لم يحن وقت البكاء بعد

[فادي الزرعوني]

لم يحن وقت البكاء بعد

رغم الوحشية ورغم صور الاطفال الذين لم يبلغوا الحلم بعد ولن يبلغوه وهي مشوة مغبرة ، رغم الدمار الفظيع الذي لا يتناوله عقل بشري بتحليل ورغم الصبر الكبير والعظيم ، ورغم مشهد رايات النصر التي بدأت بشائرها تلوح في الافاق رغم سيل الدماء والشهداء !! لم يحن وقت البكاء.
فالمسؤوليات المترتبة على استمرار العدوان والمؤشرات المتوالية نحو استمرار المعركة بل وتصعيد اوارها يضع الدموع الان في ثلاجة الاحزان لان نار الثار لم تبرد ولان افاق التصدي المفتوحة على احتمالات كثيرة وكبيرة ومتشعبة تتطلب اعلى درجات البحث ، والبحث عن الموقع الحقيقي المجدي للمعركة والذي ينبغي لكل منا ان يلزم نفسه به .
اما ما هو في موضع لفت النظر فهو هذه اللوحة البراقة التي صعقونا بها جيلا بعد جيل وكتاب بعد مقال وحلقة يتلوها مقابلات وشروحات وتحليلات كلها كانت تتحدث عن الراى العام العالمي والمجتمع الدولي فأي اكذوبة عجز هذه التي نتلطى خلفها ، اين هي هذه المسميات واين هو الدور الكبير والمهام الجليلة التي كانت تسلط على رؤوسنا كالسيف ليل نهار ، فكل موقف وممارسة لا بد ان تكون حضارية ونضعها على مسطرة القياس الخاص بالمجتمع بالدولي فلا تتحدث عن العداء لليهود ولا عن هدف اخراجهم من ارضك فهذا غير مقبول في شرعة الامم المتحدة ، ولا تدعم مناضلا مجاهدا في سبيل تحرير ارضه او مدافعا عن مقدساته فهو عند المجتمع الدولي ارهابا ، ولا تدعم اهلك وامتك في المحن والشدائد فهذا دعم لمنابع الارهاب ، ولا تتعاون مع السلطات المنتخبة بشرعية جماهيرها لان المجتمع الدولي يرى في رفضها للاحتلال ومقارعتها للسيطرة والعدوان مؤشرات على همجيتها واخضاع سياساتها لاملاءات خارجية ،وعليك الوقوف ضد مقاومتك عندما تطالب بالسيادة على ارضك واستعادة اسراك المغتصبة حريتهم بالالاف لانها وفي تصنيف المجتمع الدولي مقاومة ارهابية .
ايها السيدات والسادة هذا هو المجتمع الدولي صاحب كل هذه المواقف الحضارية البناءة التي من اجلها ومن اجل ديمقراطيتها دمر العراقيون وطنهم ، واقتتلوا سنة وشيعة ، عربا وكردا ، لاجل هذا اخرجت سوريا من لبنان ، ولاجل هذا اغتيل رفيق الحريري وياسر عرفات ، لاجل هذا يسجن الاف اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والاردنيين في السجون الصهيونية لاجل هذا يعيش الشعب العراقي في اغنى دول المنطقة تحت خط الفقر ، لاجل هذا يذبح الشعب الفلسطيني منذ سنوات بصمت لا يوازيه صمت القبور ، لاجل هذا تقصف المدن والقرى اللبنانية وكل ما له قامة وهامة مرفوعة حتى اعمدة الكهرباء والهاتف ، لاجل هذا تصدر الفتاوى المارقة وتحلل الحرام وتحرم الحلال ، لاجل هذا ننكأ جراحا ختمها الوعي والتمسك بالرسالة قبل الف ومائتي عام ، لاجل هذا المجتمع الدولي والراي العام نفعل كل ما بوسعنا لتدمير ذاتنا وحضارتنا وقيمنا ارضاء لها والنتيجة .
في مجزرة على اعين العالم كله وامام مرأى من هذا المجتمع الدولي وسمعه وكل وسائل اعلامه والدماء لا تزال تقطر من الاجساد الغضة البريئة يصدر المجتمع الدولي بعد مداولات حثيثة طالت الليل كله بيان يقول فيه بدلا من وقف اطلاق النار الفوري وتشكيل لجنة تحقيق دولية لتحميل المجرم مسؤولية عمله ، يقول انه شعر بالصدمة .وبالذهول .
نعم ايها السيدات والسادة هذه الامة بكل الخنوع والخضوع بكل حفلات الستربتيز السياسي التي لم توفر قائدا ولا دولة ولا منظومة عربية او اسلامية لم نساو عند المجتمع الدولي اكثر من صدمة لذا وبعد هذا لكل القائلين بالمجتمع الدولي ورايه العام منذ هذه اللحظة اقول .....طز

[د.محمد شادي كسكين]

أخي العزيز فادي الزرعوني...

دماءنا لم تعد تساوي حبر قرار...!!
أشلاء أطفالنا الممزقة فجراً وأعضاء النساء الملتصقة بالجدرا المتهدمة لا تساوي أكثر من "إبداء أسف"...!!
..
سلام عليك يا بيروت ...
وسلام على هذه الأمة التي قتل شرفها وأطفالها " كسحق نملة يتبعه دعوة لتناول البيتزا"*- من أقوال المجرم ستيفن غرين مغتصب الفتاة العراقية..!!

لك العتبى حتى ترضى...
أما شهداؤنا فلا بواكي لهم...

[IMG][/IMG]

[أحمد الحلواني]

أخوي الأعزاء.. تحية طيبة وبعد:
يقول رسولنا الكريم، صلوات الله وسلامه عليه: توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا إنكم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، وليضربن الله المهابة من صدور أعدائكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والغثاء هو ما يحمله السيل ويتشكل على شكل الرغوة، التي لا وزن لها ولا قيمة. وهذا الحديث من أصدق الحديث في وصف الحال التي عليها المسلمون اليوم في معترك السياسة الدولية، فالمسلمون لا قيمة لهم ولا وزن في السياسية الدولية، ولا يهتز للغرب الكافر دعاة الإنسانية وحقوق الإنسان جفن وهو يرى أبناء المسلمين وقودا تحترق لتنفيذ مخططاته ومؤامراته على بلاد المسلمين.
وقد بدت العداوة من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر...

[هشام الشربيني]

أخي الحبيب الأستاذ فادي
نحن بفضل الله قرأنا القرآن وليس عندنا ملك نخشى زواله , لذا لما قرأنا قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ولن ترضى عنك اليهودُ ولا النصارى حتى تتبعَ ملتهم ))
فهمنا الأمر برمته .. أما أولئك الغثاء البغاث فلم يقرؤا أو لم يفهموا أم لم يصدقوا وكفروا .. وربما قرأوا وفهموا وصدقوا لكن الدنيا غلبتهم وشقوتُهم ففضلوا الفناءَ المُعاش على الخلود الغائب مؤقتا ..
بل إنهم يحاولون تصديق أنفسهم أو الهروب من عجزهم بمثل هذه المصطلحات .. وإلا فماذا يقول شخص كحسني مبارك إن لم تكن هناك مصطلحات مجلس الأمن والعدل الدولي وحقوق الإنسان والعلاقات الثنائية بين البلدان العربية ؟؟؟
ماذا يقول إن لم يكن هناك شجب وإدانة واستغراب واستنكار ورفض ؟؟؟؟
يا سيدي لهم دينهم ولنا ديننا ..
الدموع للنساء والأطفال وقد ماتت النساء تفجيرا ومات الأطفال حرقا ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .