|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-12-2012, 08:39 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
أبو اسماعيل البطل واعلام المغول
جميل أن يبحث كل رمز إسلامى عن دور يقوم به فى هذه المرحلة الحاسمة من المواجهة بين الحق والباطل، ورائع أن يسد كل منا ثغراً وأن يقود كل قائد كتيبة فى جبهة، حتى ولو لم يكن هناك تنسيق بين باقى الكتائب؛ فجيوش الحق – إن صح التشبيه – لا مركزية القرار بسبب خطورة المرحلة وتسارع الأحداث وهولها وضخامتها، مما يستدعى مبادرات شجاعة وقرارات سريعة وتحركات مُؤثرة على كل جبهة. جبهة الإعلام كان يلزمها هذا التحرك "الإسماعيلى" منذ زمن طويل، لكن حمداً لله أنه حدث ولو أنه جاء متأخراً، والمشهد قد نخلص منه ببعض المفارقات الطريفة؛ فالرجل كان يمثل هاجساً حقيقياً للإعلاميين إياهم؛ سواء فى المقابلات التى كانوا يُجرونها معه على الهواء بأن أثبت مُرونة واحترافية فى قوة وسرعة بديهة فى عمق وقدرة على المحاورة والمناورة فائقة، واعتبرته أنا فى معرض تقييمى للأداء الإعلامى على الفضائيات فى مقدمة قائمة الرموز الإسلامية التى استوعبت جيداً الأيديولوجية والإستراتيجية الإعلامية المفروشة فى أرضية استديوهات رجال أعمال حسنى مبارك للنيل من العقيدة الثورية التى تتغذى فى الجزء الأكبر منها بالثوابت والأصول والمرجعية والحماسة والحمية الإسلامية. كانوا هم فى جهة يحاولون باستماتة قطع الصلة بين الثورة والإسلاميين وُصُولاً إلى الفصل التام – عياذاً بك اللهم – ما بين الثورة وجذورها وأصولها وروافدها الإسلامية، وقد اشتغلوا على هذه الجزئية طويلاً وكانت محوراً وعاملاً مشتركاً فى جميع منتجاتهم الحوارية والفكاهية، وقد أحرزوا بعض النجاحات الجماهيرية بلا شك بالاعتماد على البعض ممن يبدو من ملامحهم الخارجية أنهم يمثلون التيار الإسلامى، ونجحوا أيضاً نتيجة الاحترافية فى الإبهار والكذب والتضليل. شأنهم فى ذلك شأن الإعلام التترى قديماً الذى نجح إلى حد بعيد فى إحراز مكاسب هائلة فغزا بلاداً بأكملها باستخدام آلة الإعلام الدعائية الجبارة التى أطلقت شائعات مفادها أن المغول جيوش لا أول لها ولا آخر وأنهم بشر ليسوا كالبشر، وحوش أكثر شراسة من الأسود، لا يستطيع قوادهم تهدئتهم ولا منعهم من الفتك بالخصم عند المواجهة، واستطاعوا بهذه الشائعات احتلال البلاد بالرغم من أنهم لم يمتلكوا هذه الأعداد ولا هذه القوة حيث اكتشف المؤرخون الأوروبيون بعدها أن قدراتهم العددية والقتالية متواضعة جداً، لكنهم كسبوا معاركهم بالإعلام، فكانت الدول والجيوش تستسلم وتذعن خوفاً وهلعاً بسبب الصورة الذهنية التى رسمها الإعلام المغولى. تلك كانت إستراتيجية الإعلام المُباركى الذى خاض حرباً شرسة وقذرة لتذعن الجحافل الإسلامية وتستسلم لغزوات البلطجية وإرهاب الحزب الوطنى على الأرض. أبو إسماعيل بعد أن كان هاجساً وفزاعة فضائية داخل الاستديوهات إلى جانب قائمة من الشخصيات الإعلامية الثقيلة مثل خالد عبدالله وقادة الجماعة الإسلامية ورموز الإخوان المسلمين وبعض الرموز السلفية ، صارَ الآن فزاعة وهاجساً واقعياً على الأرض، ليس لأنه فشلَ فى المواجهة الفضائية إنما تتويج لنجاحه هناك. أرى المشهد هكذا – والله أعلم - : أبو إسماعيل حفظه الله – نحبه ونحترمه وننتقده أحياناً وننصح له – أدركَ أن المواجهة الحقيقية على الأرض، وأن هؤلاء الإعلاميين يقومون بتخديم مأجور لتخذيل الإسلاميين وبث الوهن والفرقة والرعب فى قلوبهم على طريقة الإعلام المغولى، فكان تحرك أبو إسماعيل الفضائى فى هذه الحالة غير ذى جدوى مهما بلغت إمكانياته وقدراته وطاقاته حتى لو نجح فى تسجيل خمسة حوارات فى اليوم وهذا مستحيل بالطبع. هو استدرجهم هنا للحوار العملى الواقعى على الأرض. أرادوا هم بث الوهن والفرقة فى صفوفنا وقلوبنا لنخضع ونستسلم لمنهج هزيل ونظام خائن عميل وشخصيات هزيلة كصباحى وموسى وشفيق وممدوح حمزة والبرادعى، فعَمدَ هو إلى بث الرعب والفزع فى قلوبهم بإظهار الواقع الحقيقى لموازين القوى. بطل يا أبو إسماعيل. |
|||
|
|