الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 3.75. انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-2006, 01:31 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ناجح أسامة سلهب
أقلامي
 
إحصائية العضو






ناجح أسامة سلهب غير متصل


افتراضي سلسلة علم النفس والتحليل النفسي

بسم الله الرحمن الرحيم

لأجل عموم الفائدة والاطلاع على اهم ما يملكه الغربيون من علوم نفسية فقد عقدت العزم مستعينا بالله أن أضع تلخيصات لأهم المدارس النفسية الغربية وتراجم علمية لأهم شخوصها وذلك لكي يتاح لأي شخص أن يطلع على هذه العلوم عندهم ويفهم فحواها باذن الله ولا يغيب عن أي شخص مدى أهمية معرفتنا بمدارسهم ومناهجهم تلك.

إن أهم مدارس علم النفس هي مدرسة التحليل النفسي والمدرسة السلوكية ومدرسة علم نفس الجشتلط (الشكل العام) ومدرسة علم النفس المعرفي وعلى هذه المدارس ستدور هذه السلسة ان شاء الله , وأرجو من جميع المهتمين بهذا الموضوع أن يتفاعلوا حتى تعم الفائدة والله الموفق .

ملاحظة أخيرة لن أتبع منهجية منظمة ومنتظمة في تسلسل وبدء الطرح وذلك كي يكون كل شخص رؤيته الخاصة .

سيغموند فرويد (1858 - 1939)


ولد سيغموند فرويد (Sigmund Freud) في فرايبرغ (Freibberg) وهاجرت عائلته إلى فينا (Vienna). عاش هناك حتى سنة 1938، وعندما ضم هتلر النمسا إلى ألمانيا اضطر فرويد إلى تركها بسبب كونه يهودياً وعاش في لندن حتى وفاته بعد ذلك بقليل.

درس سيغموند فرويد الطب في فينيا أولاً، ومارس هذه المهنة لسنوات عديدة. ولاحظ صلة وثيقة بين بعض الأمراض وأنماط سلوك مرضاه. سافر إلى باريس في 1885 للتخصص هناك لدراسة ظاهرة الهستيريا والعلاج بالتنويم المغناطيسي. ثم انتقل إلى مدينة نانسبي ليتتلمذ على أيدي العالمين الفرنسيين بيررنهام وليبو في مجال التنويم المغناطيسي. وعاد فرويد بعد ذلك إلى فيينا لاستخدام ما درسه في علاج مرضاه.

ألف فرويد كتبا عديدة دار معظمها حول ظواهر "الهستيريا" و"الأحلام"، و "التحليل النفسي". وعرض فرويد نظريته في التحليل النفسي في جامعة كلارك في الولايات المتحدة في عام 1909. وأسس جمعية التحليل النفسي في 1910 في فينا وعمل منذ 1919 أستاذا في جامعة فينا. وعانى من مرض عضال منذ 1923 وحتى موته في 1939.

يمكن إجمال موقف فرويد من الإنسان كما يلي: الإنسان هو كائن نفسي بجانب كونه كائناً عضوياً. ورغم ما يبدو من ازدواجية في هذا التحديد، إلاّ أن كلا "الكائنين"، العضوي والنفسي، يؤثر ويتأثر بالآخر، ومن الخطأ الاعتقاد أنهما منفصلان انفصالاً كاملاً، فبعض الأمراض العضوية ترجع في أصولها إلى عناصر نفسية. وقسم فــرويد الجهاز الــنفسي إلى ثلاثة: الـ (Id)، والـ (Ego)، والـ (Super Ego). ويشمل الـ (id) كافة الغرائز الموروثة والتي توجد في الإنسان منذ الولادة. واعتبر فرويد أن الـ (ego) بمثابة صمام يسمح أو يمنع هذه الغرائز من تحقيق ذاتها. أما الـ (super ego) فتتضمن مجمل السلوكيات التي تقننت شخصياً بسبب التربية البيتية أو اكتسبت شرعية اجتماعية وأصبحت أنماط سلوك اجتماعية كالعرف والعادة وأشكال الحضارة، المادية منها والروحية. وذهب فرويد إلى أن الجهاز النفسي يحدد السلوك بأشكاله وأبعاده المختلفة سواء أخذ شكل الفعل الخارجي أو استبطن داخلياً.

كرس فرويد جزءاً من وقته في أواخر حياته لكتابة بعض الأبحاث التي تعدت مجال علم النفس المحض. و"قلق في الحضارة" هو إحداها. ويطرح فرويد في هذا الكتاب الصلة المركبة بين ظهور الحضارة وتقدمها وبين الجهاز النفسي وتأثير التقدم الحضاري فيه , يعتبر فرويد أب مدرسة التحليل النفسي ومن أكبر جهابذة علم النفس الغربي .






 
رد مع اقتباس
قديم 22-08-2006, 11:29 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ناجح أسامة سلهب
أقلامي
 
إحصائية العضو






ناجح أسامة سلهب غير متصل


افتراضي سلسلة علم النفس والتحليل النفسي ج 2

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان مدارس علم النفس مختلفة على تعريف متفق عليه فيما بينها لعلم النفس , ويبدو أننا ما زلنا لسنا على مقربة من ذلك التعريف الجامع المانع المتفق عليه , و على الرغم من ذلك إلا أنه يمكن القول أن علم النفس يحاول الإجابة عن السؤال " لماذا يتصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها ؟" .

ولعلي أثناء بحثي وجدت أن أكثر التعاريف شمولية وعلمية ويتلقى بالقبول لدى الكثيرين أيضا بأن علم النفس " هو ذلك العلم الذي يدرس السلوك الظاهر دراسة نظامية ويحاول تفسير علاقته بالعمليات غير المرئية التي تحدث داخل العضوية سواء العقلية منها أو الجسدية من جهة , وعلاقته بالحوادث الخارجية في البيئة من جهة ثانية ".

أما عن بداية علم النفس الحقيقية كعلم مستقل عن الفلسفة والفيزيولوجيا فتعود إلى سنة 1879 حين أنشأ العالم الألماني فيلهيلم فنت أول مختبر لعلم النفس في مدينة ليبزج في ألمانيا.

وفنت الذي ولد لأب قسيس تدرب ليصبح طبيبا , إلا أنه درس الفيزيولوجيا ولكن سرعان ما فقد الاهتمام بالجوانب العضوية للسلوك البشري , وبدلا من ذلك طور اهتماما فيما يمكن أن نسميه وعي الانسان ( Consciousness ) وكان مختبره فيما بعد أول مكان في العالم تدرس فيه هذه الظاهرة دراسة منظمة وجادة . وعلى الرغم من أن دراسات فنت وتلاميذه لا تبدو مثيرة الا انهم وضعوا اسس الدراسة النظامية للسلوك البشري , ولسنوات طويلة وتحت تأثير فنت أصبحت دراسة الخبرة الواعية للفرد موضوع الاهتمام الرئيس لعلم النفس .

انتقل علم النفس بتأثير فنت إلى الولايات المتحدة حيث عرفه وليم جيمس , الاب الروحي لعلم النفس في أمريكا بأنه العلم " الذي يهتم بدراسة الحياة العقلية " , ولقد استخدم أوائل علماء النفس طريقة الاستبطان " Introspection" أو التأمل الذاتي لدراسة الحياة العقلية للفرد حيث يقوم الفرد بتحسس والتماس المشاعر والاحاسيس الوجدانية التي تحتل حياته في حدث ما او عند سلوك معين , حيث كان يطلب من الفرد أن يحلل عملياته العقلية بموضوعية . و كان من الاهتمامات الرئيسية لعلم النفس عندئذ, وكما أشار إلى ذلك جيمس , المشاعر والرغبات والافكار والمحكات العقلية والقرارات التي يتخذها الافراد .






 
رد مع اقتباس
قديم 07-01-2007, 10:43 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ناجح أسامة سلهب
أقلامي
 
إحصائية العضو






ناجح أسامة سلهب غير متصل


افتراضي فرويد ومدرسة التحليل النفسي


Sigmund Freud

فرويد ومدرسة التحليل النفسي


الإطار الفلسفي لنظرية فرويد في التحليل النفسي: إن الإطار الفلسفي الذي انطلق منه فرويد في نظريته في التحليل النفسي كان من أسس بيولوجية وذلك من خلال طبيعة العمل الذي يعمل فيه فرويد وهو مجال الطب ، وقد ظهر واضحا في نظرياته في مجال الغرائز 0 وكذلك فسر فرويد الحياة النفسية لكل فرد يمكن تفسيرها على اتجاهين :ـ الاتجاه الأول : يتمثل في البناء الجسمي والعضوي للإنسان وذلك من خلال الجهاز العصبي الاتجاه الثاني : يتعلق بالأفعال الشعورية لدى الفرد ، وأما ما يكون فهو المجهول في منطقة اللاشعور .
نظرية الشخصية : Theory of Personality إن مفهوم الشخصية في نظرية التحليل النفسي الذي ترتكز على بناء الشخصية هو أحد القواعد الأساسية لنظرية التحليل النفسي التي تتمثل في مكونات الشخصية الثلاثة وأن لكل مكون خصائصه وصفاته ومميزاته ، إلا أنها في النهاية تكون وحدة واحدة تمثل شخصية الفرد ، وهذه المكونات الثلاثة هي :ـ

1ـ الهـو : The ID الذي يعتبر منبع الطاقة الحيوية النفسية ومستودع الغرائز والدوافع الفطرية ، وهو يمثل الأساس الغريزي الذي ينتج عنه الطاقة النفسية ، وهو فطري سيكولوجي وموجود منذ الولادة مع الطفل ، وهو مستودع الغرائز ، مثل غرائز اللذة والحياة والموت ، وهذه الغرائز كلها تعمل تحت سيطرة الهو ، وهو أيضا لا شعوري 0 والوظيفة الأساسية للهو في الكائن العضوي يمثل في جلب الراحة للفرد 0 فالهو عند الطفل الجائع تبحث بشكل عنيف وعاجل إلى أن يحصل الفرد على ما يريد من الطعام ، وذلك من أجل حصول الطفل على الراحة والهدوء بعد هذا الاشباع وهذا ما يسمى بمبدأ اللذة 0 وقد أشار باترسون إلى أن الهو تمثل الحقيقة النفسية الصحيحة ، حيث تمثل عالم الخبرات الداخلية للفرد وليس لديها أي معرفة بالحقيقة الموضوعية ، وتعمل الهو على تحقيق الرغبات دون الاهتمام بالقيم أو العادات والتقاليد والأعراف ، أو بما هو خير أو شر ولا يحكمها المنطق 0 أما في كيفية تحقيق اللذة وتجنب الألم من خلال وظيفة الهو ، فهناك عمليتان هما:ـ أـ الفعل المنعكس : وهو بدوره يؤدي إلى إمكانية تحقيق التوتر عند الفرد مباشرة وذلك مثل الغمز بالعين 0 ب ـ العمليات الأولية : وتتمثل في عملية تفريغ التوتر عن طريق تكوين صورة لموضوع ما يؤدي من خلاله إلى إزالة التوتر وذلك مثل الجوع عند الفرد ، والصورة التي تزيل التوتر هو الطعام ، وهي تمثل تحقيق الرغبة ، وكذلك ما يفعله الفرد من أحلام الليل التي يعتقد فرويد أنها تمثل دائما محاولة تحقيق الرغبة عند الفرد العادي 0

2ـ الأنا : The Ego يعتبر بمفهوم التحليل النفسي مركز الشعور والادراك الحسي الخارجي والداخلي والعمليات العقلية ، وهو الذي يقوم بدور الدفاع عن الشخصية وتوافقها ، وهو الذي يجعل هنا توافقا بين مطالب الهو والأنا الأعلى وبين الواقع 0 واعتبر الأنا المحرك الأساسي للشخصية ، فمن الواقع الذي يعيش فيه الفرد وذلك من أجل تحقيق التوازن والتوافق الاجتماعي للفرد في بيئته والالتزام بالعادات والتقاليد والقيم 0 ومن خلال ذلك يظهر لنا أن الأنا هو جزء من الهو قد تطور وتأثر في العالم الخارجي حتى يتمشى مع الحقيقة وذلك من أجل إمكانية تحقيق المتطلبات الغرائزية ، وعلى الرغم من أن الأساس في الأنا يبحث بشكل أو بآخر عن اللذة ، إلا أنها لا ترضى بالتناقض مع القيم والعادات والتقاليد التي تحكم سلوك الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه 0 ولقد أشار باترسون إلى أن الأنا هي الجزء المنفذ في الشخصية وتحول احتياجات الهو القوية ( الغريزية ، الفطرية ) بمساعدة الأنا الأعلى إلى حاجات ضعيفة مقبول عن طريق إعادة تنظيمها لكي تتمشى مع متطلبات الأنا الأعلى 0 ويظهر من ذلك أن الأنا تستمد طاقتها من الهو وتعمل لخدمته 0 ومن خلال ذلك نجد أن الأنا تمثل الموجه الأساسي للشخصية ، وكذلك في إعطاء الأسلوب والطريقة التي يتم فيها عملية الإشباع ويظهر ذلك من خلال الصراع الذي يحدث بين كل من الهو والأنا الأعلى والعالم الخارجي 0

3ـ الأنا العليا : Super Ego وهو يعتبر مستودع المثاليات والأخلاقيات والقيم الاجتماعية والدينية 0 وكذلك المعايير الاجتماعية والضمير 0 ويعتبر الجهاز الداخلي أو الرقيب النفسي للإنسان 0 ويتكون الأنا العليا من خلال مراحل النمو الذي يمر بها الإنسان فيتطور أو ينفصل جزءا من الأنا إلى ما يسمى بالأنا الأعلى ويرتكز وظيفة الأنا الأعلى على محاسبة الأنا ، وتسعى الأنا الأعلى على كبح جماح الهو ولا سيما فيما يتعلق بالجوانب الغريزية الجنسية أو الجوانب العدوانية 0 ودور الأنا الأعلى هو محاولة مراقبة طبيعة العلاقة بين الهو والأنا ، ويعمل على عدم وقوع الأنا بالخطأ الذي يتعرض لها 0 وقد أشار فرويد في كثير من المواقف على أن الكبت الذي يقوم به الفرد هو من خلال الأنا وليس من خلال الأنا الأعلى ، مع أن المسؤول الأول عن عملية كبتها هو الأنا الأعلى 0 ومن خلال ذلك فإن الأنا الأعلى تظهر لدى الفرد خلال التنشئة الاجتماعية مع الأسرة من خلال النواة الأولى من حياة الفرد ، وهذا ما يكسب الطفل المعايير الاجتماعية والقيم والأخلاق والأعراف 0 وخلاصة القول فإن الأنا الأعلى يمثل الجانب الأخلاقي للشخصية ويمثل كل ما هو مثالي وواقعي ، ومحاولة الوصول بالفرد إلى الكمال بدل اللذة 0




وظائف الأنا الأعلى :
1ـ محاولة كبح جماح الهو ، وخاصة العدوانية والجنسية 0
2ـ محاولة وصول الفرد إلى الكمال 0
3ـ تعمل الأنا الأعلى على إمكانية إقناع الأنا بأن تحل الأهداف الأخلاقية محل الأهداف الواقعية 0 ( الزيود ، 1998 ) 0 ويذكر ( الشناوي ، 1989) عن الشخصية أن فرويد قدم مفهومين أساسيين في نظريته للشخصية ، المفهوم الأول : هو مفهوم الغرائز 0 والمفهوم الثاني : هو مفهوم الشعور مقابل اللاشعور 0

1ـ الغرائز : حيث يرى فرويد أن الطاقة النفسية لا تختلف عن الطاقة البدنية ، وأن كلا منهما يمكن أن يتحول إلى الصورة الأخرى ، والغرائز عند فرويد تكون الطاقة النفسية ، وهي تمثل تحويل الطاقة البدنية إلى طاقة نفسية 0 والبشر شأنهم عند فرويد شأن باقي المخلوقات ، يسعون باستمرار إلى اللذة ، وإلى تجنب الألم ، وعندما تشبع حاجات البدن فإن الفرد يشعر باللذة ، أما إذا كانت هناك حاجة أو أكثر غير مشبعة فإن الفرد يعايش الضيق ، ويرى فرويد أن الدافع الرئيسي لدى البشر هو أن يصل إلى الحالة المستقرة التي يعايشها الفرد عندما تكون حاجاته البيولوجية مشبعة 0 ويحدد فرويد أربع خصائص للغريزة وهي :ـ
1ـ لها مصدر : يتمثل في توتر بدني بشكل ما 0
2ـ هدف : إزالة هذا التوتر بإعادة تكوين توازن داخلي 0
3ـ موضوع : تلك الخبرات أو الموضوعات التي تخفض أو تزيل التوتر 0
4ـ قوة الدافع : والتي تتحدد بمقدار التوتر البدني 0 مثال : الشخص الذي يخبر غريزة الجوع سيحتاج إلى طعام ( مصدر ) وسيرغب في استبعاد الحاجة للطعام حيث الحاجة يشعر بها في صورة توتر ( عرض ، أو هدف ) وبذلك فإنه يبحث عن الطعام ويحصل عليه ( موضوع ) والشدة التي تحدث بها هذه الأنشطة ستعتمد على الوقت الذي أمضاه هذا الشخص بدون طعام ( قوة الدافع ) 0 إن الغرائز تحفز السلوك وتوجهه ، ويكون هدفها هو إشباع الحاجات المشتقة من الغرائز ، وتولد الحاجات التوتر ، ويتجه السلوك إلى خفض التوتر 0 وهذا التوتر أمر غير سار ، أما خفض التوتر فإنه يبعث السرور ( اللذة ) ، ومفهوم الحاجة هو قاعدة اللذة أي محاولة الإبقاء على الاستثارة أو التوتر في مستوى منخفض بقدر الإمكان ، وقد تحدث فرويد عبر ـ10ـ كتاباته بشكل مسهب عن غريزة الجنس ، والتي بقيت الأساس لما أسماه فيما بعد غرائز الموت 0
2ـ الشعور واللاشعور : يرى فرويد أن جانبا من حياة الفرد يقع خارج نطاق وعيه ، وهو ما أطلق عليه اللاشعور ، والذي يؤثر من وجهة نظره على الخبرة والسلوك ، ويشتمل على بعض المواد أو الخبرات التي لا تتاح للشعور ، بينما يصبح البعض ضمن الشعور 0 والمواد التي لا يسمح لها بالخروج إلى حيز الشعور ، هي مواد انفصلت عن التفكير الشعوري ، إما بعدم السماح لها بالدخول أصلا إلى الشعور أو عن طريق كبتها من الشعور 0 أما الجزء من اللاشعور الذي يسمح له بالدخول إلى الشعور فإنه يطلق عليه ما قبل الشعور أو تحت الشعور 0 وقد تبقى المادة في ما قبل الشعور دون أن تسبب مشكلات ، وفي المعتاد أن تنتقل إلى الشعور دون تدخل من العلاج النفسي ، ويمكن أن ننظر إلى ما قبل الشعور على أنه مصفاة بين الشعور واللاشعور ، ويمكن أن تعدل المادة التي في اللاشعور وتظهر في صورة محرفة ، كما تحدث في الأحلام 0 ومفهوم الشعور : هو عبارة عن حالة الوعي المتصلة بالعالم الخارجي ، وكذلك الداخلي في اللحظة الحاضرة ، وقد عبر فرويد في نظرية التحليل النفسي عن ذلك بأنه جزء سطحي من أجزاء الجهاز النفسي 0 و ما قبل الشعور : حيث أشار فرويد إلى ذلك على أنه كل ما يحتوي على ما هو كامن وليس موجودا في منطقة الشعور ، ولكن يسهل على الفرد عملية استدعاء ذلك إلى الشعور ، مثل المعارف والذكريات والكلام 0 ( الزيود ، 1998) 0 وفرويد قد ساهم بشكل واسع في مفهوم اللاشعور وكذلك مستويات الشعور ، حيث يعتبر المفتاح لفهم السلوك والمشاكل الشخصية 0 والشعور لا يمكن أن يدرس مباشرة حيث أنه يستنتج من السلوك والشواهد الاكلينيكية ، وقد اشترط ما يلي لفهم اللاشعور وهي :ـ
1ـ الأحلام : حيث أنها تعتبر الرموز المختلفة للحاجات اللاشعورية والرغبات والتعارض0
2ـ فلتات اللسان والنسيان 0
3ـ مرحلة الدخول إلى التنويم المغناطيسي 0
4ـ المواد الناتجة من التداعي الحر 0
5ـ المواد الناتجة من أسلوب الإسقاط 0ويعتبر الشعور بالنسبة إلى فرويد شريحة رقيقة من العقل ، حيث أنه يشبه قطعة الثلج المغمورة تحت الماء ، ولا يبين منها سوى الجزء القليل الأعلى ، وأن الجزء الكبير من الفكر والعقل موجود تحت الإدراك 0 وعلى هذا فإن اللاشعور يعتبر خارج الوعي ، يقوم بخزن التجارب والذكريات ، ويكبح بعض الأشياء 0 كما أن الحاجات والدوافع غير سهلة الوصول لأنها خارج الإدراك وأيضا خارج مجال السيطرة 0 واعتقد فرويد بأن الوظيفة النفسية وجدت خارج مجال الإدراك ، وهدف طريقة العلاج بالتحليل النفسي هو جعل الدوافع اللاشعورية شعورية ، فعندما يكون المرء واعيا بالحاجات الشعورية فعندها يستطيع أن يعمل الاختبار 0 وقد تكون وظيفة اللاشعور هي عبارة عن التعلق بالجوهر الأساسي لفهم أسلوب التحليل النفسي للسلوك ، حيث أن اللاشعور هو خارج الإدراك وهو يؤثر على السلوك 0 وعملية اللاشعور هي بمثابة الجذور إلى كل الأشكال أو الأغراض العصابية التي تبدو في السلوك 0 وعلى هذا فالعلاج يبنى على كشف معنى هذه الأعراض والأسباب والحاجات التي حجبت ، حيث أنها تتعارض مع جعل الفرد متمتعا بصحة نفسية 0 ( كوري ، 1985 ) 0 مراحل تكوين الشخصية عند الطفل : قدمت نظرية التحليل النفسي مساهمات كبيرة في تعريفنا على المراحل الأولى من حياة الطفل ، فمنها التصور الكامل للحالة الاجتماعية والجنسية للفرد في نمو الطفولة حتى الرجولة ، حيث تعتبر ذات شأن كبير في عمل المرشد النفسي ، فيكون قد ألم بمراحل النمو التي يمر بها الفرد ، كما أن مهام وخصائص النمو تأخذ أشكالا في كل مرحلة ، فمثلا يكون الشخص طبيعيا ، وغير طبيعي ، ذو شخصية كاذبة أو شخصية حقيقية ، فكلها تنمو في السنوات الأولى 0 وفهم نظرية التحليل النفسي هو أساس لفهم المرشد النفسي للعميل والعـمل معه بعمق أكثر 0 وبصورة عامة فهناك مشاكل مهمة تعترض الفرد أو الجماعة وهي :ـ
1ـ عدم الثقة بالنفس أو بالآخرين 0
2ـ عدم القدرة على الاعتراف أو التعبير عن شعور العداء أو الغضب أو الاحترام أو الكره ، أو إنكار القوة الفردية ، أو تشخيص النقص في الشعور بالاستقلالية 0
3ـ عدم قدرة الفرد على قبول الشعور الجنسي أو على أنه مميز سواء أنه ذكر أو أنثى ، أو بالأحرى الخوف من الجنس 0 وبموجب نظرية التحليل النفسي فإن هذه المشكلات الثلاث من النمو الشخصي والاجتماعي ، هي أمور قد بينت ورسخت جذورها في السنوات الخمس الأولى من حياة الفرد ، وفيما بعد.

في التحليل النفسي من إعداد / ضيف الله محمد حسين مهدي طالب دراسات عليا ـ مشرف التوجيه والإرشاد ـ







 
رد مع اقتباس
قديم 16-01-2007, 07:25 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نبيل حاجي نائف
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل حاجي نائف غير متصل


افتراضي مشاركة: سلسلة علم النفس والتحليل النفسي

تحياتي للأخ العزيز ناجح

بالفعل كتاباتك دقيقة ومنهجية , وهي مرجع مركز لهذا الموضوع

وقد وجدت تعريفك لعلم النفس هام وعالي الدقة

أن أكثر التعاريف شمولية وعلمية ويتلقى بالقبول لدى الكثيرين أيضا بأن علم النفس " هو ذلك العلم الذي يدرس السلوك الظاهر دراسة نظامية ويحاول تفسير علاقته بالعمليات غير المرئية التي تحدث داخل العضوية سواء العقلية منها أو الجسدية من جهة , وعلاقته بالحوادث الخارجية في البيئة من جهة ثانية ".







 
رد مع اقتباس
قديم 16-01-2007, 09:54 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ناجح أسامة سلهب
أقلامي
 
إحصائية العضو






ناجح أسامة سلهب غير متصل


افتراضي مشاركة: سلسلة علم النفس والتحليل النفسي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحياتي أخانا العزيز نبيل

أشكرك على ملاحظتك الودودة وأرجو أن تشاركني بشرح وإطلاع المشاركين على أهم مواضيع علم النفس فأعرف يقينا أنك بحار متمرس في بحر هذه العلوم .

ونرجع إلى فرويد والتحليل النفسي

فرويد و مفهوم الليبيدو Libido.

"
إننا لو أردنا تحديد مفهوم الغريزة(أو الغرائز) الجنسية في النظرية الفرويدية لقلنا بأنها طاقة نفسية فطرية تحرك النشاط النفسي للشخص وتوجهه نحو الإشباع الجنسي. وتبين الخبرة الميدانية أن أفعال الناس الموجهة نحو إشباع رغباتهم الجنسية تصطدم دوماً بعوائق خارجية قادمة من المجتمع. ويعزي فرويد سبب ذلك إلى مخالفة الأشكال والأساليب المتبعة في هذا النشاط للقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع.

وهذا ما يقود إلى كبت الانفعالات والأفكار التي رافقت أو نجمت عن حرمان الغريزة من الإشباع. فالكبت يحدث، إذن، في كل مرة يصطدم فيها إشباع الغريزة الجنسية بـ"الممنوع الاجتماعي". ومادام الكبت يعني انتقال تلك الانفعالات والأفكار إلى ساحة اللاوعي وبقاءها في حالة نشاط وتأثير على الإنسان، فإن مزيداً من عمليات الكبت سوف يؤدي إلى نشوء الحالة المرضية العصابية، كالهستيريا، وتشكل العقد النفسية، كعقدة أوديب.

ولما كانت الطاقة الجنسية المختزنة في اللاوعي(الليبيدو) هي التي توجه أفعال الإنسان وتصرفاته ـ كما ذكرنا منذ قليل ـ فقد قرر فرويد أن تكون بداية الحياة الجنسية مع "صيحة الاحتجاج" الأولى التي يطلقها الوليد فور خروجه من رحم أمه. ولهذا نراه يتتبع تجليات الغريزة الجنسية وتحولاتها على امتداد سنوات الطفولة، ويتصور أن تلك التجليات تتجاوز تنبيه العضو التناسلي لتشمل مختلف مناطق البدن. فالوظائف الحياتية تكون مشحونة بشحنة ليبيدوية منذ الولادة. ويطلق فرويد عليها اسم "المناطق الشبقية ـ الذاتية"، لأن تفريغ شحنتها لا يستدعي وجود موضوع خارجي، وإنما يتم بفعل ذاتي يقوم به الطفل كالمص والحك والتغوط... الخ، وهنا يتحدث عن ثلاثة مناطق شبقية رئيسية هي: الفم والشرج والعضو التناسلي. وبكل واحدة منها يناط إشباع حاجة حيوية معينة. فالفم يتولى إشباع الحاجة إلى الطعام. والشرج يقوم بتخليص العضوية من الفضلات. وعضو التناسل يؤدي وظيفة التكاثر، وهكذا فإن مفهوم الحياة الجنسية عند الطفل في الاستعمال الفرويدي لا يقتصر على الوظيفة التناسلية فقط، بل يشمل "كل ما يتلعق بنشاطات الطفولة الأولى الهادفة إلى المتعة المحلية التي يمكن لهذا العضو أو ذاك أن يحصل عليها"، ويلفت فرويد انتباهنا إلى وجود أفعال يقوم بها الطفل عن طريق المناطق الشبقية لا تقود إلى إشباع الحاجة الحيوية المنوطة بها، بقدر ما تحقق خفض التوتر. فقرض الأظافر لا يسد جوع الطفل، والاستمناء لا يؤدي إلى الإنجاب، وإنما يساعدان على التخفيف من التوتر الذي يعاني منه الفرد.
وهكذا فالمناطق الشبقية تلعب دوراً ريادياً في نمو الشخصية وتبلور سماتها، لأنها تعتبر، في رأي فرويد، نوافذ لاتصال الطفل بعالمه الخارجي، وبالتالي ، مصدر تجاربه وخبراته. فما يرافق إشباع الطفل لحاجاته(أو عدم إشباعه لها)، من مشاعر سوف يصبح مركباً لسلوكه الجنسي اللاحق وسبباً في هواماته الواعية واللاواعية.
ومن هذا المنطلق يقرر فرويد أن الأعوام الخمسة أو الستة الأولى من حياة الإنسان هي التي تحدد معالم شخصيته ونمطها. وتبعاً للمناطق الشبقية وتعاقب تمركز الطاقة الجنسية فيها يقسم مراحل النمو ويصنّف الشخصيات. فالطفل يمر بثلاث مراحل أساسية: المرحلة الفمية، والمرحلة الشرجية، والمرحلة القضيبية، وعلى أساس السلوك الجنسي في كل مرحلة منها تتكون ثلاثة أنماط من الشخصية: النمط الفمي، والنمط الشرجي، والنمط القضيبي.
1 ـ المرحلة الفمية: Oral Phase يعتبر فرويد الفم أولى المناطق الشبقية الطفلية التي تشرع بأداء وظائفها بعد انفصال الطفل عن الأم مباشرة. فالطفل يحقق اللذة في مطلع حياته بمص الأشياء( ثدي الأم، الرضاعة..)، التي تقترب من شفتيه، أو توضع في فمه. كما يحققها بعد ظهور الأسنان عن طريق العض. وإذا كانت العملية الأولى تزود الطفل بلذة جنسية، فإن العملية الثانية(العض) تزوده باللذة العدوانية. وفي حال تناول الطفل للأشياء المؤلمة(الصلبة أو الحامضة أو المرة) فإنه سرعان ما يعمل على إبعادها عن طريق بصقها. بينما نراه يسلك سلوكاً معاكساً إن هو تعرض إلى محاولة انتزاع شيء لذيذ من فمه، حيث نجده يقاوم ذلك بواسطة غلق فمه. ويذهب فرويد إلى هذه الأفعال(المص، العض، البصق، الإغلاق)، تشكل الخبرات السلوكية الأولى للطفل، وأن تكرارها أو تكرار بعضها في هذه المرحلة يمهد السبيل لتكون بعض سمات الشخصية التي توجه علاقة الفرد بالعالم الخارجي. ويعني ذلك أن كل سمة تقوم على فعل من هذه الأفعال.
فالاتجاه نحو المعرفة والاكتساب وحب الاطلاع تتكون على أساس خبرة المص وتناول الأشياء عن طريق الفم. والعدوان والتخريب والمشاكسة هي نتاج خبرة العض. والاستخفاف والاحتقار والاستعلاء هي تعميمات لخبرة البصق. والسلبية والانسحاب والمعارضة تستمد أصولها من خبرة الإغلاق. وبكلمات أخرى فإن ظهور هذه السمات أوغيابها يتوقف على مدى ما يتيحه المحيط للطفل من مثيرات تحرضه على ممارسة هذه الأفعال أو تكفه عن القيام بها.
2 ـ المرحلة الشرجية Anal Phase يقرن فرويد ظهور هذه المرحلة بنمو عضلات المصرات في نهاية القناة الهضمية، أي في الشرج، حيث يصبح الطفل قادراً على ضبط إخراج الفضلات والتحكم بعملية التبرز التي تقضي على توتره أو تخفف منه وتجلب له الإحساس باللذة. ويعتقد فرويد أن خبرة الطفل في مجال تفريغ الشحنات الجنسية في هذه المنطقة الشبقية هي مصدر تكون الحالات الانفعالية والمزاجية. وقد حدد بداية هذه المرحلة في العام الثاني من حياة الطفل، حيث تبادر الأم إلى إخضاع عمليتي التبول والتبرز للمتابعة والمراقبة الدائمتين بهدف إكسابه القدرة على ضبطهما والتحكم بهما. ولهذا فإن على علاقة الأم بطفلها خلال هذه المرحلة والأساليب التي تتبعها في تنظيم هاتين العمليتين وتعلمه كيفية ضبطهما يتوقف نشوء الكثير من جوانب شخصيته. فأسلوب القسوة قد يدفع بالطفل إلى الإصرار والعناد كتعبير عن رفضه لتدخل أمه. وأسلوب اللين واللطف يحمله على إبداء قدر كبير من المرونة والطاعة. ويرجح فرويد أن يصبح الطفل في الحالة الأولى مشاكساً ومتمرداً، وفي الحالة الثانية كريماً ومحباً.
وعلى صعيد آخر يرى فرويد أن الاحتفاظ بالبراز وحجزه الإرادي يجلب للطفل شعوراً باللذة، مثلما تجلبه عملية التبرز نتيجة إثارة الغشاء المخاطي الشرجي. وبالمقابل فإن إخراجه يجعل الطفل قلقاً وحزيناً ويترك لديه شعوراً بالفراغ. ولقد تحدث عن سمات الشخصية التي تتكون في ضوء الخبرات التي يمر بها الإنسان خلال المرحلة الشرجية، فوجد أن البخل والحرص على الأشياء والممتلكات والتمسك بها هي امتداد لخبرات الحجز الإرادي للبراز. والنظافة والانضباط والترتيب هي تعميمات لتجاوب الطفل مع توجيهات الأهل وإرشاداتهم.
3 ـ المرحلة القضيبية Phallic Phase وتبدأ هذه المرحلة عادة في السنة الثالثة من عمر الإنسان. وفيها يتحول التركيز الليبيدوي من الشرج إلى عضو التناسل. فيبدأ الطفل بتوجيه اهتمامه نحو هذه المنطقة الشبقية والشعور بلذة "حسية" لدى لمسه لعضوه التناسلي وتدليكه له. وتتسم هذه المرحلة بتزايد الرغبة الجنسية عند الطفل نحو الوالدين. فإذا كان الصبي في السابق يحب أمه ويتقمص أباه، فإن حبه لأمه الآن يتخذ طابعاً جنسياً، ويتحول موقفه إزاء أبيه إلى شعور بالغيرة والكراهية، ويدعو فرويد هذه الحالة بـ"عقدة أوديب" وقد اقتبس هذه التسمية عن الأسطورة اليونانية التي تحكي قصة الأمير أوديب الذي قتل أباه(لايوس ملك طيبة) دون أن يعرفه، ثم تزوج أمه(جوكاست) فأنجبت له أربعة أولاد. وعندما عرف الحقيقة فقأ عينيه ورحل عن المدينة بصحبة إحدى بناته. وتسبب عقدة أ وديب في نشوء مخاطر طفلية تتمثل في خوف الطفل من رد فعل أبيه على موقفه من أمه. وقد يصل هذا الخوف إلى حد القلق من أن يلحق به أبوه أذىً جسدياً، فيقطع قضيبه لكونه مصدر الخطر. وهذا ما عرفه فرويد بـ"قلق الخصاء".
ومما يثير لدى الصبي مثل هذه المخاوف هو اكتشافه لنقص التكوين الجنسي للبنت وافتقارها إلى العضو التناسلي الذي يمتلكه وبالنتيجة يكبت الطفل رغبته بالانفراد بأمه جنسياً وكراهيته لأبيه، وبذا تختفي عقدة أوديب عنده. وهنا يقول فرويد بتقمص الطفل لأمه إذا كانت الغلبة لعناصر الأنوثة في تكوينه العضوي، وتقمصه لأبيه إذا كانت الغلبة لعناصر الذكورة عنده. وفي الحالة الأولى يشبع الطفل رغبته الجنسية نحو أمه بصورة جزئية، بينما تفسح الحالة الثانية المجال أمامه ليشارك أباه في شحناته الانفعالية تجاه الأم.
ومما تجدر الإشارة إليه، هنا، هو وجود سمات مشتركة، علاوة على السمات المختلفة، لاندفاعات الطاقة الجنسية عند كل من الذكر والأنثى في المرحلة القضيبية. فالبنت ـ كالصبي ـ تتوجه بحبها نحو أمها، ولكنها تختلف عنه في أنها لا تتخذ من الأب موضوعاً للتقمص. وحينما تكتشف النقص في تكوينها العضوي بالمقارنة مع الصبي فإنها تشعر بالخصاء، ويتغير شعورها تجاه أمها، فتحل الغيرة والكراهية محل الحب، بينما يظهر لديها رغبة جنسية تجاه أبيها لأنه يمتلك العضو الذي حرمت منه. وهذا ما أطلق عليه فرويد "حسد القضيب"، وهو يقابل "قلق الخصاء" عن الذكر، ويعتبر "حسد القضيب" و"قلق الخصاء" وجهين لعقدة الخصاء.
وإذا كان "حسد القضيب" يؤدي إلى ظهور عقدة أوديب عند البنت، فإن "قلق الخصاء" ينذر باختفاء هذه العقدة عند الذكر. ولكن ذلك لا يعني أن عقدة أوديب تظل العلامة المميزة للطاقة الجنسية عند البنت، بل إنها تضعف تدريجياً مع نمو العضوية واستحالة تحقيق إشباع جنسي عن طريق الأب. وتلك مؤشرات دخول الغريزة الجنسية في فترة الكمون Latency Period التي تستمر ـ كما هو الحال عند الولد ـ حتى سن البلوغ. وتعرف هذه المرحلة حلول التقمصات محل الشحنات الموجهة إلى الخارج. ويتحدد موضوع التقمصات على أساس العناصر الجنسية المزدوجة التي تتكون منها الطاقة الجنسية عند البنت. فإذا كانت العناصر الأنثوية عندها هي الأقوى تقمصت أمها. وإذا كانت العناصر الذكرية هي الأقوى تقمصت أباها..
وبهذه الفرضيات التي لم تجد في العلم حتى الآن ما يثبت صحتها، والتي كانت وما زالت أقرب إلى إسقاط تخيلات ذاتية على الواقع، وإقحامها ضمن الحقائق الموضوعية، حاول مؤسس التحليل النفسي تفسير السلوك السوي والمرضي على حد سواء. وبذل جهوداً ضخمة في البحث عن مرتسمات لأفكاره ومفاهيمه في الحالات المرضية التي أشرف على علاجها، ومن ثم ترتيب كل ذلك ووضعه في قوالب محددة وتقديمها على شكل نظرية تدعي بأنها كشفت عن أسرار اللغز الإنساني، وحسمت الحوار الطويل الذي يمتد إلى تاريخ قديم حول مسألة الدوافع المحركة لنشاط الفرد برمته. فقد وجد أن عقدة أوديب هي مصدر الأعراض المرضية، مثلما هي مرجع لتأويل روائع الإسهامات الإبداعية للفنانين والكتاب وغيرهم. وهذا ما عبر عنه بوضوح في إحدى رسائله حين قال: "... لم يراود خاطري سوى فكرة واحدة لها قيمة عامة. لقد وجدت في، كما لدى أي فرد آخر، مشاعر حب نحو أمي ومشاعر غيرة نحو أبي. وهي مشاعر نجدها، على ما أعتقد، لدى كل الأطفال الصغار حتى عندما لا يكون ظهورها مبكراً للغاية، كما هو الحال لدى الأطفال الذين سيصبحون لاحقاً من الهستيريين. وعليه فإننا، رغم كل الاعتراضات المنطقية التي تجعلنا نستبعد فرضية القدر المحتوم، نفهم الأثر الأخاذ لمسرحية أوديب الملك. فالأسطورة اليونانية قد استحوذت على نزعة قهرية يمكن لأي كان أن يتعرف عليها، إذ وجد الجميع أثراً لها فيهم. فكل مشاهد كان في يوم من الأيام أوديباً بالقوة وبالخيال، ويمتلكه الهول أمام تحقيق حلمه الذي يمثل كحقيقة على الخشبة. ويقيس هولـه درجة الكبت الذي يفصل حالته الطفلية عن حالته الحاضرة. ويتبادر إلى ذهني أننا قد نجد الشيء ذاته في جذور مأساة هاملت. فكيف يمكننا أن نفهم تردد هاملت في الثأر لأبيه بقتل عمه في حين لا يتردد لحظة واحدة في قتل لاييرت؟.. كيف يمكننا أن نشرح ذلك بأفضل من العذاب الذي تحدثه فيه الذكرى الغامضة بأنه فكر في الجرم نفسه(الذي ارتكبه عمه) تجاه أبيه بسبب حبه لأمه؟"..(رزق الله، بلا تاريخ، 70، 71).

ولكي يتحرر "الأنا" من التوتر الناجم عن ضغوط "الهو و"الأنا الأعلى" ومتطلباتهما التي غالباً ما تكون متناقضة، يلجأ الفرد إلى اتباع أساليب محددة يطلق عليها فرويد "آليات الدفاع"، وهي: الكبت، والإسقاط، والتثبيت، والنكوص، والتصعيد(التسامي). ويقصد فرويد بالكبت تنحية المشاعر والأفكار من ساحة الوعي إلى ساحة اللاوعي تنحية نشطة. ولدى انتقالها إلى اللاوعي.
فإنها تستمر في تأثيرها، فتحفز الفرد على الإتيان بسلوكيات معينة، ومع أن الشخص لا يعيها، إلا أنه يحس بثقلها وضغطها، ويعتوره بسببها الإحساس بالقلق.
وبالإسقاط يشير فرويد إلى تحويل القلق العصابي أو القلق الأخلاقي إلى قلق موضوعي بغية التخفيف منه وتسهيل مواجهته.
والتثبيت يعني، عنده، توقف النمو النفسي عند مستوى معين من مستوياته المبكرة أو عند مرحلة من مراحله الأولى.
ويحدد النكوص بأنه الانحدار أو الرجوع إلى الدرجات الدنيا من السلوك والتفكير.
أما التصعيد فهو انتقال الطاقة الجنسية المحرمة إلى نشاط مقبول من جانب الفرد والمجتمع. ويعتبر فرويد الإبداع أرقى أشكال التصعيد وأكثرها سمواً، يقول فرويد:"ونستطيع أن نرى بسهولة أن الأنا هو ذلك القسم من الهو الذي تعدل بنتيجة تأثير العالم الخارجي فيه تأثيراً مباشراً بواسطة جهاز الإدراك الحسي ـ الشعور. وفضلاً عن ذلك فإن الأنا يقوم بنقل تأثير العالم الخارجي إلى الهو، وما فيه من نزعات، ويحاول أن يضع مبدأ الواقع محل مبدأ اللذة، الذي يسيطر على الهو. ويلعب الإدراك الحسي في الأنا نفس الدور الذي تلعبه الغريزة في الهو. ويمثل الأنا ما نسميه الحكمة وسلامة العقل، على خلاف الهو الذي يحوي الانفعالات(فرويد 1985 ، 42 ،43).
ويتجلى "مبدأ الواقع" في أن يحتمل المرء التوتر وينتظر تفريغ الطاقة حتى يتم إحضار الموضوع الذي يلبي الحاجة، ويتضح من خلال ذلك أن هذا المبدأ لا يلغي اللذة التي ينشدها الهو، بل إنه يسعى إليها بشكل واقعي ومناسب.
أما "الأنا الأعلى" فإنه يقوم على القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية. ولذا فهو يمثل الجانب المثالي في نظام الشخصية، الذي يتولى مراقبة كيفية تفريغ الطاقة النفسية بتعليق "مبدأ الواقع" و"مبدأ اللذة". ويتشكل "الأنا الأعلى" كاستجابة للممكنات والممنوعات التي تتضمنها توجيهات الوالدين وقرارات وأحكام المؤسسات الاجتماعية المختلفة. وبتقمص الطفل للقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع يتوجه بأفعاله نحو مراعاة ما ينبغي أن يكون ويعرض عما هو كائن بالفعل. ويعني هذا أن "الأنا الأعلى" يعمل لبلوغ الكمال. وفي مسعاه يقوم بكف اندفاعات "الهو" ذات الطابع الجنسي أو العدواني على وجه الخصوص من ناحية، وبإقناع الأنا بتجاوز الموضوعات الواقعية وإحلال المثل السامية مكانها من الناحية الثانية. وهكذا فـ"الأنا الأعلى" يشبه "الهو" في عدم خضوعه لأحكام العقل وقواعد المنطق، و"الأنا" في محاولته السيطرة على الغرائز وتقنين عملية إشباعها. ولكنه، بالمقابل، يختلف عن "الأنا" في أن محاولته لا تقتصر على تعليق الإشباع وتأجيله، وإنما يعمل على الحيلولة دون ذلك إلى إشعار تحدده قيم المجتمع.
ويُبرز هذا النموذج الجديد ذو الأبعاد الثلاثة تنوع الدوافع لدى الإنسان. "فالهو" يمثل الدافع البيولوجي، و"الأنا"يمثل الدافع النفسي الفردي(الذاتي)، و"الأنا الأعلى" يمثل الدافع الاجتماعي. ولكن هذه الدوافع تتخذ عند فرويد أشكالاً جامدة. فالدافع البيولوجي يقتصرعلى طاقة الليبيدو، والدافع الاجتماعي ينحصرفي الاتجاه النفسي للطفل. وبدا "الأنا المسكين" ـ على حد تعبير فرويد نفسه ـ ينوء بكلكل مهمة التوفيق بين مطالب "الهو" وسلطات "الأنا الأعلى"، ويواجه الأخطار المحدقة به "من العالم الخارجي،ومن ليبيدو "الهو"، ومن قسوة "الأنا الأعلى"(فرويد، 1985، 89)، الأمر الذي اعتبره فرويد سبباً في الإصابة بالأمراض النفسية.
"






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإكتئاب النفسي .... أسبابه و طرق علاجه ايهاب ابوالعون منتدى العلوم الإنسانية والصحة 11 28-11-2010 10:36 PM
نقـد المنهـج التحليلي النفسي في تطبيقاتـه الجماليـة؟؟ وفداء غضبان ؟؟ عبود سلمان منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي 1 04-06-2006 03:49 AM
علم نفس قرآني جديد حور الهاشمي منتدى الحوار الفكري العام 0 02-03-2006 07:27 PM
رسالة في العقل للفيلسوف الكندي علي العُمَري منتدى الحوار الفكري العام 3 13-01-2006 04:20 AM
النفس العارية د. تيسير الناشف منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر 1 01-01-2006 09:12 PM

الساعة الآن 10:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط