الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر

منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر للخاطرة سحر و للنثر اقتدار لا ينافسه فيه الشعر، فهنا ساح الانتثار..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-2016, 02:18 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد حمزة طمبل
أقلامي
 
إحصائية العضو







احمد حمزة طمبل غير متصل


افتراضي حنين

حنين..
صديقي .. يرسم الحنين إليك شوقًا مأزوما على تجاعيد الذاكرة المثقوبة بفعل السنين والمسافة واللهث وراء المحفور علي وجه الأيام. أحاول ان انسلخ من براثن اللحظة، ان اعود بذاكرتي للأيام البعيدة، وفي طريق الذكريات الطويل الممتلئ بالصور المطموسة والحكايات المبتورة. التقي بحكيم، وشيخ، وقاطع طريق. يشير لي الحكيم بسبابته نحو بقعة ضوء تسكن كبد الظلمة. تبتلع الحيرة الخطي، يغمرني اليأس: كيف لي ان أتخطى قاطع الطريق القابض على سيفه؟ كيف لي ان اتلمس الدرب في متاهة العتمة؟ ابكي بحرقة وقبل ان الفظ انفاس الامل، يقترب مني الشيخ ويمسح بيده جبيني المرتعش. يجفل الكذب وينزوي النفاق ويتلاشى حب الذات المتكئ على قاموس رمادي الحروف ملتوي المعاني، فيعود العقل كسيرته الاولي حيث لا كذب ولأنفاق ولاحب الذات. تتوهج مدارات الذكري في سماء العقل، تفك طلاسم الظلمة، فينكشف الدرب ويهرب قاطع الطريق، يصرخ الضجر المتصاعد بداخلي: كل هذا كي اعبر بذاكرتي كل هذا كي استرجع لحظة من تلك الأيام البعيدة ؟، يأتي الجواب من ورائي بصوت الحكيم الملفوف بعمق الوعي ووضوح الرؤية: (عليك بالصدق وصفاء الذهن) اهرول نحو الضوء يسبقني الشوق والحنين وفرحة اللقاء. اراك تأتي من بعيد يوقفك هذا وذاك، تجلس القرفصاء في سكون الناسك كي تنصت الي شيخ قعيد، تقبل رأس طفل وتدس في يده شيء ما، تربت على كتف شاب وتتحدث اليه باهتمام بالغ. ارفع لك يدي عالية واشير نحو الساعة، فتبتسم وتهز رأسك، تلمحني عجوز ترسل لي نظرة متوسلة، ابتسم لها والتفت إلى الوراء. تغمرني سعادة وسكينة لا حدود لهما، اشعر وكأنني احلق في سماء الفرح المتمدد في أعماق نفسي المشتاقة لتك الأيام البعيدة. الان فهمت مقولة الحكيم (عليك بالصدق وصفاء الذهن) نستطيع ان نستعيد الماضي، نستطيع ان نتذكر الأيام البعيدة، ولكننا لا نستطيع ان نحسها كما الواقع لأننا عبرنا اليها دون ان نتخلص من شوائب الحاضر الطافح بالمبررات والترهات. تأخذني الذكري لمشهد ابعد. نجلس انا وانت وأمك في فناء منزلكم المطل على الشارع الرئيسي، لا صخب ولا ضجيج ولا بنايات اسمنتية عملاقة تحجب عنا القمر والنجوم وتشوه فضاء الرؤية. تشير لي اختك الكبرى بالسلام من النافذة، وتهبط ابنتها الصغرى الدرج حاملة الشاي، تضع الشاي فوق المائدة وتهرول نحوي، افتح ذراعي فتندفع نحو صدري. ينضم الينا اخيك الكبير، يصافحني بقوة يشد على يدي ويقول: ما هذه الغيبة الطويلة؟ تنظر أمك نحوك وهي تحدثني: صاحبك لم يفتح كتاب منذ أسبوع. وبسرعة بديهة احسدك عليها تلقي اللوم على : ماذا افعل ؟!!أسبوع كامل وانت لم تحضر وانا لا أستطيع المذاكرة بمفردي. تقولها ثم تبتسم فيبتسم القمر. تهز أمك رأسها وتقول: هو دائما هكذا، ماذا افعل معه؟ ثم تنظر إلي وتضحك .. فنضحك جميعاً وتضحك الدنيا كلها. وفي ذروة البهجة ووضوح الصورة، تمتلك الذكري الوعي فتنفلت الأمنيات ويفسح العقل المجال للخيال كي ينطلق في رحبه الواسع الغير محدود، فيلامس حدود المستحيل الغير ممكن. يتدخل العقل، يقبض على لجام الخيال الجامح، فيسلك -الخيال-درباً ملتوياً ويلبس المستحيل امنية علي شكل سؤال يمرره العقل علي مضض (اما كان من الممكن ان يتوقف بنا الزمن عند تلك الأيام البعيدة؟) ينتهز الخيال الفرصة ويردف (ليت بأيدنا ان ندفع من اعمارنا أيام وايام مقابل ان نعيش - مرة اخري - لحظة من تلك الأيام الجميلة) يغلق العقل الباب، ينسحب الخيال، ترتجف الذكري، تتدحرج ..دمعة.

القاهرة / مساء يوم / ذات خريف/ ....
احمد حمزة طمبل






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط