الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 4.33. انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-2006, 09:14 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. إسلام المازني
أقلامي
 
إحصائية العضو






د. إسلام المازني غير متصل


افتراضي مع القرآن من جديد.. تأمّل و تفكّر

نتائج استبيان شمل عددا كبيرا من معلمي القرءان


--------------------------------------------------------------------------------

نتائج استبيان شمل عددا كبيرا من معلمي القرءان

أحبابي
السلام عليكم ورحمة الله


سأضع بين يديكم رسالة وصلتني من أخ حبيب، ورأيت فيها خيرا كثيرا

وهي تهم من يريد أن يحفظ القرءان أو يريد أن يحفظه لمن يحب

الرسالة الثمينة تلخص دراسة واستبيانا شمل (195) معلماً و(15) مشرفاً ، مع مراعاة اختلاف المناطق والإمكانيات .


وقد علمنا بفضل الله سبحانه أن حفظ القرءان خطوة تقربنا منه، وتزيد الصلة به، مما يسهل التدبر والتهجد به ثم العمل (والعمل هو الفيصل بين المؤمن والمنافق، نسأل الله العافية )



(إن لله أهلين من خلقه قالوا: ومن هم يارسول الله ؟ قال: أهل القران هم أهل الله وخاصته) صحيح البخاري (1/ 199)


اللهم اجعلنا جميعا من أهل القرءان


(ان الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين )
صحيح مسلم (1/559)


اللهم ارفعنا جميعا بالقرءان أعالي الدرجات


وأرى أن الرسالة تفيد من يحفظ في البيت أو مع معلم، لأن الكثير من الملاحظات تشمل الطرفين معا .. والله المستعان






هنا نص الرسالة بتصرف يسير من قبلي :


العوامل المساعدة على حفظ القرآن الكريم:

1- الاستعداد الشخصي: ويشمل ذلك ( الرغبة والتطلع والاهتمام ) وباجتماع هذه الصفات الثلاث في الطالب سيوجد لديه (التركيز) ومن ثم لا يجد صعوبة في الحفظ، وهي أمور ينميها البيت والمعلم معا، والتوفيق من الله تعالى لكل بما يستحق .


2- تنظيم الوقت وتحديد الدروس،ويكون ذلك بتحديد نسبة حفظ يومياً محددة.
3- الالتزام بنسخة واحدة من الصحف الشريف ليكون ثابتا في ذاكرته البصرية مكان الكلمات فتعينه على تذكرها
4- إيجاد الحوافز والمرغبات كالجوائز المنزلية والمسابقات .
5- معرفة المتشابهات
6- الاستفادة من العبادات في الحفظ (القراءة به في الصلوات فيثبت حفظه إن شاء الله )




المراجعة:
أهمية المراجعة ومكانتها:
مراجعة القران الكريم لها أثر كبير في بقاء المحفوظ في الصدور وعدم زواله وذلك لأن القرآن سريع التفلت.

وقد كان السلف الصالح عليهم رحمات الله يعدون نسيان القران وعدم مراجعته واستذكاره من المصائب العظام الناتجة عن الذنوب والمعاصي قال الضحاك به مزاحم رحمه الله تعالى (ما من أحد تعلم القران فنسيه إلا بذنب يحدثه لأن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى:30]

أساليب وقاية القرآن من النسيان:
يمكن إجمال هذه الوسائل في الآتي:
1- التكرار والتعاهد المنظم.
2- معاودة الحفظ في حالة صعوبة استرجاع المحفوظ. وقد أكد علماء النفس أن المادة المنسية تستلزم وقتا أقل بكثير مما تحتاج من وقت الحفظ الجديد الذي لم يسبق حفظه .
3- السماع من الغير .
4- الوقوف على المعاني والتدبر.قال تعالى)أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)[النساء: من الآية82].



الاستبانة رقم (1)


ما هي الأساليب العملية للرقي بعملية الحفظ ؟ ( من وجهة نظر المشرفين والمعلمين )
1- الإخلاص في حفظ القرآن.
2- الارتقاء المستمر بالمستوى الفني والعلمي للمعلم.
3- التحفيز المادي والمعنوي للطالب.
4- العلاقة الإنسانية في التعامل مع الطلاب.
5- وضع خطة يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية للطالب.
6- تحديد الخطة بالاتفاق والاشتراك مع الطالب (عقد اتفاقية)
7- مراعاة الفروق الفردية للطلاب.
8- زرع روح التنافس بين الطلاب (تقسيم إلى مجموعات).
9- استخدام الوسائل المعينة (الأشرطة وغيرها).
10- تصحيح الأخطاء مع تحديد ها في مصحف الطالب.
11- إقامة أيام قرآنية مطولة الخميس (معسكر قرآني).
12- تفعيل الأنشطة المصاحبة للتحفيظ.
13- إقامة درس في التجويد وآخر في التفسير لتوضيح معاني الآيات.
14- مساعدة الطلاب من خلال إعطائهم الثقة بأنفسهم.(التذكير المستمر بإنجازات الطلاب الشهرية – الأسبوعية).
15- حصر المتشابهات من الآيات وتدريسها للطلاب لإتقانها.
16- العناية بأسلوب التكرار لتجويد الحفظ.
17- تقوية صلة المعلم بولي الأمر من خلال اللقاءت والتقارير الشهرية وغيرها.
18- عقد اتفاقية مع أسرة الطالب لتحقيق خطة الحفظ.
19- تفعيل أسلوب التسميع الثنائي (الحفظ المراجعة الثنائية).












- المحور الثاني: (الأساليب العملية للرقي بمستوى المراجعة من وجهة نظر المشرفين والمعلمين)



1- وضع خطة أسبوعية أو شهرية للمراجعة بالإتفاق مع الطالب وأسرته.
2- التأكيد على أهمية المراجعة من خلال كثرة نصح ووعظ الطالب بذلك.
3- إيجاد أوقات إضافية للمراجعة مثل (اليوم القرآني)
4- تفعيل أسلوبي المراجعة الصغرى والكبرى.
5- مراعاة الفروق الفردية في خطة المراجعة.
6- تقسيم الحلقة إلى مجموعات أثناء المراجعات.
7- تعزيز المراجعة من خلال الأنشطة المصاحبة (رحلات – زيارات).
8- عدم إشغال الطلاب المتميزين بمساعدة المعلم في التسميع.
9- التدريب المستمر على الآيات المتشابهات.
10- ربط المراجعة بالأثمان والأرباع والأحزاب.
11- تفعيل برنامج السرد الأسبوعي (سرد ما تم حفظه خلال أسبوع – شهر)
12- تفعيل برنامج تمارين المراجعة من مطالع الصفحات والسور الأحزاب.









- المحور الثالث: (معوقات الحفظ من وجهة نظر المشرفين والمعلمين)
1- عدم عدم أهلية المعلم.
2- عدم تفهم نفسية الطالب.
3- كثرة عدد الطلاب في الحلقة.
4- قصر مدة التحفيظ (ساعة ونصف).
5- كثرة انتقال الطالب من حلقة الى أخرى ومن معلم إلى آخر.
6- انشغال الطلاب بالدراسة النظامية (انشغال أو تشاغل).
7- الخوف النفسي في بعض الطلاب من بعض السور (النحل لا يحفظها إلا الفحل).
8- كثرة الملهيات للطلاب (ألعاب – قنوات – أصدقاء).
9- إهمال الأسرة للطالب.
10- اتكالية الأسرة على معلم التحفيظ فقط.
11- وجود الطالب في حلقة لا تناسبه (عمراً – سلوكاً).
12- المشاكل الأسرية لدى الطالب.




المحور الرابع: (معوقات المراجعة من وجهة نظر المشرفين والمعلمين)
1- التأجيل المستمر للمراجعة من قبل الطالب بإقرار المعلم.
2- الدورات القرآنية المكثفة التي تعني بالحفظ وتهمل المراجعة.
3- المراجعات الجماعية غير المنظمة.










وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا






 
آخر تعديل جمال الشرباتي يوم 28-12-2006 في 09:27 AM.
رد مع اقتباس
قديم 28-01-2006, 09:16 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د. إسلام المازني
أقلامي
 
إحصائية العضو






د. إسلام المازني غير متصل


افتراضي



هنا حصر لمعظم الأخلاق (الذميمة والمحمودة) التي وردت في القرءان، ليكون عونا للحافظ والمحفظ على التدبر والوقفات الهامة مع كل خلق

الإخاء البخل الأمانة التبذير الاستئذان البغي

الأكل وآدابه الجبروت كف الأذى والصبر عليه الجدال البر الحسد

التبشير الخداع الثبات الرياء الجوار الإسراف

المحبة الغرور الإحسان الفخر الحفاظ الكبر

الحق الكذب الحكمة الكيد الحلم المن

الرأفة الهمز واللمز السلام الشكر الصبر الصدق

الصفح الضيافة الصلح العدل الطعام وآدابه المعروف


العفة العهد العفو غض البصر والصوت الكتمان الرحمة




والمطلوب :



• حفظ الشواهد القرآنية المتعلقة.
• شرح تلك الآيات وتفسيرها.
• سرد القصص من القرآن والسنة والتاريخ الإسلامي عن الموضوع.
• عمل بحث في موضوع الأسبوع.
• إلقاء كلمة مختصرة.
• عمل مطوية أو نشرة.
• بيان طرق التخلق بهذا الموضوع أو طرق الإبتعاد عنه إذا كان منهياً عنه.


وضع الحوافز التشجيعية لأفضل الطلاب المشاركين وإعلان ذلك



جعل خلق الأسبوع شعاراً .. مثال: (أسبوع الإخاء) (أيام الصدق)


فتح المشاركات المكتوبة (مقال، حديث، حكمة، شعر...) التي تتحدث عن هذا الخلق وجمعها في مجلة أو نشرة..


التركيز على التطبيق العملي وامتثال أخلاق القرآن قولاً وعملاً.



متابعة أثر البرنامج على أخلاق الطلاب مستقبلاً وتوجيههم بالأسلوب الأمثل والكلمة الطيبة.


مثال بسيط مختصر:
الصدق

الصدق من أفعال الله سبحانه وتعالى، ومن أصدقُ من الله قيلاً ووعداً ووعيداً. والصدق من صفات الأنبياء الكرام والصدق من صفات عباد الله المؤمنين المتقين، الذين يبرون ويصبرون في البأساء والضراء، ويلتزمون بالصدق، ويوفون بالعهد، ويجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم، ويضحون بالغالي والنفيس في سبيل الله. وقد وعد الله سبحانه وتعالى للصادقين والصادقات بالمغفرة والأجر العظيم، وقد ورد مثل ذلك في القرآن الكريم في عدة مواضع فقد وعد الله الصادقين والصادقات بأن يدخلهم الجنة، ويحقق لهم أمنياتهم يوم القيامة.


من الشواهد
{قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران (95)
{اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا} النساء (87)
{قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} المائدة (119)


نسأل الله الهداية والتوفيق، ونعوذ به من النفور والخذلان وسوء الأخلاق







 
رد مع اقتباس
قديم 28-01-2006, 09:28 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د. صفاء رفعت
أقلامي
 
الصورة الرمزية د. صفاء رفعت
 

 

 
إحصائية العضو






د. صفاء رفعت غير متصل


افتراضي

يا أخي بارك الله فيك و جزاك خيرا كثيرا مباركا فيه

و نفع أسرة الأقلاميين بما كتبت

و شكرا لتلبية طلبنا

جزيت كل الخير

.







التوقيع



سبحـــــان ربـِّـي ...
كلمــا أوتيت علمـــأً ...
زادنــي علمــــاً بجهلـــي ...


 
رد مع اقتباس
قديم 30-01-2006, 07:18 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
دلال كامل
أقلامي
 
إحصائية العضو






دلال كامل غير متصل


افتراضي

بارك الله فيك دكتور وجعله في ميزان حسناتك
كل تحية تقدير







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 05-02-2006, 06:11 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د. إسلام المازني
أقلامي
 
إحصائية العضو






د. إسلام المازني غير متصل


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء رفعت
يا أخي بارك الله فيك و جزاك خيرا كثيرا مباركا فيه

و نفع أسرة الأقلاميين بما كتبت

و شكرا لتلبية طلبنا

جزيت كل الخير

.
وفيك بارك الرحمن

وجزاك خيرا .. وأي خير لو جزاك مولاك .. والله لكأن المرء ساعتها ما ذاق بؤسا قط

ونسأل الله لأسرة الأقلاميين التوفيق للسعادة في الدارين

شكر الله لكم


أما عن القرءان

فقد آن الأوان أن نتعامل معه كما يجب !




آن الأوان أن نتغير




والعلة الكبرى التي منها البلا – داء التعود معضل الأدواء

كم بدعة ورذيلة سهلت على قوم- باتوا بها بلا استحياء



أما الأغاني في التلاوة مبتلى - أصحابها بمصيبة دهماء

فالقصد يستمع الكتاب تدبرا -لا لاشتهاء النفس صوت غناء

ودليله ألا يفارق قلبه - معنى الكلام بنغمة حسناء

سلهم أمعنى الغيث وقتئذ دروا !- كلا ورب الغيث والأنواء




وصل الصلاة مع السلام على الذي - ختم النبوة سيد الشفعاء






 
رد مع اقتباس
قديم 06-02-2006, 09:50 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سيد يوسف
أقلامي
 
إحصائية العضو







سيد يوسف غير متصل


Lightbulb

اشكرك د. اسلام شخصك الكريم ودمت لنا بصحة وخير
سيد يوسف







 
آخر تعديل ياسر أبو هدى يوم 30-05-2006 في 10:24 PM.
رد مع اقتباس
قديم 21-05-2006, 01:02 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أماني محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو






أماني محمد غير متصل


افتراضي





جزاكم الله خيرا أخي الكريم


ولنعش معا هذا المعنى:

القرآن شفاء
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين). .
وفي القرآن شفاء , وفي القرآن رحمة , لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان , فأشرقت وتفتحت لتلقي ما في القرآن من روح , وطمأنينة وأمان .
في القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة . فهو يصل القلب بالله , فيسكن ويطمئن ويستشعر الحماية والأمن ; ويرضى فيستروح الرضى من الله والرضى عن الحياة ; والقلق مرض , والحيرة نصب , والوسوسة داء . ومن ثم هو رحمة للمؤمنين .
وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزعات الشيطان . . وهي من آفات القلب تصيبه بالمرض والضعف والتعب , وتدفع به إلى التحطم والبلى والانهيار . ومن ثم هو رحمة للمؤمنين .
وفي القرآن شفاء من الاتجاهات المختلة في الشعور والتفكير . فهو يعصم العقل من الشطط , ويطلق له الحرية في مجالاته المثمرة , ويكفه عن إنفاق طاقته فيما لا يجدي , ويأخذه بمنهج سليم مضبوط , يجعل نشاطه منتجا ومأمونا . ويعصمه من الشطط والزلل . وكذلك هو في عالم الجسد ينفق طاقاته في اعتدال بلا كبت ولا شطط فيحفظه سليما معافى ويدخر طاقاته للإنتاج المثمر . ومن ثم هو رحمة للمؤمنين .
وفي القرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء الجماعات , وتذهب بسلامتها وأمنها وطمأنينتها . فتعيش الجماعة في ظل نظامه الاجتماعي وعدالته الشاملة في سلامة وأمن وطمأنينة . ومن ثم هو رحمة للمؤمنين .
(ولا يزيد الظالمين إلا خسارا). .
فهم لا ينتفعون بما فيه من شفاء ورحمة . وهم في غيظ وقهر من استعلاء المؤمنين به , وهم في عنادهم وكبريائهم يشتطون في الظلم والفساد , وهم في الدنيا مغلوبون من أهل هذا القرآن , فهم خاسرون . وفي الآخرة معذبون بكفرهم به ولجاجهم في الطغيان , فهم خاسرون: (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا). .
الظلال








 
رد مع اقتباس
قديم 21-05-2006, 02:46 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ايهاب ابوالعون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ايهاب ابوالعون
 

 

 
إحصائية العضو







ايهاب ابوالعون غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ايهاب ابوالعون إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ايهاب ابوالعون

افتراضي

أشكر الأخت أماني محمد على إحياء هذا الموضوع من جديد , وأشكرها على كلماتها العطرة .

واقتراح بجعل هذا الموضوع مقام تفكر و تأمل بما في القرآن الكريم من درر و عبر و جواهر .

لا تبخلوا علينا بما لديكم من العلم , فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه....
مثبت .







التوقيع

رحم الله عبدا عرف قدر نفسه
 
آخر تعديل نايف ذوابه يوم 22-05-2006 في 08:40 PM.
رد مع اقتباس
قديم 22-05-2006, 09:58 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ايهاب ابوالعون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ايهاب ابوالعون
 

 

 
إحصائية العضو







ايهاب ابوالعون غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ايهاب ابوالعون إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ايهاب ابوالعون

افتراضي

1- قال تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24).
شبه القرآن حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها، واغترار الناس بها، بحال ماء نزل من السماء وأنبت أنواع العشب، وزين بزخارفها وجه الأرض كالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة، حتى إذا طمع أهلها فيها، وظنوا أنها مسلمة من الجوائح أتاها بأس الله فجأة فكأنها لم تكن بالأمس .
تأمل بعقلك وخيالك وذوقك نظم الآية الكريمة أنها مكونة من عشر جمل لو سقط منها شيء اختل التشبيه، وانظر إلى هذه الجمل تجد كل جملة تعبر عن مشهد من مشاهد الحياة الدنيا، وقد رتبت ترتيبا عجيبا ً كان كل جملة منها تلد التي تليها، وقد تكونت كل جملة من طائفة من الكلمات تألفت بأصواتها وظلالها وأجراسها فعبرت أصدق تعبير عن المشهد الذي استقلت به، أن نظمها أو حرفا بأخر اختل بمقدار، بحيث إذا أخرت أو قدمت أو غيرت كلمة بأخرى أو حرفا بآخر اختل المعنى، وتبعثرت مشاهد الصورة الدنيوية .
2- قال تعالى مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (ابراهيم:18) .
الذين كفروا في ضياعها، وذهابها إلى غير عودة بهيئة رماد تذروه الرياح وتذهب به بددا إلى حيث لا يتجمع أبدأ .
تأمل نظم الآية تجد كل كلمة قارة في مكانها، مطمئنة في موضعها لا تشكو قلقاً ولا اضطراب، معبرة في دقة وصدق عن معناها، وتأمل تناسق الكلمات وتألقها، وترتيب الجمل وتعانقها، ومخارج الحروف وأصواتها، وإيحاءات الألفاظ واشاراتها تجد نظماً عجيباً لا يقدر عليه إلا خالق الأرض والسماوات .
تأمل كلمة " رماد " إنها توحي بخفة الوزن، وتأمل، " اشتدت " فإنها توحي بسرعة الرياح وتأمل كلمة " عاصف " فإنها توحي بالعنف .
و تأمل كيف أبرز لك هذا التشبيه ببديع نظمه الصورة حية متحركة كأنك تراها وتلمسها .
3- قال تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة:265).
شبه القرآن الصدقات التي تنفق ابتغاء مرضات الله في كثرة ثوابها ومضاعفة أجرها بجنة فوق ربوة أصابها مطر غزير فأخصبت تربتها، وتضاعف أكلها .
تأمل نظم الآية العجيب كلمات إلهية لا يصلح في مكانها غيرها تعبر عن معانيها في دقة وإحكام، وتنبعث منها لطائف وأنوار، وينطوي تحتها الكثير من العجائب والأسرار، وجمل ربانية متناسقة متلاحقة قد فصلت على معانيها بمقدار، وحروف ذات أصوات وأنغام تبعث في الصورة الحركة وتبث فيها الحياة .
تأمل نظم الآية العجيب كلمات إلهية لا يصلح في مكانها غيرها تعبر عن معانيها في دقة وإحكام، وتنبعث منها لطائف وأنوار، وينطوي تحتها الكثير من العجائب والأسرار، وجمل ربانية متناسقة متلاحقة قد فصلت على معانيها بمقدار، وحروف وأنغام تبعث في الصورة الحركة وتبث فيها الحياة .
إنما من يقرأ الآية الكريمة، يتذوق خلاوتها يخيل إليه أنه يرى هذه الصورة الغيبية الخفية أمام عينيه وأنه يلمسها ويتقراها بيديه .
أبعد هذا التصوير يأتي مكابر مجهول يصف التشبيه القرآني بأنه عن الإعجاز معزول ؟
4- قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:41) .
شبه القرآن الكريم حال هؤلاء الذين اتخذوا من دون الله أندادا في لجوئهم واحتمائهم بهؤلاء الأنداد الضعفاء المتناهين في الضعف بحال العنكبوت حينما تأوي إلى بيتها الضعيف الواهن وتحتمي به .
صورة عجيبة تلح على الحس والوجدان، وتجتذب إليها الألتفات، وتسترعي الانتباه، وتسترق الأسماع وتبهر الألباب وتستولي على الأحاسيس والمشاعر، ويقف أمامها دهاقين الكلام حيارى يتساءلون كيف نظمت هذه الصورة ؟ وكيف تكونت ؟ ثم لا يجدون من يجيبهم على تساؤلاتهم، لأن البشر مهما أوتوا من البراعة والبيان لا يمكنهم الوصول إلى معرفة سر نظم القرآن .
إنها تصور لك هؤلاء العباد الغافلين بصورة العناكب الضئيلة الواهنة، وتصور لك هؤلاء الضعفاء العاجزين بصورة بيت العنكبوت الذي يضرب به المثل في الضعف والوهن .
و أظنك أيها القارئ الكريم لست في حاجة إلى أن أحدثك عن نظم هذه الصورة البلاغية فذلك متروك لذوقك وإحساسك، ولكنني أدعوك إلى النظر والتأمل في الكلمات التي اختيرت للمشبه به ونظمت منها صورته ":كمثل العنكبوت اتخذت بيتا.." هل في مقدورك أو في مقدور أي بليغ مهما كان حظه من الفصاحة البيانية، ومهما كان يحفظ من مفردات اللغة العربية أن يأتي بألفاظ تسد مسد هذه الألفاظ التي نظمت منها صورة المشبه به ؟ إن أحداً من البشر لن يستطيع، واللغة العربية على اتساع مفرداتها ليس فيها ما يسد مسد هذه الألفاظ .
إنها الصياغة الإليهة يقف البشر أمامها عاجزين حيارى مذهولين .
5- قال تعالى : {174} وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ {177} [سورة العنكبوت ].
تأمل الصورة التشبيهية التي اشتملت عليها الآية الكريمة .
لقد شبه القرآن الكريم في هذه الآية حال الكذب بآيات الله في إصرار على ضلاله في جميع أحواله كالكلب في إدامه اللهثان .
إنها صورة فنية رائعة أحكم القرآن الكريم صياغتها، وأجادت الريشة الإلهية رسمنها، تكشف في جلاء ووضوح عن حقيقة هذا الكذب الضال، إنه حقير قذر، لا يؤثر فيه النصح والإرشاد ولا ينفع معه الوعظ والتذكير، قد ركب رأسه، ولج في ضلاله، واتخذ الشيطان إلها من دون الله ثم تأمل الكلمات التي نظمت منها صورة المشبه به لا تجد في مفردات اللغة ـ على كثرتها، من بقوم مقامها ويسد مسدها، ثم تأمل كلمة " الكلب " وحدها لا تجد كلمة في اللغة تصور هذا المعنى وتبرزه في صورة حية متحركة سواها، إذ كل مخلوق إنما يلهث من مرض أو عطش أو إعياء إلا الكلب فإنه يلهث في جميع أحواله في حال الدلال وفي حالة الراحة، وفي حالة الصحة والمرض وفي حالة الري والعطش .
6- قال تعالى: {21} وَحُورٌ عِينٌ {22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ {23} جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {24} [ سورة الرحمن]
شبه القرآن الكريم الحور العين باللؤلؤ المكنون في الصفاء والنقاء والهدوء والصيانة .
تأمل نظم هذه الصورة التشبيهية الإلهية أنه فوق طاقة البشر . ثم تأمل هذه الكلمة العجيبة " اللؤلؤ " هل في مقدورك أو في مقدور أي بليغ مهما أوتي من البراعة والبيان أن يأتي بكلمة أخرى تؤدي معناها، وتصور ما صورته ؟ ثم تأمل الدقة في صفة هذا اللؤلؤ بكونه مكنونا.
إن اللؤلؤ فيه الصفاء والهدوء والنقاء، وهو أحجار كريمة من شأنها أن تصان ويحرص عليها .
تأمل الارتباط العجيب والصلة الوثيقة بين الحور العين واللؤلؤ المكنون، إنه الإعجاز يلبس ثوب التشبيه فيقف البلغاء أمامه ضعفاء قد استولت عليه الحيرة وسيطرت على عقولهم الدهشة وداعبت أنامل الإعجاب حبات قلوبهم . فخروا ساجدين لعظمته، وشهدوا بأنه البيان الإلهي الذي لا يقدر عليه بشر .
7- قال تعالى : {3} يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ {4} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ {5} فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ {6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ {7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ {8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ {9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ {10} نَارٌ حَامِيَةٌ {11}[ سورة القارعة ].
شبه القرآن الكريم الناس يوم القيامة بالفراش المبثوث في ضعفهم وضالتهم وتهافتهم .
و شبه الجبال بالعهن " الصوف " المنفوض في هشاشتها وخفتها .
مشهدان رائعان رسمتهما الريشة الإلهية فأجادت وأعجزت، وسخرت وأدهشت .
تأمل هذه الكلمة " الفراش " إنها تصور لك بظلها وجرسها، وإيحائها الناس في هذا اليوم في منتهى الضعف والضالة، وهم مستخفون من هول هذا اليوم .
و تأمل الدقة في وصف الفراش في وصف الفراش بكونه مبثوثاً أن هذا الوصف يصور لك كثرة الناس في هذا اليوم وتهافتهم . ثم حدثني بربك هل في مفردات اللغة كلمة تصور هذا المشهد سوى هذه الكلمة القرآنية ؟
و هل هناك أعجب من هذه الدقة في وصف الفراش بكونه مبثوثاً ؟.
ثم دقق نظرك في كلمة " العهن " هل في قواميس اللغة العربية كلمة أقدر على تصوير هذا المشهد من هذه الكلمة ؟ إنها بجمالها وظلها وجرسها الساحر تصور لك الجبال الضخمة الثابتة بالصوف المنقوش الذي تتقاذفه الرياح الهوج . ثم تأمل بعقلك ر خيالك الدقة والإحكام في وصف العهن بكونه منفوشاً إن هذا الوصف يصور لك الجبال الضخمة الثابتة في منتهى الهشاشة والخفة .
إنه النظم القرآني يبهر العقول، ويطير بالألباب، ويذهب بسر البلاغة وسحر البيان .







التوقيع

رحم الله عبدا عرف قدر نفسه
 
رد مع اقتباس
قديم 22-05-2006, 10:20 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
د. صفاء رفعت
أقلامي
 
الصورة الرمزية د. صفاء رفعت
 

 

 
إحصائية العضو






د. صفاء رفعت غير متصل


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايهاب ابوالعون
1- قال تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24).
شبه القرآن حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها، واغترار الناس بها، بحال ماء نزل من السماء وأنبت أنواع العشب، وزين بزخارفها وجه الأرض كالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة، حتى إذا طمع أهلها فيها، وظنوا أنها مسلمة من الجوائح أتاها بأس الله فجأة فكأنها لم تكن بالأمس .
تأمل بعقلك وخيالك وذوقك نظم الآية الكريمة أنها مكونة من عشر جمل لو سقط منها شيء اختل التشبيه، وانظر إلى هذه الجمل تجد كل جملة تعبر عن مشهد من مشاهد الحياة الدنيا، وقد رتبت ترتيبا عجيبا ً كان كل جملة منها تلد التي تليها، وقد تكونت كل جملة من طائفة من الكلمات تألفت بأصواتها وظلالها وأجراسها فعبرت أصدق تعبير عن المشهد الذي استقلت به، أن نظمها أو حرفا بأخر اختل بمقدار، بحيث إذا أخرت أو قدمت أو غيرت كلمة بأخرى أو حرفا بآخر اختل المعنى، وتبعثرت مشاهد الصورة الدنيوية .
2- قال تعالى مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (ابراهيم:18) .
الذين كفروا في ضياعها، وذهابها إلى غير عودة بهيئة رماد تذروه الرياح وتذهب به بددا إلى حيث لا يتجمع أبدأ .
تأمل نظم الآية تجد كل كلمة قارة في مكانها، مطمئنة في موضعها لا تشكو قلقاً ولا اضطراب، معبرة في دقة وصدق عن معناها، وتأمل تناسق الكلمات وتألقها، وترتيب الجمل وتعانقها، ومخارج الحروف وأصواتها، وإيحاءات الألفاظ واشاراتها تجد نظماً عجيباً لا يقدر عليه إلا خالق الأرض والسماوات .
تأمل كلمة " رماد " إنها توحي بخفة الوزن، وتأمل، " اشتدت " فإنها توحي بسرعة الرياح وتأمل كلمة " عاصف " فإنها توحي بالعنف .
و تأمل كيف أبرز لك هذا التشبيه ببديع نظمه الصورة حية متحركة كأنك تراها وتلمسها .
3- قال تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة:265).
شبه القرآن الصدقات التي تنفق ابتغاء مرضات الله في كثرة ثوابها ومضاعفة أجرها بجنة فوق ربوة أصابها مطر غزير فأخصبت تربتها، وتضاعف أكلها .
تأمل نظم الآية العجيب كلمات إلهية لا يصلح في مكانها غيرها تعبر عن معانيها في دقة وإحكام، وتنبعث منها لطائف وأنوار، وينطوي تحتها الكثير من العجائب والأسرار، وجمل ربانية متناسقة متلاحقة قد فصلت على معانيها بمقدار، وحروف ذات أصوات وأنغام تبعث في الصورة الحركة وتبث فيها الحياة .
تأمل نظم الآية العجيب كلمات إلهية لا يصلح في مكانها غيرها تعبر عن معانيها في دقة وإحكام، وتنبعث منها لطائف وأنوار، وينطوي تحتها الكثير من العجائب والأسرار، وجمل ربانية متناسقة متلاحقة قد فصلت على معانيها بمقدار، وحروف وأنغام تبعث في الصورة الحركة وتبث فيها الحياة .
إنما من يقرأ الآية الكريمة، يتذوق خلاوتها يخيل إليه أنه يرى هذه الصورة الغيبية الخفية أمام عينيه وأنه يلمسها ويتقراها بيديه .
أبعد هذا التصوير يأتي مكابر مجهول يصف التشبيه القرآني بأنه عن الإعجاز معزول ؟
4- قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:41) .
شبه القرآن الكريم حال هؤلاء الذين اتخذوا من دون الله أندادا في لجوئهم واحتمائهم بهؤلاء الأنداد الضعفاء المتناهين في الضعف بحال العنكبوت حينما تأوي إلى بيتها الضعيف الواهن وتحتمي به .
صورة عجيبة تلح على الحس والوجدان، وتجتذب إليها الألتفات، وتسترعي الانتباه، وتسترق الأسماع وتبهر الألباب وتستولي على الأحاسيس والمشاعر، ويقف أمامها دهاقين الكلام حيارى يتساءلون كيف نظمت هذه الصورة ؟ وكيف تكونت ؟ ثم لا يجدون من يجيبهم على تساؤلاتهم، لأن البشر مهما أوتوا من البراعة والبيان لا يمكنهم الوصول إلى معرفة سر نظم القرآن .
إنها تصور لك هؤلاء العباد الغافلين بصورة العناكب الضئيلة الواهنة، وتصور لك هؤلاء الضعفاء العاجزين بصورة بيت العنكبوت الذي يضرب به المثل في الضعف والوهن .
و أظنك أيها القارئ الكريم لست في حاجة إلى أن أحدثك عن نظم هذه الصورة البلاغية فذلك متروك لذوقك وإحساسك، ولكنني أدعوك إلى النظر والتأمل في الكلمات التي اختيرت للمشبه به ونظمت منها صورته ":كمثل العنكبوت اتخذت بيتا.." هل في مقدورك أو في مقدور أي بليغ مهما كان حظه من الفصاحة البيانية، ومهما كان يحفظ من مفردات اللغة العربية أن يأتي بألفاظ تسد مسد هذه الألفاظ التي نظمت منها صورة المشبه به ؟ إن أحداً من البشر لن يستطيع، واللغة العربية على اتساع مفرداتها ليس فيها ما يسد مسد هذه الألفاظ .
إنها الصياغة الإليهة يقف البشر أمامها عاجزين حيارى مذهولين .
5- قال تعالى : {174} وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ {177} [سورة العنكبوت ].
تأمل الصورة التشبيهية التي اشتملت عليها الآية الكريمة .
لقد شبه القرآن الكريم في هذه الآية حال الكذب بآيات الله في إصرار على ضلاله في جميع أحواله كالكلب في إدامه اللهثان .
إنها صورة فنية رائعة أحكم القرآن الكريم صياغتها، وأجادت الريشة الإلهية رسمنها، تكشف في جلاء ووضوح عن حقيقة هذا الكذب الضال، إنه حقير قذر، لا يؤثر فيه النصح والإرشاد ولا ينفع معه الوعظ والتذكير، قد ركب رأسه، ولج في ضلاله، واتخذ الشيطان إلها من دون الله ثم تأمل الكلمات التي نظمت منها صورة المشبه به لا تجد في مفردات اللغة ـ على كثرتها، من بقوم مقامها ويسد مسدها، ثم تأمل كلمة " الكلب " وحدها لا تجد كلمة في اللغة تصور هذا المعنى وتبرزه في صورة حية متحركة سواها، إذ كل مخلوق إنما يلهث من مرض أو عطش أو إعياء إلا الكلب فإنه يلهث في جميع أحواله في حال الدلال وفي حالة الراحة، وفي حالة الصحة والمرض وفي حالة الري والعطش .
6- قال تعالى: {21} وَحُورٌ عِينٌ {22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ {23} جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {24} [ سورة الرحمن]
شبه القرآن الكريم الحور العين باللؤلؤ المكنون في الصفاء والنقاء والهدوء والصيانة .
تأمل نظم هذه الصورة التشبيهية الإلهية أنه فوق طاقة البشر . ثم تأمل هذه الكلمة العجيبة " اللؤلؤ " هل في مقدورك أو في مقدور أي بليغ مهما أوتي من البراعة والبيان أن يأتي بكلمة أخرى تؤدي معناها، وتصور ما صورته ؟ ثم تأمل الدقة في صفة هذا اللؤلؤ بكونه مكنونا.
إن اللؤلؤ فيه الصفاء والهدوء والنقاء، وهو أحجار كريمة من شأنها أن تصان ويحرص عليها .
تأمل الارتباط العجيب والصلة الوثيقة بين الحور العين واللؤلؤ المكنون، إنه الإعجاز يلبس ثوب التشبيه فيقف البلغاء أمامه ضعفاء قد استولت عليه الحيرة وسيطرت على عقولهم الدهشة وداعبت أنامل الإعجاب حبات قلوبهم . فخروا ساجدين لعظمته، وشهدوا بأنه البيان الإلهي الذي لا يقدر عليه بشر .
7- قال تعالى : {3} يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ {4} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ {5} فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ {6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ {7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ {8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ {9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ {10} نَارٌ حَامِيَةٌ {11}[ سورة القارعة ].
شبه القرآن الكريم الناس يوم القيامة بالفراش المبثوث في ضعفهم وضالتهم وتهافتهم .
و شبه الجبال بالعهن " الصوف " المنفوض في هشاشتها وخفتها .
مشهدان رائعان رسمتهما الريشة الإلهية فأجادت وأعجزت، وسخرت وأدهشت .
تأمل هذه الكلمة " الفراش " إنها تصور لك بظلها وجرسها، وإيحائها الناس في هذا اليوم في منتهى الضعف والضالة، وهم مستخفون من هول هذا اليوم .
و تأمل الدقة في وصف الفراش في وصف الفراش بكونه مبثوثاً أن هذا الوصف يصور لك كثرة الناس في هذا اليوم وتهافتهم . ثم حدثني بربك هل في مفردات اللغة كلمة تصور هذا المشهد سوى هذه الكلمة القرآنية ؟
و هل هناك أعجب من هذه الدقة في وصف الفراش بكونه مبثوثاً ؟.
ثم دقق نظرك في كلمة " العهن " هل في قواميس اللغة العربية كلمة أقدر على تصوير هذا المشهد من هذه الكلمة ؟ إنها بجمالها وظلها وجرسها الساحر تصور لك الجبال الضخمة الثابتة بالصوف المنقوش الذي تتقاذفه الرياح الهوج . ثم تأمل بعقلك ر خيالك الدقة والإحكام في وصف العهن بكونه منفوشاً إن هذا الوصف يصور لك الجبال الضخمة الثابتة في منتهى الهشاشة والخفة .
إنه النظم القرآني يبهر العقول، ويطير بالألباب، ويذهب بسر البلاغة وسحر البيان .

يا لروعة ما أوردت يا أخي ,

بارك الله فيك , فوالله لقد أتحفتنا بهذه اليوم ,

و هل بعد إعجاز القرآن و بلاغته بلاغة أو إعجاز ؟؟؟

أذكر أني في يوم ما كنت أكتب و أعياني وصف النخيل الممشوقة القوام و هي تحمل عناقيد التمر كاللؤلؤ النضيد كأنها العقد على الجيد , فما بلغّتني حيرتي لأي وصف أجمل و أوجز و أدق و أبلغ و أندى من قول الله تعالى في وصفها : " و النخل باسقات لها طلع نضيد "

فبربكم خبروني هل بعد هذا الوصف وصف ؟!!

بارك الله فيك و جزيت خيراً ....






التوقيع



سبحـــــان ربـِّـي ...
كلمــا أوتيت علمـــأً ...
زادنــي علمــــاً بجهلـــي ...


 
رد مع اقتباس
قديم 23-05-2006, 12:11 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
د. إسلام المازني
أقلامي
 
إحصائية العضو






د. إسلام المازني غير متصل


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلال كامل
بارك الله فيك دكتور وجعله في ميزان حسناتك
كل تحية تقدير
وفيكم بارك الرحمن أختنا الفاضلة

أسأل الله أن يبارك في عمرك وأن ينفعك بعلمك ويمد في الخير أثرك

أنريد رحمة ربنا وكتابه *يجفى على مر الزمان ويهجر؟


كنا الغزاة الفاتحين فلم يكن* منا امرؤ عات ولا متجبر
إنا ليمنعنا الكتاب المنتقى *ويردنا الدين الأبر الأطهر
يا منصفي القرءان من أعدائه *أنتم لقومكم العتاد الأكبر







 
رد مع اقتباس
قديم 23-05-2006, 01:54 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ياسر أبو هدى
أقلامي
 
الصورة الرمزية ياسر أبو هدى
 

 

 
إحصائية العضو







ياسر أبو هدى غير متصل


Lightbulb شكر وعرفان بالجميل لكل من كتب حرفا هنا

[COLOR="Black"]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(د. إسلام المازني)

جزاك الله خير على هذا الموضوع الرائع والرائع جدا

(والدال على الخير كفاعله)

وقد دليتنا على الخير فلك من الله الاجر والثواب

واشكر الاخ ايهاب ابو العون

على تثبيت الموضوع فهو حقا جدير بالتثبيت

فلك الاجر والثواب يا ايهاب

واشكر كل من كتب حرفا هنا بهذا الموضوع ولكم من الله الاجر والثواب


واحب ان اشارك هنا ولي الشرف بذلك بمبحث بسيط ارجوا ان ينال رضاكم


أدلة الوسطية

من القرآن العظيم والسنة النبوية

الأدلة على وسطية أمة الإسلام فلا إفراط ولا تفريط ، لا غلو ولا جفاء ، كثيرة من القرآن العظيم ،

والسنة النبوية ، أذكر منها الأدلة التالية :

أولا : الأدلة من القرآن العظيم :

( 1 ) قول الله تبارك وتعالى :


اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاالضَّالِّينَ


( الفاتحة : 6 -7-)

ووجه دلالة الآية : أنه سبحانه وصف الصراط المستقيم بأنه غير صراط المغضوب عليهم ، وهم

اليهود أهل الغلو في الدين ، وغير صراط النصارى ، وهم أهل الغلو في الرهبانية والتعبد ، حتى خرجوا

عن حدود الشرع ، ليس فقط في العبادة بل حتى في الاعتقاد ، يقول تبارك وتعالى :


( يا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَاإِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلآ ) ( النساء : 171 ) .


فإذا كان الصراط المستقيم غير صراط اليهود والنصارى ، وكان صراط اليهود والنصارى صراط غلو

في الدين ، دل ذلك على أن الصراط المستقيم صراط لا غلو فيه ، فهو بين طرفين : إفراط وتفريط ،

وهذاهو معنى الوسطية التي هي منهاج الدين الإسلامي .

( 2 ) قال الله تبارك وتعالى :


( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )( البقرة : 213 ) .


يمتن الله سبحانه على عباده المؤمنين أن هداهم إلى الصراط المستقيم ،

الذي هو سبيل الرسول صلى (الله عليه وسلم) ، ومن يتبعه ،

قال تعالى :

( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ( الأنعام : 153 ) .


وللغواية والضلال سبل ، كما قال تبارك وتعالى :

( وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )( الأعراف : 86 ) .

وكل سبيل غير سبيل الحق فهو معوج ، كما قال تعالى :
[COLOR="Red"]
( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )( آل عمران : 99 ) ،[/COLOR

وقال تعالى :
(
(الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ) ( الأعراف ) .

وسبيل الحق هو سبيل الرشد ، وهو الصراط المستقيم ، كما قال تعالى :

( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لايُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ) ( الأعراف : 146 ) ،


وقال تعالى :

( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ) ( غافر : 38 ) .


فالصراط المستقيم وسط بين السبل ، التي أشارت إليها الآيات السابقات . وعليه

فإن هذه الأمة وسط بين الأمم .

فوصف الأمة بكونها هديت إلى صراط مستقيم ، وأنها على صراط مستقيم ، وصف يقتضي الوسطية لها

في دينها ، بين السبل المعوجة ، ذات اليمين وذات الشمال .

( 3 ) قال الله تبارك وتعالى :

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
( البقرة : 143 ) .


وقد تتابعت كلمة المفسرين في أن وصف الأمة بالوسط ، يراد به كونهم عدولا خيارا ، ويدل عليه الأمور التالية :
1 - أن الله سبحانه وتعالى وصف هذه الأمة في موضع آخر بالخيرية ، فقال تعالى :

( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )
( آل عمران : 110 ) .


2 - أن هذا التفسير جاء فيه حديث صحيح مرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن أبي سعيد الخدري قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبِّ .

فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟

فَيَقُولُونَ : مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ . فَيَقُولُ : مَنْ شُهُودُكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، فَيُجَاءُ بِكُمْ

فَتَشْهَدُونَ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا

قال : عدلا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) . [/

COLOR]3 -أن هذا التفسير هو الذي يطابق السياق ، فإن الله تعالى يقول :

( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) ،

فالمناسب لكونهم شهداء على الناس أن يثبت لهم وصف الخيرية والعدالة .

فأمة الإسلام جعلت أمة وسطا : عدلا خيارا ؛ والعدل الخيار يتضمن الدلالة على كونهم بين الإفراط والتفريط .

قال الطبري ( ت 310 هـ ) رحمه الله : "

وأرى أن الله تبارك وتعالى إنما وصفهم بأنهم وسط ؛

لتوسطهم في الدين فلا هم أهل غلو فيه - غلو النصارى الذين غلوا بالترهب ، وقولهم في عيسى ما قالوا فيه - ولا هم أهل تقصير فيه - تقصير اليهود الذين بدلوا
كتاب الله ، وقتلوا أنبياءهم ، وكذبوا على ربهم ، وكفروا به - ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه ، فوصفهم الله بذلك ، إذ كان أحب الأمور إلى الله

أوسطها " اهـ .


وارجو ان لا اكون قد اطلت عليكم

والشكر كل الشكر لكاتب الموضوع والشكر لكل من ساهم فيه

ولكم مني الف تحية والف سلام


ياسرأبوهدى







التوقيع



nawras_68@yahoo.com
 
آخر تعديل ياسر أبو هدى يوم 30-05-2006 في 10:51 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ريم والصياد - اصدار جديد د.أسد محمد منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 10 02-03-2006 04:37 AM
عضو جديد الابن الضال منتدى أسرة أقلام والأقلاميين 3 29-01-2006 08:12 AM
مرحبا لا احسبني جديد عليكم سلام نوري منتدى أسرة أقلام والأقلاميين 7 18-01-2006 09:20 AM
فايروس جديد وخطير ومدمر (( الكعب الاحمر )) حسن محمد منتدى الكمبيوتر وعالم الإنترنت 0 05-09-2005 07:13 PM

الساعة الآن 07:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط