمتجدد والحزن الثابت والمتجدد.









 
رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 10:44 PM   رقم المشاركة : 305
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





حول مضمون الآية:

قال تعالى: ﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ﴾ لينتهي بذلك طور النعيم الخالص والراحة العامّة، وادخلوا في طور لكم فيه طريقان: هدىً وضلال، إيمان وكفران، فلاح وخسران، ﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى﴾ من رسول مرشد وكتاب مبين ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾ الذي أشرّعه، وسلك صراطي المستقيم الذي أحدّده (فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ) من وسوسة الشيطان، ولا ممّا يعقبها من الشقاء والخسران ﴿وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ على فوت مطلوب، أو فقد محبوب؛ لأنّهم يعلمون بهذه الهداية أنّ الصبر والتسليم ممّا يرضي الله - تعالى - ويوجب مثوبته، ويفتح للإنسان باب الاعتبار بالحوادث، ويقوّيه على مصارعة الكوارث، فيكون له من ذلك خير عوض عمّا فاته، وأفضل تعزية عمّا فقده. ذاك وجهٌ تأويليٌ قال به صاحب المنار. والخوف: تألّم الإنسان من توقّع مكروه يصيبه، أو توقّع حرمان من محبوب يتمتّع به أو يطلبه. والحزن: ألم يلمّ بالإنسان إذا فقد ما يحبّ. وقد أعطانا الله - جلّ ثناؤه - خريطة الرجوع إلى النعيم، ولكنه نعيم أبدي في جنة الخلد. وكأنه - جلت حكمته - لم يتركنا رهن ألاعيب الشيطان، دون توجيه وإرشاد، بل أكرم البشرية برسل من عنده يرسمون للناس طريق الفلاح، للخروج من ضيق الدنيا ومتاعبها، إلى سعة سعادة الآخرة. ولكنه - مع ذلك - لم يفرض على الناس أن يكونوا مؤمنين بالإجبار والتكوين - ولو شاء لفعل ذلك - بل جعل الاختيار لكل إنسان، إن شاء نال طيب الآخرة إذا عمل على الوصول إليه، أو أوقع نفسه في درك العذاب الأبدي إذا أصم أذنيه عن الحق، وتوجه تلقاء مكائد الشيطان التي تزين له مباهج العاجلة وضلالها، فتجعله ينسى بها حظه من سعادة الآخرة، فيضيعه لقاء قشور ثمرة، ما يلبث أن يكتشف أنها ثمرة خبيثة رمته في النار، فيندم بعد فوات الأوان، وقد رأى أمامه مصيره يوم يصير بصره حديداً.







التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط