لا أدري كيفَ ضاعَ مني هذا السؤالُ ـ عَفواً ـ في ثنايا الحوارْ، أهو العَقْل الباطن الذي يُملي عَليْنا أفعالاً نحسَبُ أنها من قبيلِ السَّهو والنِّسْيان بينما هي عامدةٌ مُتَعَمَّدةٌ نابعةٌ من إرادةٍ واعيةٍ وسَبْقِ إصْرارٍ وتَرَصُّدْ..؟! أهو إحساسنا الباطن بأنَّ أمنياتنا على عتَباتِ عامٍ مُنصَرِمٍ ومشارفِ عامٍ جديد سُرعانَ ما تطويها الأيام وتَضيعُ في زَحْمةِ الأحداثِ الجسامِ والخطوبِ المُسْتَجدَّة، حتى تتلاشى تماماً ـ دون أن تتحَقَّق ـ مع انقضاءِ العامِ وتولَدُ أمنياتٌ جديدة يحيقُ بها نفسُ المَصِيرْ..؟! رُبَّما. لكنْ أختنا الكريمة وشاعرتنا المتألقة عطاءً وإبداعاً إباء إسماعيلْ تأبى إلاّ أن تُشرقَ علينا بشَمسِ الأملِ ونور التفاؤل وتفتح أمامنا نوافذ الرؤيا لاستشراف آفاقِ عامٍ جديد ندعو الله أن يكون عامَ خيرٍ وسعادةٍ وسلامٍ وطمأنينةٍ والتئامٍ للجراحِ وكفكفةٍ للدّموعِ وتطييبٍ للخواطرِ والأوجاعِ.. وما أكثرها..!!
أمنياتي لعام 2008 أن يكونَ خيراً من سابقه، وأن يكون عامَ تَحَرًّرٍ واستقلالٍ واستقرارٍ وانطفاءِ لنارِ الفتنةِ في العراقْ، وأن يكونَ عامَ مُصَالحةٍ ونبْذٍ للشِّقاقِ وعودَةٍ لوَحْدَةِ الصَّفِّ الفلسطينيّ في مواجهة الهجمة الأمريكية الصّهيونية الشَّرسة على الأمَّةِ العربية. وأن يكون عامَ حُرِّيَّةً للفِكْرِ والرأيِ والإبداعِ وصيانةٍ لكرامةِ المواطن وحقوقِ الإنسانِ في عالمنا العَرَبيّ.
وما بقي من أمنياتٍ أعتقدُ أنها تحتملُ الإرجاء ويمكن تأجيلها لعامٍ قادمْ.
وكُلُّ عامٍ وأنتُم ورفاق الدَّربِ من الكتابِ والمُبدعين في (أقْلامْ) بألفِ خيرٍ وعافيةٍ وسعادةٍ وعطاءْ.