عوامــل تسبب الإعاقة أثنـاء الــولادة:
* الولادة المتكررة ، عسر الولادة ، الاختناق الناجم عن نقص الأكسجين ، الولادة المبكرة ، الإجهاض المتكرر0
عوامـل ما بعد الـولادة :
*الأمراض :
الالتهابات، إضطرابات في الهرمونات ، سوء التغذية، الكساح ، الحمى القرمزية ، العدوى - الأمراض المعدية :
اليرقـان/ الصفراء ، الحصبة،الدفتيريا ، التهابات السحايا ، شلل الأطفال، النكاف ، السعال الديكي0
إصابات الأم والجنين:
في كل عام هناك أكثر من خمسمائة ألف حالة وفاة من النساء في الدول النامية تعود لأسباب لها علاقة بالحمل والولادة0 إلا أن موضوع الوفيات يمثل جزءا من المشكلة وليس كلها0 ففي مقابل كل حالة وفاة من بين النساء هناك على الأقل 30 امرأة تعاني من أمراض وإصابات متنوعة 0وعلى الرغم مما يبدو أن مثل هؤلاء النساء محظوظات للنجاة من الموت إلا أن إصابتهن تخلف آثارا سيئة للغاية من الناحية الجسدية والاجتماعية0 وعلى الرغم من مخاطر هذه الإصابات التي تصيب النساء الحوامل إلا أنها لم تلق قدرا كبيرا من الاهتمام لأنها من النوع المخفي أو غير الظاهر (Khattab, 1992)0
وتعتبر المضاعفات التي تحدث للأمهات الحوامل في الدول النامية أثناء فترة الحمل والولادة السبب الرئيسي للوفيات أو حدوث إصابات على أقل تقدير0 ويقدر عدد أولئك اللواتي يعانين من مثل هذه المضاعفات بحوالي 20 مليون إمرأة0 ومن النماذج على المضاعفات هـذه: فقر الدم ، التهابات مجرى البول ، تلف أعضاء الخصوبة والجهاز العصبي، والآلام الشديدة، والعقم (Ashford,2004) 0 ففي كثير من الدول النامية لا تتلق نصف الأمهات الحوامل أية رعاية طبية من قبل طبيب أو ممرضة أو قابلة مدربة في الوقت الملائم من أجل تفادي حدوث تلك الإصابات0 وقد يعود السبب في ذلك إلى عدم توفر المصادر اللازمة لذلك ، أو أن الكثير من النساء لا تدرك الأعراض التحذيرية للإصابات أو أنها قد تخشى من علاج خاطىء أو من إرتفاع التكاليف في المراكز الصحية (Ashford, 2004)0 كما أن الولادات التي تحصل في المرافق الطبية أو المراكز الصحية والمستشفيات قد تتعرض للخطر ، وذلك بسبب سوء الرعاية الطبية المتوفرة فيها0
وعلى العموم ، فإن الغالبية العظمى من هذه الإصابات تعزى إلى تعقيدات صحية كنتيجة مباشرة للحمل أو إنها تحدث أثناء الولادة0 ومن الأسباب المباشرة لهذه الإصابات : نزيف حاد ، التهابات، عسر الولادة أو ارتفاع ضغط الدم بسبب الحمل أو الإجهاضات0 كما أن هذه الإصابات قد تكون ناتجة عن أمراض تزداد حدة أثناء الحمل مثل فقر الدم والملاريا وأمراض القلب والتهاب الكبد الوبائي والسل والأمراض مثل نقص المناعة المكتسب0 و بغض النظر عن أسباب حدوث هذه الإصابات فإنها تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة لكل من الجنين والأم وذلك حتى في الولادات اللاحقة 0 هذه المشكلات الناتجة عن التعقيدات التي تحدث أثناء الحمل وتهدد حياة الأم الحامل بالخطر يتوقع أن تسبب الوفاة أو الإعاقة للطفل المولود 0هذا وترتبط وفاة 8 مليون طفل في كل عام في الدول النامية بالمضاعفات الصحية التي تحدث للأم الحامل وسوء الرعاية الطبية أثناء الحمل وأثناء الولادة0 كما أن عسر الولادة على سبيل المثال يؤثر على نسبة 3% من المواليد ويتسبب في وفاة 25% منهم تقريبا، ويؤدي إضافة إلى ذلك إلى إصابة حوالي 25% منهم بتلف دماغي (Tsui, 1997)0
* وفيما يلي وصفا موجزا لبعض أهم الإصابات التي تحدث بسبب الحمل أو التعقيدات والمضاعفات التي تحدث بعد الولادة مباشرة :
1- سوء التغذية :
يلعب سوء التغذية الذي يصيب الأم الحامل دورا كبيرا في حدوث حالات الإعاقة 0 فالنساء الحوامل اللواتي يعانين من سوء التغذية يلدن في الغالب أطفالا تقل أوزانهم عن الوزن الطبيعي 0 إن مثل هؤلاء الأطفال معرضين لخطر الوفاة في الأسبوع الأول بعد الولادة أكثر من الأطفال الذين يولدون بأوزان طبيعية0 وتجدر الإشارة هنا إلى أن من ينجو منهم من الوفاة نتيجة للتقدم الطبي الهائل فإنهم يكونون معرضين في العادة للإصابة بالشلل الدماغي أو التشنجات أو صعوبات التعلم الشديدة، أو الإعاقات العقلية أو الحسية (Ashford, 2004) 0
2-الإجـهـاض :
تعتبر محاولة الإجهاض الذي تقوم به الحامل بنفسها أو عن طريق أشخاص غير مؤهلين من الأسباب الرئيسة لوفيات الحوامل أو التسبب في إصابتهن، أو إصابة أطفالهن 0 تقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن ما يقارب من 18 مليون حالة إجهاض تحدث سنويا في الدول النامية، أي ما يعادل حالة من كل 10 حالات حمل0 أو ما يقدر بحالة إجهاض واحدة من بين سبعة ولادات ناجحة (Tsui, 1997; Ashford,2004)0
إن هذه المضاعفات والإصابات الناجمة عن أسباب ولادية تؤثر بدون شك أكثر على صحة وخصوبة النساء في أوج فترة الشباب0 بالإضافة إلى ذلك فإنها تؤثر أيضا على الوضع العام للأسرة والدخل الإقتصادي0وبذلك، فإن الحد من مثل هذه المضاعفات التي تواجهها النساء يعتبر أمرا هاما ليس فقط من أجل التخفيف من الإصابة وإنما من أجل التخفيف أيضا من المعاناة0 وبالتالي فإن التصدي لهذه المضاعفات ومنع حدوثها أثناء فترة الحمل يحتاج إلى التزام واستثمار كبير (Ashford,2004)0
3- فقر الدم :
تعاني النساء المصابات بفقر دم من الدرجة الشديدة أو الشديدة جدا من تعب وإرهاق يؤثر على قدرتهن على الإنجاب وعلى صحتهن بشكل عام0 تقدر منظمة الصحة العالمية حسب البيانات المتوفرة لديها بأن فقر الدم لدى النساء الحوامل في الدول النامية تسبب في عام 2000 في ضعف مقدرة النساء على الإنجاب والخصوبة عدا المضاعفات الصحية 0 وتقدر الخسائر المادية المترتبة على هذه الإصابة بخسارة قد تصل إلى خمسة مليارات دولار0
هذا ويعتبر فقر الدم كمرض يصيب نصف النساء الحوامل في العالم بأنه سببا مباشر أو غير مباشر للوفاة أو حدوث إصابات للأم والجنين (Burkhalter, 2000) 0
تصاب حوالي 11% من النساء أو 13 مليون امرأة في الدول النامية في كل عام بنزيف بعد الولادة مباشرة0 يسبب هذا النزيف في حالة عدم معالجته بسرعة كبيرة إلى وفاة المرأة في غضون ساعات0 وإذا ما نجت الأم فإنها على الأغلب ستصاب بفقر دم واضطراب في الهرمونات الناتج عن خلل في الغدد مما سيؤدي إلى عدم القدرة على الإرضاع أو فقدان الدورة الشهرية أو الهزال الشديد أو الشيخوخة المبكرة0 فالنزيف الذي يحدث بعد الولادة يؤثر أكثر على الأم الحامل إذا ما كانت تعاني أصلا من فقر دم مسبق، ويعرضها إلى خطر الموت أو حدوث إعاقات للطفل في كل حمل لاحق (Ashford, 2004)0
4-الالتهابات وتسمم الحمل:
تحدث هذه الالتهابات أو تسمم الحمل لدى الأمهات الحوامل أثناء الحمل أو الولادة أو بعدها مباشرة مما قد يسبب آلاما مبرحة في أبسط الحالات أو العقم ، إضافة إلى المشكلات العاطفية أو النفسية بسبب تفكك الحياة الزوجية الناتجة عن حدوث تلك الآلام والالتهابات المزمنة 0ويعود سبب هذه الالتهابات أو التسمم إلى طول مدة الحمل أكثر من المعدل الطبيعي أو توفر رعاية غير سليمة أو تلوث يحدث أثناء الولادة أو الإجهاض 0 ويقدر عدد النساء الحوامل اللواتي يصبن بتلك الالتهابات أو التسمم بحوالي 10%0 وفي حالات نجاة الأم من الالتهابات والتسمم أو التلوث بعد الولادة مباشــرة، فقد تصاب فيما بعد بالتهابات في الحوض والمبايض0فإذا لم يتم التدخل العلاجي بسرعة فان ذلك سيؤدي إلى ألم شديد في منطقة الحوض مما يؤثر بالتالي على حياة الأم نفسها 0 كما أنه يؤثر أيضا على أعضائها الهامة للحمل، مما قد يتسبب في حدوث حمل خارجي وبالتالي تعريض حياتها وحياة الجنين للخطر والإصابة (Tsui, 1997)0
5-عسر الولادة :
يعد عسر الولادة أحد أكبر المخاطر المحتملة على صحة الأم والجنين حيث يحدث في حالة واحدة من بين كل ست حالات ولادة طبيعية0 فبالإضافة إلى كونه يسبب حالة من الخوف والرعب للأم الحامل وخاصة في الطفل الأول ، فانه في ذات الوقت يسبب إصابات مؤكدة لكليهما خاصة في حالة غياب الرعاية الطبية الملائمة0 إن أكثر النساء عرضة لعسر الولادة أولئك اللواتي لم يكتمل بناءهن الجسدي ، كصغيرات السن أو ممن يعانين من خلل عضوي في الحوض0 وفي حالة اللجوء إلى الولادة القيصرية فإنه يتوقع أن تعاني الأم من آلام ، وفي بعض الحالات الشديدة يتسبب ذلك بانفجار الرحم في أية حمل لاحق مما يؤدي إلى وفاة الجنين أو إصابته 0وأخيرا فان عسر الولادة لا يؤثر على الجنين فحسب وإنما يضر المرأة بشكل مباشر0 فهو يؤثر على خصوبة المرأة وحدوث إصابات في الجهاز العصبي مما يؤثر لاحقا على عملية المشي (Tsui, 1997)0
6-ارتفاع ضغط الدم:
تعاني 6% من النساء الحوامل من ارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي فإنه يتوقع أن يتأثر الجنين بشكل مباشر بهذه الإصابة بسبب عدم حصوله على التغذية المناسبة أو إصابة الجهاز العصبي المركزي أو فشل في الجهاز التنفسي أو التسمم0 وبالإضافة إلى هذه المخاطر، فإنه يتوقع أن تتعرض حياة الأم والجنين سويا إلى الخطر أو الإصابة والمعاناة في أفضل الحالات (Ashford, 2004) 0
وعلى الأغلب ، فان إصابة الأم سوف تخلف آثارا سلبية شديدة على أسرتها والمجتمع ككل لما يحدثه ذلك من تغيرات في الأسرة ومسؤولياتها ونفقاتها ووضع الأسرة الاقتصادي (Ashford, 2004) 0ومن هذه الآثار ما يلي :
- تؤثر مصاريف العلاج الطبي للأم على مستوى الاستهلاك الاقتصادي للأسرة وتقلل من مدخرات الأسرة 0
- تؤثر عدم قدرة الأم على الإنتاج على مصدر رزق الأسرة مما يستوجب عمل الأطفال ودخولهم سوق عمالة الأطفال0
- يعاني أطفال الأمهات المريضات من سوء في التغذية وتردي الحالة الصحية والنظافة0
- يضطر الأطفال الأكبر سنا وخاصة الفتيات إلى التخلي عن الدراسة للقيام بدور الأم0
- يعاني أفراد من مشكلات نفسية من مثل الإحباط أو الشعور بالعزلة والوحدة 0
وللتغلب على الآثار المترتبة على إصابة الأم والجنين ، فانه لابد من التفكير الجدي في تفعيل إجراءات التدخل العلاجي والوقائي المبكر لما له من آثار إيجابية في الحد من تأثير تلك المسببات0 فتدهور صحة الأم الحامل له آثارا سلبية جمة على الطفل أولا ثم على إنتاجية المرأة وقدرتها على الإنجاب (Ashford, 2004) 0 ويشمل التدخل الصحي على سبيل المثال :
1- إجراء عمليات جراحية ، ونقل دم ، وذلك بهدف التغلب على مضاعفات مثل ارتفاع الضغط وفقر الدم 0
2- توفير طاقم طبي مدرب وأجهزة وتسهيلات ومعدات طبية ونظام إحالة فعال وإشراف جيد0
3- تيسير نقل الأم الحامل عند حدوث أية مضاعفات إلى مراكز الرعاية الصحية القريبة في أسرع وقت ممكن0
4- توفير رعاية طبية ملائمة بعد الولادة أو الإجهاض وذلك لحل المشكلات المترتبة على النزيف والالتهابات أو تلف بعض أعضاء الجسم التي تحدث عادة بعد الولادة أو الإجهاض غير الآمن0
5- تدريب الأمهات الحوامل على الولادة في مرحة مبكرة من الحمل0
6- تشجيع المرأة الحامل على زيارة الطبيب على الأقل 4 مرات في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل 0 وقد تتولى مراكز الرعاية الصحية المجتمعية هذا الدور وتقوم بزيارات منزلية للأمهات الحوامل0
7- تثقيف النساء بالعادات الصحية السليمة والغذاء المناسب ، بالإضافة إلى تزويدهن ببعض الفيتامينات 0 وكذلك توعية الأمهات الحوامل بالمؤشرات التي يجب الانتباه إليها لتفادي أية مضاعفات وكيفية التصرف عند الطوارىء 0
كما يجدر توجيه المرأة لتناول الأغذية السليمة حتى لو كانت الموارد الأسرية محدودة0فسوء تغذية المرأة الحامل ونقص الفيتامينات سيقلل من مقاومتها للأمراض والالتهابات وارتفاع الضغط وإصابتها بأمراض أخرى غير محددة 0