اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح
يشتمل التحليل النفسي 20 اتجاها يتم من خلالها محاولة فهم الإنسان عقلياً وسلوكيًا ..وبشكل عام يمكن القول أن نظرية التحليل النفسي تمثل طريقة خاصة في العلاج .. حيث يوضع المريض في جو يسمح له بالبوح بأفكاره أو أوهامه أو أحلامه عبر عملية التداعي الحر ..والتي يتوجب من خلالها على المحلل النفسي اكتشاف صراعات اللاشعور عند المريض والتي تسبب أعراض المرض النفسي واضطراب الشخصية وعدم اتزانها ..
وبعد أن يضع المحلل
يده على الخبرة النفسية العقلية التي سببت المشكلة للمريض عيله أن يفسرها له ليفهم المريض حالته ..و يعد وصول المريض إلى حالة الفهم الواضح لحالته هو الركيزة الأساسية في تطبيق العلاج . فالتحليل النفسي : هو منهج تحليل العمليات العقلية اللاشعورية التي يقول بها فرويد والتي ترتكز على تبيين العلاقة بين الشعور واللاشعور . وقد طور سيغموند فرويد هذه الطريقة واعتبرت ناجحة على المستوى العلمي والعملي والعالمي والفكري واستمرت في التأثير على الفكر المعاصر.. و المصطلح ( التحليل النفسي ) يرجع أيضا إلى بنية النظرية التي يعتمد عليها التحليل نفسه والتي تقوم على العلاقة بين العمليات النفسية الشعورية واللاشعورية.
مبدئياً..يمكنني القول أن اللاشعور الكامن في العقل الباطن (عند فرويد ) يحتل موضع المركز أو الأساس المستمر في الشخصية البشرية ..ويبدو كما لو كان مخزناً عميقاً يتم الاحتفاظ فيه بالخبرات المتراكمة بطريقة آلية وقسرية بحيث أن كل فكرة ( مفهوم نفسي عقلي ) تحافظ على حدودها واضحة كما هو الحال الذي كانت عليه في اللحظة التي تكونت فيها ...وستستمر الفكرة فيما بعد بمحاولة الخروج من العقل الباطن للتعبير عن نفسها في العقل الواعي وكلما سنحت لها الفرصة وهنا تكون فرصتها في إحداث الأزمة النفسية العقلية ( العقدة النفسية عند فرويد ) عندما تكون هذه الفكرة مشوهة وغير متزنة نفسياً ..
فالفكرة هنا تبدو كائناً جباراً لا يصيبه الوهن ولا الضعف مع تقادم الزمن ..ويبدو إلحاحها على التحرر من العقل الباطن ومقدرتها على فعل ذلك في الوقت المناسب قانوناً حتمياً مطبقاً على الشخصية البشرية لا يمكن الإفلات منه.
الفكرة عند فرويد ( المفهوم العقلي النفسي) هي الوحدة البنيوية في بناء الشخصية ..ومن ثم فإن الشخصية ككل هي حاصل تكاملي للخبرات ( الأفكار السابقة ) أما الفعل النفسي أو السلوك فهو حاصل تفاضلي للخبرات ( الأفكار ) السابقة أيضاً فالسلوك في اللحظة الجارية هو ساحة مفتوحة وفق مجال محدد أمام العقل الباطن لتتسرب منه الأفكار أو الخبرات السابقة وتجد لها طريقاً للتعبير عن نفسها ..
وبهذا يبرز التناقض في الفكرة من حيث كونها كائناً مستقلاً ويمارس ذاته بقوة ومن حيث كونها نتيجة للفعل أو السلوك المباشر والآني الناجم عن تأثير الخبرات السابقة أثناء ممارسة السلوك ...يتبع
|
الفكر الغربي بنى قواعده العلمية والفلسفية ونظر إلى السلوك الإنساني من خلال فكر فرويد ، الذي يؤكد أن ما يحرك الإنسان دائما هو الجنس ،ونظرية النشوء والارتقاء لداروين التي وضعت نظرته إلى حركة الإنسان وعلاقاته من خلال التطور في كل شيء وأنه لا ثبات في قيمه وأخلاقه ومعتقداته،ومن خلال جذور الفكر المادي الماركسي ،وفكر فرويد وداروين تبنتهما الصهيونية العالمية وعملت على تجذير أفكارهم كحقائق علمية وقواعد ثابتة في النظر إلى الإنسان وبدا ومصيره وحركته ،وأخذت تروج لها في كل أنحاء العالم ،ودمجتها في المناهج التعليمية في جامعاتنا مع الأسف
وحين نقول المرجعة يعرفها ألمسيري بالقول: هي الفكرة الجوهرية التي تشكل أساس كل الأفكار في نموذج معين, والركيزة النهائية له التي لا يمكن أن تقوم رؤية للعالم بدونها, والمبدأ الواحد الذي تٌرد إليه كل الأشياء وتنسب إليه ولا يُرد هو أو يُنسب إليها
"عندما يقول الغرب: “الإنسان”, فهم لا يقصدون “الإنسان” في كل مكان وفي كل زمان, كما قد نفهم, ولكنهم يقصدون – في الحقيقة – الإنسان الغربي الأبيض فقط, جذور العنصرية تتمثل في أقدم فلسفاتهم, ففي الجمهورية لأفلاطون تكون الحقوق للسادة فقط, أما العبيد والنساء فلا حقوق لهم, ويظهر هذا جليًا أيضًا في الهجرات لأمريكا الشمالية أو لاستراليا, وكيف كان التعامل مع السكان الأصليين. "
النموذج المهيمن علي الحضارة الغربية هو “النموذج المادي”, وهذا لا يعني أنه النموذج الوحيد, ولكنه النموذج الأساسي والمؤثر.
إن رؤيتنا للواقع لابد أن تكون أكثر تركيبية وعمقَا, فلا يجب أن نسقط في النموذج المادي السطحي في التعامل مع الإنسان في الغرب والذي يتناول ويقتصر على جانب واحد فقط في دراسته للظاهرة الإنسانية.
شكرا أخت ثناء