*توأم*
يسند رأسه الواهي على وسادة "العمر “،أجلس قبالته (على الأرجح لا يعرف أني هنا، منذ أول الحساب)،أجس برودة المكان ،وأحصي لسبب ما، أيامَنا الخوالي، في اليوم الأخير منها رمى بالوسادة، وقف شامخاً ( ظهره المُحدودب استقام)، رمقني دون أن يراني، قال لي:
"سأغادر، خذ مكاني."
---------------------
الأديب الكريم/ ميمون حرش المحترم ،،،
قصتك هنا هي نص غني بالأفكار العميقة والمشاعر التي تدعو للتفكير العميق والتأمل في طبيعة العلاقات الإنسانية المتشعبة.
ونلاحظ بأن النص يتحرك في توقيتات زمنية متعددة، فيبدأ من الماضي "أيامنا الخوالي" إلى الحاضر الذي يظهر في الجملة الأخيرة "سأغادر"، مما يعزز الإحساس بالمفارقة الزمنية بين ما كان سابقاً وما سيكون لاحقاً.
استخدام جملة "وسادة العمر"، كرمز للزمن والتجارب الحياتية، يعزز من عمق النص من جهة، ويعطي إحساساً بالحنين والفقد من جهة أخرى، وكذلك فإن استخدام التعبير “ظهره المُحدودب استقام"، يعكس تحول الحالة النفسية للشخصية الثانية، وجاءت النهاية المفتوحة بعبارة "خذ مكاني" لتفتح الباب أمام القارئ للتأمل حول ما يعنيه ذلك بشكل دقيق. وقد تناولت القصة موضوعات الفقد، الهوية، والانفصال، أما فكرة المغادرة التي عبرت عنها الشخصية الثانية، فهي تشير إلى التغيرات المختلفة التي قد تطرأ على العلاقات الإنسانية، وكيف بإمكانها أن تؤثر على شخصية الأفراد بشكل عميق.
بالنسبة للعنوان وعلاقته مع النص ومع قفلة الخاتمة، فمع كم الغموض الذي يكتنف "القصة" فأنا أرى أن العنوان مناسب وفي مكانه.
ومن وجهة نظري، فأنا أرى أن العلاقة بين الشخصيتين قد تحتاج إلى توضيح أكثر، من خلال إضافة بعض التفصيلات، مثل توضيح كيف بدأت العلاقة وما الذي أدى إلى هذه اللحظة الحاسمة من الفقد، هذه التفاصيل قد تخرج القارئ من حيرته وتمنحه فهمًا أعمق لتطور الأحداث.
ولا ننسى أبداً بأن هذا النوع من القص يسمح، بل ويجبر القارئ على محاولة الفهم بعدة مستويات قد تكون خاصة به، وقد لا تتشابه مع المقصد الأصلي للكاتب.
عزيزي،
تقبل ودي واحترامي،،،